رواية مارد المخابرات الفصل السادس والأربعون 46 بقلم أسماء جمال
رواية مارد المخابرات الجزء السادس والأربعون
رواية مارد المخابرات البارت السادس والأربعون
رواية مارد المخابرات الحلقة السادسة والأربعون
ليليان دخلت المطار و إبتدت تخلص ف خِتم الورق و الاجراءات و هنا الظابط رفض يختم الباسبور
ليليان بصّتله بترقُّب و هو هزّ راسه ب أسف : للاسف مينفعش .. حضرتك ممنوعه من السفر
ليليان بنفاذ صبر : انا جوزى مصرى .. و مخلّصه ورقى معاه
الظابط : حاتم ماهر معتصم الشرقاوى
ليليان بصدمه : نعممم ؟
الظابط بروتينيه : يافندم الورق اللى قدامى بيقول إنك مرات حاتم الشرقاوى و هو مانعك من السفر
ليليان حدفت اللى ف إيدها بعنف و إبتدت تتعصّب و صوتها يعلى : حاتم مين و زفت مين ؟
انت إتجننت يا بنى ادم انت ؟ انا مش مرات حد
صوتها إترعش بخنقه : انا كنت مرات رامى الشرقاوى و هو الله يرحمه .. إنما زفت ده انا متجوزتهوش
الظابط ببرود : ده اللى قدامى
ليليان إتنرفزت : قولتلك مش زفت .. مش جوزى .. ثم ان انا جوزى ميت من فتره بسيطه إتجوزته امتى هاا ؟
الظابط بصّ ف الورق قدامه : اللى عندى ان مفيش إثباتات على جوازك من حد إسمه رامى
ليليان بضيق : لإنه ..
و سكتت بدموع مكتومه : لإنه مات بعد جوازنا على طول و ملحقناش .. ثم ان ازاى مفيش؟
الظابط : معرفش .. ده مش مثبت عندى .. اللى عندى إنك متجوزه حاتم الشرقاوى و لازم موافقته عشان تسافرى
ليليان بعنف : هات الزفت اللى ف إيدك ده ورينى
مسكت الورق و بصّت فيه لقت قسيمه جوازها منه بتاريخ بعد موت رامى بتلات ايام !
ليليان بهمس : انا كنت لسه ف المستشفى وقتها .. امتى حصل ده و ازاى ؟
حاتم من وراها بغرور : معقوله نسيتى يا روحى ؟ طب تنسى نفسك و تسافرى من غير إذنى ممكن اعدّيها لكن تنسى حبيبك و جوازنا .. لالا معديهاش
ليليان بصّت وراها بذهول و لمحت ف عينيه مكر و هنا بصّتله بعنف و اخدت حاجتها بغضب و سابته و إتخطّته و مشيت بعد ما إتأكدت إنها لا يمكن هتسافر !
مارد بيطبّل ع الباب و بيدندن بمزيكا : يحيي يا يحيي يا يحيي
يحيي فتح الباب بغيظ : انت مش هتعقل يا لطخ؟
مراد : و اعقل ليه ؟ بعدين انا عارفك قاعد لوحدك زى قرد قَطع
يحيي بغيظ : داك قرد اما ينطحك
مراد رفع حاجبه : هو القرد بينطح ؟
يحيي بغيظ : يعنى انا اللى قرد يا حيوان
مراد دخل ع المطبخ على طول اللى كان ف دخلة الشقه .. فتح التلاجه شرب و قعد ينأنأ و بعدها إبتدى يعمل قهوه
يحيي وراه : انت هنا من امتى ؟
مراد : اول امبارح
يحيى بضيق : و ماشى امتى ؟
مراد : بعد بكره
يحيي : انا مش عارف مش عايز تريّحنى و تريّح نفسك ليه ؟ ما تهمد هنا و قولتلك هساعدك تشتغل معانا هنا
مراد : لاء
يحيي : يعنى ليك مين هناك ؟
مراد مط شفايفه : و ليا مين هنا ؟
يحيي : انا .. اسر و عمر ولادى.. خواتك يا مراد .. مصطفى اخوك .. عيلته .. و بعدين مش يمكن هنا تلاقى
قاطعه مراد و إتنهد بضيق : سيبها على الله .. انا إتربيت هناك و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان ع الوحده خلاص إتأقلمت .. عيشت لوحدى و هكمّل لوحدى
يحيي غمزله : يعنى مفيش حاجه كده و لا كده تقعّدك هنا؟
مراد بغيظ : لاء
يحيي رفع حاجبه : يعنى عيشت لوحدك دى معروفه .. إنما تكمّل لوحدك دى مشكوك فيها
مراد بغيظ : لحق إتفتنلك .. انهى وسخ فيهم اللى بعبعلك
اسر من وراه : و النعمه مانا
مراد بتريقه : يبقا اكيد اختك منى
عمر من جوه : انا منى يا حلوف ؟
يحيي : ممم بردوا هتقولى .. ايه حكاية غرامك بقا ؟
مراد رفع حاجبه : غرامى ؟!
يحيي : مممم اللى جاتلك الكباريه .. الا صحيح ايه اللى جابهالك الكباريه ؟ مين فتن عليك ؟
مراد : اخوها
يحيي بضيق : هو لحق يشم خبر لا و يحطّك ف دماغه
مراد : ممم لوا عندكوا .. اسمه شاكر الدخيلى
يحيي : عارفُه
و اسر و عمر بصّوا لبعض و ضحكوا اوى و يحيي معاهم
مراد : بتضحكوا على ايه ؟
اسر : اصل البنى ادم ده عليه كميه سماجه تكفى بلدنا و بلدك و البلد اللى جنبنا
قعدوا يرغوا و فطروا و قعدوا كتير مع بعض .. بعدها مراد نزل و اخد اسر معاه و مشيوا
عند ليليان ف المطار ..
ليليان سابت المطار بغضب و راحت ناحيه العربيه عماله تهبد و ترزع ف كل حاجه بغيظ ..
حاتم راح وراها ببرود واقف وراها متابعها و حاطط إيده ف جيبه و لسه هتركب راح ناحيتها و شدّها ببرود : رايحه فين ؟ مش شايفانى يعنى ؟
ليليان بغضب بصّتله و بصّت لإيده اللى ماسكه دراعها و شدتها منه بعنف : انت اتجننت ؟ و ايش تكون انت عشان تمسكنى كده و لا تلمسنى حتى ؟
حاتم بضحكه مستفزه : جوزك
ليليان بصوت عالى : انت صدقت نفسك يا حيوان انت ؟ جوزى ايه انت هتكدب الكدبه و تصدقها ؟ الورق ده مزوّر و انا هثبت ده و هوديك ف داهيه
حاتم ببرود : طولة لسان تانيه هثبتلك الجواز بجد و مش هيبقا ع الورق بس
ليليان إتنفضت مره واحده من تلميحاته الجريئه و اخدت بعضها بغضب و ركبت عربيتها بسرعه و مشيت
طول الطريق بتنفخ بغضب و ضيق و مش عارفه تعمل ايه .. كلّمت مراد بس موبايله مقفول و مصطفى مردش .. عايزه تفش غيظها مش عارفه .. كلّمت روسيليا
روسيليا : حبيبتى و روحى وحشتينى يا عمرى
ليليان بغضب : وحشتك ؟ ااه صح
روسيليا بزعل : اه وحشتينى يعنى مش عارفه ؟ و هموت كمان من غيرك
ليليان : اه ف قولتى تموتينى انا كمان من القهره
روسيليا إتخضت : بعد الشر عليكى يا قلبى .. فيكى ايه بس ؟ انا هموت من قلقى عليكى يابنتى
ليليان بعصبيه : متقوليش بنتى دى تانى .. فاااهمه .. انا مش بنتك
روسيليا إتفزعت من الكلمه و قلبها وجعها : ليه بس كده ؟
ليليان بغضب : لو كنت بنتك مكنتيش دخّلتينى الدوامه دى .. كنتى هتبقى جنبى حتى لو على حساب نفسك ..
لكن انتى مبتفكريش إلا ف نفسك
روسيليا عيطت : حبيبتى اهدى بس و فهمينى
ليليان بقهره : افهّمك ؟ افهّمك ايه ؟ مش اما افهم انا الاول ابقا افهمك
افهم ليه مانعنى من نزول مصر ؟ ليه خايفين كده ؟ فى ايه هناك راعبكوا كده ؟
و ارجوكى بلاش حوار خايفين عليكى و القلق و الخطف لإنى مش مصدقاه ..
روسيليا إبتدت تعيط و هى إتنهدت بوجع : مانا كنت جنبك و إتخطفت و إندبحت و كنت هموت .. عملتولى ايه ؟
روسيليا صوتها مخلوط بعياط : طب حبيبتى
ليليان بعصبيه : و لا حوار الجواز اللى طلعتوا بيه فجأه كده .. هى دى طريقتكوا عشان تمنعونى انزل مصر ؟
طب هنزل إنشالله مشى و ورينى هتمنع ازاى؟
روسيليا بذهول : جواز ؟! جواز ايه ؟ و من مين ؟
ليليان بتريقه : ليه متعرفيش ؟ شوفى مين جوّزنى من ورايا لحاتم باشا عشان هو يمنعنى من السفر ..
انا هطعن ف القسيمه و هتّهمه بالتزوير و اللى يحصل يحصل .. هخسر ايه اكتر من اللى خسرته؟
روسيليا بقلق : حبيبتى اهدى و فهمينى براحه لإنى بجد مش فاهمه .. ايه حوار القسيمه ده ؟
ليليان حكتلها اللى حصل بالظبط ف المطار و مع حاتم و تهديده
روسيليا شردت بقلق
ليليان بعصبيه : انا مبقاش عندى حاجه ابقى عليها .. و قسما بالله لو ما إترجع لارفع قضيه و اهدّ الدنيا على دماغ الكل و اللى عنده حاجه بقا يبقا يطلّعها
ليليان مدتهاش فرصه ترد و قفلت بعنف و روسيليا قلقت من كلامها و قلقت اكتر من حوار القسيمه و الجواز اللى جاه فجأه ده و إبتدت تربّط الاحداث ببعضها ..
حكاية منع ليليان ف المطار اول مره و بعدها خطفها و الاغتصاب .. و اخرهم موت رامى و اكيد كانت هى المقصوده .. و دلوقت الجواز المزور اللى طلع ..
كل ده وراه عاصم لإنه اكيد هو اللى زقّ حاتم ابن ماهر الشرقاوى ..
و طالما كل حاجه طلعت مرتبطه ببعضها و هو المسؤل عن اخر حاجه دى يبقا هو المسؤل عن كل حاجه .. و كل حاجه بتخطيطه
روسيليا اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى و إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت !
نضال بضيق : طب اعمل ايه بس ؟ بعتّله حد يخلّصنا من قرفه و لازقته جنب ست زفته بس نفد منها ابن الكلب
عاصم بغضب : اخلص مش هنطبطب عليها .. البت دى بقت كابوس خلّصنا بقا منه بدل ما انت عارف انا ممكن اعمل ايه ؟
شوف حد يزيح زفت ده من سكتها و خلّص عليها خلينا نخلص ..
نضال بشر : ابن الكلب نفد منها .. بعتله كذا حد و كذا عربيه و طلع من وسطهم بحتة خربوش ف إيده ..
زى ما بنت الكلب كمان عدّت منها .. ولاد كلب طالعين زى أبوهم
عاصم إنتبه : ابوهم ؟ ابو مين و مين ؟ تقصد ايه ؟ انا بكلمك عن ليليان و عارفينها إنما زفت ده ابن مين ؟
نضال إرتبك : قصدى يعنى .. إنه ابن كلب هو كمان ..
عاصم بصّله بقلق و هو بتتويه : المهم كانت حركه حلوه منك بتاعه قسيمه الجواز دى
عاصم : انا قولت حاجه تخليها تهمد عقبال ما تخلص و تخلّصنى من قرفها
نضال : ممم متقلقش و الواد حاتم بردوا طلع مطيع ده غير إنه صايع
عاصم بتريقه : و هو لولا إنه زوّرنا القسيمه و حطّناها ف قلب الورق بتاع اجراءات الدفنه بتاعه رامى و مضّناها عليها كانت وافقت اصلا
نضال : خلاص سيبنى كام يوم و انا هظبّطلها حوار كده .. و اهو الست اختك هنا بعد ماهى كرشتها من عندها
عاصم : اخلص و متكلمنيش إلا عشان تدينى إشاره إنك خلصت
مارد : ايه يا حوبا ؟ كده كل ده منسمعش صوتك ؟ اخس على كده
رحاب ع الموبايل : و انت بتسأل اووى .. و انا ياعينى مطنشه مش كده ؟
مراد إبتسم : و الله يا رحاب عارفين إننا مقصرين معاكى .. معلش الظروف الفتره اللى فاتت كانت زفت .. ليليان و اللى حصلها مكناش عارفين نسيبها
رحاب بخضه : ليليان ؟! مالها فيها ايه ؟
مراد إتنهد و ابتدى يحكيلها اللى حصل بإختصار و إستثنى منه حكايه الاغتصاب و قال خطف بس و ناس تبع شغل أبوها .. و موت رامى و حادثتهم !
رحاب بدموع : يا حبيبتى .. كل ده ؟ و انا اللى زعلانه منها إنها مش بتسأل .. اتارينى انا اللى مقصّره و المفروض اسأل
مراد ابتسم لبرائتها : هى عارفه إنك متعرفيش و ياريت لو كلمتيها متكلمهاش ف تفاصيل ..
