رواية البنات زينة البيت الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم نهى عادل
رواية البنات زينة البيت الجزء الثامن والخمسون
رواية البنات زينة البيت البارت الثامن والخمسون
رواية البنات زينة البيت الحلقة الثامنة والخمسون
الفصل السابع و العشرون
البنات زينة البيت
❈-❈-❈
هناك قو ة خا رقة تُسـ مى “اليقين بالله”… بها نتخـ طى أزما تنا ، ونتـ حمل وند عو ونسـ تمر في الدعاء ، حتى لو كانت كل الأبواب مغلقة ، والظروف ليسـ ت ميـ سرة ، وكل الأسباب توحي بعكس ما نتمنى ، لكننا على يقين أن الله سيُـ صلح كل شيء في الوقت المناسب ، ولأننا نؤمن بالله وبحكـ مته وتدبير ه … فاللهم اجعلنا ممَّن يؤمنون بقدر تك ، ويسـ لّمون لحكمتك ، ويطمـ ئنون بجوا رك
❈-❈-❈
فى فيلا أحمد العا صي…
ليلا..
خرج جمال من الحمام بعد أن اخذ حمام دافئ و ارتد ى ملابس مر يحه، اقتر ب من سلمى وجد ها تغفو فوق التخت فهو يعلم بانها غا ضبه منه وبشد ه،، تنهد و تمد د بجا نبها و أحـ تضنها من الخلف بشده د فن وجهه فى عـ نقها و بدأ يشـ م را ئحتها…
سمع شهقا تها أغمض عيناه بألم و أخذ نفـ سا و أردف قائلا:
_و حشتني يا سلمى
أنتـ فض قلبها واقشعر جـ سدها و بلحظه نسـ يت حزنها و زعلها منه عندما علمت بما حدث له ولا أدهم وطلبت منه أن يترك هذا العمل… استدارت له قائله: أنا أسـ فه يا جمال إني صوتي علي عليك بس غصب عنى أنا لما رو حت وشو فت حالة خديجة و تخليت نفـ سي مكانها مجرد الفكرة إنك ممكن ترو ح منى مو تني صدقني يا جمال أنا بحبك أوي ولا يمكن نقدر نعيش من غيرك أنا و الأولاد
رفع كف يـ ده ومـ سح دموعها قائلا: أنا عارف شـ عو رك يا سلمى و مقدر اللي أنت فيه، و ربنا يصبر نا على فراق أدهم..
نظر الى داخل عيناها و مال عليها يقـ بلها بنهم عا شق حد النخاع..
❈-❈-❈
صباحا اليوم التالي.
استيقظ سامح او نقول انه لم ينعم بالراحة ولم يتذو ق طعم النوم حزين بشده على ما حدث لعائلته تذكر كل هذه الأز مات ولكن كان عنده يقين بان الله سيصلح كل شئ
نظر الى تلك الغافلة ابتسم بحب و عشق وحمد ربه على وجو دها فى حياته قام بتقـ بيل وجهتها و أنتصب و اقفا و دلف الى الحمام و توضأ وخرج ارتدي ملابس الخروج صلي الضحى و خرج متجه الى مبنى جهاز المخابرات
بعد قليل صف سامح سيار ته امام جهاز المخابرات فهي يتجول بدون حرا سة رغم تعرضه للكثير من الاغتيالات ولكنه كان دائما يقول: ان الرب واحد و العمر واحد
ترجل من السيارة ودلف الى الداخل متجه الى مكتب اللواء سامح الأنصاري
بعد قليل..
اردف سامح بغضب وقام بضر ب المكتب قائلا بغضب: يعني ايه يا صلاح أنتم سـ لمته أدهم للمخابرا ت الإسرا ئيلية بكل سهولة أزاي يحصل كده، أدهم بنسبه لهم صيده كبيرة و أنت عارف يعنى ايه الفهد الأسود
تنهد صلاح قائلا: اهدي يا سامح، الحمدلله ان احنا عارفنا انه لسه عا يش و كويس انه بلع الكبسو لة في الوقت المناسب و عرفنا انه حي
اردف سامح قائلا بألم : خديجة بتموت يا صلاح من غير ادهم لازم نشوف حل علشان نوصل له داخل تل أبا يب، أكيد هيسـ تخدموا كل الوسائل القذ رة علشان يعرفوا منه معلومات احنا لازم نوصل له بسرعه
اردف صلاح قائلا: الحل الوحيد اللى قدامنا السفر لفلسطين ده المكان الوحيد اللي ممكن ندخل منه ل تل ايب بمساعدة رجالتنا هناك
شرد سامح قائله: تمام يبقى انا هسافر و معايا رجالتي يا صلاح
أردف صلاح قائلا: بس كده في خطورة عليك يا سامح أنت كمان
أردف سامح قائلا: سيبها على الله يا صلاح أنا مش هكون لوحدي، معايا جمال و عمار
ثم ابتسم و أكمل: و مالك كمان
تعجب صلاح قائلا: و مالك ماله ومال شغلنا
أردف سامح قائلا: يمكن دي تكون إشارة من ربنا سبحانه وتعالى، يا صلاح رحيل مرات مالك من هناك، حاولت اوصل لأي معلومة عنها بس للأسف موصلتش، لحاجة يمكن لو رو حنا هناك نوصل لها هى كمان
أردف صلاح قائلا: طيب هى اصلها ايه
تنهد سامح قائلا: من أب فلسطيني و ام مصرية و يوم كتب الكتاب طبعا انا اللي خلصت الاجراءت اللازمة من السفارة و مدحت صابر المحامي خلص الأوراق اللازمة لدرجة أن ماهر حتى مضي من غير ما يشوف هى منين و اصلها و فصلها ايه، د فن نفـ سه فى الماضي و اهو بيد فع التمن غالى أوي.
رفع صلاح يـ ده ورتب على كتف سامح قائلا: ان شاء الله تلا قيها هناك و رجالتنا هتساعدك في العثور عليها
أردف سامح قائلا: يارب يا صلاح، لحسن مالك حالته بتسوء يوم عن يوم..
بعد أنتهاء المقابلة خرج سامح من مبنى المخابرات وركب سيارته متجه الى خديجة..
❈-❈-❈
بعد حوالى ساعة
صف سامح سيارته و ترجل منها متجه الى الداخل
دلفا سامح الى فيلا أدهم..
صعد الى غرفة آسيا قام بالطرق لتأذن خديجة بالدلوف.
وجد الغرفة شديدة الظلام قام بتشغيل الإضاءة
صعق عندما و جد خديجة تحـ ضن أولادها و دموعها تنهـ مر بغزار ة تنهد بحزن و اخرج هاتفه و قام بتصو ريها لهدف ما و أقترب منها قائلا: خديجة
رفعت وجهها ونظرت إليها بضعف حزن سامح عليها فقد ت بريق وجهها أردفت قائلة: نعم يا بابا في حاجة
أردف سامح قائلا بفرحة: أدهم عايش يا خديجة
انتصبت واقفة و كادت ان تقع الا ان يـ د سامح قامت بضـ مها يرتب على ضـ هرها بحنان قائلا: براحة يا حبيتى
أردفت قائلة و دموعها تنهمر على وجنتيها من شده الفرحة: بجد يا بابا ، أنا كنت متأكدة وو اثقة فى رحمه ربنا ألف وحمد يارب.
هلل الاولاد بعد ما علموا أن والدهم حـ ي يرز ق
ابتسم لها سامح بحنان: مش قولتك يا خديجة خلى عندك ثقة في الله.
أردف عبدالرحمن قائلا: يعنى ايه الثـ قة بالله يا جدو
اردف سامح قائلا: ._الثقة بالله يا عبد الرحمن تجدها في إبراهيم عندما أُلقي في النار فقال بعزة الواثق بالله: حـ سبنا الله ونعم الوكيل، فجاء الأمر الإلهي: يا نار كوني بر داً وسلاماً على إبراهيم.
الثقة بالله تجدها في هاجر عندما ولى زو جها وقد تركها في وادٍ غير ذي زرع صحراء قاحلة وشمـ س ملتـ هبة وو حشة قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا قالتها فقط لتسـ مع منه كلمة يطمئن بها قلبها، فلما علمت أنه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله: إذا لا يضيعنا، ففجر لها الله تعالى ماء زمزم وخلد سـ عيها، ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم
. الثقة بالله تجدها في أولئك القوم الذين قيل لهم الناس “إن الناس قد جمعوا لكم فا خشوه م” ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدا ئهم وعد تهم فقالوا بعزة الواثق بالله: حـ سبنا الله ونعم الوكيل، “فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمـ سـ سهم سوء”. الثـ قة بالله نعيم بالحياة، طمأنينة بالنفـ س، قرة العين، أنشودة السعدا ء
_الثـ قة بالله ان كل قال أن ادهم ما ت، ولكن خديجة قالت أنها عندها ثـ قه بالله إنه عايش
_الثـ قة بالله يا عبد الرحمن ان بعد اكثر من 20سنة جمع بين أدهم وخديجة و كل واحد فيهم كان واثق فى الله أنه يجـ معه بل التانى
_و على ذكر هذه الذكر ي ابتسـ مت خديجة…
أردفت خديجة قائله: طيب هو فين يا بابا دلوقتى
تنهد سامح قائلا: بعدين يا خديجة بعد صلاة التراويح نتكلم يلا رو حى ارتاحى شوية يا حبيبتي
أردفت قائلا: حاضر يا بابا.
❈-❈-❈
في فيلا سامح..
دلف الى الداخل وجد آسيا تجلس فوق الأريكة في الردهة الكبيرة بداخل الفيلا، ترتدي ثو بها الخاص بالصلاة، تقرأ في كتاب الله العزيز بصو تها العذ ب لمعت عينيه بالسعادة و الفرحة، اقترب منها و حمحم لكي يلفت أنظا رها..
رفعت آسيا نظرها صد قت وأغلقت كتاب الله و أردفت قائلة: حمدالله على السلامة يا سامح..
تنهد وجلس بجو ارها قائلا: الله يسلمك يا آسيا
نظرت له آسيا و جدته حزين الملامح شا حب الوجه أردفت قائلة و هى تربت على ضـ هره بحنان: مالك يا سامح فيك ايه وليه نزلت الصبح من غير ما تصحيني؟!
اخذ نفـ سا طولا قائلا: أدهم عايش
أنتـ فض قلب آسيا و اردفت قائلة بفرحة: بجد ألف وحمد وشكر يارب طيب ده حاجة كويسة أمتى هيرجع؟!
أردف سامح قائلا بهدوء: الحمدلله أنه عايش و قدرنا نعرف بس مكانه لسه و اكيد هيكون صعب الوصول له تنهد و أكمل أدهم في تل أبا يب يا آسيا أسـ ير هناك
شحب وجهها و اردفت قائلة: يعنى أيه يا سامح..
أردف سامح قائلا لتغير مجري الحديث فهو لم يريد أداخلها فى عمله قائلا: أنا هطلع أخد شاور و بعد كده أنزل المكتب عندي شغل مهم و لما يجي عمار و جمال خليهم يسـ تنوا في المكتب
أومات له برأسها قائلة: حاضر ربنا يقويك
❈-❈-❈
بعد مرور نصف ساعة
بعد ان اخذ حمام دا فئ انعش به جـ سده وصلي صلاة الضهر نزل الى الاسفل سار باتجاه غرفة المكتب دلف وجد عمار و جمال في انتظاره
ألقي السلام وجلـ س أمامهم على كرسي المكتب
اردف قائلا: عرفتوا أن أدهم عايش
اردف جمال قائلا: لسه جاي من الجها ز و اللواء صلاح قالي و كمان قالي أن حضرتك هتـ سافر معانا…
اردف عمار قائلا: بس كده يبقى في خطور ة عليك أنت كمان يا سيادة اللواء
أردف سامح قائلا بهدوء: سيبها على الله يا عمار، أنا اخترتك تكون من ضـ من الفريق و كمان مالك هيسافر معانا
نظر عمار و جمال بذهول من حديث سامح اردف جمال قائلا: مالك!! طيب أزاي و يفهم ايه فى شغلنا…
ابتسم سامح قائلا: بعدين تعرفوا، بس أهم حاجة السرية التامة..
بعد الانتهاء من حديثهم خرج جمال متجه الى بيته و عمار و سامح خرجوا الى حديقة الفيلا أمـ سك سامح كتاب الله وبدأ في تلاوته أما عمار ذهب ليلعب مع اطفاله
دارت عيناها في المكان و جد جميع الأطفال يمر حون و يلعبون الا ابنته لين حزن بشده فهي تعانى مشكلة فى القلب..
اقترب من طفلته لين قائلا: لينى حبيبة بابى زعلانه ليه
أردفت لين قائلة: أشمعنا أنا يا بابى اللى مش بلعب معهم دائما هم بيجروا و يلعبوا و انا لا ولو عملت كده بعدها يغمى عليى..
اخذها عمار في أحـ ضانه ير تب عليها بحنان قائلا: مش أحنا قولنا لك قبل كده أنكِ تعبانة شوية و بعدين يا لين إنت بتعملى كل اللي نفـ سك فيه مش لازم تجري و ترهقِ نفـ سك يا حببتى و إن شاء الله ربنا هيشـ فيكى..
اردفت لين قائلا: طيب هو ربنا مش بيحبنى علشان كدة أنا تعبانة لأنى بد عي اخف بس لسه تعبانة زي ما انا و بأخد علاج كتير و ساعات من التعب مش بقدر أصوم
تنهد عمار قائلا: لا طبعا يا حببتى ربنا بيحبك، و إن شاء الله هتخفِ بس قولي يارب و لازم يكون عندك ثـ قة في الله
أردف لين قائلا: يارب
لمح عمار عبد الرحمن يجـ لس هو الاخر وحيد على الأرجوحة أردف قائلا: أيه رأيك لو ترو حي تقعدي مع عبد الرحمن تقروا مع بعض قصص
اردفت لين قائلة: ماشي يا بابي، انا بحب عبده اوي لأنه دائما بيقعد معايا وبيحكي لي قصص بس هو زعلان علشان أنكل أدهم..
انتصبت الصغيرة واقفه وسارت بتجاه عبده وهو تمـ سك مجموعة من القصص اردفت قائله: ممكن اقعد جنبك يا عبده
ابتسم لها قائلا: طبعا يا لين تعالي
اردفت قائله بعد ان جلـ ست بجانبها: أيه رايك احكى لك انا النهارده قصة
ابتسم لها وملـ س علي شعر ها بحنان قائلا: موافق طبعا…
وسردت له الصغيرة القصة..
❈-❈-❈
بداخل فيلا سامح
انطلقت تواشيح أذان المغرب، خرجت العاملات ومعهم الفتيات و آسيا و بدأن برص أطباق الطعام التي بها كل ما لذه وطاب حتى خديجة فقد شار كتهم بعد أن هدي قلبها قليل بعد أن أكد لها سامح بان أدهم حـ ي لم يمت
بعد لحظات أنطلق مدفع الأفطار، و قام المؤذن برفع الأذان تحرك الر جال الى المـ سجد ليؤدوا صلاة المغرب،
بعد ان رجعوا من الصلاة التف الجميع حول الطاولة و بدوا في تنا ول الطعام بفرحة بعد ان عملوا أن أدهم حي
اردف ماهر قائلا وهو ينظر الى سامح: مادام أدهم عايش الحمدلله، أمتى هيرجع؟!
نظرت خديجة بلهفه تنتظر أجابه والداها الذى اردف قائلا: بعد الفطار هجاوب على كل الأسئلة
أردفت تاج التي كانت تجلـ س بجانب يوسف و ضع الطعام أمامه قائلة: يلا كل يا يوسف الحمدلله أنكل أدهم كويس
اردف زين قائله بغضب: يا حنينه
قهقه الجميع من كلمة زين
أنتهى الأفطار و نظر سامح الى خديجة قائلا: اعملى القهوة يا خديجة و ها تها لنا فى الجنينة
اردفت قائلة: حاضر يا بابا..
دلفت الى المطبخ و قفت أمام الموقد و بدأت فى صنع القهوة لتشرد
كانت تقف أمام الموقد تصنع القهوة لحـ بيها وعزيز عينيها شهقت حين وجدته يضـ مها من الخلف و يقـ بلها فى عـ نقها بحب وعشق اردفت قائلة: و بعدين معاك يا أدهم القهوة فارت
أبتسم لها و ضـ مها أكثر إليه قائلا: فدا كي القهوة يا بنت قلبي بس تعالِ في موضوع مهم عايز أتكلم معاكِ فيه
قامت بأغلا ق الموقد و استدا رت له قائله بدلال: هى موضوعك مش بتخلص ليه يا دومي
أبتسم لها و فجأة حـ ملها رفعت يـ ديها حول عـ نقه قائلا: بحبك يا ديجا
قبلته من وجنتيه قائله و أنا بعـ شقك يا ولد عمى….
صرخ أدهم قائلا: يا بوي.ده احنا ليلتنا فل بعون الله..
آفافت على حديث بدور: القهوة يا خديجة فارت
مـ سحت دمو عها و اردفت قائله: هعمل غيرها
اقتربت بدور و أخذ تها في احـ ضانها ترتب على ضـ هرها بحنان قائله: وحد ي الله يا خديجة، الحمدلله إن أدهم عا يش و هيرجع لنا تانى…
اردفت خديجة: لا اله الا الله، الحمدلله
دلفت إليهم ونس قائله: خيانة أخوا تي الاثنين في احـ ضان بعض و أنا لا لا ده حتى عيب في حقي…
ضحكت خديجة وفتحت يـ ديها لتأ خذها هى الأخرى فى أحـ ضانها…
بعد قليل خرجت الفتيات..
حـ ملت خديجة القهوة و ونس صينه بها الكنافة، و بدور مشروبات للأطفال..
اردف سامح قائلا: تعالوا اقعدوا علشان نتكلم..
جلسوا الجميع في حديقة المنزل يتحد ثون بينما الاطفال كانت تلهو
بعد ان قص لهم سامح ما حدث مع أدهم صرخت خديجة قائله: أسـ ير، أدهم جو زي أسير، لا وكمان فى إسرا ئيل
تنهد سامح قائلا اهدي يا خديجة، أنا هـ سافر فلسطين و معايا عمار و جمال و إن شاء الله مش هنرجع الا وهو معانا.
شـ حب وجه آسيا و ونس التي نظرت الى عمار و أنتـ فض قلبها
كادت خديجة تتحدث الا أن أذن صلاة العشاء
اردف سامح قائلا: يلا نرو ح نصلي و بعد كده نتكلم…
❈-❈-❈
بعد خروج الجميع الى صلاة العشاء، كان تجلس حزينة شاردة وجدت جميع الفتيات تقترب منها أردفت ونس قائله: آسيتي
نظرت لها آسيا قائلة: عايزه ايه يا ونس
أردفت قائلة بمرح: لازم تش،غلي سلا حك على البوب خليه يوافق نسافر معاه كلنا، أقولك قوليه نقضي بقيت العيد هناك
نظرت لها آسيا بذهول: أزاي يا هبله ده مـ سافر فى مهمة وهنروح كلنا أزاي بأولا دكم
أرفت بدور قائلة: يعنى تر ضي البوب يسافر بعيد عنك متعرفيش حاجة عنه، ده أنا سمعت كمان ان بنات وستا ت فلسطين صارو خ ارض جوا يا آسيا يا أختي، أنا خا يفه ينخـ طف منك..
شردت آسيا فى حديث الفتيات
بعد رجوع الرجال من صلاة العشاء و التراويح
دلفا الى الداخل وجد آسيا تجلس ومعها الفتيات حولها
نظر بشـ ك اردفت خديجة قائلة:
_ بابا أنا مليش دعوة انا مـ سافرة معاكم
اردف سامح قائلا: تسافر أزاي
اردفت قائلة بألم: حاضرتك نسـ يت إني ظابط و ممكن تختار ني معاكم فى المهمة
تنهد سامح قائلا: يا خديجة الو ضع في فلسطين صعب اوى و كمان علشان اولا د ك يا حبيتى
أردفت قائلة و دمو عها تنهمر على وجنتيها: علشان خاطري يا بابا
تنهد سامح قائلا: حاضر يا خديجة ربنا يسهل
ليجد من يقول من الخلف: و احنا كمان معاكم
تعجب سامح و استدار انصد م عندما وجد آسيا و بناته و احفاده
زفر بغضب قائلا: و أنتم ايه ان شاء الله
لكزت الفتيات آسيا و همـ ست لها بدور فى اذنها: أدلعي عليه و خليه يوافق
نظرت لها آسيا بغضب فغمز ت لها بدور بأحدي عيناها
كل هذا وسامح يكتـ م ضـ حكته من شكل آسيا و هى تقتر ب منه قائله: و أحنا عايزين نرو ح معاكم، منا لا يمكن اخليك ترو ح لوحدك وكمان لازم اكون جنب بنتى
أردف سامح قائلا بصوت حاد: هو احنا را يحين رحلة، اعقلوا كده، أنا مـ سافر في مهمه مش رايح اتفـ سح
نظرت آسيا الى الفتيات لتغمز لها الفتيات و تهمـ س لها بان تشـ غل سلاح الأنثى لد يها…
اقتربت آسيا قائله: علشان خاطري يا سمو حه وافق، إن أحنا نسافر معاكم ونصلي صلاة العيد هناك
كتم ضحكته ونظر الى الجميع قائلين: علشان خاطرها يا سموحه وافق
اردف ماهر قائلا: هو في ايه أنا مش فاهم حاجة
زفر سامح قائلا: عايزين يسا فروا فلسطين، كلهم
ابتسم ماهر قائلا: الله طيب و الله فكرة حلو..
أردف سامح بغضب قائلا: محد ش هيسافر الا أنا وجمال وعمار ومالك
رفع مالك وجهه ل والده ونظر له نظرة بمعنى أنا كيف و لماذا؟!
وجد من يقول: و أحنا كمان عايزين نسا فر معاك يا سيادة اللواء
نظر وجد يوسف مندور ومعه إيناس
اردف سامح قائلا: الله أكبر اهي كملت يا صبر أيوب..
أردفت لين قائلا: جدو ممكن تحكي لنا قصة سيدنا أيوب
ابتسم لها سامح وقام بحـ ملها ووضع قـ بله على وجبهتها قائلا: حاضر يا حببتى، يلا تعالوا كلكم اقعدوا علشان تعرفوا رحمة ربنا… و إن بعد كل أبتلاء صبر و أجمل جبر…
أردف سامح قائلا: نبي الله أيوب عليه السلام،: هو من ذر ية إسحاق عليه السلام، ضر ب الله به مثلاً للبشر ية في نموذج لر جل أعطاه الله النبوة والما ل والأ ولاد والصحة، وابتلاه الله أعظم البلاء رغم نبوته، فصبر صبراً لم تعهده البشر ية كما كان أيوب عليه السلام، قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
اردف زين عمار قائلا: ايه هى ثر وة سيدنا ايوب عليه السلام؟!
اردف سامح قائلا: سيدنا أيوب كان رجلاً يمـ تلك الكثير من الما ل و الأنعام والعـ بيد والموا شي والأرا ضي المتـ سعة بأرض الثنـ ية من أرض حورا ن، وكان له أو لاد، وعا ش على هذه النعم عشرات السنين.الا انه الله سبحانه وتعالى حب أن يختبر إيمانه وصبره وهل فعلا يستاهل كل هذه النعم ولا لا فنزل عليه الا بتلاء
اردفت آسيا أدهم قائلة: و ايه هو ابتلا ء سيدنا أيوب عليه السلام يا جدو؟!
ابتسم لها قائلا:
_ابتلى الله أيوب في جـ سده فأصيب بأمراض لم ينجُ منها عضو في جـ سده سوى قلبه ولسا نه، فكان صا براً محـ تسباً ذاكراً لله في ليله ونهاره.طال مرض نبي الله حتى انقطع عنه الناس خشية العدوى وانتقال المرض، وأخرج من البلد، وألقي في مزبلة خار جها، ولم يحنُ عليه
وهنا دور الزو جة الصالحة:كانت زو جته ترعى له حقه وتعرف قديم إحـ سانه إليها وشفـ قته عليها، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأ نه وتعيـ نه على قضاء حا جته وتقوم بمصـ لحته
اردف يزن قائلا: كل ده ابتلا ء
اردف سامح قائلا بهدوء و هو ينظر الى مالك:
_لا يزن ومش بس كده ده كمان سيدنا أيوب فقد ما له ومزار عه وأرا ضيه وما ت أولاد ه واحداً تلو الآخر، فكانت المصا ئب تتوالى عليه و رغم كل ده كان صاب راً ذاكراً مـ حتسباً، وضعف حاله وحال زوجته، فاضطرت أن تخدم الناس بالأ جر؛ لتستطيع إطعام زو جها أيوب، وهي رضى الله عنها صا برة مع زو جها على ما حل بهما من فر اق الما ل والو لد والمر ض وضـ يق ذات اليـ د بعدما عاشوا سـ نيناً في رخاء ورز ق وفير في الم ال والولد وال صحة
نظرت آسيا وجدت سامح حزين ينظر الى أولاده أردفت قائله: ممكن أكمل الباقى زى ما أنت كنت بتحكها ليا يا سامح
لمعت عيناه بفخر اوما لها برأسه
اردفت آسيا قائلا: بعد كده تدهو رت صحة نبي الله، وتساقط لحم جـ سده ولم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امر أته تأتيه بالرّ ماد تفر شه تحـ ته فلما طال عليها، قالت: يا أيوب لو دعو ت ربك لفرج عنك. فقال أيوب: قد عشت سبعين سنة صحيحاً فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة. فجزعت المرأة من كلامه هذا.
أردفت ونس قائله: أنا قرات قبل كده يابابا ان الشيطان وسو س لسيدنا ايوب
اردف سامح قائلا: فعلا يا و نس الشـ يطان وسوس له
بس ازاي؟!
اردف يوسف مندور قائلا: جاء الشيطان وتمثل في هيئة طبيب والتقى بزو جة أيو ب والتي رحبت به وأدخلته على زو جها للعلاج، فأصا به الشيطان بآلام وعذ اب، حتى أدر ك أيوب أنه ليس طبيباً وإنما شيطان فطر ده، وغضب من زو جته وأقسم ليضر بنها بالسو ط مائة ضر بة
أردفت تاج قائله: ليه يا جدو زو جة سيدنا ايو ب تبيع ضفير تها
اردفت إيناس قائله: أنا عارفة اقول
اوما لها سامح قائلا: طبعا اتفضلِ
تنهدت إيناس قائله: ازدادت الأحوال سوءاً على سيدنا ايوب و زو جته فقد امتنع الناس أن يتعاملوا مع زو جة أيوب خوفاً من أن يصا بوا من بلاء زو جها أو تعد يهم زو جته نتيجة مخا لطته، فلم يعد يطلبون خد مات زو جته، ولم تعد تستـ طيع جلب المال للإنفاق على زو جها، فا ضطر ت لقص إحدى ضفير تيها وبيـ عها لبعض بنات الأشراف مقابل طعام طيب كثير، فلما أتت به أيوب سأ لها: من أين لك هذا؟ فقالت: خد مت به أنا ساً.
اكملت خديجة قائله: في اليوم التالي عجزت زو جة سيدنا ايوب أن تعمل لجلب الما ل، فاضطرت للمرة الثانية أن تبيع الضـ فيرة الثانية وأصبح حالها مبتذ لا، ولما أتت بالطعام سيدنا أيوب حلف ألا يأكل هذا الطعام حتى تخبر ه من أين جاءت به، فكشـ فت عن رأ سها خمار ها، فلما رأى رأسها محلوقاً، تألم واشتد كر به،
فلجأ إلى الله وقال: رب إني مـ سني الضر وأنت أرحم الراحمين، قال تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَـ سَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْـ تَجَبْنَا لَهُ فَكَـ شَـ فْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)
اردف ماهر قائلا: و بالفعل أستجاب الله لدعاء نبيه، وأذن بكشـ ف الضر عن عبده أيوب، فخرج أيوب لقضاء حا جته وزو جته تمـ سك بيـ ده وتسـ نده، وراحت تنتظره حتى ينتهي لتأخذ بيـ ده حتى يرجع، لكنها ظلت تنتظره كثيراً فقد تأخر على غير عادته، فقد أو حى الله إلى أيوب أن اضر ب برجلك الأرض يخرج منها ماء بارد، اغـ تسل منه واشرب تشـ فى مما أصا بك من كافة الأمرا ض، ففعل أيوب فاستر د صحته وعا فيته بأحسن حال، قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَـ سَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ* ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَـ دِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، فلما عاد لزو جته لم تعرفه وظنته غريباً، وسألته عن أيو ب وقالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت هذا المبتلى الذي كان ها هنا؟ أخشى أن تكون الكلا ب أو الذئاب قد ذهبت به. فقال لها:و يحك أنا أيو ب. قالت: أتسـ خر مني؟ قال: أنا أيوب، قد رد الله على جـ سدي. وكانت مفاجأة مد هشة لزو جته التي غمرتها السعادة والشكر لله على فضله وجزائه لعباده الصابرين.
اردف سامح قائلا: فعلا ربنا استجاب لدعوة سيدنا ايوب ومش بس كده لا أصلح الله لأيوب حال زو جته، ورد لها جما لها وشب ابها، فحـ ملت وولد ت، ورزوقهما الله مثل أولادوهم الذين فقدو هم فيما مضى، وأعطاه الله مثلهم معهم، كما رزق الله أيوب رزقاً وفيراً من المال والمزارع والأراضي كما التي فقدها من قبل ومثلها معها، وأو حى الله لأيوب أن يستـ غفر لمن هجروه، فعادوا لصحبته كما كانوا، وأوحى الله لأيوب أن يجمع حز مة من الأعو اد الصغيرة ويضروب بها زووجته ضروبة واحدة خفيفة حتى يبر بقسـ مه السابق ولا يحنث، وكانت رخصة من الله حتى لا يؤ لم زو جته الصابرة المحـ تسبة الصديقة البارة بزو جها وده قصة سيدنا ايوب بعد كل ابتلاء جبر
نظر الى الجميع وجدهم دمو عهم تنهمر بغزارة
ردوا جميع: الحمدلله لله، و الشكر لله.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية البنات زينة البيت)