رواية بحر العشق المالح الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الجزء الثاني
رواية بحر العشق المالح البارت الثاني
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثانية
﷽
#بحرالعشق_المالح
#الموجه_الثانيه.
….. ــــــــــــــــــ
بشقه فخمه بحى راقى من أحياء إسكندريه
على طاوله السفره
جلسن كل من صبريه وصابرين
تبسمت صابرين قائله: فين الواد إياد، ليكون طفش.
ضحكت صبريه وقبل أن ترد، إنتفضت صابرين فزعه بسبب الذى تسحب ودخل صامتًا، الى أن أصبح خلفها وقام بفرقعة تلك البالونه التى كانت بيده ضاحكًا على فزع صابرين.
لأ انا أخدت الأجازه ومقضيها عالبلاچ، أشوف البنات الحلوه.
نظرت له صابرين بغيظ قائله: طبعاً هستنى أيه من واحد رخم زيك، ومش محترم.
ضحكت صبريه قائله: والله رأيى من رأيك يا صابرينا.
تبسمت صابرين بشوق قائله: صابرينا، ده الأسم اللى كان عمو “مراون” بينادينى بيه.
شعرت صبريه بغصه قويه وكادت تدمع عينيها لكن لاحظت صابرين ذالك وقالت: واد يا إياد مش كنت بتقول عندك بطولة تنس طاوله إمبارح نسيت اتصل عليك، ها قولى سبع ولا كلــ….
لم تُكمل صابرين هجائها ورد إياد: سبع طبعًا واتأهلت كمان لبطولة الجمهوريه تحت سن خمستاشر سنه.
فرحت صابرين قائله: براڤوا عيلة التهامى هيبقى فيها بطل دولى، بس اوعى يالا لما تاخد البطوله وتطلع مع منى الشاذلى تنسى تقول أسمى لما تسألك مين الاشخاص اللى ليهم فضل عليك.
ضحك إياد قائلاً بمزح:هو أنا أعرفك أصلاً عشان أذكر أسمك إنت مين يا شاطره قاعده عندنا بتعملى أيه،مين دى يا ماما تعرفيها.
ردت صبريه بمزح وهى تنظر لوجه صابرين بتمعن:
إستنى كده أنا بشبه عليها،شبه مين،مين،مين…مش فاكره.
ضحكت صابرين قائله:لأ أفتكرى كويس أنا شبه حماكى الله يرحمه بالظبط حتى سمانى على إسم حماتك.
ضحكت صبريه قائله:خلاص أفتكرتها،دى صابرين بنت عمك سالم.
نظر إياد لـ صابرين ثم لـ صبريه قائلاً:متأكده يا ماما ولا أنا حاسس ان دكتورة الحيوانات دى بتستفزك.
ضحكتا صبريه،وصابرين التى قالت:
أنا الدكتوره صابرين سالم التهامى مستفزه يا فاشل.إبقى قابلنى أنت والفاشل التانى لو حد فيكم حتى جاب مجموعى فى الثانويه أخرتكم ستين فى الميه بالرأفه كمان.
تبسم إياد وجلس جوارها قائلاً:حلوين ستين فى الميه يدخلونى اكاديمية الشرطه وانا رجِل على رجِل وأبقى ظابط و أقبض على الحراميه اللى بتسرق البيض.
ضحكت صبريه تقول:بس بلاش تفكرها بالبيض،أنقذنا ما يمكن إنقاذه وعملنا أحلى كيكه لسه سخنه لما تبرد….
قاطعتها صابرين قائله بغيظ:منه لله الحقير اللى زق الشنطه برجله، رغم إنى متحققتش من وشه قوى، بس وشه مآلوف كآنى شوفته قبل كده ولو شوفته مره تانيه هعرفه بسهوله، بس الحمد لله، أهو كويس إنى مكنتش حاطه البيض فى الرده، وحطيته فى الدقيق، أهو أتصرفنا، بس أيه لما تبرد الكيكه إنت قلبك هيحن للواد ده تدى له حتة كيكه،دى من شقى عمري.
نظر لها إياد بمهادنه وإغواء يعلم تأثيره عليها قائلاً:صابرينا حبيبتى أيه رأيك تدينى حتة كيكه وأخدك معايا بكره التمرين فى النادى وأعزمك على أيس كريم بالفانليا.
تبسمت صابرين بإيماءه موافقه.
فقالت صبريه:بس دى تبقى رشوه يا دكتوره.
ردت صابرين قائله:لا دى مقايضه شئ قصاد شئ.
ضحك إياد بموافقه على قول صابرين هو الآخر:
فعلاً دى مقايضه يا ماما، صابرين بنت عمى مبتطلعش خسرانه أبداً.
تبسمت صبريه قائله:يعنى أيه أطلع أنا منها.
اماء الاثنان لها رأسهم بموافقه.
ضحكت قائله:مش عارفه ليه دايمًا بحسك يا صابرين طفله عقلها مش بيكبر،ودايمًا حاطه نقرك من الأصغر منك،إن كان إياد ولا أخوكِ هيثم.
ضحكت صابرين قائله بمرح: يظهر عقدة نقص.
