روايات

رواية صبري الفصل الرابع 4 بقلم مروة حمدي

رواية صبري الفصل الرابع 4 بقلم مروة حمدي

رواية صبري الجزء الرابع

رواية صبري البارت الرابع

صبري
صبري

رواية صبري الحلقة الرابعة

مر أسبوع على تلك الليلة، ظاهريا لم يكن هناك جديد يذكر سوا تلك الوجبات التى يتلقاها احمد من منزل والدة وردة اما من خلال علي نهارا او العم جابر مساء وحتى هذة اللحظه لم يتلقى بوردة وجها لوجه منذ ذاك المساء.
بينما وردة تقتطف اللحظات التى ياخذ منها علي الطعام دالفا إلى غرفه الطبيب صاعدة للسطح وبالليل تقتنص الفرص لتؤنس وحدته بصوتها وبوقوفها فى النافذة دون أن يراها أحدهم او هكذا ظنت هى.
على والعم جابر يبقى الحال كما هو عليه فأحدهم حزين على صديقه والأخر يفتك بقلبه الندم القهر والحزن.
بينما ذاك الحسين فهو فى قمه سعادته فلقد انتصفت زوجته بشهور حملها واستطاع الشعور بحركة الجنين داخل رحمها ليذبح عجلا كان قد نذره سابقا لأجل تلك اللحظه ولما لا فهى الفرحه التى طال انتظارها لخمسون عاما منذ تزوج أول مرة وهو بعمر العشرين.
اما عن ذلك الصبرى فلقد زاد الوضع سوء، حتى أصبح الليل كاللعنة له وللجميع وبمساء اول ليله بالأسبوع الثانى هبط أحمد من على الدرج بسرعة متوجها إلى مكان جلوس العم جابر وجملة واحدة ألقاها بوجهه كانت كافيه لتحفيز سائر جسده.
احمد بدون مقدمات: عم جابر، لو جاتلك فرصة تكفر بيها عن ذنبك فى حق صبرى و…
لم يدعه جابر يكمل هاباً من مجلسه: ولو فيها موتى همسكها بأيديا وأسنانى.
احمد بابتسامه مقتربا منه يربط على كتفه: ما تقلقش يا عم جابر ال جاى خير بإذن الله.
العم جابر: بس ازاى يا ولدى؟
احمد: بكره مع الظهر نتجمع سوا انا وانت وعلي و وردة وقتها هتعرف.
العم جابر باستغراب: انا وعلى مبلوعه بس ورده ليه؟ عايز منيها ايه؟ وايه دخلها من أساسه؟!
احمد: وردة اهم وحده فينا يا عم جابر وضروري تحضر.
العم جابر: طب ما تفهمني وتريحنى يا ولدى!
احمد: بكرة يا عم جابر وقتها ال هيفهمنا كلنا حد تانى مش انا.
العم جابر: كلامك كله ألغاظ ليه؟ ومين الحد ده؟!
احمد وهو يوليه ظهره راحلا من امامه: بكرة كل الالغاز هتتفك ووقتها هتعرف كل حاجه.
**
تجلس كمن يرقد على البيض وعيناها لا تنزاح عن البوابه منذ أن أخبرها العم جابر بضرورة حضورها أمام طبيب الوحده ظهرا ومئات الأفكار تعصف بها.
” معجول يكون شافني وانا عطلع السطوح، طب ما يمكن الوكل مش عاجبه؟! بس ده ليه اسبوع ما اشتكاش منيه! طب يمكن وكل إمبارح ما انا رقيت الفطير وعقلى مكنش فيي، من خوفى على الغالى وال بيحصله! وعم جابر مجعمز ليه لحد دلوكيت ومروحش، طب هو هيدخل معايا ماهو انا لا يمكن ادخل لوحدى، طب اشيع لأمى بس العم جابر نبه علي ما اتحددتش واصل، ياربى هو فى ايه؟! والظهر عوج كده ليه؟!”
بينما جابر يجلس أمام البوابه، منتظرا، تتلاقى نظراته مع وردة من حين لاخر، يستطيع أن يرى بها حيرتها الواضحه واسئلتها التى لا يمتلك له أو لها اى إجابه.
وزوج ثالث من الأعين ينظر من أعلاه منتظرا ساعه اللقاء.
وبالداخل مع خروج اخر مريض من الوحده، دلف علي مسرعا للمكتب بلهفة.
علي: ها يا دكتور مأنش الأوان.
احمد ممسكا بالهاتف ناظرا لشاشته: انا زي زيكم مستنى اهو.
ضرب على راسه بيده متمتا: يادى النيله على الغباء.
قالها مسرعا للخارج وعلي خلفه بدون فهم: فى ايه؟ حوصل ايه؟
أحمد: هيتصل ازاى وما فيش شبكة جوه.
وبمجرد خروجه رن هاتفه لينظر له والدرج، ليعلق علي بسماجه: شكلى نسيت اقولك ان بعيد عن الاوض فالشبكة شغالة فى الطورجة والجنينة.
