رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية بركان عهد (شغف القاسم) الجزء التاسع
رواية بركان عهد (شغف القاسم) البارت التاسع
رواية بركان عهد (شغف القاسم) الحلقة التاسعة
سبحان الله وبحمده ✨️ سبحان الله العظيم
☆☆☆☆☆
طريق الخطأ «عرفته» وبصدفة غير مقصودة دخل حياتي مرت الأيام وتوالت الأحداث حتى اكتشفت أنه أفضل ما حصل لي هو؛
ذلك الخطأ وتلك الصدفة.
الحب لا يجمع المتشابهين ، الحب يجمع المختلفين دائماً ، كإثنين بينهما فارق في العمر ، أو احدهم يعشق الاهتمام واخر يحتويه البرود ، أو قد تغير نفسك من أجل شخص بينما هو لا يغير ساكنا ، إثنين أحدهما له ماضي والأخر يحب لأول مره.
كانت ليله غاضبة مِنْ ليالي الشتاء البارد جلست إِلى شباك غرفتي أمعن النظر في الفضاء الرحب وبيْنما أنا في تأملي وتفكيري ودون سابق إِنذار ، دوت السماء مزمجرة برعود تصم الاذان ولمعان وميض البرق يخطف الأَبصار دلفت الي غرفتي و اوصطت باب الشرفة خلفي واقتربت من فراشي اتطلع الي الأطفال وأقارنهم ببعضعم البعض لكي استطيع تفرقتهم عن بعضهم اختطف قلبي احدهم عندما ….
ابتسم لها “بدر” يبادلها النظرات كمن يرحب بها وهو يطبق على سبابتها، اجتمعت الدموع بعينها تمعن النظر إلي وجهه حتي شردت في لقاء المطار حين استطدمت ب”قاسم” تذكرت مقلتيه الغامضة وهدوءه نفس نظرة العين، شعرت بوخذه في قلبها أغمضت عينها تستغفر ربها لهذا الشبه الذي بث القلق داخلها، نفضت ما يجول بخاطرها تحدثه:
— انا عرفتك يا بدر باشا خلاص يا ابو عيون كحيلة.
ثم حولت رأسها تنظر الي “براء”
— وأنت بقى يا أستاذ براء عيونك عكس عيون بدر ليه، لدغته في أرنبة انفه بخفه
متابعه بمرح
— رد عليا مش أنتم توأم ليه عيونكم مش شكل بعض
وابتسمت وهي تكمل حديثها معهم — بس أقولكم احسن عشان اعرفكم من بعض
وانحنت تقبلهم بحنان
— هسبكم دقايق لحد ما أحضر الحمام ليكم علشان تاخدو شاور مع مامتكم “كارمن”
ثم ساورها القلق من فكره مرضهم بسبب بروده الجو غمزت لهم بطرف عينها
— فكروا معايا أنتم هتبردوا لو اخدتكم معايا الحمام فكروا بدل ما انتم بتبصوا ليا كده انا هلاقي حل ان شاء الله انتظروني ….
قالتها وتركتهم وغادرت لتحضر لهم الحمام دافئ، دلفت غرفة الحمام
ظلت تفكر وتنظر حولها تبحث بعينها عن شئ يصلح لاستحمامهم وجدت وعاء يصلح للاستحمام ملئته بالمياه الدافئة واخذت معها الادوات المستخدمه في العناية بالبشرة والشعر المخصصة للأطفال ودلفت غرفتها، وجدتهم نائمون وضعت الطبق علي المائدة والأدوات بجواره
اقتربت منهم تمازحهم
— لا متحولوش انا لازم ابعد عنكم ريحه الموت ونبداء حياه هاديه وسعيده..
وهنا تذكرت خديجه تجمعت الدموع في عينها تتذكر وعدها لخديجه قائله من بين دموعها :
— اوعدكم عمرى ما هزعلكم وهفضل احميكم لآخر نفس في عمرى بس شرط تحبوني زى ما حبتكم وتقدرو اللي عملته علشانكم ومتتخلوش عني..