ضحك اياد قائلاً: انتِ عندك نقط نقص كتير، أولها إنك مستفزه.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بــــ منزل زهران
بالجناح الخاص بــــ فاروق
كان نائم على ظهره بالفراش ينظر الى تلك السحابه الدخانيه التى تخرج من فمه من تدخين إحدى السجائر سارح بعقلهُ لدرجة أنه غير منتبه لحديث زوجته الى ان خلعت مئزرها وصعدت جواره على الفراش ووضعت يدها فوق كتفهُ قائله:
فاروق…
إنتبه فاروق لها.
أكملت قولها بسؤال: أيه اللى واخد عقلك، سرحان فى أيه بكلمك مش منتبه ليا ؟
رد فاروق:مش سرحان ولا حاجه بس لخبطه فى الشغل ، كنتى بتقولى أيه؟
رغم أنها تشعر أنه يكذب عليها لكن تغاضت عن ذالك قائله: بقولك وأنا عند ماما النهارده وأنا هناك جه وفيق أخويا وطلب منى طلب كده ومعرفتش أرد عليه قبل ما أشورك الأول.
رد فاروق بإستفسار: وأيه هو الطلب ده؟
ردت سحر: هو بيقول ربنا كرمهُ ومصنع العلف بتاعه شغال كويس، و بيفكر يتوسع ويعمل مصنع تانى، وعاوز يشترى حتة أرض عشان المصنع الجديد.
تسرع فاروق قائلاً بتريقه: وندبك إنت تدورى له حتة الأرض اللى عاوز يعمل عليها المصنع الجديد؟
ردت سحر بنفى: لأ طبعًا هو خلاص لقى الأرض المناسبه.
رد فاروق: طب كويس وأنا دخلى أيه بقى، ولا لسه فى دماغك الهبل وعاوزانى أشاركهُ.
ردت سحر: وماله لما تشاركهُ، أهو زيادة خير، شوف عواد اهو بينفصل عن عيلة زهران وعمل أكتر من مصنع لتصنيع اللحوم فى أسكندريه والقاهره، غير المصنع اللى هنا فى البحيره، ومحافظات تانيه وهو صاحب أكبر نسبه فى المصانع دى،غير مزارع المواشى.
نظر لها فاروق بزغر قائلاً: قولتلك قبل كده ماليش دعوه بغيرى، وأنا كمان عندى مصنع منتجات ألبان مش محتاج شراكه فى شئ مش بفهم فيه، خلصنا قولى اللى عاوزاه من الآخر وبلاش لف ودوران ولا تفتيح كلام مالوش لازمه.
شعرت سحر باليأس قائله: الأرض اللى قالى عليها وفيق أخويا، هى الأرض بتاعتكم اللى جنب كشك الكهربا بتاع البلد اللى عالسكه الرئيسيه للبلد.
نظر لها فاروق بتهكم قائلاً: وده طلب اخوكِ ولا انتى اللى دلتيه عالارض دى بالذات.
ردت سحر بتسرع كاذب: لأ هو اللى طلب منى أقولك قبل ما يكلم الحج فهمى فى شراء الأرض وتتفاجئ وقتها.
رد فاروق بتهكم:لأ مالوش لازمه يكلم الحج فهمى،الارض دى بالذات مش للبيع.
حاولت سحر إقناع فاروق قائله:
ليه مش للبيبع ده هيدفع تمنها بسعر السوق.
رد فاروق بقطع: قولتلك الأرض دى بالذات مش للبيع ودلوقتي أطفى نور الاوضه، أنا تعبان طول اليوم وعاوز انام.
شعرت سحر بغصه ونهضت تُطفى أضوية الغرفه ثم عادت تتسطح جوار فاروق الذى نام على أحد جانبيه يُعطيها ظهره ، إقتربت منه وقامت بإحتضانه من ظهره تتود له بالقبلات وبعض اللمسات تُثيره، كى يستدير لها، بالفعل نجحت فى ذالك وإستدار لها مُثارًا يلتهم شفتاها فى قبلات خاليه من المشاعر مجرد شهوه لا أكثر، وهى تعتقد أنه متيم بها لكن قلبه يهمس بآخرى يتمناها أصبحت بعيده عنه، لكن مازال قلبهُ يآن بعشقها الذى تخلى هو عنه.
…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ شقة صبريه
منتصف الليل رغم وجود مُكيف فى غرفتها لكن إستيقظت صابرين تشعر بالضجر وكذالك العطش، نظرت لجوارها لم تجد مياه، نهضت من فراشها وإرتدت مئزر باكمام فوق منامتها ذات النصف كُم ووضعت وشاح صغير على رأسها وخرجت من الغرفه توجهت الى المطبخ فتحت الثلاجه وأخذت زجاجة مياه إرتشفت القليل ثم نظرت الى الموقد شعرت بحاجتها لـلـ القهوه… وقفت تُفكر ربما لو احتست القهوه الآن تُزيد من حالة الضجر والسهر.
لكن سمعت من خلفها من تقول: يظهر الصيف السنه دى هيبقى حار نار التكييف زى ما يكون بيجيب صهد، أيه رأيك اعمل لينا فنجانين قهوه ونسهر شويه ندردش ونستمتع بريحة البحر ونسمة الهوا الطبيعيه فى البلكونه.
آستدارت صابرين لها مبتسمه تقول بتوافق:
يبقى قهوه وجنبها حتيتين كيكه من اللى عملناها بالبيض اللى سرقتهُ من ماما.
ضحكت صبريه قائله: عشان تحرمى بعد كده، شوفتى نتيجة السرقه، الحلال مفيش أحلى منه.
ضحكت صابرين هى الاخرى قائله: يلا كويس عملنا إعادة تدوير للبيض والدقيق، هاخد الكيكه وأطلع أجهز القعده فى البلكونه على ما تعملى القهوه.
بعد قليل بشُرفه خاصه بالشقه ترى البحر من بعيد،وضعت صبريه تلك الصنيه على الطاوله وجلست جوار صابرين التى قالت:والله مفيش احلى من هوا البحر،هيوحشنى.
تبسمت صبريه قائله:ليه مش ناويه انتِ ومصطفى تاخدوا لكم اسبوع ولا اتنين عسل تقضوهم على أى شط،أو تجوا تزورنى ولا أيه.
ردت صابرين: تصدقى لغاية دلوقتي مصطفى مكلمنيش إن كنا هناخد لينا أسبوع عسل بعيد عن البلد…بس مفتكرش ده هيحصل،مصطفى أجازتهُ محدوده باليوم،شهرين بالظبط،وطبعًا زى كل اجازه مرات عمى بيبقى ناقص عليها تربطه جنبها فى السرير،عاوزه تشبع منه طول السنه متغرب وبعيد عنها وهو مش بيحب يبعد عن حضنها.
تبسمت صبريه قائله بتوريه:بس مصطفى خلاص هيبقى له زوجه وهى أولى بحضنهُ،وساميه أكيد عارفه كده.
تبسمت صابرين بتهكم قائله:مرات عمى عندها نفسها أولاً ولازم تكون هى محور حياة اللى قدامها،ومحدش يعارضها لا عمى ولا مصطفى مفيش حد بيعارضها غير فادى،بيعمل اللى فى دماغهُ ومش بيسمع لكلامها وده الصح…لازم كل واحد يختار حياته بناءًا على رغبته هو مش رغبة حد غيرهُ.
تبسمت صبريه بلؤم قائله:
بس مصطفى أختارك برغبته وكلنا عارفين قد ايه هو بيحبك من زمان وطلبك أكتر من مره من وانتِ فى الجامعه حتى بعد ما اتخرجتى بس وقتها قولتى هشتغل الاول،وأهو سابك على راحتك.
ردت صبريه بتأفف:فعلاً سابنى على راحتى بس طبعًا بموافقة مرات عمى،أنى اكون موظفه عشان الحياه الزوجيه مشاركه بين الزوجين،تعرفى اوقات بحس إنها مش طيقانى بس موافقه بس عشان إنى موظفه.
تعجبت صبريه قائله:مش فاهمه قصدك.
ردت صابرين:أفسرلك قصدى،مرات عمى كانت قبل كده معارضه كل ما مصطفى يعرض أو يلمح أنه عاوز يتجوزني كنت بحس منها بالرفض وكانت وقت ما بابا يرد ويأجل الموضوع لأى سبب،مره لازم اخلص دراستى،بعدها مش قبل ما أستلم وظيفتى، كنت بحس إنها بتنبسط،لحد ما فعلاً إستلمت وظيفتى هنا فى أسكندريه تبع وزارة الصحه، وافقت فوراً، طبعاً هبقى موظفه ومش هطلب من مصطفى مصاريفى وكمان هشارك فى مصاريف البيت هى بنفسها لمحتلى بكده أكتر من مره وأنا بعمل مش واخده بالى، انا معنديش إعتراض إنى اتشارك انا ومصطفى فى بناء حياتنا سوا، بس مش بحب تبعيته لمامته
تعرفى إنها هى اللى شجعته عالسفر لما جاله عقد عمل فى شركة ادويه فى السعوديه طبعًا المبلغ المادى الكبير زغلل عنيها.
ردت صبريه: ودى فيها أيه، أى أم بتحب الخير لولادها.
ردت صابرين بتوافق: فعلاً صح أى أم بتحب الخير لولادها، بس مرات عمى بتحب الخير لنفسها أولاً، تعرفى إنى عرفت بالصدفه إن معظم الفلوس اللى مصطفى بيحولها لـ عمى بتاخد جزء كبير منها لنفسها وفاتحه حساب فى البريد بإسمها وبتحط الفلوس دى فيه، والجزء التانى كانت بتكمل بيه تشطيبات الشقه اللى هنتجوز فيها أنا ومصطفى وكمان العفش،وكل ده على ذوقها كآنى مش موجوده تتصل بعد ما تقرر بإعتبار كده إنها بتشاركنى معاها الاختيار.
ردت صبريه: أنا ليه حاسه إنك مش متحمسه لجوازك من مصطفى بعد أسبوعين… وكل الوقت ما بيقرب بحسك بتتوترى.
نهضت صابرين واقفه وتوجهت نحو سياج الشُرفه قائله:
فعلاً كل ما وقت الزفاف بيقرب بحس بتوتر وخوف، خايفه مصطفى يكون النسخه التانيه من وفيق جوز فاديه أختى تابع لكلمة مامته مالوش شخصيه قدامها، وده كان السبب الرئيسى دايماً لتأجيل الارتباط
بـ مصطفى ولو مش تدخل عمو “مروان” يمكن مكنتش أرتبطت بـ مصطفى هو اللى أقنعنى بصراحه وقتها بس دلوقتي حاسه برهبه، انا مش زى فاديه وعندى طاقة إحتمال زيها، ومتأكده مرات عمى هتتنغص عليا، أنتِ عارفه إنى وقت عصبيتى مش بعرف مين اللى قدامى، ومتأكده إنى هتصادم مع مرات عمى بسرعه، بس خايفه وقتها من إن مصطفى يفضل تابع ليها ويهدم حياتنا.
تعجبت صبريه قائله: بس أنتى متفقه مع مصطفى إنك مش هتسيبى شغلك… هى فترة أجازته بس هتاخديها أجازه وبعد كده هترجعى تانى لهنا فى إسكندريه
فـ مدة وجودك فى البلد مع ساميه مش هتبقى طويله.
ردت صابرين: وهى المده هتفرق طويله أو قصيره مع مرات عمى، إمبارح لمحتلى إن وظيفتى ملهاش قيمه وإنى بقبض ملاليم طبعًا بالنسبه للمبلغ اللى بيحوله مصطفى كل شهر وده إستقلال منها بيا، فى البدايه قبلت بيا عشان هبقى موظفه وأشارك فى مصروف البيت ده طبعًا كان قبل ما مصطفى يجى له عقد الشركه السعوديه وكان فى تكافؤ بينا دلوقتي هو الأعلى طبعًا فلازم أنا أقدم تنازلات وإنى أخد أجازه من شغلى وأقعد معاها فى البلد ومتأكده وقتها مش هتحمل تسلُطها كتير،سبق وقولتلك أنا معنديش برود ولا إستسلام فاديه لما وفيق خيرها بينه وبين شغلها مدُرسه،وهى وافقت،ومع الوقت إنطفت حماستها للحياه بقت رتيبه،حتى بابا هو اللى بيدفع لها فلوس قصاد أنهم يمدوا أجازتها،سمعت مره ماما بتقوله بلاش تدفع تمن أجازة فاديه ورفض قالها محدش ضامن الزمن يمكن ترجع تحتاج ليها فى المستقبل،حتى أنا بابا من يوم ما أتوظفت قالى مرتبك انتى حره فيه،جهازك انا عامل حسابه،وأنا بجزء من مرتبى أشتريت عربيه صغيره بالقسط، صحيح مش ماركه ولا موديل حديث بس أهى بتقضى وتوصلنى لأى مكان أحب أروحله فى أى وقت مش بحمل هم موصلات الطريق،وأقات كنت بروح بيها البلد فى البحيره،بس تاتش مرات عمى لما أتريقت عليا،أزاى إنى بنت وبسوق عربيه فى بلد آرياف،بعدها طلب منى بابا بلاش أروح البلد بالعربيه،ووافقت عشان خاطره بس .
ردت صبريه: رأيى تتكلمى مع مصطفى قبل جوازكم وتحطى النقط عالحروف، فعلاً ساميه إستغلاليه وبتحب تفرض سيطرتها، وطبعها صعب تتكيفى معاه.
تنهدت صابرين بسأم قائله: ده فعلاً اللى ناويه عليه، هتكلم مع مصطفى وأحدد مصيرى معاه، حتى لو كان الطلاق قبل الجواز بيوم واحد.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
صباحً
بـ الأسكندريه بـ ڤيلا زهران
فتحت تلك الصبيه الجميله باب غرفة عواد دون طرق على باب الغرفه مما أزعج عواد الذى إنتهى للتو من إرتداء ملابسهُ،نظر لها بضيق بينما هى إقتربت منه بلهفه وحنو وألقت بنفسها عليه تحتضنه قائله:
آبيه عواد كنت واحشنى اوى،إمبارح كان آخر يوم لأمتحاناتى ومصدقت خلصت ونمت مقتوله،يادوب لسه صاحيه وداده قالتلى إنك جيت أمبارح المسا وانا نايمه،ماما أخبارها أيه وبابا كمان ليه مجوش معاك.
أبعدها عواد عنه وذهب نحو التسريحه وجذب ساعة يد وقام بإرتدائها قائلاً بلا مبالاه:
عمى ومراته أكيد بخير تقدرى تكلميهم عالموبايل تطمنى بنفسك ومتسألنيش،وسبق قولتلك قبل كده ممنوع تدخلى أوضتى بدون إستئذان وقبل ما أسمح لك بالدخول فاهمه يا غيداء.
شعرت غيداء بغصه قائله بخفوت حاولت التبرير:حاضر،بس أنت كنت واحشنى اوى،آسفه.
لم يرد عليها وفتح علبة السجائر وقام بحذب واحده ووضعها بفمه وقام بإشعالها ونفث دخانها.
تحدثت غيداء:هتشرب سجاير عالريق مش تفطر الأول.
رد عواد:أتعودت على كده وكمان أنا مش هفطر عندى شغل مهم فى المصنع، أبقى قولى للشغاله توضب الأوضه، سلام.
قال عواد هذا وغادر تاركًا غيداء تشعر بحزن من معاملة أخيها لها بهذا البرود كآنه غريب عنها لا أخيها، تدمعت عينيها تشعر بحسره، فى قلبها ليست من عواد فقط، بل من بقية أخواتها الشباب من والداها هم أيضًا لا يعطون لها أى أهميه تشعر انها وحيده وسطهم.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بأحد مصانع منتجات اللحوم
كان عواد يجلس على مقعد المدير، ليرن هاتفه برساله، نظر للشاشه ثم فتح الرساله و تبسم، لكن سُرعان ما رن هاتفه، ورأى إسم المتصل فـ رد عليه يسمعه:
لجنة وزارة الصحه وصلت يا أفندم سبق وقولتلى وقت ما توصل أعرفك.
