رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخمسون 50 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الخمسون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الخمسون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الخمسون
البارت الرابع عشر
# دموع العاشقين
دوى صوت صفعه قويه من يوسف لأبنه ، جعل ياسين متسمراً مكانه بصدمه لا مثيل لها متسع العينين ينظر لوالده بنظرات موجعه واضعاً كفه موضع الصفعه ، عم الهدوء المكان بهيئه مخيفه.
أن يحدث لك ما كنت تظنه لا يحدث يوماً حتى أنه لم يحدث بصغرك فذاك يضني قلبك بالألم.
نظر يوسف ليده بزهول كأنه لا يدري كيف فعل ذلك ولكن لوهله وقع بصره على لمار فعاد لجموده وقسوته مرة آخري فأمسك ياسين من مقدمة جاكته وهو يصرخ به بنبرة مرتجفه خائفه على أميرته :-
أنت قولتلها ايه عن وعد ؟ هي كويسه “نظر له ولـ عثمان يتحجر بمقلتيه الدمع” قولتولها أيه وصلها للحاله دي عملتوا ايه فيها.
مد بصره بعيداً للفراغ وصمت قليلاً وقال بحزن دفين :-
دي ماتت مش كفايه اوجاع فيها د دي ومن هي صغيره شافت اللي محدش شافه دي شافت أبوها بيدبح قصاد عينها وأمها مقتوله “نظر له الجميع بصدمه مصحوبه بدهشه دون فهم مما يقوله ليكمل بتلعثم وهو ينهار جالساً بجانبها” دي فضلت عايشه لسنين وحيده شايله هم الكل وهم جبال على قلبها ولا يوم أشتكت ولا بكت ولا حزنت ولا لحظه أهتزت بعد كدا لقيتني عايش انا وامها وبعد كدا الزمن خد ابنها اول ما خف اللي هو أياد أخوها وبعدين بنتها ارحموها بقا “رفع بصره لياسين وقال متهكماً” قولتلها أيه ؟
نظر له ياسين بوجع فهيهات أن يحس أحداً بما يشعر به بجرحه الغائر بسويدا قلبه أضناه الألم لا ريب فنظر له وهز رأسه بأسف وغادر الغرفه فكيف يشك به كيف يمكنه التفكير حتي أنه قد يأزي عمته التى لم تكن عمته يوماً بلا أماً وحناناً وسنداً ورفيقه.
دنا عثمان محتجاً من يوسف وقال بأسف :-
ليه كدا يا عمو ؟ ياسين مكنش يعرف بمقلب مراد لما قالها أن وعد ماتت بالعكس تماماً دا ضربه حرفياً مسبش فيه حته سليمه وجه على هنا فوراً وطول الطريق قلقان عليها مكنتش أتوقع منك كدا.
عيناه دارت بالجميع وهتف وهو يلتفت مغادراً :-
عن أذنكم لازم أكون معاه.
بصمتاً تام خرج بعده حذيفة وبلال ، بينما هتف عمرو بغضب وهو يضع يده بجذعه :-
ليه كدا يا يوسف ؟
نظر له يوسف بدموع وهمس بألماً دفين دون النظر له :-
مش عارف أنا مش حاسس اصلا بنفسي مش عارف بعمل أيه ولا بقول أيه أنا بس خايف.
بكت حبيبه بحرقه وصوت نحيبها علا وأقتربت من لمار جالسه بجانب يوسف واحتضنت كفها وهمست :-
وعد كويسه يا نور فاكرة يا نوري الأسم دا طب فاكره أيامنا سوا؟
فاكره أسماعيل وهدى.
أنكبت على يدها تلثمها وتبكي وقالت بصوتاً مختنق :-
قومي عشان حبيبه مش قادرة تشوفك كدا طب أنتِ فاكره يا نوري لما كنتِ مبتسمحيش لحد يزعلني حتى أدهم فاكره لما دفعتي عني فاكرة كنتِ بتقوليلي أيه.
صمتت ملياً بتذكر ولاحت لها ذكريات الماضي أثناء فقد لمار للذاكره شهقت بصوتاً عال قائله :-
كنتِ بتقوليلي أن احنا واحد واحنا فعلاً واحد واحد لان قلوبنا مربوطه ببعض اقواء من اي رابط دم بس الرابط ده مستحيل يكون من غير قلبك دا انا أحياناً بحسد نفسي أنك في حياتي بس قومي عشان تجيبلي حقي من اخوكِ ده عاوز يتجوز عليا عجبك كده ؟
بكت بدموع لا حصى لها وتابعت هامسه :-
أنتِ ليه مبترديش عليا هااا ردي.
أقتربت أسماء رابته على كتف والدتها ليهمس يوسف متذكراً شئئاً :-
حبيبه رني على عمي يمكن لمار تتحسن بوجوده !
أؤمأت حبيبه برأسها ، دقائق أقل من الدقائق وقبل الأتصال كان قد جاء لتوه فهل هناك شيئاً قد يمنع نداء القلوب ولب النداء.
تجمهر الجميع حاول لمار بينما أسماعيل يقرأ لها القرآن ولكن لكبر سنه فكان يسعل بين الكلمه والآخري ويصمت بتعب.
بهم جلس ياسين على أحدى المقاعد بالحديقه تائه ضائع هوو من جل شئ لحظات وكان ينضم له عثمان وبلال وحذيفة.
لم يستطع احد التفوه بكلمة فساد الصمت لدقائق قاطعه عثمان وهو يضع كفه على منكبه هامساً بوجع لوجع رفيقه :-
ياسين متزعلش نفسك أكيد عمو ما يقصدش !
لم يجب ياسين وظل نظره ثابتاً مطأطأ الراس بين كفيه فبحزن همس بلال مازحاً يحاول قدر الامكان أخراج رفيقه مما به :-
أيه ياعم أنت سرحان في ايه كده ؟ مين دي اللي وخده عقلك يا ريس.
أبتسم بخفوت ما أن نظر له ياسين رافعاً حاجبه ليستطرد هو قائلاً وهو يغمز له :-
طب ايه مش هتعرفني عليها ؟! ولا هي طلعت مش حلوه وتخميت ؟!
قالها مقهقهاً ليشاركه حذيفه المزحه قائلاً :-
أنا عارف سبب حزنه ؟!
نظر له بلال متسائلاً بجديه مصتنعه :-
ايه؟ عارف وساكت كل دا قول قول اشجيني !
وقف حذيفه ملقياً قنبلته مستعدا للركض من أمام حجيم ياسين :-
أصلها طلعت گحله وحوله وعورة وشعرها سلكت موعين وطخينه اوووي فوق ما تتخيلوا وأسنانها طالعه لبره بالعربي كدا معدي عليها كساح ناسفها.
نظر له بلال وهو يكتم ضحكاته وهمس :-
ياااااا راجل بس مين دي ؟!
همس حذيفه بصدمه :-
أنت متعرفش ؟! ازاي !
قلب كفيها بيأس مصتنع وقال :-
مراته يا بني يعني هتكون مين.
تضحكوا جميعاً حتى عثمان بينما نظر له ياسين بغضب وهم بالوقوف فركض حذيفه مسرعان.
هتف ياسين وهو يشير لنفسه بزهول :-
بقا أنا مراتي حوله وكحله وطخينه يا كلب.
صاح صوت حذيفة عاليا :-
ايوه أنت هننكر يعني ؟
ركض ياسين خلفه وحذيفه يختبئ خلف عثمان مره وبلال مرة أخرى بينما هما وقعوا أرضاً من شدة الضحك.
صرخه ولكنها لست گ أي صرخة كأنما صرخة من سويدا القلب لم تكن إلا من لمار بإسم وعد جعلت الشباب يتخشبوا أمكانهم ما تلك الصرخه التى جعلت قلوبهم تنفطر نظروا لبعضهما البعض ثوانً وهرولوا للأعلى بسرعه.
كان يوسف يضم لمار بقوة مكبل يديها وهي تصرخ وتضرب به حتى يبتعد أم أدهم كان يقف بعيداً بعجز فـ رؤياها هكذا تميته وتفطر قلبه وروحه اما الفتيات علا نحيبهم عالياً.
جاء فيكتور من الخارج يمسك بحقنه ثبت يوسف ذراعها بإحكام ليحقنها بوريدها فتهدا، روايداً حتى ارتخى جسدها ورحلت بعيداً لعالم آخر.
عم الهدوء بعد ذاك فساد الصمت إلا من شهقات الفتيات بكت سمر وخرجت دون حرفاً لا تصدق ما ترى وما سمعت شعرت بالتوهان لأول مرة ترى عمتها بتلك الحاله تلك العمه التى رآتها دائماً قدوه لها وسند أجل كانت تسخر بها عادةً من كونها بالمخابرات ولا تصح إلا للرجال كانت ترآها دائماً شجاعه صلبه لا تهتز من اى شئ فما بها الآن هل حقاً عانت كل ذاك ؟ كيف أنها ما زالت عائشة للآن ؟
فلو كان أحداً غيرها لمات من فوره فكيف أستحملت هي جل ذلك.
صعدت سيارتها وأنطلقت بسرعه دون وجهه أضنى قلبها لوعة و ألم يخفق قلبها بخوف أحست أنها وحيده وان الحياة تضيق تضيق بدرجه مخيفه عليها كانت يديها ترتعش وجسدها يرتعد وتغشى عيناها الدموع فكادت لا ترى ولكنها تكابد حتى تصبح بمكان بعيداً تصرخ به او تختبئ بأحد لعل هناك احد يطمئنها ان عمتها ستصبح بخير أن بيتهم سيظل قائماً وعموده ثابتاً.
لحظه صرخة بصوتاً عال حينما أخترق عينيها ضوءً قريب فغطت وجهها بكفيها و……
طرقات خفيفه على باب المنزل فنظروا الفتيات لبعضهم وبادرت مكه قائله وهي تهم للمغادرة :-
أنا هشوف مين ؟
أؤمأت لها تالا ، كان ما زال يوسف يضم لمار وإسماعيل جالس بجانبهم على الفراش بحزن على أبنته ، أما أدهم فلا ريب وجع قلبه جعله محطم منهاراً جالساً على الارض بجانبه احمد وزيد.
وقفوا الشباب مستندين على الحائط بهم بأعين يغلفها العذاب…
والفتيات بجوار بعضهم على المقاعد.
دقائق وكانت تطل ورد من على باب الغرفه هاتفه بقلق :-
في ايه مالها لمار ، فيها أيه ؟
خفق قلبها برعده قويه هزته بثناياه تخشى ان تستمع لشئً آخر يميت قلبها هي ليست حمل اي شئ آخر.
نظرت بكل الوجوه وجدت الدمع هو من يجيب فنخلع قلبها من صدره وبرجفه خطت للداخل بخوف نظرت للمار التي بإحضان يوسف وركضت تجاهها هامسه وهي تضع كفها على وجنتها :-
مال لمار ايه اللي حصل ؟
نظر لها يوسف بدموعاً تأبى النزول وقال :-
مراد كلمها وقالها ان وعد ماتت….
شهقه عاليه صدرت منها مصحوبه بدموع الوعه ونظرت له بصدمه ليبادر عمرو قائلاً وهو يلحق بها ممسكاً بها قبل ان تسقط أرضاً :-
وعد كويسه دا كان مقلب “وضعت ورد يدها على موضع قلبها بتعب ونظرات زائغه” .
نقلت ورد بصرها بينهم جميعاً وهمسست بجمود وهي تشير بيدها للخارج :-
كله يطلع برا دلوقتي سبوني معاها لوحدنا كله يروح يستريح لمار قويه وهتقوم ومحدش يوقف اي حاجه ولا شغله لان لمار هتزعل لما تفوق منكم يلا.
ظل الجميع كما هما لا يرجف لهم جفن حتى انظارهم متعلقه بـ لمار لتصيح ورد بحسم :-
سمعتوا قولت أيه ؟
نهض يوسف بعدما عدلها على الفراش واشار للجميع :-
بره كله بره يلا سييوا ورد معاها لوحدها يلا.
خرجوا جميعاً حتى هو توجه لغرفته مباشرةً فما أن ولج للداخل جثى أرضاً وسمح لدموعه أن تسيل گ الفيضان فظل يبكي ويبكي بقهر ، فجأة وجد يداً تضم رأسه على صدرها فتشبث بحبيبه ودفن رأسه بحضنه وظل يبكي گ طفلاً صغير وهمس بصوتاً مختنق :-
أنا خايف خايف اخسرها وتبعد عني خايف يحصلها حاجه مش هستحمل والله أنا استحمل اى حاجه إلا ان اتازي فيها والله ما هقدر دي بنتي مش مجرد أخت وبس.
علا صوت نحيبه وحبيبه تربت على ظهره وهي تبكي.
أستأذنت تالا وتوجهت لغرفتها فتحت الباب وقد أيقن ظنها فـ فيكتور يجلس يضم رأسه بين كفيه يجاهد أن لا تنحدر دموعه.
