رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ندى ممدوح
رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الثامن والعشرون
رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الثامن والعشرون
رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الثامنة والعشرون
((اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك))
جذبها من معصمها دون كلمه ليصعد بها الدرج..
فقالت بتزمر:- انت كل شويه تشدني كدا فين الذوق؟
فتح باب غرفته وألقاها بقوه داخلها ودخل وهو يوصد الباب خلفه!!!!
أستدار لها بحده وأشار لها:- عايزه أيه؟
وقفت بتردد وهي تهمس بذاتها:- ماله ده هو لحق نسي يعني؟ معلش يا حبيبة فكريه ! علي الأقل تكسبي ثواب فيه..
رفعت بصرها فلم تجده ، أستدارت فوجدته يجلس علي الأريكه وبيده الريمود ويقلب بعشوائيه…
أتجهت لتقف مقابل له وحجبت عنه الرؤيه وهي تقول:-
عايزه أعرف كل حاجه ودلوقتي ؟ أنت مين ؟ ليه مش عايز لمار تعرف أنك عايش.؟ ليه عايز تفضل بعيد عنها ؟ وإذا أنت فعلاً يوسف كنت فين كل الفتره دي ؟
وضعت يدها علي مقدمة رأسها بتذكر وقالت بدهشه :-
أيوه فهمت عشان كدا بابا وأدهم وافقوا علي زواجنا. معني كدا أن بابا عرف أنك عايش؟ ودلوقتي بقا أحكيلي كل حاجه! …
رمقها بحده مزيفه وهو يشير لها :- أوعي يا حبيبه وتعالي يا ماما أقعدي جنبي أسمعي مسلسل أين أنتي وأين أنا وربنا يهديكي ويصبرني.!
رمقته بغيظ وقالت بطفوله:- نعم اين انتي واين انا مين دي وربنا لتحكيلي كل حاجه دلوقتي.!
وجدته يميل بجسده علي الأريكه مندمج بالتلفاز..
فرمقته بخبث وهمست بخفوت.:- أتفرج براحتك دا أنا هخليك تتفرج حلو دلوقتي أستني عليا بس أن موريتك؟
بنظره ماكره استدارت لتغلق التلفاز وتمتمت :- أتفرج بقا براحتك ؟
بتسليه جذب هاتفه من جيب بذلته وظل يعبث به.. وهو يخطف النظرات تجاهها بمكر… وقال ليغيظها حتي تجن :-
يا سلام والله تسلم أيد اللي صنع التلفون مريح جداً !
كبت ضحكته بصعوبه وهو يرآها تكاد تنفجر… حتي أقتربت منه شبه راكضه وجذبت منه الهاتف وهي تخبئه خلف ظهرها..
انعدل بجلسته ونظر لها مطولا… حتي أبرزت عروق يده ظل محدق بها بأعين تكاد أحراقها… فهب واقفا كمن يستعد للانقضاض علي فريسته..
أبتعلت ريقها الجاف بصعوبه وهي تنظر لعينه بخوف وفزع..
تراجعت كم خطوه للخلف… وعندما وقف مقابلها….
أخرجت الموبايل من خلفها بابتسامه مزيفه وقالت :-
أتفضل تلفونك أصل وقع منك فعلشان كدا شلتهولك عندي !
كبت ضحكته بصعوبه وتسليه وقال بجمود وحسم :-
متتكررش تاني أنتي فاهمه..
وجذبه منها… عاد ليجلس.. وضعت يدها علي قلبها لتهدئه وهي تقول :- الحمد لله أنا لسه سليمه مكلنيش؟
أغمضت عيناها وتنفست بعمق… فتحتهم لتنفزع من رؤيته أمام وجهها… فتعالت صوت ضحكاته العاليه علي خوفها…
ربعت يدها أمام صدرها وقالت بغيظ.:- أضحك أضحك ما أنت عايز تموتني بعمايلك أكيد! ودلوقتي أحكيلي يلا كل حاجه ؟
زفر بضيق فمجرد تذكره بكل ما مضي يوجع قلبه!
