رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة محمد
رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الحادي والثلاثون
رواية هوس متيم (هيامي) البارت الحادي والثلاثون
رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الحادية والثلاثون
أحتدت عيناه من أصرارها وتكاظم غضبه فقبض على ذراعيها من الجانبين بقوة يفشي غليله ونيران صدره المشتعلة التي تلهبه وقال بصوت هادر
-يعني إيه عايزة تطلقي، قد كدة الكلمة سهلة بالنسبالك، أنتِ مش فاهمة أنتِ عملتي فيا إيه انهاردة أنتِ جبتي سكينه تلمة ومشتيها على رقبتي فاهمة يعني إيه سكينة تلمة أنتِ دبحتيني ودلوقتي جاية تسمعيني حته تسجيل ملوش أي تلاتين لازمة واتغير فيه
صمتت قليلًا ليقربها منه أكثر متمتم أمام وجهها
-صدقتي واحدة عارفة أنها بتحبني وعايزاني وعارفة كويس أنها مستعدة تعمل أي حاجة عشان تفرقنا وتوصلي، أنتِ هنتيني أنهاردة قدام الكل ودوستى على كرامتي، تقبلي أني أعمل معاكي كدة يا هيام تقبلي أني أهينك قدام سارة أو رنا اختك لو أنتِ تقبليها انا مقبلهاش
كانت دموعها تهبط تنظر بعنياه التي يشوبها حزن دفين فأسترسل حديثه بعدما ألتقط أنفاسه
-سألتيني وجاوبتك بدل المرة مليون مرة قولتلك محبتش ولا هحب غيرك عايزة تعرفي حكاية هبه حاضر هيام هعرفهالك وهقولك أني كنت موهوم بحبها اتعلقت بيها لمجرد أني شوفت حنانها ومعاملتها معاكي اتعلقت بيها عشان الحنان اللي كنت مفتقدة في حياتي ، وافتكرت أن مشاعري ناحيتها حب بس الحقيقة غير كدة انا معرفتش الحب غير معاكي كنت فاكرك هتفهميني وهتقدري حبى ليكي بس مع الأسف أنتِ متستاهليش
أغمضت عيناها بوجع وقلبها يتمزق أربًا تعلم بأن نهايتهم قد جاء موعدها فقال بنبرة باردة خافيًا وجعه وملامحه لا تبشر بالخير
-عايزة تطلقي يا هيام حاضر هطلقك عشان أنتِ فعلّا تستاهلي الاحسن مني ويكون متعلم وميغرش عليكي الغيرة الاوفر بتاعتي واللي هي خنقتك بس لما تختاري شريك مرة تانيه اتعلمي ازاي تثقي فيه وتحترميه الحب لوحدة مش كفاية يا مدام هيام
ولج حجرته سريعًا دافعًا الباب بقوة كادت أن تخلعه من مكانه وألتقط حقيبته وبدأ بلملمة ملابسه وأغراضة واضعًا إياهم داخل الحقيبة بطريقة عشوائية غير مهندمة لم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة وبعدما انتهى نظر للحقيبة بغضب وقام بدفعها من على الفراش بقوة فأرتطمت بالأرضية وتطايرت الملابس خارجها غير راغبًا بأخذ شئ من هذا المنزل خرج من الغرفة ومر من أمامها مغادرًا المنزل دون أن يتفوه بحرف أو ينظر لها نظرة أخيرة فهى كانت تقف كما تركها وكأنها أصبحت تمثالًا
دفع الباب فدفعت بجسدها على الأرضية ودموعها تنهمر دون أن انقطاع محاولة نفض ندمها على فعلتها مقنعة ذاتها بأن ذلك هو الأفضل بالنسبة له…..
**********
داخل سيارة مالك
مطت شفتيها بتذمر وقالت بأعتراض عما يفعله معها
-مالك أنا بكلمك من بدري وأنت مش بترد عليا لحد ما حاسة أني بكلم نفسي
لم ينظر لها وتجاهلها كأنه لا يسمعها فرفعت يديها ولكزته متمتمة من بين أسنانها بغيظ
-بلاش رخامة بقى وبعدين أنا مغلطش بابا كان لازم يعرف و
أنحدر (مالك) بالسيارة بسرعه وضغط على فرامل السيارة بأنفعال موقفًا السيارة بأحدى الجوانب ونظر لها بضيق وأستنكار
-مش منك يعرف بس مش منك يا رنا مكنش ينفع تكلمي في حاجة متخصكيش
-متخصنيش!!؟
ازاي يعني ميخصنيش أنت ناسي أنها أختي
ضرب المقود بيديه اليمني وقال
-لا مش ناسي بس الموضوع بين هيام وثائر مكنش ينفع تدخلي مش عشان اختها تدخلي الموضوع كان ممكن يتحل بينهم بس انتِ دلوقتي بتكبريه وبعدين انا مش شايف ثائر غلط معاها في حاجة وشايف أن أختك هى اللى مزودها اوي
كزت على أسنانها وقالت
-طبعا ما أنت لازم تقول كدة مش راجل زيه لازم تدافعله
أغمض عينيه وكز على أسنانه وقال بهدوء مزيف
– اققولك قفلي كلام عشان كلامك بيعصبني أكتر يا رنا
وما لبث أن يدير محرك السيارة حتى وجد من يقف أمامه بجانب السيارة وينظر له من النافذة المجوارة له وهتف بنبرة لا تخلو من الإجرام ويدعو (صبري)
-أنزلي يا برنس من العربية
غضب (مالك)وأرتفع حاجبيه ونظر بجوراه رامقًا (رنا)والتي أنكمشت بجلستها وأختفى صوتها ويظهر على ملامحها الذعر، وسرعان ما أدرك سبب خوفها فهناك رجلًا آخر يقف بجوار نافذتها المغلقة ويبتسم بأستفزاز ولا يقل أجرامًا عن الآخر
نظر أمامه وانتبه لتلك السيارة الواقفة أمامهم كحاجز بينهم وبين الطريق والتي بسببها لن يستطع الفرار منهم أغلق عينيه لوهله مفكرًا بحل يخرجه من ذلك المأزق دون أن يعرض معشوقته وزوجته للخطر
أخرجه صوت(رنا) الخائف والتي تمتمت بخفوت ودقات قلبها تتزايد وجسدها ينتفض خوفًا من أن يحدث لهم شئ فالطريق شبه خالي سوى من بعض السيارات
-مالك أنا خايفة
كاد يجيبها لولا صوت ذلك (صبري) الواقف بجواره والذي أردف بتهكم وغلاظة متحدثًا من جانب فمه
-ما تيلا يا عم الحبيب هفضل مستنيك كتير اخلص يا نجم النجوم عايزينك، ومتخافش على الأمورة مش هنقرب منها أحنا عايزينك أنت
أنخلع قلبها من نظراتهم المصوبة تجاه حبيبها والتى شوبها الوحشية وحديثهم الغامض
رمقها (مالك) وألتقط يديها مقبلًا إياها قبلة سريعة حاول بها بث الطمأنينة بقلبها وقال
-متخافيش هشوفهم عايزين إيه واول ما انزل من العربية اقفلي على نفسك
كاد أن يترجل ولكن منعته يداها المرتجفة مغمغمة بتوسل لمس قلبه
-لا متنزلش يا مالك عشان خاطري متنزلش
اجابها (صبري) بدلا من (مالك)مما اثار غضبه
-جرا إيه يا حلوة هو أحنا هناكله ولا ايه خلصونا بقى
رمقها بنظرة أخيره وترجل من السيارة فأبتعد (صبري) عن السيارة مفصحًا له وكذلك فعل الثاني والذي يدعو (فتحي) مبتعدًا عن رنا بعدما رمقها بنظرة متفحصًا جمال ملامحها
فأستغلت (رنا) أبتعادهم وفعلت ما قاله وأغلقت على نفسها وأخرجت هاتفها سريعًا من حقيبتها ولم تعلم تهاتف من فوجدت نفسها تأتي برقم (ثائر) والذي كان بذات الوقت يستلقي دراجته النارية يقودها بأقصى سرعه وكأنه في سباق مع الطريق، شعر بهاتفه الذى يصدح رنينه فلم يعيره أهتمامًا ولكن مع أصرار المتصل ومعاودته للأتصال، اضطر للوقوف جانبًا والأجابه عليه نظر بهاتفه فوجدها (رنا) تردد بالأجابة عليها وبعد تفكير لم يدم طويلًا أجابها فلم تمهله وقت للأجابة وقالت بنبرة متلهفة خائفة
-ثائر الحقني في اتنين شكلهم مجرمين قطعوا علينا الطريق وكانوا مصممين يكلموا مع مالك ودلوقتي مالك واقف معاهم وانا في العربية
قطب (ثائر)جبينه وقال
-أنتوا فين دلوقتي
ابتلعت ريقها وقالت بسرعة وعينيها لاتزال معلقة بهم
-أحنا على الطريق الفاضي اللى موجود وانت رايح على المطعم
فأجابها بأيماءة
-دقايق وهتلاقيني عندكم واوعي تنزلي من العربية يا رنا
-حاضر حاضر
قالتها بنبرة على وشك البكاء وظلت
تراقب ما يحدث أمامها بأعين مترقبة خائفة تلمع بالدموع واضعة يديها على قلبها
وقف (مالك)أمام صبري وحدق به بنظرة ثاقبة تاركًا مسافة كافية بينهم وقال بقوة
-أنتوا مين وعايزين مني إيه؟!
