رواية صبري الفصل السابع 7 بقلم مروة حمدي
رواية صبري الجزء السابع
رواية صبري البارت السابع
رواية صبري الحلقة السابعة
يسير بالطريق بتململ يحدث نفسه بغضب: كل شوية والتانية يبعتلى يسأل على صبرى وعلى أحواله واخبار علاجه، انا زهججججت ده ايه الغلب ده بس ياربى، امتى اخلص منه وارتاح؟!
ده ابوه ما اخدش فى ايدى غلوة من كتر المصايب ال كنت بلبسه فيها واحده وراء وحده لحد ما جلطته وغار، والتانى محمد غار خفيف خفيف، الا الواكلهم ده، قاعدلى كيه المغرز فى ظهرى اعمل ايه تانى؟
-كسر وكسرت نفسه وذليته لما خليت مرته ترفع شبشبها عليه، قال ايه عايز يردها! ويبلينى بعيل، كنت خابر متولى وعقله الزنخ كان عايز يرجعها بقوله خلاص بجا مجنون وال يأجى منه احسن منه بس لا طربقتها على دماغهم.
شرد فى ذلك اليوم عندما تحدث مع طليقة صبرى واستشف رغبتها فى الرجوع من خلال سؤالها عن من يدير أحوال المنزل الاراضى محمد ام هو؟ وأنها ستقف إلى جانبه تنؤب عنه فى العمل ليدرك رغبتها بالعودة، ليخبرها.
-زين ما عملتى يا بتى، ارجعى واكسر الكلام الشين ال شاعه فى البلد وهو مش دريان .
-كلام ايه يا عم حسين.
-انه شافك لا مؤاخذة مع اخوه فى الاوضة.
عاد من تلك الذكرى بانتشاء وهو يتذكر دموعه وصرخاته
” كلكوا علي، كلكوا علي”
وهو يقف إلى جوار الباب بالخارج وتلك الراحة التى تتغلغل له مع كل صرخه.
عاد يهز رأسه بعدم تصديق ضاربا كف بالاخر: اعمل ايه تانى؟ ده حتى يوم عزا محمد قولت مع ال هو فيه ومع ال حوصل قليلة ما موت نفسه، كل إلا عمله بكا كيه الحريم لولا برشامه الصراصير ال حطتها فى خشمه وانا بطفحه المية قال بهديه ما كان صرخ ولا ضحك ولا الناس صدقتنى.
اكمل وهو يزفر بقوة: شكلى غلطت لما مارمتهوش المصحة وإكده ولا إكده الكل كان عارف انه مهوس ومحدش هيدور عليه ولا كل شويه كلم عمك خليل كلم الحج كمال الحق الحج فهمى الحق العمدة هارون وكلهم قلبهم مرفرف عليه وبيطمئنوا ال ما فيهم واحد مد يده وقال خد لعلاجه وعلى قلبهم أكوام أكوام.
أطلق ضحكه صغيرة ساخره: مصحه ازاى؟! انت ناسى لما الدكتور قالك كتيره اربع شهورو يبقى كويس ويكمل علاجه معاك مع الرعاية والاهتمام، والفرصة ال رمتها الدنيا فى حجرك تروح منك طب ده لولا برشام الصراصير والبرشامة البنبى والكلمتين ال بتسم بدنه فيهم وانت بتزقهمله فى خشمه وتقلب عليه كل ال فات، كان كله راح من بين ايديك.
أكمل وهو يضع قبضة يده بفمه بغل: اااااخ الواد على ربع برشامة كان واقع ماقادر يصلب طوله كان عايش على أكل الزفت جابر، نفسى اعرف بعد ما ببقى يكلفنى فى اليوم برشامه كاملة جسمه عبأ ازاى؟! الصحة ال مش عارف يداريها جاتله من وين؟
قالها وهو يشير بيده فى الهواء لا يعى لنظرات عليه المارة باستغراب وهو يتابع حديث نفسه بعدما افاضت روحه بكراهيته…
-سنه كاملة ادور فيها على حجج البيت والأرض ولا لقيتها، قلبت المخروب ال قاعد فيه فوقاتى تحتانى انى الاقيهم! تقول ادفنوا ويا محمد فى تربته!
