رواية منتصف تشرين الفصل الأول 1 بقلم منة ممدوح البنا
رواية منتصف تشرين الجزء الأول
رواية منتصف تشرين البارت الأول
رواية منتصف تشرين الحلقة الأولى
_تاخدي كام مقابل دخولك لبيت أيوب الحسيني؟
كانت واقفة قدام مكتبه بتراقبه، اتبدلت نظراتها للتعجب وسألت_مش فاهمة؟
كان قاعد بيتأملها من فوق لتحت، شايف إنها بالفعل مناسبة لمهمة زي دي بل وهتحقق زي ماهو عايز تمامًا، قام وقف ولف حوالين المكتب ببطيء وهو بيقول_أيوب الحسيني، معروف عنه إنه شخصية لعبية، يوقع الواحدة في حبه، وبعدين يرميها من غير ما يرفله جفن، فيه منهم اللي كان بيوقعهم بعقد عرفي، وفيه اللي من غير جواز أصلًا
وقف قصادها وهو حاسس بنشوة من نظرات الفضول والاهتمام اللي كانت ظاهرة عليها وكمل_عايزك تدخلي بيته، تدسيله كاميرات، أو تسجيلات، تصوري العقود العرفي اللي عاينها، تشوفي لو فيه أي فيديوهات ممكن تدينه وتجيبيهالي
سألت وهي بتضيق عينيها بفضول_وده ليه؟
اظلمت نظراته وضم قبضة إيده اتلفت وهو باصص قدامه بغضب شديد ورد وهو بيجز على سنانه_تار قديم
عبثت في خصلات شعرها الفاتحة بقلق، فاتلفت فجأة وهو بيقول_مليون كفاية؟
اتلجلت من المفاجأة وقالت بتلعثم_بـ بس…
قاطعها وهو بيبصلها بتركيز_٥ مليون… دولار
برقت من الدهشة، مكانتش متخيلة إن خصم زي ده يكون غالي بالشكل ده، وقبل ما يديها فرصة تفكر قال_يبقى ٥ مليون دولار هتاخدي منهم مقدمًا شيك بمليون مقابل دخولك البيت، وال٤ بعد ما تنفذي المهمة
حسِّت بخدل في كل جسمها وهي مش متخيلة إنه بالفعل هينفذ كلامه، ولكن قطع سيل افكارها لما طلع دفتر شيكاته من درج مكتبه، وكتب المبلغ ومد بإيده ليها بالشيك وهو بيقول_اتفقنا؟
اتناقلت نظراتها بينها وبين إيده بتردد، هي مدركة كويس إن لعبها مع شخص زي أيوب هيكلفها حاجات كتير، وممكن هي كمان تقع ضحية تحت إيديه، ولكن مبلغ زي ده هيخليها مليونيرة حرفيا، تأسس شركة، تعمل مشروع، حتى تلف العالم، ورغم التردد اللي ظهر عليها وسط مراقبته ليها إلا إنها ابتسمت ومدت إيديها وهي بتخطف الشيك وبتقول_اتفقنا…..
فاقت من ذكرياتها وهي واقفة بعربيتها اللي اداهالها الشخص صاحب المهمة عشان بس تعجب أيوب، كان لازم يحس إنها بنت ناس من الطبقة المخملية عشان يزيد اعجابه بيها وده لإنه بينقي فرايسه بعناية، كانت عينيها ثابتة على الڤيلا اللي تصميمها راقي ومبهر بدورين وروف واضح من فوق، عواميد ضخمة مزخرفة متدارية ورا البوابة الحديد السودة اللي واقف عليها رجلين أمن.
بصت في ساعة إيديها الغالية، فلقت إن ده الوقت اللي بيخرج فيه، اتنهدت بعمق بتحاول تقلل من التوتر اللي هياكلها من التجربة المجنونة اللي هتقبل عليها دلوقتي، وبعدين حسمت قرارها، الموضوع فيه ٥ مليون ودولار!
يعني حياة تانية نهائيًا!
نزلت من العربية واتحركت ناحية ڤيلا تانية قصاد ڤيلا أيوب، عشان بس ميتشكش فيها إنها مزقوقة عليه، واتصنعت إنها بتسأل على صحاب الڤيل رغم علمها إنهم برا البلد حاليًا ولكنها كانت حجة مش أكتر
كانت واقفة بتتكلم مع الأمن وعينيها بتتنقل بينهم وبين الڤيلا بتاعة أيوب، لحد ما حست بحركة مش طبيعية فيما معناه إن أيوب خارج دلوقتي
وبسرعة شكرت الأمن واتجهت ناحية عربيتها، اتشبثت بالمقود بقوة، غمضت عينيها تتمالك نفسها، اخدت شهيق طويل زفرته على مهل، وبعدين بمجرد خروج العربية من باب الڤيلا دورت عربيتها ورجعت لورا بسرعة
وفلحظة كانت خبطت في العربية اللي وراها..