نهض عواد من على المقعد قائلاً: تمام أنا جاى فورًا.
بعد قليل فى بهو كبير بـ مدخل المصنع وقف عواد يقول بترحيب فاتر وهو ينظر الى تلك الطبيبه:أهلاً بوزارة الصحه فى مصنعى المتواضع… أنا عواد زهران.
رد عليه رئيس اللجنه ببساطه.
بينما لم تلاحظ صابرين نظر عواد لها وجالت عينيها تتفحص المكان هامسه:مصنع على مساحه قد بلدنا وبيقول عليه متواضع،يمكن عنده ضعف نظر.
تحدث عواد مره أخرى:أعتقد وسبق حضراتكم شرفتوا مصنعنا قبل كده وفحصتوه واتأكدتوا أنه مطابق سواء لموصفات وزارة الصحه أو البيئه.
هنا نظرت صابرين الى وجه عواد تذكرته،أنه هو الحقير الذى قام بدفع حقيبتها بالأمس بمحطة القطار،شعرت بغيظ ودت لو صفعته بسبب فعلته بالأمس،فبدل أن يقف يعتذر منها نظر لها بفظاظه وغادر، لكن تمالكت نفسها حتى لا تُصبح مثله فظه.
تحدث أحد أفراد اللجنه قائلاً بموافقه على حديث عواد:
فعلاً إحنا سبق وفحصنا المصنع وقدمنا تقرير إنه خالى من المخالفات و….
لم يكمل ذالك الفرد حديثهُ حين قالت صابرين:.أهو قولت سابق إحنا فى دلوقتي،ولازم نقوم بواجبنا ونتأكد من مُطابقة المصنع للموصفات الصحيه المُصرح بيها.
رغم أن عواد بداخلهُ يشعر بالبغض لـ صابرين لكن كانت عيناه مُنصبه عليها،وحين قاطعت ذالك الفرد شعر بالضجر و ود أن يصفعها على شفاها يُخرسها وتذكر سبها له بالأمس،لكن تمالك جأشهُ وقال ببرود عكسى:
تمام أنا متأكد من مطابقة مصنعى للموصفات وتقدروا تتأكدوا بنفسكم المصنع قدامكم تحبوا تبدأوا بأيه.
نظرت صابرين الى عواد وتهكمت بداخلها من تلك الثقه الذى يتحدث بها وقالت:
وماله نتأكد بنفسنا،وخلينا نبدأ من آخر مرحله،مرحلة التخزين قبل طلوع المنتج من المصنع.
تفاجئ عواد بطلب تلك المستفزه،هو ظن انها سنقول لنبدأ من بداية مرحلة التصنيع لكن طلبت من المرحله النهائيه،فقال بهدوء:
تمام،أنا بنفسى هكون مرافق لكم فى جولة الفحص.
وقف عواد أمام أبواب ضخمه قائلاً:دى تلاجات حفظ المنتجات،المنتجات بتطلع من عندنا مُجمده وكمان العربيات اللى بتنقل المنتجات مُجهزه بتلاجات تحافظ على درجة تجميد المنتجات لحد ما بتوصل للمجمعات الأستهلاكيه سواء منافذ بيع أو مطاعم خاصه كبيره بتثق فى جودة منتجاتنا.
نظرت له صابرين قائله: أظن لازم نشوف التلاجات دى من جواها.
نظر عواد لها شرزًا قائلاً : تمام.
أشار عواد لأحد المدراء الذى كان بصحبته فقام بفتح باب الثلاجات… كادت صابرين أن تدخل لكن مسك عواد يدها قبل أن تُخطى بقدمها قائلاً: فى زي معين لازم تلبسيه قبل ما تدخلى، المكان معقم.
نظرت صابرين ليده التى يمسك بها يدها ثم نفضت يده عنها بقوه قائله بغيظ: أوكيه فين اليونيفورم ده.
أشار عواد مره أخرى لأحد العاملين فأتى سريعًا يحمل أكثر من زي مُعقم وأعطاهم لـ عواد بالتبعيه هو أعطى ذالك الزى لبعض أعضاء اللجنه ليس كلهم
دخلت صابرين بعد أن إرتدت ذالك الزي نظرت بتدقيق وتفحيص الى داخل المحتويات داخل تلك الثلاجات، بالفعل المنتجات مُغلفه بطريقه مناسبه وكذالك درجة التبريد، شعرت بغيظ لكن مازال هنالك مراحل أخرى ربما تجد ثغره بها.
تبسم عواد قائلاً: دى من أحدث مُعدات التبريد فى العالم كله.
تهامس بعض أفراد اللجنه اللذين دخلوا بموافقه وإعجاب بينما صابرين لم تتهامس معهم، بينما نظر عواد لها كم ود أن يُخرح باقى أعضاء اللجنه ويغلق عليها باب الثلاجات وتركها تتجمد… لكن ليس كل ما يتمناه يستطيع فعله.
