رواية رهينة فراشه الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلمى السيد
رواية رهينة فراشه الجزء الثاني عشر
رواية رهينة فراشه البارت الثاني عشر
رواية رهينة فراشه الحلقة الثانية عشر
تحدق فدوى بفزع إلي هيفاء بعد ما عرضت عليها العمل معها في كباريه الذي سيقدر جمالها ويدر عليها الكثير من المال ”
تنهض فدوى وتفتح باب غرفتها ناظرة لهيفاء بأذدراء ”
اتفضلي أطلعي بره خدي فلوسك من مدام ماريكا، مش عايزه منك حاجه ، انا عندى اجوع انا وأبني ، ولا اني اعمل حاجه حرام ، الظاهر غلطت لما حكيتلك عن مصيبتي، لقتيني صيد سهل وعايزة تتاجري في عرضي وشرفي، دا انا قبلت اتوصم بالخيانه ولا اني امس كرامة جوزي أو اكسر نفسه وانت بكل بجاحه تعرضي عليا امشي بالحرام ، حسبي الله ونعمه الوكيل، دا انا اتمرمطت واتهنت وخسرت كل غالي لما اغتصبت وكان غصب عني ، ومن يومها وانا بكره نفسي وجسمي وجمالي اللي كان سبب لعنتي ، وانتي بالساهل كده عايزاني امشي بالحرام وابيع جسمي بالفلوس ياشيخه روحي منك لله ،هو انا سلمت من الأذية وانا بشرفي و بالحلال، علشان أسلم من الاذية لما أمشي بالحرام اتفضلي بره، شكرا اوووي علي عرضك القذر م لكن ما يلزمنيش انا هلم هدومي واتوكل علي الله وامشي من هنا انا عندي اشحت او اخدم في البيوت وانام علي الأرصفه اشرف ليا من الشغل بالكباريه ”
تقترب منها هيفاء وتنظر لها بغموض “تسحب يدها وتغلق باب الغرفه وتجلسها وتجلس بجوارها لتقول لها بهدوء مقيت”
اهدى بس يا قمر ، واسمعيني انا مش بقولك أعملي حاجه حرام ، اشتغلي في الكباريه بشرفك جالسي وأتأنسي الالاف هتترمي تحت رجلك مقابل ابتسامه منك مش لازم تبيعي جسمك اسمعي كلامي مش هتخسري حاجه انت جمالك يأكلك الشهد ومتقلقيش انا هحميكي ، اشتغلي معايا سنه ولا اتنين اعمليلك قرش ينفعك،تقدري بيه تربي أبنك ، اوعي تفكري في حد غير نفسك لا جوزك ولا حد هينفعك ،لان من الواضح ان جوزك نفض ايده منك ومش هيرجعلك تاني شوفي مصلحتك وعيشي، ولما يكون في ايدك قرش تقدري تفتحي بوتيك او كوافير ، ومتحتاجيش لراجل يذلك باللقمة اللي هياكلهالك ها قولتي أيه”
تنهض فدوى من جوارها ،تاخد ابنها بحضنها وتبدء تجمع ثيابها في شنتطها وتقول لها باستحقار”
ردي اني هخرج من هنا قبل ما اغلط فيكي، انا لو هموت مش هسمح لأى حاجه تمس كرامة جوزي ،رغم انه رماني وحوجني لواحده زيك ، لكن كفاية انه حافظ علي سمعتي ومفضحنيش قدام اهله وجيراني ، تيجي انتي عايزاني افضحه واسوأ سمعته وسمعتي اللي حافظ عليها لا والف لاء خدي فلوسك من المدام وطلعيني من نفوخك ، وانا ليا رب يتولاني”
تجذب منها هيفاء شنطتها وتحتضنها بقوة وتربت عليها بحنان وتضحك ضحكة مرحه قائلة لها”
جدعة يا فدوى كده اقدر اقولك انك كسبتي ثقتي؛ بصراحه لما حكتيلي حكايتك شكيت فيكي وقولت بتشتغليني وبتمثلي عليا أنك غلبانه ومحتاجه المساعدة بعد ما لقتيني دفعت اجرتك قولتي معاها فلوس ”
