رواية أغصان الزيتون الفصل المائة وأربعة وعشرين 124 بقلم ياسمين عادل
رواية أغصان الزيتون الجزء المائة وأربعة وعشرين
رواية أغصان الزيتون البارت المائة وأربعة وعشرين
رواية أغصان الزيتون الحلقة المائة وأربعة وعشرين
كان كابوسًا مزعجًا، بعدما قضى ليلتهِ بسعادةٍ بعد تلقيهِ البُشرى السعيدة حطّ الكابوس على عقلهِ اللاواعي فـ أرق عليه نومتهِ.
إذ رآها في حلمهِ وقد تمردت على لفتتهِ اللطيفة بالبحث عن طرق لعلاجها، واعتبرتهُ بذلك غير راضي عن حالتها التي قبِل بها من قبل، ولم تكفي مبرراتهِ ودفاعه المستميت عن نواياه لتبرئة نفسه أمامها، بعدما أصاب بغباءهِ – الغير متعمد – أكثر المسائل حساسية بالنسبة لها.
ظلت عيناه ما بين الشرفة والباب، وعقلهِ في غاية التوتر والإرتباك بعدما حاوطتهُ الشكوك بشأنها، وبقى السؤال المسيطر عليه الآن هل يصارحها بالأمر الآن أم يؤجله أم يصرف النظر عنه؟!.. هل يغمّي عيناه عن احتمالية – ولو ضئيلة – لشفائها وتحقيق حلم الأمومة؟؛ بات الأمر مُحبطًا لآماله التي توسعّت فجأة، محيرًا أكثر منه مبهجًا ومفرحًا. حرر “حمزة” تنهيدة طويلة محمّلة بثقل الهمّ، ثم نهض مغادرًا غرفتهِ وخطاه مُساقة نحو الغرفة التي تمكث فيها مع الصغير، استمع لصوت “زين”، زقزقاتهِ الرقيقة وضحكاتهِ التي تأسره، فـ تشبع داخله بالشوق ليفتح الباب عليهم وابتسامته تزين محياه :
– هو عنده كام شهر دلوقتي؟.
ازدادت ابتسامتها اتساعًا وإشراقًا وهي تجيبه :
– عشر شهور.
ترآى له ذلك الحنان المضاعف في عيناها، وهي ترنو إليه بعاطفةٍ وهي تسترسل في الحديث معه :
– عشر شهور مسابنيش فيهم غير الفترة اللي سافرت فيها.. من ساعة ما اتولد وهو في حضني.. عايزين نعمله عيد ميلاد محصلش.
أومأ رأسه مؤيدًا رأيها ليقول :
– هيحصل ان شاء الله.
وفجأة وجد نفسه بدون مقدمات يسألها :
– مش عايزة يكون لزين أخوات يا سُلاف؟.
بُهتت.. وتغيرت ملامحها فجأة، لم تجد شيئًا يعبر عن مزيج الإضطراب الغضب اللذان انفجرا بداخلها فجأة، سوى بعض النظرات الحادة التي تصوبت عليه، فـ لحق بنفسه من انقلابها الغادر عليه ليقول :
– هيكون منك انتي.
تجمدت في مكانها گالتي تلقت دلوًا من الثلج فوق رأسها، وتصلبت عضلات لسانها فلم تستطع الرد عليه، بينما أحشائها تتضور بإشتعالٍ وهي تحس بالإختناق من كلماتهِ المبهمة بالنسبة إليها. تركت الصغير جانبًا، ورمقتهُ بإستهجانٍ وهي تسأل في حزم :
– انت بتقول إيه.. دي تريقة ولا سخرية؟!.
تخلّى عن تعابير اللين التي كانت تطفو على وجهه، وتبدلت بأخرى أكثر جدية :
– سخرية إيه انا بتكلم بجد!.. مين قالك إن حالتك ملهاش علاج، أنا لسه مكلم أكبر دكاترة في ألمانيا وأكدولي إن العملية نسبة نجاحها ٨٠٪.