أبتسم صبري وأقترب من (مالك)متحدثًا أمام وجهه ورائحة فمه الكريهه تلفح وجه (مالك)
-مش أحنا اللي عايزين يا حيلتها
كبح غضبه ولم يرد أفعال شجارًا فحرك رأسه ورمق (رنا) بنظرة سريعة وقلبه يتلوى من الخوف عليها
فجاء (فتحي) من خلفه وقال بفحيح الأفاعي
-حماتك بتسلم عليك وعايزة تشوفك بس لوحدك عشان تصفي حسابها معاك
لم يستوعب (مالك)الحديث بعد فكاد ان يلتفت لـ (فتحي) فقاما الأثنان بغدره وأخرج فتحي مسدسًا من ملابسه وقام بتصويب حافته على أعلى رأسه بقوة كانت من المفترض أن تفقده الوعي، وبعدها تناوبوا بلكمه مستغلين حالته فقام صبري بعدما انتهوا منه ولم يعد يقاومهم بتقيده وتقيد حركته بذراعيه وأقتربا من باب السيارة الخلفي و حاولا وضعه بالسيارة مستغلين ذلك الدوار الذي هاجمه وكان يسقط أرضًا بفضله ليبتعدوا عن المكان وبعدها يقوموا بتكبيله قبل أن يستعيد وعيه
أما بالسيارة فصعقت (رنا) ما أن رأتهم يغدرون به ويتناوبون بضربه من الخلف والأمام حتى شعرت بأن قلبها قد هوى بين قدميها فقامت بفتح السيارة ضاربة بحديثه عرض الحائط وهرولت خارجها مندفعة ناحيتهم محاولة منعهم من أخذه معهم مسددة لهم ضربات لم تؤثر بجسدهم صارخة عليهم محاولة الأستنجاد بأي أحد ولكن دون جدوى فلا يوجد أحد حولهم
وبعدما قاما الأثنان بادخالة السيارة ألتفت إليها (فتحي) مقتربًا منها وقال بأعين متفحصة لجسدها بنظرة راغبة لأقصى درجة وهتف بأنفاس لاهثة
-كان بودي أخدك معانا بس مينفعش بس ملحوقة يا قمر
هتف (صبري) مناديًا عليه
-يلا يا زفت سيبها واركب
بذات الوقت وصل (ثائر) وأوقف دراجته النارية وترجل من عليها سريعًا فهتف صبري وعينيه تتسع من أقتراب (ثائر) لصديقه و ولج السيارة
-الله يخربيتك اخلص بسرعه العملية هتبوظ
لم يستوعب فتحي حديثه حتى وجد ثائر والذي كان كالأسد الذى نال حريته للتو فهجم عليه كأنه فريسه أصطادها للتو لن يتركها إلا بعدما ينتهي منها
هبطت دموع(رنا)وشعرت براحة تتغللها ما أن وصل (ثائر) الذي كان كطوق النجاه بالنسبة لهم
أما (صبري) فأحتار ماذا يفعل فأذا تركه سيعترف عليه إذن عليه مساعدته حتى لا يزج بالسجون
ترجل من السيارة ولعن حظه فالسلاح مع فتحي، أقترب من ثائر وحاول أنهاضه عن صديقه لكنه لم يتركه مخرجًا ما به من غضب…حزن…ألم…
كأنه أرسل له بالوقت المناسب، لم يستجيب ثائر لـ محاولات صبري بابعاده إلا بعدما وجد فتحي قد استسلم تمامًا وارتخى جسده من شدة الضربات واللكمات، أما رنا فأستغلت مغادرته للسيارة فأستقلت السيارة لترى مالك الذي كان شبه فاقدًا للوعي ضمت رأسه لأحضانها ويديها تتلمسه بعشق محاوله أفاقته متمتمة بأسمه بخفوت
أما (ثائر) فنهض عن فتحي وكان العرق يتصبب من جبينه وجسده، شعره أصبح مبعثرًا، عينيه حمراء، حاجبيه معقودين للغاية، أنفاسه عاليه
خاف (صبري) من نظراته وهيئته فأزدرد ريقه وعاد عدة خطوات للخلف متمتم بتلعثم متحولًا من ذاك الشخص الإجرامي لآخر جبان
-مكناش هنعمله حاجة، مش أحنا دي دي حماته اللي عايزاه والله ما احنا
أنتبهت (رنا)لذكر الرجل والدتها فأغمضت عينيها وبكت بألم فكان عليها أن تتوقع بأن والدتها سببًا فيما يحدث فهى عدوة مالك الأولى
قبض ثائر على ملابسه وقربه بعنف وقام بصدم رأسه بجبينه وفعل به ما فعله بالآخر حتى انتهى من امره هو الآخر
