رواية مرارة العشق الفصل الخامس 5 بقلم دندن
رواية مرارة العشق الجزء الخامس
رواية مرارة العشق البارت الخامس
رواية مرارة العشق الحلقة الخامسة
مرَّ أسبوعين عن تلك لحاذته ، رفض يوسف ترك زيدان أو سناء في الشَّارع ، نقلهم إلى منزله يحتويهم من شرِّ الشَّارع ، كانت سناء تجلس بغرفتها تحدق نحو الفراغ وابنها يلعب حولها ، بينما كانت زمرُّد نائمة على السَّرير ، تنظر إلى الفراغ ، الفقدان أسوأ شعور عاشته ولا تزال تعيشه لهدَّا اليوم ، نضرةً لها سناء وقالت بحزن ” زمرُّد كفاية اللَّيِّ عملاه في نفسك ”
حدَّقت بها وحاولت الاعتدال جالسةً وأردفت بضعف وحيرة ” خسرنا كلُّ حاجة ، مشُّ باقي عندنا حدًّا ”
حدَّقت بها سناء بحزن ثمَّ أمسكت بيدها وقالت بحنان ، لسه أنا وأنت موجودين
ابتسمت بتقل ” الحمد للَّه أنَّك موجودة جنِّبي ، مشّ عارفة كان سيحدث في إيه ؟ ! ”
نضرةً لها سناء وقالت بألم ” ربِّك موجود ، وزيَّ ما كان بيِّنًا وأحنَّا لسه في سنِّ القاصر ، هيرحمنا لحدِّ دلوقتي ” أومأت لها وقالت ” اللَّيَّ زيَّ وزيَّك مهمَّشين مافيش حد يسندهم أهل ولا أقارب ، لازمنا نوقف وحَّدنا لو ضعفت وحدةً تقوِّي الثَّانية أومأت لها وقالت بإيجاب يلا قوميّ تستحمِّين يازمرد وغير وحاولي تأكلي شويَّه عشَّان نفكِّر نعمل إيه ، وإزاي نقف على رجلينا مرَّةً ثانيةً
نفت برأسها وقالت بحزن ” مشِّ جاي على بالي ” حدَّقت بها لمدَّة من الزَّمن قبل أن تقول بمرح وهي تدفعها ” أنت بقيَّتي معفنة قوميَّ استحمي ” زفرت بحنق قبل أن تقوم على مضد ، ثمَّ أردفه سناء بغيض ” هروِّح اشوف ليكي ملابس من عند يوسف يا زيزو ” أومأت لها وقالت ” ما تنسيش اقفلي الباب معاكي ” هزَّت رأسها وأمسكت بابنها وقالت تشاغبها ” خايفة حدّ يعرف مين زيدان ؟ ! ” حدَّقت بها بغيض قبل أن تقفل باب المرحاض في وجهها وقالت بلؤم بعد أن حدَّقت بالمرأة ” ريحتي زيِّ القطِّ الميِّت ” زفرت بحنق من ثمَّ خلعت ملابسها الباليه عنها ، نزعت قبَّعتها ليسقط شعرها الَّذي يصل إلى بداية كتفها ، نزعت تلك العدسات العسليَّة لتضهر عيونها دات اللَّون الفريد ، ضحكت بسخرية وقالت ” فينك يا صابرة تشوُّفي البنت اللَّيَّ كان بقول عليها راسخ بشعة ” توجَّهت نحو رشَّاش المياه لتتساقط قطراتها عليه تنعم بحمَّام دافئ ، دخلت سناء ووضعت الملابس الَّتي اخدتها من يوسف على السَّرير ، ثمَّ لحقت بابنها بعد أن هرب منها ، وتركت الباب دون إقفال ، كانت صابرة تمرُّ من جانب الغرفة ، نضرت للباب المفتوح باستغراب ودخلت إلى الغرفة ، خرجت زمرُّد من الحمَّام تلف مئزرها حولها وخصلات شعرها تتَّبعها بقطرات المياه ، اتَّسعت عيون صابرة متل . البلهاء مندهشةً من جمال تلك الفتاة الَّتي ضهرت من العدم بينما زمرُّد رفعت عيونها تحدق بها بخوف من أن تفضحها أو تصرخ
رمشت صابرة أهدابها مرَّتين قبل أن تقول بصوت عالي ” أنت مين ؟ ! وكيف دخلتي البيت ؟ ! ” تحدَّثت زمرُّد بصوت هامس وقالت بترجِّي ” ارجوكي اقفلي الباب الأوَّل وأنا هشرحلك ” كادت أن تصرخ صابرة إلَّا أنَّ دخول سناء جعلها تحدق بالاثنتين بحدَّة ” أنتم مين ؟ ! ” حدَّقت بها سناء برعب وقالت بعد أن أشارت بسبَّابتها بسرعة نحو زمرُّد ” دي بنت عمُّك زمرُّد مشِّ حدّ غريب ” حدَّقت بها زمرُّد بشر بعد أن فضحت أمرها وقالت ” اخرسي يا سناء ” نضرةً لها سناء بخوف وقالت ” أحسن ما تبلغ عندنا أنَّنا محتالون ونتسجن ” كانت صابرة مندهشةً هل فعلاً تلك هي زمرُّد الَّتي كان يقول والدها إنَّها بشعة وتشبه والدتها لا جمال فيها ، اقتربت منها وقالت بعد أن علت ابتسامةً سعيدةً محيَّاها ” أنت ليَّه عايشه ” كانت زمرُّد متفاجئة من ردَّة فعلها قبل أن تتجمَّد مثل الصَّنم بعد أن احتضنتها صابرة بقوَّة ، وتابعة بسعادة ” أنت تعرفي أحنى بندور عليك من أمَّتي ، دا بابًا من كثر ما بحبِّ أمِّك سمَّاني على اسمها ” أغمضت زمرُّد عيونها متألِّمةً من ذكرى فراق والدتها ابتعدت عنها صابرة وقالت ” أنت حلوة آوي يا زمرُّد ، يوسف هيفرح آوي بوجودك أنا هقوله ” نضرت لها زمرُّد بحيرة قبل أن تستوعب كلماتها وقالت بسرعة ” لا ، لا ” حدَّقت بها صابرة باستغراب فقالت زمرُّد ” بلاش يوسف ، مشُّ عايزاه يعرف ” قوَّست صابرة حاجبيها باستفهام قبل أن يأتي صوت يوسف من الخارج الَّذي يحمل صغير سناء ، اتَّسعت حدقتي زمرُّد قبل أن تسرع وتختبى في الحمَّام مرَّةً أخرى ، بينما صابرة كانت متصنِّمه من هروبها ، ابتسم يوسف بعد أن نضرَّ إلى سناء وقال ” هاخد يوسف معايا ، وأنت ارتاحي اليوم ” أومأت له فقال بعد أن لأحضَّ الدَّهشة على وجوههم الخالي من قطرات الدِّماء ” مالكم ؟ !
نضرةً له صابرة مثل الصَّنم وأشارت بسبَّابتها نحو الحمَّام ، حدَّق بها يوسف باستفهام قبل أن تقول سناء بسرعة خوفًا من أن تفضح صابرة أمرهم من شدَّة صدمتها ” هي متفاجئة أنَّه زيدان هنا ، لأنَّها مشّ عارفة أنَّه أخويًّا ” حدَّقت بها صابرة باندهاش فترجَّتها بعيونها الخضراء لتنطق صابرة بخفت ” بس هكذا يا يوسف ” أومأ لها وقال ” ماشي ” ثمَّ استرسل بتساؤل ” فين زيدان ؟ ” ” طلع ” قالتها سناء بسرعة فأومأ يوسف وقال ” ماشي لما ارجع محتاج أكلِّمه ، قولي له ” أومأت برأسها ، وغادر يوسف فأقفلت سناء الباب بالمفتاح وزفرت براحة . خرجت زمرُّد ونضرة إلى سناء بغيض وكادت أن تنقضَّ عليها فهربت ، صرخت بها زمرُّد ” ماش يا قصيرةً ، كلُّ دي عمايلك ” حدَّقت بها بهلع وقالت بخوف ” خوَّفت تسجنا ” إجابتها بغيض ” اللَّه يخربيتك ، أهو اتفضحت الآن عاجبك ” جلست على السَّرير قائلةً بملل ” وبعدين كذا كذا هي بنت عمُّك يازيزوا ” ثمَّ أكملت بينما تضحك ” الحمد للَّه أنَّك بنت كان زمانك لازمك تستُّري عليها ” حدَّقت بها بضيق بينما نضرت لهم صابرة حائرةً ومستغربةً قبل أن تقول باستفهام ” طبِّ ليِّه يا زمرُّد عاملة نفسك ولد ؟ ! ”
صمتت زمرُّد قليلاً قبل أن تنظر لها وقالت بعد أن هزَّت كتفاها بملل ” عشَّان أحمي نفسي من أولاد الحرام في الشَّارع ” اقتربت منها صابرة وقالت بحزن ” واللَّه يعلم أنَّ بابا ويوسف كانوا بدوروا عليك ليل نهار كلِّ السِّنين دي ، لا أحد عرف مكانك ” ابتسمت قائلةً ” مشَّ هستغرب كلامك ، طول عمره يامن بحبني هو ويوسف ، بس للأسف الزَّمن مرحمنيش ” حارت وتسائله صابرة ما الَّذي عاشته زمرُّد وكانت تريد أن تسألها لكن لا يبدوا أنَّه الوقت المناسب ، ما تراه أمامها فتاة قويَّة لا تريد الحديث والخوض في الماضي ، حدَّقت بها زمرُّد تحاول قراءة ما يدور بعقلها فقالت ” أنت مشُّ هتقولي ليوسف ” نضرة لها لمدَّة قبل أن تقول ” لازم يعرف هو بدور عليك من زمان ” نفت برأسها ” عندي أسبابي مش لازم يعرف ” قلبت صابرة عيونها بملل قبل أن تقول بتسلية ” وإيه اللَّيُّ هيخليني أسكت وأنا عارفة أخويًّا حبيب قلبيِّ دايب فيك وأنت قدَّامه ، أنا بردوا قلبي هيحن ” شعرت صابرة بطريقة صابرة المستفزَّة والتَّهديديَّة فقالت بحنق ” يعني المفروض أعمل إيه عشَّان سعادتك تلمي نفسك من غير ما تفضحينني مع اخوكي ” ابتسمت صابرة بطريقة غير مبشِّرة وهي تحدق بها من أسفلها لأعلاها فهتفت زمرُّد بضيق ” استغفر اللَّه ، أنَّتي من إيَّاهم ولا إيه ! ! ”
ابتسمت صابرة وقالت بابتسامة عريضة ” تشتغلين معي عارضة أزياء ” ” نعم ! ! ” قالتها زمرُّد باندهاش واسترسلت بعصبيَّة ” أنا أستخبى من اخوكي ، تفضحينني مع الدُّنيا كلِّها ” نضرة لها بملل وقالت بهدوء واستفزاز ” واللَّه يوسف بدور عليك يا غزال على قولته ، ولو لمحك حتَّى أنَّ اطربقت السَّماء على الأرض ما يسيبك ، وأنت أدرى ” حدَّقت بها بغيض ” بتِّهدديني ” استقامت صابرة وقالت بعد أن ربَّتت على كتفيها ” اسمها مصلحةً يا زيزو أنا هسكت مقابل تشتغلين معايا ” أبعدت زمرُّد يد صابرة عن كتفها وقالت باستفهام ” افهم إيه عاجبك فيا ؟ ! ” نضرةً صابرة إلى سناء وقالت ” هو في زيزو قمر كدِّه ” ابتسم سناء قبل أن تقوم بدعم صابرة ” واللَّه دائمًا بقول لها إنَّها حلوة ، بس هي عندها فكره في دماغها أنَّها بشعة ” ثمَّ استرسلت ” مع أنَّها – ما شاء اللَّه – شبَّه ملكات الجمال ” زفرت زمرُّد بغيض من الاثنتين وقالت ” وبعدين منك ليُّها أنا لا حلوةً ولا غيره ” رفعت الفتاتان حاجبيهما باستنكار يطالعانها من الأسفل إلى الأعلى ، استغفرت ربَّها قبل أن تبدأ كلّ واحدة بالإلتفاء عليها وقالت صابرة بتفكير ” عيون وشعر وخدود ما شاء اللَّه ” ثمَّ استرسل سناء بمكر ” طول وما شاء اللَّه مفاتن ” اتَّسعت أعين زمرُّد وخجلت قائلةً ” أعود باللَّه منكم ” توقَّفت الفتاتان على الالتفاف وقالت سناء بعد أن نضرت إلى صابرة ” أخوكي ابن المحضوضة ” ابتسم صابرة وردت عليها بلهجة ماكرة ” ماهو استنى اثنَّاشر سنة حقِّه بردوا ” ضربت كل واحد يدها بيد الأخرى ، بينما زمرُّد كانت تنضر لهما والشَّرار يطلق من عيونها قبل أنَّ تاخد ملابسها وتغادر إلى الحمَّام وأقفلت الباب – بصوت مرتفع – نضرت صابرة إلى سناء وقالت ” وأنت كمان جميلة يا قمر ، تحبِّين تبقَّى عارضةً ” نفت برأسها وقالت ” لا ياختي كفاية علي إشيل هم ابني ”
أومأتْ لها صابرةُ وقالتْ قبلَ أنْ تغادرَ ” دلوقتي عندي شغلٌ ، بسْ لما ارجعْ لازمنا قعدةً أحنا التلاتة ” أومأتْ لها وغادرتْ صابرةُ
**************************************************
دهبْ يوسفْ إلى مقرِ عملهِ ، دخلَ إلى مكتبهِ ، وضعُ الصغيرِ فوقَ مكتبهِ وجلسَ يباشرُ أعمالهُ ، دخلَ جاويدْ فجأةِ دونَ استأدانْ يحملَ ابنتهُ ويظهرُ عليهِ التعبُ ، ضحكَ يوسفْ قبلَ أنْ يقولَ بتشفٍ ” البنتِ عاملةً معاكْ شغل قويٍ يا جلالٌ ” زفرَ بحنقِ قبلَ أنْ يجلسَ على الكنبةِ مقابلَ مكتبِ يوسفْ ويضعُ الصغيرةَ على أقدامهِ ، انتبهَ إلى الطفلِ الذي يجلسُ على مكتبِ يوسفْ وقالَ بتساؤلِ ” ابنِ مين دا ؟ ! ” ابتسمَ يوسفْ قبلَ أنْ يحملَ الصغيرُ ويضعهُ على قدمهِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ إلى جاويدْ ” يا سيدي دا يوسفْ الصغيرَ ، ابنُ أختِ زيدانْ ” نضر جاويدْ إلى الصغيرِ وقالَ مبتسما ” الولدَ دا عيونهُ زيَ ” أوما لهُ وقالَ – بجديةٍ – ” أنتَ لازمكَ دادهْ تمسكِ البنتِ ، مشٌ تقدرُ عليها وحدكَ ” مطَ جاويدْ شفتيهِ بضجرٍ قبلَ أنْ يقولَ ” ولأقيها فينْ ؟ ! ” فكرُ يوسفْ مليا وقالَ ” لقيتْ الحلَ ” حدقَ بهِ جاويدْ بلهفةِ وقالَ ” الحقني بيهْ ” أومأَ لهُ مسترسلاً ” أختَ زيدانْ ، أكيد محتاجةٍ شغلَ ، وهيَ أمٌ أكيدِ هتعرفْ تهتمَ ببنتكَ ” ردَ عليهِ باهتمامِ ” البنتِ دي تقة ” أومأَ لهُ ” أنا أضمنها ” ثمَ استرسلَ بعدَ أنْ جدبَ هاتفهُ يتصلُ بأختهِ ” هقولْ لصابرةِ تعلمها وتجبها هنا تتفقُ معاها ” أومأَ لهُ بإيجابٍ سرعانَ ما كادَ أنْ يبكيَ بعدَ أنْ صرختْ الصغيرةَ واستقامَ يحاولُ إسكاتها ، كانَ الصغيرُ يحدقُ بيوسفْ بعدَ أنْ إجابتهِ أختهُ ” نعمَ ياشريكْ ”
