روايات

رواية طغيان الفصل السابع 7 بقلم ملك إبراهيم

موقع كتابك في سطور

رواية طغيان الفصل السابع 7 بقلم ملك إبراهيم

رواية طغيان الجزء السابع

رواية طغيان البارت السابع

رواية طغيان الحلقة السابعة

ضحك ساخرا وتركها وذهب الي غرفته، وقفت والدته تتابع ذهابه بذهول، تفكر بداخلها، ماذا ستفعل معه الان، هل ستخبر والده بما يفعله؛ عودته الي المنزل كل ليلة بوقت متأخرًا من الليل، تعلم انه يقضي وقته مع مجموعة من الشباب الفاسدين، يجلسون بمكان متطرف بأخر القرية، يتناولون المواد المخدرة بانواعها، تحاول ان تخفي الامر عن والده كي لا يعاقبه، ماذا ستفعل الان، هل ستتركه يتمادى فيما يفعله، ام ستخبر والده كي يوقفه عن التمادي اكثر.
بداخل غرفة منصور وزوجته صفا.
دلف منصور الي داخل الغرفة وهو يدندن بصوته المزعج، استيقظت صفا على صوته، اعتدلت فوق الفراش سريعًا تهمس له بغضب:
ـ ايه اللي انت بتعمله ده وطي صوتك هتصحي البنت وانا لما صدقت نيمتها!
اقترب منصور من الفراش وجلس عليه متجاهلاً حديثها، نزع حذائه والقاه بأهمال، اصطدم الحزاء بخزنة الملابس، افتعل صوتً مزعجً تسبب في ايقاظ طفلته الصغيره.
استيقظت الطفلة وبكت بصوتً مزعج، زفرت صفا بغضب ووقفت تحمل طفلتها، ارتفع صوتها قليلاً قائلة له:
ـ انا حقيقي مش لاقيه كلام اقوله، ربنا يصبرني على ما ابتلاني
تمدد منصور فوق الفراش غير مبالي لما يفعله، لحظات قليلة وارتفع صوت شخيره وهو نائم بعمق، وقفت صفا تنظر اليه بغضب، لا تعلم لماذا تصبر عليه وعلى ما يفعله بها، لماذا تصبر على تجاهله لها ومعاملته لها ولطفلته بأهمال، اخذت طفلتها الرضيعه وخرجت من الغرفة، وقفت امامها والدة منصور بتوتر؛ تخشىٰ ان يفاض بصفا وتخبر والده بما يفعله زوجها وعودته إلى المنزل كل ليلة بوقت متأخر من الليل، وقفت والدة منصور امام صفا وتحدثت اليها بصوت خافت:
ـ معلش يا صفا، اصبري عليه يابتي، ابوه كان بيعمل معايا اكتر من كده بس ربنا هداه في الاخر،، ادعيله يا صفا، ادعيله ربنا يهديه يابتي
وقفت صفا تستمع اليها بوجه متهكم، تعلم سبب ما وصل له زوجها الان؛ دلع والدته له، واخفاء كل ما يفعله عن والده، تعلم انه لن يتغير وستبقى هي وبناتها بهذا الجحيم، تنهدت بنفاذ صبر قائلة:
ـ انا صبرت ودعيتله كتير، الأيام الجايه هدعي لنفسي ربنا يصبرني اكتر، عشان لو صبري نفذ مش عارفة ساعتها هعمل ايه
جحظت اعين والدة منصور وهي تنظر اليها، تركتها صفا وتابعت سيرها وهي تحمل رضيعتها الي غرفة ابنتها الثانيه، وقفت والدة منصور تتابع سيرها بقلق، تخشىٰ ان ينفذ صبرها حقًا كما قالت وتخبر احد من اهلها، تنهدت بغضب من افعال ابنها، قررت التحدث معه في الصباح بمفردهما؛ كي تنصحه ان لا يتمادىٰ في افعاله حتى لا يضع نفسه بالمشاكل مع والده واهل زوجته.
____