قطبت جبينها بإستغراب لم يخلو من الضيق المنفعل :
– عملـية ؟؟.. ده انت كمان سألت ودورت من غير حتى ما ترجعلي.
قالتها وهبت واقفة في إندفاع، فـ وقف قبالتها وهي يهتف بإصرار :
– أي حاجه فيها صالحك مش هتردد اعملها حتى لو متعرفيش.. قولتلك قبل كده افتكري إنك مش لوحدك وإني بقيت موجود.
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تسأله بتشنجٍ :
– عملية إيه بقى اللي قررت بالنيابة عني إني اعملها؟.
لم يتردد أو يفكر لحظة، وأجابها بدون لحظة واحدة من الإنتظار :
– زراعة رحِم.
*************************************
كان مطلبها ثقيلًا، له ثمن غالي قد يعيش العمر بأكمله وهو يسدده؛ ورغم ذلك كان يفكر في عرضها بتأنٍ لئلا يرفض فرصة أخرى أتتهُ للتقرب منها. دخل عليه “مصطفى” وهو في أوج الشدوه، فـ اختطفه من شرودهِ متسائلًا :
– لسه بتفكر يا نضال؟.. أنا افتكرتك هترفض أول ما تعرف!.
تنهد “نضال” وهي يرمي بثِقل أكتافهِ للخلف، ثم أردف بـ :
– مش عارف أعمل إيه يا عم مصطفى.. حاسس إني عايز أوافق.. انت إيه رأيك.
– أنا مش مهم رأيي خالص يا نضال.. المهم انت عايز إيه يابني، وقرارك انت اللي هتتحمله لوحدك.
وقف عن جلستهِ تعتريه تلك الحيرة القاتلة، أن تقع بين خيارين كلاهما أصعب من الآخر، ولا تقوَ على القبول أو حتى الرفض، وكأنك علقت في منحدرٍ في كل الأحوال سيقودك للهاوية. تركهُ “مصطفى” ينفرد بنفسه قليلًا لعله يجد السبيل للخلاص مما يواجهه من صعوبة في القرار، على الأقل للنجاة من هوس التفكير في الأمر.
************************************
– انت أكيد اتجننت!.. انا مستحيل أعمل كده.
زفر “حمزة” بتذمرٍ بعدما أصابه القنوط من محاولاتهِ الغير مجدية لإقناعها، وبدأ ذلك يظهر على وجهه في شكل أعراض الضجر :
– قولتلك مفيش أي حرمانية فيها.. أنا سألت بنفسي عن الموضوع.
أشاحت بوجهها عنه بعدما سئمت انحرافاتهِ الفكرية التي بدأت تظهر في بداية اجتماعهم، والتي قد تستمر بينهم لفترة طويلة من الزمن :
– مفيش فايدة.. كل حاجه عايز تحللها وتحرمها على مزاجك، كأنك ماسك قوانين الكون بين صوابعك.
لم يروق له اتهامها؛ ورغم ذلك حاول أن يكون محتوي للموقف الصعب الذي وضعها فيه فجأة وبدون سابق تخطيط، كان عليه أن يمهد الأمر أولًا، أن يجلب لها الدلائل والبراهين التي تثبت صدقهِ. تنازل “حمزة” عن بعض الكِبر الذي بداخله وحاول أن يغتنم الفرصة بإنهاء الحديث الذي بدأ فيه معها بنتائج مثمرة :
– سُلاف.. انتي واحدة متعلمة وأكيد هتفهمي اللي هقوله ده، نقل البويضات أو أي عضو من شأنه التدخل في الجينات الوراثية ده حرام شرعًا وقانونًا، لأنه بيصنف على إنه اختلاط أنساب، اختلطت فيه جينات الأم البيولوجية بجينات الأم المستقبلة للعضو الجديد.. لكن زراعة الرحم حلال مليون الميا، الرحم مجرد عضو حامل للجنين وليس من شأنه التحكم في العوامل الوراثية اللي بينك وبين الجنين.. ده كلام دكاترة وأبحاث وتقارير علمية وكمان تقدري تروحي تسألي في دار الإفتاء المصرية لو مش مصدقة.
أحس وكأن كلماته العلمية المستنبطة من قرآته وبحثه في الأمر هي التي عززت – ولو قليلًا – من مصداقية حديثه، وإنها بدأت تهدأ قليلًا وتفكر في كلماته بعقلانية شديدة، حينئذٍ استغل الفرصة للتأثير عليها، ومال عليها قليلًا لتلمس أنفهِ غرة جبهتها وهو يهمس بكلماتهِ الناعمة :
– المرة دي عايزها بنت شبهك، بس متبقاش عنيدة أوي كده.
وكأنه أحيا أرضًا ميتة لا حياة فيها، تسللت كلماتهِ إلى قلبها بكل سهولة، ليوقظ رغبتها الجياشة في ضمّ طفل بين أحشائها، ينمو بداخلها ويأخذ صفاتها، يحمل من دمائها وروحها. تقشعر جلدها كله وهي تمنع نفسها بصعوبة شديدة، من أن تنساق وراء حُلم قد يصبح سرابًا بين ليلة وضحاها، معتزمة التأكد بنفسها من حقيقة معلوماتهِ العلمية لها، قبل أن ينمو الحلم في رأسها وترى نفسها أمًا حقيقية غير زائـفة.
*************************************
صبيحة اليوم التالي كانت بداخل دار الإفتاء المصرية بكل لهفةٍ وحماس مرتبك، للبت في الأمر والتحري حول صحتهِ من عدمها، بينما انتظرها “حمزة” بالخارج ولم يُرد الدخول معها. مرّت الدقائق ببطءٍ شديد وهو يعاني لوعة الإنتظار، وعيناه معلقة على ذلك الباب الذي ستخرج منه حتى تكون عيناه أول من يراها، إلى أن تحقق ما انتظره ورآها تخرج من الباب الفسيح وهي تنزع عنها غطاء الرأس الحريري، عيناها گعينيّ غزالة تركض نحو وليدها بشوقٍ حارّ، گأنه رأى فيهن كل شئ بدون الحاجه للإستماع. تقدم نحوها بخطى سريعة حتى وقفت أمامه مباشرة، فـ انبعجت شفتاها المبتسمة بضحكة عريضة بعدما اغرورقت عيناها بالدموع، فـ انتشى صدرهِ البارد بسعادةٍ بعدما رأى ذلك الشعور المرسوم على وجهها، وضمّها إليه في شغفٍ حارّ دون أن يتحدثا، فقط أصوات الضحكات انتشرت حولهم بعدما سافرت خيالاتهم لإحتمالية وجود طفل آخر يحمل دمائهما معًا، أن يتشاركا في طفل حقيقي لهما كان واحد من أجمل المشاعر التي عاشتها “سُلاف” لأول مرة في حياتها، بعدما عاشت حرمان طويل الأجل رافقها لأعوام مديدة.
أبعدت رأسها عن أحضانهِ فـ امتدت أصابعه تمسح بقايا الدموع عن بشرتها، بينما كانت تتحدث إليه في جدية وهي تقول :
– في حاجه مهمة ناقصة.
– إيه ؟.
صارحته بالنتيجة التي توصلت إليها بعدما استفسرت عن صحة وضعهم أمام الشرع :
– احنا جوازنا باطل، لأنه اتبنى على باطل.
بسمة طفيفة لحقت بمحياه وهو يردف بـ :
– بسيطة.. بس عايزة العقد الجديد بأنهي أسم فيهم؟ سُلاف زيّان ولا سُلاف السُني.
انفجرت ضحكتها العابثة بعدما رأت تعابيره الساخرة، من كان يصدق أن أقسى اللحظات بينهما صارت مشاهد يضحكون حينما يتذكرونها! ، وأن الوضع بينهما تحول من مجرد وثيقة زواج أرادت الثأر عن طريقها إلى ميثاق غليظ يريدون توطيده ودعم جذورهِ!.