خرجوا من الثلاجات يتفحصوا بقية مراحل الانتاج مرحله فأخرى الى أن وقفوا أمام باب كبير، تحدث عواد:
أكيد شوفتوا بنفسكم كل مراحل الإنتاج بتتم آليًا وعلى جوده عاليه ده غير التعقيم، مفيش غير دبح المواشى وده بيتم يدوى وده طبعًا عشان يبقي عالطريقه الإسلاميه.
تهكمت صابرين وقالت: ربنا يقوى إيمانك وماله نشوف الدبح اللى عالطريقه الإسلاميه،ويا ترى هنا لازم نلبس يونيفورم معين ولا مالوش لازمه.
نظر الإثنان لبعضهما، لا يعلم
عواد لما يشعر ببُغض لها،كذالك فهم نبرة التهكم فى حديث صابرين وإغتاظ منها أكثر، فهى مستفزه بدرجه كبيره تُدقق وتتفحص كل شئ كآنها تبحث عن ثغره.
لكن حاول الهدوء قائلاً: تمام لأ مالوش لازمه اليونيفورم،بس يا ريت يكون فى حذر لأن ده المدبح الخاص بالمصنع والمواشى أوقات بتفلت من إيد الجزار السيطره عليها.
للحظه إرتجف قلب صابرين وفكرت بالعدول عن دخول ذالك المكان، لكن نظرة ذالك المختال لها جعلتها تُمثل القوه وتقدمت أمامه لخطوه، كذالك فعل بقية اللجنه المصاحبة لها وإن كانوا هم الآخرين كانوا يودون العدول عن دخول ذالك المكان، فلا داعى لذالك.
بينما عواد مازال يكبت غضبه من تلك الحمقاء المستفزه التى مجرد أن ينظر لوجهها لايعلم لما تستفزه، رغم أنه لم يعرفها سابقًا… لكن هى قمة فى الإستفزاز.
دخل الجميع الى ذالك المكان من الوهله الاولى هو مجهز للذبح ويوجد دماء كثيره بالمكان
وبعض البهائم مُمده ومُقيده سواء مذبوحه أو ستُذبح، فعلاً يذبحون على الطريقه الإسلاميه كما قال ذالك المختال، لم تستطيع صابرين البقاء أكثر من ذالك ورؤية تلك الدماء الغزيره بالمكان، وإستدارت كى تخرج من المذبح، لكن رأت نظر عواد الى أحد العاملين والذى كان يُمسك بيده حبل مربوط به إحدى البهائم، فترك الحبل من يده، وأدعى ان الحبل فلت من يدهُ بسبب ثوران البقره الزائد وهو كذالك بالفعل لكن هكذا هى ظنت، رأت إتجاه البقره عليها بسرعتها
فأرتعبت وعادت للخلف بخطوات سريعه كى تهرب من أمام تلك البقره،لكن لم تنتبه لخطواتها فالدماء تملأ المكان دهست بها وكادت تنزلق لولا أن مسك يدها عواد،لكن للآسف إقتربت البقره الثائره من عواد حاول أن يتفادى أذيتها فأنزلقت قدمهُ هو الآخر،لينزلق الأثنان ببركة الدماء الغزيره كانت بحضنه فى تلك اللحظه.
نظر بقية اللجنه والعاملين بالمذبح لهما ولم يتملكا ضحكهم وهما يران الأثنان عائمان فى الدماء وإزداد الضحك حين نهضت صابرين تحاول الأبتعاد والوقوف على قدميها تنظر بغيظ نحو عواد كم تود ذبحه الآن
بينما حاول عواد هو الاخر النهوض كم يود إغراقها فى تلك الدماء الآن
بينما أمسك أحد العاملين البقره ووقف هو الآخر يضحك
على هذان اللذان يشبهان كائنات الزومبى الدمويه التى تسير بأفلام الرعب الكوميديه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
ترجل من سيارته ودخل الى الڤيلا.
تقابل مع غيداء التى أقتربت منه بلهفه وخيفه قائله:
عواد أيه اللى حصلك ايه الدم اللى على هدومك ده كله.
رد عواد بغضب:: مالكيش دعوه وسعى من قدامى.
ذهب عواد، بينما شعرت غيداء بالآسى من طريقة ردهُ الفظه.
بينما عواد
بمجرد أن دخل الى غرفته توجه مباشرةً الى الحمام، بدأ فى خلع ثيابهُ بعصبيه مُفرطه والقاها بأرضية الحمام، وذهب أسفل صنبور المياه وفتحه لم يتنبه الى مؤشر الحراره تفاجئ بالمياه ساخنه للغايه، خرج من أسفل المياه، وضبط المؤشر ثم عاود الوقوف أسفل المياه يغتسل من ذالك الدم العالق على جسده، بسبب تلك الحمقاء المستفزه ليته ترك تلك الجاموسه دهستها… لا يعلم من أين سُلطت عليه تلك الحمقاء المستفزه اليوم.
…….
على الناحيه الأخرى
نزلت صابرين من سيارتها أسفل البنايه التى تقطن بها، أقترب منها بواب البنايه بفزع قائلاً: خير يا دكتوره هدومك كلها غرقانه دم.
ردت صابرين بضيق: خير، أنا كويسه، خد مفاتيح العربيه أهى إغسلها من جوها ونضفها من الدم.
أخذ البواب المفاتيح من يد صابرين متعجبًا من منظر الدم على ثيابها ولكن لا يخصهُ ذالك.