فنظرت له بحزن وأغلقت الباب وتوجهت جالسه عن كثب منه ورفعت يدها على منكبه هامسه بألم :-
حامد ، يا فيكتوري، ظهرت أبتسامة صغيرة غلى ثغرها دون أن ينظر له يحملق بالأرض فقط ، فمدت كفها لذقنه ليلتفت لها وهمست بأعين دامعة :-
كل حاجه هترجع زي الأول وهتبقي أفضل أطمن لمار غاليه علينا كلنا هترجعلنا وهترجع أقوى وأحسن.
أؤمأ حامد باسماً وهمس بكلمات تضني القلب وروحاً تتمزق :-
حاسس أنه بيبكي ومش هقدر أروح اوضته أكيد حبيبه هناك ومش هينفع مش هينفع اكون جنبه .
وضع كفت يده موضع قلبه وهمس وهو ينظر بعيناها وأنسابت دموعه :-
حاسس بإن دموعه كأنها أسهم بتخترق قلبي بتوجعني بس مش ميت مش بموت بتوجعني أوي.
ضمت تالا رأسه وبكت هي الآخرى سرعان ما كفكفت دموعها وهي تتذكر شيئاً لتخرجه من براثن حزنه ، ضربته بخفه على منكبه لينظر لها بدهشه رافعاً حاجبه ، انكمش وجهها وهي تقول بتذمر :-
بقا أنا عجزت وعايز تجدد شبابك مع بنوته صغيره ؟
حدق بها متصنع الصدمه وهمس وهو يشير لنفسه :-
مين أنا ؟ محصلش طبعاً احنا هنكدب يعني بتتبلي عليا ؟!
ردت غاضبه :-
والله ، متقلقش أنا بنفسي هشوفلك بنوته حلوة.
ابتسم غامزاً لها لتقف بمكر وهي تقول :-
دا أنا هجيبلك بنوته قمر تجددلك شبابك كله وترجعك اصغر من بتك.
رفعت قدمها لتطيح بقدمه فيتأوه صارخاً وهو يرفعها بيده.
لتضحك هي بشماته وتتركه وترحل.
نظرت أسماء حولها باحثه بعينيها عن سمر فلم تجدها فتملكها القلق واستحوذها لتهمس للفتيات بتساؤل :-
بنات أنا ليه مش شايفه سمر نهائي ، محدش شافها ؟
هزت مكه رأسه :-
لا مشفتهاش غير لما كانت خارجه دلوقتي تيجي متقلقيش.
رفعت عائشه الهاتف لهم وهي تقول :-
هرن عليها أشوفها فين .
قالت جملتها بعيداً وأبتعدت تجيب على أحداً ما وردت بهمس قائله :-
ايوه يا بني عامل ايه ؟
رد الطرف الآخر قائلاً بعصبيه نوعاً ما :-
كل دا برن عليكِ ومبترديش ليه….
قاطعته عائشه قائله بصدق :-
غصب عني والله.
همس بإهتمام قائلاً :-
مااالك في أيه قولي ؟
أنسابت دموعها بإنهيار وقالت بشهقات :-
ماما تعبانه أوي … أنا خايفه عليها … ومحتجالك أوي.
صمت قليلاً قبل أن يقول بإهتمام :-٠
أنا جنبك وهفضل دايماً بس قوليلي مامتك مالها؟
أخرجت زفيراً طويلاً وروت له ما حدث من ثم آخرجت زفيراً مريحاً كأنما أنزاح ذاك الجبل من قلبها…
_ جلست أسماء ومكه بجانب هاله وريم الذين يضمون بعض كأنما هناك برداً قارص يستمدون الدفء من بعضهم كانت ريم تبدوا غريبه نظراتها زائغه خائفه تتلفت حولها كأنما تأخذ حذرها وهناك من سيقتلها غدراً فضمتها هاله لتكون هي ذاك الأمان.
كان الجو أيضاً مشحون بحزن غريباً عجيب لأول مرة يعيشونه ولكنه قاسياً للغايه يا ليته يمر سريعاً يا ليت….
بالغرفه كانت تجثى ورد على قدميها بجوار الفراش حاضنه كفت لمار بين راحتيها وتهبط دموعها بصمت تام عكس ضجيج قلبها وروحها قبلت كفها وشهقت ببكاء :-
قومي يا لمار وعد كويسه والله هترجعلك قريب دا كان مقلب من مراد قومي يا حبيبتي ومتوجعيش قلبي دا أنا مليش لا اب ولا أم ولا أخت أنا مليش حد غيرك في الدنيا دي…
صمتت قليلاً وهي واضعه جبهتها على كف لمار وقالت وهي ترفع رأسها بعد ثوانً :-
قومي عشان بنتك التانيه خديجه وعد مني مش هبعدها عنك وهجيبهالك تقعد معاكِ مش كنتِ دايماً بتطلبي مني كدا. لكن لو مقومتيش بنتك هتموت بجد هتموت يا لمار لازم تقومي محدش غيرك هينقذ بتك غيرك دي بتحبك قومي قلبي وجعني اوي مش عارفه اتوجع علبها ولا عليكِ طيب مين غيرك هيشيل همي أنا نفسي أنام في حضنك زي زمان وأصحى في حضنك في الأمان تصدقيني لو قولت ان معرفتش معنى امان من يوم ما بطلت انام جنبك انتِ فاكره ؟
اااااه خديجه هتروووح مننا يا لمارر اااه..
بكت كم لم تبك قبلاّ وهي منكبه على كفها في حين ذلك فتحت لمار جفنيها بقوة تحدق بصدمه.
هدأت ورد بعد فترة وجلست بجانبها واضعها كفها على رأسها تتلو القرآن ، وتقص عليها قصص الصحابه تاره هكذا وتاره آخري تتلو…
🍃((اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع))🍃
يقف أنس مع بعد الزملاء قبل أن يغادر خارج القسم يهنئونه لأنه قريباً سيقيم زفافه يتحدثون ويتهامسون ويتضاحكون.
قال أنس بصدق لبعض يخاطب زميله :-
لاااا مستحيل أعمل حاجه قبل ياسين ما يكون موجود….
لم ينهي جملته فتسمر مكانه وهو يرمش بعينيه من مرآى سمر التى تتققدم ناحية القسم هناك جرحاً برأسها وتبكي ، وقع قلبه من صدره وركض تجاهها بقلق ظاهراً بمقلتيه وقف امامها هامساً بقلق وهو يحدق بها :-
سمر ؟ أنتِ هنا بتعملي ايه ياسين وعثمان مفيش حد منهم هنا..
شهقات متتاليه ونحيب يعلى كل ما يصدر منها وجسد يرتجف تلعثمت قائله وهي تؤمى برأسها :
ع عارفه أ انا جيالك انت.
صدمه جديدة أحتلت قلبه لوهله من جملتها لا يدري ما ان تفوهت به هل حقاً ما تقصده ام ماذا.
وصل إليه همس الشباب ليحجب رؤيتهم عنها بطوله وهو يقف أمامها حاجزاً واشار لها تجاه السيارة قائلا.:-
تعالي بس بعيد كدا وحكيلي مالك وايه الجرح ده…
سارت بجانبه حتى ساعدها بالجلوس داخل السيارة ظل فاتحاً الباب ناحيتها وجذب زجاجة مياه يملئ كفه ويغسل ذاك الدم النازف من وجهها يتألم قلبه بوخزات متتاليه لمرآها تتألم.
ساد الصمت يحاول الثبات من قربها وهمس :-
اهدي وبطلي عياط عشان تفهميني في ايه ؟
أزاحت دموعها بيدها وهمست وهي تعاود البكاء مجدداً :-
أنا عملت حادثه وخايفه لقيت رجلي جايبني عندك مش عارفه ليه بس حسست أني محتجالك انا اسفه لو ازعجتك انا…
قاطعها هو قائلاً بعصبيه :-
بس طيب كلام عبيط مفيش حاجه من اللي بتقوليها ودلوقتي اهدي انا معاكِ واحكيلي ايه اللي حصل وفي ايه ؟
اخذت نفساً طويلاً وقصت عليه كل شئ من بداية عمتها لتوها.
ليقول أنس وهو يلكم السيارة بغضب :-
الغبي مراد ده حسابه بعدين ، انا لازم اكون مع الشباب دلوقتي بس الأول تعالي اوصلك عشان محدش يقلق عليكِ وأنا ان شآء الله هتولى كل حاجه متقلقيش.
هزت رأسها نفياً :-
لا لا انا مش هروح خليني معاك لحد ما تشوف اللي كان في العربيه دا كويس ولا لا.
قال انس باسماً وهو يجلس بجانبها ينطلق بالسيارة :-
احنا هنقعد شوية في مكان هادي لحد ما تبقي احسن لان مينفعش ترجعي كدا هتقلقيهم اكتر ومتقولش لحد حاجه أنا هتصرف.
#بس يا انس مين……
نطقت بها بتلقائيه ليقاطعها هو قائلاً :-
خلص الكلام سمعتي قولت ايه ؟
أدارت بصرها أمامها أما هو فقد حلقت روحه بسماء العاشقين فها هي محبوبته ما أن أحست بالخطر لاذت به هذا يعنى ان هناك شيئاً له بقلبها أهذه البدايه أم ماذا ؟ ولكن لما لماذا حصل ذلك بعد فوات الأوان فهو قد خطب وزفافه قريباً يستحيل ان يرجع بكلمته ويظلم شخصاً ثالث ليس له ذنب ليفرح والدته وكفى وليعيش تلك اللحظه فلن تتكرر مجدداً وليحفرها بسويدا قلبه لعلها تخفف جرحه الغائر قليلاً وتشفي فؤاده الذي أضنته الندوب…..
وصل لكافيه قريباً وترجل من سيارته وفتح الباب من جهتها وأشار لها للداخل فسارت معه للداخل وسحب لها مقعد لأقرب طاوله وجدها خاويه وجلست وجلس هو مقابل لها طلب لها عصير وقهوة له ، أقترب بجذعه سانداً يديه على الطاوله ونظر لها بحب وتساؤل بفضول وأهتمام :-
بس بردوا مقولتليش أنتِ كنتِ خارجه رايحه فين ، ماشي معاكِ أنك اتخنقنتي وكنتِ خايفه على عمتك وحابه تتكلمي مع حد.
اشار بعينيه :- هااا كنتِ رايحه فين ؟
فركت أصابعها المتشابكه على الطاوله بتوتر وارتباك زاغت عينيها تتحاشى النظر لعينيه وبدت الحيرة والتردد بهما لاحظهم ببساطه اذردت ريقها وهمست بتلعثم :-
اصل هو أنا يعني ؟
حسها على الكلام هامساً :-
هاااااا قولي ؟
همت بالحديث ليقاطعهم النادل وهو يضع العصير أمامها والقهوه أمامه ليشكره أنس ويعاود النظر لها قائلاً :-
هااااا قولي.
بتلقائية قالت :-
أنا كنت جيالك “فركت يديها وصمتت ملياً كأن الأحرف قد هربت من فمها واردفت بصدق :-
حسيت أن روحي بتتخنق ومش قادره أتنفس كنت خايفه حسيت لوهله اني ممكن أتيتم أنا كنت دايماً بسخر من عمتي انها شرطيه بس بهزر مكنتش اعرف انها عاشت كل دا “أستدمعت عينيها وتابعت قائله” لقيت نفسي بخرج مش،عارفه اروح فين بس أنت اول واحد جه في بالي مش عارفه بجد…
قالت آخر جملتها وهي ترفع بصره به………
تلاقت أعينهم بنظراتً مرتبكه أتسعت تدريجياً ابتسامة على ثغره فهمس :-
وليه أنا ؟ ليه لما حسيتي أنك محتاجه حد جتيلي أنا ؟
صمتت بتردد وحيره لا تدري بما تجيبه ولكنها أجابت بصدق :-
مش عارفه .
رد وهو ينظر بعمق عينيها :-
ليه مش ياسين خطيبك ؟
ردت بتلقائيه :-
معرفش بجد مش عارفه … أنا عايزة أمشي دلوقتي.
قالت آخر جملتها و وثبت واقفه …
ترك بعد المال على الطاوله وخرج خلفها صعد السيارة وانطلق بصمتاً تام كلاً منهم منشغل الفكر وقف أمام منزلها همت بفتح الباب ليقول هو يجمود ونبرة جافه عكس نبرته قبلاً :-
متقوليش لحد بخصوص الحدثه هتصرف وهبلغك اتفضلي أنزلي.
نظرت له لدقائق همت ان تسأل ما الذي غيره لتلك الدرجه ولكنها تراجعت وترجلت من السيارة على عجل…….
بينما تعلق نظره بأثرها وهمس بتنهيدت وجع :-
كل شئ أنتهى يا سمر للأسف أنتِ دلوقتي ملك صديق عمري اقرب ليا من نفسي…
زفر بضيق ورجع رأسه للخلف وهو يقول :- يا رررررررب.
