رواية أسير عينيها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دينا جمال
رواية أسير عينيها الجزء الرابع والعشرون
رواية أسير عينيها البارت الرابع والعشرون
رواية أسير عينيها الحلقة الرابعة والعشرون
المصائب لا تأتي فردا كالجواسيس ، بل سرايا كالجيوش…
وليم شكسبير
يقف مذهولا عقدت الصدمة لسانه لم يفق بعد من تلك الكارثة التي اصابت اخته بسببه ليجدها تقف امامه بكل تلك الأعوام تبكي وتنتحب ومن خلفها يقف والدها يبكي هو الآخر يبدو أن كارثة قد حلت بهم
نفرت عروق رقبته تصرخ بغضب عندما مر ذلك المشهد أمام عينيه
هدر بغضب: يا بجاحتك صحيح الاحساس نعمة أنا مش قولتلك لو شفت وشك تاني هدفنك صاحية
جثت علي أرضا ركبتيها امسكت كف يده بتوسل لتهتف بنحيب : اقتلني موتني أعمل فيا الي إنت عايزة بس ابوس ايدك ابوس رجلك الحق بنتك
نفض يده بعنف بعيدا عنها يصرخ في وجهها بحدة : بنت مين يا مجنونة انتي تعملي العملة وجاية تلبسهالي
رحاب باكية : بنتك والله العظيم بنتك
ضحك بتهكم عاليا طفقها بنظرات ازدارء ليكمل بتهكم : علي اساس أن الهانم كانت شريفة اوي
روحي يا حبيبتي روحي لبسي عاملتك دي لحد تاني
تحدث والدها بنحيب هو الآخر: لاء يا ابني والله العظيم دي بنتك
خالد ضاحكا : دا انتوا مطبخينها بقي عيب علي سنك يا عم الحج
سيد باكيا ؛ والله العظيم بنتك حتي شوف صورتها اهي
اقترب سيد سريعا من خالد يمد كف يده المرتجف بصورة فوتغرافيه صغيرة
ازدرق ريقه بتوتر مد كف يده ليأخذ منه الصورة
لحظات يتأمل تلك الصغيرة ذات العينين البنتين مثله وجهها المستدير أنفها الشامخة كأنفه غمزاتها الواحدة هو ايضا عندما يضحك يظهر له غمازه واحدة علي وجنته اليسري
تلقائيا وجد دقات قلبه تتسارع بطريقة غريبة ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة دون وعي منه
فاق على صوت سيد وهو يهتف بنحيب : والله العظيم يا ابني دي بنتك
احس الصدق في نظره عينيه ونبره صوته الباكية فانقبض قلبه بخوف
خالد بحذر: مالها
رحاب باكية: اتأخرت وهي راجعة من المدرسة روحت اشوفها لقيت المدرسة فاضية والعيال كلهم روحوا
هتف سيد بغضب من بين دموعه؛ يا اما قولتلك بنتك لسه صغيرة وديها انتي وهاتيها لكن ايه منك لله يا رحاب
صرخ بغضب : يعني بنتي ضاعت بسببك قسما بالله يا رحاب لو البنت حصلها ما هيكفيني فيكي عمرك كله
العريس يا باشا
قالها احد رجاله وهو يدفع أنور المقيد ليسقط أرضا تحت قدميه
صرخ فيهم وهو يركض لسيارته : ارموه في اي داهية علي ما ارجع
كنت تقفل اعلي السلم ودت النزول عندما سمعت يصرخ في أحدهم ما كادت تخطو أول خطوة لأسفل سمعت ذلك الصوت الأنثوي يصرخ ( بنتك والله العظيم بنتك )
تصنمت في مكانها شعرت ان الارض تميد من تحتها
لينا في نفسها بدهشة: انا مش فاهمة حاجة مين شهد وايه علاقة ياسمين بشهد وخالد عمل ايه لشهد انا سمعت عمي محمود مرة بيقوله مش هسمحلك تعيد مأساة شهد
