رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثلاثون 30 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثلاثون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثلاثون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثلاثون
يا رب إن قلوبنا ظمأى لفيض من رضوانك فانشر علينا من فضلك وعافيتك ورحماتك وإن افئدتنا تشتهي حبك.. فارفق بنا ارزقنا لطائف أنوار تثبيتك نعوذ بك من فجأة البلاء، وتشفي الأعداء نسألك العون على تحرير الصدق وتجريد القصد أحبنا.. وارض عنا 🤲🏻
بيدين مرتشعه أمسك الهاتف ليرن على فيكتور لعله يوصل قبله فينقذ معشوقة قلب أخيه…
جاءه أخيراً صوت فيكتور وهو يقول بمرح :-
أوعي تقول أني وحش…..
قطع باقي جملته شهقاته العاليه وهو يقول.:-
فيكتور أنت فين.، ألحق حبيبه وماما بسرعه بسرعه!
كالصاعقه تلك الكلمات جلجلت فؤاده ليقول بصوت مهزوز.:-
أيه اللي حصل !؟
قطعه صراخ يوسف به :- بقولك ألحقهم بسرعه؟
وأغلق فوراً… وهو يضرب يده بالنافذه بغضب وصوت بكاءها يزلزل قلبه ألماً… فكيف تشعر بالخوف وهو ما زال على قيد الحياة؟؟
أما فيكتور فبمجرد أن أغلق معه حتي هرول بقلق يقود سيارته عائدا للمنزل…
كان يقود بسرعه كبيره بقلب يشتعل بالنار والخوف يكاد أن يصتطدم بالسيارات ولحسن حظه أنه
يتفاداها بأعجوبه…
رن هاتفه فجأة برقم غريب… ليلتقطه بلهفه لتكون هي…
وقال بصوت مختنق :- الووو
جاءته ضحكته التي يبغضها كثيراً ضحك ساخرا وهو يقول:-
أزيك يا بن أخويا؟ مش عيب عليك تكون لسه حي ومتجيش تقول لعمك! وكمان تخطف أمك من عندي إلا صحيح اصل رجالتي معرفوش مكانها فجابوا مكانها مراتك هي عندي؟
فصاح “يوسف” قائلاً بغضب:- أقسم بالله أن لمسة شعره منها هدفنك مكانك.. أنا استنيت عليك كتير..
فقال رؤوف بجديه :- طب أهدي كدا وسمعني ومتنساش حبيبه القلب معايا ؛ فبسكات كدا لو عايزها عايشه تيجي علي العنوان اللي هبعتهولك دلوقتي!
لم يكن منه سوي أن ينصاع له حتي لا تتأزي فقال بحقد :-
جاي بس متقربلهش وستلقي وعدك…
ما كاد أن ينهي جملته وأغلق فوراً… وهو يلقي الفون جواره بعصبيه….
صف “فيكتور” سيارته وفتح الباب بلهفه وهلع وهو يركض للداخل بجنون ، أفجعه منظر الحراس أرضاً ، فأكمل طريقه للداخل بألم وخوف وهو ينادي باسم :- حبيبه.
وقف بفنا المنزل وهو يضع يده بجذعه يحوم حول نفسه وعينه تجوب المكان وهو يردد بوجع :- أنا وصلت متأخر ! هقول أيه ليوسف؟ مقدرتش أحميهم؟
ترقرق الدمع بعينه وركض داخل المكتب وإلي تلك الغرفه داخله تحديداً ، ليري والدة يوسف مغشي عليها ، أسرع بفزع ليحملها ويضعها علي الفراش برفق ، وذهب لأحضار عطر وعاد علي الفور قربه من أنفها ، لتفتح أعينها ببطئ شدشد بخوف ، وقع بصرها علي فيكتور الذي أسرع ليمسك يدها بحنان ويقول بقلق :-
أنتي كويسه حصلك حاجه؟
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بصوت وهن :- حبيبه فين ؟
غض بصره بأسف ، فعلمت حينئذ أنها أختطفت !
