رواية عازف بنيران قلبي الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سيلا وليد
رواية عازف بنيران قلبي الجزء التاسع والثلاثون
رواية عازف بنيران قلبي البارت التاسع والثلاثون
رواية عازف بنيران قلبي الحلقة التاسعة والثلاثون
افتقدك كثير ..
لو كُنت قريب و وضعت يدك ..
على قلّبيِ لهدأت الحروب ..
لو كُنت قريب و عانقتني لـ تلاشت ..
الرغبة بالموت ..
لو كُنت قريب و مسحت دمعي ..
لأزهرت عيناي من جديد ..
لكنك تقف بعيدًأ و أقدام المسافة ..
ثابتة لاتتحرك ..
و لسانُ قلّبي أخرسته غُصته ..
ليس لأنك أضعتني في الزحام ..
و ليس لأن قلّبي أحرقته الشمس ..
وهو ينتظر ..
بل لأنّي عجزت أنّ أكون ظلك ..
عجزتُ أنّ أكون بالقُرب منك ..
إنّ غيابك ينهش ما تبقى مني ..
أنا حقاً أفتقدُك جِداً و غيابك ..
هذا يجعلّ ساعاتي في أشدّ ثُقلها ..
و كأن حجرًا ثقيلًا وضع فوق قلّبي ..
❈-❈-❈
قبل حفل الزفاف بعدة اسابيع ..بمركز الشرطة
توقفت حلا أمامه وتحدثت بنبرة شيطانية
-ايوة انت السبب في موت اخوك، بدور على ال قتله وانت وعشقيتك السبب
صفعة قوية على وجهها، أدى إلى سقوطها، حتى شعرت بتخدر وجنتيها، وضعت كفيها على وجنتيها واطلقت ضحكة صاخبة، تعاليمه بنظرة متهكمة
-ايه ياحضرة المستشار وجعتك بكلامي تنكر انك كنت على علاقة بمرات اخوك
امسكها من عنقها وكادت روحها تخرج منها..دفعه جاسر بقوة
-هتموتها ياراكان، دي واحدة متستهلش انك توسخ ايدك بدمها القذر
ركلها بقوة في بطنها
-خدوها من قدامي هموتها ياجاسر الذبالة دي
توقفت وهي تأن وجعا من ركلاته فهتفت
-هفضحك ياوكيل النيابة، وكل اسرار جدك الذبالة عندي، والله لافضحكم ياعيلة البنداري
جلس يمسح على وجهه بعنف، كاد أن يقتلع جلده،
شعوره بالاختناق يعيق خروج زفراته الشاهقة، يريد تحطيم كل مايقابله، صدره عبارة عن فوهة بركانية أوشكت على الانفجار
جلس جاسر بجواره
-راكان اقعد وفكر بهدوء، الدنيا بتتعقد، دا تخطيط مش مجرد كلام وبس
نهض وهو يحطم كل ما يقابله
– شياطين..دول شياطين، جلس بعد فترة يحاول السيطرة على أعصابه التي لفتت منه بالكامل
-دا مش حل انك تثور وتحطم كدا، فيه اهم من ال قالته..قالها حمزة
تورمت غصة بحلقه لدرجة اخنقته، فلم يعد لديه القدرة على التنفس، ازدرد ريقه بصعوبة بالغة، قائلا بصوت مرتجف
-عايزيني أخرج من هنا على ليلى، عشان يعرفوا مكانها، دا قصدهم، عارفين هي نقطة ضعفي ياحمزة
اشتعلت نظراته بشكل مخيف، وتحدث بصوتًا كالرعد
-عايز اعرف النفس ال بيتنفسوه، الورق دلوقتي على مكتب النائب العام، عايز اشوف أشكالهم بعدها ..قالها وهو يشير بسبابته لجاسر
-قبل يوم الجلسة النفس ياجاسر عايز اعرفه، في كل مكان ارمي جنودك، متثقش في حد، القضية دي بتعتي انا والله ماهرتاح إلا كلهم يكونوا على حبل المشنقة
توقف جاسر أمامه
-هيخنوقك كتير ياحضرة المستشار، خلي بالك من عيلتك ، متوقعش أنه هيقرب من المقربين زي يونس وحمزة، الموضوع هيدخل في حتة تاتية، بما أنهم عرفوا بمشاركة بيجاد، وطبعا بيجاد حماه مين جواد الالفي،ال أساس المشكلة، يعني احنا دلوقتي في جحر التعابين بالفعل، قدامك اتنين
آنسة سيلين ومدام ليلى، دا ظني، ويارب ظني يخوني المرادي
هز رأسه موافقه الرأي
– دا اكبر شك عندي، لازم احط الكل موضع الشكوك…طيب نورسين ياراكان ناوي تعمل معاها ايه
تحرك للخارج وكادت خطوايها تسابق نبضاته، اسرع حمزة خلفه صارخا
-راكان استنى، ممكن تهدى عشان نعرف نفكر
استقل سيارته دون حديث
توقف حمزة يوضع يديه بخصره
– دا ايه المرار دا يخربيت دي قضية ياأخي
تحرك متجها إلى المشفى التي بها يونس
عند راكان
ظل يسير بالشوارع دون هدى، يكاد عقله يخرج من رأسه، حتى شعر بتحطيمه
استمع لرنين هاتفه الخاص، أطبق على جفنيه ساحبا نفسا طويلا يزفره بهدوء ثم فتح هاتفه
-حبيبي وحشتني..قالتها ليلى بابتسامة
بدأت أنفاسه في الاضطراب وخفقاته تتسارع في سباق حتى تمنى أن يراها أمامه..قام بصف سيارته على جانب الطريق وقام بتوقفها متراجعا بظهره للخلف..استمع اليها مرة أخرى
-راكان..انت معايا، يونس مش بقى كويس
عاملة ايه ياليلى..نهضت ليلى من مخدعها، تجذب مأزرها وترتديه متجهة للخارج
-مالك ياراكان، صوتك ماله
بدأت نبضاته في التسارع، كور قبضته محاولا السيطرة على نفسه
-انا كويس، يمكن مضايق عشان مشيت وانتِ زعلانة مني، عايزك تعذريني ياليلى، انا مضغوط
بترت حديثه متسائلة بخوف يشق صدرها
-مالك ياراكان، ليه بتتكلم كدا
ساد صمتا مختنقا بل ثقيلا على قلبه، بين الإنكار والاستنكار، وبدأ عقله يؤخزه
-هل تُرى أخيه مات بسببه..استمع لبكائها على الجانب الآخر متحدثة بصوتها المفعم بالبكاء
-انت مخبي عليا ايه ياراكان
-مفيش حاجة ياليلى، انا كويس بس مضايق عشان يونس، وكمان نوح.. لم تدعه يكمل حديثه فقاطعته
-حبيبي متزعلش نفسك أن شاءالله أزمة وتعدي
حبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب
أن شاءالله حبيبتي ، لازم اقفل دلوقتي
استمع لصوت هاتفه مرة أخرى
-ايوة يانور.. جلس بجوار سارة
-حبيبي انت فين، جيت المستشفى مش موجود
قام بتشغيل السيارة متجها للمشفى ثم أجابها
-كنت بشوف حلا؛ وراجع حالا..خليكي عندك متمشيش محتاجك…قالها غالقا هاتفه
– هعرف ناوين على ايه ياشوية ذبالة
وصل بعد قليل إلى المشفى .تسائل عن عمه خالد، إجابته
-روح هو وطنط فريال..أستاذ حمزة ونوح جوا
اومأ براسه، نهضت نورسين تحتضنه ثم طبعت قبلة على وجنتيه
-وحشتني قوي، كدا تغيب يومين بعيد عني
جلس يرجع خصلاته للخلف، زافرا بغضب
-مقولتيش ليه امجد خرج من السجن..رفعت حاجبها متسائلة
-وانا اعرف منين، أنا ماليش علاقة بأمجد ..ضغطت على شفتيها بأسنانها ثم تحدثت
-بقولك وحشتني تقولي امجد
نصب عوده متحركا اتجاه الغرفة، أسرعت خلفه وامسكت ذراعه تجذبه
-استنى كنت عايزة اسألك عن حاجة..توقف، اشتعلت نظراته ينظر لكفيها الذي يتلاعب بزر قميصه تفتحه
-ايدك يانور، مليون مرة اقولك مبحبش الحركات الزبالة دي..قولي عايزة ايه بسرعة، خلقي ضيق ومش متحمل حد يكلمني
توقفت متلاصقة بجسده ودنت من شفتيه بإغراء
-وحشتني ياراكان، مش كفاية فسحة اسكندرية باظت بسبب الست ليلى..
تراجع بجسده ينظر لسارة التي تراقبهم فتحدث
-انا مش ههدى إلا لما الاقيها، لازم اعرف هي حامل فعلا زي ماحلا قالتلي ولا لا
صاعقة نزلت فوق رأسها حتى توقفت بجسد مرتجف
-ليلى حامل تاني من مين ياراكان؟!
ارجع خصلاتها خلف أذنها ودنى يهمس منها
-مني، تفتكري حد ممكن يقرب منها غيري، نسيتي قولتلك ايه
تراجعت مصدومة من حديثه
-اكيد بتفرسني مش كدا..لم تتحرك عضلة من وجهه واستمر على نفس طريقته هامسا لها
– ايه نسيتي ليلتنا مع بعض ولا إيه، بس اهي هربت بابني
هزت راسها رافضة حديثه
-ازاي قربت منها انت قولت هتاخد كل حاجة وبعد كدا ترميها، مش دا كلامك ليا
جذبها من خصرها يضغط بقوة آلامتها ناظر لمقلتيها
-انتِ تعرفي عني كدا برضوا، يبقى بين أيدي واحدة زي ليلى، إل روادتني احلامي مقضيش ليلة معاها وبرضاها، طب أول مرة كانت غصب، المرادي جبتها برضاها، تفتكري افوت فرصة زي دي
لكمته صائحة
-بس دا مكنش اتفاقنا ياراكان..انت قولت هتضحك عليها وترجعها لعصمتك لحد ما تحقق انتقامك
ارتفعت ضحكاته متجاهلا نظراتها المشتعلة
رمقته بغضب
-يعني قضيت معاها ليلة، وانا ال بتحايل عليك
جذب خصلة من خصلاتها يلفها حول إصبعه، ثم رمقها
-طب دي مراتي ياروحي، والصراحة يانور كنت هموت وأشوف انهيارها كدا، ماهو حبيبك برضوا مش أي حد كدا ولا ايه
حاولت السيطرة على انفاعلاتها أمامه، سحبت نفسا وزفرته، رغم نيران صدرها
-خلاص ياراكان، احسن أنها اختفت، عشان وقتها ممكن اموتها صدقني
التوت زواية فمه بشبه ابتسامة عابثة فتحدث بمغذى
-طبعا ياحبي لازم تغيري، وخصوصا انك بتحبيني، ومفيش راجل تاني في حياتك، وكمان البنت بتكون بتغير قوي على حبيبها، فأنا هاخد كلامك دا غيرة مش تهديد، عشان محدش يقدر يقرب من حاجة تخص راكان البنداري مش كدا ولا ايه ياحبي..
