رواية هوس متيم (هيامي) الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة محمد
رواية هوس متيم (هيامي) الجزء التاسع
رواية هوس متيم (هيامي) البارت التاسع
رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة التاسعة
– بقولك ايه يا عمى هيام لازم تعرف كل حاجه و تعرف الحقيقة لازم تعرف انك خالد ابوها مش محمد صاحب المطعم اللى بترتحالة و بتحكيلة كل حاجة…….
صاح به بغضب متمتم
-مينفعش وأنت عارف بكده يا مالك!!!
قطب مالك ما بين حاجبيه وقال بحنق
-يعنى ايه يا عمى هتفضل ساكت لامتى
نهض خالد عن مجلسه بعنف ملوحًا بيديه فى الهواء مكملًا صياحه الهادر به
-انا مش ساكت بمزاجى و انت عارف كدة، بس لما تبقى بنتى فاكرة ان ابوها ميت و انا اجى اقولها بكل سهولة انى ابوها وانى قريب منها كل السنين دى تفتكر رد فعلها هيبقى ايه
إلتوى فم مالك بابتسامة عابثة ناهضًا هو الآخر
-هتفرح طبعًا، انا شوفت هيام بتبصلك ازاى يا عمى، مظنش أنها تزعل لو عرفت انك ابوها، لو هنكلم عن الزعل اللى بجد ف والدتها الأولى أنها تزعل منها لانها هى اللى هربت منك و استخبت زى الحرامية، ومكتفتش بكدة و بس لا دي كدبت على هيام كمان
كان خالد ينظر أمامه بجمود يكز على اسنانه مع كل كلمة تخرج من فوه مالك فأسترسل مالك حديثه محاولًا إقناعه
-عمى انت لو لسه خايف من
قاطعه خالد متمتم بشراسة
-أنا مخفتش من حد أنا خفت عليهم مش اكتر و أنت أكتر واحد عارف يا مالك
هدء مالك من روعه و زفر بضيق غير راغبًا بتسبب ضيق لعمه الأقرب له فى تلك العائلة
-عارف يا عمى بس
قاطعه للمرة الثانية و هو يدور حول مكتبه جالسًا على مكتبه مرة أخرى
-مفيش بس يا مالك وهيام مش عايزك تقابلها تانى و لا تقعد تتنطط لها زى الفرقع لوز زى ما عملت مفهموم
أجابه على مضض
-مفهموم يا عمى، مفهوم
***********
هبط من البناية و إمارات الغضب والضيق تعترى وجهه من عناد عمه وعدم رغبته بأخبار هيام بأنه والدها
فكم يرغب بإدخال السعادة لقلب عمه الذى يعانى من زوجته الأنانية المستبدة و التى لا ترى سوى نفسها
حرك رأسه بعنف وقال بخفوت ساخر
-الله يكون فى عونك يا عمى انا لو مراتى كنت ولعت فيها من زمان
أصطدم جسده بذاك الجسد الأنثوي النحيف وهو يخرج من باب البناية و التى صاحت به ما ان ارتطم بها
-ايه ده!! ما تفتح يا بنى آدم ولا أنت اعمى
أغمض عينيه لوهلة يستجمع ابتسامة باهتة زائفة وهتف بأعتذار
-آسف يا مرات عمى مخدتش بالى
رفعت حاجبيها و عينيها ترمقه من أعلاه لأسفله بنظرة متفحصة متكبرة وخرج صوتها ساخرًا والابتسامة تعلو شفتيها
-هو أنت يا بن نبيلة
فتح عينيه واختفت أبتسامته الزائفة تدريجيًا وانخفض لمستواها متمتم بفحيح الأفاعي
-نسيتى حاجة يا مرات عمى انا مش ابن نبيلة بس، أنا ابن نبيلة و حسن
ابتعد عنها مغادرًا من أمامها بعدما نظر لعيناها بنظرات غامضة أدركت سريعًا مغزاها كما أدركت مغزى كلماته الغامضة والتى كانت تحمل بين طياتها العديد و العديد وظلت هى أمامه محافظة على ابتسامتها التى تعلو شفتيها
وما أن غادر حتى اختفت ابتسامتها وظلت تحرك رأسها بوعيد
-ماشى يا مالك، أما حرقتلك قلبك على بنتى مبقاش انا ندى
**********
-انا خلصت المطبخ لو حابين تأكلوا احضر لكم السفرة يوسف كلمنى و قالى هيتأخر شوية
انتبهت صباح الجالسة بجوار هنادي لحديث سارة فرفعت أحد حاجبيها مغمغمة بغلاظة
-هيتاخر ليه يا بت مقالكيش
-واحد صاحبه تعبان وراح يشوفه هو و زمايلة في المكتب
قالتلها وهى تحدق بتلك القاطنة بجوار صباح تحمل ابنها النائم بين ذراعيها
أما صباح فاتسعت ابتسامتها و استدارت تجاه هنادى و أشارت لها حتى تضع ابنها بالغرفة
-كويس أوى قومى يا هنادى دخلى الولا ينام فى الأوضة
انهت حديثها وهى تغمز لها بعينيها اليمنى دون ان تراها سارة
أجابت هنادى بسعادة داخلية و هدوء ظاهرى
-حاضر يا خالتى عن إذنك
تابعتها صباح حتى ولجت الغرفة وأغلقت الباب من خلفها، كادت سارة أن تغادر الصالون فنادتها صباح بعد ان انتبهت عليها قائلة بلهفة
-تعالى يا بت يا سارة عايزاكى فى موضوع
عبست ملامح سارة وأماءت لها وهي تقترب منها جالسة بجوارها
-نعم يا ماما انا سمعاكى اتفضلى
ردت عليها وهى تربت على صدرها
-نعم الله عليكى حبيبتى، طبعا انتى واخدة بالك من هنادى مش كدة
نشب الرعب مخالبه بقلبها ما أن فتحت سيرة هنادى، فنظرت بأعين صباح قائلة بأستنكار
-واخدة بالى منها ازاى يعنى لمؤاخذة؟
زفرت صباح وهي تعوج زاوية فمها
-طب يختى اسمعينى و هعتبرك فعلا مش فاهمة، انا جايبة هنادى عروسة ليوسف واهو نبقى ضامنين انها تحمل ومتبقاش بور، ولعلمك هنادى عارفة و مرحبة كمان وبينى وبينك هتموت على يوسف، انتى مش شيفاها بتبصله أزاى
تجمدت الكلمات كما تجمد جسدها عندما استمعها لحديث صباح المهين و الجارح لها، ظلت تحاول الحديث ولكن دون جدوى فصراحتها أو لنكن أدق وقاحتها فاجأتها، ظلت تطالعها بنظرات غير مفهومة فلكزتها صباح بضيق
-فى ايه يا بت انتى هتصورينى، ما تنطقى يا مزغودة انتى
أبتلعت سارة تلك الغصة المريرة بحلقها و نظرت أمامها شاردة بنقطة ما مجيبة إياها
-والمطلوب منى!!!
انفرجت أسارير صباح و اتسعت ابتسامتها وشعرت وكأنها تحلق بالسماء فها هو حلمها على وشك الحدوث و سترزق بحفيد لها عاجلًا أم أجلًا
-مطلوب منك انك حاولى تخليهم يقربوا من بعض، عايزين يوسف ياخد عليها عشان لما نفاتحه يوافق وياسلام بقى لو حبها ده هيسهل ع
كادت ان تكمل ولكنها ابتلعت حديثها عندما وجدتها نهضت بعنف عن الاريكة صارخة بها وعينيها تطلق شرار
-انتى ايه البجاحة اللى أنتى فيها دى، إنتى إيه مبتحسيش، جاية تقوليلى انك عايزه ابنك اللى هو جوزى يحب و يتعلق بواحدة تانية، ايه فكرانى واحدة صاحبتك بتفضفضى معاها بالكلام، وبعدين تعالى هنا هى بنتك لو مكانى ترضى حماتها تعمل فيها كده، ترضى تشوف القرف اللى انا شيفاه منك، انتى ايه تلاجة، ايه الكرة ده، هو كان بأيدى…ربنا عايز كدة هتعترضى على اللى ربنا عايزه وحكم به
صمتت قليلًا وهى تطلع بصباح المدهوشة تمامًا من قوتها المفاجئة بالنسبة لها فأكملت سارة صياحها
-انا خلاص فاض بيا سنين و انا مستحملة طريقتك و اسلوبك اللى زى الزفت معايا خداماكى و خدمة بنتك و براعى ربنا فى ابنك عايزة ايه اكتر من كدة، انتى عايزة ايه مننا ما تسبينا بقى
انتفضت صباح من على الأريكة وقالت بأعين مشتعلة
