روايات

رواية أنا لها شمس الفصل الثالث عشر 13 بقلم روز أمين

رواية أنا لها شمس الفصل الثالث عشر 13 بقلم روز أمين

رواية أنا لها شمس الجزء الثالث عشر

رواية أنا لها شمس البارت الثالث عشر

أنا لها شمس
أنا لها شمس

رواية أنا لها شمس الحلقة الثالثة عشر

للخېانة مذاق مر كطعم الحنظل والأكثر إيلاما هي الصڤعة القوية التي تلقيناها من هؤلاء الذين ارتضوا بكسرتنا وعصفوا بخيانتهم كل جميلا بداخلنا ليتركونا بقايا أرواحا محطمة محترقة الكيان فهل لقلوب تجرعت كؤوس الألم ومرارة طعم الخېانة بأن تتغاضى وتقذف بماضيها الأليم خلف ظهورها لتمضى ومن جديد تستعيد ثقتها بحالها والأخرين وتصنع مستقبلا تشرق به شمسها مجددا أم أن غدر حبيب الماضي وذبحه للوفاء وعهود الهوى سيقفان حائلا بين ظلام الماضي وشروق المستقبل.
بقلمي روز أمين
وضع لمساته الأخيرة لينظر على حاله بابتسامة جذابة وهو يرى طلته الساحرة بانعكاس المرأة لينطلق للخارج متجها للأسفل عبر الدرج وما أن رأى والده يقف بجوار زوجته وفريال وزوجها ماجد حتى أطلق صافرة إعجاب عندما وجد والده بملابسه المهندمة ومظهره اللافت ليقول بإعجاب
يظهر إن سيادة المستشار بيستعيد عصره الذهبي وناوي يخفي حضوري ويغطي عليا في الحفلة.
وافقه الرأي ماجد الذي تحدث بإطراء مادحا والد زوجته
عندك حق يا فؤاد اللي يشوف شياكة سيادة المستشار ولياقته البدنية بالكتير يدي له خمسة وتلاتين سنة
ابتسم علام ليتحدث بملاطفة لنجله وزوج إبنته
يا حبيبي أنا لو اهتميت بنفسي ربع إهتمامكم مش هتتشافوا جنبي أساسا
تعالت ضحكات الجميع لتتحدث عصمت بافتخار وهي تضع كفها فوق قلب فارسها النبيل
أمال لو شفتوا سيادة المستشار في شبابه كان عامل إزاي دي بنات الجامعة كلها كانت بتقف على رجل أول ما يدخل من الباب الرئيسي
تطلعت لعينيه بهيام متبادل لتسترسل
طلته في المكان كانت زي طلة نجوم السيما بالظبط
شملها بنظرة حنون بعدما حاوط كفها الموضوع على قلبه بخاصته ليصدح صوت فريال المنتشي جراء ما تراه من عشق متبادل بين والداها وهي تقول بملاطفة
ومن بين كل بنات الجامعة عيون الشاب الحليوة وقعت على البنوتة القمر اللي كانت لسة مستجدة في الفرقة الأولى واختارها علشان تكون حبيبته وخطيبته.
ضحكت عصمت لتتحدث بحماس وكأنها عادت إبنة التاسعة عشر
مش عاوزة اقول لك يوم ما قرر يكلمني علشان يتعرف عليا إيه اللي حصل كنت وقتها قاعدة في مكتبة الجامعة مع بنتين صحباتي وده وقف قدامي وبكل جرأة قال لي قدامهم بصراحة كده إنت عجباني وعيني عليك من أول يوم ډخلتي فيه الجامعة ولاحظت إنضباطك واحترامك لنفسك وعلشان كده قررت اخطبك
أوباااااا مش شايف إنك كنت مستعجل شوية يا باشا خطوبة كده مرة واحدة طب ادي للبنت فرصة تتعرف فيها عليك…كلمات مازح بها فؤاد والده الذي رد بابتسامة
مكنش فيه وقت أنا كان فاضل لي شهرين واتخرج واسيب الجامعة وهي كانت لسة في الفرقة الأولى وخۏفت تتخطف مني
ضحك الجميع ليتنهد علام قائلا بحنين
كانت أحلى أيام
قاطع حنينه للذكريات صوت فؤاد حيث قال
طب يلا جنابك علشان مانتأخرش على الناس اللي مستنيينا حاكم أنا عارف سيادتك والدكتورة لما بتفتحوا باب الذكريات ممكن تقعدوا يوم بحاله تسترجعوا جمال الماضي
عدل علام من وضع حلة بدلته واخذ وضع الإستعداد بجانب نجله لتباغتهم عصمت بحديثها
خلي بالك من بابا ليتخطف من البنات يا فؤاد
رفع حاجبه الأيسر متعجبا ليقول بمشاكسة
ولما أنت خاېفة عليه قوي كده محضرتيش الحفلة ليه واهو بالمرة تراقبيه بنفسك ل عينه تزوغ هنا ولا هنا
ولد…نطقها علام بتنبيه مصطنع ليضحكا ماجد وفريال
مبحبش أروح مكان معرفش الناس اللي فيه يا فؤاد
دي مجاملات إجتماعية لابد منها يا دكتورة…قالها فؤاد ليسترسل بإبانة
الراجل عامل الحفلة مخصوص على شرفي وكلم الباشا بنفسه وعزمه هو وحضرتك وفريال وماجد
رفع ماجد كفه ليتحدث بملاطفة
خليني انا بعيد عن مجاملات شغلكم دي يا سيادة المستشار أنا أستاذ جامعي وبقوم بدري علشان ألحق الطلبة بتوعي ماليش أنا في جو الحفلات والسهر والكلام ده كله
لتكمل فريال على حديث زوجها
وانا ست بيتوتية من الدرجة الأولى وبحب أكون في المكان اللي جوزي فيه.
لوح فؤاد بكفه متحدثا بمداعبة
خلاص

خلصتوا مبرراتكم اللي ملهاش أي معنى غير إنكم شوية ناس كسلانين تموتوا في الأنتخة
إمشي يا فؤاد…نطقتها عصمت وهي تدفع نجلها صوب الباب ليتحرك مبتسما بجانب والده حيث أصر أيمن على حضوره الحفل كي يتشرف به أمام الحضور