ابتسمَ يوسفْ مردفا ” البنتَ سناءْ عايزكْ تتوصي بيها ” وصلهُ صوتها المتهكمُ ” ليهُ لقيتْ لها عريسْ ؟ ! ” زفرَ بغيضٌ قبلَ أنْ يقولَ ” لقيتْ لها شغلٌ ، أخلصي على الساعةِ خمسةَ عايزها هنا ” اقفلْ الهاتفَ بوجهها زفرتْ بغيضٍ متمتمةَ ” طبعهُ زبالةً ” ابتسمَ يوسفْ على الصغيرِ الذي كانَ ينادي ” بابا ” ثمَ نضرٌ إلى جاويدْ قائلاً ” حلو شعورِ الأبوةِ ” ابتسمَ جاويدْ ساخرا وقالَ ” ربنا يبتليكَ بالليِ أنا فيهِ ، ساعتها تعرفَ حلوٌ ولا لا ” امتغصتْ ملامحَ وجهِ يوسفْ منْ ردهِ إلا أنهُ لمْ يهتمْ ، ثمَ وصلَ يلاعبُ الصغيرُ دخلتْ صابرةُ إلى مكتبها ، وجدتْ فارسَ يجلسُ في انتظارها زفرتْ بمللٍ قبلَ أنْ ترميَ حقيبتها بإهمالٍ على الأريكةِ وجلستْ على كرسيها الرئيسِ ترفعُ قدما على أخرى ، نضرةً لهُ بتعالٍ وقالتْ ” جايْ ليهُ ؟ ” حدقَ بها بضيقٍ لتعاملها الجافِ معهُ وأردفَ ” ممكنٌ تعاملينني كويسْ ” إجابتهُ بسخريةِ ” أقوم ارقصلكْ ؟ ! ” ابتسمَ بعدمِ رضى وقالَ ” ليهُ رفضتْ تتجوزيني ؟ ! ” ضحكتْ بغيرِ مرحٍ قائلةٍ ” لأنكَ واحدٌ أنانيٌ ، ويومَ ما أفكرُ أتجوزْ ، هتجوزْ واحد طيبٍ ” حدقَ بها بغضبٍ وأردفَ ” مستحيلٌ تبقى لحدِ غيري ، دخليها دماغكَ ”
أنزلتْ قدميها واستقامتْ منْ كرسيها وأردفهُ بحدةِ ” اطلعَ برةً ” نضرٍ لها ببرودِ يحاكي برودةَ جبالِ الأطلسِ وقالَ بغيرِ مرحٍ ” بلاشِ تعلي صوتكَ يا صابرةُ ، أنا كذا حاطكْ في دماغيٍ ولا واحد ممكنٍ يهبُ ناحيتكَ ” ثمَ استرسلَ بحدةِ ” أنتَ بنتُ عمي وحقي ” نفتْ برأسها منْ غرورهِ وسذاجتهِ وقالتْ ” أنا أبي اسمهُ يامنْ ، مشٌ راسخٌ الليِ مستعدٍ يرمي بنتهُ في جهنمَ عشانِ أنانيتهُ ” حدجها بغضب واستقامَ مقتربا منها واقفٌ بصددِ وجهها ، كانتْ لاتزالُ تقفُ بثباتِ شامخةً أمامَ وجههِ وقالَ بصوتِ فحيحِ ” بلاشِ سيرةٍ أبويا ، والليُ أنتَ معارضاهْ هاخدة يا بإرادتكَ يا غصبُ عنكَ ، افتكري الكلامُ دا كويسْ ، وإنْ طالما اسما فارسِ اللاذاعْ عمركَ ما تبقى لغيري يا بنت العمِ ” ” احلمْ ” قالتها بسخريةِ ضحكَ ضحكةً سوداء وقالَ بعدَ أنْ ابتعدَ عنها ” ليكي يومُ يا صابرةُ ” خرجَ منْ المكتبِ بينما هيَ زفرتْ بحنقِ قبلَ أنْ تسبهُ
في منزلٍ راسخٍ كانَ يجلسُ بغرفتهِ رفقةَ زوجتهِ التي كانتْ تبدو غاضبةً ، نضر لها بعدَ أنْ زفرَ مطولاً وقالَ ” الليُ بأيدي بعملِ بيهْ ، أعملُ إيهْ أكترِ ! ! ” صرختْ بعدَ أنْ نضرةٍ لهُ ” بنتي بتموتْ بسببكَ ، ذنبُ مرآتكَ بنتي شالتهْ ” استوعبَ كلماتها وقالَ بعتابٍ بعدَ أنْ هدأَ صوتهُ ” كلهُ عشانِ حببتكَ أنتي ، وبعدينِ دا قدرُ اعملْ إيهْ ؟ ” أجابتهُ بتهكمِ ” دور على بنتكَ تنقذُ لي بنتي ” سخرَ منْ كلامها قائلاً ” مش شافيةٍ إني بدورٍ عليها ، ومشَ لأقيها ، لا عارفةً عايشهُ أوْ ميتةٍ ” نضرةٍ لهُ بضيقٍ وقالتْ ” أنتَ إلى رمتها برةً البيتِ مش أنا ” رفعُ حاجبها منْ كلامها وقالَ بصراخِ ” مايسينْ أنا ساكتٌ عشانِ بحبكَ لا غيرٌ ، اكترى منْ كذا أقسمَ باللهِ أنسى أنتي مين ” شعرتْ بغضبهِ نحوها وأنها ستخسرهُ حقا فقالتْ بعدَ أنْ دمعتْ عيونها ” واللهُ بسْ عشانِ خايفة بنتي تضيعُ مني ، عارفةً أني بزودها عليكَ بسْ غصبَ عني ” أومأَ لها بعدمِ رضى وغادرَ بينما هيَ زفرتْ بحنقٍ ، تأففتْ بغيضٍ قائلةٍ لازمٍ اعرفْ راحتْ فينْ منْ بعدما طلعتْ منْ الملجأِ ، حياةُ بنتي في خطرٍ ، لازم ألاقيها