لكن طلعتي بنت حره وشريفه رغم كل اللي حصلك وشوفتيه في حياتك ، وفعلآ ظنك بيا صح انا بنت ناس ومليش في الشمال خالص تعالي نفطر سوا وبعدها احكيلك حكايتي”
ترتبك فدوى وتتطلع لها بغرابة لتسالها بحيرة”
أنتي بتتكلمي بجد ولا بتلعبي عليا اسمعي لو بتفكري تسحبيني في طريقك وتفرضيه عليا امر واقع انا عندي اموتك واموت نفسي ،اهون عليا من اني اتغصب تاني كفاية اللي حصلي ، مبقاش عندي خلاص اللي أبكي عليه، يعني هي هتبقي موته ولا اكثر ”
تضحك هيفاء ببشاشة”
لما تسمعي حكايتي هتتاكدي اني مش بضحك عليكي بالعكس أنا عايزاكي من النهاردة تعتبريني اختك وانا هقف جمبك لحد ما ارجعلك حقك من اللي ظلموكي واولهم جوزك”
تحتج فدوى بعصبيه لتحدثها بتوتر”
لا سمير لاء، هو صحيح اتجوز بس ربنا اعلم بظروفه ، او سبب غيابه، لكن اللي واثقه منه انه عمره ما حب غيري لو شوفتي الالم اللي كان في عينه لما شك بخيانتي كنتي عرفتي انه بيتعذب واللي عمله كان اقل حاجه يعملها رجل غيور وعاشق وانا مسامحاه لاني حسا بوجعه علشان عيشتي وصعب عليا اعيشه فيها هو كمان ، يلا نفطر اصلي جعانه اوووي”
تحتضنها هيفاء بحب لتدخل عليهم ماريكا بالفطار”
**************
بعد الفطار تقوم فدوى بتنيم مالك وتذهب لغرفة هيفاء كي تسمع حكايتها، وتفهم منها ما كانت تقصده بالشغل معاها بالكباريه ، تدلف علي هيفاء غرفتها ترحب بها وتاخدها لتجلس بجوارها تسألها فدوى باستفسار”
ممكن أفهم كنتي تقصدى أيه بالشغل معاكي بالكباريه هو انتي بتشتغلي في كباريه بجد ”
تضحك هيفاء بمرح لتظهر جمال ونقاء روحها”
أيوه يا ستي انا هشغلك معايا في الكباريه ومفيش اعتراض غير لما تسمعيني للاخر ”
اولا هو كافية وديسكو راقي جدا ودي مهمتي ارجعه تاني زي الاول بمساعدتك ، تحدق بها فدوى بحيرة”
تقهقه هيفاء من دهشتها ”
متبصليش بعيونك الحلوه واسمعي للأخر، الملهي دي ملك لعمي ومن سنتين أبنه الوحيد مات كانت صدمه له وكتب عقد انتفاع لواحد اسمه دسوقي الاشقر وللاسف الراجل استغل مصيبة عمي وعدم مقدرته علي الاشراف علي المكان وحوله لكباريه وطلع ليه تصاريح بمزوالة النشاط ، وطبعا لما عمي عرف بقي هيتجنن ولان عندي مشاكل مع اهلي قررت احل محل عمي واقف للراجل ده قبل ما يضيع هوية المكان طبعا ده هياخد وقت علي ما يرجع لوضعه ومحتاجالك معايا تساعديني في مراجعة الحسابات والادارة لحد ما الغي تصاريح الكبارية وارجعه زي الاول وبعد كده هنشغله براحتنا وهتكوني بردك معايا ايه رايك ”
تحتضنها فدوى بقوة لتتنهد بعمق وراحة بعد ان غزت الفرحه قلبها وعلت البسمه محياها الجميل ”
اكيد موافقه بس أنا مش بعرف كويس بالحسابات وكمان مش معايا شهادة تنفعني، خيبت واتجوزت وسيبت التعليم
تضمها هيفاء لحضنها بقوة وتزفر بضيق”
واللي اتعلموا خدوا ايه اسمعي انا وانتي هنكون صهر وسند لبعض ومن بكره هنروح الاسكندرية ، ونجهزلك كل اوراقك وتكملي تعليمك انتي قولتيلي كان فضلك سنه وبعدها ندخل الكلية انا وانتي علشان لما ندير الكافية نكون متسلحين بالعلم ، كده خلصنا من موضوع الشغل اسمعي بقي حكايتي”
انا بنت لعائلة ميسورة الحال ايام امتحانات الثانوية وجهت مشاكل مع اهلي خليتني افقد الثقه بنفسي وللاسف لاني حساسة جدا بقيت ادخل الامتحانات زي التايهه والنتيجه مجموع ضعيف لا يشفع ولا ينفع وزي ما انت شايفاني جميله
فؤجئت باهلي بيفرضوا عليا ارتباط وخطوبة وقالولي كفاية عليكي علام لحد كدة، مدام فشلتي تجيبي مجموع يدخلك كلية محترمه، كنت ضعيفه زيك واقل حاجه تكسرني وتسود الدنيا في وشي ، ووافقت واتخطبت لانسان زباله خلاني كرهت صنف الرجالة بسبب افعاله، المهم لان الخطوبة كانت برأى كبار عيلتنا وعيلته احتكموا لمجلس رجاله وقررو ان من حقي الشبكه ومبلغ من المال؛ ودا كان الوجع اللي علي اصوله وكسرت النفس اللي دمرتني، بابا مقدرش يرفض لان دي اصول وكلام كبار العيله انا رفضت وبقيت ادعي من قلبي يتقدم ليا اللي يعوضني ودي كانت هيبتي القويه لان محدش بيمسح دمعتك غير كف ايدك، اي راجل خلقه ربنا ما يقدرش يعيش من غير ست علشان تهون عليه الحياة لكن احنا بنحتاج الراجل يكون سند وامان ولما نفقد ده معاه يبقي لازم نقوي ضهرنا ونشد من ازر نفسنا ونكون السند والضهر بعزيمتنا ، وده اللي بدات اعمله بالذات بعد ما خطيبي القذر بقي يهددني ويسئ ليا علشان اللي دفعه حرق فيه ومدام حرق فيه ووافق يدهولي بمزاجه حلفت لاحرق دمه عليه وزي ما حرق قلبي وظلمني قررت احرق قلبه واصرف كل اللي خدته منه في الفاضي زي ما انتي شايفه بصرف علي نفسي كويس لبس وذهب واصريت اشتغل وأثبت نفسي في كذا شغلانه لحد ما عمى رشحني لادارة المحل من الراجل الحقير اللي اسمه دسوقي وجه الآوان انتي كمان تشدي نفسك وتمسحي دموعك
وتبصي لنفسك بالمرايا وتقوليلها”
كنت في بطن امك لوحدك وجيتي الدنيا لوحدك ولما تمشي منها هتبقي لوحدك، ملكيش غير ربنا هو اللي هيحاسبك ويصلحك حالك وامرك يبقي تتوكلي علي الله وتعتمدي علي نفسك مش علي عبد ضعيف زيه زيك ، فهمتيني يا فدوى ، محنتك درس علشان تتعلمي منه ان محدش هيحس بوجعك مهما كان بيحبك ، وانتي بس اللي بايدك تمحي الوجع ده وتدوس علي اللي جاي وعلي قلبك رقتك وحساسيتك ضعف ، لازم تخلي ضعفك بين ضلوعك او تحت جلدك، ميظهرش منك غير صبرك وتحملك للي جاي
لان مشوارك طويل ومتعب وياما لسه هتشوفي”
تتنهد فدوى وتسرح في كل لحظاتها الجميله التي عاشتها بين احضان سمير، ،تتذكر كيف كان حضنه لها واحة الامان والراحه والحنان ، كان لها الدنيا وما فيها تمنت ان تعود لحياتها معه حتي ان ظلت ضعيفه وهشه ، كان دائما يقول لها من عشقها يستمد قوته لتتاكد الان انه طول عشرتها لسمير لم تكن تشعر بالضعف والضياع كما الآن لان العكس هو الصحيح قوتها كانت تستمدها من وجوده في حياتها؛ والان بعد ان تركها تعاني قسوة الحياة وحدها فيجب ان تنفض عنها ضعفها وتتشبث بالفرصه التي جاءت لها مع هيفاء لتتطلع لها بحزن”