صمت لثوانى يعقلها : صوح وليه لا مافيش مطرح تانى؟ الليلة بعد العشا هنبش عليهم هناك ووقتها اقدر احجر عليه وانا واثق ومش خايف من الباقين ليبركوا على الأرض والبيوت ويقولوا انت عجوز واحنا اولى واهو لا انت ولا احنا معانا حجج.
نظر أمامه بوعيد: بس اقسم لو مالقيتهم ليكون اخر يوم فى عمرك يا ولد اخوى وحياة ولدى ال لسه موعاش للدنيا لارقدك جنب اخوك ال بتتحسر عليه.
فالأول سيبتك عايش لأجل ما اتطلتش واتاخد سين وجيم ويتعرف الموضوع واطلع بلوشي، قعدتك كانت موقفة التعابين ال اسمهم عيال أعمامك عند حدهم ولا قادرين يتكلموا معايا ولا يستوطوا حيطى ويقولى عليا من غير ذرية وفى الاول والاخير ليهم لكن خلاص الدنيا نصفتنى، ولدى جاى كلها كم اسبوع وهو اولى بكل قرش، هيبقالى نفس على الدنيا اسم يمد فى اسمى وديتك عندى حنش ازرقه من عقب الباب واصرخ واقول ولد اخوي مات ملسوع وكل ال هيشوف جتتك هيتاكد واكرام الميت دفنه والشرع والقانون كله ليا ولولدى والحجج حكايتها هتتقبر معاك وارتاح من قلة القيمه ووقوفى زى التلميذ الخايب قدام كل واحد فاكر نفسه من الكبرات يتشنطر عليا…
وقف أمام تلك البوابة الحديدية ينظر لها يعد حاله بأنها ستكون المرة الأخيرة التى سياتى إلى هنا لأجل صبرى.
أوشك على طرق الباب، ليفتح من تلقاء نفسه وخروج شاب فى العشرين من عمره يشبه إلى حد كبير والده بابتسامه حياه جابر: كيفك يا بدر يا والدى.
بدر بنظرات بدت لحسين غامضة مقلقه: زين يا يا عم.
حسين بعدم راحه: العمدة جوه.
بدر: ومستنيك كمان، اتفضل.
خطى للداخل ليغلق بدر الباب بعنف نفضة بوقفته، يشير له باتجاه المندرة.
هز رأسه متابعا السير وبمجرد دلوفه بدأ القلق يزحف إلى اوصاله وهو يرى الجميع اولاد اعمامهم كبار العائلة والعائلات الأخرى جالسين وكأن على رؤوسهم الطير، ليشير بدر له بمكان فارغ للجلوس.
لبجلس بجوار احد أبناء عمومتهم هامسا: هو فى ايه؟
ليجيبه الأخر بصدق: العلم علمك يا عم ، العمدة شيعلنا مع ضمرانى وجينا على مالاه وشنا ونبه محدش يتأخر ولا يتحجج.
حسين: ده انا كنت فاكره مشيعلى يسأل على أحوال صبرى.
-لاااا، صبرى ايه؟ شكل الموضوع كبير قوى شيفش الكبرات قاعدين متجمعين.
دخل العمدة هارون ليقف الجميع بإحترام يحيوه وهو يجيب تحيتهم يحثهم على الجلوس.
بوقار يليق به ونظرات ثاقبه يمررها على الموجودين واالمسبحة بين اصبعيه يعبث بحباتها حتى توقفت عيناه عليه.
-ازيك يا حسين؟
-بخير يا عمدة.
-وصبرى؟
-بخير الحمدلله.
-اخبار علاجه ايه؟
-كويس.
-انا شايف ان العلاج ما جيبش نتيجه ايش قولك ناخدوه ونشوفوا دكتور تانى، انا اعرف دكتور زين جوى.
حسين بلجلجه: لا لا مالوش لازمه هو بجا احسن عن الاول برضك ولا ايه؟
قالها وهو يلكز خصر احد أبناء عمومتهم واحد قاطنى الحى خضر إلى جواره:
خضر بتوجع يهز رأسه: اه..