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم تسائلت
-هو فرحنا امتى، لازم اعرف قبلها بفترة عشان اجهز نفسي للفرح
ابتسم بسخرية قائلا
-طبعا طبعا، لازمك عملية لازم تعمليها، هو أنتِ هتتجوزي أي حد برضو..دا حبيبك الستات كلها تتمناه، بس هو اختارك أنتِ، معرفش ليه متجوزناش من زمان مع انك كنتِ بتحاولي تغريني
عقد لسانها ولم تعد تعرف ما قصده، ارتجفت شفتيها متسائلة بتقطع
-تقصد ايه بالعملية دي، هو انا هعمل عملية ايه قبل فرحي
دنى يهمس بجوار أذنها حتى لافحت أنفاسه النارية جانب وجهها قائلا
-عملية تجميل طبعا، نورسين النمساوي لازم تكون اجمل عروسة في العالم العربي، هي هتتجوز برضو اوسم راجل مش كدا ولا ايه
استدارت بعيون مهتزة إليه ورسمت ابتسامة
-طبعا حبيبي لازم اجهز مادا قصدي، عشان كدا بسأل…تحرك يومأ برأسه ثم أشار بإصبعه
-اسبوعين بس يانور، وهنعمل الفرح …توقف بعد عدة خطوات مستديرا بجسده إليها
-ووعد من راكان البندراي لاعملك فرح الكل يتكلم عنه، وعمرك ماهتنسيه في حياتك
ابتسمت بزهو، واسرعت تلقي نفسها باحضانه
-انا بحبك قوي قوي ياراكان
التوت زواية فمه بابتسامة وتحدث
-عارف دي شوفي حاجة تانية، ولا اقولك اتعلمي حاجة جديدة تنفعك في ليلة دخلتنا ياحبي
نظر لعيناها مباشرة وقذف قذيفته
-بحب الرقص الشرقي قوي، ايه رايك تتعلميلي الرقص، هنحتاجه قدام
قالها وهو يتحرك سريعا ..توقفت بجسدا كادت تتنفس بعدما شعرت أنفاسها تسحب منها من مغذى حديثه..ورغم ذلك ألقت كل ذاك وابتسمت بنشوة قائلة
-وقتها وعد هنسيك اسمك ياراكان، مش بالرقص بس..قالتها وتحركت خارجة من المشفى، أمسكت هاتفها
❈-❈-❈
امجد انا رايحة على الفيلا، قابلني على هناك، عندي ليك اخبار مهمة
أما بالداخل ..دلف وجد حمزة يجلس بجوار يونس
-حمزة انت هنا بتعمل ايه، معملتش ال قولت عليه ليه، انا لازم اسافر في أول طيارة على ألمانيا
فغر شفتيه مصدوما من حديثه
-اكيد بتهزر ، انت ناوي على ايه..لم يعيره حديث واتجه ليونس
-حمد الله على السلامة حبيبي كدا تخضني عليك..قالها وهو مقتربا منه طابعا قبلة على جبينه
همس يونس بتقطع
-حلا كانت عايزة تنتقم منك فيا ياراكان…مسد على خصلاته
-متخافش حقك وحقي وحقنا كلنا هرجعه، الموضوع مش موضوع حلا يايونس, لازم تاخد بالك من نفسك كويس
مط حمزة شفتيه متهكما
-ايه شجرة ليمون ياخويا منك له، دا انتوا قطعتوا خلفي، لا انا هقول لخطيبتي تشوفلها حد تاني، انا كدا عرفت مستقبلي هيكون من غير عيال
اقترب منه نوح بمقعده المتحرك
-معلش هنساعدك وقتها ونقولك بتتعمل ازاي..أطلق راكان ضحكة صاخبة، يغمز عينيه
-معاك الخبرة اهو، مراته حامل في اتنين
ابتسم يونس يضع كفيه على صدره قائلا بصوت متعب
-بس اسكتوا مش قادر..استدار له نوح واقترب قائلا
-اخيرا يابيضة وقعتي تحت ايدي، جالك اليوم ياظالم..ضرب حمزة كفيه ببعضهما
-والله انتوا حلال فيكوا ال بتعمل، بس انا صعبان عليا ابويتي ال ضاعت بين شوية حلاليف
رفع راكان حاجبه ساخرا
-على أساس الولا كان هيخلف، انت اخرك تمسك أيدها وتبص في عينيها وتقولها بحبك
قهقه نوح وهو يتحدث
-عيب ياراكان المتر بتاعنا راجل وقوي كمان، وبكرة يكسر الدنيا
اقترب من نوح مضيفا عيناه
-بتتريق على سيدكم ياحلوف، طب والله بكرة لاجبلكم مدرسة
جلس راكان يضع ساقا فوق الآخرة وتصنع تنفيضه لبنطاله قائلا
-ايوة عارفين انك هتبني مدرسة أو ملجأ لما متعرفش تجيب عيال
شهقة خرجت من فم نوح وهو يراقص حاجبه ليونس المتألم من الضحك
-تستاهل، حس بيا..ثم استدار لحمزة الذي تحولت نظراته لراكان
-بلاش انت دا انت أسرارك كلها معايا..أشار بسبباته
-اشربها ولا اقولك اثبت يامعلم
جز على أسنانه مكورا قبضته
-عارفك حلوف وملكش عزيز،، قاطعهما رنين هاتفه
أخرجه ينظر لأسمها الذي نقش على شاشته، فتحرك للخارج، هو يعلم كيف حالتها الآن، مما جعله يقوم بمهاتفتهها مرة اخرى، ولكن لم ترد
تحرك متجها للخارج، فتحدث حمزة
-قول للولة حموزي بيسلم عليكي وبيقولك وحشتينا..تسمر بمشيه واستدار يرمقه بنظرات نارية..اقترب منه وهو يضع يديه بجيب بنطاله وتصنع تنظيف بدلته
-ايه اخت مراتي، بطمن عليه، عندك مانع، لو عندك مانع..دنى ينظر لمقلتيه قائلا
-اخبط دماغك في الحيطة..واه رد أصل شكلها هتتعصب وتقلب تنينة وتقفل التليفون ويبقى قابلني لو عبرتك
-لو خايف على عمرك، وعايز تبقى عريس امشي من قدامي، بدل ماابعتك لاخت مراتي، ملفوف في ملاية بيضة وهقولها عشقيته قتلته بعد ماعرفت انكم هتتجوزوا
برقت عين حمزة وتحرك من أمامه
-جاحد وتعملها، ربنا على المفتري..اتجه ليونس
هعمل تليفون واجيلك هبات معاك الليلة، وانت يانوح روح ارتاح عشان هنسافر بالليل أن شاءالله
عند نورسين وأمجد..قصت له ماصار
بدأ يحطم كل ما يقابله
-دا عايز يموت، تقوليلي تتجوزيه، فوقي دا مش بيحبك..جلست تسحب من سيجارها أنفاسا معدودة ثم تحدثت
-عارفة انه مش بيحبني، بس لازم اخد حق السنين دي كلها، وانت لازم تتصرف وتعرف مكان ليلى فين..هز رأسه
-بكرة لازم اروح اشوف حكاية بيجاد المنشاوي دا كمان…توقفت قائلة
اسأل باباك بما أنه راجل اعمال ممكن يكون عارفه
❈-❈-❈
مساء اليوم التالي
دلف بهدوء المنزل الذي توجد به، قابلته العاملة
-اهلا سيدي..أومأ برأسه متسائلا
-المدام نايمة..اومأت قائلة
-ايوة من بدري، تحرك بعدما خلع معطفه وشاله الصوفي متجها لغرفتها، لينعم بدفئ أحضانها..كانت تغفو بعمق ..دنى منها ولم يعد التحلي بالصبر، تسطح يجذبها لأحضانه..استنشقت رائحته، استدارت مابين النوم واليقظة
-وحشتني..عصرها بأحضانه، كيف لاشتياق يومين يفعل به ذلك..ماذا لو ابتعدت عنه لبعض الأيام
دنى يداعب وجهها هامسا
-كادت نيران الشوق تحرقني مولاتي..فتحت جفونها بتثاقل بعدما شعرت بوجوده
-راكان..همست بها بخفوت، رسمها بعيون مشتاقة يتعمق بليلها الدامس
-روحه مولاتي..لفت ذراعها حول خصره، ودلفت لأحضانه هامسة
-وحشتني قوي حبيبي، عصرها حتى شعرت بالامها.. قائلة
-حاسب البيبي..أخرجها يتذوق كرزيتها ويتمتع بترانيم عشقها، لياخذها لعالمه الخاص
استيقظ بعد فترة متجها لإقامة صلاة العشاء، بعد فترة فتحت جفونها تبحث عنه، وجدت مكانه باردا،علمت بإيقاظه منذ فترة، جذبت مأزرها ترتديه، واتجهت تبحث عنه، وجدته يجلس بمصلاه، اتجهت للمرحاض تغتسل، بعد فترة دلفت إليه وهي ترتدي ٱسدالها ..وجدته جالسا، مغمض الجفنين تحدثت قائلة
-صحيت من زمان.. فتح جفونه ثم رفع يديه يجذب كفيها يطبع قبلة عليه
-مكنتش صليت العشاء..ايه أنتِ كمان مصلتيش
جذبت السجادة مردفة بابتسامة