حاضر يا هيفاء هعمل اللي قولتي عليه ،مفيش حاجه بإيدي غير ان اكسر ضعفي جوايا علشان اقدر أقاوم كل الصعاب اللي هواجهها لو مش لنفسي يبقي لابني اللي ملوش غيري”
بس في حاجه لازم تعرفيها انا مش ضعيفه ولا هشه بمزاجي
انا بنت امها ماتت قبل ما تلحق تفهم حاجه في الدنيا كان عندي ٧ سنين ملحقتش اعيش طفولتي عشت مع اب مريض كان كل همه يعملي بيت اعيش فيه ويحميني من كل عين بتاكلني وفي وسط كل ده يظهر سمير بحنانه وحبه وغيرته عليا كان ملاكي الحارس فتحت عيني علي حبه وحمايته ليا
كان بيحافظ عليا ويقولي اني نفسه وروحه ولما كتب كتابي بابا رحل عن الدنيا وقلبه مطمن انه سلمني لراجل يكمل مسيرته اللي القدر مامهلوش يكملها ، وفي يوم وليلة بقيت زوجه لواحد هو كل دنيتي وعيني اللي بشوف بيها حلاوة الدنيا القاسية ، كنت معاه مش حسا بضعفي لاني قوية بيه كنت بداري فيه من ظلم الزمن واعوض حرماني من كل حاجه بيحبه ليا ،كان الفرحه والضحكه والامان والحنان والاحتواء، متحسبيش انه سهل عليا اعيش من غيره وهو عايش مع واحده غيري، انا لما جالي خبر موته فضلت اموت علي أنا اعيش في الدنيا من غيرها ، طيب قوليلي اعيش لمين لا أم تقف جمبي تنصحني او تعلمني ازاي اواجه مصاعب الحياة الغدارة ،أو أب يشيل همي أو أخ يكون سندي وضهري،او زوج يحتويني ويمنحي الأمان ،”
يا هيفاء انا كان عندى استعداد افضل ضعيفه ومليش وجود ولا أني أتحرم من سمير ،لكن اتحرمت وانا مجبورة علي كدة لانه ميستحقش اكسر رجولته بزوجة اتهتك عرضها واتسلب شرفها واتنهش لحمها من ذئاب بشرية متعرفش ربنا ”
سمير يستحق انه يعيش بكرامته وعزة نفسه وراسه مرفوعه حتي لو علي حسابي ، اه أنا خاينه في نظره لكنه يقدر يخلص مني ومن عاري، لكن لو عرف أني مغتصبه عمره ما هيقدر يرفع راسه طول ما انا مكسورة وحقي مهدور ، انا اتوجعت واتعلمت أزاي اتحمل كسرت النفس وهتحمل لانه يستاهل أضحي بنفس وراحتي وسعادتي علشانه ”
ودلوقتي جه الوقت اللي ادوس فيه علي ضعفي علشان ابني المسكين اللي كل ذنبه في الدنيا أنه ابن مجهول النسب
انا هجي معاكي وهتعلم وهتغير علشان اكون ليه السند ”
تحتضنها هيفاء وتمسح دموعها وتربت عليها بحنان”
وانا معاكي لحد ما تقفي علي رجلك وصدقيني ربنا كبير وحقك هيجيلك لحد.عندك يلا بينا نجهز نفسنا ونمشي من وش البومه مدام ماريكا وتمزح معها لتواسيها وتهون عليها”
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
تصل هيفاء وبصحبتها فدوى إلي الاسكندرية في المساء
تنزل بها في احدى الفنادق واتفقت معها من الغد سيبحثون عن شقة يقيمون فيها سويا ”
في اليوم التالي اخذتها هيفاء وابتاعت لها بعض الثياب التي تعطيها الثقه في نفسها وتظهرها كامراة متمرسه و محنكه وليست ضعيفه يسهل النيل منها بسهولة”
في المساء بعد ان تتأنق فدوى وتحرص هيفاء علي ان تزينها بنفسها لتجعلها كفينوس بجمالها الهادى الطبيعي ، يخرجون سويا ليذهبوا للملهي الليلي وذلك بعد ان تركوا مالك في رعاية احدى الفتيات التي تعمل بالفندق كمرافقة للاطفال”
تصل هيفاء الي الملهي وبصحبتها فدوى تدخل ثابتة الخطي
واثقه بنفسها وكذلك طلبت من فدوى انت تتحكم بأعصابها وتظهر امامهم قوية حتي يخشاها ويحسب لها ألف حساب”
تدلف من الباب الداخلي للصاله لتري العيون تتاكلها هي وفدوى التي تملكها الخوف فرجعت لتقف خلفها لكن نظرة من هيفاء جعلتها تسيطر علي نفسها وتستعيد رباطة جأشها
وتعود لتقف بجوارها تساند صديقتها وتقوي عزيمتها”
تتطلع هيفاء للعيون التي تحدق بهم برغبه وشهوة وتصيح
بصوت شكت فدوى انه صادر عنها قائلة”
يا دسوقي يا دسوقي انت يا زفت الطين يا هباب روحت فين
يخرج من وسط الجمع الصاخب رجل في الأربعين من عمره تقريبآ تظهر علي ملامحه الباردة السفاله والحقارة وتتجسد الوقاحه علي محياه بكل معانيها ، يقترب منهم وهو يتفرسهم بتمعن ليركز نظره علي فدوى التي بهرته بجمالها ليسيل لعابه عليها وينسي وجود هيفاء ويتقدم منهم ساحبآ يد فدوى بكل وقاحها ليجذبه ويقربعا منه بقوة”
يصفر بأعجاب وعيناه تملاءها الرغبة يريد ألتهماها عاشقآ”
تسحب هيفاء يد فدوى من يده وتصيح فيه بحدة”
انت اتجننت ولا بستهبل ، بصلي هنا وانا بكلمك وايدك القذرة لو اتمدت علي فدوى هانم أنا هقطعهالك ، اسمع يا زفت انت انا وفدوى هانم هنكون مسؤولين عن المكان من النهاردة لحد ما يخلص عقد حق الانتفاع اللي عملته مع عمي ، وانا هعمل كل اللي هقدر عليه ، علشان رخصتة ككبارية متتجددش تاني كفاية مسخرة وقلة قيمة ، ويلا زي الشاطر كده هات مفاتيح المكتب وكل حسابات السنتين اللي فاتو تكون علي المكتب
فاهم ولا لاء، واوعي تقول لنفسك اننا اتنين ستات وهتقدر تغلبنا يبقي جنيت علي نفسك يلا طلع المفاتيح بدل ما انت متسمر زي اللوح كده ، ومن النهاردة مكتب الادارة متجيش ناحيته غير لما اطلبك فاهم ولا أقول تاني ”
يضحك دسوقي ضحكه صفراء تنم عن الخسه ”
يا انسه هيفاء، عمك لما كان هنا من اسبوع قال انك هتشرفي علي أدارة الملهي معايا لحد.ما يخلص حق الانتفاع ، ما قالش انك هتديريه؛ ليه بقي عايزه مفاتيح المكتب والحسابات وكمان تحرميني ادخله، دي مش اصول والله يا انسه ولا ايه يا صاروخ انتي، ويقرب نفسه من نفس فدوى التي تتقزز منه وتشيح وجهه بعيدآ عنه حتي لا تلفحها انفاسه المقيته ”
تدفعه هيفاء في صدره بقوة وتصيح به هاتفه”
اسمع يا بتاع انت، حق الانتفاع اللي انت خدته بيعطيك حق تغير النشاط لكن مش طمس هويته ولانك بكل بساطه غيرته من كافيه لملهي فبقي ليا حق اقفله لانك اخليت بشروط التعاقد لكن هنخسر بقفله سنه بطولها كتير ، وعمي حاليا مش حمل خسارة، علشان كده انا هيدير الزفت ده لحد ما تخلص رخصته بعد سنه، وبعدها هتمشي من هنا ومشفش وشك القذر ده تاني، ثم انت واخده حق انتفاع مش تمليك يا شاطر ، اتفضل سلمني الحسابات بالذوق بدل ما افسخ العقد معاك واديره انا لوحدى ،عجبك تشتغل تحت ادارتي واديلك ثلث الارباح اهلا مش عجبك يبقي افسخ العقد ومع السلامه والقلب دعيلك ، ها هلص في يومك مش فضيلك”
يرتبك دسوقي ليحسبها سريع ويحسم امرة قائلآ في خنوع ”
حاضر يا هيفاء هانم ، هو انا اقدر اتكلم بعد كرمك، اتفضلي المفاتيح، ويتطلع لفدوى بشراهه ويكمل حديثه ”
بس اللي معاكي دي لو نزلت الصاله هتولعها وتخلي المكسب الضعف ضعفين ، ما تخليها تشتغل معايا وتسيبها من شغل الادارة حرام تضيع شبابها وجماله ورا مكتب زي العوانس”
تدفعه هيفاء بقوة بسبب غيظاها منه ليقع ارضآ ”
اسمع يا قذر يا نخاس فدوى هانم زيها زيا هنا، اوعي يصورلك عقلك المريض ،انك تفكر تضايقها أو تقرب منها باي شكل انت او أي كلب من كلابك السعرانه اللي مشغلهم معاك”
انت عارف لو عندك كلاب انا عندي وحوش بتعشق الدم واكل اللحوم البشرية ياحدق، يلا هات المفاتيح وغور من وشي”
يعطي لها المفاتيح مغصوب وقد اثارة حفظيته ليتوعدها هي وفدوى يالانتقام منهم بأقرب فرصه ”
تاخد هيفاء منه المفاتيح وتدخل المكتب وتشغل كاميرات المراقبة كي تري كل ما يحدث في الصاله وتطمئن ان دسوقي ورجالته يؤدون عملهم ،تقفل الباب بالمفتاح لتؤمن نفسها وتصيح بمرح وهي تحضن فدوى صارخه بانتصار”
ياس ياس عملتها و نجحت اخيرا ،شوفتينا يا فدوى وانا مسيطره خليته يموت في جلده ، بس بصراحه البركه في عمي عرفه ان لو اتعرض ليا بأي أذية هينزله مطاريد الجبل يقطعوه ،بس سيبك كنت متمكنه ياه اخير اتحررت من خوفي ومسكت زمام امور حياتي هي سنه،،بالطول أو بالعرض والمحل ده هيبقي ليا وليكي، واوعدك ،هعمل منه اكبر روستوران فيكي يا اسكندرية بس أخلص الاول من عقد الانتفاع بتاع الزفت دسوقي ده ”
تنتنهد فدوى بأنزعاج وتقول لها بخوف وهي ترتجف بقوة ”
بس انا مرعوبه كل الزباين سكارة وشكلهم مؤذيين انا خايفه يتحرشو بينا اوعديني مش هننزل عندهم الصاله دي تاني”
تسيطر هيفاء علي فرحة نجاحها لتغمر فدوى بحضن قوى لتطمئنها وتذهب عنها روعها وتمحي فزعها”
تعالي يا فدوى شايفه الباب دا ، ده باب سري محدش يعرفه مفتوح علي ايه هقولك انا، مفتوح علي شقة لعمي كان عايش فيه وهي مجهزة بكل ما يلزم للمعيشه ، لازم تفهمي، يا فدوى انا عمي مش هيرميني في وسط الذئاب دي من غير ما يأمني كويس، الشقه متصله بالعمارة اللي في الشارع التاتي ، أسمعي بعد كده هندخل من هناك ونخرج من هناك محدش هيحس بينا ابدا ،وهغير مفاتيح المكتب ليكون المجرم ده عامل عليهم نسخع احتياطي ، ونلاقيه فوق رأسنا بأي وقت المهم ان من الاخر كدن محدش هيعرف بنجي امتي وبنمشي امتي ، علشان كده اصريت اخد منه المفاتيح وتفضل معايا لوحدي وكمان حذرته ميدخلش هنا غير لما احتاجه”
ها اطمنتي كده ولا لسه بردك خايفه و ميته في جلدك، يا فدوى انا جيباكي معايا اتقوي بيكي، مش ناقصه تلبشيني معاكي يلا اقعدي بقي نشوفهم بينيلو ايه في الصاله ، ونبدء نفكر في طريقه نخلص بيها من المسخرة دي باسرع وقت علشان نشتغل علي نضافه بعد.كدة اتا وأنتي”
تاخذ فدوى نفس عميق بعد ما تطمئنتها هيفاء ليستريح قلبها وتهدا نفسي وتشعر اخيرآ بالراحه بعد سنين من التوتر والقلق
****************
تستقر فدوى مع هيفاء في الاسكندرية ، وبدات فدوى تكمل تعليمها وساعدتها هيفاء، كانت بالصباح تكرس وقتها لابنها ومذاكراتها، وفي المساء تساعد هيفاء في ادارة الملهي ،”
ورغم مضايقات دسوقي لها ومحاولة اغواءها ، الا انه كان ارحم من اي عمل اخر كانت ستعمل بيه لان لعنتها بالجمال كانت سبب لكل ما حدث لها ومن الأكيد اي عمل كانت ستعمل بها ستتعرض لمضايقات او تحرشات اكبر، لكن خوف دسوقي من بطش هيفاء به جعله لا يتخطي حدودو معاها غير الرجاء والاغواء الذي لا يكل منه ولا يمل ”
وبعد مرور ست أشهر تنتظر فدوى نتيجتها علي احر من الجمر حتي تصبح حامله شهادة حتي اذا كانت دبلوم احسن من أن تكون بلا شهادة في يدها ”
وكان يوم سعادتها بنجاحها ، هو يوم اخر في مأساة اخري كتبت عليها ،في هذا اليوم المشؤوم كانت هيفاء تقوم بزياره لعمها واهلها بالصعيد ، وطلبت منها ان تحصلها علي الملهي بالمساء تكون هي عادت من السفر، وقد.كان هذا لكن بسبب فرحتها بنجاحها نسيت فدوى ان تدخل من شقة عمها كالعادة لتدخل الملهي من الباب الرئيسي ،بدون ان تشعر ولكي تدخل المكتب يجب عليها المرور من الصاله ؛”
يلمحها دسوقي ، وهي تدخل من باب الملهي ليستوقفها مرحبآ بها بحفاوة ليقول لها بثناء علي جمالها الذي يجذبه ”
مش ممكن القمر نزل من سماه وشرفنا بالصاله ، وربنا انا ما مصدق روحي تعالي اعزمك علي مشروب ومتخافيش مش خمرا بس اناسينا وانا واريكي بعينك الفلوس اللي هتترمي تحت رجلك تعالي بس ومش هتخسري حاجه”
تخلص فدوى يداه منه بالقوة وتدفعه بعيدا عنها لتصيح به”
هو انت غبي مبتفهمش، لو مال قارون مش هضحي بسمعتي علشانه ،غور من وشي بدل ما ابلغ هيفاء وانت عارف هتعمل فيك ايه وتبعد عنه لتذهب للمكتب لتراه مغلقآ تطرقه طرقات متواصله دون مجيب لتسمع من ورأءها ضحكة دسوقي الشيطانية التي استفزتها ليقول لها ببجاحه”
ما قولتلك تعالي معابا،هيفاء لسه مجتش ودي فرصتك تجربي الوضع لو عجبك كملي معايا وسيبك منها وانا اوعدك هتكوني تحت حمايتي معجبكيش خلاص يبقي يادار ما دخلك شر وسرك في بير محدش هيقولها حاجه، ها يا جميل قولت ايه”
تصفعه علي وجهه بشده بعد محاولة التقرب منه لينثر انفاسه القذرة علي صفحة وجهه الناعم الغض لتصيح به”
كتك القرف مقرف ، ابعد عني بريحتك المقرفه دي، واسمع لو حاولت تقرب مني تاني بالشكل ده او تكلمني بالموضوع ده
انا هبلغ هيفاء بكل مضايقاتك ليا ولقد اعذر من انذر”
وتدفعه بعيدا عنها وتخرج مسرعه بره الملهي ، لتتصل بهيفاء كي تطمئن عليها وتخبرها بنجاحها وحصولها علي الدبلوم ”
ترد عليها هيفاء بصوت حزين مهموم”
فدوى أنا اسفه مقدرتش أجيلك بس سامحيني اليومين الجايين اصل ماما تعبانه أووي وهتعمل عمليه، وانت عارفه ملهاش غيري ، معلش هثقل عليكي ديري الملهي الكام يوم الجايبن لحد ما ارجعلك هما يومين الظبط بأذن الله؛ وأنا هرجعلك بعدهم اسمعي المفاتيح في درج المكتب بتاعي باوضة النوم ومفاتيح الشقه بتاعة عمي للاسف معايا بس في نسخه منها في مكتب الملهي بالدرج الثالث ، روحي بكره بدري واقفلي علي نفسك كويس طول ما انتي هناك ، وانتي عارفه تدخلي وتخرجي ازاي ، متخليش حد يحس بجودك وراقبي كل حاجه وابقي حاسبي الندل دسوقي يوميآ وخلي الفلوس معاكي لحد ما ارجعلك اتفقنا ” اتفقنا يا هيفاء
تسكت هيغاء برهه لتقول بقلق بالغآ”
فدوى خلي بالك من نفسك كويس، وحياتي عندك وانا وأوعدك أني مش هطول في الغياب عليكي”
تغلق معاها الاتصال وترتبك فدوى و تشعر بالخوف من دونها لكنها تحمس نفسها بان لا احد سيراها وستدخل وتخرج بدون ما يشعر بها احد، وتقول لنفسها بحماس”
لازم تثبتي ليها انك قوية وتقدري تسدي غيابها ، وتطبقي كل اللي ستفدته منها طول الشهور اللي فاتت، وتعرفيها أنها تقدر تعتمد عليكي وتردي جميلها في انك تحافظي علي مالها”
وتقرر ان تعود للملهي حتي تأتي بالمفاتيح ومن الغد ستدخل وتخرج من الباب الأخر كم اوصتها هيفاء”
وتدخل إلي الصاله لتذهب مسرعه منها إلي المكتب وتدخل لتغلقها خلفها ألا ان يد احدهم توضع قبل غلق البابا لتصبح حائل يمنع اغلاقه ”
ترتجف فدوى وتحاول ازاحت اليد ليدفعها صاحبها بخشونه
لتقع أرضآ، يدخل صاحب اليد ويغلقه خلفه الباب ويبتسم لها ابتسامه صفراء”
عندما تراه فدوى يصابها الذعر والهلع وترجع بجسدها للوراء
يتقدم منها وهو يتفرس بها ، ويبتسم من خوفها منه ليقول”
واو بقيتي صاروخ ارض جو يابت ، جمالك زاد اوووي وبقيتي تحلي من علي حبل المشنقه، اظن الغرفه دي مبطنه بعني عازله للصوت ومحدش هيقدر يسمعنا بره يعني فرصه اتمتعت بيكي زي المرة اللي فاتت بس المرادى وانت صاحيه،
ولا ايه يا بنت عمتي مش عصوم ابن خالك اولي من الغربب”
يتطلع لها وهي تحاول ان تهرب منه ليقبض علي خصرها ويكتف يداها، لتري بعينه الرغبة التي تتملكه ليتهجم عليها تصرخ فدوى بكل ما أوتة من قوة صرخه أستغاثة ،قبل ان يكتم أنفاسها ليخرصها ويمنع احتجاجها الضغيف لي……
☆☆☆☆☆●●●●●☆☆☆☆☆☆
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رهينة فراشه)