ومين رحاب دي كمان وازاي خالد عنده بنت ويا تري بقي كان متجوزها ولا مقضيها معاها اخرتها معاك ايه يا ابن السويسي
سريعا كان في احدي المديريات وبسبب رتبته ومركزه قامت المديرية بأكملها علي قدم وساق تبحث عن الطفلة المفقودة طبعوا العديد من الصور لها ووضع خالد مكافاءة مليون جنية لمن يدليه ولو بمعلومة عنها
جاءه محمد ويوسف بعدما عرفوا ما حدث
محمد بدهشة : انت خلفت امتي وازاي بنتك ضاعت
خالد غاضبا: مش وقته يا محمد اهم حاجة اني القيها
محمد بهدوء: ما تقلقش احنا بلغنا اكبر عدد من اقسام وهما بيدوروا عليها
صرخ في وجهه بحدة
خالد غاضبا: مش كفاية انا لازم ادور عليها بنفسي
محمد بضيق: خالد ما تجننش هتمشي في الشوارع تسأل علي عيلة تايهه
خالد غاضبا: لو الي ضاعت دي كانت لوجين كنت عملت اكتر من كدة
يوسف: يا جماعة أهدوا خالد عنده حق احنا لازم ندور حتي في الشوارع يمكن تاهت ولا حاجة هات صورة ليها يا خالد
اعطاه خالد احدي الصور
يوسف: ان شاء الله هنلقيها
محمد: ما تزعلش مني يا خالد انا اسف يا صاحبي وعلي فكرة بنتك في غلاوة بنتي بالظبط وانت كمان هلف مع يوسف وان شاء الله هنلقيها وترجع لحضنك
خالد برجاء: يا رب
_____________________
……: عملت ايه
شاكر ضاحكا: كله تمام
…..: الرجالة خلصوا
شاكر بثقة : ما تقلقش كل حاجة تمت علي ماية بيضا
نائد بغل: عشان يبقي يبقي سبع الرجال تاني لولا اني سافرت عز برة كان مات الدكاترة قاله أن جاله نزيف في المخ من كتر الضرب يا إما نفسي أشوفه وهو مذلول ومكسور بعد الي هيحصله
النهاردة الفجر تنفذ الي قولتلك عليه
شاكر بثقة: ما تقلقش ، ما تقلقش خالص
منذ ساعات وهو يبحث بجنون لم يترك احد الا وسأله الدوريات لا تكف عن البحث أعلن أنه سيتنازل عن ثروته بأكملها لمن يجدها
سقط ارضا لم تعد قدميه تستيطعان حمله أسرع صديقه ناحيته ليمسك يده برجاء
خالد برجاء : بنتي يا محمد عشان خاطري يا صاحبي هاتلي بنتي ، بنتي لو حصلها حاجة أنا هموت
محمد سريعا: ما تقولش هنلاقيها والله العظيم
هنلاقيها بس إنت لازم تستريح شوية كدة هيحصلك حاجة
_________________________
جلست على الفراش تضم ركبتيها لصدرها تحطيهما بذراعيها تنساب الدموع من عينيها بلا توقف ، اغمضت عينيها بألم تضغط عليهما عندما ازدادت دموعها عندما مر ذلك المشهد أمام عينيها
Flash back ليوم زفاف انور وياسمين
دخل انور وياسمين الي منزلهم الصغير
انور مبتسما بخبث : مبروك يا حبيبتي
توردت وجنتيها خجلا لتهتف بخجل وبصوت خفيض: الله يبارك فيك يا حبيبي تعرف انا اسعد واحدة في الدنيا
انور مبتسما : وانا كمان اسعد واحد في الدنيا اخيرا هحقق الي انا عايزة
ياسمين بخجل : بس بقي علي فكرة إنت بتكسفني
ضحك انور عاليا بخبث : اخيرا هحقق انتقامي
ياسمين مبتسمة: انتقام ايه يا حبيبي انور بطل هزار
تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: هزار!!!!
هو انتي فكراني بهزر ولا فكراني بحبك فعلا انا عملت كل دا عشان احقق انتقامي من اخوكي
اتسعت عينيها بفزع من كلامه الغريب ذاك تلقائيا بدأت تبتعد عنه
ياسمين : انت بتهزر يا انور صح قولي انك بتهزر صح اخويا مين الي عايز تنتقم منه وليه
هتف بغل من بين اسنانه : خالد اخوكي عايزة تعرفي ليه يا حبيبتي عشان الي عمله في اختي فأنا قررت ارده لأخته
ياسمين بصدمة: اختك اختك مين
انور : شهد فاكراها يا ياسمين
ياسمين بفزع: شهد انت اخو شهد طب ازاي
أنور ضاحكا بسخرية : اه ما انتي اكيد ما تعرفيش ما هو البيه اخوكي خطب التلات واتجوز الخميس فاكره اخوكي عمل ايه في شهد انا بقي هعمله فيكي
صرخت ياسمين بفزع : لا لا يا انور انا ياسمين حبيبتك
ضحك عاليا بخبث لم يستمع الي توسلاتها اعماه شيطان غضبه علي أن يتسمع لصرخات تلك المسكينة وهي تتوسل له أن يرحمها اراد ان يطفئ نيران ثأره فلم يجد امامه سوء تلك المسكينة لتكون قربانا لنيران ثأثره المندلعة
انور ضاحكا بجنون: وحياة شهد لهدفعك تمن كل صرخة طلعت منها بسبب اخوكي
ياسمين باكية: لاء يا أنور لاء يا أنور عشان خاطري ارحمني
انور غاضبا : واخوكي مارحمش اختي ليه لازم احرق قلبه عليكي زي ما حرق قلبي على اختي
Back
اغمضت عينيها تجهش في بكاء مرير دفعت ثمن خطأ لم ترتكبه من الأساس رأت من حبيبها الأول ألوان مختلفة من الذل والإهانة فقط ليأخذ بثأره منها هي البريئة الجانية في نظره المجني عليها منه
_____________________________
ذهبت الي غرفة والدته بعدما اتخذت قرارها بأن تعلم كل شئ
دقت علي باب حجرتها فسمعت صوتها تأذن لها بالدخول ادارت المقبض لتدخل
لينا بهدوء: مساء الخير يا ماما
زينب بابتسامة صغيرة: مساء النور يا حبيبتي
لينا بتوتر : ماما أنا كنت عايزة اسألك عن حاجة
زينب بهدوء: رحاب وشهد مش كدة
اتسعت عينيها بدهشة لتهز رأسها إيجابا سريعا
فاشارت زينب لها لتجلس بجانبها
ذهبت سريعا وجلست بجانبها علي حافة الفراش لتبدأ زينب تقص عليها كل شئ
_______________________
اقتنع بعد محاولات كثيرة من صديقه ان يذهب ليرتاح قليلا
جلس علي كرسي مكتبه يخفي وجهه بين كفيه بارهاق
محمد : اهدي يا خالد وما تشلش هم هنلاقيها هقلب الدنيا عليها
رفع وجهه ينظر لصديقه بتوسل : هاتها لحضني وخد الي إنت عايزه لو عايز فلوسي كلها هتنازلك عنها
هز محمد رأسه نفيا بيأس من تلك الحالة التي وصل إليها صديقه
خرج من المكتب ليغلق الباب خلفه
ليجد هاتفه يرن فتح الخط سريعا
محمد: ايوة ايوة فين اتسعت عينيه فزعا اييييه طب طب أنا جاي حالا
ركض سريعا الي سيارته ذاهبا بها الي ذلك العنوان
أوقف سيارته ليترجل منها ذلك وجد حشد غفير من المارة ورجال الشرطة اندفع يشق ذلك الحشد
صقع شعر وكأن كهرباء شلت جسده كله شخصت عينيه بفزع لا يصدق أن الملقاة أمامه ارضا هي !!!!!!!!
بعد ساعات نهش القلق قلبه بلا رحمة أنهي أكثر من ثلاث علب من السجائر
وجد صديقه يدخل الي المكتب هب من مكانه مسرعا إليه تعثر عدة مرات فأسرع صديقه يسنده
خالد بلهفة : سما ، سما يا محمد بنتي لقيتها مش كدة إنت وعدتني أنك هتلاقيها ، لقيتها صح
رفع عينيه بأسي ينظر الي ملامح اللهفة والشوق التي تصرخ من وجه صديقه ليهز رأسه إيجابا
خالد مبتسما باتساع : بجد لقيتها الحمد لله يا رب ، الحمد لله يا رب إني عارف إني غلطت كتير بس هتغير وهتتوب ومش هعمل حاجة تغضبك تاني
نظر الي صديقه يهتف بلوعة : انت واقف ليه يلا وديني لبنتي سندني يا صاحبي رجليا مش شيلاني
اسنده صديقه الي السيارة منطلقين الي احدي المستشفيات
نظر الي تلك اللوحة الكبيرة التي خط عليها اسم تلك المستشفى ليعاود النظر الي صديقه مرة أخرى هاتفا بقلق
خالد بقلق : هي سما تعبانة ولا ايه
صدقا لا يجد ما يرد به عليه ففضل الصمت نزل من السيارة التف ليساعده علي النزول فابعد يده بحدة : أنا كويس وديني لبنتي
هز رأسه إيجابا ليدخل الي تلك المستشفى ظل يمشي في طرقاتها الي أن وصل الي ذلك الباب الكبير يعلوه لوحة صغيرة
نظر خالد الي اللوحة بحذر ليعاود النظر الي صديقه الواقف أمامه يهتف بقلق : إنت وقفت هنا ليه
رفع محمد كف يده يربط به علي كتف صديقه بحزم
محمد بأسي: خالد أنا عارف إن الي هتشوفه مش سهل علي اي حد بس عشان خاطر اغلي حاجة عندك خليك قوي إنت راجل مؤمن وعارف أن الموت ما بيفرقش ما بين كبير وصغير
ازدادت عينيه اتساعا مع كل كلمة ينطق بها صديقه ليصرخ في وجهه غاضبا: ايه الجنان الي إنت بتقوله أنا عايز بنتي فين بنتي
ادمعت عيني صديقه حزنا : تعالا معايا
فتح محمد باب المشرحة ودخلها وخلفه خالد يجر قدميه جرا وجد صديقه يقف امام فراش حديدي صغير مغطي بملاءة بيضاء تخفي ما يوجد أسفلها
رفع محمد الملاءة من علي الفراش فجاءة
شخصت عينيه بفزع شعر ببرودة تعصف بكيانه كله هز رأسه نفيا بعنف بالتأكيد يحلم وسيستيقظ الان حلم حلم حلم هو حلم لالالا تلك ليست ابنته بالتأكيد ليست هي
اتجه برأسه ناحية صديقه الذي هتف بأسي شد حيلك يا خالد
هز رأسه نفيا بعنف سريعا كاد أن يصرخ عندما قاطعه احد الاطباء يصرخ غاضبا : انتوا مين وازاي تدخلوا المشرحة
محمد غاضبا: العقيد خالد السويسي والرائد محمد محفوظ احنا لينا الحق ندخل المكان الي احنا عايزينه
اصوات متداخلة من حولة اصوات صراخ غضب كل هذا لا يهم فشعوره لا يمكن لقلم ان يوصفه ابدا صدقوني حاولت قدر المستطاع
صرخ بقوة هزت جدران المستشفى فزعا : بررررررررررررة اطلعوا بررررررررررررررة
انتفض الطبيب فزعا من صوت صراخه الغاضب ليجذب محمد يده سريعا الي خارج الغرفة
اقترب من سرير ابنته الي أن وقف بجانبها مد يده المرتجفة يضعها علي خصلات شعرها ببطئ مسد علي شعرها بحنان
ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يوقظها
خالد مبتسما: سما ، سما قومي يا حبيبتي قومي يا حبيبتي انا بابا ، قومي يا سما وانا اجيبلك لعب كتير قومي يا سما عشان خاطري يا بنتي قومي
انسابت الدموع من عينيه بغزارة علي وجنتيه
احتضن جثة ابنته جثي علي ركبتيه ارضا
وبدا يضربها علي وجنتها برفق
خالد باكيا : سما قومي يا سما بدأ يصرخ دموعه شلالات لا تتوقف
قووومي يا سما لاء يا سما مش هتموتي ما تموتيش عشان خاطري مش معقول اول مرة اشوفك فيها تكوني جثة يا بنتي
قومي يا سما قومي يا بنتي
يااااارب يااااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير بس بلاش العقاب دا يااارب بلاش بنتي قومي يا سما قومي وبابا هيعملك كل الي انتي عيزاه بس اسمع منك كلمة بابا ولو مرة واحدة ااااااه يااا رب ليه بنتي يا رب
دخل محمد الي المشرحة مسرعا عندما سمع صوت صراخه
محمد باكيا: كفاية يا خالد كفاية يا صاحبي
خالد باكيا : ليه يا محمد ليه ما الحقش اسمع صوتها ولا اشوف ضحكتها ليه مالحقش اسمعها وهي بتقولي يا بابا
محمد باكيا: وحد الله يا خالد سما ماتت خلاص اجمد عشان تجبلها حقها
خالد: حقها ؟
اعطي محمد لخالد ورقة بها تقرير الطب الشرعي فتحها بأصابع مرتجفة مجرد ان قرأ ما فيها صرخ صرخة عالية وفقد الوعي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)