صباح اليوم التالي في الجامعة.
وقفت ورد بجوار صديقتها وعد يتحدثون معا قبل الدخول إلى صالة المحاضرات، اقترب منهما زميلهم الذي كان يريد حمل ورد عندما فقدت وعيها لكن سليم اوقفه.
اقترب منهما الشاب وتحدث إلى ورد باحترام:
ـ حمدلله على السلامة يا انسه ورد، طمنيني عليكي، عاملة ايه دلوقتي؟
نظرت اليه ورد بتوتر، تابعت وعد توتر صديقتها بترقب، طال صمت ورد ولم ترد عليه، تحدثت وعد بنبرة مرحة بدلاً عن صديقتها:
ـ الحمدلله بقت كويسه اطمن
قطب الشاب ما بين حاجبيه باستغراب، تساءل بداخله؛ لماذا لم ترد عليه ورد وتحدثت صديقتها بدلاً عنها، هز الشاب رأسه بالايجاب وتحدث إلى ورد:
ـ انا بصراحة مش فاهم ليه انسه ورد بتتجنب الكلام معايا، مع اني فعلا جاي اطمن عليها ومفيش في نيتي اي حاجه تانيه.. على العموم، حمدلله على السلامة يا انسه ورد.. نورتي الجامعة
شعرت ورد انها تسببت في احراجه، ابتسمت بهدوء وتحدثت اليه قبل ان يذهب:
ـ انا بعتذر منك، بس انا الفترة دي تعبانه شويه، مش بتجنب الكلام معاك ولا حاجه
ابتسم بسعادة عندما تحدثت اليه، لاحظت ورد سعادته بعد ان تحدثت اليه، وقفت تبتسم كي تجامله، لاحظت نظرات ثاقبه تأتيها من بعيد، نظرت امامها وتفاجأت بدكتور سليم، يتطلع إليهم من بعيد بوجه متهكم غاضب، خفق قلبها بشدة، لا تعلم لماذا يخفق قلبها كلما رأت عينيه، توترت من نظراته واعتذرت من الشاب واتجهت الي صالة المحاضرات كي تهرب من اعين سليم، بهتت ملامح الشاب بحزن بعد ان تركته وذهبت دون سبب، تابعتها وعد بخطوات مسرعة، وقف سليم يتابعهم من بعيد، يشعر بشئ غريب بداخله يجذبه لتلك الفتاة، لا يعلم حتى الان لماذا يبحث عنها بأعينه دائمآ، يعلم ان ما يشعر به خاطئً، لا يصح له ان يفكر بطالبه لديه، عليه السيطرة على ما يشعر به اتجاهها، زفر بضيق ثم اتجه إلى سيارته.
جلست ورد وقلبها يخفق بعنف، جلست وعد بجوارها تتحدث اليها بقلق:
– مالك يا بنتي؟، جريتي ليه كده؟!
نظرت ورد حولها، بللت ريقها وتحدثت بصوت مبحوح:
– مفيش يا وعد، انا بس تعبت شويه
نظرت لها وعد بشك، دلف الدكتور وبدأت المحاضرة، جلست ورد تستمع الي الدكتور وعقلها شاردًا بالدكتور سليم، تفكر لماذا يخفق قلبها بخوف عند رؤيته، شعرت انها اصبحت تعطيه مساحة كبيرة من أفكارها، نظرت اتجاه الدكتور وهي تحاول ان تتجاهل التفكير به، عليها ان تفكر فقط في دراستها ومستقبلها.
____
بعد مرور شهرين.
بداخل شركة سليم الهندسية.
وقف سليم من فوق مقعده كي يستعد للذهاب، اقترب منه صديقه وليد يتحدث اليه بابتسامة:
– ايه خلاص راجع الصعيد النهاردة؟
هز سليم رأسه بالايجاب قائلاً له:
– اه الترم الاول خلص الحمدلله، هروح اقضي الاسبوعين دول في البلد لان في حسابات تبع الاراضي بتاعنا عايز اراجعها وشغل كتير عايز اساعد ابويا فيه

هز وليد رأسه بالايجاب قائلاً له بدعم:
ـ ربنا معاك يا سليم، ولو احتجت اي مساعده انا موجود، كلمني اجيلك في اي وقت
ربت سليم على ظهره قائلاً:
ـ عارف يا وليد، طول عمرك قدها
ابتسم له وليد وتحدث اليه بفضول:
– انت هتسافر بعربيتك؟
تحدث سليم بأرهاق:
– لا مش قادر اسوق الطريق ده كله، انا بفكر اسافر في القطر احسن
تحدث وليد بتشجيع:
– احسن بلاش تسوق الطريق ده كله لوحدك، خليك في القطر، انا هاجي اوصلك بعربيتي للمحطة
ابتسم له سليم وتحدث اليها بهدوء:
– تمام انا هروح اجهز حاجتي واستناك
هز وليد رأسه بالايجاب، ذهب سليم الي منزله كي يستعد للسفر.
____
بداخل السكن الجامعي.
وقفت ورد تضع اغراضها بحقيبتها، وقفت على الجانب الاخر وعد وهي تضع اغراضها بحقيبتها وتتحدث بحماس:
ـ اخيرا الترم الاول خلص وهرجع بيتنا واشوف ماما وبابا واخواتي، دول وحشوني اوي
بهتت ملامح ورد بحزن، اقتربت منها وعد َتحدثت اليها بهدوء:
ـ انتي لسه مصره تقضي الاجازة في الصعيد عند عمك، ما كنتي جيتي معايا اسكندريه يا بنتي وتقضي الاجازة مع خالتك احسن
تنهدت ورد بحزن قائلة:
– لا يا وعد، انا عارفه ان خالتي مش هتبقى مرتاحه لو انا روحت عندها، خليني اروح عند عمي احسن، وكمان صفا وحشتني اوي ونفسي اشوف بنتها الصغيرة اللي خلفتها.
هزت وعد كتفيها بقلة حيلة قائلة:
– زي ما تحبي يا ورد، بس انا خايفه عليكي، خايفه لما تروحي البلد تفتكري اللي حصلك فيها وترجعي تعبانه
بهتت ملامح ورد بحزن، تحدثت بصوت مبحوح:
– انا مش مستنيه اروح البلد عشان افتكر اللي حصلي فيها يا وعد، انا دايما فاكره وعمري ما نسيت
ربتت وعد على ظهرها بحنان ثم عانقتها، بادلتها ورد العناق وتحدثت اليها بهدوء:
– يلا عشان منتأخرش ونلحق القطر
اقتربت وعد من حقيبتها تغلقها وهي تتحدث بابتسامة:
ـ القطر بتاعك هيتحرك قبل القطر بتاعي بنص ساعه على فكرة
ابتسمت لها ورد قائلة بمزاح:
ـ بس انتي هتوصلي بيتك قبلي على فكره، كفايه رغي بقى ويلا بينا
____
امام محطة القطار بالقاهرة.
توقف وليد بسيارته امام محطة القطار وترجل سليم من السيارة، ترجل وليد هو الاخر كي يقوم بتوصيله حتى القطار، ابتسم له سليم قائلاً بمرح:
ـ ما خلاص يا بني انا عارف القطر
تحدث وليد بمزاح:
ـ لا يمكن ابدا لازم اودعك بالمنديل والقطر بيتحرك
ضحك سليم قائلاً:
ـ ااه وتعيط بقى ومع السلامه يا بيبي والكلام ده
ضحك وليد هو الاخر قائلاً بمزاح:
ـ اهو انا بقى نفسي اجرب احساسهم ده
تحدث اليه سليم بمرح:
ـ وماله تعالى جرب
ذهب وليد مع سليم يبحثون عن القطر المتجه إلى الصعيد.
_____
امام محطة القطار.
ترجلت ورد من سيارة الاجرة وترجلت وعد من الجانب الاخر، تسحب كلاً منهما حقيبتها خلفها، تلألأت اعين وعد بالدموع قائلة لـ ورد:
– هتوحشيني اوي يا ورد، مش عارفه هعيش الكام يوم دول من غيرك ازاي
توقفت ورد وعانقتها، تلألأت دموعها بداخل عينيها هي الاخرى قائلة لها:
ـ خلاص بقى يا وعد عشان انا بجد هعيط
ابتعدت عنها وعد وجففت دموعها بأناملها، تحدثت وعد بحزن:
ـ تعالي اوصلك للقطر بتاعك وبعدين اروح استنى القطر بتاعي
هزت ورد رآسها بالايجاب وذهبت معها.
بداخل قطار الصعيد.
بدأ القطار يستعد للتحرك، وقف وليد علي الارض يتحدث إلى سليم بمرح:
ـ خلي بالك من نفسك، ونام كويس وكل كويس، ماشي يا بيبي
ضحك سليم وهو يقف امامه بداخل القطار وهو على وشك التحرك، تحدث اليه سليم بمزاح:
ـ ماشي يا قلب البيبي
بعيدًا عن القطار ببضعة امتار.
وقفت ورد تشهق بصدمة عندما رأت القطار على وشك التحرك، دفعتها وعد للجري قائلة لها بصراخ:
ـ القطر بتاعك بيتحرك اجررري
تحدثت اليها ورد بغيظ:
ـ يخربيتك انتي اللي اخرتيني عماله تعيطي وتحضنيني كأني مسافرة اخر الدنيا
صرخت بها وعد قائلة:
– هو ده وقته اجررري
ركضت ورد إلى القطار وهي تحمل حقيبتها ووعد تركض خلفها تشجعها ان تصعد الي القطار بسرعة، بدأ القطار في التحرك و ورد تركض بسرعة، اقتربت ورد من القطار بسرعة واندفعت الي الداخل دون ان تنتبه لوقوف سليم وهو يقف بداخل القطار امام باب الدخول، اصطدمت بصدره بقوة وكان على وشك السقوط وهي فوقه، لكنه تمساك بالباب الحديدي في اخر لحظة، شهقت ورد بصدمة عندما رفعت عينيها والتقت بعينيه التي تنظر اليها بصدمة، ابتعدت عنه سريعًا قائلة:
– انا اسفه
نظر اليها بصدمة، لا يصدق انها هنا حقًا، تابعها بصمت وهي تلتقط حقيبتها وتبتعد عنه، تسير بداخل القطار، اسرعت في سيرها حتى تركت العربة التي هو بداخلها ودخلت بعربة أخرى، وقف يتابع اختفاءها عن بصره بصدمة.
تحرك القطار وبدأت سرعته تزداد، وضعت وعد حقيبتها ارضًا بجوار وليد دون ان تنتبه لاحد وركضت تودع صديقتها وهي تبكي على فراقها، ابتسم وليد عندما رآها وهي تركض وتودع من بداخل القطار وتبكي، اعتقد انها تودع حبيبها، ابتعد القطار عن المحطة، وقفت وعد تبكي بحزن، نظرت خلفها إلى حقيبتها، عادت مرة أخرى إلى الحقيبه واخذتها من علي الارض، تابعها وليد بنظرات ساخرة، لم تنتبه وعد لوقوفه بجوار حقيبتها، اخذت الحقيبه وذهبت، هز وليد رأسه ساخرًا من بكائها، ذهب هو الاخر وهو يضحك بسخرية.
____
بعد اكثر من ساعتين بداخل القطار.
جلس سليم يحارب فضوله كثيرا، يريد ان يذهب إلى العربة الأخرى كي يبحث عن ورد، يريد ان يعلم الي اين هي ذاهبه والي اي محطة ستترجَّل من القطار، حارب فضوله كثيرآ، لا يريد ان تلاحظ انه يهتم لامرها، اغمض عينيه يحاول الهروب من افكاره التي اصبحت تدور حول تلك الفتاة فقط.
عند ورد، جلست بتوتر تنظر خلفها كل لحظة، تتساءل بداخلها؛ ماذا يفعل الدكتور سليم بالقطار، هل ينتمي الي احدى القرى بالصعيد، تنهدت بأرهاق وهي تفكر به، تذكرت عندما اصطدمت به للمرة الثانيه، لماذا تشعر بالخوف كلما نظرت الي عينيه، يخفق قلبها بشدة ويرتجف جسدها بخوف، تنهدت بتوتر وهي تفكر مع توقف القطار في كل محطة؛ هل ترجل من القطار ام مازال يكمل معاها الطريق؟..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طغيان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى