رواية عشقت خيانتها الفصل الثامن عشر 18 بقلم قوت القلوب
رواية عشقت خيانتها الجزء الثامن عشر
رواية عشقت خيانتها البارت الثامن عشر
رواية عشقت خيانتها الحلقة الثامنة عشر
قطعت “دنيا” الصامته سكونها بمتابعه حديث “سحر” و”عمر” قائله بتحسر على حال صديقتها التى جُرح قلبها المحب بسبب هذا “الـعمر” …
_ “نسمه” خلاص إتخطبت يا “عمر” …و حتقعد فى البيت و مش عايزة تيجى الكليه تانى …
أحقاً ما يسمعه ، هل نطقتها “دنيا” حقيقه أم تخدعه هى الأخرى …
تيبست حركته تماماً بغير تصديق لخبر خطوبه “نسمه” ، تثلجت أطرافه كلها وشعر بأن روحه تسحب منه مره واحده …
لم يشعر بنفسه إلا وهو يهوى جالساً فوق المقعد بقوة مردداً كلمه واحده فقط ..
_ إتخطبت …..!! إتخطبت …!! إزاى وإمتى ده حصل …. ؟؟؟
لم تستطع “سحر” تمالك تماسكها كثيراً لتنفجر صارخه به ، ألم يكن هو السبب بذلك ، ألم يكن هو من حطم فؤادها من الأساس ….
_ أنت بتستعبط ولا إيه ؟!!! … ده على أساس أنها مجاتلكش تقولك إن أخوها غاصبها على الجواز … وأنت إللى عملتلى فيها ندل وخلعت وسبتها …
بندم صريح لم يعد هناك ما يخفيه بعد ، بل يقر ويعترف بأنه هو المخطئ بتخليه عنها مهما كانت الأسباب …
_ ندل … أنا … أنا سبتها تضيع من إيدى …. أنا إللى ضيعتها … أنا إللى ضيعتها ….
كان من أهم ما تعلمه من جده “صالح” أن الرجل لا يبكى ولا ينهار ، لكن الوضع الآن مختلف ، لم يعلم جده أن للرجل أيضاً قوة تنفذ وتخر قواه ليسقط ببئر عميق لا فرار منه …
لم يعد يهتم لما تعلمه من قوة وتمالك للنفس ليهوى صريع أحزان قلبه باكياً ، لم يكترث مثل كل مره تدمع عيناه و يخفى ذلك ، لم يهتم من يراه وماذا يقول عنه وعن ضعفه ، لم يشغل فكره سواها هى فقط ، “زمردته” الضائعه وهو من أضاعها من بين يديه ….
كيف لم يحافظ عليها وعلى حبهما ، كيف سمح لمثل هؤلاء بإفساد حياتهم ، “لكن لا … لن استسلم … ” هكذا ردد “عمر” فى داخله ، فمازالت هناك فرصه لتوضيح ما حدث ويستعيد “نسمته” مره أخرى فقط عليه رؤيتها وإيضاح كل شئ لها ….
___________________________________
شقه أم ريم …
بحقيبه ظهر متوسطه الحجم وقفت “نسمه” بباب شقه خالتها إستعداداً للرحيل باحثه عن والدها التى ستراه ويراها لأول مرة بحياتهما ، نادت خالتها قائله ..
_خلاص يا خالتى أنا جاهزة ….
_ البيت هنا بيتك ومفتوح لك فى أى وقت يا بنتى … حستناكى أكيد ….
_ طبعاً يا خالتى …. أنا لسه مش عارفه الدنيا مخبيه لنا إيه ولا أبويا حيعاملنى إزاى وحيتقبلنى ويصدقنى أصلاً ولا لأ … ما يمكن إتجوز وعنده ولاد ومش حابب أى غريبه تتطفل على حياته من أول وجديد ….!!!
_ ليه يا بنتى متشائمه أوى كده ..؟؟
_ أصلى إتعودت خلاص إن الدنيا دى مش بتدينى حاجه حلوة إلا لما تاخد منى حاجه تانيه تزعلنى أوى ….
_ أنتى لسه صغيره يا “نسمه” ومشفتيش حاجه .. وإن شاء الله بكره الدنيا تكون أحسن وتفرحى وتنبسطى ….