-اسيبكم، اسيب ابنى ضنايا…ما انتى لو عندك دم و لا شوية كرامة كنتى فهمتى انى مش طيقاكى ومبقتش عايزاكى انا عايزة واحدة تفرحنى بحته عيل يا ارض بور انتى بس نقول إيه البعيدة معندهاش دم…
خرجت هنادى التى كانت تسترق السمع للحديث من الغرفة راسمة الدهشة على وجهها قائلة
-فى ايه يا خالتي بتزعقى كده ليه
أشارت صباح باستنكار تجاه سارة قائلة بغيظ
-الهانم قليلة الادب انا خلاص مش عايزاها، دى لا يمكن تفضل على ذمة ابنى يوم كمان ودينى لخليه يطلقك النهاردة
سعدت هنادى و كادت ان تقفز فرحًا و لكنها تمالكت سعادتها فهدرت سارة بغضب نارى ممزوج بتحدى
-ابنك اللى بتحلفى انك هتخليه يطلقنى عنده استعداد يسبلك البيت وياخدلى شقه لوحدى مدام ده هيريحنى، ابنك اللى بقالك سنين بتزنى عليه عشان يتجوز ويخلف وبرضو مش عايز يسمعلك، وابنك برضو اللى من النهاردة انا مش عايزاه و اشبعي بيه كفايه تعب و حرق اعصاب بقى انا تعبت و زهقت
انهت حديثها مغادرة من امامها متجهه صوب غرفتها و عينيها لا ترى امامها من الغضب، فأخرجت حقيبة متوسطة الحجم و بدأت بلملمة ملابسها و وضعها بالحقيبة بطريقة عشوائية تاركة عباءة سوداء لترتديها بعدما تنتهي وكلما تذكرت حديث صباح يتكاظم الغيظ والغل بداخلها
أغلقت الحقيبة وانتشلت تلك العباءة و قامت بوضعها عليها و وضع الطرحة الخاص بالعباءة على خصلاتها الململمة و التقطت الحقيبة من يدها و قامت بحملها و خرجت من الغرفة رامقة صباح و هنادى بأعين كارهة مشتعلة مغادرة ذلك المنزل الذى سبب لها تعب وارهاق نفسي لن يزول بسهولة
هبطت من البناية فلمحت شقيقها الجالس على القهوة وبيدية الشيشة ينفث دخانها وعينيه من حين لآخر ترمق نافذتها بنظرات سريعة مختطفة يشتاق لرؤيتها و للشجار معها يشتاق لصوتها و عبوسها الطفولى
تنهد بحرارة وهو يزفر ذلك الدخان من فمه فألتقطت عيناه شقيقته وهى تحمل حقيبتها بين يديها فدفع الشيشة من يديه وهرول تجاها هاتفًا بنبرة رجولية غليظة وهو يحمل عنها الحقيبة
-فى ايه!! ايه الشنطة دى و ايه وشك ده …أنتى اتخانقتى مع يوسف!؟
كبحت دموعها داخل مقلتيها و قالت
-خلينا نطلع و هحكيلك كل حاجة يا ثائر
**********
اقتحمت هبة غرفة ابنتها بنفاذ صبر من وجود تلك العقربة المسماه بحنين والتى ترى بعينيها كرهها و غيرتها من ابنتها
ولكن ما رآته جعلها تبتلع حديثها بجوفها و زال غضبها و حل محلة القلق و الخوف على ابنتها التى تتوسط صدر حنين المطوقة لها وتبكى دون توقف متحدثة من بين شهقاتها بكلمات لم تستطع تمييزها
-هيام مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه!!!
اعتدلت هيام ورفعت أناملها و كفكفت دموعها بطفولية فأجابتها حنين بتوتر
-اصل يا طنط واحدة صاحبتنا فى الجامعة عملت حادثة و حالتها حرجة وهيام خايفة عليها
انحنت هبه لمستواها وهي تمسد على خصلاتها بنعومة و حنان فطرى هاتفة بنبرة دافئة
-يا حبيبتى ربنا يصبر أهلها، ان شاء الله تقوم بالسلامة و تبقى احسن من الاول، وانتى كفاية عياط بقى
ثم التفتت تجاه حنين و قالت بدهشة
-هى مش صاحبتك يا حنين و لا ايه
ابتلعت حنين ريقها و اجابتها بثبات زائف
-لا طبعا صاحبتى!!
-اومال مش شيفاكى زعلانة عليها يعنى
ظلت محافظة على ثباتها الانفعالى و قالت
-ما انتى عارفة يا طنط هيام حساسة ازاى، و لو قعدت اعيط انا كمان مين اللى هيسكت بنتك
اماءت لها هبه و حركت أعينها تجاه ابنتها فوجدتها تنظر لها بعينيها الباكية و لثوانى تساءلت لما تلك النظرة التي رمقتها بها لما ذاك العتاب و الخذل الذي تراه فأزدردت هبة ريقها و قالت بخفوت
-مالك يا هيام بتبصيلى كده ليه
اسرعت حنين بالإجابة قائلة
-انا شايفة انك تسبيها تنام انهاردة يا طنط هيام اعصابها تعبانة
ثم رفعت يدها ووضعتها على وجنته هيام المتصبغة باللون الأحمر
-نامى يا هيام و بكرة هنروح نزورها تمام
رمشت لها هيام بعينيها و هبه تتابع ما يحدث ليثاورها الشك و يتسلل لقلبها
تسطحت هيام على الفراش ودثرتها هبه بالغطاء و اغلقوا الاضاءة و خرجوا من الغرفة تاركين اياها بمفردها و ما ان غادروا حتى دفنت هيام وجهها بالوسادة حتى لا يصدر صوت بكائها و شهقاتها الذي بدأ أن يعلو مرة أخرى
***********
دلف يوسف المنزل وعينيه تجول بأركانه عينيه تتلهف لرؤيتها بعد ذاك اليوم الشاق، فرؤيتها كفيلة حتى ينزاح شقائه و تعبه ولكن ماحدث كان عكس التوقعات
حيث وجد والدته تهرول تجاه و هى تصيح و تصرخ بغضب أرادت به أشعاله و تحريضة على زوجته حتى يتحقق مبتاغاها و ينفصل كلا منهم ومع كل كلمة نطقت بها كانت يديها تلوح بالهواء بأنفعال متقنه دور المظلومة
-تعالى يا يوسف…تعالى شوف اللى حصل فى غيابك ..تعال شوف مراتك المحترمة عملت ايه فيا و انت برة تعال ش
قاطعها يوسف بأنزعاج واضح مغمغم بانفعال
-فى ايه يا امى فى ايه… ايه الموشح ده…وليه كل ده
اقتربت منه خطوة مجيبة إياه بنبرة يملؤها الكره
-مراتك شتمتنى و شتمت هنادى وأختك كمان قالتلى عايزاك تطلقها وانها زهقت من القرف اللى انت معيشها فيه و قال ايه كفاية تتعب نفسها عشان ناس متستهلش زينا ولمت هدومها و غارت من البيت
أتسعت حدقتاه بصدمة جليلة و قادته قدماه مهرولًا من أمامها دون الأستماع لباقى حديثها
*********
كان يدور بالمنزل أمامها كاليث الحبيس وأفكارة تزأر لا لسانه، لا يتخيل ما تعرضت له شقيقته دون علمه، فكيف طاوعها قلبها لتخبئ عليه ما يحدث ما بذلك المنزل….لماذا لم تخبرة حتى لا يجلب لها حقها من تلك المرأة سليطة اللسان و التى لا تكف عن أسماعها كلمات لاذعة فقال بصوت مكتوم مختنق بعدما قبض على ذراعيها
-أنتى أزاى ساكتة لحد دلوقتى، مجتيش قولتيلى ليه وانا اوريهم مقامهم بصحيح، سبتيهم يبعوا و يشتروا فيكى بأمارة ايه يا سارة ها
طالعته سارة بنظرات يكسوها الحزن و نبرة ضغيفة مهزوزة
-عشان عرفاك يا ثائر و عارفة انك مبتشوفش قدامك و انت غضبان، بس انا خلاص تعبت يا ثائر تعبت و هايزة ارتاح، انا من حقى ارتاح انا بنى آدمة من لحم و دم
تحررت الدموع من مقلتيها فترك ثائر يديها التى كانت يعتصرها بقبضته و قام بجذبها من على الأريكة ضاممًا إياها على صدره مربتًا على خصلاتها بحنان مقبلًا أعلى جبهتها متمتم بأسف
-حقك عليا يا سارة، متعيطيش مفيش حد فى الكون ده يستاهل دموعك…دموعك غالية اوى يا سارة
زادت سارة من أحتضانة و التعلق بملابسه و شهقاتها تعلو من ذاك الحنان المفرط التى تراه من تؤامها
فصاح بنبرة حاول جعلها مرحة
-خلاص يا ولية انتى مقولنا كفاية دموع مناخيرك هتسيب و هتبهدليلى التيشيرت و هو لسه جديد ملحقتش افرح بيه
أبتسمت بخفة وكادت أن تجيبه لولا تلك الطرقات المتعجلة القوية على الباب فصاحت سارة بخوف
-ثائر ده أكيد يوسف عشان خاطرى خليه يمشى وخليه يطلقنى انا تعبت ومش مستحملة اكتر من كدة
أستجاب لها وأومأ لها براسه
-ادخلى الاوضة و اقفلى عليكى
أبتلعت ريقها و جرت بقديمها نحو الغرفة و اغلقت عليعها و وقفت خلف الباب تستمع للشجار الذى على وشك الحدوث بينهم
فتح ثائر باب المنزل فأندفع يوسف داخل المنزل يبحث عن زوجته معشوقته التى خطفت أنفاسة و اوقعت قلبه بين قدميه برحيلها من المنزل ولسانه يردد اسمها بصوت جهورى دون توقف
-ساااااارة ساااارة
كاد ان يتجهه لغرفتها فجذبة ثائر من يديه متحدثًا بغضب
-هوب هوب عندك يا يوسف فى ايه، حد يدخل بيت حد كدة
وقف يوسف بمواجهته بعدما احتدت عيناه و صاح بغضب اعمى
-وهو ينفع اختك تسيب البيت كدة، يعنى ابقى سايبها الصبح فى البيت أرجع ملقيهاش و القيها لمه هدومها و مشيت
حك ثائر انفة بغيظ و هدر بغضب
-اسمع بقى يا يوسف سارة حكتلى كل حاجة و اللى خالتى صباح عملته ده لو كنت اعرف انها بتعمله مكنتش بصيت فى وشك و لا وشها مش سارة اللى يتعمل فيها كدة يا يوسف سارة دى تاج رأسى و اللى يدوسلها على صباع ادوسلة على عشرة، وبعدين سارة مش عايزة تكمل معاك وعايزاك تطل
سيطر الغضب على يوسف و صاح بنفس النبرة الغاضبة وهو يجذب ثائر من ملابسه
-اوعاك تكملها يا ثائر اختك طلبتها منى كتير و انا معملتهاش و مستحيل اعملها ومستحيل اسيبها، ولو قلتوا ايه انا مش هسيبها
ترك يوسف ثائر الذى سعد بتمسك صديقه بشقيقته و اخفى ابتسامته عنه وظل محتفظًا بغضبه الظاهرى ورغب كثيرًا بأستفزازه و كان له ما اراد
-بس هى مش مرتاحة وعايز تطلق، لو مش عارف تسعدها سيبها وبكرة يجيلها اللى يقدرها و
لم يمنعه من استكمال حديثة سوا تلك اللكمة التى هبطت على وجهه فرفع يديه واضعًا إياها موضوع اللكمة و زادت سعادته بصديقه فأكمل يوسف بصياح بعدما أصبح لا يرى امامه من شدة الغضب
-اخرس يا ثائر ومتخلنيش اتغابى عليك و اختك مش هطلقها انتى سامعة يا هانم مش هطلقك يا سارة وتفضلى على ذمتى لاخر يوم فى عمرى
عقب الانتهاء من كلماته التى ألقاها عليهم غادر المنزل سريعًا
خرجت سارة من غرفتها و هى تقترب من ثاىر بلهفة
-انت كويس يا ثائر
اجابها ثائر بنبرة ذات مغزى
-كويس متقلقيش
**********
《فى صباح اليوم التالى》
استيقظ على رنين هاتفه الذى لا يتوقف عن الرنين فتأفف بضيق و هو يلتقطه بيداه مجيبًا على المتصل بصوت ناعس
-ألو
جاءه صوتها الباكى الذى جعله ينتفض بنومته
-مالك ألحقنى!!
-رنا!! مالك فى ايه…بتعيطى ليه
قالت بصوتها الباكى و الذى فطر قلبه
-انزلى يا مالك انا تحت البيت، انا فى مصيبة
اغلق معها سريعًا و نهض من على الفراش و التقط تيشرت اسود وارتدي إياه على ذاك البنظلون الذى كان بنفس اللون وهرول سريعًا من المنزل و ضغط على زر المصعد فلم يتحمل انتظاره و بدأ بالهبوط على الدرجات
خرج من البناية وصدره يعلو و يهبط بفضل انفاسه اللاهثة فوجدها جالسة بسيارتها فأقترب منها مهرولًا تجاه و صعد بجوارها بالسيارة مغلقًا الباب من خلفه
-فى ايه يا رنا و مصيبة ايه اتكلمى
ارتمت فى احضانه وهى تبكى فأثارت فعلتها دهشته وظل مرددًا عما اذا كان يربت على ظهرها مخففًا عنها أم عليه عدم لمسها
أبتلع ريقه وحرك يديه محررًا جسده من عنقاها الذى طالما تمناه وصاح بقلق بعدما تسلل لقلبه
-فى ايه يا رنا
أطرقت رأسها للأسفل و قالت بخوف و تلعثم
-ااا انا و إياد امبارح يعنى انا والله كان غصب عنى كترنا شرب ومعرفتش حصل كدة ازاى، أنت لازم تساعدنى يا مالك، انا مليش غيرك بابا لو عرف هيقتلنى
اتسعت عيناه وقبض على ذراعيها بغضب وعينيه تبعث نيران من الغيرة و الوجع بآن واحد بعدما شعر بسكين حاد تنغرز بقلبه عندما وصل إليه مغزى حديثها
-انتى بتقولى ايه!!!!!!! انتى حصل بينك و بينه حاجة
أزدردت ريقها و هى تؤما له برأسها فرغم عنه رفع يديه صافعًا إياها و سكاكين حادة تغرز بقلبه
*************
دلفت هبه غرفة هيام المستيقظة والتى ما ان شعرت بدلوفها للغرفة حتى تصنعت النوم فانحنت مقبلة جبهتها ميقظة إياها
-هيام مش هتنزلى الجامعة انهاردة و كمان عشان تشوفى صاحبتك و تطمنى عليها
اجابتها هيام دون ان تفتح عينيها
-لا نازلة ضبطة المنبه متقلقيش
أماءت لها هبه و تنهدت ناهضة من جوارها مستعدة للذهاب لعملها
استمعت هيام لصوت باب المنزل الذى أغلق فدفعت الغطاء بغضب و نهضت من على الفراش و اتجهت لغرفة والدتها بعدما روادتها تلك الفكرة بليل عندما جفاها النوم
أضاءت نور الغرفة و بدأت تجول عينيها بكل زوايا الغرفة وقررت البدء بالخزانه فاقتربت منها و بدات بالبحث عن اى شئ يصلها لوالدها التى لا تعلم عنه شئ
فتمتمت بخفوت اثناء البحث
-زى ما كدبتى عليا و قولتيلى انه ميت أكيد هلاقيله اى حاجة تخصه معاكى
وأثناء بحثها وقعت عينيها على ذلك الصندوق البنى الصغير فألتقطته بلهفة و اتجهت به تجاه الفراش وبدات بالعبث فوجدت هدايا رمزية صغيرة و عدة ورود مجففة يبدو انها منذ سنوات عديدة و أخيرًا وجدت العديد من الصور فأرتجف جسدها و اخذتها باناملها التى ترتجف بعدما خمنت بأن من فى تلك الصور هو والداها التى حرمت منه و لم تكن تعلم بوجوده
نظرت بتلك الصور لعدة ثوانى دقق بها و بملامح والدها التى علمت بانها تعلمها جيدًا و سرعان ما جحظت عينيها و بدأت يديها بفحص الصور الأخرى بصدمة شديدة، لا تصدق ما تراه عينيها فخرج صوتها ضعيفًا وهى تردد بخفوت والدموع تهبط من عينيها بعدم تصديق
-محمد!!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))