رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني الفصل الثاني 2 بقلم سارة صبري
رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني الجزء الثاني
رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني البارت الثاني
رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني الحلقة الثانية
بمكان آخر في القاهرة بقصر أدهم المنياوي الذي بلغ من العمر تسعةً وخمسين عاماً وأصبح لواء بالشرطة كانت زوجته دعاء التي بلغت من العمر ثمانيةً وأربعين عاماً وكانت تعمل ممرضة بإحدى المستشفيات الخاصة قبل زواجها من أدهم أما الآن فهي ربة منزل
لنجدها تضع أطباق الفطور على السفرة وأثناء قيامها بذلك جاءت إليها ابنتها حياة التي بلغت من العمر ثمانية عشر عاماً وتشبه والدتها كثيراً فيما عدا لون عينيها العسلي الذي ورثته عن جدة والدها وتدرس في كلية الإعلام بالفرقة الأولى. طولها مائة وخمسون سنتيمتراً
وقبّلت وجنة والدتها ثم احتضنتها بشدة قائلةً لها بحب: صباح الفل والورد والياسمين على أجمل دودو في الدنيا كلها
فضحكت والدتها وقالت لها بحب: صباح النور على أجمل بكاشة في الدنيا
ثم أكملت بأمر: روحي صحي أخوكِ بس بالراحة عشان ما يقومش يعجنِك. عارفاكِ مستفزة. والله يا حياة لو لقيته بيجري وراكِ ما هبعده عنِك زي كل مرة
حياة وهي تحاول تمثيل الحزن: حياة على طول هي السيئة في رواية الجميع حرام عليكم والله ده أنا حتي كيوت وغلبانة
دعاء باستنكار: غلبانة وكيوت في جملة واحدة يا شيخة منِك لله ده أنا ما بشوفش منِك أي حاجة من إللي البنات بيعملوها لأمهاتهم ولا حتى بلاقيكِ بتتكلمي برقة روحي شوفي إللي قدِك بيعملوا إي واعملي زيهم يا أخرة صبري
حياة باستفزاز: بيقرأوا روايات وبيتفرجوا على تركي يا دودو وبعدين أنا لو اتكلمت برقة زي ما بتقولي هحس إن فيا حاجة غلط أنا ما بستريحش غير بجعفر إللي جوايا حبيبي ما بقدرش أستغنى عنه
خلعت دعاء فردة من حذائها المنزلي وقذفتها على حياة التي ابتعدت سريعاً عنها قبل أن تصيبها ثم أكملت بانتصار: أبو وردة بقى في صالحي وأنتِ لسه. مانا لو جاسر
وقبل أن تكمل صرخت دعاء بها قائلةً بغضب: اسكتيييييييي حرام عليكِ إي ما بتفصليش
حياة باستنكار: شكراً يا أمومة
ثم صعدت لغرفة أخيها الكبير جاسر الذي بلغ من العمر ثمانيةً وعشرين عاماً ويشبه والده كثيراً في صغره فقد ورث عنه شعره الأسود الناعم وعينيه ذواتا اللون الأسود وبشرته القمحية وبنيته العضلية القوية. تخرَّج من كلية الشرطة ويعمل الآن رائداً نظراً لاجتهاده وحبه وإخلاصه لعمله. طوله مائة وسبعة وثمانون سنتيمتراً
وطرقت حياة على باب غرفته فسمعته يقول لها بهدوء: ادخلي يا حياتي
فدلفت للغرفة ووجدته يقف أمام المرآة مرتدياً الزي الرسمي للضباط ويمشِّط شعره فقالت له بابتسامة: ساااموووو عليكوووو إزيك يا واد يا جاسر وإزي أمك إللي قارشة ملحتي طول عمرها دي أكونش كنت جوز أمها ولا مرات أبوها
جاسر بضحك: الحمد لله يا إللي لسانِك عايز قطعه مش قصّه بس سبحانه إللي نقصه من طولِك حطه في لسانِك
حياة بضحك: شوفوا شوفوا مين إللي بيتكلم أستاذ جاسر نخلة
جاسر بغرور: ما له جاسر باشا يا بت لو مش مالي عينِك أخليه يملاها بطريقته وبعدين أنتِ بتكلميني لى أنا لسه زعلان منِك عشان ما عطيتينيش حتة من التورتة الحلوة إللي عملتيها إمبارح لعيد ميلاد صاحبتِك
حياة بابتسامة وهي تضمه إليها بحب: وأنا ما يهونش عليا زعلك يا جاسورتي لما آجي من الكلية إن شاء الله هعملها لك من عينيا الاتنين يا حبيبي
جاسر بابتسامة وهو يضمها هو الآخر إليه بحب: تسلم لي عيونِك يا عيوني
ثم خرجا من الغرفة ونزلا لسفرة الفطور ووجدا آدهم ودعاء يجلسان كل منهما على كرسي السفرة الخاص به فذهب جاسر إلى دعاء وقبّل يديها قائلاً لها بابتسامة: صباح الخير يا ست الكل
دعاء بابتسامة: صباح النور يا حبيبي
ثم نظر لأدهم وقال بلا مبالاة: صباح الخير
فقال أدهم له بلا مبالاة أيضاً: صباح النور يلا عشان اتأخرنا يا حضرة الرائد
فجلس جاسر على الكرسي الخاص به وتناول فطوره بهدوء وعندما انتهى قام من على كرسيه وقبّل رأس دعاء وقال لها بابتسامة: خلي بالِك من نفسِك يا دودو مش عايزة حاجة مني أجيبها لِك وأنا راجع
فضمته دعاء إليها بحنان قائلةً: عايزة سلامتك يا حبيبي خلي بالك من نفسك
جاسر بابتسامة وهو يضمها إليه هو الآخر: حاضر يا حبيبتي
ثم ذهب إلى حياة وقبّل رأسها قائلاً بابتسامة: خلي بالِك من نفسِك يا حياتي
فقالت له بابتسامة: حاضر يا جاسورتي
وقال أدهم له بعدم صبر: يلا عشان اتأخرنا
فقال جاسر له بهدوء عكس ما بداخله: حاضر يا سيادة اللواء
ثم خرجا من القصر وقاد كل منهما سيارته واتجها لقسم الشرطة
ثم خرجت حياة خلفهما وركبت تاكسي لتذهب إلى الجامعة
بشركة الفاروق كان آسر يعمل بضيق وفجأة رن هاتفه فوجد المتصل صديقته ريماس التي تعرف عليها في عامه الأخير في الجامعة وأصبحت الآن بالفرقة الرابعة بكلية الآداب
فأجاب عليها قائلاً بابتسامة: أخيراً يا بنتي رنيتي عليا كنت مستني مكالمتِك دي والله تعالي انجديني من القرف إللي أنا فيه ده
ريماس: وحشتني أوي يا آسر عايزة أشوفك ما تيجي الجامعة عند آداب
آسر بابتسامة: بس كده حاضر من عينيا هروح للحاج وأقول له أي حجة تهربني من هنا وآجي أقابلِك يا قمر
ثم أنهى المكالمة معها وذهب لمكتب آدم الذي أذن له بالدخول بعدما طرق الباب عليه ودلف قائلاً له بخوف: هروح الجامعة يا حاج
فنظر آدم له نظرةً أرعبته قائلاً باستغراب: لى ؟
فأجاب آسر عليه بتوتر قائلاً: عشان أفتكر أيام الشقاوة
فضرب آدم مكتبه بيده بقوة قائلاً بغضب قائلاً: نعم يا روح أمك
فقال آسر له بتوتر قائلاً: سيليا رنت عليا وعايزاني أروح لها
آدم بخوف: سيليا فيها حاجة ؟ انطق
آسر بخوف: لا يا حاج هي كويسة بس فونها هيفصل ومفيش معاها شاحن ولا مع ساره فقالت لي أجيب لها شاحن عشان هتطول في الكلية النهارده
آدم بعدم اقتناع: مع إني مش مقتنع بولا كلمة من إللي قولتهم بس تمام روح وما تتأخرش ولو ما خلصتش كل الشغل إللي عليك النهارده هتكمله في البيت مش عشان ابني هتساهل معاك
آسر بارتياح: حاضر يا حاج
ثم خرج من الشركة وقاد سيارته للجامعة
في الجامعة كانت حياة تقف أمام كلية الإعلام وتتصل بصديقتها ريهام التي أجابت عليها قائلةً: أنا آسفة جداً يا حياة إني اتاخرت عليكِ أنا لسه داخلة من بوابة الجامعة حالاً ثواني وأكون عندِك
حياة بابتسامة: ماشي يا ريري سلام
وأنهت المكالمة معها وجاءت لتستدير وبيدها كوباً من القهوة التي بردت قليلاً من الجو فاصطدمت بآسر وانسكب كوب القهوة على حُلَّته ( بدلته ) السوداء بالكامل فقالت له بأسف: أنا آسفة جداً والله ما أقصدش الحمد لله إن هدومك غامقة عشان ما تبانش عليها حاجة وآسفة مرة تانية
ثم جاءت لتمسح أثر القهوة من ثيابه فدفعها بعيداً عنه وقال لها بغضب: ابعدي عني يا حيوانة أنتِ أصل أنا كنت ناقص الأشكال المقرفة إللي زيك دي على الصبح
حياة بغضب: الإي يا عينيا الأشكال المقرفة إللي زيي ده أنت يومك أسود
آسر بغضب: مين ده إللي يومه أسود يا شرشوحة لا بقول لِك إى فوقي لنفسِك واعرفي أنتِ بتكلمي مين كويس
حياة بغضب: يعني هكون بكلم مين غير واحد تافه سايب شغله وجاي يتسلى مع أي بنت هنا
آسر بغضب: لا ده أنتِ زودتيها أوي
حياة بغضب: أنا بقى هعرفك زودتها ولا لاء
ثم أخرجت الكيك من علبته وضربته به على وجه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسيلة انتقام الجزء الثاني)