**************************************************
عادتْ صابرةُ إلى المنزلِ بعدَ أنْ اشترتْ ملابسَ منْ أجلِ سناءْ التي أرادتها على مضدْ منْ ثمَ قامتْ بتصفيفِ شعرها ووضعتْ لها القليلَ منْ مساحيقِ التجميلِ ، فردتْ لها شعرها البنيِ وألبستها فستان ناريٍ أحمرَ يتناسبُ معَ حذائها الرياضيِ الأبيضِ ، كانتْ تطالعها برضى بينما سناءْ كانتْ منبهرةً منْ ملابسها وشكلها الجديدُ ، ابتسمتْ زمرد على شكلِ سناءْ وقالتْ بسعادةِ ” ما شاءَ اللهُ زيَ القمرِ يا سناءْ ، ربنا يسعدكَ أكثرَ وأكثرَ ” ابتسمَ سناءْ وقالتْ بفرحةٍ ، بجدِ طالعةً حلوةً ، أنا نفسيٌ مشٌ عارفةٍ نفسيٍ ” أشارتْ لها صابرةُ بتعالٍ ، كلٌ منْ أيدي الليِ ما شاءَ اللهُ عليهمْ زفرتْ زمردَ مردفهُ بضيقِ ” ما معنى أنكَ لابسهُ طرحةَ وإحناءَ قاعدةٍ تقصرينَ في هدومنا ، يا شيخة اتقي اللهَ ” رفعتْ صابرةُ حاجبها وقالتْ بتوعدٍ ” لسهْ جايْ دوركَ يا جميلٌ ، وأنا إنْ شاءَ اللهُ هضبطكْ تبقي مزة آخرً حاجةٍ ” ” نضرتْ لها زمردُ بمللٍ قبلَ أنْ تقولَ سناءْ باستفهامٍ ” المفروضِ أني اشتغلَ صحَ ، بسْ أنا مشٌ متعلمةٍ ، هشتغلْ إيهْ بالضبطِ ” هزتْ صابرةُ كتفيها وقالتْ ” مش عارفةٍ يوسفْ قالَ في شغلِ ليكي ، دا الليِ اخدتهْ منهُ وقفلٍ في وشيْ
ضحكتْ سناءْ بخفةِ مردفهِ ” ما أنتَ – ما شاءَ اللهُ – مستفزةً ” ثمَ استرسلتْ بعدَ أنْ حولتْ نضرها إلى زمردِ ” بتفكري في إيهْ ؟ ” كانتْ زمردُ شاردةٍ حتى شعرتْ بملمسِ يدٍ على كتفها فاستفاقتْ ، استفهمتْ صابرةُ شرودها وقالتْ بتساؤلِ ” روحتني فينْ يا عسلٌ ؟ ! ” تنهدتْ وقالتْ بهدوءِ ” ولا مكانَ بفكرِ مين حرقَ دارِ الأيتامِ الليُ عشتُ فيها ” جلستْ صابرةُ بجانبها وقالتْ ” لسهْ التحقيقِ مستمرٍ يمكنُ يكونُ حادثٌ ” نفتْ برأسها وقالتْ – بجديةٍ – بعدُ أنْ نضرةٍ في عيونها ” في حدِ حرقِ الدارِ أنا متأكدةٌ ، ولوْ طلعَ الليُ في بالي ، قسما باللهِ أشربهُ المرُ ” شعرتْ صابرةُ بوجودِ شخصٍ عالقٍ بدهنها ، لكنْ سريعا ما علقتْ سناءْ بتفكيرٍ ” تقصدينَ فارسُ بيهْ ؟ ! ” أومأتْ برأسها بينما حدقتْ بهمْ صابرةُ مستعجبةً وقالتْ بعدَ أنْ نضرةٍ إلى زمردٍ ” تقصدينَ أخوكَ ” ” مشَ أخويا ” قالتها بحدةِ ثمَ استرسلتْ بجديةِ ” عايزة مساعدتكَ ، لازمَ أخدْ حقي ، واعرفْ إذا هوَ أوْ لا ” ردتْ عليها صابرةُ محاولةَ الاستيعابِ ” بتقصدي إيهْ يا زمردٌ ؟ ! ” ابتسمتْ زمرد بغيرِ مرحٍ وقالتْ ” اخدْ كلَ حاجةٍ منْ فارسِ وأبوهُ ، ولا قرشَ هسيبهْ ليهمّ ، زيُ ما دمروا حياتي ، ههدْ كلَ حاجةٍ فوقَ دماغهمْ ”
نضرةً لها سناءْ باستنكارِ وقالتْ ” وإزايْ يا شاطرةً تعملينَ كلُ دا ، أنتَ حتى لا بتعرفي تقرينَ أوْ تكتبينَ ” أشارتْ إلى صابرةَ وقالتْ ببساطةِ ” دي تعلمنا ” ثمَ استرسلتْ بتفكيرٍ خبيثٍ ” تصدقي أنهُ الآنَ لازمٌ يوسفْ يعرفُ أني عايشة ” رفعتْ صابرةُ سبابتها في وجهها وقالتْ بتهديدِ ” زمردٍ ، أخويا بلاشِ تستغليهُ في حكايتكَ دي ، هوَ بحبكَ بلاشِ تأديةً ” ابتسمتْ زمرد قائلةٍ ” مين قالكَ هادي أخوكَ ، دا أنا حتى ناويةٍ أطلبهُ منْ يأمنُ عشانِ يجوزني ليهُ ” رمشتْ صابرةُ أهدابها عدةَ مراتٍ هيَ وسناءٌ مندهشينَ منْ تحولها فقالتْ صابرةُ بعدَ أنْ كادتْ تجنِ منْ تفكيرِ الأخرى ” واللهِ مش عارفةٍ الليِ في دماغكَ ، بسْ طالما أنتَ بنتُ صابرةَ دا كافٍ أني أساعدكُ ” أومأتْ لها فاستقامتْ صابرةُ مغادرةً وأشارتْ إلى سناءْ أنَ تتبعها ، حدقتْ سناءْ بزمردِ وقالتْ ” واللهُ أنا خايفة منكَ ، ومنْ قلبتكُ ” ابتسمتُ زمردٌ بغيرِ مرحٍ قبلَ أنْ تعتدلَ في جلستها قائلةً ” أنا لمٌ استحقَ حاجةً منْ الليِ اتعملتْ فيا ، بسْ هما يستاهلوا أيَ حاجةٍ أعملها فيهمْ ” ” يعني ” قالها سناءْ بتساؤلِ إجابتها بقوةِ ” هاخدْ حقي قالتْ وتالثْ ومتلتْ ” زفرَ سناءْ بحنقِ قبلَ أنْ تتركها بينما زمردٌ كانتْ تفكرُ كيفَ سوفَ تخبرُ يوسفْ أنها حيةٌ
*****************************************************
توقفتْ سيارةَ صابرةَ أمامَ شركةِ أخيها ، خرجتْ سناءْ وهيَ كدلكٍ ، انبهرتْ سناءْ منْ ضخامةِ البنايةِ وقالتْ باهتمامِ ” كلِ دا ملكُ يوسفْ ” أومأتْ لها وقالتْ ” دي شركةُ يوسفْ للمحاماةِ ، هتحبيها ولا يهمكَ ” أومأتْ لها وركبتْ المصعدَ ، صعدُ الاثنتينِ ، ووقفَ المصعدُ خرجتْ كل واحدٍ منهما وتوجها إلى غرفةِ مكتبِ يوسفْ ، دخلتْ صابرةُ بعدَ أنْ استأذنتْ وتبعتها سناءْ ، ابتسمَ لهمْ يوسفْ وقالَ بترحابِ ” أهلاً نورتي الشركةِ يا سناءْ ” ابتسمتْ على حفاوةِ استقبالهِ وقالتْ بلطفِ ” شكرا يا يوسفْ بيهْ ” أشارَ لها أنْ تجلسَ بينما حدقتْ بهِ صابرةُ بغيضٌ ” العبدةَ للهِ أختكَ ما فيشْ ترحيبُ بيها ” نضر لها بتهكمِ فقاطعتهمْ سناءْ ” هوَ يوسفْ فينْ ؟ ! ” ابتسمَ مردفا معَ صاحبي بيلعبْ معَ بنتهُ ، اقعدي عشانِ اشرحْ لكَ شغلكَ الجديدِ ، أومأتْ لهُ ، ابتسمَ قائلاً ” صديقي عندهُ بنتَ ومحتاجَ مربيةٍ وأنتَ أمٍ وخبيرةٍ ” ابتسمتْ بلطفِ قائلةً ” شكرا ليكُ يا يوسفْ بيهْ أنا بجدَ مش عارفةٍ اردلكْ الجميلَ الليِ بتعملهْ معانا ازايْ ” ابتسمَ لها بودِ قائلاً هتصلْ على جاويدْ يجيْ عشانِ تقابليهِ وتتفقوا ” أومأتْ لهُ فطلبَ يوسفْ جاويدْ عنْ طريقِ الهاتفِ ، دخلَ يحملُ فتاتهُ بينما يمسكُ يوسفْ بيدهِ ، كانتْ سناءْ توليهِ ضهرها ، حدقَ بهِ يوسفْ وقالَ ” جاويدْ دي سناءْ المربيةِ الليُ قولتلكْ عليها ” نضرٌ لها والتفتتِ نحوهُ ، توقفُ الزمنِ بها وبهِ ، أجلُ أنها هيَ نفسُ الفتاةِ منْ تلكَ الليلةَ ، وهوَ نفسِ الشابِ منْ تلكَ الليلةَ ، هوَ منْ انتهكَ براءتها ورماها لعائلتها تقتلها ، تحجرتْ الدموعُ وفي عيونها ، بينما همسَ هوَ بخفتْ لنفسهِ ” مستحيل تكونُ هيَ ، سناءْ ” سقطتْ دمعةً منْ عينها اليسرى تحكي ألمَ ما بها ، ثمَ حدقتْ بهِ واستقامتْ متجهةً نحوهُ ، وقفتْ بصددهِ وقالتْ بكسرةِ ” جلالِ ”
كمْ تمنى لوْ لمْ تكنْ موجودةً وأنها بالفعلِ ماتتْ ولا أنْ يشعرَ بالضيقِ والندمِ ودالكَ الإحساسَ الذي سيقتلهُ ويفتك بهِ حدقتْ بصغيرها وحملتهُ بخفةٍ ، وغادرتْ بعدَ أنْ مرةٍ بجانبهِ دونَ كلمةٍ أخرى ، كانَ يوسفْ مستغربا وكدالكْ صابرةُ التي لحقتْ بها بينما حدقَ يوسفْ بالواقفِ أمامهُ وقالَ بتساؤلٍ ” في إيهْ يا جاويدْ ؟ ! ” أنزلَ الصغيرةَ وجلسَ مستسلما مخدولا على الأريكةِ وقالَ بندمِ ” سناءْ ، هيَ البنتُ الليَ اعتديتْ عليها زمانٌ ” حدقَ بهِ متسعُ الأعينِ لا يصدقُ أنَ الحياةَ صغيرةٌ إلى هذا الحدِ ماضيَ جاويدْ لا زالَ على قيدِ الحياةِ والآنِ سيبدأُ بمطاردتهِ ، لكنَ يوسفْ تذكر أنَ آلانْ منْ يحتاجُ إلى المساعدةِ هيَ تلكَ الفتاةِ التي لايعلمْ وضعها إلا اللهُ ، لحقَ بها وتركٍ صديقةٍ الذي بالكادِ كانَ يستطيعُ التنفسُ أمسكتْ صابرةُ بيدِ سناءْ التي كانَ تمشي دونَ وجهةٍ أوقفتها وقالتْ بتساؤلِ ” فيكي إيهْ ؟ ! ” أغمضتْ عيونها بقهرٍ وقالتْ بهدوءِ ” عايزة أمشي ” حدقتْ بها باستغرابِ إلى أنَ يوسفْ قاطعها وقالَ بعدَ أنْ نضرةٍ إلى سناءْ ” تعالى معي هوصلكْ ” حدقتْ بهِ تائهةٌ فجدبها منْ يدها بلطفِ واخدها معهُ إلى سيارتهِ ، كانتْ صابرةُ مندهشةً وقالتْ بغلبٍ ” في إيهْ يا يوسفْ فهمني ” أقفلَ بابُ السيارةِ بعدَ أنْ ركبتْ سناءْ وقالَ بهدوءِ ” ارجعْ للبيتِ وأحكيلكْ ” أومأتْ لهُ وركبَ يقودُ سيارتهُ تاركا صوتَ عجلاتها خلفهُ بينما صابرةُ وقفتْ متلْ البلهاءَ لاتصدقْ ما يحدتْ كانَ يقودُ سيارتهُ ويلقي نضراتهْ عليها كلِ فترةٍ ، شعرَ بتصلبِ جسدها ، تنهدَ قبلَ أنْ يرنَ على زيدانْ ، رفعتْ زمردَ الهاتفِ تستقبلُ مكالمتهُ وهتفتْ بصوتٍ خشنٍ ” نعمْ يا يوسفْ بيهْ ” زفرَ يوسفْ طويلاً وقالَ ” تعالٍ عايزْ أتكلمُ معاكْ بخصوصَ أختكَ ”
انتفضَ قلبُ زمردِ خوفا منْ أنْ تفقدَ صديقتها الوحيدةَ وقالتْ منْ شدةِ ذعرها ” سناءْ كويسهْ ؟ ! ” نضر بخفةٍ إلى سناءْ ثمَ حول نضراتهْ إلى زمردٍ وقالَ بهدوءِ ” آهٍ ، هيَ كويسهْ ، بسْ محتاجٍ أكلمكُ تعالٍ للمكانِ إلى هقولكْ عليهِ ” وافقتْ على كلامهِ وزفرتْ بغيضٌ هلْ يمكنُ أنْ يكونَ قدْ علمَ بأمرها انتفضَ قلبها ونفتْ برأسها ، نعمَ سناءْ سليطةً اللسانِ ولا تخفي شيئا لكنَ آخر شيءٍ تفعلهُ هوَ فضحُ أمرها ، زفرتْ بحنقِ واستقامةِ مردفهُ باستسلامِ ” ربنا معايا ” أوقفَ يوسفْ سيارتهُ بأحدِ المتنزهاتِ وطلبَ برفقِ منْ سناءْ أنْ تنزلَ ، أومأتْ لهُ وأخدْ منها طفلها ، لتنزل هيَ بالمقابلِ ، خرجَ منْ سيارتهِ وأقفلها وأشارَ لها أنْ يجلسوا على أحدِ المقاعدِ المخصصةِ للناسِ ، جلستْ ، بينما وضعَ هوَ ابنها بالرمالِ كيْ يلعبَ على راحتهِ ، ثمَ توجهَ وجلسَ بجانبها ، عمُ الصمتِ عدةَ لحظاتٍ ، ودقائقُ ، حتى هتفَ سناءْ بصوتٍ مرتجفٍ ، كنتَ صغيرةً ستاشرْ سنهُ ، مشٌ فاهمةٍ حاجةٍ ، رسمٌ على الحبِ ، اغتصبني وسأبني لأهلي وفضحني ، كنتَ هموتْ ، بسْ إمامَ الجامعِ الليِ هربني ، واترميتْ للشارعِ في الليلِ مش عارفةٍ أروحُ فينْ أوْ أجي منْ فينْ ، ثمَ استرسلتْ بسخريةٍ ، وفوقها حامل ، وأنا مشٌ فاهمةٍ إيهْ معنى حاملٍ ، كنتَ بأكل منْ بقايا الناسِ ، عشتُ أسوأُ أيامٍ حياتيٍ ، وكانَ هيحصلْ فيا كذا مرة ثانيةٍ ، لولا زيدانْ الليِ شالني منْ الليِ أنا فيهِ ، ووداني للميتمِ ، وهناكَ ولدتْ ، شوفتْ الموتُ بعيني قبلَ ما أشوفْ ابني ، والحمدُ للهِ عشتُ ، ابتسمتْ بعدَ أنْ نضرتْ إلى طفلها وقالتْ ” طبعا يوسفْ دا أحلى حاجةً عندي في الحياةِ هوَ الليُ نور حياتيٍ ونساني إلى عشتهُ ”
استمعَ لها يوسفْ بكلِ حنانٍ وكمْ ألمهُ قلبهُ على ما تعرضتْ لهُ تلكَ الصغيرةِ ، وحدها لولا زيدانْ الآنِ باتَ يعلمُ أيَ قذارةٍ كانَ صديقهُ يتكلمُ عنها ، نضر لها بتأثرٍ وقالَ ” منْ حقكَ تسجنينهُ وتاخدي حقكَ ، الليُ عشيتهِ مش سهلٍ ” نفتْ برأسها قائلةً ” عايزة بسْ أعيشُ معَ ابني منْ غيرِ مشاكلَ ، أنا مشٌ قويةٍ لدرجةً أواجه جلالٌ ” نضرٌ لها بقوةٍ وقالَ ” هوَ ظلمكَ ولازمُ ياخدْ حسابهُ أنا مستعدٌ اسجنهُ أنتَ بسْ اديني موافقتكَ ، وأنا هجبلكْ حقكَ ” نضرةً لهُ مندهشةً قليلاً وقالتْ ” حتى لوْ هوَ صاحبكَ ” اومأءْ بجديةِ وقالَ ” حتى لوْ أبويا ، دا حقكَ ، وأنا مستحيلٌ أبقى معَ الظالمِ يا سناءْ ” ابتسمتْ قليلاً قبلَ أنْ تلاحظَ اقترابَ زيدانْ منهمْ ، كانتْ زمردٌ تقتربُ وهيَ تزفرُ بحنقِ وتمتمتْ بغيضٌ ” ما فيشْ غيرَ سناءْ الكلبِ تكون
زفرَ يوسفْ مطولاً قبلَ أنْ يقولَ ” صاحبي جاويدْ هوَ الليُ اعتدى عليها زمانٌ ” قبلَ أنْ يكملَ اهتاجتْ زمرد وقالتْ بصوتِ عالي ” والحقيرَ دا فينْ ؟ ! ” تأففُ يوسفْ وقالَ بضجرٍ ” سبني أكملَ كلامي ” ثمَ استرسلَ نتكلمُ بالعقلِ والليِ يرضيكَ أنتَ وأختكَ أعملهُ ” امتغصتْ ملامحَ وجهها فزفرَ يوسفْ قبلَ أنْ يتكلمَ ” أنا عارفْ أنهُ صعبٌ عليكَ بسْ أنا ممكنٌ أساعدكمْ تسجنوهُ ، في تلكَ الأثناءِ كانَ أحدهمْ يتقدمُ منْ يوسفْ منْ الخلفِ قصدِ طعنةٍ بالسكينِ ، اتسعتْ حدقتاها بينما هوَ يتحدثُ ، وما أنْ كادَ يطعنهُ حتى دفعتْ يوسفْ بقوةٍ وتلقتْ الطعنةُ مكانهُ ، شهقتْ بقوةِ بعدَ أنْ اخترقَ داخلكَ السكينُ صدرها ، ما أنْ رأى دالكَ المجرمَ إصابتها حتى ركضٍ مبتعدٍ تاركا السكينَ ملتصقٌ بها ، حدقَ بها يوسفْ مصدوما ، ومندهشا ، امسكْ بجسدها قبلَ أنْ يسقطَ على الأرضِ ليسقطَ معهُ ويضعُ رأسها على صدرهِ فاتحا فاههْ منْ شدةِ الصدمةِ ، أغمضتْ عيونها تضعُ يدها على السكينِ تحاولُ نزعةَ وشهقاتِ ضيقِ تنفسها هيَ الشيءُ الوحيدُ المسموعُ ، تكلمَ يوسفْ بصعوبةِ بعدَ أنْ أبعدَ السكينُ عنْ صدرها ” أهدى يا زيدانْ ، هتبقىْ كويسْ ”
لمْ تجدْ الطاقةُ لتجيبهُ لكنها كانتْ سعيدةً أنها بأحضانهِ ، شعرتْ بحنانهِ ودفئهِ لا يهمها أنْ تموتَ الآنَ ، كانَ يضغطُ على الجرحِ محاولاً إيقافَ النزيفِ ، تجمعُ الناسِ حولهمْ ، يتصلونَ بالشرطةِ والإسعافِ ، استدركَ نفسهُ وأفاقَ منْ صدمتهِ ، سطحها على الأرضِ وقالَ بثقةٍ ” أنا معاقكْ يا زيدانْ متخافشْ ” كانتْ زمردٌ قدْ بدأتْ تغيب معَ تلكَ الغيومِ السوداءِ التي راودتها ، فتحُ ملابسها بسرعةِ يبحثُ عنْ مكانِ الإصابةِ ، ضهرْ لهُ جسدها الفاتنِ ، مهلاً هدا ليسَ جسمُ ولدٍ بلْ فتاةً ، صعقٌ مما اكتشفهُ ودارتْ بهِ الأرضُ ، إلا أنَ صوتَ سناءْ التي خرجتْ منْ وسطِ مجموعةٍ منْ الناسِ الملتفينَ حولَ الحادثةِ كانَ بمثابةِ الصفعةِ التي تلقاها عندما صرختْ بصوتٍ عالٍ ” زمردٍ ” ، لمْ تقفْ على الكلمةِ بلْ جلستْ على الأرضِ تصرخُ بعدَ أنْ وجدتْ أختها وأنيستها بلا حياةٍ مستلقيةٍ على الأرضِ الباردةِ ، نضرةً إلى يوسفْ بترجي وقالتْ ” دي زمردٍ ، بنتُ عمكَ يا يوسفْ ، أرجوكُ ساعدها ” حدقَ بها غيرَ مستوعبٍ ومصدومٍ هلْ زيدانْ نفسهُ غزالة الضائعِ منْ تستلقي على الأرضِ نفسها زمردَ التي يبحتْ عنها ، دونُ شعورٌ وجدَ نفسهُ يهتفُ بخفتْ ” بلاشِ تسيبيني المرةُ دي يا غزالْ “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرارة العشق)