_ إن شاء الله… أشوف وشك بخير يا خالتى …
تراجعت أم “ريم” خطوه إلى الخلف لتفتح أحد الأدراج الخشبيه مخرجه منها بعض المال لتمد يدها به تجاه “نسمه” قائله …
_ إستنى يا “نسمه” … خدى يا بنتى الفلوس دى خليها معاكى …. أنتى متعرفيش إيه إللى حيقابلك وحتتصرفى إزاى …؟؟
عقبت “نسمه” بإندهاش لحنان خالتها معها …
_ إيه ده كله !!!!! … ده كتير أوى …
_ لا كتير ولا حاجه … خليهم بس معاكى وخدى بالك من نفسك … وأبقى هاتى تليفون وطمنينى عليكى … وأول ما توصلى كلمينى طمنينى عليكى …
_ حاضر … مع السلامه ..
_ مع السلامه .. ربنا يبعد عنك كل شر يحفظك يا بنتى يا رب ….
ودعت “نسمه” أم “ريم” وتوجهت نحو محطه القطار لتبدأ رحلتها فى البحث عن والدها المجهول متفكره هل سيتقبل وجودها أم لا ….؟!!!
____________________________________
الجامعه …
تبادلت “سحر” و”دنيا” نظرات متحيره لرد فعل “عمر” حينما علم بخطبه “نسمه” لتلين “دنيا” بحديثها تجاه “عمر” متعجبه من إنهياره منذ قليل …
_ غريب رد فعلك بصراحه !!!!! .. مش أنت إللى رفضتها وكسرت قلبها …!!!!!
_ مكنتش أعرف … أنا إتخدعت وفهمت غلط … ولازم أصلح غلطى …
_فهمت إيه غلط ….؟؟؟
قص “عمر” عليهم ما سمعه من حوار “ماجد” و “أحلام” منذ قليل وكيف خانت “أحلام” صداقه “نسمه” وكانت هى السبب فى المشاكل التى حدثت بينهما وسوء الظن الذى بثه “ماجد” بداخل “عمر” تجاه “نسمه” لتردف “دنيا” بذهول فلم تكن لتتخيل أبداً أن سبب شقاء “نسمه” هو صديقتهم “أحلام” …
_ معقول ده …..؟؟؟!!! “أحلام” ….!!!!
لتهدأ نفس “سحر” قليلاً من إنفعالها تجاه “عمر” متعجبه …
_ عمرى ما كنت أتخيل ولا أتوقع ده أبداااااا …
_عرفتوا بقى إنه كان غصب عنى ….
_ طب والحل … دى “نسمه” حالتها وحشه أوى .. أنت مشفتهاش يا “عمر” …. قوليله يا “سحر” …
تنهدت “سحر” بعمق لتنحى جانب تفكيرها المنطقى وتترك العنان للين قلبها تجاه هذا المتألم من فراق حبيبته لتردف بتأكيد لحديث “دنيا” …
_ هى فعلاً تعبانه وزعلانه أوى يا “عمر” … لازم تصلح إللى حصل …
_ أعمل إيه …. أنا لازم أقابلها أوضح لها إللى حصل …. مش لازم تضيع من إيدى مرتين …
_ إحنا ممكن نروح لها البيت ونجيبها تقابلك وتفهمها …
_ مظبوط يا “سحر” … إحنا خلاص عرفنا عنوان بيت أخوها …
شعر “عمر” ببعض الأمل بدأ يتسلل إلى قلبه المحطم آملاً بعوده حبيبته “زمردته” الغائبه إليه مرة أخرى …
_ طب ومستنيين إيه !!!! … يلا بينا …
أثناء خروجهم من الجامعه جميعاً أقترب “وائل” من “دنيا” متحدثاً بنبره خافته ….
_ يعنى لا سلام ولا كلام خالص كدة ….؟؟!!