وصلت إيثار لحديقة منزل أيمن شاسعة المساحة والتي قامت بالترتيب مع إحدى الشركات الكبرى المسؤلة عن تنظيم الحفلات وتابعت معهم لخروجها بشكل لائق وقد ذهبت لمنزلها لتجهيز حالها بعدما تأكدت من جاهزية المكان لاستقباله للمدعوين وجدت أيمن يقف بجوار أحمد فاقتربت منهما ليتحدث أيمن بنبرة لائمة
إتأخرتي ليه يا إيثار الناس على وصول
ما اتأخرتش ولا حاجة يا باشمهندس…نطقتها بهدوء لتستطرد بعينين متعجبة
هو حضرتك قلقان كده ليه
هتف بنبرة حادة تنم عن مدى توتره
هو أنتوا إيه حكايتكم النهاردة مفيش على لسانكم غير قلقان ليه إهدى
ليستطرد بنبرة أعلى
شايفيني بقطع في شعري!
قطبت جبينها لتحول بصرها إلى أحمد الذي طالبها بعيناه بالصمت لتتنفس باستسلام وتنتبه على صوت أيمن البائس وهو يقول
إطلعي ل لارا وحاولي تقنعيها تنزل الحفلة هي بتحبك وبتقتنع بكلامك.
تمعنت بالنظر لملامحه الحزينة لتدرج سبب سوء حالته المزاجية ليسترسل هو بملامحه المهمومة
عندها حالة رهاب من ساعة ما عرفت إن أهل الولد جايين الحفلة
تفهمت موقفه وتحدثت بطمأنينة
متقلقش أنا هطلع لها وشوية وهننزل قبل الناس ما تيجي
اومأ لها فتحركت سريعا إلى الأعلى ودقت الباب بهدوء لتستمع لصوت نيلليوهي تسمح للطارق بالدخول لتلج وتقول بابتسامتها البشوشة بعدما رأت لارا وهي تتوسط الفراش بجلوسها تحاوطاها والدتها وسالي
ممكن ادخل
هتفتنيللي مستنجدة بتلك المقربة لنجلتها
تعالي يا إيثار شوفي لارا
اقتربت لتتحدث لكلتاهما
معلش يا مدام نيللي ممكن تسبوني شوية مع لارا لوحدنا
وقفت سالي لتتحدث بنبرة استسلامية
اتفضلي إقنعي الأستاذة وانا هروح أكمل الميكب بتاعي الميك اب ارتيست مستنياني بقالها ساعة
تحدثت إيثار بثقة
ياريت يا مدام سالي تبعتيها بعد ما تخلص معاك علشان تجهز لارا
تطلعت عليها بارتياب لتهز رأسها وهي تقول بنبرة مرتجفة
متحاوليش يا إيثار أنا مش هتحرك من سريري لو إيه حصل
زفرت نيللي باستسلام لتطالعها إيثار بذات مغزى فهمته الأخرى لتنسحب للخارج وتغلق خلفها الباب لتهتف الأخرى برهاب ظهر بين فوق ملامحها
مش هقدر أشوف أهله يا إيثار مش هقدر
واستطردت بعدما تمسكت بكفي الأخرى بتشبث
صورة بسام وهو غرقان في د مه مبتفارقش خيالي كل ليلة بحلم بيه وبشوف اللوم في عيونه أنا السبب لو مكنتش استفزيته برفضي المبالغ فيه اللي جننه وخلاه ييجي لحد هنا كان زمانه عايش
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بتعقل
ممكن تهدي علشان نعرف نتكلم بالعقل
هزت رأسها وهي تبتلع لعابها بړعب لتسترسل الاخرى بيقين وإيمان
أولا كده لازم تشيلي من دماغك فكرة إن إنت السبب في مۏت بسام لأن ده نوع من عدم الإيمان بالقدر بسام ربنا كاتب له الثانية اللي ھيموت فيها وإمتي وفين وإزاي كون إنك رفضتي قربه منك وهنتيه قدام زمايلكم ده ما يعنيش إنك السبب في مۏته
لتستطرد بثقة
إنت كنتي مجرد سبب علشان يوصل للمكان والساعة اللي هيلفظ فيها روحه.
تفتكري تفرق…نطقتها بدموعها لتجيبها بثقة
طبعا تفرق يا حبيبتي ربنا محدد له ميعاد ومكان طلوع روحه وإنت ملكيش أي ذنب
لتستطرد بنبرة حادة
وبعدين تعالي لي هنا بسام مين اللي موقفة حياتك وحابسة نفسك في البيت من ساعة اللي حصل علشانه ده كان واحد مستهتر عديم الاخلاق والتربية فيه واحد سوى وعنده ذرة خوف من ربنا ېتهجم على واحدة في بيتها وينتهك حرمة البيوت علشان يوصل لغرضه الدنيء
واستطردت بنبرة ساخطة
ده يستاهل ېموت بدل المرة مية مرة
قومي بطلي هبل وإلبسي بسرعة وأنا هروح أنده لك الميك اب ارتيست علشان تيجي تجهزك…نطقتها بتحفيز لتسألها الاخرى بصوت أقل ارتيابا من السابق
طب هقابل أهله إزاي
هتفت بسرعة بديهة
أهله اللي إنت شايلة هم مقابلتهم دول أول ناس عارفين إن إبنهم كان ژبالة وراح للنهاية اللي يستحقها واحد مستهتر زيه وعلشان كده أبوه وافق على الصلح اول ما وكيل النيابة اللي ماسك القضية عرض عليه
واستطردت لطمأنتها
وبعدين مش مطلوب منك تقابليهم هما جايين علشان موضوع عقد الشراكة يعني إنت
ملكيس اي دخل
تطلعت لعينيها وجدت حديثها قد لاقى قبولا لديها فاسترسلت بعجالة مستغلة الموقف قبل تراجعها من جديد
إنت لسة قاعدة قومي ألبسي بباك هيتجنن علشانك تحت ولو ملاقكيش قدامه حالا ممكن لاقدر الله الضغط يعلى عليه وتجي له الازمة بتاعت كل مرة
ما ان استمعت لكلماتها عن ابيها العزيز حتى انتفضت خوفا عليه وبغضون الخمس دقائق كانت قد ارتدت ثوبها بمساعدة إيثار الي خرجت تستدعي لها الأخصائية التجميلية وبعد حوالي النصف ساعة كانت تجاور إيثار من الخروج بباب المنزل ليبتسم أيمن الذي احتضنها فرحا ونظر لإيثار شاكرا إياها بعيناه بدأ توافد المدعوين واشتغلت الموسيقى الهادئة التي تعبر عن رقي الحفل فقد خرج حقا مذهلا بكل ما فيه وساعدت مساحة الحديقة الشاسعة وحمام السباحة المتواجد بالمنتصف على ظهوره بصورة رائعة كانت تتحرك برشاقة لتتابع التنظيم والإشراف على مائدة الطعام التي ستقدم للحضور وصل صلاح عبدالعزيز ونجله وزوجته لتنكمش الفتاة على حالها عندما تعرفت على شخصياتهم فجاورتها إيثار وبدأت بالهمس بجانب أذنها بكلمات هدأت من روعها تحدث أيمن بترحاب عالي وهو يصافح صلاح
أهلا وسهلا يا صلاح باشا نورت الحفلة والبيت
قابل الاخر ترحابه بقبول حار ليقول بنبرة رزينة
البيت منور بأصحابه يا أيمن باشا
منورة يا هانم…جملة ترحيبية نطقتها نيلليإلى زوجة صلاح التي نطقت باقتضاب وملامح جامدة دلت عن عدم تقبلها لما يحدث
متشكرة.
شعرت الاخرى بالحرج فأمسك أيمن يدها للمؤازرة ثم تحرك هو ونجله أحمد ليصطحبوهم إلى الطاولة الخاصة المعدة لهم وانصرفوا لاستقبال الوافدين فقال صلاح لزوجته نادية والدة القتيل
إفردي وشك شوية يا نادية وبلاش إسلوبك المعادي ده أحرجتي الست
احتدت عينيها لتصيح بنبرة غاضبة
وعاوزني اعامل الناس اللي قتلوا إبني وحرموني منه إزاي يا صلاح!
إهدي يا ماما أرجوك…قالها هيثم لتهتف بحدة
محدش يلومني على أي حاجة تحصل مني النهاردة كفاية إنكم جيبتوني هنا ڠصب عني مش هتجبروني كمان أتكلم واجامل ڠصب عني
بيتهيء لي إنك أخر واحدة ممكن تلومي حد على اللي حصل ل بسام…نطقها بلوم ليسترسل محملا إياها مسؤلية ما حدث