بينما صعدت صابرين الى الشقه ودخلتها لم يكن أحد بالشقه، توجهت مباشرةً الى الحمام
بالحمام
خلعت صابرين ثيابها وألقتها جانبًا ثم ذهبت أسفل صنبور المياه، تتحدث بضيق ووعيد بعد أن لسعتها برودة المياه: الحقير هو اللى هيج الجاموسه كان عاوزها تدهسنى، بس على مين أنا وراه لحد ما أشمعله المصنع بتاعه بالشمع الاحمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل عواد الى غرفة السفره
تفاجئ بجلوس عمهُ على مقدمة السفره وعلى يمينه والداته
تهكم ساخرًا يقول بفظاظه:
العشاق جايين إسكندريه يجددوا شهر العسل، بس بكده تبقى مش بتعدل بين زوجاتك كان لازم تكون التانيه مهاك الشرع بيقول إعدل بين الإتنين، ولا القلب له أحكام.
نظر له الأثنين تدمعت عين والداته بينما قال فهمى:
مالوش لازمه طريقتك الفظه فى الكلام دى، إحنا جايين عشانك أقعد خلينا نتكلم كلمتين.
جلس عواد على أحد مقاعد السفره يسند ظهرهُ للخلف قائلاً: وادى قاعده، أما أشوف الكلمتين اللى جايين إسكندريه مخصوص عشان تقولهم لى أكيد مهمين قوى.
إبتلعت تحيه غصه مريره فى قلبها قائله: أمتى هتتجوز؟
ضحك عواد بتهكم قائلاً: جاين من البحيره لهنا عشان تسألونى أمتى هتجوز، هجاوب عليكِ أنا مش هتجوز مرتاح فى حياتى كده.
رد فهمى: بس إحنا مش مرتاحين وكلام الناس كتير.
ضحك عواد يقول: ميهمنيش راحة حد غير نفسى، وكلام الناس مش بيفرق معايا.
رد فهمى:
بس بيفرق معانا، لما يتقال إن واحد من ولاد زهران مش راجل… ويتقال إن الحادثه القديمه سببت لك عجز.
رد عواد بفظاظه ووقاحه: وهو جوازى هو اللى هيأكد رجولتى، بسيطه أجيب أى واحده أنام معاها تثبت رجولتى ومالوش لازمه الجواز.
ردت تحيه بضيق قائله: خلى عندك حيا… وبلاش قلة أدب، قولنا سبب إنك مش عاوز تتجوز عرضت عليك أشوفلك بنت ناس طيبين مرضتش.
رد عواد ببجاحه: عشان عارف ذوقك ميعجبنيش.
إبتلعت تحيه غصه فى قلبها، بينما قال فهمى:
خلاص إنت حر، بس بكره تندم لما تلاقى عمرك بيمر قدام عنيك وتلاقى نفسك فى الآخر وحيد.
تهكم عواد قائلاً: وفيها أيه جديد طول عمرى وحيد حتى لما كنت بواجه الموت كنت برضوا وحيد.
قال عواد هذا ونهض تاركًا المكان.
دمعت تحيه، تنهد فهمى قائلاً: كفايه دموع عواد زى ما يكون بيستلذ بغضبنا… متأكد هيجي يوم ويندم على ده كله.
بينما على باب الغرفه كانت تقف غيداء رأت وسمعت كل ذالك لتشعر بحسره فى قلبها تتمنى أن يعطوها نصف إهتمامهم بشآن عواد.
بينما عواد ذهب الى مكان سيارته وقادها بلا هدف يشعر من كل شئ بحياته، لا يعرف سبب لبقائه حي ليته لحق بوالده ذالك اليوم… وأنتهت حياته كان رُحم و ما كان خاض كل ذالك الآلم وحيد.
ـــــــــــــــــــ….
فى البلده.
كانت ساميه تسير لجوار شهيره بعد أن تسوقن بعض الأغراض المنزليه، وقع بصر ساميه على بعض العمال وكذالك وجود بعد مؤن المبانى نظرت لـ شهيره قائله بسؤال: هو أيه المواسير والرمل والاسمنت دول.
ردت شهيره: دول عمال من المحافظه سالم قالى إن خلاص صدر قرار بردم الترعه دى هيعملوا مواسير تعدى منها الميه ويردموا ويسفلوا الطريق فوقها،كويس هيوسعوا الطريق الناحيه التانيه بدل طريق الاسفلت الضيق ده إن مكنتيش تاخدى بالك وأنتى ماشيه ممكن عربيه ولا موتوسيكل ولا توكتوك يدخل فيكِ… هو جمال مقالكيش ولا ايه؟
ردت ساميه: مجتش فرصه بس غريبه بقالهم سنين بيقولوا هيردموا الترعه دى والمواسير مرميه جنب الطريق و نصها داب من الشمس إيه اللى حصل فجأه كده؟.
ردت شهيره: الإنتخابات، ناسيه إنها خلاص قربت وعضو مجلس الشعب حابب يظهر له كرامات.
تنهدت ساميه تهمس لنفسها: فعلاً كرامات.