رفعت “دنيا” حاجباها بتعجب قائله بنبره توازى نبرته الخفيضه حتى لا يستمع “عمر” أو “سحر” لحديثهما الجانبى …
_ أنت لسه فاكر … ما أنت صاحبك خلع وإنت خلعت وراه … لا جيت ولا أتكلمت معانا …
بلوم لطيف وبعض التخوف أجابها “وائل” …
_ الصراحه خفت تكونوا زعلانين منى زى ما زعلتوا كدة من “عمر” … بس لو كنت حسيت إنه عادى أكلمكم كنت جيت على طول …
_ وأنت بقى حتبقى مربوط بتصرفات “عمر” كدة على طول … ولا إيه …؟؟!
إشرأب “وائل” بعنقه محاولاً إظهار أنه له شخصيته المستقله …
_ لأ طبعاً … أنا بس كنت خايف من أنك أنتى تكونى زعلتى على زعل “نسمه” ومتكلمنيش …
زمت “دنيا” شفاها بإبتسامه خفيفه مردفه …
_ لا عادى … مزعلتش …
علت ثغره إبتسامه خيلاء وهو يظهر أنه لا يتبع “عمر” بأى مكان يذهب إليه ليتفوه بنبره واضحه يحدث “عمر” بينما مازال ينظر تجاه “دنيا” …
_ طب معلش بقى يا “عمر” … أصلى عندى مشوار ضرورى … روحوا أنتوا وحبقى أطمن منك عملتوا إيه …
إلتفت “عمر” لـ “وائل” محركاً رأسه بالإيجاب تفهماً …
_ ماشى … تمام …
بعدما تركهم “وائل” مبتعداً ليثبت لـ “دنيا” أنه له تصرفاته وأشغاله المستقله إتجهوا مباشرة إلى بيت “حسن” لمقابله “نسمه” خاصه وقد ألغى الإختبار بسبب حادث سقوط “أحلام” وحدوث بعض التوتر فى الجامعه …
____________________________________
القطار ….
جلست “نسمه” على مقعد بجوار النافذه وهى ترى الأشجار تتسابق بجانبها وكأن الدنيا مع سباق معها لكنها لا تدرى نهايه هذا السباق ….
كانت ذكرياتها تجرى أمام عينيها مرة أخرى مثلما يجرى الطريق إلى جوارها …
لا تدرى لماذا تذكرت ضحكاته وإبتسامته التى سلبت عقلها وقلبها معاً لكنها لم تنسى كيف ألمها فراقه وكيف جرحها بخناجر كلماته القاسيه …
أسندت رأسها بحزن إلى زجاج النافذه لتغمض عينيها لتحتفظ بذكرى السعاده الوحيده التى شعرت بها فى حياتها بوجوده معها ، كم هى ذكراه سعيده وجارحه معاً ، كيف تنساه وهو يسكن روحها …
____________________________________
المستشفى ….
نُقلت “أحلام” إلى أحد غرف المستشفى بعد القيام بفحصها وتجبير كامل لها ، فقط أثر سقوطها على أغلب هيكلها العظمى خاصه ظهرها ورقبتها …
إطمئن الأطباء أن “أحلام” لم تصيب رأسها إلا بصدمه بسيطه لم تسبب لها ضرر كبير ، لكن بها عده كسور مضاعفه ستجبرها على البقاء بتلك الجبيرة لشهور عديده ..
أفاقت “أحلام” لترى وضعها وتشعر بألآم حاده بكامل جسدها ، لم تجد سوى دموعها أنيساً لها بتلك اللحظه وهى تشعر بإنشقاق روحها ومهانتها لما سببته لنفسها بنفسها لتترك العنان لدموعها بالإنهمار فى صمت ..
” ااه … أنا تعبانه أوى … أنا خايفه ده يكون عقاب ليا للى عملته فى “نسمه” … سامحنى يا رب لو كنت غلطت … سامحنى يا رب .. و إشفينى وأرجع اقف على رجلى تانى …”
____________________________________
بيت حسن ….
وقف “عمر” بإنتظار “دنيا” و”سحر” أسفل البيت بينما صعدتا لمقابله “نسمه” و إقناعها بالذهاب معهم لتستمع لحقيقه ما حدث من “عمر” …
طرقت “دنيا” الباب لتقابلها “حنان” التى تذكرتها منذ الوهله الاولى ، وتذكرت أن “نسمه” هى سبب كل المعاناه التى تعانيها الآن هى وزوجها ، رمقتهما “حنان” بتقزز وإمتعاض شديد وهى تردف بنفور تام ….