************************************
منذ عودتها وهي جالسة في غرفتها تتفحص مشتريات حديثي الولادة وتشاهد مقاطع (ڤيديو) للأمهات الجدد يروّن تجربتهم الأولى مع الحمل والولادة. كان أسعد لحظات حياتها وهي تعيش أمل الأمومة، بعدما قضت حياتها كلها في عذاب الحرمان والفقد، لم تسعها الفرحة فـ دفعتها سعادتها لشراء الكثير من الأشياء الخاصة بالأطفال من أجل طفلها المستقبلي ومن أجل “زين” أيضًا؛ كأنها بذلك تعوّض كل ما فاتها وما عانت منه. تركت هاتفها جانبًا وهي تنظر للصغير النائم جوارها، ثم دنت منهُ تشم رائحتهِ الناعمة قبل أن تهمس بـ :
– معقول بعد كل اللي عدى عليا القدر يصالحني بكل حاجه مرة واحدة؟.. أنا مش مصدقة!.
حملته برفقٍ بين ذراعيها وتحركت به من غرفتها كي تذهب لأبيه فيستضيفهما قليلًا من الوقت، توقعت تواجده في مكتبهِ وقد صحّ توقعها، كان يتحدث في هاتفه بتركيز شديد حتى لم ينتبه لحركة دخولها إلا بعدما رآها أمامه، فـ رسم ابتسامة صغيرة قبل أن ينهض ليغادر المكتب، گنوع من الحفاظ على سرية المكالمة التي يقوم بها، استرعى تصرفه فضولها، وأيقظ حواسها النهِمة للمعرفة والإطلاع على كل ما يخصّه، فـ دققت عيناها على الورق الموضوع أعلى مكتبهِ وتفحصتهُ بشكل عشوائي، كانت أوراق تابعة لقضية جديدة من تلك الأنواع التي تفضلها، لكن على ما يبدو قد اتخذ “حمزة” مكانهِ بجانب الطرف القوي وإن كان ظالمًا. تأففت “سُلاف” بشئ من التذمر وجلست قبالة المكتب وهي تهمس بـ :
– ياترى أبوك بيعمل إيه يازين!.
************************************
لم يمر سوى يومين فقط، يومين وكان كل شئ قد تبدل بالنسبة له، بعد أن اتخذ قرارهِ النهائي وشرع أيضًا في تنفيذهِ. هبطت الطائرة التي تحمل “نضال” على الأراضي المصرية مرة أخرى؛ لكنها المرة الأخيرة التي قد يترك فيها بلاده ليعيش وحيدًا دونها، ثم سلك الطريق الذي أنى خصيصًا لأجله دون انتظار أو تفكير، متخيلًا ردّ الفعل الكي سيواجههُ بعدما يفاجئها إنه قد اتخذ قرارهِ أخيرًا.
-جانب آخر-
كانت “سُلاف” تُهنئ العضو الجديد في مؤسستها بمناسبة توليه منصبهِ في مكتبها الجديد، فـ شددت على ترحابها وهي تقول بحفاوةٍ :
– أنا فرحت جدًا لما عرفت إنك سيبتي مكتب القرشي للمحاماة يا رضوى، حسيت إنها الفرصة المناسبة عشان نشتغل مع بعض.
ابتسمت “رضوى” بتوددٍ وهي ترحب بعرضها الثمين :
– وانا كمان.. سمعت كتير أوي عنك ومتحمسة جدًا لكل حاجه هتعلمها هنا على إيدك.
جلست “رضوى” بعدما أشارت لها بذلك و :
– أقعدي وانا هبلغهم يجيبوا حاجه نشربها.. المكتب لسه جديد واحنا بنجمع موظفين للبوفيه والأرشيف وباقي الأقسام الفاضية عشان كده هتحسي ببعض العشوائية في الأول بس.
– مش مشكلة خالص.
خرجت “سُلاف” لتجد موظفة الإستقبال أمامها، فـ سألتها بلطافةٍ :
– ممكن تطلبيلنا ٢ نسكافية من الكافتيريا اللي تحت يا مها؟.
– حاضر ياأستاذة.
وإذا به يعبر باب المكتب الرئيسي ويدخل المقرّ الجديد، ينظر من حوله يمينًا ويسارًا ليتفحص بأنظارهِ المقر الذي اختارتهُ ليمثل مكتبها. حتى توقفت عيناه عليها وهي ترنو إليه بتشوقٍ، كأنها تنتظر سماع رأيه. قرأت في عيناه ذلك الإعجاب الذي أظهرهُ لأختياراتها، فـ تبسمت وهو يقترب منها قائلًا :
– مبروك المكتب الجديد.
أفسحت الطريق أمامه لكي يمر للداخل قائلة :
– الله يبارك فيك.. مكتبي من هنا.
سار “حمزة” حسب أشارتها، دخل فرأى “رضوى” بالداخل، كانت مفاجأة صادمة بالنسبة له، لا سيما إنه ألح على الأخيرة لكي تبقى ضمن فريقه ولكنها رفضت لأسباب غير معلنة. رمقها بذهولٍ وهو يسألها :
– انتي مشيتي عشان تيجي هنا؟؟.
تدخلت “سُلاف” لترد نيابة عنها :
– لأ.. أنا اللي روحت لرضوى وأقنعتها تنزل معايا بعد ما سالت المكتب عندك.
تستر “حمزة” على شعور الضيق الذي انتابهُ، مظهرًا عدم اهتمامه بالأمر وهو يقول :
– طيب.
تحركت “رضوى” للخروج كي تزيل عن نفسها الحرج، حينما بادرت “سُلاف” بسؤاله :
– انت اتضايقت عشان رضوى بقت معايا هنا؟.
كانت تعابيره صافية حدّ الصدق، وهو يجيب سؤالها بصراحة :
– لأ طبعًا.. انا بس استغربت.
قطع المسافة التي تفصل بينهما واحتضن وجهها بين كفيهِ وهو يقول :
– وبعدين انا وانتي واحد.. مش كده؟.
أحست بأنفاسهِ تقترب منها، وشفاههِ تقطع الطريق بينها وبين شفتاها كي يلتحما، لكنها منعت ذلك بـ إبعاد رأسها مسافة سنتيمتر واحد، وهمست بـ :
– لسه كتب الكتاب بكرة.
أقترب أكثر حتى بات اللمس قريبًا منهم :
– مش قادر اصبر.
وقبيل أن تنطبق شفتاه على شفتيها كانت تُشيح بوجهها لمنعهِ :
– قولتلك بكرة.
فـ كبح جماح رغبتهِ القوية فيها، وضمّها بين ذراعيه ليُطفئ نار الشوق الذي يكاد يحرقه:
– يامقرب البعيد يارب.
فقدت قدرتها على منعهِ، ووجدت نفسها تتوق لعناقهِ أكثر من أي شئ آخر، تفتقد دفئهِ وشعور رعايتهِ لها حتى في وجوده القريب، إنها الأعراض الجانبية للحرمان الذي عاشت تعانيه طوال عمرها. فتحت عيناها على صوتٍ مألوف بالخارج، فـ ابتعدت عنه قليلًا كي ترى أثرها على وجههِ، فـ ابتسمت بوداعةٍ وهي تردف :
– هخرج أشوف حاجه وأرجع عشان عايزاك في موضوع.
دفن رأسهِ في شعرها واستنشق رائحتهِ مرة، ثم ابتعد ليقول :
– مستنيكي.
خرجت والشكوك تتلاعب بعقلها أثر ما استمعت إليه من صوت مألوف على مسامعها، وراحت عيناها تتجول في المحيط حتى وقعت عيناها عليه بالفعل، وهو يرنو إليها بنفس ابتسامتهِ الودودة وهو يقول :
– أنا رجعت يا سُلاف.. مقدرش تكوني محتاجة ليا وأكون بعيد عنك.
انفرجت شفتيها ببمسةٍ عريضة متفائلة وهي تُرحب بعودتهِ من جديد :
– حمدالله على السلامة يا نضال…
*************************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أغصان الزيتون)