نهض متنفسًا بقوة مقتربًا من السيارة وعينيه تجول على مالك فهتف بانفاس متسارعه
-عملوله إيه
أجابته رنا من بين دموعها وشهقات خافتة تخرج من فوها
-ضربوة على دماغة بالمسدس وفضلوا يضربوا فيه ولما لقوه مش بيقاومهم دخلوه العربية
جز (ثائر)على اسنانه وتمتم
-اه يا ولاد الكلب
أنهى كلماته باحثًا عن قنينه ماء قد تساعدهم بأستيقاظ مالك وكان له ما أراد فألتقطت عيناه قنينه الماء فأنتشلها بلهفة وقام بأفراغ بعضها على يديه وقام بنثرها على وجه مالك الذي أستجاب له، تهللت أسارير رنا وقالت بلهفة
-بيفوق يا ثائر
اعاد الكرة مرة أخرى وأفرغ القليل من الماء ونثرها مرة أخرى على وجهه فتمتم مالك بألم رافعًا يديه ممسكًا برأسه خاصة ذلك المكان الذي تلقى عليه الضربه
-أنتوا بتعملوا إيه، آه يا دماغي
تنهد (ثائر) بعمق وحرك رأسه ينظر لهؤلاء الساقطين على الأرض بغل فوجد صبري مثلما تركه ولكنه يحاول النهوض أما فتحي والذي ضربه أولًا بعدما رآى مضايقته لرنا ونظراته التى افصحت عن الكثير لم يجده، أختفى….تبخر…لم يعد موجودًا مكانه ابتعد باحثًا عنه لكن دون جدوى غير مدركًا بأختبائه وراء أحدى الأشجار جالسًاوعلى الأرضية جسده يؤلمه بشده محاولًا عدم أصدار صوت فهو لم يستطع السير أكثر من ذلك
أشتعلت عين (ثائر) وعاد تجاه السياره وضرب سقف السيارة بيده ونظر لمالك الذي فاق وتمتم بنبرة حاول جعلها هادئة
-أنت كويس!!؟
أماء (مالك) له وقال بأيماءة بسيطة
-الحمدلله
-طب يلا هركن المكنة وهوقف أي تاكسي او عربية على الطريق ونطلع على أي مستشفي نطمن وناخد معانا ابن **** ده معانا
رفض (مالك)وقال
-لا يا ثائر سيبهم حسابي مش معاهم
*********
داخل منزل (آسر) المطل على البحر
وبعد أن دفع بجسده داخل أحضانها وصُعقت من فعلته فظلت يداها بجانبها لا تعلم أتضمه وتبادله عناقه أم تبتعد عنه
ظلت في صراع بين عقلها وقلبها فعقلها يرغب بأبعاده أما قلبها فقد عشق قربه ورغب بالمزيد والمزيد….
لعنت نفسها وقلبها الراغب بقربه خاصة بعد فعلته وزواجة من آخرى، وما لبثت أن تبعده حتى وجدته يتمتم بخفوت ونبرته قد لانت بشدة
-أنا محتاجك أوي يا رقية، محتاجك فوق ما تتخيلي، محدش هيعرف يداوي جروح قلبي غيرك
أغمضت عينيها بشدة تستمع لكلماتة العاشقة المتألمة والتي جعلت قلبها يذوب فتسارعت خفقاتها وشعر هو بذلك، فأبتعد عنها وطالعها بعشق، ففتحت عينيها منزعجة من أبتعاده فأبتعاده جعلها تشعر وكأنها قد فقدت أمانها وأنسحبت روحها من جسدها
أقترب منها مطالعًا وجهها متأملًا ملامحها التي بات لها مغرمًا وشئ بداخله يحثه ويدفعه لتقبيلها مرة أخرى فكاد أن يضعف وينحني مقبلًا شفتيها محققًا رغبته مشبعًا لهفته لكنه أستطاع كبح رغبته، فأزاح عينيه عنها مجبرًا وتحرك خطوتان من أمامها، أما هى وبعدما رأت نظراته…لهفته..رغبته بها…أرادت أن يفعلها ويكرر قبلته فتكاد تقسم بأنها كانت ستذوب بين يديه وتستلم له لكنه لم يفعلها وأبتعد عنها فلعنت ذاتها وأستسلامها قبل أن تلعنه
اعتراها الغضب من تجاهله وتحركه من امامها كأنها سراب يقف امانه ولكن غضبها زال ما ان وجدته يجذبها من ذراعيها معه لأحدى الغرف
أضاء أنوار الغرفة وجذبها معه للفراش وهى تسير معه كطفل صغير تتعجب من نفسها ومن أستسلامها له، فأقنعها عقلها بأنها تستلم له شفقة على حاله وما حدث
أستلقى على الفراش ويديه لا تزال تسحبها معه فأستلقت بجواره وبسرعة البرق وجدته يدفن نفسه داخل أحضانها دافنًا رأسه بصدرها محاوطًا خصرها بيديه متمتم بهدوء ولا يصدق نومها بجواره وأحتضانه لها فها هو يلمسها ولا تعترض
فتحت فوها وقالت بتلعثم بعدما تداركت الوضع
-آسر م
قاطعها دافنًا نفسه أكثر باحضانها وقال
-متخافيش انا عايز انام في حضنك وبس
تركته ينعم بأحضانها وجالت عينيها بأرجاء الغرفة فكانت جميلة، مرتبة لأقصى درجة فقد تفوق غرف القصر جمالًا فأرتسمت ابتسامة على شفتيها لكن سريعًا ما تبخرت عندما جاء بذهنها مجيئه إلى هنا برفقة زوجته الثانية تلك المدعوة شهيرة
أمتعضت ملامحها وقالت بغيرة قتلتها تتخيلة برفقتها بتلك الغرفة وعلى ذاك الفراش
-آسر أنت جيت هنا قبل كدة مع حد
لم يجاوبها ومن الواضح انه قد ذهب بسبات عميق فتأففت بضجر فمن الواضح أنها ستظل فى صراع بسبب تخيلتها التي صورها لها الشيطان ولجت (صباح) برفقة حنين وإحدى الخادمات لأحد الغرف فتمتمت الخادمة بأحترام جلي:
-آسر بيه طلب مني أحضرلكم الأوضة هنا وبكرة بأذن الله اوضة الهانم الصغيرة هتبقى جاهزة
أرتفع حاجبي (حنين) بأعجاب من كلمة الخادمة والتي نالت أعجابها ورددت في سرها
-هانم!!
وليه لا هى هيام أحسن مني والله وبقيت في مستوى أحسن منك يا هيام وبكرة اخد ثائر منك، فانا بقى هسيب العز ده شوية لحد ما اعرف الين دماغ ثائر
أخرجتها والدتها من شرودها بندائها المتكرر بعدما خرجت الخادمة من الغرفة تاركة إياهم بمفردهم فصاحت بأمتعاض
-في إيه ياما حتى التخيلات والأحلام مش مهنيني عليها
تنهدت (صباح)من أبنتها وشعور بالذنب يعتريها فهى من أوصلتها لتلك الدرجة من الأنانية وحب الذات فقالت بهدوء أثار غضب ابنتها
-يلا يا حنين ادخلي غيري
اطل الغضب الأعمى من عيناها وقالت بشراسة
-هو إيه اللي حصل بضبط اللي اسمه آسر ده عمل فيكي إيه!؟
حالك اتشقلب وصوتك اللي كان بيجيب اخر الحارة مبقاش يطلع، مش واخدة عليكي هادية كدة ياما
رفعت (صباح)يديها وحاوطت كتفيها مقتربة منها وعينيها معلقة بها وهتفت بحزن
-اللي حصل أني اتظلمت زمان واتعذبت وشيطاني غلبني يا حنين مكنتش بحب اشوف حد فرحان كنت بقول مع نفسي انا اتعذبت ليه هما لا ليه انا بس اللي اتعذب، كنت عايزة اخرب على اخوكي بحجة الخلفة، طلعتك أنانية ومبتفكريش غير في نفسك، بس لما آسر ظهر من تاني عرفت أني كنت في دوامة، وكنت ظالمة… ظلمتك أنتِ ويوسف وسارة اللي استحملتني عشان اخوكي وعشان هي بنت ناس بجد
طالعتها (حنين)بنظرات غامضة لم تفهمها صباح وابتعدت قليلًا محررة نفسها من محاوطتها وأردفت بنبرة حاسمة
-أنا مش عايزة اقعد هنا انا عايزة ارجع الحارة عايزة ابقى جمب ثائر
حركت (صباح)رأسها بيأس فالحديث معها مثل عدمه فغمغمت بهدوء والجة المرحاض المرفق بالغرفة
-مفيش فايدة فيكي انا اللي غلطانة
أغلقت الباب فدبدبت حنين بقدميها وقالت بغيظ
-مينفعش ابقى بعيدة عن ثائر لازم ارجع الحارة
وبالفعل خرجت من الغرفة…بل من المنزل بأكملة
وبعد مرور بعد الوقت خرجت (صباح)من المرحاض فوجدت الغرفة فارغة فتنهدت بيأس عالمة بمغادرة ابنتها
**********
-عامل إيه دلوقتي يا حبيبي أحسن
قالتها (رنا) بلهفة امتزجت بخوف نابع من عشقها
أماء لها (مالك) بهدوء متمتم
-الحمدلله
دخل (ثائر)الغرفة بعدما طرق الباب طرقتين وقال
-الحمدلله الدكتور طمني ومفيش أي ضرر والضربة كانت سطحية والكدمات كمان وتقدر تخرج انهاردة
تنهدت رنا وكأن حملًا ثقيلًا ينزاح من عليها مغمضة عينيها التي تجمعت الدموع بهم حامدة ربها وابتسامة فرحة ترتسم على محياها
-الحمدلله انا كنت خايفة اوي عليك
ابتسم لها مالك أبتسامة لم تصل لعيناه ولا يغيب عن باله كلمات الرجال عن هوية الفاعل
بدأت أبتسامتها بالأختفاء تدريجيًا عالمة بما يفكر فحدقت بـ ثائر الشارد وقالت مخرجة إياه من شروده
-ممكن تطلبلنا عربية عشان نروح
-أكيد
**********
في صباح يوم جديد
كانت تجلس بجواره يديها تتلمس خصلاته والحزن بادي على وجهها بوضوح خاجلة مما فعلته والدتها به، فالنوم لم يجافيها ليلة أمس وظلت مستيقظة بجواره، أخذت نفسًا عميقًا أخرجته ببطء ودنت لمستواه مقبلة وجنته قبلة طويلة، أبتعدت عنه تطالع وجهه فوجدته فتح جفونه ووقعت عيناه عليها فأبتسمت له بحنو وعينيها تجول بلهفة على ملامحه متمتمة
-صباح الخير يا حبيبي عامل إيه دلوقتي لسة في حاجة وجعاك
أعتدل قليلًا بالفراش وبادلها أبتسامتها بأخرى وقال بنفي
-أطمني انا بخير
تنهدت براحة وبصوت مسموع وبعدها رسمت ابتسامة زائفة على وجهها أستطاع (مالك) تمييزها مردفة بلهجة حاولت جعلها مرحة
-هقوم أحضرلك الفطار وهتضطر تأكل من أيدي لان للأسف بلبلة نزلت وانا معرفتهاش حاجة وبصراحة مرضتش أحكيلها
أختفت أبتسامتها تدريجيًا وقالت بشرود ناظرة بنقطة ما
-أصلي هقولها إيه هقولها أن ماما زقت عليك بلطجية ولولا ستر ربنا كان ممكن ننحرم منك
أنزعج من حديثها وقطب جبينه مقربًا إياها لجسده
-أنتِ ملكيش دعوة باللي حصل يا رنا، ومش عايز أشوف النظرة دي في عنيكي مفهوم
أزدردت تلك الغصة المريرة وحبست دموعها ونهضت سريعًا من أمامه مغادرة الغرفة والجة المطبخ وحررت دموعها الحبيسة وقلبها ينشطر على معشوقها الذي كادت ان تفقده بسبب والدتها المتعجرفة التي لا تفكر سوى بنفسها
**********
عتمة مضغية أصابت قلبه، روحه هالكه محطمة مثل كل شئ حوله، عيناه حمراء كالدماء، جسده مرتخي على الأريكة بلا حراك، لا ينقل سوى يده الواضعة عود السيجارة داخل فمه، مخرج البخار بشراهة، لأول مرة يتناول أكثر من علبتان، تجاوز الحد في تناولهم.
حتى جسده لا يستطيع الارتياح، عندما يذهب إلى النوم، يراها بعقله، تقتحم أفكاره.
ليتذكر أنها تركته وحيدًا؟
أيعفو!! ويغفر؟ يخبره قلبه بالذهاب لها ناسيًا ثم ما لبث أن تذكر ما حدث، مر أمامه كفلم سينيمائي لا يستطيع النسيان، والذاكرة أبت ذلك.
صك على أسنانه بغضب، ورفع يديه ضاربًا موضع قلبه، الذي ينزف ولا يتوقف عن الهتاف باسمها، يلوم نفسه على فعلته، وتسليم قلبه بلا تفكير، لتلك التي لا تستحق. قلبه هو المذنب وليست هى!!!!!!
بات ضال!! عيناه لا ترى الصدق؟؟ كيف ظن أنها ترأف به!! بسئًا لا تستحق عشقه، ولا هوسه، غيرته وقلبه المشتعل ما إن رآها برفقة رجل آخر….آخر كان على حافة أخذها منه بسهوله، ويقتحم قلبها بلحظات!! حاول.. وحاول حتى وصل إليها؟؟ والآن تعبه بالوصول ذهب هباءًا
-أنت السبب…..أنت اللي سلمتلها خليتها تتحكم فيك، وتهينك وتستهتر بحبك ليها
أغمض جفون عينيه، وعصر أصابع يديه بقوة، متعهدًا لنفسه بأن يخرجها من قلبه وللأبد!!!!!!
**********
ولج المطبخ بعدما تحامل على نفسه وآلام جسده فوجدها تحضر له الأفطار ودموعها تذرف على وجنتيها غير منتبهه لقدومة منشغله بتحضير الطعام له
أبتسم بشغف وأحتضنها من الخلف فأخرجت شهقة طويلة تلاها ألتفاتها له قائلة بقلق
-أنت إيه اللي قومك من السرير؟
ضمها له وهتف بمرح لا يليق بسواه
-أنا مش مشلول يا حبيبتي وبعدين مفيهاش حاجة لما اققوم وأساعد مراتي و لا ايه
حاولت الابتعاد عنه لكنه لم يسمح بتحريرها من أحضانه متمتمًا أمام شفتيها
-مدام مخرجتيش من حضني يبقى متخرجيش من نفسك سامعة ولا لا
كاد ان يقبلها فابتعدت عنه قائلة بتلعثم
-يا شيخ أنت في إيه ولا إيه
ارتفع حاجبيه وقال بذات المرح
-لا بقولك ايه ميغركيش اللي كام ضربة اللي كلتهم على خوانه دول، دول يا ماما ميحوقوش فيا انا قلبي ده أسد وجسمي ده حديد
أتسعت ابتسامتها وعادت لتجهيز الطعام معطية إياه ظهرها قائلة بسخرية مصطنعة
-طب ادخل الاوضة ومتقومش من على السرير يا أستاذ حديد
عض على شفتيه وأقترب منها لاصقًا صدره بظهرها منحنيًا لمستوى أذنيها قائلًا بخبث
-لأ لأ متتريقيش وحياة عيالك، وبعدين عندي أستعداد اوريكي حديد ولا مش حديد
تنهدت والتفتت دافعه إياه برفق بصينيه الطعام متمتمة بهدوء
-أنت قليل الأدب
غادرت لغرفتها فوقف مكانه يحك دقنه وبعدها سار خلفها وقال بصوت وصل لمسامعها
-وماله حد يكره، أقولك حاجة يا رنا يا حبيبتي
وضعت الصينيه من يديها على الفراش وقالت
-لا متقولش واتفضل نام تاني على السرير
تجاهل أرشادتها وقال بطفولية لا تليق به
-أنتِ فقرية وملكيش في الطيب نصيب
أبتعد جالسًا على الفراش وما لبث أن يبدء بتناول الطعام حتى وجد ضحكاتها تصدح بالغرفة فترك الطعام وظل يتابعها بسعادة فها هو أستطاع تبديل حزنها
***********
تقلبت (رقية) في الفراش وهى تهمهم وسط نومها بنعومة غافلة عن ذلك العاشق المستلقي بجوارها منتظرًا أستيقاظها وفتح جفونها لرؤية عيناها التي تأسر قلبه وتطيح بعقله، ورغمًا عنه هبطت عيناه على شفتيها وكم رغب بتلك اللحظة أن يرتوي منهما، أغمض عينيه يكبح رغبته بها فكاد أن ينهض لولا أستياقظها و رؤيته لعيناها ولأول مرة تبسمت شفتاها له متمتمة بنعومة
-صباح الخير
تبسمت شفتاه وقال بسعادة غزت قلبه وجعلته يرفرف
-صباح النور
وبدون وعي أنحنى مقبلًا وجنتيها قبلة جعلت بدنها يرتجف، شعر برجفتها بين يديه وأبتعد عنها
-هقوم أحضرلك فطار أكيد جعانه
ردت بتلعثم مبعدة خصلاتها المنسابة خلف أذنها
-لا مش جعانة خلينا نمشي من هنا بقى
ألتفت إليها وقال بأعين ماكرة
-نمشي إيه بس حد يسيب الجمال ده كله احنا نفطر وبعدين هخليكي تعيشي يوم ولا في الأحلام
تفادت النظر بعيناه وأعترضت قائلة
-مينفعش انت ناسي والدتك وأختك مينفعش تسيبهم كدة أنت مشفتش اللي حصل دول كانوا هيشدوا في شعور بعض ده مش بعيد نروح نلاقيهم ولعوا في بعض
اثناء حديثها ظل يقترب منها حتى وصل أمامها فصدمت به امامها وبذاك القرب وقال بخفوت
-نفطر الاول وأخليكي تنزلي البحر وبعدين نبقى نروح ها حلو كدة
خجلت من نظراته وقربه ووجدت نفسها توافقه خاصة بعدما نظرت بعيناه وكأنه فرض سحره وسيطرته عليها
***********
هبط من البناية يرغب بصب غضبه وطاقته المفرطة في العمل….راغبًا بأخراجها من قلبه فكلماتها لا تزال تجز بقلبه وكأنها طعنته بخنجر حاد النصل قاصدة قتله
أما بالأعلى فكانت تقف بالشرفة تنتظره بلهفه فتهللت أساريرها ما ان رأته يهبط من بنايته فأقتحمت الابتسامة شفتاها وولجت من الشرفة والشكوك تحوم بعقلها فنزوله من بنايته ليس بشئ طبيعي فمن المؤكد بأنه قد تشجار مع هيام وعليها الآن استغلال ذلك….