_ أفندم ….؟؟
_”نسمه” موجوده …؟؟
_ لأ …
_ طب متعرفيش هى فين أو حتيجى إمتى ….؟؟
إنفعلت “حنان” صارخه بوجهيهما بطريقه أفزعتهما للغايه من هول المفاجأة الغير متوقعه …
_ معرفش ومش عايزة أعرف أهى غارت فى ستين داهيه … سبب البلاوى كلها … أنا لاطايقه إسمها ولا عايزة أسمع سيرتها … اوووووف
بحالميه ورقه لم تناسب الموقف إطلاقاً حاولت “دنيا” تلطيف الأجواء المشحونه لتهدئه تلك السيده المثاره بإنفعال …
_ إيه بس إللى حصل …؟؟
بنظرات قاسيه وقد إستدارت عينا “حنان” بقوة مخيفه زادت من فزع “دنيا” بإرتباك لسماع صوتها الصارخ تجاهها …
_ وأنتى مالك إيه إللى حصل !!!!! .. أما أنتى بارده زى صاحبتك صحيح !!!! … طردناها خلاص .. راحت للشارع إللى هى منه أصلاً … وغورى يلا أنتى وهى من هنا بالسلامه يلا …
دفعتهم “حنان” بأطراف أصابعها بقوة وهى تصفق الباب بوجهيهما بقوة إنتفضتا لها بإنزعاج …
وقفت “سحر” بذهول لبعض اللحظات قبل أن تردف بتعجب من تلك المرأه …
_ دى مجنونه دى ولا إيه ….؟؟
_ إيه الناس الغريبه دى .. يلا يا “سحر” ….
خرجتا من البيت وقد إرتسمت على وجوههم علامات الضيق والإنزعاج من تلك المزعجه غريبه الأطوار ليقابلهم “عمر” بتلهف متسائلاً ….
_ ها .. كلمتوها …؟؟
قوست “دنيا” شفتيها بإنزعاج لا تستطيع تخطيه مجيبه إياه …
_ لأ .. “نسمه” مش فوق … ناس قليله الذوق …
_ ايه إللى حصل …؟؟
بإنفعال شديد أجابته “سحر” تلك المره …
_مرات أخوها المجنونه دى بهدلتنا وطردتنا …
_طردتكم .. ليه أنتوا قلتوا لها إيه ….؟؟؟
_ إحنا سألنا بس على “نسمه” … راحت طالعه فينا وبهدلتنا وطردتنا … بس بتقول أنهم طردوا “نسمه” بره البيت …
تجمدت ملامح “عمر” بصدمه مما سمعه للتو ليهتف بإنفعال …
_ نعم …. طردوها ….!! يعنى إيه ….؟؟
_ مش عارفه … أنا عمرى ما شفت أهل كده بصراحه …أتاريها عل طول مخبيه عننا أهلها دول ولا حتى جابت سيرتهم فى يوم …!!!؟
_ اه والله يا “سحر” … بس يا ترى “نسمه” الغلبانه دى راحت فين …؟؟
_ مش عارفه … وبيتهيألى ملهاش قرايب أو حد نعرفه … مش عارفه تكون راحت فين .. ؟؟
قاطعهما “عمر” …
_ يعنى إيه الكلام دة ؟؟!! … خلاص “نسمه” ضاعت كده !!!!!! .. إترمت فى الشارع !!!!! … إحنا لازم ندور عليها ونلاقيها .. أكيد ليها حد راحت له أو أى حاجه … حاولوا تسألوا مرات أخوها دى تانى …
بتخوف شديد تذكرت “دنيا” ملامح “حنان” المنفعله فربما إذا حاولت الصعود إليها مرة أخرى تدفعها بشئ ما أو تضربها لتهتف بذعر …
_ لا لا لا طبعاً … أنا مش حطلع للست المجنونه دى تانى …!!!
كذلك تراجعت “سحر” عن مقابله تلك المعتوهه مرة أخرى …
_ ولا أنا … أكيد هى عند حد من قرايبهم مش فى الشارع يعنى …!!!
_ يعنى ولا أنتى ولا هى عايزين تطلعوا … طيب حنتطمن عليها إزاى بس ..؟؟؟
_ مش عارفه .. بس سؤال الست المجنونه دى تانى .. لأ … أنا مش حطلع لها تانى … أنا مروحه ..
_ وأنا كمان .. خدينى معاكى يا “دنيا” …
راقب “عمر” إبتعادهم ليبقى وحده مازال واقفاً أسفل بيتها …
” يعنى إيه … خلاص كده .. لأ طبعا .. لازم أدور عليها وألاقيها ….”
لم يجد “عمر” بُداً من أن يصعد بنفسه تلك المرة للسؤال عنها …
طرق الباب لتفتح له “حنان” بإستراب لوجود هذا الشاب بعتبه بيتها ، أخذت تطالعه بتفحص وهى تتسائل …
_ أيوه … خير …؟؟؟؟
_ لو سمحتى .. كنت عايز أعرف “نسمه” فين بالضبط …؟
عقصت “حنان” أنفها بقوة وهى تميل بإحدى شفتيها بإستهزاء …
_”نسمه” ……!!!!!!!!!! ….. هو فيه إيه النهارده كلكوا بتسألوا على زفته الطين دى … اوووف … بص أنا معرفش غارت فى أنهى داهيه ومش عايزة أعرف …. هى مشيت وخلاص …
_طيب مفيش حد من قرايبكم تكون راحت له …؟
_ ملناش قرايب …. حاجه تانيه .. يلا إتفضل مع السلامه … كانت نقصاك هى كمان …
تعجب “عمر” من هذه السيده الفظه لكنه ظل يتسائل ترى إلى أين ذهبت “نسمه”…؟!!! وكيف سيجدها ويعثر عليها …؟؟!
عاد “عمر” إلى شقته وقد إجتاحه إختناق بالغ وضيق بروحه ، فتح نافذه غرفته ليستنشق بعض الهواء ظناً منه أنه ربما ينعشه قليلاً ويرتاح لبعض الوقت …
ظل يدور بالشقه باحثاً عن فكرة أو حل ربما يستطيع وقتها معرفه إلى أين ذهبت “نسمه” …. لكن كان الإحباط حليفاً له ولم يستطع التوصل لحل ما ….
____________________________________
شركه حسن ….
تقدم أحد الضباط ومعه بعض أفراد الشرطه إلى داخل الشركه لينفذ أمر وكل إليه …
لم يكن وصول الضابط إلى “حسن” بالصعوبه مطلقاً وقد إنتبه جميع العاملين بتخوف حين دلفت قوات الشرطه إلى داخل الشركه ….
_ فين “حسن على” صاحب الشركه…؟؟
_ جوه يا فندم …
دلف الضابط إلى داخل حجره مكتب “حسن” على الفور وهو يدفع الباب بقوة لينهض “حسن” من خلف مكتبه مذعوراً …
_ أنت “حسن على” …؟؟؟؟
إبتلع “حسن” ريقه بهلع وهو يومئ بإرتجاف شديد …
_ أيوه يا فندم … فييييه حاااجه …؟!!!
_معانا أمر بالقبض عليك …
_خييير .. يا فندم … انااا .. معملتش حاجه والله …. أنا ااا….
_متقدم ضدك خمس بلاغات لإيصالات أمانه للأستاذ “محمود منصور” …. و يا الدفع يا الحبس … يلا إتفضل معانا …
غمغم “حسن” بصوت خفيض للغايه..
” عملتها يا “محمود” الـ*** …”
_ أكيد فيه سوء تفاهم يا حضرة الضابط … بس إستنى …
_ الكلام ده هناك فى القسم .. يلا قدامى … خدوه ….
أمسكه الشرطيين وتوجهوا نحو سياره الشرطه المتوقفه أمام مبنى الشركه ليتوجهوا إلى قسم الشرطه ….
____________________________________
القطار ….