لحظات واتقلب المكان، الأمن جريوا على الشخص المعني يشوفوه بخير ولا لا، أما هي فكان التوتر بيقتلها من جوا، سحبت فرامل اليد ونزلت من عربيتها وهي متصنعة الصدمة وعيونها ثابتة على العربية اللي كانت اتصابت بشكل مقبول بالنسبالها.
اتحركت بسرعة ناحيتهم وهي بتقول_يا خبر
أنا آسفة أنا آسفة بجد!
راقبته وهو بينزل من العربية، كانت هيئته مفاجأة ليها، رغم إنها شافت صوره بس الحقيقة غير
كان قدامها راجل فيه كل مقومات الوسامة، شال إيده من على جبهته وللحظة اتلاقت عيونها مع عينيه الحادة بلونها البني الفاتح، شعره الداكن اللي اتشعث على جبهته فإداه مظهر كان مهلك بالنسبالها، هزت راسها بسرعة وقربت منه وهي بتقول بخوف_أنتَ كويس؟
أنا…أنا آسفة بجد
قربوا منها الحرس وعينيهم بتدق شرار من اللي اتسببت في أذية رب عملهم، ولكنه كان بيتأملها بملامح غاضبة اتحولت لمشدوهة، هي برضه مكانتش تقل جمالًا عنه وده سبب اختيارها للمهمة دي إنها بالتأكيد هتعجبه، شاور بإيده للحرس إنهم ميقربوش منها وبالفعل انحنوا واتحركوا لبعيد، فاستغلت هي الفرصة وقربت منه وهي بتقول بتلعثم مصطنع_أنا آسفة بجد، مكانش قصدي..أنا بس لسة متدربة ومش متمكنة من السواقة، شديت الفرامل لقيتها رجعت لورا مرة واحد
أنا آسفة أوعدك إني هتكفل بكل الاصلاحات و….
ابتسم بخبث وهو بيشاورلها بإيديه وهو بيقول برقة اعتاد بيها يصيد أمثالها_اهدي اهدي
محصلش حاجة لكل ده، حادثة بسيطة مفيش داعي بالقلق يا….
مطّها بقصد وهو بيبصلها بترقب، فهمت هي قصده بسرعة وقالت_ياقوت
ياقوت عمران
فقال بوداعة_اسمك حلو أوي يا ياقوت
حلو بقدر جمالك
لوهلة حسِّت بالقرف منه، كان فعلا زي ما اتقال عنه، منتهز الفرص وصائد للنساء بكلامه المعسول، شخصية كريهة مستغلة، حاولت على قد ما تقدر تداري نظرات الاحتقار من عينيها وقالت_والله أنا مستعدة أعوضك عن اللي حصل بأي شكل
مستعدة اتكفل بكل التصليحات
ابتسم وقال وهو حاطت إيده في جيوبه_مش مستاهلة، نعتبرها صدفة لذيذة عرفتنا على بعض… بالمناسبة
مد إيده ليها وهو بيقول_أيوب الحسيني
كمل وهو بيتأملها من فوق لتحت بنظرات خلتها تحس باشمئزاز_ولو حابة تعوضيني فعلًا فممكن بفنجان قهوة نشربه مع بعض جوا
جزت على أسنانها بغيظ، لوهلة كان عندها شك إنه مش شخص بالقذارة دي، ولكن كل مرة بيثبتلها إن الشكل والهوية مش كل حاجة، جزء منها كان مبسوط إن خطتها ماشية مظبوطة تمامًا زي ما هي مخططة، وجزء تاني متضايق منه لإن لوهلة عجبها مظهره وأسلوبه
اشتعلت عينيها بنيران قدرت تتصنعها، وقالت بنبرة فيها حدة طفيفة_قهوة إيه اللي اشربها معاك جوا!
انا متكفلة بتعويض الضرر المادي، غير كده متستناش مني حاجة
زادت ابتسامته اللي كانت مستفزة بالنسبالها، فعدلت من شعرها بغرور وقالت_عامةً معاك اسمي
لو احتاجت تعويض مادي أكيد هتعرف توصلي
نهت جملتها وسابته واتلفتت راجعة لعربية بغرور وصوت كعبها العالي اللي بيدوي على الرصيف مع شعرها الاشعث اللي بيتطاير، ركبت عربيتها واتحركت بيها بعنف وغيظ وصله من صوت احتكاك عجلات العربية بالأرض، أما هو كان واقف مكانه بعد ما رجع إيده الممدودة وحطها في جيوبه، وعلى وشه نفس الابتسامة الثعلبية اللي كانت كلها مكر وتمتم_جميل
قرب منه واحد من حراسه، فقاله من غير ما يتلفت ناحيته_اعرفلي كل حاجة عنها
انحنى الحارس بسرعة واتحرك لجوا، أما هو اتنهد بعمق وبعدين فتح باب عربيته واتحرك هو كمان لشركته…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_أيوه، أول خطوة تمت
كانت واقفة قدام الورشة اللي ودت فيها العربية تتصلح بعد الحادثة، بتكلم الشخص اللي كلفها بالمهمة
_متأكدة إنه مشكش فيكي؟
زفرت بضيق وهي بتغلغل صوابعها في خصلات شعرها وبتتحرك بتوتر، وقالت بضيق_لأ
_كويس، مش عايز ولا غلطة
_حاضر
مردش عليها وقفل من غير ما يقولها حتى، بصت للموبايل بغيظ وضغطت عليه بقبضتها، هي بالفعل قلقانة، بل مرعوبة، قدرت تميز إن أيوب مش سهل وفنفس الوقت مش هينفع تتراجع لإن الشخص التاني مش سهل برضه
ففي الحالتين ملهاش مفر، فالأحسن إنها تضمن إن فيه حد في صفها حتى لو عشان مصلحته.
رجعت أخيرًا البيت، كان سايبلها شقة في منطقة راقية بحيث لو أيوب دور وراها يعرف إنها بالفعل من الطبقة المخملية
دخلت وقعدت على اقرب كنبة ليها، كانت مرهقة من التفكير في الخطة وازاي تقدر تدخل بيته من غير ما تقع ضحية ليه هي كمان
سندت وشها بين كفوف إيديها بإرهاق، وبعدين قامت بتثاقل، حتى مفيش وقت للراحة، لازم تجهز عشان بقيت الخطة
بالفعل اتحركت وخدت شاور سريع واتجهت للدولاب اللي في أوضتها طلعت فستان ضيق لبعد ركبتها باللون الأحمر ولبسته
واتجهت لمرايتها تزين نفسها، سابت شعرها الاشقر الغجري على ضهرها، وحطت ميكب خفيف خلته جريئ بالروج الأحمر بلون الفستان
وبعدين خدت شنطتها ومفاتيحها وخرجت للمكان اللي قاصداه واللي طبعًا مش رايحاه بمحض الصدفة..
نزلت وادت للسايس مفاتيح عربيتها، ووقفت تتأمل المكان اللي كان شبيه لحد كبير لملهى ولكن خاص بالطبقة الأرستقراطية، دخلت بخطى بطيئة لجوا، كانت حاسة إن المكان مش شبهها ولا حد من الموجودين شبهها، ناس يبان عليهم مظهر الغنى ولكن شكلهم مقزز بالشرب والرقص العري اللي شايفاه
حاولت تتمالك نفسها واتجهت لترابيزة من الترابيزات واللي كانت قاصداها عشان تبقى قريبة من أيوب لما ييجي، وده لإنه دايمًا بيقعد في ترابيزة معينة مبيغيرهاش، سندت ضهرها وحطت رجل على التانية وهي بتحاول تندمج في المكان، ثواني وجالها الويتر ونزلها مشروب غريب مرضيتش تقرب منه لإنه الأكيد كحول
فضلت مكانها تراقب الاجواء اللي مكانتش محببة بالنسبالها، لحد ما أخيرًا شافته وهو داخل مع أصحابه لجوا بمنتهى الهيبة، مغير لبسه الرسمي لحاجة كاچول، تيشرت أوڤر سايز اسود جزء منه جوا البنطلون الأسود القماش، ماسك في إيديه موبايله ومفاتيح، اتحرك وقعد على الترابيزة اللي جنبها وسط مراقبتها ليه من تحت لتحت عشان مياخدش باله، دقايق واندمج في الكلام مع أصحابه في الكلام والهزار..
في وسط مراقبتها ظهر شخص قعد قدامها أعاق عنها الرؤية، بصتله بتعجب كان شخص مجهول بالنسبالها ولكن كان باين إنه جاي يتعرف عليها، عبست ملامحها وقالت بضيق_نعم خير؟
شكلك ملخبط في المكان
سند بإيده على الترابيزة وقال بعبث_لا خالص، أنا قولت مسيبش الحلاوة دي كلها قاعدة لوحدها
سندت ضهرها على الكرسي بتاعها واتكلمت ببرود_خلصت؟
قوم من هنا يلا شوفلك حتة العب فيها يا شاطر
للحظات ظهرت معالم الغضب على وشه وقال بحدة_أنتِ عبيطة يا بت ولا إيه!
زعقت بقوة_بت في عينك يلا، قوم انجر من هنا يا حيلة امك
حس بالغضب الشديد من تهزيقها ليه، فقام وهو بيجذبها من إيديها بقوة وهو بيقول_طب وحياة أمي وأمك مانا سايبك
فلحظات كانت مسكت كوباية المشروب اللي قدامها ودلقته كله في وشه في مظهر سبب جدل كبير في المكان لدرجة إن المعظم وقفوا رقص علشان يتفرجوا
فاتكلم اللي كان قاعد مع ايوب وقال_اوبا، خناقة!
اتلفت أيوب في الوقت ده بفضول اتقلب لدهشة في وقتها وهو شايفها قدامها بمظهر خلاب سلب عقله فقام بسرعة واتجه ناحيتها وسط تعجب صديقه اللي قال_رايح فين يا ايوب!
ولكنه مردش عليه وكإنه مش شايف غيرها
لمعت عيون الشخص اللي قدامها بغضب رهيب قصاد الموقف المحرج اللي حطته فيه قدام صحابه، رفع إيديه عشان يضربها فغمضت عيونها برعب، ولكن فتحت عينيها بسرعة لما سمعت صوت بيقول_من امتى واحنا بنمد إيدينا على حريم!
شافته وهو ماسك إيديه بقوة قبل تلمسها عيونه مثبتة عليه بنظرات تحذيرية، فاتكلم الشخص التاني_الموضوع برا عنك يا أيوب، البت دي عايزة تتربي
بصله بقوة وقال بتهديد من بين أسنانه_ولو قولتلك إنها تخصني؟
سكت الشخص شوية وهو شايف قدامه نظرات التهديد منه كإنه بيقوله جرب عارضني بس واللي كان عارف ومتأكد إنها مش أي نظرة، فنقل عيونه بينه وبين ياقوت بغيظ وهو بيجز على أسنانه وبعدها هز راسه وجذب إيديه من بين قبضته وهو بيقول_ماشي يا أيوب
عشان خاطرك بس
قالها وسابهم واتحرك بعيد وهو بيجفف المشروب اللي على وشه بعنف
أما عنه فوقف مكانه بيتأملها من فوق لتحت، بشرتها البيضة اللي مليانة نمش بشكل مغري مع الفستان الأحمر اللي لابساه فكانت مهلكة بالنسباله، أما هي فمكانتش تتوقع إن الخطة تمشي بالشكل اللي بقى فوق توقعاتها ده، بالفعل كان توقيت مدهش للخناقة، اتنحنحت برقة وقالت_شكرًا
ابتسم وقال بعبث_دايمًا المكان اللي بتبقي فيه بيحصل فيه مصيبة كده؟!
حاولت تجاريه فضحكت وهي بترفع كتافها بقلة حيلة_حظي الحلو
فصحح بسرعة وهو بيتأملها_ده أنا اللي مفيش في حلاوة حظي النهاردة والله!
ابتسمت برقة اهلكته، فرجع قال_اعتقد دلوقتي بقيتي مديونالي بتعويضين
سكتت فكمل_تسمحيلي نقعد نشرب حاجة مع بعض؟
ضمت شفايفها وهزت راسها بالموافقة، تهللت اساريره وحس إنه بيملك الدنيا، فقعد قصادها وهو بيقول بهزار_عاجبك اللي ماشي غرقان ده
توحشت نظراتها وقالت_يستاهل لو عليا كنت كسرت الكوباية كمان على دماغه
ضحك بقوة وهو بيقول_يا واد يا متوحش
ابتسمت بمجاملة وبعدين قالت_أنا آسفة على أسلوبي العنيف الصبح
سند ضهره على الكرسي وحط رجل على التانية وهو بيقول بغرور_ولا يهمك، المهم إني قاعد معاكي دلوقتي
كانت فاهمة قصده، واحدة تانية لو مكانتش عارفة حقيقته كانت افتكرتها مجاملة، ولكن هي عارفة نيته كويس
شاور للجرسون بإيده فاتحرك بسرعة ونزلهم مشروب غير اللي هي دلقته، كانت بتبص للمشروب بتوتر وهي خايفة، لمح هو قلقها فاتكلم وقال_متخافيش ده مش كحول
بصتله بدهشة فقال بابتسامة_اللي في رقتك ميليقش عليهم الشرب، بغض النظر عن اللي دلقتي فوقه الكوباية من شوية
ضحكت غصب عنها، راقبها وهو بيحرك المشروب بالتلج بين إيديه وبيقول بنظرات متفحصة_عندك كام سنة يا ياقوت؟
كان بيشدد على اسمها كإنه بيتلذذه، وكانت هي مدركة إنه بالفعل قدر يعرف معلومات كتير عنها ولكن ما هو إلا مجرد اختبار ليها، فردت زي ما حفظت_٢٧ سنة، خريجة بيزنيس وكنت بشتغل برا مصر
هز راسه بتفهم_جميل
ومن امتى وأنتِ هنا؟
_بقالي شهر ونص، كتجربة بشوف هعرف استقر هنا ولا لا
حط الكوباية على الترابيزة وقال_وهتعرفي ولا لا؟
ردت وهي ماطة شفايفها_بعد اللي حصل ده
مظنش
_أنا اظن
بصتله بتعجب وهو بيصحح كلامها، كان مريب ومفيش على وشه أي تعابير فحست بالتوتر لوهلة لإنه يكون كشفها
فاتنحنحت بتوتر وقالت_وأنتَ؟
ابتسم بزاوية فمه وقال_أنا إيه؟
_أنتَ مين؟
رفع كتفه ببساطة_أيوب
ضحكت و_تصدق مكنتش اعرف!
ابتسم ليها وعيونه مثبتة عليها بشكل يقلق، طال الصمت فحست إنها قاعدة قصاد شخصية غير متزنه نفسيًا، لحد ما اتكلم اخيرًا_أيوب الحسيني، ٣٣ سنة، عندي مصانع لانتاج الحديد
الحقيقة مش أنا اللي عاملها هي تخص جدي الله يرحمه، ولكن أنا المسئول عنهم دلوقتي
هزت راسها بتفهم وهي بتقول بمرح_مولود وفي بوقك معلقة دهب يعني
رفع حاجبه وابتسم وهو بيقول_بس على الأقل أنا قضيت عمري في مصر مش كندا!
اتنصعت الدهشة بعد ما اتأكدت من جواها بإنه دور وراها فعلا، وقالت بتعجب_وأنت عرفت منين؟
شرب من العصير وقال_مصادري الخاصة
ابتسمت وسندت على الكرسي وقالت_شكلك مش سهل يا أيوب
_وجهة نظر تحترم….
كانت قاعدة في شقتها مستنية الأمر وهي بتهز رجليها بتوتر، مش متخيلة اللي هي مقبلة عليه، مبقاش في ايديها حاجة دلوقتي، كانت فاكره إنها جريئة وقوية ولكن طلعت العكس تمامًا، دقايق عدت على أحر من الجمر لحد ما وصلها رسالة sms من رقم مجهول مضمونها
“نفذي”…
سابت الموبايل وحدقت قدامها في الفراغ بشرود وهي بتدعي إن اللي جاي يعدي على خير وتخرج بأقل الخساير..
رنين جرس الباب قطع خلوته بنفسه، كان قاعد في الصالون ماسك جهاز لوحي بين إيديه بيتصفح الأخبار، لحد ما جه واحد من الخدم وقف قدامه وهو بيقول_أيوب بيه
رفع راسه ليه يكمل_في واحدة اسمها ياقوت مستنياك على الباب
اتنفض وساب اللي في إيده أول ما سمع اسمها، اتحرك ناحية الباب وعلى وشه علامات الفرحة إنها خدت خطوة زي دي وهي على باله بقالها ايام، وصل للباب وفتحه سرعان ما اتجمد مكانه وهو شايفها واقفة وفي إيديها شنطة سفر مش صغيرة، نقل نظراته بين ملامحها بعيونها اللي مليانة دموع وبين الشنطة وهو بيقول_ياقوت!….
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منتصف تشرين)