-لا ..صليت بس عايزة اصلي القيام، ايه رأيك نصلي القيام مع بعض، احنا في شهر رجب، حلو نستعد لرمضان
نهض يضمها لأحضانه
-نصلي حبيبي بدل صحينا، وعايز نقعد مع بعض بعد الصلاة اياكي تنامي
هزت رأسها بابتسامة وتحدثت
-حاضر هعمل قهوة ونقعد للفجر، من زمان مقعدانش مع بعض، عارفة قصرت معاك بسبب الحمل
أشار للسجادة
-نصلي أصل فيه حاجة هموت واعملها، اقتربت منه تضع كفيها على وجنتيه
-بعد الشر عليك من الموت حبيبي
-اللهم اني متوضي وحركتها دي هتنقض وضؤئي
ابتسمت مبتعدة وهي تعدل من وضعية حجابها
-طيب ياله ياعم المتوضي
❈-❈-❈
انتهى بعد فترة، جالسا بجوارها يسبحوا ربهما لفترة من الوقت، وبالاسحار هم يستغفرون
بعد فترة وضع رأسه على ساقيها
-ليلى عايزك تحكي كل حاجة حصلت بينك وبين سليم في اخر فترة، عايز اعرف هو كان شاكك في حبك له
شعرت بانياب حادة تنهش صدرها فارتجفت شفتيها قائلة بصوت متقطع
-تقصد ايه ياراكان..يعني ايه سليم شك في حبي له..انا محبتش سليم كحبيب حبته كصديق، كراجل يعتمد عليه
رغم كلماتها التي مزقت نياط قلبه وجعلته أشلاء إلا أنه اعتدل ينظر لعيناها
-ليلى سليم عرف انك بتحبيني، هو انت كنتِ بتحبيني وقتها صح
رفعت كفيها الذي ارتعش من حديثه
-راكان انا بحبك من زمان قوي، من يوم ماشفتك في حفلة نوح، كنت بسمع عنك بس عمري ماكنت شوفتك، كان دايما نوح يحكي عنك، كنت عايزة اشوف الشخص ال نوح حببني في شخصيته قبل مااشوفه، عمرنا مااتقابلنا عارفة هتقول عليا مجنونة..بس القلوب مش عليها سلطان
لحد ماخبطني في الحفلة، ووقتها حسيتك مغرور قوي، وانا مبحبش الشخصية دي خالص، وقتها حاولت اصرف نظر عنك..بس القدر كان رأيله تاني، واتقابلنا في قضية بابا، وعرفت ال عملته عشان بابا وقتها احترت في شخصيتك
سحبت نفسا وطردته وكفيها يغرز بخصلاته واسترسلت
– ازاي انسحبت ليك مع اني كرهت شخصيتك من تكبر، والقدر يجرني لحد ما اشتغلت عندك في الشركة وحصل ال حصل، وقتها بقيت تايهة لا عارفة ابعد ولا اقرب..كلامك معايا حاجة واقترابك من الستات بطريقة انا مبحبهاش حاجة تانية،خلاص اتأكدت أن انا ماهي الا زي نورسين وغيرها عندك
رفع كفيه وقام بفك حجابها فانسدلت خصلاتها على ظهرها ووجهها بطريقة عشوائية، رفع ذقنها وتحدث وعيناه تعانق عيناها
-يعني اتجوزتي سليم حماية مني مش كدا، انسدلت عبراتها وأصبحت كزخات المطر حتى ارتجف جسدها
-كنت بنتقم مني ومنك، بس وحياة ربنا عمري ما فكرت فيك وانا متجوزة سليم، رضيت بنصيبي،. منكرش كنت بضعف لما بسمع صوتك، ولم تكون قاعد، بس دي مجرد دقة قلب، بس عمري ماحاولت افكر فيك، حتى ..حتى قالتها بشهقات مرتفعة، جذبها لأحضانه
-اهدي اهدي حبيبي الموضوع دا مهم لازم نتكلم فيه، عشان فيه حاجات لازم اعرفها، مجرد شكوك، لازم اقنع عقلي أنها خالية من الشك
رفعت راسها تتعمق بعيناه بدموعها
-انا مش رخيصة ياراكان، وعمري ماحسست سليم بكدا،انا حاولت اقرب منه واحبه، وضعت كفيها على صدرها واكملت
-بس دا رفض خالص، مش بايدي، مع أن سليم كان شخص كويس، واي واحدة تتمناه، بس مش بايدي، وانا قولتله كدا
أيوة بقى عايز اعرف، قولتيله ايه
فيه ايه ياراكان كأنك بتحقق معايا بجريمة
احتضن وجهها ينظر بداخل عيناها
-ابدا ياليلى، فيه حاجات لازم اتاكد منها، هل فيه حد كان بيتجسس عليكوا، ولا ايه، لازم اعرف كل حرف قولتيه لسليم، علاقتكم كانت ازاي..صمت قليلا ونيران تطبق على صدره بقوة حتى أردف بتقطع وهو يهرب بنظراته
-حتى علاقتك معاه كانت ازاي، ازاي كنتِ بتكوني مع راجل وقلبك مع واحد تاني لازم اعرف
أغمضت عيناها وشهقات بكاء مرير خرجت من أعماقها المحترقة..أدار جسده منتظر حديثها
قائلا بهدوء رغم نيران قلبه التي تحولت لكتلة نارية همست من بين بكائها
-عادي زي اي اتنين بيتجوزوا جواز صالونات، ماهو مش كل المتجوزين متجوزين على حب
-يعني ازاي ياليلى، الراجل بيحس، ازاي سليم قبل على نفسه كدا
صرخت بقهر
-مكنتش بحسسه بحاجة ياراكان كنت بعامل ربنا قبل ماكنت بعامل اخوك..مكنتش خايفة من حاجة قد خوفي من غضب ربنا، لو كنت قصرت أو فكرت مجرد تفكير براجل تاني وانا ست متجوزة دي خيانة، انت مستوعب الكلمة ولا لا..نهضت متجهة لغرفتها سريعا وشهقاتها بالأرتفاع
صراخها باسمه، جعل قلبه ينزف من الألم، شعر بقبضة تقتلع أنفاسه عندما استمع لصوت بكائها
-عارفة اني غلطانة لما اتجوزته، بس دا كان غصب عني، الراجل الوحيد ال حبيته يكون اخ الراجل ال مد أيده عشان يحميني، في الوقت ال حاولت اقرب وقوله احميني من غدر البشر، وقف قدامي ويقولي عايزك، كنت اعرف منين أن دا قصدك
مسحت دموعها بعنف واكملت وشهقاتها بالأرتفاع
-اعمل ايه وواحدة جاية تقول انها حامل من الراجل ال بحبه..كنت عايزني اعمل ايه وواحد حقير بيمشي في دمه القذارة والاذية للناس، حتى الحكومة مقدرتش عليه..عايزني اعمل ايه وهو بيهددني باختي وابويا، واخويا..وبيقولي هموت حبيبك..كان مطلوب مني ايه، كان لازم ادوس على قلبي وارضى بقدري
توقف متجها إليها جلس بجوارها ثم جذبها لاحضانه
-آسف حبيبي..قولتلك كان لازم اعرف، سؤال اخير ووعد مش هسأل في حاجة تانية
-سليم واجهك بحاجة، يعني اشتكى وقالك انك بتحبي حد تاني
ذهلت من حديثه، رفعت نظرها بعيناها الباكية
-بقولك انا محسستوش بحاجة، عشان وقتها سليم كان كل حاجة في حياتي، ال عمله في الاخر هو ال وتر العلاقة بينا
امسك كفيها يضمها بين راحتيه ثم طبع قبلة قائلا
-ليلى حبيبي، سليم عمره مالمحلك بحاجة..هزت رأسها بالنفي قائلة
-لو خلصت تحقيق ممكن انام، مفيش حاجة متعرفهاش حصلت بينا ياراكان.. ودلوقتي انا تعبانة وعايزة ارتاح
بروح محترقة وقلبًا يتمزق ألما تسطحت على الفراش تواليه بظهرها وعبراتها تحرق وجنتيها
مسد على خصلاتها مقتربًا منها، ثم جذبها لساقيه
واضعا رأسها عليها ممسدًا على خصلاتها
-عارف انك زعلانة مني، وليكِ حق، بس كان لازم قلبي يطمن ياليلى، فيه حاجات بتمنى تعرفيها بس مش قادر عشان عارف أنتِ نقطة ضعفي ال بحاولوا يضغطوا بيها، ال عملناه كله ضاع وبقى في الأرض، عرفوا انك معايا وانك حامل كمان، عشان كدا لازم اسبقهم بخطوه
اعتدلت تنظر له بأنفاس مرتجفة ولسان تجمدت فوقه الكلمات
-يعني ايه، يعني ممكن يؤذوك، مين الناس دي ياراكان وليه بيعملوا معاك كدا
احتضن وجهها يتعمق بنظراتها
-ليلى عايزك تخافي على نفسك وعلى امير، لانكوا اغلى حاجة عندي، سيلين يونس هيتولى امرها، وماما وبابا محاوطهم كويس، مفيش غيركوا وخصوصا أنهم كشفوا كل حاجة
اعتدلت مقتربة منه تتسائل
-مين دول بقولك؟!
تسطح يجذبها لصدره ينهي حوارهما
-شغل حبيبي، قضية كبيرة ضامة ناس كبيرة في البلد
اعتدلت تطالعه
-يعني حياتك في خطر!! يعني ممكن يعملوا فيك زي يونس ونوح وممكن تروح زي
وضعت رأسها بصدره تلكمه
-مش عايزة الشغل دا بلاش تقرب من الناس دي لوسمحت عشان خاطري، انت عندك شركات ليه بتشتغل في النيابة
ازال عبراتها
-ليلى حبيبي مش أنتِ مؤمنة بالقضاء والقدر، ولسة من فترة بتحكي حكاية الشاب ال مات رغم خوف والدته عليه، يعني لو قدري اموت في القضية أو تحت ايد الناس دي، مهما تعملي هموت، فبلاش ياحبي تحسسيني أن الإنسان بيختار مصيره
دفنت نفسها تضمه بقوة
-هموت لو حاولوا يؤذوك، صدقني مش هتحمل، بتمنى ماتبعدش عني يوم، فكرة أنهم يؤذك بتموتني حبيبي، عشان خاطري خلي بالك من نفسك
رفع ذقنها يرسم ملامحها الحزينة بقلبه المتألم، ود لو عاش معها أعوام مديدة، ولكن لقدرة ربه حكم
اغمض عيناه يقربها إليه
– تعرفي انا بعشقك قوي، مجرد دقيقة في حضني بتساوي عندي سنين ضاعت من حياتي وأنتِ بعيدة عني
لامس ثغرها بأبهامه
– بتمنى من ربنا اعيش كتير عشان اتمتع بحبك، نفسي نجيب اولاد ونربيهم كويس، عايز اعمل معاهم حاجات كتيرة اتحرمت منها، انا أبان قوي بس من جوايا ضعيف جدا وخصوصا معاكي
❈-❈-❈
دنت تطبع قبلة عميقة على جبينه
-ربنا مايحرمنا منك وتفضل منور حياتنا، ونكبر مع بعض، لحد مانجوز ولادنا ..انا حلمت حلم ونسيت اقولك عليه
-حلمتي بأيه احكي..قصت له ماصار بالحلم
اعتدل يستند على ذراعيه يداعب وجنتيها بأنامله ثم أردف
-طيب كويس انك عارفة هتزعليني، الحلم إشارة بتقولك جوزك هيطلب منك طلب وحضرتك مش هتسمعي كلامه، ودا مش حلو ممكن يحصل عواقب وخيمة عليه
وضعت أنامله حول عنقه واقتربت تهمس أمام شفتيه حتى لامستها قائلة
-هات من الآخر ياحضرة المستشار، بتلف على ايه، ناوي تعمل فرح
رفع حاجبه ينظر لأناملها المتحركة مرة على عنقه ومرة على صدره، ناهيك عن ملامسة شفتيه، فأشار على نفسه
-إنتِ قد الحركة دي، بتغريني، لا وبتحاولي تتحرشي بيا، عشان اخلع التيشيرت، طيب ادي التيشيرت اهو
شهقت تضع كفيها على فمها
-يامجنون والله مااقصد حاجة..لم تشعر بنفسها الا وهي متسطحة على الفراش، وهو يعتليها يحاوطها بين ذراعيه
– وريني كدا كنتِ بتعملي ايه، انا اهو مستعد..وضعت كفيها على عيناها تهز رأسها ضاحكة بصوت صاخب
-عيلة ياسيدي، اعتبرني عيلة وبتلعب، ولا اقولك اعتبر نفسك بتحلم، ضيق عيناه مقتربا منها
-تصدقي بحب لعب العيال، وخصوصا لما يلعبوا عروسة وعريس
رفعت كفيها تدفعه وهي تضحك
-ابعد يامجنون، انا مستنية الفجر يدن، ابعد، انا متوضية
قهقه بضحكاته الرجولية المرافعة من يراهما الآن لم يظن أنهما عانا كثيرا
دنى يداعب وجنتيها بأنفه
-حد قلك مينفعش تعيدي وضوئك تاني، ولا بلاش الوضوء، الحموم قبل الفجر بيكون لذيذ وخصوصا بالشتا، أوباا لما واحدة تاخد شاور كدا وهي في حضن جوزها دي لوحدها تتجلد ياعمري
لكمته بكفيها الصغير
-ابعد ياراكان، قال شاور في حضن جوزها، ليه جوز بط
أطلق ضحكة صاخبة حتى أدمعت عيناه، نازلا برأسه يضعها بعنقها وجسده يرتجف من ضحكاته الصاخبة
دفعته بيديها حتى سقط على الفراش بجوارها ومازال يضحك قائلا من بين ضحكاته
-يالهوي ياولاد هبتي بقت في حظيرة بط، بقى تصوري جوزك بجوز بط، اعتدل يجذبها إليه قائلا
-طب لازم جوز البط يعمل شوربة، يرضيكي يبقى معاكي جوز بط من غير شوربة
دفعته وهي تضحك على ضحكاته
-بس ..بطل ضحك، مش ضامنة نفسي بقولك اهو
لم تشعر بنفسها الا وهي معلقة بين ذراعيه
-ايوة هو دا بالضبط ال عايز بقولك اهو
لم تشعر بنفسها الا وهي معلقة بين ذراعيه
-ايوة هو دا بالضبط ال عايز اوصله، انك تنحرفي
حركت ساقيها وهي تضحك عليه
-نزلني بقولك، لا ووكيل نيابة، دا ال يشوفك يقول مخرج سينمائي
وضعها على الفراش يحاوطها بذراعيها
-حلو قوي اللقب دا ياروحي، ايه رأيك نعمل مشهد ونمثله مع بعض
قطبت مابين جبينها متسائلة بغباء
-مشهد ايه دا، انا بحب التمثيل، أيوة كدا، مش تقولي شاور
اعتدل وهو مازال يضحك عليها
-وحياة ربنا أنتِ هتجننيني..اعتدلت تجلس تضع كفيها على أحشائها
-شوفي ابوكي معرفش اتجنن ولا ايه، رجع في كلامه ياله كان نفسي أمثل مع واحد وسيم
دنى منها يحاوطها بنظراته
-مستعد انتِ مستعدة..قطبت جبينها متسائلة
-مستعدة لأيه..طبع قبلة بجانب شفتيها
-مستعدة للمشهد..هزت رأسها بابتسامة
-ايه هو المشهد ال مفرحك اوي، بما اني البطلة
ظلت تلكمه حتى ابتعد عنها يطالعها
-هو فيه اجمل من كدا مشهد ياحبي..حاولت الحديث ولكن أنفاسها متقطعة، لحظات حتى اقتربت تلكمه
-قليل الأدب، انا قصدي مشاهد تاريخية مش قلة ادب …جلس محاولا السيطرة على نفسه، كانت شهية يود لو يزهق روحها بقبلة تخرصها للأبد، لما لا وحبها يجري بعروقه مجرى الدم..طالعته مستغربة صمته، ونظراته التي تخترق جسدها، علمت من نظراته ما يفكر به فاستدارت للتحرك، ولكنه جذبها بقوة حتى سقطت فوق الفراش تصرخ
-يامجنون بطني، يخربيتك انا حامل..
-بتهربي مني ياليلى، كنتي رايحة فين، هربت من انظارها منه قائلة
-كنت رايحة اعلق الاسدال ياحبيبي، ههرب اروح فين..نزل برأسه وضعت كفيها أمامه
-مش سامع..ضيق عيناه متسائلا
-سامع ايه..ابتسامة واسعة شقت ثغرها وهي تستمع لآذان الفجر
-اسمع ياحبيبي بيقول ايه، الصلاة يامؤمنين، حي على الصلاة في الراديو جنبك اهو
جز على أسنانه ورمقها ساخرا
-ايوة ايه يعني هو احنا هنصوم بكرة، عادي ممكن تأخري الصلاة شوية، اعتبري نفسك نايمة
رفعت حاجبها بسخرية
-بس انا صاحية عايزني اكذب..ارجع خصلاته بعنف
-بت هتكدبي على مين!!..اعتدلت ترفع كتفها ببراءة
-اكدب على ربنا،اقوله ايه دلوقتي، ازاي اكون صاحية واعمل نايمة
دفعها بقوة
-والله..يبقى قوليله جوزي كان عايزني في بيت الطاعة، أطلقت ضحكة خافته على مظهره هاتفة من بين ضحكاتها
-بتتريق ياراكان، إن شاء الله ربنا يسامحك
اقترب وهو يرمقها بنظرات نارية فهتفت بصوت صاخب
-ركعتا الفجر خيرا من الدنيا ومافيها
اعتدل متجها للمرحاض
-طيب قومي يامؤمنة صلاة الفجر هتفوتك
قبل اسبوعين وخاصة بمدينة برلين، بتلك المشفى تجلس أمام غرفة العمليات، وهي بداخل أحضانه تنتظر إنهاء العملية التي يقوم بٱجرائها نوح
همس بجوار اذانها وهو يحاوطها بذراعيه
– لو تعبانة تعالي اروحك ترتاحي، وأنا هنا
هزت رأسها رافضة
-لا مينفعش لازم اطمن عليه، وكمان مينفعش اسيب أسما لوحدها
اومأ برأسه متفهما..فقام بخلع جاكيته الجلد ووضعه على أكتافها
-خليه عليكي عشان يدفيكي…اعتدلت تمسك الجاكيت وتضعه على أكتافه
-انا مش سقعانة، ولابسة كتير اهو، انت مفيش حاجة غير القميص بس، هتبرد كدا، لوسمحت اسمع الكلام
ابتسم لها ابتسامة خفيفة، فدنى يتحدث
-بريئة وجميلة اوي حبيبتي
نظرت حولها تبعد عن نظراته الخارقة، شعرت بشيئا ثقيلا يوضع مرة أخرى على أكتافها،ثم نهض متحركا إلى يونس الجالس بجوار يحيى ووالد ليلى، قاطعهم خروج الطبيب
هب الجميع يتوقفون، توقف الطبيب أمامهم وتحدثت بلكنته الألمانية
-لقد انتهينا للتو، ولم يقابلنا اي مشاكل بالعملية
الامور تمت بيسر، ونرجو أن يكون نجاحها محققا
كانت اسما تقف وضربات قلبها تتقاذف بعنف، خوفا من نتيجتها..رفعت بصرها لليلى التي ضمتها تربت على ظهرها
-ان شاء الله هيقوم بالسلامة حبيبتي ولا يهمك، تعالي نصلي المغرب وندعيله..وضعت كفيها على أحشائها وانسابت عبراتها
– الولاد مش مبطلين ضرب فيا من الصبح، هما ممكن يكونوا زعلانين وحاسين
مسحت ليلى دموعها واحتضنت وجهها
-اسما بلاش تزعلي عشان ميأثرش على البيبهات، عايزة عريس بنتي يجي بصحة كويسة
ابتسمت اسما تضم ليلى وتبكي بقوة
-خايفة اوي ياليلى، خايفة لا النتيجة متكنش ايجابية، وقتها نوح هينهار،
ربتت على ظهرها وتحدثت بهدوء ، رغم خوفها
-اسما كل شيئ قدر ومكتوب، يعني نصيبنا وهناخده من الدنيا، أنتِ قولي يارب وربك هييسرها، ماهو بعد العسر يسر حبيبتي، هو ال هقولك، يابنتي دا أنتِ قصتك يتعملها كتاب
ابتسمت من بين دموعها
-ربنا يخليكِ ليا ياليلى، كنتِ نعم الصديقة في السراء والضراء، أمسكت ليلى خدودها وابتسمت
-ايوة كدا، عدي جمايلي عشان هتحاجها قدام
تحركت اسما عندما وجدت زوجها متجها للعناية، وخلفه والده وراكان…أما يونس وحمزة جلسوا بجوار عاصم بإنتظار افاقته
توقفت أمام الغرفة، بجوار يحيى تنظر من خلف الزجاج الشفاف وتسائلت بقلبا يأن وجعا
-قولي ياعمو، نوح كويس، المهم يكون كويس، صدقني لو فضل كدا عندي احسن مايروح مني
ضمها يحيى لأحضانه
-هيكون كويس حبيبتي، صدقيني هيكون كويس، اصلا الاشاعات والتحاليل بينت إصابات بسيطة بالعمود الفقري الحمد لله على كل حال
بفيلا النمساوي
جلست بجوار امجد تشاهد الفيديوهات التي توضح ركوب ليلى بسيارة غنى
– شوفتيها قبل كدا…هزت رأسها رافضة
– لا مشفتهاش، بس اسمها مش غريب عليا. وصل قاسم وجلس بجوارهم
-بتعملوا ايه، راكان لسة مرجعش من المانيا ولا ايه
أمسكت هاتفها وتحركت
-هكلمه، المفروض نوح يعمل العملية النهاردة هتصل واعمل نفسي مهتمة
رفع امجد حاجبه ضاحكا بسخرية
-اه وحياتك، وعيطي شوية وقوليله كدا ياقاسي تسبني اسبوع كامل في حضن امجد
رفعت سبابتها على شفتيها
-بس الفون بيدي جرس، أجاب راكان بعد فترة
-ايوة يانور..ابتسمت وهي تحادثه
-ممكن تفتح الكاميرا حبي وحشتني عايزة اكلمك
فتح الكاميرا متوقفا أمام العناية وخلفه الدكتور يحيى وأسما
-فيه حاجة؟! ابتسمت له وتحدثت
-راكان وحشتني، ايه بلاش اطمن على حبيبي ولا ايه…ابتعد بنظره يراقب ليلى التي تجلس بجوار سيلين وعيناها تراقبه، ابتسم واجابها ومازالت عيناه عليها
-انا كويس الحمد لله..لو مفيش حاجه مهمة ممكن تقفلي، زي ماانتِ شايفة مينفعش اتغزل فيكي والوضع هنا مش تمام
جلست على الأريكة ورفعت ساقيها فوقها تمسك بخصلاتها
-يعني لو كنت معاك دلوقتي مكنتش هونت عليك، رفع وجهه بشبه ابتسامة ساخرا واتجه ينظر إليها
-قلبك معايا ياحبيبتي، لازم اقفل خلي بالك من نفسك
استنى بس، انت على طول كدا، نسيت أسأل عن نوح، عمل العملية ولا لا؟!
زفر محاولا السيطرة على نفسه حتى لايغلق بوجهها
-عملها ولسة مفقش، بنستنى، سلام ، هكلمك لما أفضى..قالها واغلق هاتفه سريعا متجها لليلى
وصل إليها، وبسط يديه
-تعالى عشان ناكل، أنتِ من الصبح ماأكلتيش، توقفت سيلين تصفق بيديها
-ايه اخيرا راكي هيعزمنا
دفعها حتى هوت على المقعد
– هو مين دا ال عزمك ياختي أن شاءالله، روحي لجوزك يعزمك، اتجهت بنظرها إلى يونس الذي يتحدث مع حمزة، وأردفت بحزن
-يعني مش هتاخدني معاكم..جذب ليلى واوقفها قائلا
-لا متبقيش باردة وروحي اتغدي مع دكتور الستات
توقفت ليلى رافضة عندما وجدت حزنها
-اطلب اكل هنا، عشان اسما، مينفعش نمشي ونسبها لوحدها
جذبها متحركا قائلا
-اسما نامت، الدكتور يحيى ادلها مهدئ عشان تعبت من الوقوف من الصبح، وكمان هو هيجبلها اكل، متخافيش عليها، مينفعش تخرج وهي كدا
وضعت رأسها بذراعيه
-ليه زعلت سيلين، دلوقتي تقول عليا خطفتك منها .توقف ينظر إليها
-اكيد بتهزري، هي سيلين طفلة عشان تفكر في كدا، وبعدين انا عملت كدا مخصوص عشان تقرب من يونس، يونس عمل كل حاجة وهي دماغها جذمة زي واحدة صحابتنا
هزت راسها ببراءة وتسائلت
-ياترى مين صاحبتك دي ياحبيبي!!
فتح باب السيارة ونزل برأسه يهمس بجوار أذنها
-تنينتي حبيبة قلبي..توردت وجنتيها، فاستقلت السيارة دون حديث
استقل السيارة بجوارها متحدثا للسائق، يخبره عن المكان..جذبها يقربها إليه وضعت الجاكيت على اكتافهما، تحاوط خصره بذراعها
-هو ينفع نروح البيت، تعبانة وعايزة ارتاح شوية، لحد مانوح يفوق بالسلامة
طبع قبلة على رأسها
-ال تؤمري بيه، المهم تكوني مرتاحة، وضعت كفيه على بطنها ورفعت بصرها تنظر إليه بعيونا سعيدة
-حاسس بيها، شوفت بتعمل ايه ..حرك كفيه، وهناك شعور لذيذ يتدفق بأوردته
-مش بتوجعك كدا..كان وجهها قريب من خديه، فطبعت قبلة وأردفت
-تؤ، بالعكس دا اجمل احساس، لما تحس بيه
ضمها بقوة لصدره
-مش مصدق تيجي واشوفها واشيلها ياليلى، عايزة احس بطعم اللحظة دي بيكون ازاي، لما ولدتي امير، حسيت اني بشيل سليم، لأن فيه كتير، كنت فرحان اوي بيه، ولما ضمته حسيت بإحساس حلو اوي، تفتكري بنتي هيكون احساسي بيها ازاي
تشابكت اناملهما واجابته
-دا ميتقلش ياحبيب ليلى، دا احساس يتحس من غير كلام
حاول اخفاء ابتسامته قدر المستطاع ولكنه لم يستطع، عندما أدارت وجهه إليها
– ايه مش عجبك كلامي، طيب بكرة لما تشلها هتعرف
لا ياقلبي مصدقك طبعا، بس انتوا الستات حساسين اوي
رفعت نفسها وهمست بإغراء بجوار أذنه
-لما الواحدة تكون حامل من حبيبها بيكون الاحساس مختلف ياحبيبي، لانه بيكون اغلى من نفسها
ابتسم بجاذبية واتسعت عيناه بحبور متعلقة بليلها
-ياترى فيه اختلاف بين حملك في أمير، والحمل دا
أطبقت على جفنيها تضع رأسها بصدره
-بلاش السؤال الصعب دا ياراكان، الاتنين ولادي، انا قصدي الاحساس عامة بيكون ايه، بما أن حملي المرادي منك فدا في حد ذاته احساس يعجز عن وصفي، بس مش معنى كدا يبقى احساسي بأمير اقل، انا قصدي الحمل ..وضع إبهامه على شفتيها عندما وجد تبدل حالة عيناها من السعادة للحزن، فدنى يهمس بجوار شفتيها
-اهم حاجة عندي في الاتنين أنهم منك، الباقي ميهمنيش
رفعت بصرها ونظرت لعيناه القريبة منها
-.دنى يطبع قبلة بجانب شفتيها ..واسترسل بعينان تهيم عشقا
-راكان بيحب لولته اغلى من أي حاجة في الدنيا
-يعني مش هتندم،، تسائلت بها ليلى
هزة عنيفة أصابت جسده، وإحساس عميق يجتاح كيانه، فأخذ يضمها بقوة ليشعرها بما يشعر به متحدثا
– ندمان الوقت ال ضاع واحنا بعيد عن بعض، حقيقي ندمان على كل وقت عدى علينا واحنا بعيد عن بعض، من اول ماشفتك لحد اللحظة دي، بتمنى ايام كتير اوي تعدي علينا واحنا مع بعض
قبلت كفيه الذي يضم به وجهها
-ان شاء الله هنكبر مع ولادنا،،، قاطعهم وصول السيارة لمنزلهما. ترجل متجها اليها
ترجلت صاعدة معه للأعلى، دلفت للداخل اسرع إليهما امير
رفعه راكان للأعلى وهو يقهقه معه بصوته الطفولي..وضع قبلة على خديه
-عملت ايه حبيب بابي..امسك يديه متجها لألعابه المركبة، وهو يصفق بيديه الصغيرة
-مس تاليا، لعب نا اد البحر..جلس على عقبيه أمامه ووضع كفيه بخصلاته
-ميرو حلو وجميل وسمارت اد البحر، دلف لأحضانه وهو يبتسم له، وتحدث بصوته الطفولي
-انا احب بابا اد البحر…كانت تقف تستند على الجدار، تطالعهما بحب..دلفت للداخل، بعدما وجدته يجلس بجواره ويعلمه بعض الألعاب الأخرى
-جهزي الغدا ياأغا، ثم اتجهت ببصرها لداليا
-امير عمل ايه النهاردة
لعب شوية واتفرج على بعض الألعاب الإلكترونية المسموح بيها لسنه، ورسمنا شوية، وكمان قرأتله قصة سيدنا يوسف زي ماحضرتك طلبتي
-شكرا ياداليا، يبقى غيرله وانزلي تحت شوية بس بلاش ايس كريم الجو برد، ومتنسيش تلبسيه تقيل
قالتها وتحركت لداخل غرفتها، قامت بخلع حجابها واتجهت لمرحاضها تنعش نفسها بحمام دافئ
خرجت بعد قليل تجلس أمام المرآة تقوم بتجفيف خصيلاتها، وجدت بعضها يتساقط
نظرت للمرآة بحزن
-اوف، اوف..اهو ال كنت خايفة منه..وجدت من يحاوطها من الخلف، نزل لمستوى جلوسها وحاوطها بذراعيه
-حبيبي بيكلم نفسه في المراية ليه..استدارت برأسها له
-لا مفيش، افتكرت حاجة بس..تناول منها المجفف الكهربائي وبدأ يجفف خصلاتها
-زعلانة من ايه؟!..تسائل بها بعدما أنهى مافعله
نهضت تقف بمحاذته
-مفيش حاجة حبيبي، ادخل خد شاور عشان ناكل، عايزة انام بطريقة متتخيلهاش
جذبها لأحضانه يحاوطها بذراعيه حتى اختفت بأحضانه تحاوط خصره
-قوليلي مين مزعل مولاتي..تمسحت به كقطة آليفة، تشد من احتضانه كأنه سيبتعد عنها
-ينفع انام دلوقتي ماليش نفس للأكل عايزة أنام بس
أخرجها من أحضانه، ثم رفع ذقنها بأنامله
-مالك حبيبتي، بتحاولي تهربي مني ليه
تنهدت مبتعدة تجلس على مخدعهما
-مش عجبني حالنا دا ياراكان، لازم تفكر في حاجة تانية غير اني افضل بعيد عن مصر
دلوقتي نوح عمل العميلة، وأكيد هترجع مصر، وهنفضل هنا
احتضن وجهها وقربها إليها ، وضع جبينه فوق جبينها قائلا بأنفاس متقطعة
-لا هتنزلي معايا، مش هتقعدي هنا تاني، لامس وجنتيها بظهر كفيه، يتعمق بعينها واسترسل هائما
-مبقتش قادر استغنى عنك مولاتي، لازم كل يوم تباتي في حضني، وميرضنيش اشوف العيون الحلوة دي حزينة
، لامس خصلاتها ووضعها خلف أذنيها وأكمل
-مستعد احرق الكون بس خلي حد يقرب منكوا، صدقيني ادفنهم احياء
لمعت عيناها بسعادة، رفعت نفسها تحاوط عنقه تهز رأسها بشقاوة
-انا قولتلك قبل كدا بحبك…اغمض عينا وفتح الأخرى، متصنعا التذكر
-مش فاكر، هو من جهة الكلام، أنتِ رغاية اوي بتتكلمي كتير، بس أفعالك قليلة
جحظت عيناها مما تفوه به، لكزته بصدره
-انا رغاية ياراكان، ومبعملش حاجة، غير كلام..طب وسع كدا، ابعد عن الرغاية
حملها بين ذراعيه مقهقها على تمردها الطفولي
-طيب مستعد اشوف أفعال بس، قالوا للكذاب احلف ياروحي، دلوقتي هحكم وانا استاذ القانون
وضعت رأسها بصدره بعدما علمت مايشير إليه
اقترب بوجهه منها قائلا بأنفاس تمر فوق شفتيها
-عايز اشوف قوة الهندسة مقابل القانون ..أتت لتتحدث، ولكنه سبقها عندما احتضن شفتيها يغرقها بقبلاته المسكرة ليبث لها ترانيم عشقه
بالمشفى عند حمزة كان يتحدث بهاتفه
– أيوة ياجاسر خير، فيه حاجة
وقف جاسر بعيدا عن أجهزة الانصات وتحدث
-حمزة نورسين عرفت أن ليلى خرجت من مصر بمساعدة راكان
توجه حمزة للنافذة بعيدا عن يحيى متسائلا
-عرفت ازاي؟!
كان جاسر يطالع الشاشة أمامه فأردف
-سمعتهم لازم تبلغ راكان، مش عارف أوصله
تمام..قالها حمزة ثم أغلق هاتفه..اتجه يونس يقف أمامه
-فيه حاجة ولا ايه..ابتلع غصة مؤلمة عبأت حلقه وتحدث
-الايام الجاية هتكون صعبة على راكان قوي يايونس، لازم نسانده
انكمشت ملامحه بألم وتبدل حاله للحزن قائلا
-فيه حاجة عرفتها من فترة، بس خايف اقول لراكان..
طالعه حمزة بعيناه منتظر حديثه..جذبه يونس متجها للمقاعد وجلس واجلسه بجواره
-سارة قالتلي انها كانت عارفة راكان بيحب ليلى قبل ماتتجوز سليم، ومعرفش حد كان عارف كدا تاني ولا لا، وبما أنهم بيحضروا حاجة بعد ماعرفت حاولوا يقتلوا جدي، تفتكر ممكن يستغلوا دا اتجاه راكان ، انا مش عارف افكر، كل مااجي أقوله مااقدرش
اتجه إليه حمزة قائلا
-كويس انك مقولتلوش، عشان حلا حاولت تلعب معاه في الحتة دي، بس راكان مش بالغباء دا، بس لو كنت قلتله، كان ممكن يشك
قطب يونس حاجبيه متسائلا
-تقصد ايه؟!
هتعرف لما راكان يجي
باليوم من عملية نوح اتجه إلى المستشفى بصحبتها، كان الطبيب يعاين حالته، من حيث نجاح العملية، توقف أمامه
-حاول تحرك رجلك كدا..حاول عدة مرات، ولكن ساقيه كانت ثقيلة..تحرك الطبيب مردفا
-تمام متحاولش تجهد نفسك، يوم كمان ونحاول..مرت الايام سريعا، حتى أتى اليوم المقرر لنجاح العملية أم لا..توقف الجميع ينتظر إجابة الطبيب..حاول حركة أقدامه بهدوء، حركها ببطئ حتى اعتدل جالسًا، ابتسمت اسما وانسابت عبراتها
تحمد ربها..اقتربت لكي تساعده ولكن رفض الطبيب تدخلها، قائلا
-ياله يادكتور حاول تقوم..دنى راكان منه، يقف أمامه مباشرة حتى يقويه
-ياله يانوح، فرح قلوبنا، لازم تقوم عشان ولادك، ومراتك، ياله حبيبي
اتكأ بكفيه محاولا الوقوف، وقف في بداية الأمر مرتعشا، ولكنه توقف..ولكنه جلس مرة أخرى جلس يحيى يسجد لربه شاكرا، على إنقاذ ابنه، رفعه راكان حتى توقف ألقى نفسه بحضن راكان يبكي بصوت مرتفع
-كنت خايف ياراكان افضل طول عمري عاجز
دنى حمزة ويونس منهما يضموا بعضهما البعض
-ربنا يحمينا دايما ونكون سند لبعض، قالها راكان وهو يلكمه بكتفه
اما حمزة الذي جذب نوح لأحضانه
-وحش يلا، فرحتني، ربنا يبارك فيك وتفضل منورنا كدا، طلعت غالي يابغل
دفعه يونس مقتربا
-وانا ابن الحمامة السودا ياخويا منك له..ارتفعت ضحكاتهم ..كانت تقف بعيدا وعبراتها تنسدل ببطئ، ربتت ليلى على ظهرها
-مبروك حبيبتي، حمد الله على سلامته
ضمتها ليلى حتى اختطلت عبراتها بضحكاتها..كان يراقبها بعينيه، والجميع يهنئونه، ولكنه لم يحتاج سواها وحدها، لقد اشتاق لأحتضانها كثيرا..دنا عاصم يهنئه
-حمدالله على سلامتك يابني..اتجه بنظره له
-الله يسلمك ياعمو..وصلت ليلى إليه
-حمدالله على سلامتك يانوح، ودايما تنورنا ياحبيبي يارب..ابتسم لها يشد على كفيها هامسا لها
-شايفك احلويتي يابنت خالتي، ال يعاشر البغل دا يحلو كدا..دنى منهما راكان يفصل كفيها
-حوش ايدك يلا، الدكتور برة، بلاش تخليني اخليه يرجع يمشك على بطنك مش كرسي
دنى يهمس لها
-حبك برص ياختي، هو مين دا ال حبيبك، هنتحاسب
ابتسم نوح وكاد أن يرد عليه، ولكن اقتربت اسما اخيرا منه، بجوار سيلين
خرج الجميع بعد ماهنئته سيلين، ظلت كما هي، تطالعه بصمت، عبراتها فقط تنساب على وجنتيها
-قربي حبيبتي واقفة ليه، أنتِ سمعتي كلام الدكتور اهو، مينفعش اقف على رجلي فترة لحد ماعمل علاج طبيعي
ألقت نفسها باحضانه تشهق ببكاء، رفع كفيه يمسد على خصلاتها
-يعني بتعيطي عشان وقفت تاني، ولا بتعيطي ليه دلوقتي، قالها وهو يعتصرها باحضانه مغمض العينان يستنشق رائحتها
– الحمد لله حبيبي اهم حاجة انك قومت بالسلامة دي عندي اهم واجمل حاجة
احتضن وجهها يطبع قبلة على جبينها
-ربنا يباركلي فيكي حبيبي…بالخارج توقف راكان بجوار يحيى
-احنا هنسافر على طيارة الصبح، وحضرتك هتستنى نوح لما الدكتور يطمن عليه، متنساش زي مااتفقت مع حضرتك ياعمو، لازم تعمل زي ماطلبت منك بالضبط
ربت يحيى على كتفه قائلا
-اعتبره حصل، انا مش هرتاح إلا لما اخد حق ابني، لسة حسابهم معايا عسير، انا انشغلت بعملية نوح، بس منستش طبعا
أومأ راكان برأسه
-كدا هدخل أودعه لحد مانتقابل بعد اسبوع إن شاء الله
❈-❈-❈
بمكتب جاسر دلف إليه الشرطي
-المتهمة ياباشا اتقتلت في السجن..هب فزعا من مكانه
-ازاي دا حصل..هز أكتافه قائلا
-منعرفش ياباشا، كل ال عرفناه أنها اتخانقت مع السجينة الجديدة وبعدها اتصالحوا
اتجه مذعورا لمكانها وهو يسبه
بعد اسبوع بفيلا قاسم الشربيني
اتجه قاسم بانظاره للنمساوي
-خلال كام يوم هنسمع خبر توفيق، التحاليل بتبين أن السم لوث دمه كله
ثم اتجه لصديقه الآخر
-اتمنى يكون موضوع حلا خلص، عشان ميكنش عقبه..اتجه النمساوي نظره لذاك الشخص الذي يقف بعيدا عنهم
-دا مهمته يدخل مكتب راكان ويجيب الورق، وبكدا نكون اتخلصنا ومش محتاجينه وكمان نلغي الفرح
تحدث امجد
-لا مش وقت الورق خالص، بما أن راكان ضحك علينا ولعب بينا لازم ننتقم منه، ودا مش هيحصل غير لما يتجوز بنتك، انا لازم احصره زي محصرني كدا
نهضت نورسين متحدثة
-امجد بيقول الصح، دلوقتي احنا عرفنا مين بيساعده، ازاي مااخدتش بالي من اسم المنشاوي دا، دا الضلع الأكبر للألفي، وطبعا جاسر هو ال ماسك القضية
تحرك امجد يقف بجوارها وأشار لها
-قولتلك نتخلص منهم ، يعني لو موضوع بنت عمه دا خلصناه مكنش قدر يوقف يناطحنا
-اخرص ياامجد، دا ظابط مش واحد عادي عشان نتنتقم منه بالطريقة دي، ومتنساش دا ابن جواد الالفي ال دخلنا كلنا السجن، وفيه مننا ال تحت الارض، لولا توفيق البنداري كان اتحكم علينا بالاعدام، لازم نقعد ونفكر كويس، مش عايز غلطة
عقدت نورسين ذراعيها قائلة
-مش هو بيلعب بيا، انا هلعب بيه، هنفهمه أننا مش عارفين حاجة، ويوم الفرح هنضرب ضربتنا، امجد هيخطف ليلى، وطبعا كلنا في الفرح، وكمان جنى الألفي دي كانت احسن اختيار زي ماقولتلكم مرات جاسر مش هتهمنا زي جنى عشان دي ضربة قاضية لعيلة الالفي كلها، وبما أنها في المستشفى هيكون سهل خطفها، المهم نخطط للزفتة ليلى دي، هو هيرجع بعد كام يوم، اكيد هيحاول يتواصل معها، نكون مراقبينه، واياك متنجحش المرادي ياامجد
❈-❈-❈بعد عدة أيام بالقاهرة، وخاصة بالجامعة بكلية الهندسة،دلف الطلاب إلى القاعة الخاصة بمحاضرتهم
دلف إلى المدرج بهيئته الجذابة، ونظراته الشمسية التي يضعها فوق خصلاته بعد إستئذانًه من دكتور المادة، وصل إلى المنصة التي يقف عليها الدكتور وأمسك الميكرفون
-مساء الخير، يارب تكونوا بخير..طبعا كلكم بتقول مين ال قطع المحاضرة وأخرج الدكتور، اتجه بأنظاره لجلوسها بجوار أحدى صديقاتها، فتقابلت نظراتها المذهولة، بنظراته المتأسفة
فأسترسل قائلا
-الحقيقة أنا ماليش علاقة بالهندسة كمجال علمي، بس طبعا بما ان عاشقة الروح في الهندسة فحبيت اكون ضيف لطيف شوية عندكم، وجاي عايز مساعدتكم
بدأت الهمهمات الجانبية بين الطلاب، سوى التي تجلس وعيناها لم تفارقه وهناك تدفقات تتوغل بأوردتها من الخجل، والجميع ينظر إليه بإنبهار
توقفت إحدى الطالبات الفاتنات متحدثة
-بس حضرتك مقولتش احنا علاقتنا إيه
نزل درج من فوق البينش متجهًا بين الطلاب إلى أن توقف أمامها مردفًا
-بينكم هنا واحدة اذيتها كتير، هو مش أذية اد ماهو وجع الروح، جاي وبتأسفلها قدامكم وبقولها اني بحبها قوي قوي
بسط يديه أمامها
-بطلب العفو والسماح ياملكة قلبي..احتضن كفيها يتعمق بعيناها الذي وقع غريقا بها
-سيلين توافقي تكملي حياتك معايا،، موافقة تتجوزيني يابنت عمي
قام الطلاب بالتصفير، استمعت لهمهمات الطالبات حولها
-اقبلي يابختك، دا في الخيال بس يابنتي، اقتربت منه إحدى الطالبات
-انا موجودة ياوسيم، لو هي رفضت، نحن هنا..رفعت سيلين نظراتها النارية تريد التهامها..
ثم جذبت كفيه متحركة للخارج
-معجب بنفسك، وعامل شو عشان كل الطالبات يموتوا عليك..دنت كالقطة الشرسة تلكمه بصدره
-فرحان من نفسك، ماانت عارف انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك بس بأدبك
رفعها من خصرها حتى أصبحت بمستواه، قائلا بابتسامته الجذابة
– تعرفي نفسي في ايه دلوقتي..التفتت حولها
-يونس نزلني عيب، احنا في الجامعة مينفعش ال بتعمله دا..انزلها بهدوء يسحبها خلفه قائلا
-عندك حق ياروحي ..وصل لسيارته وفتح باب السيارة، أشارت لسيارتها
-عربيتي يايونس..تقابلت نظراته المشتاقة وهمسها باسمه منذ فترة
-هبعت حد ياخدها ياقلب يايونس، ياله اركبي
قبل يومين من اليوم المحدد للزفاف ..دلفت تدفع باب مكتبه
-ايه ال ناوي عليه ياحضرة المستشار..فرح ايه أن شاءالله ال هتلغيه
نصب عوده وتوقف يجذب خصلاتها
-اتجننتي، ازاي تدخلي كدا، ايه داخلة على حيوان،فيه حاجة اسمها باب نخبط عليه
دفعته صارخة
-متصل ببابا وتقوله انا مش هقدر اتجوز بنتك، ليه اتجننت
دفعها بقوة كأنها مرض معدي
-بقولك يانور انا فكرت كويس، لقيت أن ماما عندها حق، ايه ال يخليني اتجوز واحدة ومراتي حامل، وكمان رافعة قضية طلاق، طيب ماافضل معاها، واهو نكون مع بعض لذاذ، مش دا ال انتِ عايزاه
دنت منه تنظر بعمق عيناه قائلة
-والله الفرح دا لو متمش في ميعاده، لأحصرك على ام ولادك، وحياة اغلى حاجة عندي ياراكان لو معملتش الفرح، ومش بس فرح عادي، لا انا عايزة كل الدنيا تتحاكى عنه، وجميع القنوات تنقله، سمعتني
ابتلع غصة بنيران الحسرة بجوفه كجمرات مشتعلة تكوي جوفه بلا رحمة، ثم اتجه إليها يغرز نظراته المتوعدة في عمق عيناها مردفًا
-لو لمستيها هي وابني مش هموتك بس، صدقيني وقتها الموت هيكون راحة
اتسعت حدقتيها بتصنع، ثم دنت منه واقتربت تعانقه بإستفزاز ،ثم أطلقت صوتًا اعتراضيا بشفتيها هامسة له
-مش كل اللي تلعب معاهم، أنا غير ودلوقتي حياة مراتك وابنك ومش بس كدا ممكن عملية اجهاض بسيطة مع ربط يخليها طول عمرها متخلفش تاني، وتتحصر طول حياتها انها مقدرتش تخلف لحبيب القلب ..قالتها ، ثم طبعت قبلة على وجنتيه هامسة بجانب اذنيه:
-فستان الفرح وصل ياحبيبي وكمان بدلة الفرح، متتأخرش، قالتها بنبرة يشوبها تهديد
لوحت بكفيها وهي تحمل حقيبتها
-تشاااو ياحبي هتوحشني لحد يوم القرح
تراجع بجسده للخلف يتذكر ذاك اليوم الذي وصل به إلى ألاراضي المصرية
فلاش
-ليلى هتروحي مع يونس هو عارف هيعمل ايه، وانا هجيلك بالليل، ثم اتجه بنظره إلى داليا واسترسل
-داليا زي مااتفقت معاكي..اومأت برأسها تسحب كف امير متجهة لسيارتهم
-حبيبي اعملي زي ماقولتلك، مش عايز تهور لو سمحتي
دنت تضم كفيه
-ازاي عايزني اعمل كدا، قلبي مش هيطوعني..ضغط على كفها
-ليلى افتكري بنتنا ال في بطنك وأنتِ تقدري حبيبي ، هبعتلك رقم المحامي، عايز بكرة في الشركة الكل يعرف انك رفعتي قضية طلاق عليا،
جذبها لأحضانه
-وعد دي هيكون اخر وجع بينا، عايزك تثقي فيا..ضمته بقوة تتمسح به
-كدا كتير ياراكان، والله كتير على قلبي، رفع ذقنها -ليلى لازم من كدا، لو معرفتش اوصلك يونس هيكون معاكي خطوة بخطوة وتسمعي كل كلمة يقولها كاني انا بالزبط
اومأت متحركة متجهة لسيارتها
بعد يومين
أتى اليوم المقرر به حفل الزفاف
دلف حمزة وجده جالسا على جهازه، يراقب كل تحركاتهم
-فين جاسر؟! تسائل بها راكان
-في مكانه متقلقش، أن شاءالله تعدي على خير
نصب عوده وقام بإشعال سيجاره ينفث تبغه بعنف
-حمزة عندي فيك ثقة لا توصف..ربت على كتفه واردف
-متخافش ياراكان سبها على الله، انا بلغت داليا تتحرك، وكمان يونس خد ليلى من الصبح على مزرعة نوح، أن شاءالله الأمور تمشي زي ماعايزين
اومأ ودقاتها بالأرتفاع
-ليلى عينك ماتنزلش من عليها، لو حصلها حاجة مش مسامحك ياصاحبي
-يابني قولتلك كله معمول حسابه، المهم تجهز ياعريس، الليلة ليلتك
ابتسم وهو ينظر للمرآة
-تعرف انا بستنى اليوم دا من إمتى، من اول يوم عيني وقعت عليها، ياله كله بأوانه..لازم اروح على الفندق، زمان العروسة خلصت، تحرك خطوة ثم توقف
– جدي في مكان آمن مش كدا..اومأ حمزة يدفعه للخارج
-ايوة والله يابني روح ياله خلص
بعد عدة ساعات بمزرعة نوح ..اتصل يونس
-مدام ليلى اجهزي، بعد نص ساعة هكون عندك، زفرت مختنقة، تشعر بصخرة تطبق على صدرها
-هو لازم يادكتور، على الجانب الآخر
-لازم، أما لو عايزة جوزك يتجوز الحرباية معنديش مانع..اتجهت بانظارها لذاك الفستان الذي يعلق بحافظته ولم يعريها اهتمام أن تفتحه فتنهدت قائلة
-حاضر هجهز..مر وقتا وهي مازالت تجلس ولم تستطع الوقوف أو فعل شيئا لا تقو على الوقوف كأن ساقيها تجمدت بمكانها، وهي ترى صورهما بجميع وسائل الإعلام
استمعت إلى رنين هاتفها
-انا في الطريق خمس دقايق واكون عندك..سحبت نفسا وزفرته قائلة
-مش هقدر اعذرني، انا ممكن اموت ولا يحصلي حاجة، وممكن اتعصب واعمل حاجة تضيع تخطيط راكان، خليني هنا أحسن
توقف فجأة حتى ارضطدم جسده بالقيادة
-اكيد بتهزري، وجودك ضروري يامدام، دا لو بتحبي راكان، ولاحظي كان المفروض نكون هناك من نص ساعة
تنهدت بحزن واجابته
-خلاص اديني وقت لما اجهز.. قدامك ربع ساعة يامدام ليلى، لو سمحتي الوقت مهم
مرت قرابة النصف ساعة، وهي تجلس لتنهي تجميلها بجسد مرتعش، وقلب يأن وجعا
همست لنفسها
أتظاهر بأني اتجاهلك ، لكنني افتقدك جدا
انتهت من لمساتها التجميلية، توقفت أسما تعقد ذراعها، ترمقها بغضب
– وبعدهالك ال بتعمليه غلط، مبتسمعيش الكلام
نهضت أمام المرآة،
-الفستان ضيق صح، وبطني ظاهرة اوي، يعني ال يشوفني يقول انا حامل ولا ايه
❈-❈-❈
اقتربت اسما والشرر يتطاير من عيناها
-انت عايزة تجنيني يابت..أمسكت احمر الشفاة ووضعته بهدوء ولم تعتري لحديثها..امسكتها من ذراعها بقوة
-انا مش هخليكي تطلعي من هنا، ودا أمر من ابن خالك، قوليلي هتطلعي ازاي
استمعت اسما لصوت السيارة بالخارج
-مين ال جه، ارتدت ليلى حذائها ذو الكعب العالي، ونظرت لنفسها في المرآة لأخر مرة ثم اتجهت للخارج
توقفت أسما أمامها
-ليلى بلاش تعاندي راكان.. لو سمحتي مش هيسكت، خافي على في بطنك
استمعت لصوت يونس بالخارج
-اسما يونس بينادي، يرضيكي جوزي فرحه النهاردة ومرحش اباركله، دا عيب في حقي حبيبتي لازم اعمل معاه الواجب
جزت اسما على شفتيها
-مش هتخرجي سمعتي، لما يجي نوح
دفعت اسما بهدوء وتحدثت بتحذير
-بلاش تزعليني منك، انا رايحة مع يونس يعني متخافيش..تحركت للخارج جذبت اسما خصلاتها، صارخة
-ياربي دي اعمل معاها ايه..هرولت خلفها تصيح على يونس
-دكتور يونس ال بتعملوه غلط..استقلت السيارة، بجوار يونس دون حديث، ودقات قلبها بالأرتفاع
أشار يونس لأسما بالهدوء
-متخافيش عليها زي ماهخدها هجبها مينفعش اسيبها لوحدها، واهو نبارك
جحظت أعين اسما تشير عليها
-انت مش شايفاها لابسة ايه وعاملة ايه، دا راكان هيولع فيها
-ايه يادكتور انزل واخد تاكسي، قالتها ليلى بهدوء ماقبل العاصفة
تحرك يونس بالسيارة فاتجه ببصره إليها
-المفروض اتشاهد على نفسي، واسبح ربنا كتير، يالا قولي ورايا
اشهد ان لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله
يابنتي قولي ورايا..اتجهت تنظر له بابتسامة
-مفيش حاجة معاك نسمعها دا احنا رايحين فرح
قام بتشغيل الكاست ورفع صوته وهو يردد خلفه وفجأة رفع كفيه يضربهما ببعض
-الطم على وشي، يارب استر، متأخرين ساعة ونص عارفة لو راكان اتكلم هقوله انتِ السبب
ابتسمت تنظر من نافذة السيارة
– متخفش مش هيقولك حاجة، بس ايه رأيك في الفستان..قالها يونس
نظرت لفستانها ثم رفعت بصرها له
-ليه هو انت ال جبت الفستان
أشار على نفسه قائلا
-ليه مستعجلة اموت في عز شبابي، لا ياختي، اسمحيلي طبعا اكلمك كدا، بس من ورا التنين
ابتسمت على لطافته مستديرة تنظر بحزن، حاول جذب حديث معها حتى يليها
بالفندق قبل قليل
توقف نوح خلفه..ليه بتعمل كدا ياراكان، ممكن اعرف، انت عايز تقضي على ال بينا
استدار يلقى سيجاره ويدعس عليها
-نوح متحاولش معايا، ..تحرك خطوتين فصاح نوح
-لو كملت الفرح يبقى بتنهي ال بنا ليلى متستهلش منك كدا..استدار له ، دلفت سيلين
-ابيه راكان، ماما رفضت تيجي، بتقول خليه ينسى أن له ام
تحرك خارجا مردفا
-فرحي النهاردة ال عاجبه مرحب بيه وال مش عجبه مرحب بيه برضو
توجه إلى نورسين ..توقف مبتسما بسخرية
-طالعة حلوة والفستان حلو قوي عليكي، استدارت سعيدة
-بجد حبيبي عجبك، اتأخرت كدا ليه..توقفت تعدل له البييون
-طالع تاخد العقل..ابتسم رافعا حاجبه
-عارف مش عريس لأجمل ست في الدنيا، اقتربت تعانقه
-راكان انت لسة زعلان مني
انزل يديها وتحدث غاضبا
-لسة هنتحاسب مستعجلة ليه..تحرك متجها للأسفل..توقفت قائلة
-هتسبني انزل لوحدي.. زفر مختنقا ثم جذب كفيها متحركا للأسفل ..كانت تنظر حولها بانبهار
-الحفلة رائعة ياحبيبي مكنتش متوقعة هتكون بالجمال دا، وايه كم القنوات دي ..قالتها عندما وجدت بعض المصوريين يقومون بالتقاط الصور
تحرك وهو يتحدث
-حبيت اودعك بشيئ كويس..توقفت قائلة
-تودعني، ازاي بقى..استدار يغمز بطرف عينيه قائلا
-قصدي تودع العذرية حبيبتي بعد كام ساعة هتكوني مدام، جحظت عيناها من حديثه، فاقتربت تضع رأسها في ذراعه مع التقاط الصور ورسمت ابتسامة خجل بتصنع قائلة
-بس بقى متكسفنيش، وصل لوالده ووالدها وجميع رجال الأعمال حولهم قاسم الذي ينظر إليه بسخرية، مقتربا منه-
-مبروك ربنا يتمم فرحتكم، وتجبولنا ، كتكوت
دنى راكان يهمس بجوار أذنه
-الكتكوت دا ابنك هيجيبه بس وهو مسجون ياشربيني..أطلق ضحكات صاخبة
-لا متشغلش بالك بابني ياحضرة النايب، فكر في مراتك الليلة
ابتسم متهكما واجابه بمغذى
-وعد الليلة دي لتكون احسن ليلة في حياتي ياشربيني..سحب كف نورسين يتحرك بين المدعوين، يبحث عن يونس، زفر باختناق، تاركا كفيها، ولكنها جذبته وتحركت لإحدى صديقاتها للتباهي
-هاي سالي، شكرا ياقلبي، عشان جيتي مخصوص من فرنسا تحضري فرحي
اجابتها صديقتها ونظراتها على راكان الذي يراقب جميع الأماكن بعينيه كالمحقق. .ضغطت على كفيه حتى ينتبه
-اعرفك دي انتيمي جت من فرنسا مخصوص عشان تحضر الفرح
بالخارج وصلت ليلى تحمل فستانها الأبيض متوجهة للداخل امسك كفيها الباردتين يونس
-ممكن تهدي، انا سامع دقات قلبك، أنتِ حامل ومقدرش اديلك حاجة متنسيش انك واخدة الصبح مهدئ لو سمحت لازم تكوني هادية، العصبية ممكن تفقدي البيبي
هزت راسها وتحركت بساقين مرتعشة، حتى دلفوا للداخل بعد معرفة هويتهما، بحثت بعيناها عنه كأم فقدت طفلها، وجدته يواليها ظهره..تحركت بجوار يونس الذي كان يحاول تهدئتها
-خدى نفس براحة لو سمحتي ، عندك اضطراب في النبض، لو سمحتي
ترقرقت عيناها بالدمع، تنظر إلى يونس قائلة
– مش قادرة صدقني بحاول..همس بصوت منخفض يضع كفيه على فمه
-ادخلي عليهم واتمسكي بجوزك ياله، ليلى انهيارك هيكون ضعف لراكان افتكري دا كويس
تحركت إلى أن توقفت خلفهما، وجدت كفهما متشابكين، شعرت بانياب حادة تمزق قلبها، مجرد لمسه لكفها أشعلت نيران الغيرة بصدرها فتحركت حتى دنت قائلة بصوت جعلته متزنا، مما جعل الجميع ينظر لتلك الساحرة ذات الرداء الأبيض كحورية بحر
-مبروك..استمع لصوتها مما ارتفع النبض بقلبه، سحب نفسا لسيطرته على نفسه حتى لا يستدير ويخطفها بعيدا عن الجميع، هو يعلم. كيف ستكون الان..استدار ببطئ وتقابلت نظراتهما المشتاقة تتعانق بعشقهما، ظلت عيناه تحاوط جمال ليلها، وزعت نظراتها عليهما إلى أن استقرت على شمسه اللامعة، فوصلت تفصل كفيهما، هامسة لنورسين
-مش تستأذني، ازاي تطاولي وتاخدي حق مش حقك ..ثم استدارت تنظر لعيناه المبتسمة، رفع نظره يبحث عن يونس غاضبا لتأخرهما، ولكن ابتعد يونس عن عيناه يبحث عن حمزة..اقتربت مشابكة الأيدي حتى دنت منه
-آسفة معذبي، اتأخرت عليك
طبع قبلة على جبينها ثم رفعها من خصرها
-روح وقلب معذبك
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)