ثوانً وانطلق مغادراً
🍂((اللهم لا تخزني يوم القيامة))🍂
خرجت ورد من غرفة لمار تدلك رقبتها بألم مطأطأة الرأس تشعر بثقل على قلبها الذي فجأه أحست بنغزه قويه به..
# مااالك فيكِ أيه ؟
رفعت ورد رأسها وابتسمت ما ان طالعها وجه عمرو فأبتسمت تلقائياً بنظرة عامرة بالحب وهزت رأسها وقالت :-
مفيش أنا كويسه.
هز رأسه بجديه واصرار :-
لا مااالك عينيكي فيهم هم كبير واثر الدموع على وشك وقلبك مش فيكِ ؟
هزت رأسها بإبتسامة وقالت :-
صدقني مفيش أنا تمام.
رد باقتضاب :-
براحتك…
وتسال بحيره :-
خديجه فين ؟
ساد الصمت فجأه فتوترت هي وارتبكت لم تدر بما تجيب ولكنها ابتسمت ابتسامه هادئه بسيطه وقالت وهي توليه ظهرها :-
ديجا عند نعمه أصلها متعلقه بعيالها فعشان كدا سبتها معاها وبس.
شعر بارتبكها فكذبها أحس أن هناك شيئاً تخبئه فأمسك مرفقها يديرها إليه ونظر لعمق عينيها وقال :-
أتمني يكون كلامك صح وأحساسي ملوش معنى.
أكتفت بإشارة بسيطة من رأسها ، ولكن روحها كانت تهفو لتغفى بحضنه او حضن عينيه قليلاً لتطمئن ، احتل سويداء قلبها وتخلل بشغافه فلما أبتعد لما كان الفراق من نصيبهم لينقسم قلبيهما ؟
طال الصمت بينهما تتلاقي بها الأعين وتبث شجواها وشوقها وحنينها ولهفتها ولضمها ، حضن عينيه لن يكفيها تلك الدقائق ولا سنين فحضنهما أمان لا تريد البعض عنهما قطع الصمت وهو هائماً بها وهمس دون وعي :-
أنا ليه حاسس أني بقيت غريب من لما أبتعدت….
صمتت وفاضت عيناه بالدمع ودت لو تقول “لم تكن يوماً من الغائبين كنت دائماً حاضراً بالقلب كنت بسويدأه تتخلل شغافه”
لم يكن ذنبه أو ذنبها فقد فرقتهم السبل بطريق ملئ بالأشواك.
قطع صمتهم أنتفاضت ورد برجفه من فؤادها على رنين الهاتف بيدها معلناً عن أتصال من أحمد محمد نظرت لعمرو بقلباً يرجف شغافه وهمست :-
هرد على التلفون دي دي وحده صحبتي.
رمقها بعدم تصديق وضيق عينيه قائلاً بجمود :-
أنا مسألتكش ليه متوتره كدا ؟
هزت رأسها سريعاً :-
أبداً مش مرتبكه
نظرت لغرفة لمار واشارة له :-
ممكن تفضل جنبها لحد ما أجي.
أؤمأ برأسه ايجاباً وتوجه للغرفه بينما ابتعدت هي قليلاً وعادة الأتصال الذي أنقطع.
هرولت للخارج بعدما حدثته ليبلغها أنه بالخارج ، وقفت أمامه تلهث من تعب الركض على عجل تحدثت بكلمات غير مفهومه من شدة لهاثها وأنفاسها المتلاحقه :-
خديجه قولت عرفت مكانها ؟
أشار بيده قائلاً بهدوء :-
اهدي الأول كدا عشان افهم بتقولي ايه.
وضعت يدها على فؤادها تحاول تنظيم أنفاسها فما ان هدئت قالت :-
خديجه فين انا هروحلها بس قولي العنوان.
أشار بيده مطمئناً :-
ممكن تهدي هنروح سوا بس الأول اركبي ؟
ما كاد بنهي جملته حتي هرولت هي لسيارة بالأمام ولف هو صاعداً خلف عجلة القيادة وأنطلق بصمت تام عكس الضجه التي بداخلها.
لا تصدق أنها سترآها آخيراً ستضمها لحضنها وتروي عينيها منها ادمعت عينيها وهي تبتسم بفرحة غامرة وروحاً تهفو للقاء.
ركن أمام بيتاً مهجوراً رث الهيئة عن بعد منه. بقليل وأخرج مسدساً رفعه شاداً أياه مستعداً للأطلاق بأي لحظه بينما ترجلت ورد مسرعه وركضت ولكن شدها أحمد جاذباً أياها وصاح بصوتاً گ الهمس حتى لا يسمعه أحد :-
مينفعش اهدي في رجاله استنيني في العربيه.
هزت رأسها بجنون وبأمل وفرحه قالت :-
لا لا استنى ايه بنتي جوه لازم ادخل.
أشار لها مطمئناً :-
هتبقي كويسه والله بس اهدي وخليكي قريبه مني، تعالي ورايا.
هزت رأسها وسارت خلفه تتلفت خلفها بين اللحظه وآخرى بقلق حتى دلفوا لذاك المكان الذي بدا غريباً ليسرى القلق ثنايا أفئدتهم ولجوا للداخل بحثوا بأعينهم فلم يجدوا أحد بقلباً يرتعش ظلت تبحث عن ابنتها گ المجنونه هنا وهناك حتى وقع بصرها على أحدي حذاءها بهلع مسكته بين يديه منهاره على الأرض تصرخ بوجع وهي تضمه لصدره…
فاضت عيني احمد على حالها واقترب منها قائلا بأمل :-
أنا أسف بس صدقني اول ما بعتيلي الرقم تتبعته اكيد في حاجه غلط يمكن اكتشفه كمان.
بكت ورد بقهر وقلب أضناه الوعه والأسى والوجع صرخة هزت الأرض وفؤادها….
بدموع قال :-
قومي نمشي وان شاء الله هترجع…
دلفت ورد لدار لمار بقدمين تجرهم جراً ، تاركه قلبها هنالك حيث كانت تقبع صغيرتها ، تلتمع عيناها بالدمع وتهوى بصمتاً تام منعقدة اللسان تائهه ليس بها روح إذ أن أبنتها هي روحها فكيف تحيي سويداء قلبها غير بوجودها قلبها اااه من قلبها فهناك ناراً مقيده به لا يمكن اخمادها أبداً ناراً تحرقها لتصبح جثه بدون روح.
كيف تطمئن حالها ولهج الخوف يتملكها ولكنها على يقين أنها ستعود أكيداً فقد أستودعتها لدى الرحمن.
تبدد عقلها جالت عيناها فهمت بالتوجه للدرج لتقف على صوت عمرو من خلفها :-
مين دا اللي كنتِ معاه دلوقتي ؟
توقفت للحظات بعقلاً مغيب متبدد أبتلعت ريقها بتوتر وألتفت له بارتباك جلي وهمست بحزن :-
عادي دا اخو صحبتي.
هز رأسه وصمت ملياً قبل أن يقول :-
ماااااالك ؟ ومتقوليش مفيش..لو كدبتي على الدنيا كلها أنا مش هتعرفي … ليه حاسس ان في حاجه انتِ مخبيها حاسس بقلق وقلبي بيتقبض انتِ مخبيه أيه؟
استعبرت وفاضت عينيها بالحزن ، تمزق قلبه وتعسر عليه مرآها هكذا أسرعت خطواتها نحوه تلقي بذاتها بين ذراعيه تدفن رأسها بصدره تبكي بـ لوعه ليضمها بحنان لصدرة مربتاً على ظهرها هامساً بحنان :-
ماالك بس في أي ؟
ابعدت وجهها تنظر له بأعين تفيض بالدمع ، أعين منطفئه يغلفها الحزن والقلق والوجع وهمست بصوتاً شجي :-
أنا كدبت عليك ؟
أمسكها من مرفقيها عاقداً حاجبيه بعدم فهم :-
كدبتي عليا ؟! ليه وفين وامتى.
تحاشت النظر له وتنهدت بصوتاً مسموع وصمتت ملياً بتفكير هي لم تعتاد ان تكذب عليه هو خاصةً او ان تخبئ عنه شئ دائماً كان الأب والسند والأمان.، عادة بعينيها تتأمل عمق عينيه قليلاً وقالت ببكاء :-
كدبت علشان اللي رن كان واحد اسمه أحمد محمد اخو شخص متهم بقضية ولما رجعت انا كنت معاه.
لم يستطيع مدارت تلك الغيرة التي تملكته فحاول جاهداً أن يهدأ وهمس بحده :-
ليه وكنتِ معاه فين ؟ ومخبيه ايه تاني ؟
هي لن تستطع ان تقلقه ان تخبره ان ابنته التى رآها بعد تلك السنين ويمكن ان تفارقه بلا عودة مخطوفه لن تستطع أن تشغله وهو يقضي جل وقته بعمله فكيف توجع قلبه ؟
نظرت له وهي تفرك يديها ولا يرقأ لها دمع :-
مش هقدر أجاوبك دلوقتي مش هقدر والله بس في الوقت المناسب هقولك واعرف اني مستحيل اعمل حاجه….
قاطعها وهو يدنوا منها محتضنناً رأسها براحتيه وهمس باسماً :-
أنا متأكد و واثق فيكِ وعارف انك مستحيل تعملي حاجه غلط ولا تغضبي ربنا وعارف بنتي كويس لأنها تربيتي هااا بس خلي بالك من نفسك واتاكدي اني جنبك دايماً و وقت ما تحبي تحكيلي في اي وقت هكون مستعد أسمعك.
قبل جبينها وأزاح دمعاتها بسبابته وقبل عينيها التي ينهمر منهما الدمع وضمها لصدره مستكيناً وهو يهمس بصوتاً شجي :-
ربنا يديمكم ليا وميأزنيش فيكم أبداً…
أطمئنت واستكانت وظلت بحضنه لوقتاً طويل دون الشعور به لتبتعد أخيراً خجله وهمست بصوتاً مرتجف :-
هروح اشوف لمار…
هز رأسه فهرولت هي هاربه من أمامه ليبتسم ضاحكاً لفعلتها…
دلفت غرفة لمار بهم على عجل أقتربت واضعه رأسها على منكبها تضمها باكيه تناجيها بفؤادها هدأت قليلاً وتوجهت لدورة المياة تتوضأ و سجدت للرحمن مستعينه به.
🍀((اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا))🍀
بأحدى الفيلات الكبيرة التى ينتشر حولها الحرس يحفوها من كل جانب بالداخل صوت صراخ حاد كان يخرج من صابر نتيجة الضرب المبرح به بشدة إذ أن وجهه كان ينزف بغزاره أصبح گ جثه من فرط الضرب إذ ان لم يبقي مكاناً سليماً به…
ملقاه على الأرض تتململ بخفوت لا تتذكر سوا حينما دلفوا الرجال وأقتربوا منها ورشوا شيئاً ما على أنفها فلم تشعر بشئ بعدها ، أغلقت خديجه أعينها سرعان ما فتحتهم بصدمه حينما تناهى لمسامعها صوت صراخ لـ صابر ، فسندت بيدها التى كانت تسند رأسها عليها ورفعت جذعها وجدتهم يضربون به وهو يصارع الموت أرضاً والدماء تنهار من جسده وتفيض ، وثبت سريعاً راكضه تجاهه وصوت نحيبها يعلى أستطاعت ان تمرؤ من جنب الرجال بسبب جسدها الضئيل وضمة رأسه التى تنزف لينهالوا عليهما بالضرب غير مهتمين بها توقفوا عن صوت ذا هيبه آتاً من خلفهم يقول “بس كفايه كدا ، سيبوهولي”
نظرت خديجه للخلف فوجدت شاباً يرتدي بذلة سوداء اللون يبدوا عليه الثراء ممسكاً بسلاح بيمينه.
كانت خطواته ثابته تجاهها حتى جلس، مقابل لها بصمت ، ليشدد صابر من أمساكها بوهن يخشى عليها منه.
نظر لها من رأسها إلى قدميها وقال باسماً :-
عملتيلي مشاكل كتير وبسببك كنا هنروح فى داهيه بس كمان تستاهلي هيدفع فيكِ دهب.
كانت نبرته هادئة ليصيح فجأه بصوتاً عال وهو يقف شاهراً السلاح لـ صابر :-ودلوقتي خليني أخلص من الخاين.
بجنون هزت خديجه رأسها و وقفت أمام فوهت السلاح فارده ذراعيها الصغيرتان وهي تقول بصوتاً باكي بلوعة من شغاف القلب :-
لا انت مش هتموته يا عمو لا.
أبتسم ذاك الشاب ساخراً ، وأمسك السلاح بيسره وتقدم خطوتين ليمسكها من مقدمة ملابسها ويدفعها للحائط دون رحمه كأنها ليست بطفلة وهمس ساخراً وهو يقهقه :-
هموتهولك قدام عينك يا حبيبة عمو…
لم تهتم لحديثه ولا رأسها التي شجت واصبحت تنزف هزت رأسها نفياً وركضت مرة آخرى بينما كان مستدعاً ليطلق الطلق الناري فقالت باكيه بصوتاً عال :-
هو مكلمش حد انا سرقت منه التلفون من غير ما يعرف وكنت حافظه رقم ماما..
“لم تكن تحفظه وانما صابر جاء به من احدى التلفونات الخاصه بهم”
أرجع الشاب مسدسه وهو يرمقها بتعجب مشبوهاً بالصدق … تقدم
منها بخبث و جلس على ركبتيه ليصبح وجهه امام وجهها ، لتنظر له خديجه بثبات بعينيها الشبيهه لأعين لمار.
همس بتعجب ومكر :-
بقا أنتِ اللي كنتِ هتودينا في داهية.
نظرت له بجمود وثبات وهي تنظر لعمق عينيه بحده :-
ايوه أنا ومتزعقش فيا تاني.
مد يده لعنقها قائلاً وهو يجز على أسنانه:-
لا عاش ولا كان اللي يكلمني كدا..
لوهله تذكرت بعد حركات لمار التى كانت تعلمها أياها حينما تكون لديهم فأمسكت بذراعه تلويها له بحده ليقول بغضب وهو يشير لرجاله التى يحفون حوله :-
أنتِ شايفه كل الرجاله دول بيترعبوا بس يسمعوا اسمي ، أما أنتِ بجحه مبتخافيش أنتِ هنا تحت رحتمي وقت ما حب ممكن أموتك.
نظرت له دون خوف وأنما شجاعه نظره تملائها اليقين والتوكل على الله وقالت وهي ترمقه بحده :-
أنا مبخافش من حد أنت اللي لازم تخاف.
أشار على نفسه ساخراً :-
أنا أخاف منك ؟ من مين منك…
ارتفعت صوت ضحكاته الساخره.
لتشير له خديجه ببراءه :-
لا مش تخاف مني خاف من ربنا ومن خالتي عشان هتموتك دلوقتي لما تيجي.
أقترب منها وشرارت الغضب تتأرجح بعينيه وأمسك فكها قائلاً بكره :-
خليها بس تيجي و وقتها أقري عليها الفاتحه هموتهالك ادامك عينكِ الحلوين دول.
أبعدت خديجه يده ونظرت له بإستهزاء وقالت :-
لا هي هتموتك.
نظر لعينيها فلم يجد خوفاً بتاتاً لوهله استحوذ الخوف ثنايا قلبه وسرى بعروقه وأوصاله.
قفزت سريعاً فكره بذهنه فأقترب منها بخبثً شديد وهو يهمس بصوتاً هادئ :-
اول مرة اشوف طفله لابسه حجاب ، وبما اننا كدا كدا هنبيعك فـ ليه لا…
لم تفهم ما يعنيه ولا بما يدور بعقله ولكنها أحست بالخطر فجأة ظلت تتراجع بخوف حتي اصطدمت بالحائط وهو امامها يحاصرها.
مد يده بأبتسامة ماكرة يبغي نزع حجابها فما كاد ان يلامسه حتى انقضت على يده بأسنانها ليتأوه بألم وهو يدفع برأسها للحائط فقال بغضب لا مثيل له يلفظها بابشع الألفاظ :-
يا بت الـ********* بقا أنتِ تعملي فيا كدا.
قاطعته قائله :-
ايوة عشان متفكرش تاني مرة تشيل حجابي أنت لسه مشفتش اي حاجه خالتوا هتموتك وربنا يسامحك.
قهق بضحكة غاضبه وقال وهو يجز على اسنانه :-
يسامحني ؟؟؟ وخالتك تموتني هو انتِ بتحلمي…
# يا باشا الريس على التلفون.
قالها قائل من خلفه ، ليلتفت له ويتناول منه الهاتف مجيباً وسار للأمام ولكنه وقف مستديراً لها :-
رجعلك وهندمك على عضتك دي.
نظرت له بثبات ، كاد ينفجر من بردوها وشجاعتها ولكنه تابع سيره للخارج يملأه الغيظ والحقد والكره ويتوعد لها وخلفه حراسه.
أندفعت خديجه فور خروجه لـ صابر وجدته قد فقد الوعي ، بحثت بعينيها عن ماء لغسل وجهه حتى وقع بصرها على دورق به ماء فركضت مجيئه به ، تنهدت بهم عندما لم تجد قطعة قماش لتشق حجابها وتثبته جيداً على رأسها وبالقطعه الصغيرة بللتها بالماء وظلت تمسح بوجهه وهي يهزي باسمها واسم فتاة آخرى.
مر الوقت حتى بدأ بالتأوه وهو يفتح عينيه ليطالعه وجه خديجه ودموعها التى تنهمر بغزارة فأنتفض جالساً بتعب وهو يقول بقلق ينهش بقلبه الذى انفطر :-
خديجه أنتِ بتبكي ليه ؟ هما عملولك حاجه.
هزت رأسها نفياً بسرعه ، لينتابه القلق اكثر وهمس :-
طيب امال ايه بس مالك بتبكي ليه ؟
همست بصوتاً مختنق بالبكاء وشهقات تعلى :-
عشان أنا كدبت.
تنهد براحة مطمئناً انها لم تنصاب بأذى وبرقت عينيه بفرحه ونظر لها مطمئناً ساكناً :-
خديجه متزعليش انا السبب في أنك تكذبي.
كفكفت دموعها وهي تهز رأسها سلباً :-
لا يا عمو متقولش كدا.
ساد الصمت لثوانً لتقول خديجه بتذكر كأنها تخشى أن تنسى مرة اخرى :-
عمو أنت ليه بتشتغل مع الناس الوحشه دي ؟
زفر صابر بقلب أضناه الألم ورجع بظهره مسنداً على الجدار ممداً قدميه وقال :-
أحياناً يا بنتي بنمشي في الطريق لا عايزينه ولا عايزنا الخوف أحياناً بيرمينا فـ مفترق طرق وتسود الحياة فـ وشنا إلا طريق واحد الفقر والمرض بيعمل اكتر من كدا بس ربنا بعتك ليا عشان تنوري بصرتي قبل ما غرق.
نظرت له خديجه ببراءه وأعين مهتمه بريئه تبرق بالحب.:-
يعنى ايه ؟
أبتسم لها قائلاً :-
أنا بنتي عندها سرطان…
قالها وعيناه تفيض بالدمع.
هوت دموع خديجه بحزن لمرأى دموعه وقالت ببراءة :-
متخفش يا عمو أنا هقول لاسماء وخالوا يوسف يعالجوها وهتخف وهتبقي كويسه ، بس اختبار من ربنا ليك وليها.
ابتسم الرجل بحنان وتمنى لو كانت تلك ابنته حقاً فهي اصبحت كذالك تربع أمامها هاتفاً بحماس :-
مش هتحكيلي قصص عن الصحابه انهارده.
صفقت خديجه بفرحه ولمعة عينيه بفرحة غامرة وهتفت :-
اكيد اكيد هنتكلم عن أبو الدرداء حكيم هذة الأمه…
بكل جوارحه وحواسه انصت لها وزلت هي تروى على مسامعه…
☘️اللهم إني أسألك الفردوس أعلى الجنه☘️
بصباح اليوم الثاني لم يحدث شيئاً جديداً ، جلسوا الفتيات بالحديقة بهماً شديد بعدما اطمئنوا على لمار تجلس معهم ورد ولكنها ليست معهم فهي منشغلة الذهن خائفه قلقه نغزات بقلبها تميتها فهل قلبها ينبض أصلاً ؟
كانت كل واحده منهم بعالم آخر جحافل الخوف تسيطر عليهم بلهج.
أقبلت هاله عليهم يطغى الحزن وجهها يستحوذ الخوف والقلق ثنايا قلبها ويسرى الرعب بأوردته ، همست بتنهديت وجع :-
تعالوا يلا عشان تفطروا .
# لا انا شبعانه .
نطقوا بها الفتيات سوياً دون حياة دون شهيه لاي شئ ، جالت أعينهم ببعضهما لينفجروا ضاحكين .
فإبتسامت هاله وصاحت بهم :-
يلا يا بنت منك ليها الأكل محطوط قومي يا أسما يلا يا سمر أنتِ وعائشه ومكه ويلا يا ورد.
بنبرة مليئه بالحزن وأعين تلمع بالهم همست ورد وهي تشير لها :-
والله شبعانه لو كنت جعانه كنت هاجي علي طول أنتِ عارفه.
بعد مناهدات شوحت لهم هاله وهي تغمغم :-
والله يا ورد لبعتلك عمرو وانتِ منك ليها لبعتالك ياسين.
رن هاتف سمر بإشعار رسالة لتنتفض برجفه وهي تبتلع ريقها فكانت من انس يطلب منها أن تخرج ، وقفت مستأذنه منهم أن تخرج لتشم هواء قليلاً وخرجت ذهبت إليه فوجدته واقفاً يتحدث بالهاتف لم ينتبه لمجيئها ففركت يديها وتورد وجهها مسروراً بحياء وهمست مناديه له :-
أنس.
أنعقد لسانه وهو يستمع صوتهاو وثب قلبه وثبه عنيفه رجت صدره رجاً لينبض بجنون ، أبعد الهاتف متغيباً واغلقه بوجه الآخرى وهو يلتفت لها بصمت متأملاً آياها ، عيناه تبرق بفرحة رآها گ فراشة نسمات الفجر العطرة كانت كوكباً دري تضيء له عتمة الليل الحالك.
تنحنح وهو يقترب خطواتين منها وقال بنبره مرتجفه غير متوازنه گ قلبه :-
الشاب والبت اللي خبطتيهم في العربيه بخير الحمدلله أصابات سطحيه بس مفيش اي حاجه اطمني أنا حليت الموضوع.
أكتفت بإبتسامة أمتنان ونظرة تبرق بالحب والحياء والشكر.
أغمض عينه مستغفراً وقال وهو يتحاشى النظر لها :-
دايماً هكون جنبك ، وهكون الأيد اللي بتنقذك من أي حاجة ، فخليكي متأكده أن وقت ما تحتاجيني هتلاقيني.
أبتسمت له ولم تدر ما تقول ، فتلك البهجه سرت بمهجتها بفرحه ، فتعلقت عيناها بعينيه ، لينتزعهم من انفسهم رنين هاتفه معلناً عن اتصال من خطيبته ليجيب قائلاً :-
ايوة يا زينب … تمام ماشي شوية وجي اجهزي بس أنتِ … لا أنا حجزت القاعه خلاص … لا هوصلكم وهمشي اختاري انتِ و أم…
صمت وانعقد لسانه لمرآه دموعاً تتنحسر بمقلتيها صفعه قويه بنغزة أخترقت قلبه بهلع ليقول سريعاً وهو يغلق الهاتف :-
طيب طيب سلام..
أشارت له هامساه بقلق وهي متخشبه :-
مين دي ؟ قاعة أيه ؟!
أبتسم بوجع إبتسامة هادئه وضع يديه خلف ظهره وقال بصوتاً نمى عن حزنً دافين :-
دي خطيبتي والقاعه اللي هعمل فيها الفرح.
أغمضت جفونها بجرح غائراً بسويداء القلب لا تدري سببه وجاهدت أن لا تنحدر دموعها وقالت :-
بجد ؟! الف مليون مبروك ربنا يتمم لك على خير.
ابتسم بعذاب وأعين يتأرجح بها الوجع التى هجمت جحافلها عليه :-
الله يبارك فيكي عقبالك أنتِ وياسين.
أحست بدموعاً على مشارف التدفق لتدير جسدها للبحر تنظر له لتنعشها نسماته وتسلب موجها عقلها وهمست بصوتاً مختنق :-
أنت ليه كنت بتعمل كل دا عشاني ؟! كنت بتساعدني وبلقيك دايماً ليه ؟!
أقترب واقفاً بجانبها شارداً بالبحر وهمس بوجع :-
هتفهمي كل دا في الوقت المناسب لما تبدأي انك متلقيش حد جنبك
# قصدك ايه ؟
نطقتها بتلقائية وهي تنظر له ، لينظر بتمعن لها قائلاً :-
صدقيني هيجي يوم وتعرفي أجابة سؤالك بس خايف تعرفي متأخر اوووي وتندمي بس اتاكدي أن اللي ليكِ هيفضل ليكِ مستحيل حد تاني يملكه.
لم يعطيها فرصة الحديث مره اخرى و وجه بصره للبحر يطالعه وهمس بنفسه ” وقلبي ليكِ مستحيل يبقي لغيرك.، حتى للي هتشيل أسمي “.
🌿اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تنظر إلينا في ساعتنا هذه فتنزل علينا رحمة من عندك وحنانا من لدنك تغننا بها عن رحمة وحنان من سواك.🌿
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)