ساروا سويًا الى أن مروا أمام قطعة أرض كبيره لمع الطمع فى عين ساميه، إن كانت تلك الأرض بذالك الثمن الفاحش التى سمعت عنه سابقًا قبل ردم الترعه وتوسعة الطريق أمامها فـ بالتأكيد سيتضاعف ثمنها الآن، غشى الطمع ليس فقط عينيها وعقلها بل قلبها أيضًا، تلك الارض حتى إن كان الجميع يعلم أن عائلة زهران هى مالكتها الآن، لكن الأوراق الثبوتيه تُثبت أنها مازالت ملك التهاميه وهذا الأهم.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه
قبل العصر بقليل بـ مشتل خاص بانواع مختلفه من الزهور
كانت صابرين تتجول بين أروقته تستنشق عطر تلك الزهور الطبيعى تشعر بإنتعاش،إنحنت تقطف إحدى الزهرات،لكن قبل أن تقطفها تحدثت صبريه التى آتت لمكانها:هتقطفى الورده دى لمين؟
تبسمت صابرين قائله:دى لاڤندر انا بعشق الورده دى وريحتها هقطفها ليا.
رد إياد الذى أتى من خلفهن قائلاً بمزاح:وأنا اللى قولت هتقولى الورده ليا،يا خساره وأنا اللى جاى مخصوص للمشتل أخدك نروح التمرين تتفرجى عليا وأنا بغلب الكابتن نفسه،وبعد التمرين وأعزمك على أيس كريم .
إنحنت صابرين على نوع زهور آخر وقطفت ورده ووجهتها ناحية إياد قائله:ولا تزعل خد ورده أهى،إنما الاڤندر لأ،دى بتاعتى أنا.
نظرت لها صبريه قائله:انا بقول تمشوا تشوفوا طريقكم انتى جايه تقطفى الورود بتاعتى.
ضحك إياد كذالك صابرين قالت:طبعاً نفسك أدفع تمن الوردتين دول، بس أحب أقولك إحنا آخر الشهر وتقريبًا كده فلست خدى من الواد إياد تمن الوردتين، مامته عندها محل ورد فى منطقه راقيه غير كمان مشتل للزهور.
نظرت لها صبريه ضاحكه، كذالك إياد الذى قال: دى بتحسدك يا ماما.
ضحكت صابرين قائله: الحمد لله عينى مش صفره… إنت اللى عينك صفره وأتصبحت بوشك إمبارح رجعت الشقه هدومى غرقانه دم… وأجلت عزومة الآيس كريم كان مزاجى متعكر منه لله الحقير.
تبسمت صبريه: مين الحقير ده اللى قدر يعكر مزاجك ده لازم ياخد جايزه لازم مارستى عليه إستفزازك.
ردت صابرين وهى مازالت تشعر بغيظ ده واحد حقير ومُختال فى نفسه، بس على مين.
ضحكت صبريه قائله: مين اللى أمه داعيه عليه ده؟
ردت صابرين: عواد زهران، صاحب مصانع زهران بتاع منتجات اللحمه.
بنفس الوقت ضحك إياد قائلاً: غلطان كان لازم يتجنب شرك ويديكى فخده ضانى.
ضحكت صابرين: ده يبقى رشوه يا حمار.
ضحك إياد قائلاً:لأ…تفكيرك غلط إحنا نعتبرها هديه،والنبى قبل الهديه.
سهمت صابرين تُعيد حديث إياد براسها ثم ضحك الاثنان معًا وقالت صابرين بمزح:
المره الجايه لما أفتش المصنع بتاعه هبقى قبلها أقولك تتفق معاه عاوزين تموين الشهر من كل المنتجات اللى عندهم.
ضحك إياد قائلاً:أوكيه،مش يلا بينا هتاخر عالتمرين والكابتن ممكن يطردنى.
ردت صابرين:يلا بينا،ومتقلقش مش الكابتن ده اللى عنده سوبر ماركت،لو طردك أطب عليه والدعه محضر إن السوبر ماركت مُضر بالصحه،بعدها هيقولك تعالى فى أى وقت براحتك.
ضحك إياد قائلاً:المفروض مكنوش يسموكى صابرين،ماله شررين لايق عليكي أكتر.
نظر الاثنان لـ صبريه التى تقف معهم ولا تشارك المزاح.
لاحظت صبريه نظرهم لها وقالت:يلا كفايه رغى وتضيع وقت.
ضحك إيادوصابرين بلا إنتباه وغادرا المشتل معًا
بينما وقفت صبريه تتنهد
بعد أن رن اسم عواد زهران بأذنيها ليرجف قلبها وهى تعلم السبب… أنه الماضى.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمساء بعد نهاية يوم مُرهق
أمام أحد شواطئ البحر ترجل عواد من سيارته وذهب يسير على تلك الصخور
وقف فوق تلك الصخره المُلاصقه لمياه البحر يرى تلاطم وتسابق أمواج البحر التى تتناثر مياهها على جسده
تذكر ذالك الصبى الذى كان حلمه أن يُصبح سباحًا عالميًا، لينتهى حلمهُ برصاصه لم يكُن الغرض منها قتله بل كان الغرض هو أن يحي الحي الجسد الميت القلب.
فى نفس الوقت صدح هاتفه بصوت وصول رساله، أخرجته من تلك الدوامه العاتيه،أخرج الهاتف من جيبه ونظر لـشاشته تبسم وفتح الهاتف يرى تلك الرساله المصوره وكانت لطفله صغيره تتهجى أول حروف الكلام
تُتهته بكلمة…بابا.
أرسل رساله مختصره: سأكون بصباح الغد بـ هولندا وأسمعها منها مباشرةً.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بحر العشق المالح)