يعنى ارغوا ف اى حاجه تخرّجها من اللى هى فيه و خلاص
رحاب : حاضر .. انا اصلا كنت كده كده هكلمها .. انا محتاجلها اوى
مراد إنتبه لصوتها اللى إتخنق : مالك يا رحاب ؟ فيكى حاجه ؟
رحاب : لاء مفيش انا كويسه
مراد ب إصرار : لا بجد .. فيكى ايه ؟ انا قولتلك قبل كده انتى زى اختى و لو إحتاجتى اى حاجه انا جنبك
رحاب وجعتها اوى كلمه اختى بس عدّتها و سكتت
مراد إنتبه لسكوتها و إنها بتعيط : طب إدينى عنوانك .. انا هنا ف مصر على فكره
رحاب بلهفه : بجد ؟
مراد إبتسم : ايوه .. قوليلى بس انتى فين و نتقابل عايز اتكلم معاكى كتير اصلا
رحاب إبتسمت بدموع : لا مش هينفع
مراد : ليه ؟
رحاب إرتبكت : اا .. اصل انا ف الصعيد .. انت عارف انا عايشه مع عمامى .. و بعدين مش هينفع تجيلى و انا مش هنزل القاهره دلوقت .. خليها وقت تانى
مراد حس بإرتباكها : رحاب فهمينى بس عندك ايه ؟ حاسّك مخبيه حاجه
رحاب بتهتهه : لالا مفيش .. بابا واحشنى اوى و انت عارف اول مره انزل من غيره
مراد اتنهد : ربنا يرحمه .. عموما اى حاجه تحتاجيها كلمينى من غير ما تترددى ثانيه .. فاهمه
رحاب إبتسمت بحزن : حاضر
قفلت معاه و دموعها إبتدت تنزل بصمت مش عارفه على بُعده و لا على ليليان و اللى عرفته حصلها و لا على حياتها هنا و معامله عمامها لها !
مراد قفل معاها و نفخ بضيق لإنه عارف سبب حزنها .. و اد ايه أبوها كان طول الوقت قلقان عليها من خواته و طمعهم فيه .. بس للإسف مفيش ب إيده حاجه يعملهالها .. بس ياترى القدر مخبى ايه ؟
غرام صحيت الصبح بدرى اخدت شاور و واقفه تدندن قدام الدولاب و هى بتختار لبس
من زمان بتمنى اقابلَك .. قلبى عمره ما حب قبلَك
أصله مرتاحلَك و سابلَك .. روحٌه فيك واياك تسيبْ
من زمان وانا قلبى نفسٌه .. يبقى نَفَسَكْ هو نَفَسُه
لو فيك إيه علىَ طوٌلـ يحسُّه .. يتجرح لو يومـ تغيب
دخلت عليها نهله مرات خالها و إبتسمت لشكلها
نهله بغمزه : خيير
غرام برّقت : مممم نعمم
نهله ضحكت اوى : هو عداكى ؟
غرام إبتسمت : تخيّلى ؟ مانا قولتله يا اعدلك يا تبوظنى
نهله : ممم ربنا يستر
بّصتلها و بصّت للدولاب : كنتى بتعملى ايه بقا ؟
غرام قفلت الدولاب ببراءه مصطنعه : انااا ؟ خاالص .. و لا حاجه .. هو انا منهم ؟ اللى يقفوا قدام الدولاب ساعه و ف الحمام ساعتين و قدام المرايه تلاته لحد ما ينسوا هما كانوا رايحين فين .. ابسولتلى
نهله هزّت راسها بضحك : ااه اه مانا عارفه .. انتى مكنتيش منهم اه عارفاها دى .. إنما هتفضلى مش منهم .. دى .. اشك
غرام ببراءه : يا شيخه بلا قلة ادب .. هو فى احلى من الجينز على اى بلوزه و اى طرحه و الكوتشى ابو فيونكه و نبقا فُله شمعه منوره
نهله ضحكت اوى و هى خارجه : الله يكون ف عونه
خرجت و غرام رجعت فتحت الدولاب تانى بسرعه و بتدندن
نهله فتحت الباب مره واحده و قبل ما غرام تتكلم شاورتلها على فستان موف رايق : ده احلى و الله
و قبل ما غرام ترد مشيت بسرعه و قفلت الباب و هى بتضحك
غرام ضحكت بغيظ و رجعت بصّت للدولاب : اه فعلا عندها حق .. انا ازاى مكنتش شايفاه؟
دخلت اخدت حمام و لبست الفستان اللى إختارته نهله .. موف رايق و فيه حزام سيلفر رقيق عند الوسط و عليه طرحه بنفس اللونين و كوتشى ابيض و شنطه بيضا ..
بصّت لنفسها ف المرايه ب إبتسامه : منك لله يا مارد .. انا كان مالى و مال المرقعه دى ؟!
ضحكت و اخدت حاجتها و نزلت ..
خبطت ف امها : ايييه يا طمطوووم مش تركز
امها ضربتها على قورتها بخفه : انا بردوا اللى محتاجه اركز ؟ ده انتى ده بقا عندك ضايع خالص
غرام ضحكت اوى و شاورت على راسها مكان ما امها ضربتها : يا شيخه …هو انا عندى ده من الاساس ؟
امها ضحكت اكتر
غرام : همشى بقا لاحسن كده هتأخرينى
امها شدتها : لو ابوكى إتضايق ابقى قوليله اى حجّه و انتى مش هتغلبى
غرام بسرعه و هى ماشيه : اه ماشى حاضر هبقا اقوله
رجعت تانى و رفعت حاجبها : حجّة ايه ؟ و اقول لمين ؟
امها فهمت إنها مش رايحه لأبوها : امال سيادتك رايحه فين و متسربعه كده ع الصبح ؟
غرام سكتت شويه : مشوار و سيبينى لحد ما انا اللى اجى احكيلك
امها إتنهدت : اما اشوف اخرتها يا غرام
غرام باستها من خدها : اخرتها خير ان شاء الله
امها : ان شاء الله .. بس بردوا عدّى على أبوكى الاول
غرام سكتت بضيق : ربنا يسهل
امها بإصرار : حبيبتى أبوكى ف المستشفى …صحيح سيف بيقول إنه كويس و إصابه خفيفه من شغله بس بردوا لازم تروحيله .. حبيبتى ده أبوكى و مهما كنتوا بعيد عن بعض بس لحد هنا و دى مفهاش كلام
غرام : حاضر يا ماما
امها إبتسمت : و بعدين يا ستى إعتبرى نفسك بتشترى ودّه .. بتلاغيه يعنى .. عشان اما تحتاجيه بعدين تلاقيه جنبك
غرام إبتسمت : ااه ده انتى بتثبّتينى بقا
امها ضحكت : لاء انتى اللى هتثبتيه يا روحى
غرام حدفتلها بوسه و جريت : حاضر بس ابقى ادعيلى
خرجت و امها إبتسمت : ربنا يهديكى و يراضيكى
غرام مشيت و قبل ما تروح مشوارها اللى مرتباله من بدرى نفخت بضيق و قررت تروح لأبوها المستشفى الاول
راحت مستشفى القوات الخاصه ..
غرام : هو فى حاله هنا بأسم مهاب السويدى
موظف الاستقبال بعد ما قلّب ف الكمبيوتر قدامه : اه يا فندم كان هنا و لسه خارج من شويه
غرام نفخت بغيظ : الله يسامحك يا ماما
الموظف بصّلها قوى بيجمّع بتقول ايه
و هى بصّتله بغيظ : ما تبص قدامك
سابته و مشيت بغيظ .. ماشيه بتاكل ف نفسها و فجأه خبطت ف حد و إتفاجأت بقهوه بتتدلق و إيد لحقتها شدتها بعيد
غرام بغيظ : ما تفتح يا حمار انت ازاى اصلا تلمس
و رفعت وشها و برّقت : ماارد ؟!
مراد كان وشه بينطق من الغيظ و قبل ما يتكلم من غير مقدمات إنفجر ف الضحك
غرام إبتسمت قوى : يعنى افهم بتضحك على ايه ؟ انت لولا شدتنى كنت حميتنى بالقهوه بتاعتك دى
مراد إبتسم : مره من نفسى يا بتاعة القهوه .. انتى ناسيه إتقابلنا ازاى ؟
غرام رفعت حاجبها : اه انت بتردهالى بقا
مراد ضحك : هو العمل اللى انتى عاملهولى رسماه على فنجان قهوه ؟
غرام بغيظ : عمل ؟
مراد هز راسه بإستفزاز : اللى جابنى على ملى وشى لحد عندك و اللى بيحدفنى ف سكتك كل ما اتحرك خطوه
غرام إفتكرت اول مره جاتله المكتب و هو قالها للدرجادى واقعه ..
ابتسمت بمكر و حبّت تردهاله : طب انا كنت جايه لابويا انت ايه بقا ؟ للدرجادى واقع ؟ اووووه يا حرام
مراد هنا افتكر هو كمان و ضحك اوووى : انتى قلبك اسود اووى
غرام بهزار : لاء و انت الصادق ده سُكّرى غامق شويه ..
لعلمك بقا البنت ممكن متكونش فاكره ايه ف شنطتها
بس بتكون فاكره انت قولت اى من سنتين و 8 شهور الساعه 6:23:45 !
مراد إبتسم : طب ايه داخله و لا خارجه ؟
غرام : لاء كنت جايه لبابا كان هنا بس خرج
مراد : فيه حاجه و لا ايه ؟
غرام ببرود : لاء عادى إصابه بسيطه
مراد : ممم و رايحه على فين تانى ؟
غرام إبتسمت : كنت رايحه لواحد كده عايزه اخده مشوار بس الحظ سعفنى و جابهولى لحد عندى
مراد ربّع إيديه و ابتسم : و الواحد ده كنتى ريحاله فين و ليه اصلا ؟
غرام افتكرت سوء ظنه ف ملامحها إتضايقت : و ياترى ده كان هيبقا رده ايه عند حضرتك ؟
مراد همس بإبتسامه : لاء المرادى غير
غرام ربعّت إيديها زيه بمكر : غير ف ايه بقا؟
مراد رفع حاجبه : لاء ده انتى رايقه ع الصبح
غرام إبتسمت : جدااا
مراد : عموما ده كان موقف و عدّى و انا شرحتلك ظروفه إنى كنت مضغوط .. انا اصلا اكتر حاجه بكرهها ف حياتى سوء الظن
غرام إبتسمت : و بتكره ايه تانى ؟
مراد بجديه : و الكدب
غرام : و ايه تانى غير دول ؟
مراد إبتسم : لاء اللى غير دول هتعرفيهم واحده واحده و لوحدك .. بس دول اهم ما عندى و اللى من عندهم بتتبنى علاقاتى مع اى حد و اللى بردوا من عندهم ممكن تنتهى
غرام بصّتله بإعجاب واضح اووى .. حسّت ان الحب اللى كانت بتحبهوله عشوائى و إنها دلوقت بتقع ف حبه بجد ..
غرام بهزار : و انا تفهّمت الموقف و عدّى زى مانت قولت و عشان إثبتلك انا ممكن اكرره عادى
مراد إبتسم : لاء انا قولت ثقى فيا اه بس مش للدرجادى يعنى .. انا بشر و ربنا
غرام بضحكه عَذبه : لاء انت مارد .. الا صحيح مين سمّاك مارد ؟
مراد : يحيي .. و من بعده عامر الله يرحمه .. و بعدها إنتشرت
غرام : ممم يحيي و عرفناه.. مين عامر بقا؟
مراد : ده اللى قفل المثلث .. ماهو لو نسبت الفضل ف اى حاجه ف حياتى لحد هيبقا لتلاته لجدى مَهد اللى اخدنى ف بيته و شيّلنى اسمه و لولاه و لا كان هيبقى ليا بيت و لا اسم ..
و يحيي اللى ساعدنى ادخل شرطه و يبقالى اسم و مكانه و لولاه كان زمانى لسه حته عيل متمرمط من ورشه لورشه و مكنش هيبقا ليا مستقبل ..
و تالتهم عامر الله يرحمه .. و ده له الفضل ف حاجات كتير .. ده اول حد درّسلى ف شرطه و إتدرّبت على إيده و اول حد إشتغلت تحت ايده و لولاه مكنش هيبقا ليا مكانه مميزه و الحمد لله الكل بيشهدلها ..
حتى حياتى مديونله بيها لإن لولاه كان زمانى ميّت .. اخر مهمه طلعناها سوا مات هو عشان انا اعيش ..
هرّبنى و اصرّ لإنى امشى بعد ما هو إتصاب لإنى لو كنت إنتظرت معاه ثوانى كنت مُت ..
العربيه كانت هتنفجر بينا و هو عارف نفسه كده كده متصاب مش هيعرف يخرج و يعطلنى ف اصرّ إنى اسيبه و قبل ما اغيب عن عينه كان مات
غرام ب اسف : الله يرحمه
مراد مخدش باله من دموعه اللى نزلت غصب عنه و هى قرّبت منه مسكت إيده بحب و إتكت عليها
و هو إبتسم بكسره : عادى .. احنا حياتنا كده .. مفيش ظابط ف العالم إلا و حاطط اللحظه دى قدام عينيه .. بس الذكى بقا اللى يبقا عامل حسابها
غرام بصّتله و سكتت و هو إتنهد : يعنى هو سايب بنته .. لوحدها .. من غير ام و لا حتى اخوات .. و تايهه من غيره .. ساعات بقول لنفسى اللى زينا مالهومش خلفه و لا حتى جواز ..ليه نفارق و نسيب قلوب مكسوره ورانا ؟
غرام : ده قدر ربنا و محدش بياخد غير اللى مكتوبله .. يعنى هى مكتوبلها ده ..
حتى لو أبوها مكنش ظابط كان بردوا هيحصلها اللى حصل و تبقا لوحدها .. تفتكر لو أبوها مش ظابط مكنش هيموت مثلا ؟ و لا كنت هتفضل وحدها ؟
مراد سكت شويه : عارفه إنى مفتكرش عن أبويا غير إنه ظابط .. او كان ظابط الله اعلم هو دلوقت ايه ؟
غرام : ظابط ؟
مراد : ممم .. ساعات بيبقى نفسى الفّ على كل ظباط الدنيا و اشوف مين فيهم أبويا و مين فيهم كان عنده عيله و راحت ف حادثه .. و ارجع و اقول لنفسى خلاص حتى لو لقيته هعوز منه ايه ؟
مش هيعملى حاجه اكتر من اللى عملته لنفسى .. إتربيت و كبرت و إتعلمت و إشتغلت و اذا كان مدوّرش عليا ليه ادوّر انا عليه ؟!
غرام إبتسمتله بحزن على وجعه بعدها عشان تغير مجرى كلامهم بصّت ع الشاشه كانت ف ريسيبشن المستشفى
غرام ضحكت : الله !!
مراد كانت الشاشه وراه إلتفت ناحيتها و إبتسم : بلبل حيران !
غرام : ممم .. الفيلم ده انا بعشقه و رغم إنه بيبان للكل كوميدى بس له مغزى حلو ورا الكوميديا اللى فيه
مراد إبتسم : مغزى ممم .. اللى هو ؟
غرام إبتسمت :
في الفيلم زينة كانت دايما بتكنسل على بلبل ومبتردش عليه ولما يسئلها مبترديش ليه ؟
تتحجج ف تقوله مبسمعش الموبايل ، مبكونش فاضيه .. اى حجّه بقا ،
بلبل قالها في مشهد أن “كتر أتصالي بيكى في أوقات مختلفة وأنتى مترديش ولا حتى لما تفضي تتصلي ده أسمه تجاهل. والتجاهل مبيتغفرش.
هى فعلًا كانت بتتجاهله .. لكن فى الاخر زعلت اوى إنه سابها وخطب غيرها ..
برغم إنها لو كانت إهتمت شويه وبطّلت الحاجات اللى هي شيفاها تفاصيل صغيرة كانت كسبته ، التفاصيل الصغيرة دي لما بتتراكم بتبقى مشكله كبيره
المقصود منه يعنى ان التفاصيل إللي بنشوفها صغيرة جدا مش ظاهره وهي كل واحده لوحدها إنما لما نحطها جنب بعض بتعمل مشكله كبيره .. و ان ف الأخر الجبل هو شوية رمل و حصى صغير بس متراكمة فوق بعضها.
و ان اى حد مهما كان بنت أو راجل بيحب اللى يفرّحه ، اللى يضحكّه ، اللى يهتم باللي بيهتم بيه ويشاركه تفاصيله الصغيره..
الحب اهتمام قبل اى حاجه .. معظم العلاقات دلوقت بقت بتنتهى بالإهمال اكتر ما بتنتهى بمشاكل و خلافات ..
البرود ف اى علاقه مُزعج جدا بيجبرك تنسحب من العلاقه حتى لو روحك فيها
مراد كان بيسمعها و منمدج معاها اوى .. و عشان الرساله اللى ورا كلامها كانت واضحه و صريحه قدر يقراها بسهوله و إبتسم
مراد ضحك : طب بمناسبه الاهتمام تعالى افطّرك الاول و بعدها اشوفك عايزه تودّينا فين ؟
الا صحيح مشوار ايه اللى اول ما جيتى قولتى عايزه تاخدينى ليه ؟
غرام إتوترت شويه : نفطر بس الاول و اقولك
مراد لاحظ توترها بس معلقش ..اخدها و خرج برا
غرام : تيجى ناخد فطار سريع جنبنا هنا ؟
مراد إتلفت حواليه : جنبنا فين ؟
غرام ضحكت : لاء مش قصدى هنا .. فى مطعم اوبن ع الكورنيش قريب من هنا .. نروح ناخد حاجه ع السريع
مراد إبتسم : طب بما إنه قريب من هنا تيجى نتمشى
غرام متكلمتش بس شبكت صوابع إيديها بين أصابعه و إتحركت و هو إبتسم
غرام ضحكت : بس حلوه تفطرنى دى ؟ ممم طب مانت بتتعلم بسرعه اهو .. امال ايه بقا ؟
مراد : لاء ياختى ماليش فيه .. انا عامة مش بفطر و ممكن يومى كله يقوم على اكله واحده و خفيفه كمان .. انا عملت عشانك لاحسن تاكلينى
غرام ضحكت اوى بصوتها كله و هو ضحك معاها : ده انتى بقا يتخاف منك .. طب مثّلى قدامى حتى .. حوّرى عليا ع الاقل لحد ما تدبسينى
غرام بهزار : مسمعتش المثل اللى بيقول .. إتجوزى الراجل اللى متحاوليش تشفطى كرشك و انتى معاه
مراد ضحك : يعنى الواحده منكم تآكل فراخ و شيبسى و إندومى و مكرونة وورق عنب و شيكولاتة
و ترجع تقول : إيه دة ؟! أنا طلعلى كرش ! آمال عايزة يطلعلك ايه ؟ غمازات ؟
غرام بصّتله بغيظ : بتتريق ؟ طب ياريتك بكرش
مراد برّق : نعمم ؟!
غرام إبتسمت ببراءه مصطنعه : اماال .. يعنى الواحده تتجوز واحد طويل و بعضلات وأول ما يتعصب عليها يفرتكها .. ولا تتجوز واحد بكرش يكسل أصلا يزعقلها ؟
مراد ضحك اوى : و الله اللى زيك الواحد يخاف يروح يقول لأهلها انا طالب إيد بنتكوا لا يقولوله و الله يا بنى لو تعرف تشيل إيديها من الاكل خدها
غرام كشرّت بغيظ و هو ضحك اوى ..
وصلوا مكان ما وصفتله قعدوا فطروا و هو طلبلها شاى بلبن
غرام : مممم عجبتنى على فكره
مراد بيغيظها : لا عادى انا بشترى دماغى
غرام : على فكره انت م تعوّد نفسك تاخد بالك من التفاصيل بجد
مراد بضحكه يغيظها : حاضر حبيبتى .. ايه ده ؟ انا ملاحظ إن وزنك زاد شويتين تلاته ع الريجيم ، و اللى قبّ ده آيه ؟ كرش ؟ آآآه ، و بقا عندك لغد و …..
غرام كزّت على سنانها بغيظ : خلآآآص ، مش للدرجادى يا تحفه
مراد ضحك اوى و هى حدفته بمعلقه قدامها .. فطروا و خلصوا و قعدوا شويه و قاموا
رجعوا مشى تانى لمكان عربيته ..مراد فتحلها و مدّلها إيده بصّت لإيده بعِند و ضحكت تغيظه و ركبت ..
لفّ ركب و بصّلها بغيظ عشان مرضيتش تمسك إيده : لعلمك بقا ف الخطوبه الواحد مننا يبقى بيتلكك عشان يمسك إيديها و هى بتعدّى الشارع
غرام رفعت حاجبها : و بعد الجواز ؟
مراد بضحكه يستفزها : لاء بعد الجواز يبقى بيتلكك إنه يسيب إيديها يمكن عربيه تلهفها و حاجه
غرام برّقت اوى و هو إبتسملها بغرور إنه عرف يغيظها و مشى ..
شويه و فتح الكاسيت و قعد يقلّب فيه .. جاب وائل جسار ” بحبك مش هقول تانى ” و بيدندن معاه
غرام بغيظ : بحبك مش هقول تانى ؟! مايديها بالقلم احسن
مراد ضحك و هى زقّت إيده و فضلت تقلّب ..
جابت اليسا ” مليون احبك” ..