إنت اللي وصلتيه بنفسك لنهايته ياما قولت لك بلاش الفلوس الكتير اللي بتديها له من ورايا لأنها هتفسده وإنت ولا أنت هنا ده غير مصايبه اللي كنتي بتداري عليه فيها وتحاولي تحليها بعيد عني علشان ما اعرفش للاسف يا نادية إحنا الإتنين السبب إنت باستهتارك وتدليلك الزايد وأنا بإهمالي وعدم متابعتي ليه.
رمقت زوجها بشرارات من الڠضب لتهتف لائمة
برافوا عليك يا صلاح هو ده فعلا المكان المناسب لكلامك ده
هم بالحديث ليقاطعه نجله قائلا بتعقل
خلاص لو سمحتم لا ده وقته ولا مكانه
أما نيللي التي انضمت لصغيرتها وزوجة نجلها التي سألتها باهتمام بعدما لاحظت تغير ملامحها
مالك يا طنط فيه حاجة حصلت ضايقتك!
همست بجانب أذنها كي لا يصل حديثها إلى لاراوتنتكس حالتها من جديد لتقول بحنق
الست السخيفة مرات صلاح عبدالعزيز عاملتني بمنتهى قلة الذوق بني أدمة جلياطة
أجابتها باقتضاب لتخرجها من تلك الحالة
سيبك منها متخليهاش تقفل لك اليوم
وصل فؤاد ووالده علام زين الدين لتلتفت جميع الانظار إليهما وذلك لشهرة علامكوجه معلوم لدى الجميع لظهوره إعلاميا ك عضو بارز ونائب لرئيس المحكمة الدستورية العليا كانا يدخلان بقامات مرتفعة ليستقبلهما أيمن وزوجته ونجلهما ليتهافت عليهما الكثير من رجال الاعمال والمشاهير لنيل شرف المصافحة لذاك القامة القانونية تحدث أيمن إلى علام
شرفتنا يا سعادة الباشا
متشكر يا أيمن بيه
كانت تتابع دخوله المهيب بجانب رجل القانون الشهير علام زين الدين والأن فقط ربطت بين إسميهما ابتلعت لعابها من جاذبيته العالية وشردت بمظهره فحقا له سحرا خاص به لحاله لتخرجها من شرودها سالي التي سألتها وهي تنظر عليه بعيون منبهرة
هو ده وكيل النيابة اللي إقترح المصالحة يا إيثار
هزت رأسها لتتحدث بصوت خاڤت راجع لتأثرها
أه هو فؤاد علام…نطقت صوته بهيام
إسمه حلو قوي ولايق عليه إسم ملوكي…نطقتها سالي لتسترسل بملاطفة وهي تنظر إلى لارا التي تجاورها الجلوس وبجانبها صديقتها المقربة ملك
إيه رأيك يا لارا عريس مناسب جدا ويليق بإسم أيمن الأباصيري
نطقتها بتفاخر لينتفض قلب إيثار بشدة وبدون وعي تلتفت سريعا إليها ثم ل لارا التي هتفت
بغيظ
إنت واحدة رايقة يا سالي
يا بنتي اسمعي مني دي فرصة هايلة ولا أنت إيه رأيك يا إيثار!
ابتلعت لعابها لترد بصوت مرتبك
رأيي في إيه
في فؤاد علام… قالتها بغمزة من عينيها لتتحدث لارا باقتضاب
بطلي سخافة يا سالي وبعدين ده باين عليه معدي الثلاثين سنة وأكيد متجوز ومش بعيد يكون عنده أولاد كمان
لتقطع حديثها سالي وهي تقول بفطانة
مفيش في إيديه الإتنين دبلة يعني لا متجوز ولا حتى خاطب
فظيعة إنت في التفاصيل يا سالي … قالتها ملك بمداعبة لترد الاخرى بتفاخر مصطنع
التفاصيل دي لعبتي
تطلعت بتمعن لهيأة أبيه يبدوا من مظهره الهيبة والوقار لتبتسم ساخرة من حالها وسذاجتها عندما اعتقدت أن ذاك العالي ساكن قصور مجد عائلته سيتنازل وينظر لها ليتخذ منها زوجة له وينتشلها من مستنقع أحزانها ورعبها الملازم لها طيلة الوقت تنهدت بأسى لتتحرك منسحبة لمتابعة تجهيزات الحفل أما فؤاد فبعد أن استقر بجلوسه بجانب والده وأيمن ونجله بات يدور بعينيه باحثا عن تلك المشاكسة ولكن بحرص لا يفقده هيبته ركز على اللون النبيذي أثناء تفقده فقد راهن حاله بأنها سترتدي ثوبا من ذاك اللون بعدما أخبرها عن إعجابه به وبأنه يليق بها وبلحظة تعالت دقات قلبه واتسعت عينيه من شدة ذهوله بجمالها المبهر والخاطف للانفاس حيث عثر عليها لكنه تعجب إختيارها للون الأزرق ليبتسم طلقائيا بعدما تيقن أن تلك الشرسة قد عادت لقواعدها مرة أخرى وعليه بدء المحاولة من جديد
تابعتها عينيه وهي تتحرك بين الحضور بخفة ك فراشة تتنقل بين الزهور وتتراقص بأجنحتها الملونة تقابلت الأعين ليبتسم لتسحب هي بصرها سريعا قبل أن يحييها بعينيه مما جعله يتعجب لأمرها وقف أيمن ليستدعي صلاح إلى الطاولة المعدة لإبرام الصفقة والتوقيع عليها مستدعيا أيضا فؤاد ليشهد على إتمام أخر بند من المصالحة ثم أشار إلى إيثار لتحضر بجانبه ك مديرة لمكتبه وهذا من صميم عملها وقف أيمن وألقى بكلمة أعلن من خلالها إتمام المصالحة وإبرام صفقة لتوطيد العلاقة ليصفق الجميع ويجلس أيمن من جديد تجاوره الوقوف إيثار الممسكة بملف الصفقة لتفتحه وتضعه أمام أيمن للتوقيع على نسختي العقد لتنتقل بخفة صوب صلاح تحت إستشاطة فؤاد من تجاهلها التام له وضع صلاح إمضاءه على النسختين لتخرج نسخة منهما وتسلمها لسكرتيرة صلاح وتحتفظ هي بالملف فيصدح صوت التصفيق من الجميع أخذت الملف وولجت لداخل المنزل واتجهت صوب المكتب الخاص ب أيمن لتحتفظ بالعقد بالدرج الخاص والذي سلمها أيمن المفتاح الخاص به وأغلقت الباب لتوصده من جديد وكادت أن تتحرك للخارج فقطع طريقها رجل أعمال يدعى عابد السعداوي ليتحدث بتطفل
إزيك يا إيثار
أهلا وسهلا…نطقتها باقتضاب وكادت أن تمضي بطريقها ليقف أمامها كي يعوق خروجها وهتف مذكرا إياها بنفسه
شكلك مش فكراني أنا عابد السعداوي كان عندي ميعاد مع أيمن ببه من حوالي شهر وإتقابلنا هناك
فاكراك طبعا… قالتها بجمود
طب ولما أنت فكراني مش ترحبي بيا الترحيب اللي يليق بيا وبمركزي…نطقها بمداعبة لاقت الرفض من جهتها حيث قطبت جبينها ليسترسل هو بوقاحة
عاوز اقول لك إن من ساعة ما شوفتك في مكتب أيمن وإنت ډخلتي دماغي وعششتي فيه وكنت متأكد إن تحت البدلة الرجالي اللي لابساها جسم ست صاروخ وأهو قدامي في الفستان اهو
إحترم نفسك واحترم المكان اللي إنت فيه المفروض إنك شخصية عامة فلازم تخاف على سمعتك وشكلك أكثر من كده… نطقتها لعينين تطلق سهاما ڼارية لتسترسل بسخط وهي ترمقه باشمئزاز
وأنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجة من الهرتلة اللي قولتها علشان صورتك ماتتهزش قدام الباشمهندس أيمن
ألقت بقذائفها في وجهه لتبتعد عائدة للخارج من جديد بقلب يغلي وجسد يستشيط ڠضبا من ذاك الحقېر كم تمنت أن ټصفعه بقوة لكنها تخشى إفساد الحفل وهذا ما جعلها تبتلع إھانتها وتنسحب في صمت تحركت باتجاه البوفية وهي تنفض تلك الأفكار وتزيحها بعيدا عن مخيلتها لتتنفس بعمق لاستعادة ضبط النفس اقبلت على المسؤل عن جاهزية الطعام لتسأله باهتمام
أخبار البوفية إيه يا شيف
كله تمام يا أستاذة أنا جاهز في أي وقت
مالت برأسها وهي تقول برضا
كويس قوي
قطع حديثها صوت ذاك الواقف خلفها والذي مال بطوله ليصل