العمدة هارون: طب كويس بس تصدج انا ولا مرة شفت الروشته ولا سألت على اسم الدكتور ديه ما تقولى كده اسمه ايه؟ يمكن يكون هو ذات نفسه.
-ها، اصل اصل، اه نسيت الاسم ، والروشته فى البيت.
-فوق السنتين رايح جاى بتجيب فى علاجه وناسى اسمه! ما علينا.
وجه حديثه للجميع: فى واحد حبيبى عنده ظلومة بينه وبين واحد منكم ، جانى ولأجل انه ابن حلال وولد أصول وعااااااقل.
قالها وهو يتكأ على حروفها ببطء واكمل…
جانى بدل ما يروح للنقطة ويوقف قبال ال من لحمه دمه قدام المحاكم ال ذات نفس اللحم هان عليه ال منه واستحله وومعاه بالدلايل وهو ذات نفسه اكبر دليل طالب حقه.
ارتفعت الهمهمات من الجميع بحيرة عمن يقصد العمدة بينما حسين جالس بترقب يشعر بأن الأمر يخصه بطريقة او بأخرى
العمده هارون: دخل يا بدر يا ولدى الدكتور أحمد وال معاه وساعدهم.
خضر: دكتور الصحه!
العمدة هارون: دكتور الصحه يا خضر.
دلف احمد مع علي والعم جابر لتزداد الهمهات وترتفع بينما حسين كمن يجلس كجمر مشتعل يحرك يديه حول فاهه بعصبيه يغشى القادم.
العمدة هارون: شغل يا دكتور الفيديوهات ال فرجتونى عليها.
احمد: ساعدني يابدر نوصلها بشاشة التلفزيون.
العمدة هارون: ال هتشوفوه دلوقت هيعرفكم كل حاجه.
صمت وترقب واعين الجميع مسلطه غلى الشاشة.
ثوانى ليبدا تشغيل اول فيديو قام احمد بتسجيله لترتفع الهمهات، لييشير لهم العمدة بالصمت وبعد انتهاء الفيديو هارون بنظرة ثاقبه.
-ايه قولك فى ال شفته ده يا حسين؟
-ولا حاجه، اهو ربنا حب ينصفنى قدامكم ويعرفكم قد ايه براعيه لدرجه انى بحطله البرشامه فى خشمه.
ليؤما العمدة هارون برأسه: ماشى، كمل يا ولدى باقى الفيديوهات.
ليعرض احمد جميع ما قام بتصويره أثناء اسبوع مراقبته.
العمدة هارون: ها ايه قولك عاد؟!
حسين بتعرق: ها وايه فيه علشان اقول؟ علاج واكل وبراعيه حتى فى انصاص الليالى كيه ما انتوا شايفين يبجى هقول ايه؟
العمدة هارون: ورينى البرشام ده يا حسين.
حسين بتهرب: نسيته فى البيت ما هو أكيد مش همشي بيه فى كل حته.
-فى الفيديوهات دى كولها ولا واحد فيهم شفتك داخل عليه بأكل.
-بحط فى جيب الجلبيه حته جبنه وبيض وزبادي زى ما قال الدكتور.
-بتفصل ليه الكهربا بنصاص الليالى وتولعها الصبح بدرى؟
-هى بتفصل لوحدها.
-يا راجل اشحال الكل شافك قدام بيت الكهربا بتفتح وتقفل فيه.
-بطمئن على الوصلات علشان ما يتقطعش.
العمدة هارون بسخريه: قوم يقطع اول ما تطمئن؟!
العم جابر مقاطعا: بعد اذنك يا عمده، ده مش على اساس ان المفتاح مع صبرى ومش معاك.
حسين: لا انا مقولتش إكده.
العم جابر: ياراجل يبقى انا سمعت غلط.
حسين: عمده انا جاى واقع فى عرضك الرجل ده وزى ما كلكم عارفين مش بلعنى ومن زمان وبينا مصانع الحداد ومصور الفيديوهات دى وبيتبلى عليا بالحديت لأجل ما يقل منى قدامكم ويستفرد هو وابنه والدكتور ال معاه بصبرى بحكم انه يراعيه ويقلب الغلبان ال مش دارى بحاجه..
الدكتور احمد: بس انا ال صورت وقتها لا كنت اعرفك ولا اعرف صبرى.
حسين: وانا اعرف منين صورتهم امتى؟ بعد ما اتفقتوا ا اكيد ما انت معانا بقالك شهور.
خضر، كرم، فايز، وفيق اولاد عمومته وجيرانه، هبوا من اماكنهم: واحنا روحنا فين؟ احنا اولاد عمه وأوله بداره وبارضه .
“طب حتى قولوا اولوا بيه وبرعايته، بتقسموا فى مالى ومال ابوي وانى عايش”
وقف الجميع من أماكنهم بصدمه لذلك الواقف من مكانه بعدما اشاح الوشاح عن وجهه ليلفظ الجميع بصوت واحد: صبرى.
حسين بصدمه ورعب جلى على ملامحه: بس ازاى انت انت..
صبرى مكملا: محبوس فى البيت مش إكده..
خضر، كرم ، فايز، وفيق: ازاى؟ ده انت لعشيه كنت بتصرخ؟!
كيف واقف إكده.
العمدة هارون قولهم ال قولتهولى يا ولدى؟
حسين: كدب ال قاله وال هيقوله كدب.
صبرى: ووه هتكدب عيونك ال شايفانى ولا صوتى!
احد الموجودين: بس كيف؟
صبرى: فالأول احب اقولكم ان لولا الدكتور أحمد والدكتور فؤاد والعم جابر وولده والست ام وردة وبتها كان عمى نجح فى ال كان عايزه وأنه يا يجننى يا موتنى بالبطيء بس الاول اسمعوا منهم ال حصل…
قص احمد ما راه وماتلى ذلك من أحداث كذلك روى كلا منهم مالديه لياتى الدور على صبرى…
صبرى: كانت الوحده قاتلانى ما انا ليل نهار محبوس، بقيت اكلم نفسى لأجل احس بالؤنس، ال كان بيحصلى بالليل ماليش يد فيه والبركه فى عمى…
قالها وهو يخرج بضعة حبوب من يده: كان بيدينى برشام إدمان وهلوسه لأجل تصدقوا انى صح مجنون ولو اخدت لبالى بقيت ارميه بعد ما يداير عنى وبحوشهم لأجل ارميهم فى وشه فى. يوم زى ده!
قالها وهو يلقيهم بوجهه.
خضر مبتلعا ريقه: اومال ال كنت فيه ده اسمه ايه؟
العمدة هارون: اتكلم يا دكتور أحمد.
قض عليهم أحمد الحالة المرضية الخاصة بصبرى وخطته علاجه التى استمع حسين لتفاصيلها كما البقيه يستشعر كم كان غبيا وتم التلاعب به بسهولة.
العمدة هارون: وحالته دلوقت.
إجابه صبرى: انت شايف ايه يا عمدة.
العمدة هارون: ومن يتق الله يجعل له مخرجا يا ولدى، حمدلله بسلامتك.
التف الجميع حوله لتهنئته ماعدا اولاد عمومته الاربعه جالسين بوجه شاحب كذلك حسين دارت عيناه على المخارج ولا يجد سبيلا فلقد وقع بقصيده احكمها عليه صبرى والعمده .
ليقف بجبروت يرفض الانكسار والاعتراف ينتظر القادم.
العمده هارون ناظرا للاربعه: ما فيش حمدلله بالسلامه لوادعمكم.
نظروا لبعضهم البعض ثم نكسوا رأسهم لاسفل بصمت وقد فهم عليهم صبري ولكنه آثر أمرهم للأخير.
حسين: ها وبعد السلامات ايه المطلوب؟
ارضى وبيوتى.
-مالكش عندى حاجه دى ارض ابوى ال ابوك طمع فيها لحاله.
الحج كمال احد الجالسين: وه الدنيا صغيرة وكلها عارفه بعضيها يا حسين فلوسك كلها راحت فى الصرمحه وقلة الادب موت ابوك بحسرته وبعدها جلطت اخوك وماكفاكش رايح تجنن ولده وتعبى من ماله فى كرشك.
ايد الجميع حديثه لمعرفتهم الوثيقة بحسين وما فعله سابقا…
حسين: لو معاه ال يثبت انها ارضه يطلعه.
صبرى يهز رأسه بأسف: ليخرج من قميص جلبابه بعض الأوراق يضعها بيد العمدة.
” حجج البيت والأرض باسم ابوي ومن بعده ليا ولاخوي ومن بعده ليا”
الجمت الصدمه حسين عن الكلام بينما صبرى شرد بتلك الوردة عندما جلبتهم له من مخبأهم كما طلب منها.
العمدة هارون ضاربا بعصاه الارض: اول هام الأرض ترجع.
وقف الاربعه وبصوت عالى: ارض ايه ال ترجع وزرعنا ال لسه ما اتجمعش واحنا دافعين اجرت الحول لحسين؟
العمدة هارون: يبقى بعد ما تجمعوا تهملوها لصاحبها.
اكمل موجها حديثه لحسين: البيت تتركه وتشفلك حته تانية تقعد فيها ومن اهنه ورايح انت مش محسوب علينا لا تدخلنا فى فرح ولا تدخلنا فى عزا، تعيش وسطينا لا تخالطنا ولا نخلطوك ياما تهملنا وتفارق ويكون احسن ليك ولينا.
حسين: تطلعونى من دارى ومرتى على وش ولاده وبتزعتونى من البلد!
العمدة هارون: الدار مش دارك وانا لو عليا كنت سلمتك بيدى بس ابن الطيبين مقبلهاش على عمه وقال حقى يجيبه ليا ربنا.
صبري: بعد اذنك يا عمده، انا هفوتله الدار ال هو فيه؟
حسين: ايه هتعطف علي؟
صبرى: لأجل العيل ال جاى فى الدنيا مالوش ذنب غير انك ابوه.
العمدة هارون: طلعه يا بدر، ورجلك ما تخطيش هنا تأنى.
احد الجالسين: ولا اى دار فى البلد.
نظر لهم بغضب ينفث النيران كتنين يزيح يد بدر الممسكة به بعنف يخرج متوعدا.
بينما بعد خروجه العمدة هارون: خد بالك منه ومن اذاه يا ولدى انا مش معاك فى المسامحه ال زيه صنف ردئ مالوش امان طالع وعنيه ناوية على الشر.
صبرى: لأجل عظم التربه يا عمدة وغير إكده انا واعي ليه.
تحمحم متابعا: عمدة!
العمدة هارون: ايوة يا ولدى.
صبرى : كتب كتاب يوم الخميس ووجودك ووجود الحضور يزدنى شرف.
العمدة بضحكه: ووه ووه ومين ال عليها العين؟
صبرى : وردة.
العمدة : بت مين يعنى؟
خضر بعصبية : الحلبية هتكتب كتابك على حلبية!
صبرى بصوت عالى الجمه واندهش له الباقية: الزم لسانك يا خضر.
العمدة بتروى: يا ولدى بنات الأصول والعائلات كتيرانا البنية مسمعتش عنها حاجه عفشة بس دى…
صبرى مقاطعا: بنت الأصول والعيلة اهنتنى ورمتنى، وردة عملت هى وامها ال ولاد عمى ماعملهوش علشانى مكنش معاهم غير الشتيمه والدعا علي.
نكس الاربعه رأسهم لاسفل بتهرب.
وبكلمات تنم عن خيبة الامل: ال ما واحد فكر نفسه كل شرب اتغطى ولأجل ارضى ال راكبينها ما فى واحد منهم قرب منى وقالى حمدلله على السلامه.
قولى يا عمده ال تعمل….
واخذيقص عليه كل ما فعلته وردة لاجله تحت ذهول الجميع وصمتهم يتابع …
” اهملها !”
تابع باصرار:”لا والله ما يكون”
“يبقى تتخلع عنينا.”
قالها احد الحضور ليكمل متابعا ماهو احنا مش هنقبل بوحده زيها تشيل فى حشاءها عيالنا
صبرى: وانا مش هلاقى انظف ولا احسن ولا أصل منها بطن لعيالى وكلمة واحده عليها مش هقبلها ولا هعديها للى هيقولها مين من كان يكون.