طالت تلك الرحله كثيراً بسفرها لأول مرة إلى خارج القاهره ، بعد مرور القطار بالعديد من المحطات جلست إحدى الفتيات بالمقعد الشاغر المقابل لـ”نسمه” …
ملامحها الودوده و إبتسامتها اللطيفه كانت إشاره لبدء حديث مع “نسمه” لتمضيه الوقت الطويل بسفرهم …
بدأت الفتاه بتعريف نفسها إلى “نسمه” بإسلوب إجتماعى لطيف …
_ إزيك … أنا “شيماء” …
_ أهلاً وسهلاً … أنا “نسمه” …
_ أنتى نازله فين …؟!!
_ نازله مغاغه … تعرفيها …؟!!!
_ أيوة عارفاها طبعاً … بس ده لسه الطريق طويل أوى ….
_ كله بيعدى … وأنتى نازله فين يا “شيماء” …؟!!
أجابتها “شيماء” ضاحكه …
_ مغاغه برضه …. شفتى الصدف …
بوقت آخر كانت لتتسع ضحكتها لكنها لم تقوى سوى على إبتسامه باهته حين تسائلت بهدوء …
_ أنتى تعرفى البلد كويس …؟؟؟
_ أه يعنى .. هى بلدنا أه بس مش حفظاها أوى … أصل أنا مش من النوع إللى بيخرج كتير أوى … بس أعرف فيها حاجات كتير طبعاً …
_ اه تمام … أصل أنا أول مرة أروح …
_ والله … تبقى ضيفتنا بقى …
_ شكرا ليكى … بس كنت عايزاكى لما نوصل توصفيلى عنوان كده أروحه إزاى ….
_ بس كدة …و أوصلك لحد هناك كمان …
_ بجد تبقى عملتى فيا معروف كبير …
_ معروف إيه بس … مش بقولك أنتى ضيفتنا … أنتى متعرفيش إحنا فى وجه قبلى هنا مينفعش نسيب الضيف كده … إحنا صعايده برضه …
_ أحسن ناس طبعاً …
____________________________________
فى المساء ….
مر “وائل” بشقه “عمر” ليقضى معه بعض الوقت ، خاصه وقد تركهم بالجامعه وعاد إلى منزله مباشرة ولم يدرى ما فعله “عمر” مع “دنيا” و”سحر” ….
_ إيه يا “عمر” .. عملتوا إيه بعد ما سبتكم …؟؟
_ روحنا بيت “نسمه” لقينا أخوها طردها ….
بملامح مصدومه للغايه تعجب “وائل” من فعله أخيها فهل هناك أخ يطرد أخته الصغيرة بتلك الطريقة البشعه …
_ طردها !!!!!!!! …. ده مجنون ده لا إيه …؟؟؟ وبعدين …؟!!!
_ مش عارف … مش عارف … أنا خلاص دماغى حتقف .. مش عارف ممكن تكون راحت فين .. مش عارف أدور عليها فين بس …؟!!!!!
_ طب مفيش حد من قرايبها .. تكون راحت عنده أو حد من الجيران مثلاً … حد يكون من ناحيتهم كده …
أثار حديث “وائل” إنتباه “عمر” لأمر ما ….
_ إيه ..!!! من ناحيتهم …!!!
_ أيوه .. حد من الجيران ولا حاجه …؟!!!
وقف “عمر” على الفور وهو يهتف بقوة …
_ المكتبه …..!!!!!
تطلع وائل بـ”عمر” بإستراب …
_ مكتبه إيه ….؟؟؟
_ الراجل صاحب المكتبه إللى كانت بتشتغل عنده “نسمه” …
_ ماله ….؟؟
_ “نسمه” كانت بتقولى أنه صاحب والدها الله يرحمه .. ما يمكن عارف هى راحت فين … قوم معايا يلا … قوم نروح نسأله …
تطلع “وائل” بساعه يده بهدوء وهو يعيد بصره تجاه “عمر” المتحمس للغايه …
_ نروح فين دلوقتى؟!!!!!!!! .. هو فيه حد فاتح مكتبات دلوقتى زمانه قافل أصلاً …. إهدى كده وبكرة الصبح أول ما يفتح نروح ونسأله …
هوى “عمر” بجسده بإحباط شديد فوق المقعد …
_ يااااااه … لسه حستنى لبكرة الصبح ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)