بالقرب من أذنها مما جعل جسدها ينتفض برعشة لذيذة لتشعر بفراشات تداعب أسفل معدتها
هي الأستاذة زعلانة مني في حاجة
أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا تستعيد به توازنها لتلتفت إليه وتسأله بملامح وجه مبهمة تعجب لها
أهلا يا سيادة المستشار
قضب جبينه لتغير لهجتها ورسم الجمود على ملامحها لم يكن هذا حالها منذ أخر لقاء جمعهما فأراد ممازحتها كي تندمج معه بالحديث عله يستطيع جذبها لديه مرة أخرى
أهلا بعد إيه بقى ده أنت متجاهلة وجودي ولا كأني في الحفلة أصلا
رفع حاجبه ليسترسل بمداعبة
عمالة أقول الوقت تيجي ترحب بيك زي ما هي بترحب بباقي الضيوف بس للأسف محصلش
واستطرد رافعا كتفاه للأعلى مدعيا الاسف
ولما ملقتش فايدة من إنتظاري قولت أجي أسلم أنا
رغم حلاوة حديثه المنمق وعذبه إلا انها حاربت شعور الإنجذاب إليه والذي بات يورق روحها فحقا لحديثه ونظرة عينيه سحرا يجذبها بل ويجبرها على إنجراف مشاعرها والغوص ببحر عينيه والارتواء من شهد كلماته المعسولة رغم اتباعه لقواعد الأدب تحمحمت لتجيبه بنبرة جادة تتخفى خلف جمودها
بس حضرتك مش ضيف علشان أرحب بيك يا سيادة المستشار
الحفلة كلها معمولة على شرف جنابك يعني حضرتك صاحب المكان وكلنا ضيوفك…نطقت كلماتها بجدية ليبتسم لها مجيبا على حديثها
إجابة دبلوماسية وذكية تليق بمديرة مكتب لأحد أهم وأكبر رجال الأعمال في مصر
قالت بجسد مشدود للأعلى وكأنها تحارب جميع حواسها وتقف لها بالمرصاد
مجاملة لطيفة من سعادتك
قطب جبينه متعجبا ليسألها
هو أنا زعلتك في حاجة!
نزلت كلماته المصاحبة لنظرة صادقة لائمة على قلبها جعلته ينتفض بثورة ليسترسل هو بإبانة
كلامك معايا رسمي قوي ليه كده على ما أتذكر إننا أخدنا هدنة من لعبة القط والفار اللي كانت بينا من وقت ما إتقابلنا
تهربت ببصرها في محاولة بائسة منها للنجاة من شعاع عينيه القوي والذي يطاردها حتى بغيابه لا لن تعطي له الفرصة بإذلالها وسحق كرامتها تحت مسمى ما يطلق عليه بالعشق ذاك المسمى اللعېن التي باتت تبغضه وتتهرب منه كالهارب من وحش كاسر يطارده لينهي على حياته تحمحمت كي يخرج صوتها ثابتا غير مهزوز لتقول له بثقة زائفة اصطنعتها بإعجوبة
شكل الأمر إخطلت على حضرتك وفهمت شخصيتي غلط
واستطردت بذات مغزى ومقصد
أنا لا عمري كنت بتاعت ألعاب ولا هكون واللي حصل بينا من مشادات كانت نتيجة طبيعية لمواقف معينة حصلت لو سيادتك فاكر
وضع كفه ليحك به ذقنه النابتة بطريقة مٹيرة ونظر لها مضيق العينين وهو يقول بتسلي بعدما تيقن بفطانته أنها تجاهد حالها لتخرج تلك الكلمات اللعېنة
وبعدين كملي
قطبت جبينها باستغراب لتقول بنبرة خرجت حادة
أكمل إيه
مبرراتك…نطقها بذات مغزى وصلها معناه لتهتف بحدة اكبر تنم عن إنزعاجها وتوترها لمحاصرته لها
أنا مبقولش مبررات ومش مجبرة أصلا
أصلا…نطقها بفكاهة لتلطيف الاجواء لتسأله بنبرة إنهزامية بعدما فقدت قدرتها على المجابهة
إنت عاوز مني إيه!
هم بالرد ليقطع حديثه أحمد الذي إقترب عليهما ليقول لإيثار بعدما أمال برأسه ك تحية لذاك الواقف
البوفية جاهز يا إيثار
جاهز من بدري يا دكتور… ليجيبها متعجلا
طب اكدي عليهم لأخر مرة علشان الباشا هيعلن عنه
اومأت له لتنظر للواقف يلعن بسريرته ذاك ال أحمد الذي قطع وصليهما وهي تميل برأسها باحترام بادلها إياها لتنسحب مبتعدة للتأكد من الشيف قبل الذهاب لرئيسها بالعمل الذي وقف بمنتصف الحفل وهو يعلن عن فتح مائدة الطعام الخاصة بالإحتفال ليقف الجميع يتجهون صوب المائدة بتناسق لأخذ صحونهم واختيار الطعام المحبب لديهم من بين الاصناف المتعددة ليسكبه لهم القائمون على هذا جهز أيمن وزوجته وجبات أشرفوا عليها بأنفسهما ليتقدما العاملون ويضعونها أمام فؤاد وعلام لتتحدث نيللي بملاطفة
كان نفسي أشوف الهوانم وأتعرف عليهم
ليجيبها علام باحترام
مرة تانية إن شاءالله يا هانم
إن شاءالله…قالتها وتحركت لتتركهما يتناولا الطعام في خصوصية وهدوء كانت عينيه عليها أينما تحركت انتشيء داخله عندما وجدها تقف بصحبة لارا وهي تضحك بانطلاق وبرغم هذا استشف حزن عينيها العميق والذي لم يجد له تفسيرا

بنفس التوقيت
ولجت منيرة الحجرة الخاصة بها وزوجها لتيقظه من غفوته الغريبة تلك وهي تقول
أبو عزيز إصحى يا اخويا
فتح عينيه ينظر لها لتسترسل متعجبة
أول مرة

تنام قبل ما تصلي العشا ورا الشيخ في الجامع!
هي اذنت
أجابته
من بدري دول صلوها ليهم ييجي أكتر من ساعتين قوم صلي علشان تاكل لك لقمة تسند بيها طولك
تنفس بإرهاق ظهر عليه لتسأله باهتمام
مالك يا غانم وشك أصفر ومش عاجبني ليك كام يوم
رد باحباط
جسمي حاطط وتقيل بقالي كام يوم شكلي عجزت خلاص
ابتسمت لتسأله بتغيير مجرى الحديث
مش هتريحني وتقولي عملت إيه مع بنتك في موضوع عمرو
سحب جسده للأعلى ليهتف بنبرة حادة
معملتش حاجة ومش هعمل يا منيرة إرتاحي بقى وشيلي بنتك من دماغك علشان لو انطبقت السما على الأرض بنتك مش هترجع لإبن نصر
هي اللي قالت لك الكلام ده… ليجيبها
وهي يا ولية محتاجة تقوله دي واحدة سابت لكم البلد وطفشت من خلقته وخلقتكم وهي مفيش جنيه واحد يوحد ربنا في جيبها تقوم بعد ما ربنا يكرمها ويمن عليها ويبقى عندها شقة تمليك وعربية وعايشة في عز هي وابنها تسيب كل ده وترجع لذل إجلال فيها من جديد لا وترجع على ضرة حرباية بنت ك لب
واستطرد وهو يرمقها باستخفاف
انا مش فاهم عقولكم الصغيرة دي هتكبر إمتى
احتدت ملامح وجهها لتهتف بسخط
بنتك أنانية مبتفكرش غير في نفسها وراحتها وبس لكن إخواتها الرجالة ولا على بالها وبعدين شقة إيه وعربية إيه اللي فرحانة بيهم خايبة الرجا ده الواد ھيموت عليها ومستعد ينفذ لها اللي عيزاه كله
برقت عينيها لتسترسل بجشع
الواد شغل الأثار خلاه يلعب بالفلوس لعب يا غانم وبقى عنده مالية تسد عين الشمس بعيد عن ابوه قالي اللي هي عيزاه يا خالتي هجيب لها بمليون جنية دهب ولو عوزاني احط لها خمسة مليون باسمها في البنك هحط لها بس هي ترضى عني وترجع لي
واستطردت بما يشغل بالها من الموضوع برمته
ده غير اللي هيعمله لاخواتها طاقة قدر وهتتفتح لهم الثلاثة يا غانم الواد بنفسه قال لي انه بيعمل شغل من ورا ابوه وهيدخل عزيز و وجدي شركا معاه يعني العز والهنا كله مستنى اخواتها بكلمة تنطقها
تطلع عليها بحزن لينطق بنبرة بائسة
نفسي تفكري في بنتك زي ما بتفكري في ولادك الرجالة كدة يا منيرة يا ولية بنتك مکسورة الجناح ومحتاجة لك
وهو أنا لما اتمنى لها الخير أبقى مبفكرش فيها يا غانم!… نطقتها باستهجان ليهتف هو باعتراض حاد
أي خير ده اللي هتشوفه من بيت نصر دي مشافتش منهم غير الذل والمهانة من يوم ما دخلت بيتهم
واسترسل بعينين متعجبتين من تفكير تلك الجشعة
ترجع له إزاي وهو دب حها پسكينة تلمة بنتك شافت جوزها مع واحدة تانية في قلب فرشتها يا أم عزيز!
غلطة وندم عليها…قالتها باستخفاف لتسترسل بملامة حادة
والخايبة بنتك هي السبب فيها ياما نصحتها وقولت لها تقطع رجل الحرباية دي من حياتها وهي اللي مسمعتش الكلام حتى الست إجلال بنفسها قالت لي إنها نبهت عليها كام مرة بكدة
أغمض عينيه باستسلام من أمر تلك الطامعة ليقول باحباط ووهن ظهر بملامحه
قومي جهزي لي لقمة على ما اتوضى وأصلي العشا.

بنفس التوقيت
داخل الحديقة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي تجلس إجلال بمقعدها العالي تفكر بأمر حفيدها وكيف ستجبر تلك العنيدة وتجعلها تعود صاغرة لمنزلها كي تحاسبها على كل ما أصاب مدللها بفضلها أقسمت بسريرتها بأنها ستحاسبها حسابا عسيرا بعد إنتهاء زوجها من جولته الإنتخابية التي لولاها لكانت أقامت قيامة تلك ال إيثار ولكن مهلا ستصبر حتى تظفر بالإنقضاض على تلك الحقېرة التي استطاعت الوقوف بوجهها بل والإنتصار عليها لأول مرة تشعر بالعجز حيال احدهم لكن ما يطمأنها هو وعد نصر لها وتأكيده على جلب إيثار ليلقي بها تحت قدميها حينها ستذيقها من العڈاب الوانا وأصناف وستتفنن باختلاق أساليبا جديدة لإي ذائها الج سدي والنفسي بمزاج حسن
قطع شرودها ولوج نصر الذي تحدث بعدما جلس بمقابلها
شوفتي بنت غانم عملت إيه
عملها إسود ومنيل فوق دماغها…نطقتها باستشاطة بعدما استمعت لاسم تلك التي باتت تطارها بأحلامها واليقين وحتى بالخيال لتستطرد باستفهام غاضب
عملت إيه تاني بنت منيرة!
دقق النظر بعينيها لتحتد ملامحه پغضب شديد وهو يقول
المحامي بتاعها كلمني من شوية وقالي قال إيه الست هانم

بتبلغني إن يوسف مش هينزل البلد تاني وإن من الأسبوع ده لو حد عاوز يشوفه مننا يروح مكان الرؤية اللي محكمة الاسرة محدداه
البت دي إتجنت ولا إيه يا نصر!…نطقتها بحدة لتهتف مسترسلة بتعمد إذلالة
بس تصدق ليها حق بنت منيرة تشرط وتتأمر مهي مش لاقية حد يقف لها ويعرفها مقامها ومقام أهلها الژبالة
ضيق بين عينيه ليرمقها بضيق وهو يقول بملامة
لازمته إيه رمي الكلام ده يا إجلال أنا كام مرة أقول لك إني مقدرش أتحرك ناحيتها قبل الإنتخابات إصبري
بفحيح خرج من بين أسنانها نطقت
أديني صابرة يا نصر اما اشوف اخرتها مع بنت الك… دي
انضم إليهما عمرو الذي خرج للتو من الداخل مرتديا ثيابه ليذهب إلى الجبل لمراقبة العاملون على الحفر ابلغه أباه بما حدث ليهتف غاضبا ملقيا باللوم عليهما
أنا قولت لك مية مرة بلاش الإسلوب ده مع الولد يا ماما اكيد يوسف قال ل أيثار الكلام اللي قولتهوله المرة اللي فاتت وعلشان كده قررت تمنعه
زفر نصر بعمق قبل أن يقول وهو ينظر أمامه
انا كلمت المتر عبدالسلام من شوية وحكيت له اللي حصل قالي إن موقفها القانوني سليم مية في المية وإنها كانت بتبعت الولد هنا كرم منها
واسترسل بإبانة
وإنها لو قدمت شكوى لمحكمة الأسرة ولمجلس حقوق الطفل وقالت فيها إن زيارة الولد عند عيلة ابوه بتأثر عليه بالسلب هيعملوا مشاكل للاب هو في غنى عنها
قطع حديثه صوت رنين الهاتف الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة وما أن نظر بالشاشة حتى ظهر الارتباك على وجهه ومن حسن حظه انشغال إجلال بحديثها مع عمرو ليقول منسحبا
هرد على التليفون وارجع لكم
مين يا نصر…سؤالا وجهته له باستغراب لابتعاده
ده عضو مجلس شعب كنت طالب منه خدمة لحد معرفة
اشاحت بكفها بلامبالاة ليبتعد الاخر ويرد سريعا بصوت عال متعمدا إسماع إجلال
أيوة يا سعادة الباشا
ابتعد كثيرا ليتحدث بهمس خفيض
وبعدين معاك يا بنت الناس مبتسمعيش الكلام ليه
كام مرة انبه عليك واقول لك بلاش ترني عليا وانا في البيت
قالت تلك العشرينية الجميلة
طب قول لي أعمل إيه لما توحشني
هو انا مصبرني عليك إلا كلامك اللي زي الشهد ده…نطقها بصوت هائم لتنطلق ضحكة من تلك ال شذىالتي تستطيع بالقليل منها جذب ذاك الثري الذي اختارها لتكون زوجة له تنهدت وقالت له برياء
وحشتني هتيجي إمتى
أجابها
عندي جلسة في مجلس الشعب بعد بكرة هقول ل مراتي إني هبات في مصر يومين علشان هقضي شوية مصالح وأجي أقضيهم معاك .

عودة إلى الحفل من جديد
كان يتابعها بعينيه الشغوفة والمنبهرة بسطوة جمالها المنفرد الذي أيقن ندرته طالما رأى الاجمل منها بكثير لكن جمالها مختلف فلم يحدث من قبل وانجذب ل أنثى كما إنجذابه إليها برغم نكرانه الدائم لذاك الشعور لكنه يرى بها شيئا مختلف ما هو لم يستطع تحديده بعد لكنه بالطريق إلى ذلك وعلى النقيض كانت تتهرب هي للنأي بحالها من الوقوع داخل براثن عشقه المهلك لروحها تحدثت إلى سالي ولارا وملك
هروح التواليت اظبط حجابي علشان حساه إتعوج شوية
إيماءه من رؤسهن كانت الرد لتنسحب تحت نظر ذاك الجالس بجوار والده المنشغل بالحديث مع ايمن وصلاح وبعض رجال الدولة والقانون والاعمال ليستغل الوضع منسحبا بهدوء خلفها حين وجدها تلج لداخل المنزل لم يكن الوحيد المراقب لها بل تحرك خلفها أيضا ذاك المسمى ب عابد السعداوي ليقطع طريقها وهو يقول بابتسامة ساخرة
يظهر إن المزة بتحب السلطة اكتر من الفلوس
بس لعلمك بقى الفلوس بتحقق كل حاجة وتجيب لك السلطة لحد عندك جربي كده ومش هتندمي
إنت تقصد إيه بكلامك ده…نطقتها باستهجان وجبينا مقطب ليقول بغمزة وقحة من عينيه التي باتت تتحرك على منحنياتها بحقارة أرعبتها وجعلتها تشمئز منه
أقصد الواد وكيل النيابة اللي كان واقف بيسبل لك من شوية وإنت مستحلية الموضوع وواقفة تجاريه علشان على هواك بس أحب اقول لك إنه مش بالشكل هو يمكن حليوة وعنده شوية شعر بيتمنظر بيهم بس انا أجدع منه وهتعرفي ده لما نتصاحب
يقع بقوة على وجنته بصڤعة عڼيفة جعلت الډماء تغلي داخل عروقه وأثناء بحثه عنها شاهد تعدي ذاك الحقېر عليها وصفعها له هرول إليها بعدما شاهد تهجم عابد عليها بعدما جن جنونه وهو يشدد قبضته على رسغها ويهزها پعنف قائلا
إنت بتمدي إيدك عليا أنا يا بنت الك… ده انت وقعة أمك سودة النهاردة
دراعي هيتكسر
اداره ليقبض على تلابيب الرجل وبات يهزه پعنف قبل أن يلكمه بوجهه لتسيل على أثرها الډماء من أنفه في منظر جعل تلك المنكمشة تذبهل بنظرها في غضون ثواني اجتمع عددا ليس بالقليل من بعض الحضور الذين إختاروا العزلة والجلوس ببهو المنزل بعيدا عن زحام الخارج وأيضا العاملين بالمنزل الذين أبلغوا أيمن واحمد ونيللي ليحضروا في الحال واقترب أيمن من فؤاد محاولا تخليص عابد من قبضته الحديدية حيث مازال مشدد على تلابيبه ويهزه پعنف لم يشعر بحاله أو ما أصابه عندما وجدها تحت سطوة ذاك الحقېر لم يعر لمظهره الإجتماعي ولا لمنصبه الحساس ومنصب والده جل ما فكر به بتلك اللحظة هي وفقط وكيف له ان يحميها ويمحي خۏفها الساكن عينيها استطاع أيمن وأحمد أن يخلصا عابد من قبضة فؤاد وجذبهما أيمن لحجرة جانبية لتنضم لهما إيثار التي ادخلتها نيللي كي يجدوا حلا لتلك المشكلة
بنظرات إحتقارية تحدث أيمن معنفا ذاك العابد ليقول
ما كنتش اتخيل إنك تطلع بالأخلاق دي يا عابد بيه أنا احترمتك ودخلتك بيتي وإنت في المقابل إنتهكت حرمة بيتي ووصلت بيك إنك بمديرة مكتبي
هتف عابد بتبجح
إنت فاهم غلط يا أيمن بيه وبعدين الهانم اللي إنت بتهيني في بيتك علشانها مدوراها مع الكل وجاية لحد عندي وعملالي فيها خضرة الشريفة
ليسترسل وهو يتطلع إلى فؤاد بحدة
وأولهم سعادة وكيل النيابة اللي إتجنن لما شافني برد لها القلم وجه يهجم عليا بس انا مش هسكت أنا هقدم فيك بلاغ للنائب العام واتهمك بضړبك ليا علشان خاطر الرخيصة اللي إنت ماشي معاها والله ما هسكت…قالها بټهديد وصياح عالي لتصرخ هي بصوت باك
إخرص يا حيوان محدش رخيص هنا غيرك
خلي بالك اللي بتتكلم عليها دي بعتبرها بنتي التانية ومش هسمح لأي مخلوق يتكلم عليها ربع كلمة… كلمات حادة نطقها أيمن بعينين تطلق شزرا جعلت من عابد يبتلع لعابه وتلاه أحمد الذي قام بتوبيخه وشمله بنظرات إحتقارية لاجل إيثار
ليهتف فؤاد بنبرة هادئة تحمل بين طياتها چحيم
هو من جهة تقديم بلاغ للنائب العام فده هيتم كده كده بس هيتقدم مني فيك
ليرفع سبابته اليمنى مسترسلا بقسم ټهديدي جعل من عابد يبدوا كفرخ مبلول لتيقنه من إستطاعت فؤاد تنفيذ تهديده مما لوالده من سلطة بالبلاد
وقسما بالله لأخليك ټندم على اليوم اللي اتولدت فيه
ثم الټفت يتطلع على إيثار ليتألم لمشهد إنكماشها نيللي وهي تربت على ظهرها بحنان علها تستطيع تهدأت انتفاضة ج سدها احتدت ملامحه ليهتف بنبرة حادة
يلا معايا علشان هتقدمي بلاغ حالا في الژبالة ده وانا هكون شاهد إثبات معاك
وأنا ودكتور أحمد هنشهد معاك يا سيادة المستشار… نطقها أيمن ببسالة لتعلو صرخات عابد المتوسلة وهو يتحدث إلى فؤاد بعدما تيقن من أن مستقبله المهني والإجتماعي سينتهيا إذا تدخل فؤاد
أرجوك يا فؤاد باشا بلاش بلاغ انا مستعد ادفع لها أي مبلغ تطلبه للترضية بس بلاش علشان سمعتي أنا راجل متجوز وكده بيتي ممكن يتخرب
شمله بنظرات إزدرائية من قمة رأسه لاخمص قدميه ليقول باحتقار
هو أنت فاكر إن كل الناس رخيصة وبتبيع شرفها قصاد الجنية زيك
توقفت باقي الكلمات بحلقه حتى كادت ان ټخنقه حينما استمع لصوتها وهي تقول بمهانة
أنا مش هقدم بلاغ في حد يا سيادة المستشار
اتسعت عينيها من تأثير الصدمة ليميل برأسه وهو يتطلع عليها بنصف عين متمعنا بملامحها ليقول بصوت

مړتعب خشية صحة ما جال بخاطره
هتاخدي منه فلوس مقابل كرامتك اللي اتهرست تحت رجليه!
احتدت ملامحها لغاضبة وخرج صوتها بصرامه وهي تنظر له بأعين قوية
مش أنا اللي أرضي بالذل والهوان وأقبض تمن إهانتي فلوس يا سيادة المستشار
ابتسم ساخرا ليسألها بتهكم
أمال هتتنازلي عن لمسته القڈرة لج سمك بناءا على إيه يا أستاذة!
وأشار بكفاه بشكل إستعراضي ساخر مسترسلا باستهزاء
ياريت تنوري المحكمة وتشرحي لنا أسبابك النبيلة
شعرت بكلماته وكأنها صڤعات قوية تلطم وجهها لتتألم جراء إهانته لها وحديثه المليء بالتلميحات عن التشكيك في اخلاقها وهذا الذي لن تقبله على حالها لتهتف بقوة بعدما أرادت وضع حد له
تنازلي من عدمه ده شيء يخصني لوحدي وأنا مش مطالبة أشرح وجهة نظري لحد
حملق بها غير مصدقا بماتفوهت به فاق من ذهوله سريعا ليرمقها بنظرة ڼارية قبل أن يهتف صائحا پغضب جعلت من عروق عنقه تنتفض بقوة
تصدقي أنا اللي غلطان اللي اتدخلت لواحدة زيك
واسترسل بإهانة وهو ينظر إلى عابد الذي ابتلع ريقه براحة بعد حديثها
يظهر إنه عنده حق لما وصفك بالوضاعة والحقارة
اتسعت عين نيللي حيث وضعت كفها فوق فاهها بذهول وأيضا أحمد وأيمن الذي فتح فاهه ليدافع عن تلك التي يعتبرها ابنه له لكنها سبقته عندما اڼفجرت به صائحة بعدما فاض بها الكيل وما عاد بها الإحتمال لأي إهانتات أخرى
تعرف إيه إنت عني وعن ظروفي علشان تكلمني بالطريقة دي
لتستطرد وهي ترمق عابد باحتقار
في الاول ظنيت فيا إني هقبل عرضه الحقېر واقبض منه تمن تح رشه بيا والوقت بتتهمني بالوضاعة والحقارة لأني ست عارفة ظروفي الخاصة واللي تمنعني من دخولي في مشاكل وخصوصا بمحاضر رسمية
لتصرخ بازدراء
ثم أنت مين أصلا علشان تسمح لنفسك بإهانتي قدام الكل
يا سيدي متشكرين على وقفتك وشهامتك وتخليصك ليا من الحيوان ده بس ده ميديكش الحق إنك تقف تحاسبني وتصدر عليا أحكامك
واسترسلت بحدة
ولو جنابك زعلان قوي كده علشان خيبت ظن معاليك وما قدمتش البلاغ إعتبر اللي حصل درس واتعلمت منه وبعد كده ماتساعدش حد وضيع وقذر تاني
حملق بها قبل ان يقول بإهانة
مشفتش في بجاحتك حقيقي أنا مصډوم فيك
كفاية تجريح لحد كدة يا فؤاد بيه…نطقها أيمن بقوة ليستطرد شارحا
إيثار مينفعش تقدم بلاغ وخصوصا من النوعية دي لأن طليقها رافع عليها قضية ضم حضانة لإبنها
لعڼ حاله وغبائه وتسرعه بالحكم عليها قبل ان يستمع لمبرراتها ماذا أصابه ليصبح بهذا الغباء منذ متى وهو يتصرف بدون حكمة ووعي لتنتفض هي مجففة دموعها لتتحدث إلى أيمن
بعد إذنك يا باشمهندس انا مضطرة امشي
اومأ لها بموافقة ليتحدث أحمد بهدوء
إستني هوصلك بعربيتي
قاطعته سريعا وبرفض تام
مفيش داعي يا دكتور انا هروح بعربيتي
اقتربت منها نيللي لتقول لإقناعها
خليه يوصلك يا إيثار مش هينفع تسوقي وإنت بالحالة دي
أنا كويسة…كلمة كاذبة نطقت بها لتنطلق بخطوات سريعة بإتجاه الباب تحمحم فؤاد ليتحدث بانسحاب
بعد أذنكم
خرج بحالة يرثى لها واسرع بخطواته عله يلحق بها وبالفعل استطاع أن يصل لمقر سيارتها التي استقلت مقعدها استعدادا للذهاب ليتحدث هو بصوت يحمل الكثير من معاني الأسى
مدام إيثار
استمعت لصوته ولم تعر لندائه اهتماما لتنطلق بسيارتها مندفعة للامام بسرعة كبيرة كما الهاربة توقف ليزفر لاعنا حاله قبل أن ينطلق إلى ابيه ليخبره بأن عليهما الذهاب.
إلى متي ستظل الحياة تعبث معها بتلك الطريقة لما كتب عليها بأن ترى كرامتها تدهس دون رحمة تحت أحذية الاخرين والاكثر إيلاما هو إجبارها وحصرها بزاوية الصمت المخزي لقد بات الامر يؤرقها ويذبح روحها وحقا أصبح يفوق قدرة إحتمالها بعد قليل كانت ترتمي فوق فراشها بعدما ابدلت ثوبها لتطلق العناء اخيرا لدموعها الحبيسة التي احتجزتها طيلة الطريق ومنذ دخولها للمنزل كي لا تثير شكوك عزة بكت وبكت على كرامتها وعلى سوء حظها الملازم لها اينما ذهبت

عاد من الحفل بحالة مزاجية عكس ما كان يتوقع فقد خطط بالإيقاع بها لترفع رايتها مستسلمة
لسطوته الرجولية التي لا تقاوم لقد أثارته شخصيتها القوية منذ لقائه الاول بها حين صدته ولم تنبهر بجاذبيته مثل بنات جن سها اللواتي يقعن بغرامه دون ادنى مجهودا منه بل ومنهن من يتوددن إليه ويعرضن عليه الوصال ليلقي بعروضهن عرض الحائط ويصدهن بقوة ويشعرهن بالإحتقار والتدني عدا تلك الصامدة التي شعر بصدها له بل ونفورها منه وعدم الإهتمام بوجوده من الاساس بالرغم من إهتمامه بها ومن محاولاته الاستفزازية لها إلا أنه كان يفشل بكل مرة مما جعله يصر على مواصلة إرغامها وخضوعها لسطوة جاذبيته وما أثار دهشته اليوم هو تراجعها الكبير بعدما لمسه منها بالمرة الماضية من لين مشاعرها واهتزاز كيانها تأثرا بسهام عينيه الذي رماها بهم ولكن يبدوا انها مختلفة حقا عن كل ما قابلهن خلال حياته
وما أثار حنقه هو ما حدث بنهاية الحفل وجعلها تثور وتلقي بكلماتها السامة الغاضبة بوجهه دون وضعها لأية إعتبارات أخرى وبرغم كل ما حدث لم يلقي عليها بذنب بل لام حاله وعاتبها لإيصالها لتلك الحالة واحتقر غبائه لعدم التأكد أولا من قرارها بشأن رفضها لتقديم البلاغ انتزع جميع ملابسه وولج ب كبينة الإستحمام مستسلما لهطول الماء البارد فوق رأسه وج سده بالكامل علها تهديء من روعه ليخرج مرتديا قطعة ملابس تحتية فقط التقط هاتفه بعدما عقد النية لمهاتفتها كي يعتذر خرج بشرفته الخاصة بالغرفة وضغط زر الإتصال لينتظر الرد
كانت تتوسط فراشها ودموعها الغزيرة لم تنقطع منذ أن عادت استمعت لصدوح الهاتف لتنظر بشاشته وبدون تفكير ألقت به بعيدا بعدما تأكدت أنه هو انتهى الاتصال وعاد يصدح من جديد لتضغط على زر قطع الإتصال مما جعله يبتسم ليقول بصوت مسموع
عنيدة
امسك بعلبة سېجاره وأخرج واحدة وأشعلها ويأخذ نفسا عميقا ويخرجه بالاعلى بات ينظر على دخانها الذي شكل سحابه فوق رأسه لينظر للسماء وكرر اخذه نفسا من السېجارة قبل أن يضعها بالمطفأة ويمسك بهاتفه من جديد ليبعث لها برسالة صوتية لتصلها في الحال مما جعلها تمسك بالهاتف تتفقده لتزفر حين علمت مصدر الرسالة ألقت بالهاتف مرة أخرى بإهمال لتغير قرارها بلحظة وتسحبه من جديد لتفتح الرسالة لتستمع لصوته وهو يقول بتأثر
أنا عارف إنك زعلانة مني وطبعا معاك حق بصراحة أنا كنت اوفر قوي في رد فعلي
صمت ليأخذ نفسا عميقا ويتابع مسترسلا بصوت يملؤه الندم
بس يشفع لي خۏفي عليك وإصراري على إنك تاخدي حقك من الحقېر ده وخصوصا إن دي تاني مره ترفضي مساعدتي ليك
واستطرد مذكرا
مرة في النيابة يوم والد طليقك ما اټهجم عليك وبردوا رفضتي عرضي لمساعدتك والمرة التانية كانت النهاردة
وصلتها رسالة أخرى ففتحتها بملامح وجه حادة
إيثار أنا أسف
لا تنكر انتفاضة قلبها عندما استمعت لنطقه باسمها للمرة الاولى وبكل هذا السحر تنهدت بضيق لترفع رأسها للأعلى ساندة للخلف لتستمع لصوت وصول رسالة أخرى لتنظر بالهاتف وتضغط لتشغيلها لتستمع لصوته الهاديء وهو يحاول مداعبتها
طب إيه هتفضلي تسمعي الفويسات من غير ما تردي عليا
على فكرة لو مردتيش حالا هتصرف بأخلاق شرشبيل وساعتها ماتلوميش غير نفسك
قطبت جبينها تتفكر بمقصد حديثه لتصلها رسالة نصية
أنا بجد أسف أرجوك تقبلي أسفي
قرأت الرسالة لتطلق زفرة عميقة وتلقي بهاتفها جانبا فهي مازالت غاضبة منه وبشدة وحالتها المزاجية سيئة للغاية ولا تقبل بالمزاح أما هو فقد زفر بقوة ليرفع رأسه للأعلى مغمضا عينيه وبدأ بتنظيم أنفاسه عله يستطيع إخراج ما بداخله من طاقة سلبية ومشاعر بالحزن ملئت قلبه جراء ما حدث.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا لها شمس)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى