رواية هينة الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
رواية هينة الجزء الثاني
رواية هينة البارت الثاني
رواية هينة الحلقة الثانية
…… بعد ان تحول الغول إلى جمل مطواع وسار مع التاجر
حتى وصلوا إلى السوق أعجب الناس بالجمل وتزايدوا حوله وتغالوا في ثمنه وصاحبه يفعل ما أُمر به الغول في ردهم إلى ان جاء أب هينة فتفحص الجمل جيدا فوجده جملا نحيبا
فسأله كم ثمنه
أجاب التاجر سآخذ ما تعطيني إياه
قال أبو هينة : هل يرضيك خمسون دينارا ذهبيا ؟
أومأ إليه التاجر بالموافقة
فاخذ والد هينة الجمل أمام صراخ الآخرين واحتجاجاتهم وذهب به إلى القرية وعلامات الفرح لا تفارق محياه فهو فحل ليس لأحد مثله : سهل ومطواع وهي صفات كلما تجتمع في فحول الإبل وبدا الأطفال يلعبون حوله وهو ينظر لهم بلطف
أما هينة لما رأته إسود وجهها وقالت لأبيها :لقد أتيت بعدوي غول البر وضعته جنبي سأنهي بعيدا بعمري
فقال لها أبوها : كيف يعقل ان يكون هذا الجمل عدوك ؟
فسكتت ولم تردعليه فهو لن يصدقها
وفي الغد ناداها أبوها لترعى الإبل كالعادة لكنها امتنعت وقالت له :لن أرعاها مادام ذلك الجمل فيها
واستمرت على حالها تلك يوما أو يومين فغضب منها أبوها وأرغمها على الخروج مع الجمال فقامت والدموع تملأ عينيها وألقت أخر نظرة على القرية فلديها إحساس أنها لن تراها بعد الآن ولما ابتعدت قليلا رجع الغول إلى شكله فدهمها
وقال لها: لا أحد يمكنه الهروب مني يا هينة ثم وضعها فوق ظهره وراح يقطع بها الاراضي و الوديان ولما عادت الإبل في المساء لم تكن معها لا هينة ولا الجمل
فأدرك ابوها صدقها وعرف أنه ظلمها وندم على عدم الإستماع إليها أما أمها فلم تتوقف على البكاء فلقد كانت إبنتها على وشك الزواج من إبن عمها يوسف
وعندما سمعت خديجة أمه بالخبر جاءتها وقالت لها : حينما يأتي إبني من سفره بماذا سأخبره هل أعلمه بأنكم فرطتم في هينة وخطفها الغول ؟
أجابت أم بأسي وحسرة : سنقول إنها ماتت
قالت خديجة : وإذا سأل عن قبرها؟
فكرت أم هينة قليلا وردت عليها نحفر قبرا ونضع فيه خشبة فهو لن يجرأ على نبشه و أخطبي له فتاة أخرى فسينساها مع الزمن
بعد مدة عاد يوسف من سفره فرحا بما حمله من هدايا ومتاع وقال لأمه أنظري ماذا حملت لهينة
لكن الأم لم تجب رأى على وجهها العبوس والحزن فقال لها بالله عليك يا أمي ماذا وقع لهينة هل تزوجت من رجل آخر؟
فردت الأم وهي تغالب البكاء بل أكثر من ذلك فهينة ماتت جعل الله محبتك لها صبرا لك Lehcen Tetouani
ولما سمع ذلك من أمه انقلب الضياء في وجهه ظلاما ولبث مدة في غرفته لا يأكل ولا يشرب
وسمع أحد الرعاة بحالته فأتى إليه وقال له سأخبرك بشيئا لا أعرف إن كان سيخفف من شقائك أو يزيد فيه لقد كنت أرعى غنمي وشاهدت أمك تحفر قبرا لا أدرى ماذا وضعت فيه من المأكد أنها لم تكن هينة فقد كان شيئا صلبا عليه كفن ولقد تعجبت من ذلك
فقام يوسف من حينه وأخذ فأسا وحفر وعندما رفع الكفن وجد تحته خشبة فرجع إلى أمه وقال لها إن لم تعلميني بالحقيقة قتلت نفسي
فروت له القصة من أولها إلى آخرها فاقسم بان لا يعود إلى القرية ثانية حتى يرجع بحبيبته هينة أو يهلك دونها
قطع يوسف البراري وعبر الأنهار بحثا عن هينة حتى وصل إلى شجرة عليها بومة تظهر عليها الكآبة فسألها عن حالها
فأجابته : لقد مرت بي صبية خطفها الغول وكانت تبكي في الطريق وتنشد :راحت المسكينة هينة لم يعد لها أهل يحبونها لن تروها ولن تفرحوا لها ولن تسمعوا لها صوت آه … وأسفي عليك يا يوسف فألم الفراق لا يوصف
لما سمع يوسف شعر هينة وعرف لهفتها عليه بكى وتناثرت دموعه أحست البومة بالشفقة عليه وقالت :إتبع هذا الطريق وستصل إلى جبل العيون السبعة وفي أحد كهوفه ستجد حبيبتك لكن هذ الجبل يحرسه شيخ من الجن
ويقال أنه تجاوز المائتي سنة ولن يتركك تدخل إلا إذا اهتديت إلى كلمة السر إسمع يا رجل لا تفكر كثيرا في الجواب فهو بسيط فقط تأمل ما حولك
عندما وصل إلى آخر الطريق شاهد جبلا عاليا يلامس الغيوم وأمامه صخرتين ملتصقتين ببعضهما وفجأة ظهر ليوسف شيخ ابيض اللحية وسأله ما الذي أتى بك إلى الجبل الذي تسكنه الجان والغيلان؟
حكى يوسف قصته للشيخ فقال له : ما باليد حيلة الباب لا يفتح إلا بكلمة سر لكن بالإمكان مساعدتك على الهرب من الغول
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هينة)