بتمر ساعات وساعات دون جدوي فلم يكن منه إلا أن يرن علي أيهاب يطلب منه القدوم هو وتالا… وأغلق معه ليخبر عدنان بشئ…
تنهد بقلق وهو يجلس علي أقرب مقعد يشعر بفقدان سنده الوحيد… يرن علي هاتفه دون جدوي وتلك الرساله تجعله يجن “هذا الرقم مغلق” ….
وضع رأسه بين كفيه وكأن هموم الحياه علي عاتقه بأكملها..
لحظات وكان يهرول أيهاب نحوه بقلق وقال بصوت يعتليه الخوف :- يوسف فين؟ اخويا فين انطق!
تخل فيكتور عن مقعده ليقف أمامه بثبات خادع وهو يقول بجديه.:- كويس متقلقش عايزك بس تفضل هنا أنت وتالا مع ماما “أمل” عندي مشوار صغير وراجع؟
جذبه “أيهاب” من معصمه قائلاً بدموع خانته :- طب قولي اخويا فين هو كويس؟
ربت فيكتور علي يده المقبضه علي معصمه بحنان وهو يقول باطمئنان :- أنا رايح عشان أرجعه ومفيش وقت أحكيلك لازم أتصرف خلي بالك أنت من ماما تمام؟
هز رأسه نافيا له ، فابتسم له ابتسامه هادئه وكاد ان يستدير ليقف وتطرق الطبول بقلبه عند رؤياها هز رأسه نافيا وغادر مسرعا…
بينما اقتربت “تالا” من أيهاب قائله ببكاء:- هو يوسف ماله؟ وصحيح بابا مجرم ومطلوب للعداله! صحيح بابا كان بيسرق أعضاء الأطفال؟
جذبها “أيهاب” من مؤخرة رأسه لصدره بحنان وهو يقول :- متفكريش يا حبيبتي في الموضوع ده!
رفعت بصرها به قائله :- يعني احنا مبقاش لينا حد غير يوسف؟
هز رأسه نافيا وقال :- ازاي يعني ما انا أبوكي وأخوكي انتي ناسيه ان انا اللي مربيكي دا احنا صحاب طيب وبعدين في يوسف ولمار والباقي هعرفك عليهم وهتحبيهم؟
تعال صوت شقهاتها وهي تقول :- أنت كل حاجه ليا وخايفه لتسبني في يوم واكون يتيمه انا وقتها هحس باليتم دا انت هو ابويا واخويا وصحبي وامي!
ضمها وهو يقول بوجع وصوت مهزوز :- ان شاء الله هفضل جنبك طول العمر … أدخلي شوفي مامت يوسف لو محتاجه حاجه وانا هفضل قاعد هنا؟
أؤمأت برأسها له و ولجت للداخل ليجلس هو علي أقرب مقعد بقلق وخوف….
كانت روحها تبكي حزنا ، والاشتياق يعصر قلبها ألماً ، تذكرت أيهاب وحديثه لتبتسم بحب وفرحه.، أرتدت سدال الصلاه “لصلاة المغرب” شرعت بصلاتها وقلبها يدعوا أن تجده… أنهت صلاتها لترفع يدها وعيناها للسماء… وهي تقول بصوت موجوع مشتاق :- يا رب رجعهولي يا رب قربنا من بعض.، يارب أنت العالم بحالي يا مجيب أجب دعائي أسئلك يا رحمن ان ترده لي….
أغمضت عيناها بألم فطال الإنتظار…
ما كادت ان تستقيم لتطوي سجادتها حتي أستمعت لطرق على بابها ، خلعت سدالها فوراً وتنهيدة بضيق وتوجهت مسرعه لتفتح…
أعتلت وجهها الصدمه وهي تري عدنان وفيكتور أمامها..
ربعت يدها أمام صدرها وقالت بجمود وعيناها لفيكتور الذي يغض بصره أرضاً :- خير في حاجه؟
رفع عينه الممتلأه بالدمع لها ، فنظرت له بخوف يرجف قلبها ونفسها…
فقال بألم و وجع :- يوسف.!!
بأعين ظهر بها القلق والخوف أبتلعت ريقها الجاف مما ستسمعه رددت بصوت مهزوز يخشي ما سيقوله وهي تغلق عيناها :- يوسف ماله؟
توجع فيكتور لنبرة صوتها تلك ليشرع بقص لها كل شئ حتي عن والدتها… أصبتها الدهشه وبوجه مشرق بالفرحه ودموع أنسابت على وجنتيها قالت :- أمي عايشه يعني هي عايشه؟
أؤمأ فيكتور رأسه بحزن:- تعالي شوفيها؟
أبتسامه واسعه بقلب يرفرف عاليا من شدة الفرحه هبت مسرعه.. لتتوجه معه هناك بقلب لم يحتمل الصبر كانت تعد كل ثانيه أثناء الطريق تشعر انهم سنوات تبا متي ينتهي الطريق الفاصل بينها وبين والدتها كم أشتاقت لحضنها، وحنانها ، وهمسها ، ولمست يدها …
كانت تحجب دموعها بأعجوبه أمام الشابان….
وحينما توقفت السياره أسرعت بفتح الباب الذي يليها لتركض كالبرق للداخل بقلب مشتاق وعينان مشتاقه…
لم تري أيهاب الذي هب واقفا بفرحه عند رؤيتها..
كانت عيناها تجوب المكان وهي تلهث حتي ولجت بتلك الغرفه… توقفت قدماها عن الحركه وهي ترآها تتوسط الفراش بحزن لم تري “تالا” فعيناها مثبته عليها …
لم تقوي علي حجب دموعها.، لتهبط علي وجنتها ك أمطار سالت فجأه من السماء دون موعدها… شعرت بها لتنهض بأعين تفيض بها الدمع وهي ترمقها باشتياق…
أما لمار فمن وسط دموعها ظهرت أبتسامه حالمه علي ثغرها وهي تتأملها بهيام تخشي أن تكون بحلم… تحرك وجهها تاره يمني ببسمه واسعه وتاره يسري وهي ترمقها بعدم تصديق… ضحكة فجأه بوجع وهي تهمس :- ماما ؟
ويا الله من تلك الكلمه كم كانت تشتاق لها كثيراً ..
فردت “أمل” ذراعيها وهي تأمأ لها بعينها لتقترب وخطت خطوات بطيئه جداً نحوها…
فتقدمت أيضاً لمار بخطوات بطيئه وكأن قدمها لا تحملها على السير… وقفت أمام أعينها مباشرةً…
ورفعا الاثنين أيديهم ليحتضنا وجوها بعضهم بعدم تصديق ودموع أغرقت وجوههم….
عانقا بعضهم باشتياق شديد وبكاء أشد يتذايد…
أحتضنتها “أمل” بقوه تكاد أن تدخلها بقلبها وهي تقبل رأسها مرارا وتكرارا…
أبعدت “لمار”وجهها عنها وهي تقول ببكاء وضحكة فرحه :- ماما ماما متعرفيش أنا حصلي ايه من بعدك طب هان عليكي أنتي ويوسف تسبوني طول الفتره دي أنا كنت بتعذب أنا كنت ميته حرفياً جثه ماشيه علي الأرض بتتحرك بس من غير روح هان عليكم ازاي…..
ضمتها بحنان مره أخري وببكاء قالت :- سامحيني يا حبيبتي غصب عننا أنا وأخوكي…
علي ذكر أسم يوسف…أعتل وجهها الغضب وعينان تشع بالنار قالت :- يوسف عند رؤوف ؟ والله ما هرحمه؟
أرتجفت أواصرها بخوف على ذكر أسمه !
وتهجمت ملامحها …
فبحنان ربتت”لمار” على يدها قائله :- طول ما أنا جنبك متخفيش من أي حد!
بنظرة خافته رآت حروق وكدمات تكاد تتلاشي على وجهها ويديها… بلهفه وأعين جاحده أمسكت يدها قائله بغضب :- رؤوف اللي عمل فيكي كدا ؟
أنسابت دموعها وهي تلهث بخوف وأؤمأت برأسها..
بأعين يشوبها السواد والغضب قالت :- والله لهدفعه التمن غالي!! مبقش بنت الشرقاوي أن ما خالته يبكي بدل الدموع دم ؟
نظرة خلفها وأشارة لفيكتور :- تعالي عايزك ؟
أقترب منها وأبتداء بقص كل شيء يعلمه عن رؤوف كانت ترمق تالا لمار بخوف من هيبتها تلك وتمنت ان تكون مثلها….
أما أيهاب فقد كان يقف بعيداً بدموع تفيض بمقلتيه.بقلم ندي ممدوح
❤”رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”❤
صف سيارته ليهبط منها صافقا الباب بغضب عارم…
متجها لذالك المكان الذي به من يهوي فؤده…
ولج للداخل بعيون تشع نار تكاد بحرق ذاك المكان الذي يشبه بحد كبير المخزن…
رآي بعد الحراس ليتقدم منه أحدهم وهم بتفتيشه ليمسك يده قبل أن تقترب من جسده قائلاً بغضب جامح :-
أبعد عن طريقي أحسنلك؟
فرد الحارس:- وماذا أنت فاعل أن لم أبعد !
رمقه بأعين مشتعله ليرفع يده يغرزها بعنقه وهو يقول :-
متخلنيش أندمك علي اليوم اللي خلتك تشتغل فيه معاه!
ودفعه بعيداً ليتلوي الأخر وجعا وهو يلتقت أنفاسه الهاربه
ولج للداخل ليقف أمام عمه بابتسامه ماكره وهو يقول :-
فين حبيبه ؟
فقال الاخر بسخريه :-
طب مفيش أزيك يا عمي؟ ولا وحشتني يا عمو؟
أعتلي الغضب نفسه وأنقض عليه باللكمات وهو يقول :-
عم أيه أنت أصلا تعرف يعني ايه عم ولا يعني ايه أخ..
يمسكه من عنقه وهو يلكمه بقسوه وغضب…
حتي هجم عليه بعد الحراس ليشلوا حركته…
فما كان منه أن أستدار لهم غاضبا واوقع واحد تلو الآخر..
حتي توقف علي صوتها الباكي بصدمه وأعين متسعه لأخرهم.
رفع بصره بها…
فرآي ذاك الشاب موجه المسدس نحوها..
كاد أن يقترب ليجذبها لحضنه يطمئنها فدموعها تلك تنزل ك الجمر تحرق فؤاده….
هجموا عليه جميعاً وأطرحوه أرضاً فما كان منه سوي الاستسلام حتي لا يأزوها وهو ينظر لها… كأن عيناها تجعله لا يشعر بكم الالم الذي يحتله…
كانت تصرخ بهستيريا تحاول الوصول له وهي تمد يدها له تريد أن تتمسك به إلا أن ذاك الحارس مقبض الاحكام علي معصمها بقسوه…
رآتهم يذددون عليه بالضرب دون رحمه ، حتي أن وجهه كله يسيل منه الدم ، كان يصعب عليها رؤيته بتلك الحاله ، بكاءها وشهقاتها كانت تتعلي شئ فشئ ، رفعت قدمها لتهوي بركله قويه علي قدم الحارس الذي ممسك بها.، ليمسك قدمه بتأوه…
أستغلت الفرصه لتركض وهي تدفعهم بقوه عنه وتحجبهم عنه وهي تخبئه بجسدها ، توقفوا عن الضرب ،
فتعال صوت ضحكات رؤوف العاليه قائلاً :- مش عارف ايه الحب ده ازاي بتضحوا بنفسكم عشان بعض كمل يابني وقفتوا ليه موتوهم عشان لمار هتيجي ولازم نهاديه هديه تليق بمقامها…
جذب أحدي العصاه ليلقيها لأحدي من الحرس فألتقتها فوراً..
هبطت دموعها بغزاره علي وجهه…
لم يكن يستطع حتي فتح عينه من شدة الالم الذي يشعر به..
ما كاد أن يرفع العصاه ويهوي علي جسدها بها حتي ضمها بقوه داخل صدره… وأعتدل هو ليصبح من فوق وجاءت به الضربه علي ظهره… نظرة له بألم ودموع لا تفارق عيناها..
فبسكينه وضع جبهته علي جبهتها…
ليشير رؤوف بحده :- بس كفايه كدا ؟ سيبوهم وتعالوا معايا لازم لمار تيجي!
وقع جوارها بقلب فاقد للحياه…
أعتدلت وهي تحتضن وجهه بكلتا يدها وقالت بدموع :- يوسف أنت كويس هااا رد عليا؟
رفع يدها لمؤخرة رأسها وجذبها لصدره وهو يغمض عينيه..
أحتضنته بخوف عليه وهي تبكي بصمت…
فهمس بخفوت جوار أزنها :- متخافيش أنا معاكي مش هسمح لحد يأزيكي ؟
حقاً عن ماذا يقول؟ أيخبرها أن لا تخف ؟ ومن أين يأتي الخوف وهو جوارها ؟ فهو يكون الأمان والسكينه!
رفعت بصره به قائله :- أنا مش خايفه عشان أنت معايا!
أبتسم لها بحنان ، فنسالت دموعها ليزيحهم بأنامله لتهمس بألم :- أنا أسفه بسببي حصلك كل ده؟
هز رأسه نافيا ببسمه هادئه…
نظرت حولها فوجدت أبريق به ماء علي الطاوله..
أستقامت لتأتي به سريعاً وبدأت بنثر المياه علي وجهه وبطرف درسها الفضفاض جففت وجهه…
أنعدل بجلسته وهو يقول:- احنا لازم نمشي من هنا ؟
فهتفت “حبيبه” متقلقش لمار هتيجي ؟
فأشار لها بعدم فهم :- ولمار هتعرف أزاي ؟
فأجابت بتأكيد :- لمار بدور على عمك متقلقش أكيد هتعرف
*تجلس بوجع تخشي أن يصيبه شئ ، أرتفع رنين هاتفها معلنا عن رقم مجهول.، لتجذبه سريعاً وهي تقول بلهفه :-
الو يوسف ؟
تعالت صوت ضحكات رؤوف ، لتنهض “لمار” بغضب وتوعد..
أنهي ضحكته قائلاً بسخريه :- أيه ده أنتي عرفتي أن يوسف عايش وهو عندي كمان ؟ عايزه تشوفيه هتيجي دلوقتي علي المكان اللي هبعتهولك !
زمجرت قائله بغضب :- أياك تلمش شعره منه ولا تأزيه !
قطعها قائلاً :- عيب عليكي دا بن اخويا يلا مستنيكي متتاخريش يا بنتي؟ واه تيجي لوحدك !
أغلق فوراً بعد تلك الجمله.، لتلقي لمار الهاتف بدون أكتراث أرضاً وهي تتنهد بضيق…
أقترب “فيكتور” بقلق وهو يقول :- لمار في أيه يوسف كويس صح !
أستجمعت شجاعتها الهادره لترفع بصرها به باطمئنان :-
اه متقلقش هو كويس وهرجعه دلوقتي !
فنطق فيكتور وأيهاب بذات الوقت :- هاجي معاكي؟
تنقلت أنظارها بينهم وهي تقول بحسم :- محدش هيجي معايا انا بس اللي هروح واوعدكم هرجعه وهرجع حبيبه..
خرجت مسرعه لتصعد سيارتها وتقود منطلقه نحو المجهول..
أما أيهاب ففور خروجها خرج خلفها ركضا…
❤”رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”❤
أستمعت لرنين جرس المنزل ، لتنهض هدي وهي تقول :- يارب يكون فهد !
رآته أمامها ، فقال فهد بود:- ازيك يا ست الكل عامله ايه ؟
فأجابته بامتنان :- الحمد لله اتفضل يا فهد يا بني!
ولج للداخل وعيناه تبحث عن “أدهم” فهتف بتساؤل :- أمال أدهم فين؟
زفرت بضيق وهي تقول بصوت مخنوق :-
جوه يا فهد مش عارفه ماله يرجع من الشغل يقعد لوحده لا بيتكلم ولا يخرج زي عادته!
غمز لها فهد قائلاً باطمئنان:- طب يا ست الكل متقلقيش أنتي أنا هتكلم معاه! وهعرف ماله؟
أؤمأت له بامتنان؟
طل برأسه فرآه يجلس علي الفراش مستندا برأسه للخلف يظهر عليه الحزن ، ولج للداخل وجلس جواره بصمت ،
ربت على كتفه وهو يقول :- مالك يا أدهم فيك أيه؟
نظر له وقال بجمود :- مفيش؟
فهتف فهد بتأكيد :- لا في مالك يا أدهم ، عشان لمار ما أنت السبب وضيعتها من أيدك! “تنهد بضيق ليحسه علي الحديث وأكمل :- ما هو مينفعش تتهمها بالخيانه وأنت أكتر شخص تعرفها!
نظر له أدهم غاضبا وهتف :- بس أنا واثق فيها ، مش هكدب فعلاً شكيت فيها ولكن لما فكرة عرفة بغلطتي..
فهد بحسم :- أومال ليه عملت كدا ؟
زفر أدهم بوجع وهتف :- لأن عمها الزفت ده كلمني رن عليا وهددني بأهلي أني لو مبعدتش عنها هيأزيهم هددني أني أكسر قلبها… خوفت عليهم لاني لقيت فعلاً ناس حولين البيت وانت عارف أحياناً انا مش في البيت…
دفع رأسه للخلف بقوه ،
ليقول فهد بجديه :- طب متقلقش كل حاجه هتتصلح ولمار هترجعلك ، ربت علي كتفه قائلاً :-
يلا قوم كدا صلي وقرب من ربنا وأحكي اللي في قلبك ، هروح أمشي أنا وهنتقابل بعدين بس تكون تمام وهقولك نعمل أيه عشان لمار ترضي عنك؟
تنهد أدهم بضيق ونظر له بتساؤل :- رايح فين ؟
أشار له بحزن :- هزور رعد وأقعد معاه شويه !
كاد أن يغادر فوقف علي صوت أدهم :- أستني هاجي معاك..
أشار له باسما وتوجهوا سوياً للمقابر
وصلوا سريعاً لهناك فولج فهد مسرعا وعينه متعلقه بمدفن”رعد” أنسابت دموعه رغماً عنه باشتياق…
جثي على ركبتيه بشهقات عاليه ومر طيفه أمامه…
قراء الفاتحه بصوت مخنوق مختلط بالوجع والأشتياق….
كان يشاهده أدهم بحزن فهو يعلم حبهم لبعضهما فمن الطفوله وهما سوياً…
أغادرت قلبا قد عشقك !
قلباً كان لا يمر يومه سوي برؤياك !
قلبا كانت تشرق شمس يومه بك !
قلباً كانت تختفي نجومه وقمره عند تغميض عينك ! والآن تسلل الظلام لصميم قلبه كما سواد القبر الذي تمكث به !
أخرج “فهد” جل ما بجعبته من وجع واشتياق ولهيب لفراقه… ثم أخرج مصحفا صغيراً ليقرأ سورة “يس”
بخشوع….
أما أدهم فقد كان فكره حائر ، متي سيموت ؟
فها هو رعد مات فجأه ! ولكنه مات بعمل قد يدخله الجنه ! ولكن ماذا أن مات كيف عندما تملك الحزن قلبه قطع صلاته ومناجاته وذكره لربه وورده اليومي…كيف بسبب جرح قلبه أبتعد هكذا ، ماذا ستصنع له الحياه عند موته؟ فلن تشفع له نهائياً أنما هي حياه فانيه ك الفندق يذهب ليقيم به أيام وستأتي أشخاص أخري به وهكذا تتجدد به الاشخاص يرحل هذا ويأتي ذاك؟
وهكذا هي الحياه لن تدوم؟
شعر بتقصيره تنهد بحزن وآسف واقترب ليقرأ الفاتحه لرعد……
ببسمه غامضه ورمقه غاضبه..
يتطلع زيد لجون الذي ملقي علي الأرض يتأوه من شدة الألم وجسده لا توجد به مكان سليم….
نهض من مقعده لينحني له قائلاً بغضب :-
أنت مفكر أنك كدا بتتعذب “هز رأسه نافيا وهو يشدد من قبضته عليه قائلاً :-
أنت مشفتش لسه العذاب بس هتشوفه لما لمار تيجي ها فكرها اللي دبحت أبوها قدامها وقتلتوا أبويا..
أنعدل بوقفته وهو يركله بقدمه بغضب وهو يقول :-
عملولك ايه كل ده عشان الحق عشان الصدق… الاطفال البريئه دي عملتلك أيه عشان فلوس أديك هتسيبها الفلوس ومش هتأخدها معاك وهتسيب كل اللي بنيته وجمعته…
جذبه من مؤخرة رأسه وصدد له اللكمات أما هو فكان ك الجثه من شدة الضرب لا يستطع النطق حتي…
♥”رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”♥
وصلت “لمار” لذاك المكان تفحصته جيداً قبل ولوجها للداخل
بثبات وثقه سارت أمام الحراس لتقف أمام رؤوف بجبروت ولم تنشأ أن قالت :- رؤوف رؤوف عاش مين شافك مش ظاهر ليه ؟ بقا مش عيب عليك شايف بنت أخوك بدور علي القاتل وهو موجود قدامها !
أرتفعت صوت ضحكاته عاليا وهو يتقدم منها ليقف أمامها قائلاً :- ومش عيب عمك حبيبك كل ما يخطط يموتك ترجعي!
رفعت أظافرها لتغرسها بعنقه قائله بصوت هائج :-
بقا أنت اللي قتلت أبويا وحرمتني منه وكنت سبب أزيت أمي وفراقي عن أخويا وقعت في أيد اللي مبتعرفش الرحمه للي زيك وأنا هخليك تتمني الموت مطولوش غير بمزلجي؟
حدق بعينه وهو يلهث يحاول التنفس… يحاول جاهدا أن ينزع يدها التي تكاد خنقه لكن دون جدوي…
أقترب الحراس منها فبنظره غاضبه مشتعله بها النيران نظرة له وهي تشير بيدها :- محدش يقرب وإلا متلوموش غير نفسكم ؟
غضوا أبصارهم خوفاً وعادوا لأمكانهم بصمت…
أبعدت يدها ليسقط أرضاً يلتقت أنفاسه ويمسك عنقه الذي يسيل منه الدماء من أثر أظافرها…
أنحنت له قائله بسخريه :- اي ده أنت اتوجعت معلش معلش احنا لسه في البدايه…
ضحكة عاليا حتي أدمعت عيناها وأكملت قائله :-
كنت عايز تشوفني وجتلك أهوو…
أستقامت لتجذب مقعد وتجلس فوق رأسه وهي تضع قدم فوق الاخري قائله بغضب وأعين غاضبه :-
فضلت سنين عايش معايا وأنت بتحسني أني أقتل قاتل أبويا وأتاري قاتل ابويا قدامي… عجبتني دي الصراحه مشكتش فيك ثانيه دا أنك شكيت في صوابع أيديه إلا أنت…
زفرت بعمق وأمسكت مؤخرة رأسه غاضبه وهي تقول أمام عينه وجها لوجه :- مخدرات هعديهالك سلاح هعديهالك “أرتفع صوتها وهي تقول :-
لكن تسرق أعضاء الاطفال دي اللي مش هعديهالك ؟؟
بأعين متسعه لأخرهم دفشته للأرض وأستقامت لوقفتها…
قائله بهدوء :- فين يوسف بقا؟
سارت للأمام وهي تبحث عنه..
فأستغل رؤوف الفرصه ونهض بمساعدة حراسه وأعطي لهم أوامر…
لم تجده فأستدارت وبألتفاتها كاد أن يضربها بالعصا لتمسك يده وهي تبعد وجهها بلمح البصر كانت كسرة يده ودفعته أرضاً … بغضب تقدمت لرؤوف الذي أبتعد بخوف وهو يقول :- أي حركه وهتخسريهم…
# لمارررر
نطق بها “يوسف” باشتياق وحنين وجع…
أدمعت عيناها بعدم تصديق وهي تستمع لصوته الذي رد لقلبها الحياه وأزهر روحها…
أستدارت بلهفه… سرعا ما تحولت لألم وهي تري كم يظهر عليه التعب… كادت أن تخطي إليه فأمسك يدها رؤوف قائلاً :- أستني هنا مش بالساهل لازم تختاري حد فيهم يعيش…
وضع بيدها سلاح وهو يقول بحسم :- لازم حد فيهم يموت وكدا انا هبقي مبسوط بكسر قلبك…
تقدم هو ليقف خلف حبيبه ويوسف وقال بجمود وهو يوجه السلاح ناحية يوسف :- ها هتقتلي مين واي غدر منك هفجر رأس أخوكي؟ ..
ببرود تام تعالت صوت ضحكاتها قائله :- أقتلهم عادي خالص!
نظرة لها “حبيبه” بصدمه ومن ثم نظرة ليوسف الذي أبتسم بتفهم..
توجهت لتجلس علي المقعد وهي تحرك السلاح بعشوائيه قائله :- أقتلهم يلا مستني أيه؟
رمقته بأعين جاحده حمراء ليرتجف قلبه خوفاً وصاحت وهي ترفع السلاح ناحيته بحذر :- بس أنا خلاص أخترت مين اللي هيموت؟
أطلقت رصاصه فجأه وهي تغمض عيناه تخشي ان لا تصيب الهدف…
لم تستمع سوي لصرخة “رؤوف” باسم أيهاب…
لتفتح أعينها بفزع وتسمرت مكانها بزهول تام وهي تري أيهاب جثه يسبح بدمائه أرضاً …
لم تدري بشئ فمتي جاء أيهاب… دخول قوات الشرطه المفأجأ… كانت تشعر بالضياع جال بخاطرها كل لحظه كانت بها معه برائته وضحكته ضمها ليها كأنها الامان فرحته ولهفته لما بيشوفها أغمضت عينها كأنها بتتخيل مرارا وتكرارا وهي تعيد النظر له… شعرت بالدنيا تدور حولها… فاقت من ضياعها علي صرخة يوسف أخوها… ليرتعد جسدها بقوه وهرولت تجاه أيهاب مسرعه…
فردد يوسف بتوهان :- مات أيهاب مات أخويا مات أبني مات سندي مات أيهاب مات، رفعه ليضمه بقوه ودموعه تهبط بمراره و وجع ونار تصهر فؤده
نظر للمار قائلاً :- قتلتيه؟ قتلتي أخوكي ! دا كان بيعشقك من كلامي عنك من غير ما يشوفك قتلتي أخوكي اللي من دمك !
كلماته كانت ك السيف تقطع قلبها أشلاء فقالت بزهول :- أيهاب يبقي بن رؤوف؟
فردد بصراخ :- أيهاب أخوكي أخوكي أنتي فاهمه مش ابن رؤوف هو حيبيبي اللي عوضني بيكم هو مش بس ابن أمي دا ابن قلبي اللي رد قلبي للحياه من تاني ، دا كان بينشر الضحك بوجوه الناس طب تعرفي “شهق بوجع وهو يقول :-
دا كان بيجي المستشفي بس عشان يهون علي المرضي ويضحكوا! بس مش صدق انه مات… هو دفع تمن أخطاا ابوه ليه؟؟؟ ذنبه أيه؟ بقلم ندي ممدوح
أغشي علي رؤوف مكانه بعدما ردد” ابني” كادوا أن يأخذوه رجال الشرطه إلا أن نظرة لمار منعتهم بحسم…
تطلعت حبيبه بصدمه ليوسف وهزته بقوه وهي تقول :- لازم نسعفه فووووق مش هتفضل تبكي كدا عليه يمكن في أمل ولو واحد في المايه ولازم نتمسك بيه…
نظرة للمار وقالت بصوت عالي :- أنتي مقتلتهوش هو اللي وقف قدامك؟؟
جه شاب فجأه يركض وهو يقول ليوسف :- يوسف أنت كويس متقلقش الاسعاف جايه دلوقتي!
رفع بصره به وترك رأس أيهاب أرضاً وهو يقول بيأس :- قلبه واقف خالص هيعيش أزاي يا سيف؟ أنت ساعدتني كتير في أني اوقع الشحنات بس مش هتقدر تساعدني دلوقت..
بدهشه رمقته “لمار” هذه اول مره تري أخاها الذي كان يشع بالحيويه وهو صغير يأس هكذا….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)