انهمرت دموعها تخوفا من فراقهم لها
— بجد هو ممكن يجي يوم وتسبوني فيه.. صدقوني ساعتها هيحصل ليا فعلا حاجة من غيركم
تململوا في نومهم علي صوتها …..
سارت نحو بدر أخذته ووضعته في الماء وظلت تنظر له بسعادة على أنه مازال نائماً انتهت من تحميمه وحملته و وضعته بالمنشفه تلفه وتجفف جسده ثم وضعته في فراشه وذهبت تغير المياه وتأتي بأخرى نظيفة وعادت مره اخرى فعلت المثل مع براء حتى انتهت
أخذت بصدرها تضمهم بحنو وظلت تغني له حتي ينام ……
— نام نام نام، وأدبحلك جوزين حمام، وأعملك طاجن وبرام، وأقعدلك سهران ما بنام، وأغزلك زعبوط وحرام، وأخطبلك بنت من الشام. وأقطفلك ورد الأحلام. وأكتبلك ع الورد كلام…
على صوتها العذب غفي براء هو الاخر ، صمتت عندما صدح صوت أذان الفجر دثرتهم بالغطاء ونهضت تسير على روؤس أصابعها حتي لا يستيقظوا، ذهبت تتوضأ لتقضي فرضها، أرتدت إسدال صلاتها و وزقفت تصلي وهي تبكي وتناجي ربها وتدعوا لهم وهي ساجده تناجي ربها بقلب خاشع منهك من شدة الحزن ……
انتهت من صلاتها ونزعت اسدالها وجلست تفكر فيما مرت به طيلت حياتها وما حدث لها منذ ان التقت بخديجة وحملت مسؤوليه بدر وبراء…
ظلت تفكر في وجع قلبها وما سببه امسكت هاتفها تتصل على “خالد” لكي تطمئن علي “نازلي” لم يجيب عليها تركت له رسالة بالغة التركية:
خالد عليك أن تجيب على اتصالاتي لقد بدأ يساورني القلق عليكم كيف حال ماما نازلي وطمئني عن صحة والدي…….
Halid, telefonlarıma cevap vermelisin, senin için endişelenmeye başladım Nazlı anne, babamın sağlığı konusunda bana güvence ver.
تركت الهاتف من يدها ووضعته على المنضدة واستندت بظهرها على مخدع الأريكة تغمض عينها داهمها شبح ابتسامة عندما ظهر طيف قاسم امامها غفت وهي جالسة ما يقرب الساعتين وفاقت على صوت بكاء براء الذي بصوته أيقظ بدر،
هرولت لهم تطمئن عليهم .
ابتسمت له عندما حملت براء تحدثه:
— تعالا نروح نعمل الرضعه بتاعتك على ما بدر باشا يصحي..
أخذته وذهبت الي المائدة تعد الرضعه الخاصة به وعادت الي الغرفه وهي تدندن له أغنيتها المفضله و وضعته في فراشه بهدوء وذهبت تعد رضعة لتوأمه بدر وعادت ترضعه وهو نائم ظلت تضحك على حركاته وهو يرضع وتركته نائم وذهبت لكي تيقظ ريهام من نومها …….
طرقت باب غرفتها ودلفت عندما لم تجيب عليها ريهام وجدت الغرفة فارغه عادت غرفتها واتصلت عليها وظلت تاخذ الغرفة ذهاب وايابا حتي اجابتها ريهام بصوت متعب وإرهاق يظهر في بحه صوتها ازيك يا كارمن .
ردت عليها كارمن بتسأل :
— انتي فين يا بنتي من الصبح كده وانا صاحيه من زمان ومحستش بيكي وانتي خارجه ليه .
هدرت ريهام بلهفة تطمئنها عليها :
— اهدى وبطلي قلقك ده أنا نزلت مستشفى مكان ليلي صحبتي بس في حادثه كبيره والدنيا مقلوبه لأنه واضح أنهم حد مهم وانا تعبت جدآ لأني لوحدي .
كارمن بدعم تشحذ عزيمتها
— معلش يا حبيبتي ربنا يعينك هتيجي امتي .
اجابتها ريهام بخفوت
— ان شاء الله معاد تسليم شفت كمان ساعتين، بتاعي كنتي عاوزه حاجه.
إجابتها كارمن بنفي
— لا يا حبيبتي خلاص انا كنت عاوزه انزل أجيب شويه طلبات عشان بدر وبراء.
ريهام بتوهان
— مين بدر وبراء
وصمتت لثواني ثم حتي تستجمع ما قالته كارمن واكملت حديثها وهي تضحك
— لا متقوليش انك اختارتي اسمائهم بتهزرى صح .
ضحكت كارمن بصوت عالي يملئه السعادة
— ايوه طبعاً هما ولادى الحلوين بس ايه رأيك فجأتك وعرفت اختار اسمائهم.
هنئتها ريهام مبروك عليهم يا قلبي ربنا يرزقهم خير اساميهم ويحفظهم ليكي من كل شر وتشفيهم عرسان وانا لما اجي انزلي هاتي اللي عوزاه انتظرني .
عبست كارمن من ذكر حديث زواجهم قائله برفض :
— مش جوزهم انا هخليهم جانبي مافيش بنات تستاهل ولاد كارمن سالم خلي بالك من نفسك وانتي راجعه.
واغلقت معها الهاتف وخطت بخطوات بسيطة نحو الفراش تنظر إلى بدر وبراء بدهشه
— معقوله انا أجوزكم وتسبوني ده من رابع المستحيلات
تسطحت وسطهم وجعلت من ذراعيها وسادتين للاطفال وذهبت في نوم عميق.
☆ فلاش باك ☆
يتسطح على فراش مرضه بين جدران العناية المركزة متصل بجسده أسلاك الأجهزة الطبية كان يرقد جسد هامد من شده الألم وهول المصيبة التي سقطت على رأسه اطاحت بما يربطه بالحياه ولاكن عقله لم يجعل جسده يستجيب للأدوية كان يتصارع مع اشباح الواقعة المشئومه وكانت تقاسيم وجهه تتشنج من أثر ما يراه في كوابيسه كان يري أبنائه وخديجة في سيارتها ثم وقفت بهم ونشب حريق كبير في سيارتها هبطت بهم عندما رأت فتاة صهباء تقبل عليها ابتسمت لها وهي تبسط زراعيها واعطت لها ابنائها واخذتهم الفتاه هي وخديجة وغادروا الي مكان أشجاره خضراء مازالت متقزمة حولها ورود من جميع الأنواع تفوح رائحة الفواكه منهم بشكل ممتع ولاكنة بعيد عنه بعد شاسع عزم الوصول اليه ….
كلما حاول ان يقترب وجد الأشجار تنمو وتكبر يقف يستند على ركبتيه يلهث ويفرك مقلتيه لكي يتأكد مما يراه يجد الأشجار كلما اقترب منها زادت في نموها بشكل سريع حتي تشابكت أغصانها ولم يعد يري ابنائه الا من ثقب صغير بين ثمار الأشجار وهو يصيح باسمائهم يود لو يسمعونه او يجد سبيل للوصول اليها ..
ظل هكذا ياخذ سياج الاشجار ذهبا وايابا ويهرول حول المكان يبحث عن مخرج لكي يصل اليهم ظل يكسر اغصان الأشجار حتي جرحت يده ونزفت واصبح يري ابنائه والمرأة الصهباء بوضوح ولكن مازال بينهم حاجز كبير……
ظل يصيح بإسم خديجه
— سايبه ولادنا وراحه فين.. ردى عليا بصيلي يا خديجه
واشاره بسبباته على كارمن وأكمل
— بصي وراكي في ست أخدت ولادنا وبتلعب معاهم وانتي سبتيهم ليها وماشيه…..