قالها بتهديد اتسعت على اثره أعين الجميع ما عدا العمدة هارون الجالس بهدوء يستمع للأخير.
ليكمل بإصرار: وحتى لو كان التمن انى انخلع عنيكم يعنى انا شفت من وراء العيلة والعزوة والأهل ايه غير كل أذية وشر.
وفيق مستغلا الفرصة: والأرض تهملها وترحل بيها بعيد.
صبرى: على جثتى اهمل بيتى وارضى وال يفكر يخطيهم هخطى انا على جتته الاول.
تقهقر وفيق إلى مكانه بخوف من هيئة صبرى التى يراه عليها لأول مرة كذلك الجميع بينما احمد شارد فى ذاك الصبرى يراه يقف ويدافع عن حبه دون خوف او تردد بشجاعه نابعه عن قوة شعوره ناحية الوردة .
شبح ابتسم خط على محياة وقد تأكد الان ان شعوره نحوها مقارنه بما يراه أمامه لا يذكر وأنه فقط لم يتخطى الإعجاب كما أخبره فؤاد ، هو فقط انبهار بالشكل الشخصية والقوة وتفانيها لمساعدة من تهوى.
صبرى مكملا: خلاص ال شفته وعيشته ما خلانيش باقى على حاجه ولا على حد.
صمت يلتقط أنفاسه بعدما أفضى ما بجعبته مرة واحده وتولى بعده هارون دفة الحديث.
العمدة: انا سيبتك تتكلم وتقول ال عندك وان الأوان الكل يسمع بالبداية انا مش هحاسبك على كلامك ده علشان مقدر ال انت فيه.
صمت لثوانى مرت عليه ببطء ليرفع رأسه عن مسبحته ينظر لعينيه برضا متابعا.
-صبرى انا موافق على جوازك بس صدقنى لو فى ظروف تانية وضع تانى عمرى ما كنت هقبل بس ال تعمل كيه وردة ما تتفتش تنام جنبها مطمئن ان معاك مرة بمية راجل تصون عرضك تسد غيبتك توقفك وقت ما تقع تكون اليد ال تقويك وترفعك وفى نفس الوقت تطبطب عليك وتراعيك.
صبرى مقتربا منه مقبلات ليده والاخر يربط على ظهره : مبروك
وعلى موافقته بارك الجميع تلك الزيجه.
**
يسير راكضا نحو داره متوعدا لايرى أمامه من الغضب، وتلك النظرات التى شملته من الجميع كالزيت الملقى على التار ليتمم بوعيد:هقتلك يا صبرى ال معملتهوش زمان هعمله والله لانخلك كيه الغربال واشفى غليلى.
دلف من الباب صاعدا لأعلى قاصدا غرفه نومه، أخذ يبحث عن مسدسه، ليخرجه من الخزانه وبنفس السرعه هبط على الدرج ليوقفه صوت رجولى قادم من المطبخ، ليبطء بخطاه يسير باتجاهه.
بانفعال: جرا ايه يا نادية شهر مش عارف اتلم عليكى.
بسرعه وضعت يدها على فاهه: وطئ صوتك لحد يسمعنا.
ازاح يدها عن فمه: مين؟ غراب البين وبره والبت وشيعتيها تخدم امك؟!
نادية : الأمر ما يسلمش يا حسين.
مقتربا منها بجسده: يابت اتوحشتك.
نادية: وانى ؛ بس اعمل ايه غراب البين من ساعة ما خطيت فى التامن وهو واقف فوق راسى مش مهملنى خايف على العيل.
وعلى ذكر الجنين..
انخفض بمستواه يقبل بطنها البارزة: وحبيب ابوه عامل ايه؟
نادية: بيقولك قرب يجئ على الدنيا …اكملت بحسرة: الله يسامحك يابا فيها ايه لو كان تمم جوازنا بدل ما فسخ الخطوبة ورزانى بالعجوز ال اكبر منه هو ذات نفسه.
-تصدقى لما فكرت فيها لاقيت عمى عمل الصوح، اهو احنا مع بعض وولدنا جاى على الدنيا وهو مش هيطول اكتر من كده أصله فوق السبعين هيروح فين تأنى والواد على اسمه هياخد ال هو خده من صبرى وهنتمرمغ فيه احنا التلاته بعد ما يتكل.
“اه يا ولاد الكلب.”
صرخ بها حسين بعدما استمع لحديثهم.
صكت على صدرها ييدها: ححسين!
بينما الأخر اتسعت عيناه بصدمه يبتلع ريقه برعب جلي والاخر يدلف ببطء يشهر بوجههم سلاحه.
نادية: استنى انا انا هفهمك ده يبقى ….
حسين ملتفتا لها عشيجك يا خاطية
انتهز الاخر صرف انتباهه عنه ليتحرك من مكانه راكضا وهو يزيحه من طريقه، ليقع أرضا على ظهره فيعتدل عاى جانبه وبسرعه يضغط على الزناد لتستقر الطلقة بمنتصف ظهره ترديه قتيلا، لتلطم الآخرة على وجهها تتسحب على الحائط لتخرج من المطبخ ليمسك بها من قدمها لتسقط على بطنها تتاوه بصوت عالى متإلم ليعتدل بجسده، يتقدم نحوها يجثو على ركبته بينما هى نائمه على ظهرها تتلوى من الألم ليرفع سلاحه يسند فوهته على بطنها.
بصعوبة نطقت: حسين اسمعى.
حسين: هششش.
حرك الفوهه على بطنها وبأعين دامعه استقرت الفوهه على سرتها ينظر لعيناها لتبادله هى برعب.
وبصوت يقطر الما حزن وقهر.
-مش ولدى.
لتخرج اول طلقه.
صمتت أهاتها المتألمة كذلك حركتها، بينما هو شارد يحرك رأسه بعشوائية.
-انا ماليس عيال.
خرجت الثانية.
-مش ولدى.
قالها بدموع عقب خروج الثالثة.
ااااااااااااااه، مش ولدى.
الرابعه.
-مش ولدى يا خلج
الخامسة
مش ولدى…وقد انتهت الطلقات ليقم من مجلسه يحدث نفسه بصوت عالى:مطلعش ولدى يا ابوى مطلعش ولدى يا صبرى!
مش ولدى انا ماليش عيال
خرج من المنزل كالتائه يحدث نفسه يردد : مش ولدى..
وكل من يوقفه بالطريق يسأل عما به، يقف كالحائر ولا يجيب سوا ” مش ولدى ماليش عيال”
**
ارتفعت دقات الطرق على الباب، لتفتح على عجاله ترفع نظرها للطارق لتصدر عنها شهقة صغيرة متفاجئة”
“سى صبرى”
-اول واخر مرة تفتحى قبل ما تعرفى مين ال بره؟
-ها؟
-كتب كتابنا يوم الخميس.
وردة ولا تزال بصدمتها:-مين؟
كتب الكتاب يوم الخميس والدخلة ال وراه اكون جهزت البيت، نص الامانه التانى ال معاكى شبكتك عايزك تلبسيه يومها.
ورده وقلبها يكاد يقف: الدهب!
صبرى: اه
اكملت بتوهان : -بيت مين؟ ومين ال هيدخل!
صبرى على جموده: دخلتنا.
ورده وهى تشير بيدها : انا وانت.
أكد لها بهزة خفيفة من رأسه.
ليقترب منها : ورحمه ابويا فى ترابه: المأذون يولى إكده وانا هعرف شغلى معاكى علشان تقولى ” موافقة على العريس” ودلوقت خشى واقفلى الباب.
-ها.
بحده: اقفلى الباب الناس بتطل علينا.
هزت رأسها سريعا تغلقه، تعيد حديثه لا تستوعب بعد، تشعر بأن الأرض تميد بها: هو ،انا ،كتاب، عريس، دخله.
لتقف مرة واحده وبسرعه وصوت عالى نادت على والدتها وهى تصعد الدرج: زغرطى ياما.
استمع لصرختها من الخارج فشقت الابتسامة وجهه .
التف للامام وبخطى ثابته وذكرى ما عاشه خلف تلك البوابة الخشبيه تعاد أمامه وبكل قوته ركلها بقدمه مسقطا اياها للخلف ناظرا لها بانتصار.
**
أتى يوم الخميس وامتلئ الحى بالمدعوين، وعلى رأسهم العمدة هارون وشيوخ العائلات. ليتبتلع ايا كان اعتراضه كذلك شخصية صبرى الجديدة جعلتهم يلتزمون الحذر وعليه وعلى الرغم من رفضهم الداخلى لتلك الزيجة الا انهم مكرهين هبطوا من منازلهم وانضموا للجمع.
كان قدوم فؤاد كالمفأجاة بالنسبة لصبرى وقد تعرف عليه بمجرد رؤيته له يتلاقاه بالاحضان.
عاي واحمد اضافا المرح والبهجة للاجواء والعم جابر بسعادة تولى هو مهمه وكيل العروس.
والأم كانت تطلق الزغاريط الفرحه من وقت لاخر وهى تزين ابنتها وترقيها من الأعين.
صدحت الإعيرة النارية مجاملة للعريس مع ختام الماذون بجملته الشهيرة واعلانهما زوجا وزوجه.
ليقف سريعا من مجلسه متوجها نحو المنزل تحت اصوات الضحكات العالية من المدعوين بعدما طلبت والدته من النساء الخروج حتى يهنئ العريس زوجته..
ومع أغلاقه للباب خلف دخوله بسرعه دارت بظهرها يكاد قلبها يقفز من موضعه تفرك يديها ببعضهما البعض بتوتر ملحوظ.
بينما هو عقب استدارته استند بظهره وبسمه تشع عشقا يتأملها وبخطى بطيىه وهمس دافئ.
.وردة
شهقت تضع يدها على قلبها تحاول تهدئته ولم تقوى على الاستدارة حاوطها من الخلف يده تلتف على خصرها فاغمضت عينيها وقد تراخى جسدها وهى تستشعرانفاسه الدافئة تلفحها بينما صوته الحنون الدافئ خدر حواسها..
عارفة كم مرة فى اليوم كنت بستغغفر ربنا بسببك !
هزت راسها ببطء ليقبلها أسفل أذنها تشتد بقبضه يدها على يده المحوطه لها، ليديرها باتجاهه ينظر لعيناها المغمضة: عارفة كان قد ايه صعب امنع عينى أنها تتطلع عليكى؟!
هزت رأسها من جديد ليكون وجهها بين يديه يقبل أجفانها المغلقة
“سى صبرى،”
قالتها برجاء ان يرحم قلبها وقلة خبرتها.
قولى صبرى يا وردتي.
صمتت ليشجعها بلهفة واضحة عايزة اسمعه من بين شفايفك.
فتحت عيناها تنظر له وبكل ما تحمله له من عاطفة : صبرى.
فختم هو حديثها يحتجزها بين ذراعيه يبث لها اشتياقه وشوقه ولهفته مستندا بعدها بجبهته على خاصتها وبضحكات صغيرة نطق بما فاض به القلب: بحبك
وردة بخجل : من وقت ما وعيت وعرفت يعنى ايه حب محبتش غيرك يا سيد الناس.
صبرى متذكرا: اه، علشان إكده وافقتى على العريس يا وردة.
ابتعدت عنه وهى تراه يشمر عن ساعديه يتوعدها، لتركض من أمامه سريعا وهو خلفها صارخه: دى اما ال قالتلى مش انى.
صبرى بوعيد يركض خلفها: وهى لو قالتك ارمى بنفسك فى الترعه هترمى؟
توبه توبه ما هسمع كلام حد تانى.
صبرى: واقولك يابت مالك تقولى مفيش واتارى فى عريس
وردة راكضة:غصب عنى.
طب ايه رايك على إكده قدامى على دارنا.
وقفت بمكانها تلتف له : ليه؟
حملها بين ذراعيه بغتته متوجها للخارج: دى لسه هتقول ليه؟
وردة : والفرح.
صبرى: هنعمله فى السابع.
طريقته بحملها والخروج بسرعه من ذاك الدار لذاك جعلت أعين الحضور تتسع بصدمه عقبها ضحكاتهم ضاربين كف بالآخر.
“صبرى اتجن”
تمت…..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صبري)