إبتسمت بغرور : شوفت بقا احنا نَفَسنا طويل ازاى .. بحبك لمليون مره مش زيكوا
( و قلدت صوته بتريقه ) بحبك مش هقول تانى
مراد ضحك بتريقه : يابنتى انتوا من كتر رغـيكوا ..
تـحس ان الواحده منكوا لو قـفلت بوقها شفايفها اللي فوق تـقـول لشفايفها اللي تـحت عاش مين شافك
غرام ضحكت و رجعت تقلّب و بعدها وقفت على ام كلثوم و سابتها و علّت اوى
مراد رفع حاجبه : ام كلثوم ف عزّ الضهر ؟ و بصوت عالى زى الدى جى ؟ و عالطريق ؟ لا انا قولتها انتى يتخاف منك
غرام ضحكت اوى : أم كلثوم و هي بتقول
“العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه”
تحسها كده عايزة تقول انتوا زبالة يا بتعرفوا ناس زبالة
مراد ضحك اوى : انتى مشكله ؟ حتى الست اللى مختلفش عليها اتنين مش عاتقاها
غرام ضحكت اوى و هو سكت و بصّلها : هاا ؟ عايزه تروحى فين من الصبح و متردده ؟ هتودينا فين بقا ؟
غرام بإرتباك بتداريه : اناا ؟! لا خالص لو مش حابب خلاص
مراد : انا قولت مش حابب ؟! انا قولت كده ؟!
انا بس شايفك متردده و كل ما اسألك تتوّهى كأنك لسه مش واخده قرار .. ايه بقا المكان اللى مش عارفه تقررى تروحيه و لا لاء ؟
غرام إبتسمت بتوتر : طب امشى كده
مراد مشى على وصفها لحد ما وقف عند مكان معين و هى سكتت و بصّتله و هو بصّ من القزاز و بصّلها و تقريبا كان فهم
غرام فركت إيديها بقلق من رد فعله : مراد .. انا عارفه ان اللى هقوله ممكن يزعّلك .. هيضايقك لو مفهمتنيش صح .. بس انا عايزه ابقا جنبك بجد.. ابقا جنبك بالفعل مش بالكلام ..
مراد بصّ على عيادة الدكتور النفسى و بصّلها بتردد شويه و سكت كتير ..
فكر يرفض .. او حتى لو لزم الامر يتراجع عن الموضوع كله .. بس حسّ إنها عندها حق ..
الخطوه دى كان لازم ياخدها من زمان .. كان رافض لإنه معندوش اللى يشجعه .. معندوش اللى يحاول يصلّح كتير عشانه .. بس دلوقت بقا عنده .. و فى إيد بتتمدله تشدّه من الغرق .. ياترى يغرق و لا يتشعبط فيها و يطلع من اللى هو فيه ؟!
مراد بصّلها كتير بترقُّب : هو انا ممكن اسألك سؤال ؟
غرام هزّت راسها و هى عارفه عايز ايه و هو سكت شويه : هو انتى جيبانى هنا عشان مش متقبّله مراد اللى شفتيه بعد ما كشفته قدامك .. ف بتحاولى تغيّريه .. و لا دى مساعده ؟
غرام إبتسمت و لمح ف عينيها لمعه عشق نوعاً ما طمنته : مراد .. انت فتحتلى قلبك و حياتك و وافقت بوجودى جنبك حتى لو مقولتهاش صريحه
و انا عشان ابقا جنبك لازم اساعدك و إلا وجودى مش هيبقا ليه لازمه ..
و عشان اساعدك جيبتك هنا .. و عشان هنا اول خطوه ف انا حبيت اخدها معاك .. حبيت نبتديها سوا
مراد بصّلها بإطمئنان و هى إبتسمت بحب : عارف يا مراد .. العلاقه الناجحه هى اللى بتعمل حسابك فيها على تقبُّل العيوب مش التعامل مع المميزات .. و انا تقبّلت كل العيوب اللى ورتهالى و اللى لسه هشوفها قبل ما اشوف اى حاجه حلوه
مراد إبتسملها بهدوء و إتنهد و رجع بصّ للعياده و هزّ راسه و نزل و هى فتحت و نزلت
دخلوا و قعدوا شويه إستنوا الدكتور .. بعدها طلعتلهم ممرضه و دخلتهم
مراد كان لسه هيعترض على دخول غرام معاه .. بس إتراجع .. هو خلاص قرر يمشى معاها سكه واحده يبقا لازم يبقوا مكشوفين لبعض بشكل يخليها متتفاجئش بعد كده و لا تتصدم
دخلوا و قعدوا و مراد بتلقائيه مسك إيديها بكل الخوف اللى جواه من الكلام اللى هيقوله و ذكرياته و جروحه اللى لازم تتفتح عشان المرادى تتنضّف صح و تتعقم عشان تلمّ كويس ..
و هى بكل الحب اللى جواها إتكت على إيده تطمنه
الدكتور إبتسم لشكل العلاقه بينهم : خير اتفضلوا
مراد إبتسم ربع ابتسامه و سكت كتير و اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده و إبتدى يحكى كل حاجه من نقطه الصفر و اللى حكهالها من قبل ..
اتحفّظ شويه ف الاول بعد كده اتكلم ب إرياحيه اكتر و الدكتور بيسمعه بإهتمام
وصل لحد علاقاته المتعدده و العنف و الساديه و كل التفاصيل
الدكتور بتفهُّم : طيب ف البدايه كده انتوا متجوزين و لا لسه ؟
مراد : لسه شويه
غرام إبتسمت من ردّه لإنه عجبها .. لسه شويه ده معناه إنه خلاص قرر بس مشكلته ف الوقت و دى محلوله
الدكتور : تمام .. و لعلمك من كلامك و تفاصيلك اقدر اقولك مشكلتك علاجها سهل …هياخد وقت اه لكن مش صعب .. معرفه سبب المشكله بيساوى نص الحل ..
و طالما الساديه اللى انت فيها لها سبب و سبب عنيف كمان زى الاغتصاب و الخطف و بُعدك عن اهله يعنى الحرمان .. يبقا كده حطينا إيدينا على الدافع اللى وصّلك لكده .. و بمجرد ما هنقضى على الدافع هتلاقى الموضوع بيختفى معاك حبه حبه لحد ما يتبخر
بصّ ل غرام : و طبعا انتى كمان هيبقا ليكى دور .. العلاج هنا مشترك ..
ف الحالات اللى زى دى لازم على الزوجة إحتواء زوجها، ومساعدته إنه يتخطى المرحله دى و العنف منه ميتواجهش بالعنف معاه حتى لو ف الكلام..
و الهدوء و الحنيه و تعويض الحرمان و سدّ الفراغات الكتير الموجوده جواه
غرام إبتسمت اوى : دى بقا عليا .. و من غير اى حاجه ده دورى اللى كنت هاخده كده كده
قعدوا يتكلموا كتير مع الدكتور و مراد نوعا ما إرتاح .. حسّ إنه خد خطوه إيجابيه كان لازم تتاخد
مراد ابتسم بهدوء بعد ما اتطمن و اخد غرام و مشى
ركبوا العربيه و مراد رجّع ضهره لورا و ربّع إيده الاتنين ورا راسه و غمّض عينيه مبتسم
غرام حسّت بالهدوء النفسى اللى ممكن يكون إبتدى يتشكّل جواه و محبتش تقطع عليه هدوءه
مراد بصّلها بإبتسامه عَذبه : انتى مش متخيله انا حاسس ب ايه دلوقت ؟ حاجه كده زى النار اللى مره واحده إتحدف عليها ميه متلجه تبرّدها
غرام : و ان شاء الله النار دى هتتحول رماد و تنطفى للابد
مراد سكت شويه : النار اما بتنطفى بتدخّن و تعفّر و بتسيب الرماد اثر لوجودها ف يوم من الايام
غرام : كل حاجه هتخلص .. بس واحده واحده و مع الوقت .. و طالما خدنا اول خطوه يبقا سيبها انت بس على ربنا و الباقى هيجى بعدين
مراد اخدها و مشى : هااا هتودينا على فين تانى يا بركه ؟
غرام ضحكت : عايزه اشترى شويه حاجات من المول .. نروح سوا .. حابه اتعرّف على ذوقك و اختياراتك بس بالفعل
مراد : مممم ده انا تحت الاختبار بقا
غرام : اينعم .. مش يمكن ذوقك مش يعجبنى
مراد : طب مانتى شوفتى ذوقى قبل كده فيكى .. جربتينى ف نفسك يعنى .. هاا ايه رأيك ؟
غرام بثقه : تؤتؤ انت ذوقى انا اصلا
مراد ابتسم و اخدها ع المول اللى وصفته ..
وصلوا و دخلوا قعدوا يلفّوا ف المول كله .. لفّوا كتير و اشتروا حاجات اكتر و اغلبيتها ليها و من ذوقه هو
مراد واقف و ساند ضهره لورا و حاطط إيده على راسه بغيظ و غرام جايه عليه : ايه رأيك ف دول يا مرادى ؟
مراد لسه هيتكلم لمح اللى ف إيديها بصّلها بغيظ و برّق : ايه دول يا روما .. لبس بيبيهات ؟!
بصّلها بغيظ : اه عندك حق مانتى جيبتى حاجات تكفيكى عشر سنين قدام .. ندخل بقا ع البيبيهات
غرام ببراءه : اعمل ايه شفتهم و عجبونى
مراد إبتسم بغُلب و هى ضحكت : لاء ماهو عشان تبقا عارف انا بحب الاطفال جدا .. بعشقهم ..
عايزه يجى .. يجى.. لالا مش عارفه اعدّ .. انا عايزه حبّه عيال كتير .. و يبقوا شبهك .. عيون بتقلب و شعر لونه مموّج و مانجهات كده يعنى .. و كمان
قطع كلامها صوت موبايل مراد اللى رن و بصّ فيه و وشه إتغيّر و قام مره واحده من غير ما يقولها حاجه حتى
مراد بلهفه و هو قايم : ليليااان .. ايه يا حبيبتى فينك كده ؟ امبارح و إنهارده مسمعش صوتك .. طمنينى
غرام بصّتله قوى على طريقته و لهجته و كلامه و ردّه بسرعه و لهفه .. إتضايقت اوى خاصه إنه اخد الموبايل و قام
مراد بعد ما اتحرك بعيد : اهدى بس يا ليلو و فهمينى اللى حصل بالتفصيل
ليليان حكتله كل حاجه بالتفصيل حصلت معاها ف المطار و حكايه الجواز من حاتم و القسيمه اللى شافتها
مراد بضيق : يعنى انا عايز افهم .. مش إتفقنا متتصرفيش من دماغك .. بتسافرى ليه انتى ؟ بلغّتى مين ؟ خدتى رأى مين ؟
ليليان بضيق : انا افتكرت كده اتحلّت .. جوازى من رامى حلّها
مراد : ماهو جوازك من رامى لسه متوثقش و رامى مات و القسيمه مكنتش طلعت لسه .. و طالما حد زوّر القسيمه يبقا اكيد إتلعب ف جوازك من رامى
ليليان بدموع : و العمل ؟
مراد بتفكير : كده إبتدت توضح يا ليليان .. تزوير جوازك هدفه منعك من إنك تسافرى و طالما هما ورا التزوير ده يبقا هما ورا كل حاجه من الاول .. كل حاجه منعتك من السفر
ليليان إتخضّت من الكلام لإنها عارفه ان نضال ورا الخطف بس مش قادره تتكلم ..خايفه منه بعد ما هددها بالفضيحه
مراد إنتبه لسكوتها : حبيبتى اهدى .. انا جنبك .. مش هسيبك و مش هتخلى عنك .. مستحيل هسمح لحد يقرّب منك او يلمس شعره واحده منك يا حبيبتى اهدى
و ده كان الوقت اللى غرام قامت عشان تشوفه اخّر ليه .. و للإسف وصلت ف اللحظه الغلط و سمعت اخر جمله .. كزّت على سنانها بضيق و إتراجعت لورا بغضب
مراد : اهدى .. و كده جاه وقت الخطوه اللى انا كنت مأجلها من الاول ..
هنزلك مصر متقلقيش .. بس ب اسم تانى و هنا هدبرلك مكان و هعدّلك كل حاجه بحيث تبقى ف امان لحد ما كل حاجه تتحل .. و ب إذن الله هسلمك لأبوكى ف إيديه
ليليان إبتسمت من بين دموعها من مجرد سيره أبوها : يارب يا مراد ياارب
مراد إبتسم : متقلقيش حبيبتى انا مش هسيبك .. المهم ركزّى ف اللى هقولهولك ده و نفذيه بالظبط زى ما هقوله عشان تبقى ف امان لحد ما اشوفك
مراد خلّص مع ليليان و راح ل غرام اللى كانت واقفه بتكزّ على سنانها و وشها بيقول إنها مش هتعديها
مراد إبتسم من الغيره اللى بتتنطط على وشها و هى رفعت حاجبها بغيظ : ممم يعنى تتكلم و عملت فيها العاقله و قولت كل حاجه هتروح واحده واحده لحد ما يتعود ..
لكن تسيبنى زى الاباجوره و تمشى ده اللى مقبلهوش
مراد ب إبتسامه بيغيظها : اباجوره ؟! لا يا روحى متقوليش على نفسك كده انتى حد جميل
غرام بغيظ : مراد بطّل برود .. بس عارف انا الغلطانه .. مان لازم بدل ما اقف اكل ف نفسى كده كنت اشدّ منك الموبايل و اشوف الاراجوز اللى كان بيضحّكك
مراد ببرود بيستفزها : و معملتيش كده ليه ؟
غرام غيظها بيزيد خصوصا من الإبتسامه الواسعه اللى على وشه اللى مفكرّاها من المكالمه و متعرفش إنها هى اللى رسمت الإبتسامه دى بغيرتها .. و رسمتها جواه اكتر من براه
مراد : و بعدين دى اراجوز دى ؟ دى ؟ حرام عليكى يا شيخه ده كفايه اسمها .. عارفه بيسموها غُريبه من نعومتها و رقتها
هنا غرام فقدت اخر سانتى من اعصابها و حدفت لبس الاطفال اللى كان لسه ف إيديها ف وشه : طب خد بقا لبس ولادك
و هو ضحك اوى من منظرها و على كلمتها و هى بصّت حواليها بغيظ عايزه تحدفه بحاجه يمكن تفش غيظها و اما ملقتش ..
تهتههت بغيظ متملّك منها : طب طلقنى بقا .. هاا
مراد مش عارف يبطّل ضحك و كل ما بتنطق ضحكُه بيزيد و هى حدفت باقى اللبس ف وشه : و ادى لبس عيالك هااا
مشيت من قدامه بخطوات عنيفه و غيظ و هو بيضحك اوى و مره واحده ضحكته إختفت فجأه اما لاحظ كل اللى حواليه بيبصّوله
واحده جنبه كبيره : ليه كده بس يابنى ؟ مزعّلها ف ايه ؟ حد يزعّل العسل دى ؟ دى شكلها بتحبك .. طب أديها عايزه تطلق هتعمل ايه بقا ؟
مراد لسه هيرد قاطعُه واحد من جهه تانيه قريب منه : يا عم دول بيتاخدوا على قد عقلهم .. ع الاقل عشان خاطر العيال اللى مصبّرينا عليهم .. اديها رمتلك حاجه عيالك و مشيت و مش بعيد تسيبهم و تقولك رايحه بيت أبويا ماهم فالحين ف كده
مراد هنا تنّح اووى و برّق و همس بغيظ : اه يا بنت المجنونه .. يعنى اسمع ان الرجاله كلها بتدخل الاماكن اللى زى دى و تخرج مرتبطه .. مخطوبه .. متجوزه حتى .. شاقطه و انا ادخل و اخرج مطلّق .. و معايا عيال كمان .. الله يحرقك يا شيخه
بصّ حواليه لمنظر الناس اللى بتبصّله و رفع حاجبه و عدل لياقة التيشرت و اتحرك من وسطهم بسرعه : نيله .. انتى يا يا حرام .. غرام
غرام سابته و مشيت و خرجت برا المول كله اخدت تاكسى و روّحت و سابته و هو خرج اخد عربيته بس ملحقهاش بس مشى وراها لحد ما روحت .. إبتسم بغيظ و مشى
غرام روّحت دخلت اوضتها بغيظ و عماله رايحه جايه تنفخ : ممم .. امال ايه .. ده صايع .. و انا كنت عارفه من الاول و زقيت ف سكته .. ميسوقش فيها ليه بقا .. لاء و لسه ..لسه .. مش عرفت و رضيت اشرب بقا ..
لاء اشرب ايه ؟ ده انا اشرب و اكل كمان .. ده .. ده كان بيضحك ببرود و كأنه عايز يقولى اخبطى دماغك ف الحيط .. اااه يااانى
روسيليا بعد ما ليليان قفلت معاها .. قعدت تراجع كل اللى حصل ف الفتره الاخيره ..
إبتدت تربّط الاحداث ببعضها و إبتدت تفهم اللى حصل لليليان ورا بعضه و مين ممكن يكون وراه ..
إفتكرت تهديد عاصم و اللى حصل زمان و اول ما تفكيرها وصل للنقطه دى إتنفضت و قامت وقفت بعنف لبست و خرجت
راحت على فيلا عاصم و دخلت بعنف .. الحرس كلموا عاصم بلّغوه و هو نزل بضيق لإنه عارف ايه اللى جابها ..
اكيد ليليان بلغتها باللى حصل معاها ف المطار .. و من منظرها اتأكد
عاصم ببرود : خيير .. بنتك عملت ايه تانى ؟
روسيليا بغضب : مانت عارف اهو
عاصم : و الله بنتك كل يوم بمشكله شكل و مصيبه شكل .. قرفها مبيخلصش .. ف لازم تكونى جايه عشانها
روسيليا إندفعت : عارف انا لو بنتى ف مصيبه .. لو عندى مشكله انت اخر واحد ممكن الجأله .. عارف ليه ؟ عشان انت مبتنجدش حد .. ف مابالك بيها هى ؟
لو هتموت انت اخر واحد افكر اجيله لإنى إكتشفت إنك ورا كل اللى حصلها و بيحصلها .. بس للإسف إكتشفت ده متأخر و متأخر اوى كمان
عاصم ببرود : ممممم و لو إكتشفتيه بدرى كنتى هتعملى ايه يعنى ؟ ف إيدك ايه ؟
قولتلك لميّها و معرفتيش يبقا متلوميش إلا نفسك بقا طالما حتى متملكيش تلوميها
روسيليا بهجوم : لا يا عاصم ف إيدى كتير و كتير اووى كمان .. و اذا كنت زمان هددتنى ب ليليان و سكتت عشانها .. دلوقت يوم ما هلاقيها بتتأذى مش هسكت ..
مش هقف اتفرج عليك و انت بتأذيها و اسكت .. قبل كده سكتت عشان متتأذيش لكن يوم ما هلاقيها كده كده بتتأذى مش هسكت ..
زى ما سكتت قبل كده عشانها دلوقت بردوا ممكن اتكلم عشانها
عاصم مسكها بغضب : و انتى عارفه ساعتها انا ممكن اعمل ايه .. ثم إنك هتتكلمى تقولى ايه و لمين اصلا ؟ عندك ايه تقوليه ؟
روسيليا بعنف : لو انت معتمد على نقطة إنى معرفش حاجه تبقا غلطان ..
اسمع يا عاصم انا صحيح يوم اما اخدت ليليان مكنتش اعرف عنها حاجه و مازلت معرفش حاجه ..
خلصّتها من تحت إيدك و هى حته عيّله وقعت ضَحيّه لخلاف بينك و بين أبوها اللى انا معرفهوش و لا اعرف اللى بينكوا بس كفايه اوى إنى اعرف امها ..
و يوم ما هاروح اقول ل همسه مراتك ان ليليان تبقا بنتها و اعرّفها اللى انت عملته ف ولادها زمان .. ساعتها هى اللى هتعمل مش انا !
همسه كانت نايمه فوق و صحيت على صوتهم .. و اما صوتهم بقا عالى اما اتعانفوا على بعض نزلت تشوف فى ايه ..
خرجت من اوضتها بس قبل ما تنزل عندهم و هى واقفه بعيد عن عينيهم خالص ع السلم من فوق كلمة روسيليا الاخيره رنّت بعنف ف ودنها ” يوم ما هقول لهمسه مراتك ان ليليان بنتها هى اللى هتعمل ”
كلمة روسيليا نفضت جسمها زى اللى صعقتها بكهربا .. الكلمه بترن ف ودنها و بتتكرر زى الصدى
همسه ع السلم من فوق و مره واحده حسّت الدنيا بتلّف بيها و بتضلّم و روحها بتنسحب و عينيها إبتدت تغمض و روحها إبتدت تنسحب لدنيا تانيه .. دنيا مفهاش وعى ..
حاولت كتير تقاوم و فجأه _
تبع
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مارد المخابرات)