ابتسمت خديجه من بين دموعها تجيب عليه قائله:
— أنا لازم امشي وما عادش ينفع ابص ورايا جيه ميعادي ولازم افارقكم وهي هتخلي بالها من ولادي مافيش قدامي حل تاني..
قالت جملتها الاخيره وهبط طائر من السماء حمل خديجه وطار بها بين السحاب، وقاسم يصرخ باسمها خديجه .. خديجه .. خديجه
فرت دموعه ولكنه سرعان ما عاد الى رشده وحول بصره الى الفتاه التي ما زالت تحمل ابنائه وتغني لهم بسعادة
تحدث اليها بترجي:
— لو سمحتي هاتي ولادى أنتى أخدتيهم ليه هاتيهم دول ولادى انا .
اجابته البنت بهدوء وهي ما زالت تجلس على ارجوحه مزينه بالورود والزهور مختلفة الألوان:
— تعالا خدهم بس لحد ما توصل ليهم هما ولادى انا شايفهم مبسوطين معايا وبيحبوني ازى ومش بيعيطوا …..
كانت نظرات قاسم مسلطه على ابنائه يطلب منها بقلة حيله:
— انا مش عارف ادخل افتحيلي الباب عشان اجي العب معاكم.
ردت عليه بإجابة اتعبته أكثر وصعب عليه الامر :
— لا أنا ما اعرفكش علشان افتح ليك الباب لازم تلاقيه لوحدك ..
ظل قاسم يهرول حول سور الحديقه يبحث عن الباب ولكن بدون جدوى لم يجد الباب، أخذ يهز سياج الأشجار يقبض على الاشواك كمن يقبض على روحه، تسيل الدماء من كفيه تؤازر غضبه….
حتى فاق مفزوعا وأصدرت الأجهزه الطبيه صفير إنذار أن المريض يمر بأزمة صحية..
كان هو ينظر حوله وجد أنه ما زال في غرفه العناية المركزه أقبلت ريهام تهرول عليه تحاول تهديئته قائله
— أهدى أنت كويس حمد السلامه ممكن تتنفس بهدوء ومتتحركش حرك صوابعك لو تقدر وقولي حاسس بأيه.
ازدرد قاسم لعابه وامتسل لتعليماتها وحرك سبابته وتحدث :
— انا الحمد لله عاوز اخرج.
حاولت ريهام ان تتعامل بعمليه تجيب عليه:
— انا هنقل حضرتك اوضه عاديه حالا.
رد عليها قاسم بصوت متحشرك قائلا:
— عاوز أخرج من المستشفى خالص.
هزت ريهام راسها بلا تخبره بحالته :
— ده مستحيل مينفعش نهائي ده انتحار.
اعتدل قاسم قليلا وحاول نزع جميع الأجهزة ومن ثم استقام ودفع ريهام التي تحاول منعه ولاكن بسبب بنيان جسده القوي بفعل التدريبات التى يخضع لها، لم تستطع ريهام إيقافه، هرولت الى باب العنايه تصيح على الممرضين أن يأتوا لمساعدتها..
اثناء منادتها دلف يزين يساعدها يحاول منعه والحديث معه قائلا بتروى:
— اهدى يا قاسم عاوز تخرج تروح فين وأنت تعبان كده وجرحك نزف تاني .
اجابه قاسم بوجع وحزن والدموع تترقرق في مقلتيه وصحن عينيه الذي رسم فيه سوره زوجته وابنائه يخبره:
— عاوز اخرج ادفن اللي فاضل منهم.
غمز يزن الى ريهام كي تقترب منه وامسكته من ذراع ويزين من زراعه الآخر واجلسوه على الفراش مره اخرى يخبره:
— العقيد سلامه عمل كل الإجراءات وجهزهم للدفن.. أهدى أنت ومفيش حاجه هتحصل إلا لما أنت تقدر تقف على رجليك وتبقي كويس.
اندفعت ريهام تقطع حديث يزن بصوت غضب قائله :
— ما ينفعش يخرج هو حضرتك فاكر نفسك فين في النادي.. انتم هنا في مستشفى ودي روح بني ادم متعرضه للخطر.
وقبل ان يجيب عليها يزن قاطعها قاسم بحزم قائلا:
— أنا هخرج دلوقت يعني هخرح وهو عارف ان محدش يقدر يمنعني من حاجه أنا عاوزها ..
استقام بألم وهو ينظر لها قائلا:
— بعتذر عن أسلوبي معك في الكلام بس اكرام الميت دفنه
قالها وانهمر دموعه.
ترقرقت الدموع في عين ريهام حزنا عليه ورأفت بحالته تخبره:
— يبقي لازم تاخد شويه أدويه عشان تقدر تستحمل المجهود اللي هتعملهم و ما يحصل لكش مضاعفات
طلبت من الممرضين أن ينقلوه غرفه عاديه، وبالفعل اصطحبهم ممرضين الى غرفته وتركوها هي ويزن.
اقترب منها يزن وهي تبكي على حال قاسم قائلا:
— أنا آسف علي الطريقة اللي كلمتك بيها بس غصب عني قاسم ده مش صاحبي بس ده أبويا وأخويا كمان وخسرته يعني خساره الدنيا بالنسبه لي …
التقط اعينهم في نظره كانت خاطفه للب اثنتيهم سقطت نظراته على أثر أنامله على عنقها عندما كان يحاول خنقها واللاصق الطبي الذي تخفي به خدش اظافره أيضا وبدون مقدمات وبنفس الجرأه المعهود عليها رجال المخابرات
اطبق على كف يدها وطبع قبله على باطنها قائلا :
— انا اسف سامحيني يا دكتوره ريهام
وتركها وغادر قبل ان تستوعب ما حدث منه.
احتلت الصدمه ريهام وشعرت أن جسدها مقيد وعقلها لا يستوعب فعلته وبعد دقائق هزت رأسها تنفض كل هذا عندما تذكرت قاسم هرولت خلفه وذهبت الى غرفته وجدته قد ارتدى ملابسه والجميع ملتف حوله يحاولوا منعه ولكن لا حياه لمن تنادي..
كانت والدته تبكي تترجاه وتتوسل اليه بقلب أم مفتور من القلق على ابنها:
— ارجوك عشان خاطري يا ابني انت لسه تعبان انا لا يمكن اسيبك تخرج وأنت في الحاله دي.
حاول والده منعه بهدوء يخبره انه ما زال مريض وعليه المكوس في المستشفى حتى ترد اليه عافيته:
— يا قاسم شد حيلك وبعدين اعمل اللي انت عاوزه كله ما حدش هينمعك يا حبيبي .
صدح صوت جده الاجش قائلا بأمر :
— سيبوه يعمل اللي هو عاوزه علشان يرتاح وانا اتصلت يجهزوا المدافن.
التفت له الجميع بدهشه من حديثه و ترتيب عوني الذي تفاجئ به أحمد الذى كان يظن انه سوف يؤجل كل شيء حتى يطمئن على صحة ابنه ولكن والده فاجأه بما يجب عليه فعله والذي لا يحتمل التأجيل.
اجاب عليه قاسم قائلا :
— أنا جهزت وهاروح لوحدي ومش عاوز حد معايا.
اقترب منه يزن ووقف أمامه ينظر له بتساؤل :
— ازاي هتروح لوحدك كلنا لازم نكون جامبك..
وحول راسه الي ريهام يحدثها بأمر — وانتي كمان هتيجي معنا يا دكتوره عشان لو تعب.
وقبل ان يكمل حديثه دلف العقيد سلامه.
القى عليهم التحيه ورفع حاجبية الاثنين وهو يهز رأسه بفخر وأكمل حديثه بثقة لم يتفاجئ بما يفعله قاسم هو أكثر الناس علما بما يجول في عقل هو
الأب روحي لقاسم وكان واثقاً من تصرفه قائلا :
كنت واثق انك هتعمل كده أول ما تشد حيلك وتقوم لينا بسلامه وعملت كل التحضيرات والجميع في انتظارك جميع زمايلك وتلامذيتك واتفضلوا يلا معايا واشاره لعوني برأسه علامه على أن يطمئن على قاسم .
خرج قاسم في المقدمه يسير بالشموخ كمان لم يحدث له شيئا أحزانه وألم قلبه لم يضاهيهم شئ في الحياه.. ركب سياره الإسعاف التي تحمل باقي اشلاء جثث زوجته وأبنائه عندما اراد يزن ان يركب معه اغلق قاسم باب السياره في وجهه
علم يزن ان قاسم لا يريد أحد أن يركب معها يريد ان يبقى بمفرده معهم ظل ينظر الى الصندوق الذي يحمل اشلائهم يحدثهم بقهر و وجع وألم لم يشعر بهم من قبل :
كان نفسي اربيكم وافرح بيكم واتسند عليكم لما اكبر… انتم اللي طلعت بيكم الدنيا عمري ما حسيت اني سعيد غير لما كنت بشوفكم
وابص عليكم انا حتى ما لحقتش اشبع من ريحتكم
ومرر يده على صندوق وأكمل من بين دموعه
ليه سبتوني ومشيتوا هونت عليكم ازاي طب كنت خدوني معاكم…
انتم اللي كنتم بتربطوني بالحياه…
لما اتجوزتك يا خديجه ضحيت بحاجات كتير كان نفسي فيها وكل اللي اتمنيته ان ربنا يرزقني باولاد منك يغنوني عن اللي بتمني وقولت أكبرهم وافرح معاهم… وازعل معاهم ويبقوا اخواتي بدل وحدتي في الحياة..
لكن ما كنتش عارف ان عندك وطيشك وتهورك هيخسرني ولادي وحياتي ونفسي
عمري ما هسامحك ويوم المشهد العظيم هقتص حقي منك وحق ولادي
ظل يبكي ويحدثهم حتى وقفت سياره الأسعاف هبط منها وجدهم قد وصلوا جميعهم الى المقابر هرول يزن وزملائه في ليساعدوه في حملهم وسارو كان هو في المقدمة هو و يزن والباقي في الخلف حتي وقفوا أمام القبر وجدوا مسؤول المقابر يقف ينتظرهم أقترب لا يأخذ الجثمان ويدفن ولاكن اشاره له قاسم ان يتوقف وهدر بصوت الأجش انا اللي هدفنهم محدش يلمسهم رجع الجميع للخلف و وقفوا يشاهدون وهم يتلوا ايات القرآن الكريم….
وناهد تبكي بحرقة وهي وتتشبس في ملابس احمد… لاكن نظرات عوني كانت مثل الرصاص لها تتهرب منه الرعب تملك منها خوفاً من عقابه لها الذي لم يتنازل عنه
وعن ما سيفعله فيها قاسم هي سبب قهرت ابنها فاقت عندما جلس قاسم يغلق بنفسه المقبرة بعدما دفنهم واستند بكفيه ورأسه على المقبرة وقال كلماته الأخيرة لهم
انا حياتي انتهمت من بعدكم وعمري ما هنساكم علشان انتم ولادي وكنتم هتبقوا اخواتي وقطعة من روحي…
وكان نفسي اشوفكم بتكبروا قدامي وافرح بيكم بس القدر كان اقوى مني… و عمري ما هسامحك يا خديجه على اللي انت عملته وبسببك خسرت ولادي لو كنت سمعتي كلامي كان زمانكم في حضني بس وحياه كل شعره فيكم و نقطه دم نزلت من اولادي وكل الم عاشوه لاخذ حقكم من اللي كان السبب.
وظل يقرأ القرآن الكريم لأكثر من ساعتين وحول نظره بغضب قائلا :
يلا بينا انا هرجع مع جدي في عربيته واقترب من جده يصطحبهم الى السياره
لم يتفوه عوني بكلمه ولا احمد وناهد هربت من نظرات اللوم والعتاب الذي كان ينظرها لها
وتركوا الجميع خلفهم…
اقترب اللواء سلامه من احمد يعزيه في مصيبتهم وفعل مثله يزن وزملائه جميعاً…
مازالت الصدمه تحتل وجه ناهد ويهاجم عقلها افكار لا تعلم من اين تأتي لم تسمع أو تجيب على أحدا مما أخذ بخاطرها….
فاقت على صوت احمد يمسكها من زراعها يحسها على انتباه له قائلا:
يلا يا ناهد علشان نمشي احنا كمان الكل مشي وحول نظره الى يزن قائلا:
وانت يا يزن توصل الدكتوره ريهام لحد باب بيتها وانصرفوا جميعهم
اشاره يزن الي ريهام الذي وجدها مفطوره من البكاء قائلا:
يلا بينا يا دكتوره علشان اوصلك واطمن عليكي.
هزت راسها بالموافقه وسارت بجوار وركبت معه السياره
في نفس الاثناء
كانت كارمن تبكي على بكاء بدر وبراء وهي تحملهم الإثنين معا بين ذراعيها تسالهم بقلق كما لو أنهم سيجبون عليها
ما لكم انتوا كنتم كويسين اكيد شفته حلم وحش انا هقرا لكم قران وارقيكم زي ما كانت ماما نازلي بتعمل معانا:
ظل تقرا عليهم ايات الذكر الحكيم وهي تهددهم تأخذ الغرفه بهم ذهابا وايابا لكي يهدوء ولكن بقت محاولتها بالفشل
ولم يكفوا عن البكاء ولكنها لم تستطيع تهدئتهم وضعتهم على فراش مره اخرى وذهبت تجلب حقيبه ريهام الطبيه لكي تجري عليهم فحص طبي لتطمئن على حالتهم الصحيه وعادت بالفعل وشرعت في الكشف عليهم واحد تلوا الآخر
هذا ولكنها نزعت السماعه الطبيه من اذونها تسالهم من بين دموعها:
ممكن أعرف انتو ليه بتعيطوا ما فيش مغص وسحبت الترمومتر من تحت ابيطهم وجدت درجه حرارتهم طبيعية هدرت قائله بقله حيله:
ولا سخونيه الحمد لله طب ليه زعلانين قالتها وحملت كل منهم على الذراع تتنقل باعينها عليهم تسالهم بترجي :
اهون عليكم يا قلب ماما كارمن تقلقوني عليكم وانتم بتعيطوا كده اهون عليكم تزعلوني ظلت تهددهم وتسير بهم حتى غفوا على زراعيها
حمدت ربها وأقتربت من الفراش ووضعتهم به
وثرتهم.بالغطاء ولأول مره تشعر بالقلق وتبكي عليهم ظلت تفكر ماذا ستفعل لهم لكي تؤمن حياتهم معها قطع حديث نفسها
صوت هاتفها النقال عندما اعلن عن وصول اشعار من تطبيق الوتساب التقتت الهاتف بلهفه كانت تظن انه خالد ولكنها صدمت عندما رأت محتواها وسقط الهاتف من يدها وهي تعلم جيداً من الذي ارسلها لها لأول مره تشعر بالخوف والقلق يساورها وهي تتنقل بعينها بين الأطفال والهاتف ……..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بركان عهد (شغف القاسم))