وصلت امام المحل فدخلت مندفعه نحوه قائلة بانفاس لاهثة أثر سعادتها
-ثائر أنا شفتك نازل من العمارة أنت وهيام سبتوا بعض صح؟
ألتفت لها وحدقها بنظرات ساحقة كالرياح العاتية وكل ما يتمناه الآن أن يلقينها درسًا
أختفت أبتسامتها وخافت من نظراته فقال بعدما حك رأسه بقوة وعنفوان
-صح ها أرتاحتي يارب تكوني ارتاحتي لما خربتي عليا بس الحق مش عليكي الحق على اللي صدقتك وعليا عشان سبتك تسوقي فيها
ردت بتلعثم ممزوج بخوف
-قصدك إيه يا ثائر!!
هدر بها بوحشية محافظًا على نبرة صوته المتوسطة
-يعني النهاردة هحط النقط على الحروف وهقول ليوسف على كل عمايلك ومنه ليكي بقى بس يشوفلي حل ان شاء الله يجوزك بس المهم تبعدي عني وعن حياتي أنا بكرهك وعُمري ما هبصلك فاهمه يا بت
***********
جالسة بالشرفة على مقعد صغير خشبي مسندة ظهرها على الحائط مغمضة عينيها بتعب وأرهاق عينيها منتفخة من كثرة البكاء لم تعد مثلما كانت فها قد اصبحت أنثى أخرى………ليست سوى مدمنه
دوى رنين المنزل فظلت مغمضة عينيها ولكن الطارق ظل يلح بطرق الباب فظنتها (سماح)، نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة وفتحت الباب بملامح متجهمة حزينه
أختفى حزنها ما أن وجدت (خالد) و (هبه) أمامها فهتفت وهى ترتمي داخل احضانه متشبتة به كطوق نجاه لها
-باااباا
ضمها (خالد) بقلق وخوف لاح بعنيه فتبادل النظرات مع هبه التي تبخرت ابتسامتها وسعادتها ما ان رأت وجهه وملامح ابنتها الباهته الشاحبة، فغمغمت (هيام) ببكاء مرير جعل قلوبهم تتقطع أشلاءا
-كنت فين يا بابا انا تعبانة ومحتجالك أوي أنا بوظت كل حاجة، بس والله غصب عني أنا انا مليش دعوة هى السبب هى السبب يا بابا
قطب (خالد)جبينه وأخرجها من أحضانه فهتفت هبه وهى تربت على كتفيها ودموعها تلمع بعيناه هى الآخرى فليس من السهل رؤيتها بتلك الحالة
حاوطها (خالد) وولج المنزل وهبه خلفهم مغلقة الباب، اجلسها على الأريكة وجلس بجوارها ممسكًا وجهها بين يديه مردفًا
-إيه اللي حصل، رنا حكتلي على اللي عملتيه امبارح مع ثائر…صراحيني هو عملك حاجة مد أيده عليكي
أزداد بكائها ونحيبها فلم تتحمل(هبه) وأنفجرت قائلة
-في إيه يا خالد أنا مش فاهمة حاجه إيه اللي حصل
تجاهلها (خالد) فما يهمه الآن ان يعلم ما بها ابنته فبكائها يذبحه ويشعره بأنه ضعيف فصاح بعصبية طفيفه ناتجه من خوفه عليها
-ردي عليا يا هيام متخوفنيش مد ايده عليكي أذاكي
أغمض عينيها بقوة معصرة إياهم
-مش هو يا بابا أنا اللي أذيته وجرحته وكسرته قدام رنا وسارة ويوسف ومالك كان محضرلي حفلة عشان عيد ميلادي كان حابب يفرحني بس أنا قهرته وقللت منه بس والله كان غصب عني مكنش ينفع يكمل معايا لو كان كمل كان عرف كل حاجه كنت هنزل من نظره، بس والله كان غصب عني ندى طليقتك هى اللي جبرتني على كده
صمتت قليلًا تهدء انفاسها وبكائها الذي يزداد فحدق خالد بـ هبة والتساؤلات بعيناهم لا يفقهون شيئًا فأسترسلت هيام بتوسل جاذبة يد خالد محتضنه إياها
-انت مصدقني صح، مصدق أني كنت مجبورة ومكنش بمزاجي…. كانت بتخلي سماح تحطلي البودرة فى العصير والاكل، خلتني مدمنة يا بابا!!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))