تنهد تنيده طويله وأستدار ليجلس على الأريكه وأرجع رأسه للخلف وهو يتذكر كل ما مر به… ضيق عينيه ونظر لها بصمت قليلا… اما هي فشعرت أن ما يخبئه يوجع قلبه حتماً … تألمت وهي تري الوجع يتمكن من عينه والمعه قد هجرتهم… فأقتربت لتربت علي كتفه وقالت بتفهم :-
يوسف! “نظر لها” لو مش عايز تتكلم خلاص أنا واثقة ومتأكده أن عندك أسباب؟
تذكر شئ فجأه فأبتسم لها بحب وجذبها من معصمها لتجلس وهو يقول :- قعدي وأسمعي كلامي دا كويس وخليكي ديما مفتكراه ؟
جلست جواره فأستدار بجلسته مقابل لها…
أنصتت إليه جيداً فأسترسل قائلاً بوجع.:- أول حاجة عايزك تعرفي أني عمري ما حبيت غيرك! ولا هحب ممكن اه معرفكيش من زمن؟ بس الفتره دي كفيله تخليني أحبك؟ لما تزوجتك كان في مشاعر نحايتك بس مكنتش مصدقها او مش عايز أعترف بقا… اتجوزتك عشان أحميكي من جون بس حبيتك حبيت شقاوتك وثرثرتك وجنونك “أحتضن وجهها بين يديه ونظر لعينها” بقي يومي مش بيكمل غير بيكي وليكي بقيتي كل دنيتي في لحظه… لو بعدت عايزك تتأكدي أني بحبك أنتي وقلبي مفيهوش غيرك يا بنتي الأولي… كمان أعرفي اني مش هكون غير ليكي… طول ما أنا عايش… ولو سبتك في يوم متنسنيش وخليكي فكراني وخليكي ديما جنب لمار وأياد وأيهاب خليكي جنبهم أنتي وأدهم وعيشي حياتك متوقفهاش عشاني…
قطعته بدموع تنساب علي وجنتها بمراره وقالت بتوهان.:-
أنت عايز تسبني؟
أزاح دمعاتها بأنامله وقبل جبينها وهمس أمام وجهها :-
مين قال كدا بس؟ بس منعلمش الدنيا مخبيلنا ايه.! متقطعنيش وخليني أكمل؟
رآت بعينه الكثير من الحديث والوجع فوضعت يديها علي يديه التي تحتضن وجهها وأؤمأت له بعيناها أن يكمل…
فتابع قائلاً بهمس.:- من غير ما تسألي ليه فأنا مش عايز لمار تعرف اني عايش! بس عايزك تعرفيها أني بحبها وكنت ديما جنبها!
هبطت دموعها أكثر وهي تشعر أنه يخبئ شئ ما…
فأسترسل قائلاً بشرود:- بنفس اليوم اللي ماتوا في أهلي “ابتسم بوجع” ماتوا قدام عييني كنت ضعيف مش عارف ايه اللي حصل بس لما دخلت لقيت بابا بيدبحوه وأمي مرميه علي الارض ولما وصلت عندهم طعنوني في جنبي… بس أنا فضلت عايش اللواء سليم الله يرحمه صاحب بابا خدني وسافرني بلاد برا عيشت مع فيكتور وأخوه اللي توفي مايكل وأهله ، الله يرحمهم ماتوا في حادثه هما التلاته ، عشت أن وفيكتور. ، بعد ما اللواء سليم سبني هنا قلي ان “لمار” و “أياد” توفوا كنت هرجع… بس لما عرفت بموتهم هرجع ليه؟ ولمين؟ فضل عندي هدف واحد بس وهو جون…
اتعذبنا كتير انا وفيكتور بعد أهله ما توفوا واللواء سليم لا بشوفوه ولا بيسئل… أتعذبنا اوووي بس كنا أيد وحده وأبتدينا من الصفر وكبرنا وتعلمنا واللواء سليم عاد وهو اللي ليه الفضل اني اكمل وتشوفيني زي ما أنا كده.! لولاه فا أنا كنت ميت لا محاله؟ بعد ما فيكتور أسس شركته وبقا شريك لجون ابتداء نوقع فيهم وحده وحده هو وديف مكنتش اعرف ان هو ولما شفته “ابتسم بمراره” عرفت ان عمي… عمي اللي كان بابا بيحبه أكتر مننا وبيعمله اي حاجه وطلباته أوامر.، أنا ما شوفتوش يوم ما قتل أهلي كان لابس قناع..
قطعته حبيبه قائله بزهول ودهشه وصدمه:- عمك؟ مش ممكن!
أشار لها بالصمت فأنصاعت له وأكمل بوجع:- ليه مش ممكن؟ المهم أبتديت أرقبه عرفت ان ليه ابن “ابتسم بحب وفرحه تنبع من قلبه” أيهاب.، وعرفت أنه بيحبه قررت احرق قلبه عليه وابتديت اتقرب منه لدرجه اكتر من صدبق بقيت ليه الاخ والاب وفي يوم أيهاب كان في شركة والده وعرف بعمايله السوده.. وأنا اول واحد جه قلي بقيت أحرضه علي والده وصنعت بينهم شرخ… أيهاب ابتداء ياخدني علي بيته بس لسبب أني أنقذ أمه من بين أيدين ابوه لانه بيعذبها هو اكتشف ده متأخر وقلي ان والدته مشلوله وكان رؤوف جايب وحده تربيه داده يعني وحصلت بينهم علاقه وجابت “تالا” علاقته كلها محرمه زيه.، المهم قررت فعلاً بطيب خاطر أساعده بعد ما شفت قد ايه أيهاب انسان جميل مش زي والده مكنتش عارف اكره ولا أأزيه.، ولما عرفني علي والدته عرفت أنها أمي ولسه عايشه أتوجعت لما شفت الحروق والكدمات علي أيديها… بس خطفتها فوراً من عنده وجبتها هنا… وهو قلب الدنيا عليها ولما يأس خلاص بقا هيتعب نفسه ليه.؟ بقيت أدور وراءه اكتر وأكتر واوقعه وأخسره أكتر لحد ما بقي تحت أيدي ودخلت بينهم أنا وفيكتور وعملنا اسم بينهم وبقينا فوق الكل وعرفت بكل اللي عمله في أهلي وليه؟ لان بابا عرف بكل جرايمه و وقف قصاده وعشان عينه كانت علي أمي… أستدار برأسه للطاوله ودفع الكأس الموضوع… لتصرخ حبيبه بفزع… ظل يتنفس بسرعه وهداء وأكمل قائلاً وعرفت أن أيهاب أخويا من أمي واللواء سليم بعد ما عرفت حقيقة عمي قلي ان لمار عايشه هي وأياد ابتديت اروح هناك اشوفها من بعيد ومتتصوريش فرحتي بقا لما عرفت أنها زي والدها كدا بنت بميت راجل مبتخفش من أي حد وقلبها ابيض بس قاسيه وحاده ك لسكين محدش يقدر يكسرها….
نظر لها مطولا بصمت وقال:-، بس كل الحكاية، لمار لما فقدة الذكره أنا اللي وصلت رساله من تلفون سليم لوالدك وأنا اللي ادتها حقنه توقف القلب لوقت محدود… بس الزفت عبد الرحمن لما شفها وصلهم خبر وبكدا عرفوا كل عيلتك ولما أنتي جيتي المستشفي عشان تدربي “ابتسم لها” جيتي ليه مش كفايه المستشفي هناك؟
نكزته بخفه بكتفه وهي تقول :- جيت عشان اتعلم من الاخ مكنتش أعرف أنه هيسرق مني؟
أشار لنفسه بدهشه ورفع حاجبه:- أنا؟ سرقت منك! سرقت ايه؟
أؤمأت له بتأكيد:- أيوه سرقت مني قلبي وسرقتني أنا أصلاً..
وصمتت بخجل :- كمل؟
تنهد وقال:- بس عرفت ان جون هيعمل حاجه نزلت وقابلت اهلك وادهم وحاكيت لبباكي كل حاجه وكتبت كتابي عليكي؟
أشارة له بحزن.:- كدا بسهوله من غير ما تعرفوني وكمان ولا فرح؟
أشار لها باهتمام:- ليه أنتي كنتي عايزه فرحك يكون ازاي؟
شردة أمامها وهي تقول:- عريس حلو لا مش مهم الشكل المهم انه يكون يعرف ربنا ويعاملني حلو ويحبني ويشاركني أحزانه قبل أفراحه وأكون ليه كل حاجه ويعملي فرح كبير لا لا مش كبير ! “تتحدث بشرود وهي تتخيل كل كلمه تلفظ بها” عايزه يكون عادي حتي في البيت وتكون عائلتي حواليا بابا وماما وادهم ولمار وصحبتي ويكفيني ان هو يكون جنبي واللبس الفستان الابيض والورد في أيدي وبعد ما نزيط ونهيس ياخدني في ليله في وسط البحر علي مركب كبير اووي ويااااه سلام بقا لو كل عائلتي حواليا برضه. بس واقعد انا وهو ويمسك أيدي ونتفرج علي جمال البحر وعلي النجوم اللي بتحسدنا لحبنا والهواء والطبيعه وكل حاجه…
كان هو شارد بتفكيره فكل كلمه تلفظها يتخيلها وكأنه بعيشها بخياله؟
صمتت فجأه بحرج فاق لواقعه بابتسامه مشرقه ولمعة غريببه تنبع من أعينه وأمسك يدها بحب وقال:- لو ربنا طول في عمري هعملك كل ده وأكتر ؟ وهكون ليكي كل حاجة !
أبتسمت له بحب وسعاده خبئت بداخلها.. أحمرت وجنتيها.. فهبت واقفه وهي تقول.:- هنزل أشوف ماما!
قبل ان تخطي كان ممسك بيدها وعو يقول:- ماما مين؟
أبتسمت وهي تبعد أعينها عنه:- مامتك يعني !
شعرت بأرتخاء يده فجأه.. وعينه بدأت تضيق وهو يفتحهم ويغلقهم بألم… رفع يده علي رأسه وشعر بدوار الدنيا به فأسند رأسه للخلف بألم كادت بالحديث فصاح بها :- أطلعي بره
أقتربت منه وهي تمسك يده فأزاحاها فوراً بحده…
بدموع انسابت علي وجنتها قالت:- مالك حاسس ب أيه؟
فصاح بصوت عال:- بره أنتي مبتسمعيش؟
ارتجف جسدها من صوته وتألم قلبها لوجعه جلست أمام غرفته تبكي ولا تدري لماذا تاره يعاملها بحب وتاره بقسوه.. بكت وهي تشعر أنه يتألم ويخبئ عنها وبكت لقسوته التي باتت تجرحها…
هب واقفا وسار نحو الفراش وهو يتعثر بسبب الدوخه..
جلس وجذب أحدي الادويه ليأخذها وتمدد بتعب شديد..
♥ اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم أنك حميد مجيد.، وبارك علي سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم أنك حميد مجيد ♥
متكئه بجسدها علي المقعد بحزن وعينان توحي للغضب المميت.. تجري في اتصالات عده… تتمني الوقت أن يمرؤ لكي تحقق ما كانت تسعي له من صغرها… كيف مر هذا الوقت وكانت عمياء لا تري شئ… كيف كان أمامها وهي تبحث عنه…
فاقت لواقعها علي صوت أدهم :- ممكن أعرف مالك ؟ ثانياً أنتي ناويه تقتحمي أمتي !
رمقته بحده وقالت دون النظر إليه:- أولاً مش مسموحلك تسئل مالي! ثانياً في الوقت المناسب هقتحم بم ان القوه في طريقها يبقي خلاص كله هيتم؟
نظر لها كامل وقال بتساؤل:- طب أفهم أنا! أنتي ناويه علي أيه مهما ممكن يغيروا معاد التسليم ويهربوا..
هبت واقفه بشرود وسارت ناحية النافذه وهي تقول:- مستحيل يهربوا ويضيعوا صفقه بملايين زي كدا! أنا بالنسبالهم ميته ولو عشت فمش هيتخيلوا أني أقوم فوراً كدا فمتقلقش كله ههيتم…
أقترب منها أدهم بأسف وندم وقال:- ممكن علي الأقل الفتره دي بس ننسي أمورنا الشخصيه..
نظرة له غاضبه وهي تقول:- وأنا من امتي بربط بين شغلي وحياتي!؟ عايز تقول حاجه أقول هسمعك؟
تنهد بضيق وقال:- مش عايزك تقلقي اللواء أمجد رجع واكيد هيعرفهم بكل حاجه… فمتقلقيش..
رمقته بلامبالاه وشردة من النافذه… منشغلة التفكير فذاك الشخص الذي لا تعلم له أسم فهو مطلوب للعداله من كل بلد باسماء مختلفه وهذا جون واخرهم رؤوف هؤلاء الثلاثه ظلت تفكر كيف ستعذبهم أشد العذاب…
تذكرت شئ فاقتربت من أدهم قائله بحسم:- فين يوسف يا أدهم انا متاكده انك تعرف مكانه وجودك في بيته أكدلي ده..
أبتلع ريقه بصعوبه وهو يقول بتوتر ويحاول قدر الإمكان أن يبعد عينه عن أعينها:- معرفوش يا لمار يوسف مين؟ أنا مش عارف اصلا تقصدي بيه مين؟
فردت بثبات وثقه:- متهربش ولا تكدب لاني متاكده انك تعرف مكانه…
نظر لها كامل قائلاً بعدم فهم:- مين يوسف ده؟
أبتسمت بشوق وأعين تتوق لرؤياه:- أخويا..
فرد كامل بدهشه’ :- أخوكي مشترك معاهم..
هزت رأسه بالنفي قائله:- لا بس أخويا بيوقعهم مش معاهم..
أبتسم كامل فقطاعها أدهم بغيره:-
لمار أنتي اكيد تعبانه روحي استريحي شويه؟ عشان تفوقي للهجوم وتكوني مستعده…
أؤمأت برأسه له وذهبت…
♥اللهم أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ♥
أمسكت المقبض بصمت وترقب وفتحته بهدؤ طلت برأسها لتجده ممد علي الفراش بوجه يظهر به التعب والوهن…
تسللت علي أصابع قدميها نحوه وخلعت له حذاءه…
تقدمت من رأسه و وضعت يدها على جبينه وجدت الحراره عاديه… جلست وهي تمسك بيده بحنيه وقالت بوجع :-
يا تري مالك يا حبيبي ومخبي عني أيه ؟ ليه بتكون كويس وبلحظه تقلب كدا؟
هبطت دموعها بصمت وهي حائرة التفكير به….
كادت أن تنهض لتغادر فوجدت يده مقيده علي يدها بأحكام… فلم يكن منها إلي أن جلست جواره و وضعت رأسها علي كتفه وهي تشعر بسعاده وأمان لم تشعر بهم من قبل وكأنها ملكت ذاك العالم جميعه…
بالغرفه المجاوره…
جالس علي مقعده واضع رأسه بين يديه بضيق و وجع يشعر بالوحده تكاد قتله… ماذا هل حقاً سيتركه ويرحل؟ هل حقاً سينتظر موته؟ وما أصعبه من شعور مميت أن يكون من تحبه تنتظر معه الموت ليأتي ويأخذه وأنت عاجز لا محاله؟ كيف سيقف الموت لياخذه منه… أنه من تبقي له في هذه الحياة! فكيف سيتركه…
ارتفعت صوت شقهقات فيكتور بحزن وقلب يصرخ من الألم والوجع يشعر بنار تتأجج داخله ولا يدري كيف يطفأها…
وتذكر عندما ولج غرفة مايكل وهو يبحث عن أحدي الملفات لتقع عينه صدفه علي تقارير… جذبها وقرأ ما بها ورقه تلو الأخري بأعين تذرف الدمع ويدين ترتجفان… ألقاهم من يده وكاد أن يقع فأستند علي الطاوله ليعتدل.. شعر بتوقف قلبه وجسده لوهله… وجلس علي المقعد الذي يليه بصمت تام إلا من دموعه المنهمره بغزاره…
بعد لحظات ولج مايكل فتفأجأ به يجلس هكذا فقال بضحكه:-
فيكتور مالك يا بني قاعد كدا ليه؟ وبعدين من امتي وانت هنا! لم يجد يرد فاقترب منه بدهشه لعدم رده و وقف مقابل له وأبعد يده عن رأسه ليتفأجاه به يبكي ك الطفل الصغير،
فقال بقلق:- مالك يا فيكتور في أيه؟ بتبكي ليه؟ دي أول مره أشوف دموعك في حاجه اتكلم؟
هب واقفا بغضب وهتف بصوت عال:- لييه؟
وأخذ يكسر بكل شئ امامه ودفش الطاوله لتتحطم..
لم يدري ما به! ولما هو هائج هكذا؟ نظر فوجد تقاريره أرضاً فعلم أنه رآهم فاقترب منه مسرعا ليحتضنه من الخلف وهو يقول:- طب اهدي بس أسمعني؟
صرخ فيكتور بتأوه وكأن حد طعنه بسكين حاد بنصف قلبه وجثي علي ركبتيه ، وهو يبكي ك الطفل…
أحتضنه مايكل مسرعا وهبطت دموعه هو الآخر…
فقال فيكتور بصوت متلعثم باكي:- يعني أيه؟ ها قولي يعني ايه؟ هو أنت عايز تسبني بجد؟ أنت مفكر أني أسمحلك؟ أنت بجد ناوي تسبني، وقال بأمل:- أكيد في حل أنا مش هسيبك كدا نهائي؟؟،
أحتضنه مايكل مره أخري بصمت تام….
عاد لواقعه وهو يقول بتذكر ما مروا به من صغرهم:-
طب أنا ليا مين غيرك يهتم بيا؟ أنا ليا مين غيرك؟ ازاي طيب أشوفك بتتألم ومعملش حاجه؟ ازاي هستني الموت ياخدك مني وانا واقف أتفرج؟ طب ازاي استحمل فكرة بعدك عني….. أعيش ازاي من غيرك وانت كل عائلتي انت دنيتي اللي أنا عايش عشانها… وعدتني نكون مع بعض ديما بس دلوقتي مش عايزني ليه؟؟؟
تنهد بحزن. و وجع وتمدد علي الفراش بحزن ودموع لا تفارقه
فتح عينه ببطئ وهو يشعر بثقل علي صدره نظر فأذا به بمعشوقة فؤده ونصفه الآخر أبتسم بحب وقبل رأسها وشدد علي ضمها أكثر وكأنه يستغل كل لحظه ليصنع له ذكريات لن تدوم ضمها بحنان بالغ… وتأمل وجهها مرر يده علي وجهها.. شعرت بذلك لتتملل بين يديه فتحت أعينه به وأبتسمت.. كادت أن تنعدل فتمسك بها أكثر..
فقالت بحرج:- يوسف اوعي عايزه انزل اشوف ماما؟
فقال بتزمر:- يعني ماما أهم مني طب مفيش مثلاً انا مبسوطه اني فتحت عيني لقيتك كدا فوشي؟
أبتسمت بأحراج وهي تقول:- بالعكس فعلآ انا مبسوطه اني فتحت عيني عليك ويارب كل يوم كدا؟
نظر لها بيأس وأبعد يده وهو يقول:- روحي..
رآت تغيره وتقلب ملامحه للحزن بوجع اعتدلت لتغادر الغرفه وقبل ان تخرج ندآها.. لتستدير له قائله:- نعم..
فأقترب قائلاً :- أنا عندي مشوار واحتمال أغيب بس لامتي مش عارف فخلي بالك من نفسك ومن ماما تلفوني هيكون جنبي عشان لو احتجتي حاجه!
أشارة له بابتسامه وغادرت بحزن…
زفر بضيق واعتدل ليولج للحمام ..
ولجت “حبيبه” المكتب لتري والداته فحصتها و وجدت تحسن كبير فهمست بفرحه:- الحمد لله انتي خلاص هتخفي؟
بس عايزكي تساعديني عشان ترجعي تمشي؟
أؤمأت برأسها لها فساندتها وساعدتها علي الوقوف فانعدلت واقفه وسارت بمساعدة “حبيبه” فصاحت حبيبه وهي تهلل بفرحه وتتنطنط بسعاده وأحتضنتها بفرحه… وصاحت باسم “يوسف” مرات عده….
خرج من الحمام مرتدي بذلته السوداء التي ذادته وسامه علي وسامته أستمع لصوتها المنادي له فقال بنفاذ صبر:-
صبرني يارب علي المجنونه دي…
هبط للأسفل واستمع لصوتها من المكتب فركض ظننا منه ان هناك خطب ما بوالدته… وعند ولوجه وقف مكانه بصدمه وأعين تشع فرحه وهو يرأها تقف علي قدميها ركض تجاهها بفرحه وأحتضنها دون كلمه بأعين دامعه… أبتعد عنها وقال كأنه يحاول تصديق ما يرأه:- ماما أنتي قدامي يا حبيبتي صح؟ أنتي واقفه اهووو..
أؤمأت برأسها له.. فقبل كل أنش بوجهها ويدها
فضمته بحب ودموع وهي تقول:- وحشتني أوي كلكم وحشتوني انت ولمار وأياد وحشتوني يا حبايب قلبي حته من قلبي كانت غايبه ورجعت…،
كان يضمها بقوه وخوف يخشي ان تفراقه مره أخري…
بأعين تذرف الدمع تنظر لهم “حبيبه” فقالت بتزمر:-
يا سلام امشي انا بقا مليش مكان؟
جذبها “يوسف” من يدها ليضمها معهم بحنان وامتنان..
كانت فرحته لا تسعه وهو يري والدته أمامه تقف وتتحرك وتتكلم وهل يوجد اكثر من ذلك يريدوه… أبتعد عنها ليجذبها لتجلس وهو يقول:- ارتاحي يا أمي قوليلي عايزه ايه اطلبي واتمني؟
نظرة له باسمه:- هعوز ايه اكتر من وجودك جنبي عايزه اشوف لمار واياد هما فين..
أبتعد بعينه عنها وهو يقول:- هجمعك بيهم قريب انشاءالله والله..
جلس جوارها وهو يضع راسه علي قدمها وقال:- عايز بس أشبع منك فضميني يا أمي…..
ضمته بحب وهي تمرر يدها علي خصلات شعره بحب…
رآت “حبيبه” ان تتركهم قليلا وقالت:- طب اروح انا اجهزلك أكل؟
خرجت حبيبه…
أمسك يوسف يدها أكثر وضغط عليها بقوه وهو يقبلها باشتياق وهي كذلك تقبل كل انش بوجهها بشوق وحنين…
♥ اللهم أشفي ما عجز الأطباء عن شفاءه 🤲🏻❤
بيوم التسليم
بمنزل بعيد نسبيا خالي من السكان قليلا كانوا يتموا به التسليم أخبر “عدنان” كل شئ للمار بمقابله سريه أمس..
حقائب المخدرات تعبئ ذاك المنزل الذي مليئ بالرجال والحراس…
كانوا يتبادلوا أطراف الحاديث عن المبلغ وما يليه…
حتي دوي أستماع أطلاق النار من الخارج ، والطائرات وأنفجارات.،..
أسرع الحرس للخارج بكثره وتم تبادل اطلاق النيران بمهارده وأوقعت لمار عدد كثير وهي تتسلل للداخل وتترك تلك الحراس للقوه التي جاءت بها… …
أحس رؤوف ان تلك هي النهايه وعليه الهرب
أسرع راكضا ناحية المطبخ بعدما جذب الحقيبه التي بها المال.. رآه جون فأسرع خلفه… أشاح تلك السجاده وانحني ليخلع تلك الخشبه وهبط منها وخلفه جون وأغلقوها مره أخري…،
تبقي ذاك الرجل الذي لا يوجد له اسم معين لكثرة تنقله من بلد لاخري باسماء مستعاره… رأي فجأه لمار أمام عينه وخلفها عدد كثير من رجال الشرطه التي اقتحمت المكان وبعد مده قضوا عليهم بمهاره لذكاء قائدتهم..
تطلع بها بدهشه وقال:- إنتي لسه عايشه…
أقتربت لتهمس جوار اذنه:- ومش هموت غير لما اخلص عليكم فأطمن لان موتك قرب وعلي ايدي بس بعد ما ادوقك العذاب اشكال وألوان…
عيناها جابت المكان وهي تصيح به:- فين رؤوف وجون؟
نظر حوله فلم يجدهم شعر بالخيانه فكيف يهربوا ويتركوه؟
ضحكت بسخريه وهي تقول:- يا حرام دول هربوا من غيرك؟ تخلوا عنك تر تؤ تؤ ميصحش كدا متقلقش هجبهملك..
علي غفله منها وهو يجاريها وضع يده بجيبه ليجذب سلاحه.. فمسكت هي يده وهي تقول بتريقه:- مش عيب عليك برضه المفروض تلعب مع احد قدك مش بنت الشرقاوي..
ما كادت ان تنهي جملتها حتي أمسكت براسه وضربته بقوه بجبينها ليقع مغشي عليه.. ضربت كف بكف وهي تصيح:- هاتوه…
ركضت للخارج فلحمت جون يصعد سياره…
نظرة حولها بيأس سرعان ما وقفت سياره جوارها ونظر من نافذتها عدنان وهو يقول:- ايه مش عايزه تمسكيه؟
ابتسمت له وركضت لتصعد جواره…
ولحقا به بسرعه للمطار…
وصل جون قبلهم وتحدث مع المضيفه قليلا وجذب الحقيبه التي خطفها من رؤوف وضربه ورحل…
ولج داخل المطار ليصعد الطائره الخاصه…
وصلت لمار وعدنان وخلفها يوسف الذي لحق بهم هو وفيكتور….
ولجت لمار للداخل فمنوعها من الدخول وعندما علموا من تكون سمحوا لها…
رآت الطائره تكاد بالاقلاع وجون بها ينظر لها بشماته..
وقف فيكتور بعيد هو ويوسف..
نظر له فيكتور بيأس:- خلاص كله ضاع إذا هو خلاص هيسافر ومش عرفين هو هيتجه لفين..
حدق بعينه “يوسف” وهو يمد يده ناحية لمار وصرخ:- لا يا لماررررر..
نظر فيكتور بصدمه لما ينظر يوسف فحدق بعينه لها بصدمه…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)