نظر له احمد جاز على اسنانه، يجيب: الو.
ابعد السماعه عن اذنه وصوت صراخ الاخر عليه وصل واضحا لمسامع علي الواقف إلى جواره .
-ليا نص ساعه بحاول ارن عليك يا طور.
علي: بيقولك يا طور.
احمد لاكزا اياه : اصل كنت قاعد فى حته ما فيهاش شبكة.
من الجهة الاخرى: هو انا مش منبه عليك على المعاد فالمفروض تستنى ف حته قبلها فيها زفت شبكه.
علي: نفضك كيه حصيرة المندرة.
احمد: طب علي اهو واقف معايا ها واقف معايا.
من الجهة الاخرى: اه يعنى ايه؟
احمد هامسا وهو يحيط فاهه بيده: ااحترمنى شويه يا فؤاد ده شغال معايا.
من الجهة الاخرى: جمعهم ورن عليا فيديو.
احمد: تمام.
أغلق المكالمه موجه حديثه لعلي: بالراحه ومن غير دوشة قول لأبوك يدخل ويجيب وردة.
علي بقلق من القادم: حاضر.
بمجرد رؤيه العم الجابر لملامح وجه ابنه القادم باتجاهه، قام سريعا من مجلسه ينفض عباءته وقبل ان يدلف اشار إلى وردة بالقدوم لتهز رأسها يالايجاب، تجمع بعدها الاقفاص وتضعها أعلى رأسها متوجهه للداخل.
اما عن الأعين الثالثة فمنذ رؤيتها لحركة يد العم جابر هبطت مسرعه من أعلاها للحاق بهم.
**
بالداخل لا يزال يقف بالردهه وإلى جواره على ووالده ينتظرون قدوم وردة التى دلفت تحمل اغراضها فوق رأسها تمسك بطرف ملفحتها بفمها حتى لاتسقط عن رأسها.
العم جابر لابنه: روح شيل من عليها يا لطخ ياللى معندكش ريحه النخوه.
وردة: ماتتعبهوش يا عم خفاف.
العم جابر: ادهمله يركنهم على جنب شكل الموضوع مطول وتعالى يا بنيتى.
وردة بقلق: خير يا عم هو فى ايه؟ من الصبحية لما خبطت وقولتيلى وانى خايفة.
العم جابر: العلم علمك يا بنتى، اهو يا خبر بفلوس.
بينما فى تلك الأثناء كان احمد يتصل على فؤاد وقد أجاب منذ اللحظه الأولى…
احمد: يا جماعه قبل أى حاجه احب اعرفكم على الدكتور فؤاد.
قالها وهو يرفع شاشة الهاتف أمامهم.
العم جابر: اهلا بيك يا بنى معاك عمك جابر.
بينما فؤاد لم ينتبه له فقط لتلك المتقدمه باتجاهه وملامح وجهها تتضح تدريجيا لينطق متناسيا من يقف إلى جواره: وانتى مين يا عسل؟
العم جابر: ايه، عسل! تجصد مين انت؟
استفاق فؤاد على حاله وكذلك احمد الشارد بها؛ فهو لأول مرة يراها وجها لوجه بهذا الوضوح كذلك بالنهار ولم يتخيل يوما أنها على هذا القدر من الحسن.
ليحمحم مستغفرٍ ربه بسره، يبتعد عنها بنظراته.
فؤاد سريعا: فى حد كده ناقص.
على يقف إلى جوار والده: انا هو” علي”
بينما وردة تنظر للهاتف بدهشه لم تستطع أخفائها كانت ترى الصبيه يمسكون بهواتف مثله بالحى ولكن ان يتحدثوا من خلاله لشخص ما يرونه ويراهم اكبر من مخيلتها.
توشك على مد يدها لتمسك به تفحصه كطفل صغير تجذبه لعبه ما.
العم جابر وهو يعيد يدها من جديد اثر حديث فؤاد.
“امانه لتخلو ام عيون غزلان دى تبعد عن الشاشة لحسن قربت انسى انا جامعكم ليه”
ليعلق:
-دى مكالمه يا بتى طالعين فيها جديد اسمها فيديو، يعنى اتكلمى ايا كان يسوى ولا ميسوواش .
اتكا على حروف كلمته وهو ينظر للشاشة بتهديد واضح ليعلق فؤاد وهو يربط على صدره بفخر: تشكر يا عم جابر.
يتابع بعدها جابر: صوت وصورة زى ما انتى شايفه إكده.
فؤاد: طيب يا جماعه علشان نكسب وقت، انا كنت طلبت من أحمد انه يجمعكم إنهاردة علشان نتكلم بخصوص صبرى وال احنا واثقين ان انتوا أكتر ناس يهمها أمره.
-وانا كمان يا ولدى يهمنى أمره و جميله فى رقبتى ليوم الدين مسلسلنى.
التفوا برؤوسهم للخلف حيث مصدر الصوت.
ورده معلقة: أما.
والدة وردة وهى تقف إلى جوار وردة تنظر لعينيها بعتاب..
ورده: اما، أنا…
والدة وردة لما نرجعوا البيت لينا حديت سوا.
العم جابر: سامحيها يا بتى، انا ال قولتلها تاجى من غير ما تقولك.
والدة وردة: وانا واخده على خاطرى منك يا عم جابر، يعنى انت مش عارف غلاوة صبرى عندى.
العم جابر وهو يشير باتجاه احمد والهاتف بيده: انا لحد دلوقيت معرفش ايه الموضوع؟
نظرت الام باتجاه احمد: مرحبابه بيك يا ضاكتور أنا أم وردة.
فؤاد : ما هو أكيد مامى نحله علشان تجيب العسل ده كله.
احمد: الله يخرب بيتك
على وهو يأخذ الهاتف من يد على ينظر لفؤاد: دكتور فؤاد معلش يعنى احترمنى أصل انى مش عواطف واقفة معاهم مرة البت ومرة أمها.
العم جابر وهو يعمر بندقيته: وللصبر حدود
الام بعدم فهم: هو عيجول اايه ده؟
احمد: بيقول خلينا فى موضوعنا.
فؤاد وقد وجد طوق نجاة من نظراتهم: بالظبط، بس فى الاول فى حاجه مهمه فاتت عليكم.
الجميع: ايه؟
فؤاد: وقفتكم دى غلط ممكن اى حد يدخل ويسمعنا زى ما عملت النحلة اقصد أم وردة فمن فضلكم شوفولكم اوضه ادخلوا فيها واقفلوا الباب لان الكلام مهم ومش لازم حد يسمعه.
احمد: الاوض ما فيهاش شبكه.
علي: وحتى لو فيها مينفعش.
فؤاد: ليه؟
أم وردة: ووه، كيف أنا وبنتى نجعد مع رجاله لوحدينا جوه اوضه مقفول علينا باب.
فؤاد: طالعه ووه منك عسل.
احمد بابتسامه صفرا يمسك الهاتف يديره إلى وجه ملتفا بظهره للجهة الاخرى: اتلم يا فؤاد فى ليلتك بدل ما اجيلك انا على نقالة.
فؤاد: صحيح الصعيد كله خير.
احمد: طب الحمد الله أنك مجتش كنت هتعمل مصيبة.
فؤاد: اصل حبك مش مكلبش فى قلبى لدرجه اجيلك من القاهرة للصعيد الجوانى، بس لو اعرف ان وردة وامها كده كنت جيت جرى.
احمد: واط**ئ.
فؤاد: طول عمرى.
التف احمد على حديث العم جابر
” لاجيتها ”
انتبهوا له جميعا ماعدا تلك الوردة الشاردة منذ ذكره لأسم صبرى وأرتفع وجيب قلبها والقلق يأكلها من الداخل.
العم جابر: احناهنقعد فى الجنينه، مكان مفتوح محدش هيقدر يخطى من الباب غير لما نشوفوه ده أول هام، تأنى هام لو حد دخل وشافنا محدش هيقدر يفتح بقه لما يلاجينا فى الطل ولو سأل هيبقى بنتفق مع ام وردة وبتها على نظافة للأوض أو وكل.
فؤاد : سمعتوا الرجل الطيب بيقول ايه؟ يالا على الجنينة.
بعد دقائق…
الجميع يجلس بصمت مطبق ليتولى فؤاد مهمه الحديث.
فؤاد: انا عارف انكم عايزين تعرفوا انا جمعتكم هنا ليه؟ وايه علاقة صبرى بالموضوع وايه علاقتى انا بكل ده؟!
علي: ياريت.
فؤاد: فى الأول يا على انا احب انك تعرف انى دكتور أمراض نفسية وعصبيه يعنى الحالات ال زى صبرى من تخصصى.
وردة بتمنى: يعنى هتأجى تكشف عليه؟
ابتسم لها فؤاد ولتلك النبرة بصوتها: صبرى محتاجكم انتوا جنبه يا وردة مش انا.
علي: يا دكتور انا مفهيمش يعنى جصدك ايه ؟
فؤاد: فى الأول قبل ما اتكلم وأفهمكم، دكتور أحمد هيخليكم تشوفوا حاجه على التليفون بعدها الشرح هيكون أسهل.
اخذ احمد الهاتف وقام بتشغيل أحد المقاطع ثم وضعه بالمنتصف لتلتف جمييع الرؤوس حوله، يتولى دفة الحديث يقص عليهم ما يرونه بداخل ذاك الفيديو.
أحمد : انا من اسبوع وبالظبط من تانى ليله ليا هنا، لما قولتى اطلع ريح يا عم جابر، رجليا جبتنى للسطح وعندى فضول اعرف يا ترى صبرى هيسمع كلامها ويدخل ولا هيفضل بره.
العم جابر بعقل يقظ وعيناه لا تنزاح عن الشاشة: كلام مين؟
احمد: وردة.
رفعوا رأسهم عن الشاشة ما عدا هى ينظرون لها ثم له بعدم فهم.
فؤاد وهو لا يزال يجرى المحادثة : ياجماعه كل حاجة هنتكلم فيها بس كملوا الفيديو الأول.
عادوا من جديد لمشاهدة الفيديو ليكمل أحمد: اخدت لبالى انه قاعد فى الطورقة من جوه مش فى الاوض ولا من بره والنور والع وهو ساكت بس فى حد جنبه.
العم جابر: ده الزفت عمه.
أحمد: وبيديله حاجه فى بقه.
وردة: الدواء، هو بيجى بالليل فى الأوجات دى يديهوله ساعات بلمحه.
نظر لها كلا من على ووالده باستغراب بينما والدتها لم تعلق، ابتسم عليها أحمد ابتسامه صغيرة وعلق بعدها علي
علي: عمر الحداية ما تحدف كتاكيت، داخليش دماغى موضوع الدواء ده!
احمد: بعدها لاحظت انه فضل يكلم فيه كتيير وبعدها خرج من عنده وفضل يبص يمين وشمال ووقف قدام علبه جنب الباب، لما قربت الفيديو عليه مكنش واضحه اوى هى ايه؟
العم جابر و وردة: بيت الكهرباء.
العم جابر متابعا: صبرى كان عاملها بصندوق ليه مفتاح علشان فى الشارع وخايف العيال تلعب فيها وحد يتأذى.
احمد: وزى ما انتوا شايفين فصل الكهربا عن البيت كله وما فيش ثوانى كان صبرى ابتدا صريخ.
“قالها تزامنا مع صدوح صرخات صبرى العالية”
انتهى الفيديو وفتحت الكاميرا أمام فؤاد يمرر نظره على الجالسين يرى نظراتهم وقد تباينت ما بين خوف وعدم فهم واستنكار .
العم جابر: اتكلم دوغرى يا ولدى علشان ال وصلى عقلى مش مصدقه.
احمد: وقتها انا حسيت ان فى حاجه مش طبيعية بتحصل وعلى طول اتصلت على فؤاد وقولتله.
فؤاد: وانا طلبت منه يبعتلى الفيديو وبعد ما شفته طلبت منه يقولى ايه يعرفه عن صبرى ؟وقتها هو قالى كل كلمه قولتهاله يا عم جابر انت و علي عن شخصيته وطبيعتها وال حصل ليه فى الجيش ومراته واخوه، ده غير ال احمد شافه وسمعه منه بنفسه.
فؤاد متابعا: وقتها طلبت منه يتابعه يراقبه واى حاجه غريبه يسجلها ويدينى تقرير يومى عنها وفعلا أحمد عمل كده من غير ما حد ياخد لباله .
صمت فؤاد لثوانى يحاول إيجاد طريقه يخبرهم بالاتى…
العم جابر: ما تفكرش كتيير جول ال عندك كله يا ولدى .
فؤاد مطلقا قنبلته : صبرى مش مجنون يا عم جابر صبرى مريض نفسى .
علي: طب فرجت يا دكتور.
فؤاد: اكيد يا علي ، صبرى مش محتاج غيىر علاج وجلسات وهيبقى كويس.
علي: والصراخ والبكاء والضحك طول الليل ده مش جنون.
فؤاد: ده بيحصل بفعل فاعل يا علي يعنى حالته من الأساس ما فيهاش الأعراض دى.
العم جابر: قصدك يعنى…
فؤاد: بالظبط فى حد قاصد يطلع صبرى مجنون رسمى وللاسف الموضوع بدا يطور.
علي: مين ال يعمل كده فى صبرى؟
العم جابر جازا على أسنانه: حسين.
علي: ازاى؟
فؤاد: الدواء ال بياخده.
والدة وردة: يعنى ده دواء يخلى يبقى مجنون !
فؤاد: مش بالظبط.
وررده تنظر للهاتف باعين دامعة رق لها قلب الفؤاد شفقة على تلك الفتاة وقد أخبره عنها احمد وعن تلك العادات التى توصم فتاة مثلها بدون ذنب ، ترقب سؤالها وهو يلاحظ ارتعاش شفتيها وصوتها المبحوح اخرج أمنية قلبها ودعاءه كل ليلة.
-يعنى سى صبرى هيبقى كويس!
-لو مشيتوا على التعليمات والخطة من غير خوف هيبقى كويس.
أكمل بمغزى: مستعدة يا وردة؟
أكمل موجها الحديث للجميع: قبل ما اكمل، مستعدين؟
وردة قبل الجميع: لو هتطلب عمرى يا دكتور.
صمت تام كان على رؤوسهم الطير، احمد وعلى بدهشة سيطرت عليهم من تلك الفتاة تلك النبرة الصدق النابع من قلبها وعلى الرغم من حالة ذاك الصبرى الإ انها النفس البشرية يا سادة فلقد اتفقا على جملة واحده حتى ولم تنطقها الألسن .
“يا بختك يا صبرى”
بيننا العم صابر تنهد وقد تحول شكه إلى يقين: كان يغشى ان يقع قلب تلك الصغيرة بالهوى مع من لا أمل بوصاله ولكنه غرق للمنتهى .
بينما والدتها عقدت حاجبيها بضيق، فابنتها دون أن تقصد افضت بمكنون قلبها أمام الجميع.
العم جابر : صبرى ليه حق عليا وواجب أنى ارده ليه.
علي: صبرى صاحبى وعشرة وال هتطلبه منى هعمله.
والدة وردة: صحيح احنا زى مابيقولوا علينا حلب بس الراجل ده سترنى وستر بتى ولو يطلب عينى ما أتأخر عنيه.
فؤاد متنهدا براحه: كويس خالص، بصوا يا جماعه، خلال أسبوع المراقبة لاحظنا ان اول حاجه ال اسمه حسين ده مافيش مرة دخل على صبرى بأكل وصبرى عايش على الوجبة ال ورده بتحاول توصلها ليه الصبح او الظهر من هنا على السطوح وبالليل من شباكها او من الفتحه الصغيرة ال بين البابين الخشب بتوع بيته، ده غير ال بيرمي ليه عم جابر.
اتسعت عيناها فلقد راقبها الطبيب جيدا دون أن تدرى.
علي: ابن ال***
فؤاد: مش عايز مقاطعه يا علي، اول ملاحظة صبرى عارف ومدرك اذا كان الاكل من بيت عم جابر او من عند وردة وبيكون مستنيه كمان.
وهنا اخبرهم احمد عن شمه للطعام وذكر اسم ورده وحديثه مع الهواء كأنه أخاه وتعابيره عندما يتناول طعام العم جابر.
علي بإحراج: أصله ما بيحبش طبيخ أمى.
بينما ورده زحفت الحمرة إلى وجنتيها بغريزة طبيعية لفتاة ينقاء قلبها.
فؤاد متابعا: وده اتكرر خلال الأسبوع، يعنى هو الإدراك عنده شغال مش مغيب.
اخذ نفس عميق: تانى نفطه الكلام مع نفسه ومانعه عنكم، صبرى حاسس بوحده بيصحى يلاقي نفسه لوحده بيفضل يدور على اى حد يكلمه فبيفتكر أخوه ونيسه ال راح منه وبيتكلم وده بيحصل بالنهار فقط مش بالليل بسبب الفوبيا ال عنده.
والدة وردة: يعنى ايه فبببويا ده ياولدى، حاجة عفشة؟
فؤاد: يعنى حاجه بيخاف منها وصبرى بيخاف من.
العم جابر/وردة: الظلمه.
فؤاد: بالظبط ومن كتر خوفه بالليل لما الدنيا تظلم لسانه بيتربط ومع ان بيبقى النور شغال بس هو عارف انه ممكن يقطع ف اى وقت فجهازه العصبى بيكون فى حالة تحفز وتوتر عاليه وبيقعد فى الاول مستنى وردة تيجى تتكلم معاه الشوية ال بتقف فيهم قدام الباب بدليل انه بيفضل مستنيها وراء الباب من بعد المغرب وال لو لاحظتى يا وردة ان اليوم ال مبتقدريش تقفى فيه الحالة عنده بتكون شديدة.
التزم كلا من جابر وعلي الصمت وهم يرونها تهز رأسها بالإيجاب فعلى ما يبدو أن هناك الكثير لا يعلمون بشأنه.
فؤاد: وسبب الفوبيا هو ال حصله لما كان نايم فى ظلمه وصحى لاقى زمايله متوفين فبقى عنده إحساس ان كل مانور يطفئ ويولع هيلاقى نصيبة مستنياه ده غير فوبيا الدم ال لما صحى لقاه على ايده هدومه وشه وكمان دم أخوه.
-اما عن سكوته فده ليه سبببين اول سبب انه اتكسر قدام نفسه لما حصل ال حصل مع مراته.
وردة ووالدتها: هو حصل ايه معاها؟
اخبرهم العم جابر بإختصار عما حدث .
وضعت يدها على فمها سريعا طالقة العنان لدموعها بينما والدتها بغضب: طب بيمين مرة مش راجل لأكون انى ال مخلصة تارك يا صبرى يا ولدى منها بت المراكيب دى.
فؤاد بترقب: هتعملى ايه؟
والدة وردة: حجيبها الأرض تحت رجلى وان كانت هى عملتها فى دارهم فأنا هعملها وسط الخلج.
فؤاد: ازاى؟
والدة وردة : ده شغل حريم عاد.
فؤاد: ليكون فى خطر عليكى
والدة وردة: ال يعرفني
فؤاد: طيب انا بقا عايز علي يكون معاكى وقتها.
والدة وردة : جرا ايه يا ضاكتور معرفوهوش من بردتها عرفوها من ولدها.
فؤاد: يكون واقف بعيد يصور ال هيحصل صدقينى ده مهم جدا.
والدة وردة: خلاص هظبوطها واقوله.
فؤاد: متيسرة اهى ، نرجع لكلامنا والسبب التانى لسكوته هو أن طريقة بيعاتبكم بيها على وحدته وسجنه ال انفرض عليه.
وهى دى حالة صبرى يا جماعه: اكتئاب من الوحده فوبيا وصدمه عصبية ما اتعالجتش.
علي: ودول ال يخلوه يصرخ.
فؤاد: لا وده الجزء الثانى من الموضوع وال مش عارف اذا كنتوا هتصدقوه ولا لا.
العم جابر: هنصدق يا ولدى اصل لا انت ولا دكتور أحمد مجبرين على حاجه لا ليكم فيها ولا تخصصكم.
فؤاد بابتسامة: ال بيحصل كله من تحت رأس عمه.
الجميع ما عدا احمد: حسين.
فؤاد: هو الوحيد ال بيدخل عليه البيت بيديله برشام ويطلع يطفى النور فالتفسير الوحيد انه بيديله برشام هلوسة.
الجميع : هلوسة!
فؤاد: هلوسة على اساس انه علاج ويفضل جنبه يتكلم فى ودنه يفكره بخوفه من الظلمه الدم ال حصل معاه ولما الأعراض الخاصة بالحبة تبدأ تظهر بيطلع بسرعه من البيت ويكمل بقطع النور وبكده بيحبسه فى مخاوفه فى الواقع فبيصرخ بصوت عال كطلب نجده والبكاء على ال راح منه والضحك على ال حصله وأما تقطيع هدومه فده دليل انه زود عليه الجرعه وما استبعدتش انه من ضمن كلامه معاه بيقوله هدومه عليها دم فبيخلعها او يرميها وبالنسبة انه يقف عريان مش حاسس ببرد فده برجعه لبرشام مخدر من التيمول ترمادول الحاجات ال بتفقده الاحساس مؤقت.
احمد: فؤاد هو كده بياخد هلوسة ولا بيدليه كيمو.
فؤاد: الاتنين بالتبادل.
العم جابر: يعنى هو على إكده بقا مدمن.
فؤاد: لا يا عم جابر من مراقبة احمد فمافيش حاجه ظهرت من اعراض الإدمان وبعدين ال زى حسين ده مش فى مصلحته ان صبرى يكون مدمن علشان لو حصله حاجه هو الوحيد ال هيلبسها.
هو بيدهالوه برجعات صغيرة جدا غلى فترات طويلة فلما مثلا ربع قرص مع هلوسة بتكون الحالة عند صبرى شديدة زى اول ليلة قضاها احمد هنا.
علي: يا دكتور محدش عارف البرشام ال بياخده ده ايه؟ مش يمكن برشام من ال بيروح العقل على الأخير ويخلص نفسه.
فؤاد: اولا ده محتاج دكتور وعقر كمان يكتبله بروتوكول يمشى عليه والدكتور ال هيعمل كده اكيد مش لله وهينطف ريشه دى حاجه، العلاج نفسه غالى جدا؛ فى حين ان البرشامه البمبى ب١٠ وبعد الغلا ب٣٥ و٤٥ جنية وبيستخدمها قول على خمس مرات والهلوسة ما فيش ارخص منها وهيأدوا نفس الأعراض ال عايز اهل البلد تشوفها وتسمعها وواحد زيه اكيد مش هيحب يصرف عليه بالعكس ازاى ياخد منه.
احمد: وانت عرفت الاسعار دى ازاى يخرب بيتك! انت بتضرب كيمو يا فؤاد.
فؤاد: على صوتك ، خلى النقابة تسحب الكارنيه، صميم عملى يا … ولا بلاش .
علي: الموضوع مش داخل دماغى جوى ما كان حطه فى اى مصحه وخصوصى انه خده قبل سابق ورجع بيه.
العم جابر للدكاترة: معلش مخه طخين زى أمه…وجه حديثه لابنه… وانت يا بغل دخلت عليك انه وداه من أساسه.
علي: يوه ياباه مش عايز افهم.
فؤاد: زى ما قولنا يا على واحد زيه عايز ياخد مش يادى فعلشان يرميه فى مصحه لو حكومى هناك هيتعالج وهتتعرف حالته الأساسية ده غير أن الحكومى فى الحالات زى صبرى ليها فترة معينه ويطلعوا يكملوا علاجهم فى البيت فلما يرجع أكيد الناس هتاخد بالها من التغيير وأنه فى تحسن وحجته هتبطل، أما الخاص فده. عايز منه بنك ما يخلصش ، وصلتلك.
وردة: ده شيطان انا ساعات بشوفه بيديله الحبوب بس كنت فاكراه علاجه زى ما بيقول عليه انا لو كنت اعرف ال عيعمله كنت خنقته بيدى.
فؤاد: المشكلة دلوقت انه زود الجرعه بدل مة كان بيجيى كل تلات ايام اربعه يديله البرشام بقا كل يومين وقطع النور بقا كل يوم وده لسبب عند ال اسمه حسين محدش يعرفه غيره فعلشان كده نبهت على احمد يجمعكم نلحق نتصرف قبل الوضع ما يبقى إدمان او حاجه تانى بيخططلها الزفت ده.
الجميع/ نعمل ايه؟
فؤاد: اول حاجه السريه.
ثانيا ورده دورك انتى اهم وحده فينا كلنا.
وردة: أنى!
فؤاد: انتى ال صبرى بيسمعلها وبيثق فيها.
وردة: أعمل ايه؟
فؤاد: عايزك تزودي المدة ال بتقفى فيها قدام الباب وانتى بتكلميه.
وردة: غصب عنى بخاف حد يوعالى.
والدة وردة: انا هقف على باب البيت اراقب الطريق لو حد معدى هشاورلك.
العم جابر: وانا هقف على باب الوحده من بره اراقب البيوت اشوف لو حد طل من شباك او بلكونه.
علي: وانى…
فؤاد مقاطعا: لا انت هيبقى دورك من جوه يا على اصبر… اكمل بعدها… كده حلو اوى عايزك تتكلمى معاه فى اى حاجه احكيلة حكايات إلهي عقله زى ما بتلهى عيل صغير وبعدها عايزك تطلبي منه طلب.
وردة: ايه هو؟
صبرى: تطلبي منه اى برشام ياخده من حسين يرميه من بقه من غير حسين ما يشوفه.
وردة: وهيسمع كلامى!
احمد بابتسامه: من ال انا شفته هيسمع يا وردة.
فؤاد متابعا : صبرى محتاج شويه مقويات وفيتامينات هتحطهاله فى الأكل علشان تقوى العصب ال اتوتر هكتبها واحمد هو ال يروح الصيدلية يجبها علشان محدش يشك فيه.
وردة: حاضر.
فؤاد: لسه دورك مش خلص، الوقت ال بتطلعي فيه السطح هو بيكون نايم عايزك تصحيه انتى وتديله الاكل عايزة يصحى يلاقي حد جنبه علشان نقلل من شعور الوحده ومن هنا احمد هيستلم المهمه منك وانا مفهمه كويس هيعمل ايه.
وبعدها دورك انت يا عم جابر عايزك من فترة للتانية تطلع تتكلم معاه.
فؤاد: قطع النور، بمجرد النور ما يقطع من غير برشام هيصرخ برضه من الخوف فده جلسات متقدمه انا هعملها ليه لما حالته تتحسن بس لحد الوقت ده فالمطلوب منكم بمجرد ما النور يقطع.
علي سريعا: نرجع نرفع السكينه تانى.
العم جابر: انا جولت بغل محدش صدقنى، انت ناسى ان المفتاح مع الزفت حسين.
احمد: وغير كده لما يجئ الصبح يرفعها زى ما بيعمل هيلاحظ!
فؤاد: هتشغلوا الكشافات ال على السور وتوجهوها على البيت.
وهو لوحده هيجى ناحيتها ويقف وهناك يا على انت تكون واقف مع احمد وتتكلم معاه بالأخص ان ده بيحصل فى نص الليل وانتى يا وردة عايزك تقفى فى الشباك لو خوفه منعه من ان يتحرك من مكانه عايزة يلاقيكى فى مكانك زى ما قولتيله فاكرة من تلات ايام لما النور قطع بس كانت ليله قمر وقف وعينه عليكى وقتها انتى فضلت مولعه نور اوضتك فترة طويلة وهو كان هادئ.
من وقتها وفى سؤال محيرنى: عارفه انه بيخاف من الظلمه ليه مش بتولعى نور اوضتك و انتى واقفه علشان يشوفك حتى الحالة ال عنده تهدأ شوية.
اغمضت عينيها بقلة حيلة لتجيب الام: الحق عندى يا ولدى، انا ال ببكتها على وقفتها لحد ياخد لباله واحنا غلابه بعدها الكلام يكتر ويستوطوا حيطتنا والسؤال يجيب سؤال وليه نورهم قايد فى نصاص الليالى و ضمائر الناس مش صافية.
أطلقت تنهيدة: انا فى كل مرة بتى بتطلع من الدار ببقا واقفه فى الشباك وبدعى ربنا يستر ومحدش يوعالها الاكل ال بتحوشه من خشمها وتخليه ليه بجيت بزود فى الطبخة على كد ما اقدر لأجل يقضيها ويقضيه ، صحيح بشد عليها مش عفاشة منى بس خوف على بتى من القيل والقال، انا لما عمى جابر خبط الصبح وسمعته وهو عيتحدت معاها قلبى كلنى وخوفت وفضلت واقفة مستنياها تدخل وبسرعه جيت وراءها وسمعتكم، عارفة انه عليا غلط بس ما كنتش اعرف ان بولعه نور اوضه بتى هساعد الغلبان ده!
فؤاد: انتى معلكيش ذنب يا أمى انتى اتصرفتى بطبيعة أى ام.
بينما احمد شارد وقد عرف الان هوية ذلك الظل بالنافذة.
علي: ولما نعمل ده كله! وقتها هيتحسن.
فؤاد بابتسامه: بإذن الله.
العم جابر شارد فى نقطه ما: وحسين هيغفل عن حاجه زى دى!
فؤاد: ووقتها انا هقولكم تعملوا ايه!
علي: التنفيذ من أمتى؟
فؤاد : من دلوقت وردة تطلع السطوح بالأكل لو نايم تصحيه ولو صاحى تكلمه.
واحمد هيتابع اول باول ويبلغنى.
العم جابر: فى حاجه تاهت عننا.
فؤاد: ايه هى يا عم جابر.
العم جابر: انا هشيع فى البلد ان ليلة امبارح حد استغل فوتي على الحمام وقام زرق ودخل على الدكتور أحمد فى اوضته يقلبه ولما الراجل قلق التانى رمح.
على: هاه وليه عاد؟
العم جابر: علشان يا بن المنتول، اش عجب وقفتى قدام البوابة من إنهاردة وانا بقفلها من العشا والكشافات ال عمرها ما ولعت وال هتشتغل حسب الاتفاق، نسقوا احنا.
فؤاد مصفقا: عليا النعمه دماغ متكلفه.
العم جابر متابعا: وعايزك بلسانه ديه ترمى حكاوي كتير عن الموضوع وانت يا دكتور احمد ال بسألك أمم وقول شفته وهو طالع وما تحققتش منه.
هز رأسه احمد بالموافقة.
فؤاد: تمام
العم جابر: تمام يالا يا بتى، واحنا هنتفرجوا علشان القعدة طولت ممكن حد ياخد لباله.
هزوا رأسهم بتأكيد…
وردة بإحراج من الموجودين جلت صوتها: انا طالعه.
افتحوا لها الطريق ، فقامت بإخراج الكيس من احد الصناديق ، سارت أمامهم بخجل تصعد الدرج بينماوالدتها حملت الصناديق عائدة إلى المنزل ثم وجهت حديثها لعلى: خمسة وتعال خد صنية الغدا يا ولدى.
احمد: روح ريح انت يا عم جابر ريح شويه وانت يا علي تابع هنا وانا طالع وراءها.
**
بالأعلى وقفت على السور متناسية كل ما يدور من حولها ماعداه، تتأمله كيف يستلقى على تلك الاريكه قلبها يقفز فرحا وإحدى أمانيها تتحقق ، كم حلمت ان توقظه يوما على صوتها ان تكون صورتها هى اول ما تبصره عيناه عند استيقاظه، وبكل العاطفة التى تحملها بقلبها له نادت عليه بصوت ارتجفت له أوصال ذاك المراقب من على مسافة”
-سى صبرى، سى صبرى اصحى، اصحى يا غالى.
صبرى بنعاس: وردة.
-قلبها ودنيتها يا أغلى الناس اصحى شوف انا جبتلك ايه؟
عقد حاجبيه أثناء نومه، لتنادى عليه من جديد…
سى صبرى، اصحى يالا…بضحكه صغيرة عفوية طرب لها قلب المتابع قبل السامع تابعت …” مكنتش اعرف ان نومك تقيل جوى إكده”
هب من مجلسه وقد ايقن وجودها، التفت حوله وقد خرج همسه باسمها كسهام نافذة لقلبها أغمضت عيناها عقب سماعه لتهبط دمعه حارة من عينيها سقطت على وجنته ليرفع عينه لأعلى بعدما شعر بها وتلمسها بيده حتى يعلم مصدرها لتتسع عيناه وهو يبصرها أمامه ليقف معتدلا من مجلسه بلهفة وشوق لملامحها التى يراها بوضح النهار منذ فترة طويلة وقد كانت له القريبه البعيدة لتنظر له بحب خالص مرددة.
“صباح الخير على عيونك يا سى صبرى”
اغمض عينيه وقد اخترقت كلماتها جدار قلبه وعقله تعيد له ذكرى تلك الأيام التى كانت تحيه صباحا بتلك التحية التى لا تزال حتى الآن تدغدغ جنبات قلبه ولا يعلم حتى الآن لما؟!
اخرجته بمبداعباتها اللطيفة له كطفل صغير تهاديه والدته…
-شفت انا جبتلك ايه؟ فطير بسمنه وسكر من ال بتحبه لأجل تفطر بيه، يالا القف منى…
مد يده ببسمه صغيرة تزامنا معها وهى تمد يدها هى الأخرى تلقيها له…
تلقفها منها، استنشق رائحتها بتلذذ وبعجله اخرجها من الكيس يتناولها بجوع آلم قلبها عليه، لتزيح تلك الدمعة التى تهدد بالهطول بطرف اصبعها، وبرجاء همست باسمه من جديد.
-سى صبرى.
رفع رأسه لها وقد توقف عن المضغ.
-سى صبرى لو طلبت منك طلب تعملهولى!
اخفض رأسه بعجز واضح، لتتابع سريعا…
-هو فى مقدرتك ولو عملته صدقنى الدنيا مش هتساعنى من الفرحة.. أكملت بأمل…ده لو ليا خاطر عندك.
-رفع رأسه لها وأشار بذقنه يحثها على المتابعه لتخبره وقد احتدت نظراتها بغضب مكبوت وقالت…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صبري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى