رواية سراج الثريا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الجزء الرابع والعشرون
رواية سراج الثريا البارت الرابع والعشرون
رواية سراج الثريا الحلقة الرابعة والعشرون
﷽
السرج الرابع والعشرون «سكون الليل»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
زجرها بنظرة رعب متوعدًا بالشرر، من ثم قهقه بضحكته الغليظة والمُخيفة، هلع قلبها وهي تسمع حديثه الشامت بنبرة جافه:
فكرتي إنك هربتي مني لما رجعتي من الموت أنا جاثم إهنه على جلبك وساكن عقلك أنا بينك وبين روحك هتفضل متعذبه لحد ما نتلاجي تاني…والوجت مش بعيد يا ثريا.
إهتز جسدها وهي تشعر بيده فوق موضع قلبها لكن
لأول مره تمتلك الشجاعة رغم رجفة قلبها تحدته بشرر وإستبياع:
أنا مش خايفه منك يا غيث مش هتقدر تأذيني تاني، ثريا الضعيفه إنت جتلتها جوايا.
ضحكات شريرة وغليظه يطلقها وهو يقترب منها عيناه تخترق جلد جسدها تلمع عيناه مثل الثعلب المُتربص بدجاجة، فجأة قبض بيديه حول عُنقها يضغط بقوة، تشعر بإختناق من قبضة يده حول عُنقها،ويديه تشتد قبضتها تشعر بإنسحاب الهواء من صدرها تكاد تلفظ أنفاسها وهي تنظر الى عيناه لا تطلب إستغاثه
كذالك يديها كآنهن تصنمن ولم تستطيع رفعهن قد تستطيع إزاحة يديه عن عُنقها،لكن هو يستلذ وهو يراها هكذا تلفظ أنفاسها بإنقطاع،لكن فجأة صدح صوت آمر يقترب بهروله حتى وقف أمام غيث وبقبضة يديه وضع يديه حول عُنق غيث يقبض عليها بقوة أكبر من قوته يقول بغضب عارم:.
قبل روح ثريا ما تفارق جسمها هتكون سابقها لجهنم يا غيث.
بنظرة غلول وبسمة إستهزاء تهكم بإستفزاز:
سراج واد عمي.
لم يهتم سراج بلهجته الساخره المُستفزه وهو يشعر بإنقطاع أنفاسه، كذالك ضعفت يديه حول عُنق ثريا، حتى أنها تخلصت من يديه وعادت للخلف تسعُل بشدة… بينما غيث وضع يديه على يدي سراج يحاول تخليص نفسه، كادت يدي سراج تزهق روحه ويلفظ النفس الأخير … لم يستطع إزاحة قبضة سراج، لكن سراج نظر نحو ثريا التى تشهق، فك قبضة يديه من حول عُنق غيث ودفعه بقوة بعيدًا، وتوجه ناحية ثريا بلهفه،نظرت له لوهله كآنها تستغيث به وهي تنظر الى غيث الذي كاد يسقُط أرضًا من قوة دفع سراج له،لكن فجأة إختفي وظل مكانه ضباب كثيف يُشبه هالة الدخان… ذُهل عقل ثريا وهي تنظر نحو سراج الذي يقترب منه ذاك الضباب الذي فجأة خرج منه عينين غيث الدُخانيه ويدين تكاد تقترب تقبض على عُنقه وهي تحاول تحذيره لكن صوتها يخرج بلا صدى… لكن تلك العينان تحدجان بها وتقتربان منها، عينين مُخيفه تُشعان دخانًا وبداخلهما ينصهر فيضان هادر بل غادر..
فتحت عينيها فجأة حين وصل الى أذنيها رنين هاتفها هلعت وإعتدلت جالسه لحظات غائبة عن الوجود تنظر حولها كآن عقلها يستكشف المكان
حولها، لم يُفسر عقلها المكان للحظات شعرت كآنها بالشقة التى تزوجت غيث بها رائحة عِطره تُسيطر على حاسة الشم لديها،تشعر بغثيان منها جسدها كآنه إلتصق فى الآريكه التى تجلس عليها…
لحظات طويله تسحب من داخلها الدماء تجف أوردتها وحلقها مثل الأرض التي جفت وأصبحت قاحله،لحظات كفيله بنزع روحها بقسوة…فاقت من ذاك التوهان العقلي على عودة رنين الهاتف…إنفزعت مره أخري وعادت تستوعب بعض أن نفضت بصعوبه ذاك الشعور إزدردت ريقها الجاف،جذبت الهاتف من فوق تلك المنضدة،نهضت تشعر بإنسحاب خلايا جسدها كآنها هُلام لا تعلم كيف تسير الى أن وصلت الى المطبخ قامت بملأ كوب مياة وتجرعت منه كميه كبيرة حتى شعرت ببعض الإرتواء، جلست على أحد المقاعد بالمطبخ تلتقط أنفاسها بهدوء رويدًا رويدًا… إنتبهت على رنين الهاتف، حاولت بث الشجاعة بنفسها وقامت بالرد لتسمع حديث سعديه بإستهجان:
إيه كل الرن ده ومش سامعه صوت الموبايل…
توقفت للحظه ثم عاودت الحديث بخباثه وإيحاء مرحه:
هو سراج رچع يتغدا فى الدار وقال يتغدا فى الشجه، ولا لاه إنتِ لساكِ فى فترة نقاهه.
فهمت ثريا حديث سعديه وتفوهت بحُنق:
لاه سراج مش إهنه فى قنا كلياتها، سمعت انه راح مع خطيبته السابقه الأقصر، أكيد عشان يفسحها.
زفرت سعديه نفسها بلوم قائله:
ما عشان إنتِ خايبه يا بنت أختى الهبله، مش عارفه تحوطي على جوزك، وعاوزه بس تبهدلي نفسك في الغيط والمحكمه… أنا لو مكانك كنت إستغليت إنى عيانه وإتسهوكت على الراجل قعدته جنبي، مش أضربها طناش.
تهكمت ثريا بنزق:
إتسهوك عليه، ضحكتيني يا خالتي، سيبك من سراج قوليلى متصله عليا دلوك ليه.
زفرت سعديه بإستهزاء:
خليكِ خايبه زي أمك، كنت متصله أقولك فى ست جارتي بنتها أهل چوزها طردوها هى وچوزها من الدار، ومش عارفه تعمل إيه مش هيقدر يأجر لها شقه، يادوب رزقه مكفيه معيشه هو وهى وولادهم،جوزها سأل إن ممكن لو إشتكي فى المحكمه ياخد منيهم الشقه تاني، بس مش حِمل مصاريف محكمة.
فكرت ثريا قائله:
وموسطش ناس يحاولوا مع أبوه ليه يمكن يرضي يرجعه بالتراضي.
تهكمت سعديه قائله:
تراضي إيه، ده هيجوزوا أخوه فى الشقه.
تهكمت ثريا:
عشان يجوزوا واحد يطرودوا التاني بمراته وعياله،عالعموم الشقه من حق الزوجة الحاضنه هي وأولادها وسهل تاخد من حماها الشقه لو إشتكت بمسكن حضانه لولادها،بس للآسف فى ثغرة فى القانون ده،وهي إن ممكن والد جوزها يقدم انه كان ساكن معاهم فى الشقه،القانون هيحكم له بأوضة،بس عالاقل هتلاقى مسكن لها ولولادها وجوزها اللى واضح مغلوب على أمره من الناحيتين،ناحية مراته وأبوه اللى معندوش مروه،خليها تفوت عليا بعد المغرب فى المكتب.
تنهدت سعديه قائله:
بلاش تاخدي منها أتعاب يا ثريا جوزها على قد حاله كفايه مصاريف القضيه اللى هيرفعها على أبوه الجاحد.
إبتسمت ثريا قائله:
هو أنا فاتحه المكتب ده سبيل لجيرانك وأصحابك،مفيش مره يجيلي من وراكِ قضيه كده متريشه.
ضحكت سعديه قائله:
الحق عليا بشغلك.
تبسمت ثريا قائله:
صح كتر خيرك…بس خفي عليا شويه نفسي فى زبون ولا إتنين يدفعوا فلوس مش كله لاقف كده،سيبك من جيرانك وأصحابك الفقرا دول،صاحبي ناس غنيه زي خالى ومراته كده.
تنهدت سعديه بآسف:
خالك ده مش هيدخل الجنه بسبب إنه واكل حق الولايا،بس ربك يمهل ولا يهمل،عرفت إن الموكوس إبنه دخل فى مشروع تربية فراخ والفِره صابته كم مره ورا بعض كسرته فى مبلغ محترم وماضي على نفسه شيكات وهيبيع من الأرض عشان يسد له ديونه،يلا يا بتِ ربنا يغنينا بالحلال ويعفنا عن الحرام.
أغلقت الهاتف مع سعديه وضعته على طاولة المطبخ أمامها وجلست ترتشف بعض قطرات المياه،عاد لها جزء من ذاك الحلم،وتمركز عقلها على نظرة عين غيث لها،تلك العينان الثعلبية
فجأة تذكرت شئ قد تنساه عقلها،يوم أن أُصيبت بالرصاص بذاك العُرس،رأت تلك العينان تُحدق من ثم شعرت بإختراق الرصاص لجسدها…في لحظة وصول سراج لمكانها، تلاقت عينيها مع عينيه، مهما غابت ملامحه عن عقلها لكن عيناه مخفوره بعقلها، أكثر عينان كرهت نظاراتهم لها،
هلع قلبها لوهله إنكمش جسدها وشعرت ببروده بتلقائيه ربعت يديها حول صدرها تستمد دفئ ،لكن فاقت على صوت تكسير،إنتبهت له كان كوب المياة الذي سقط بعد أن إصتطدم بيدها ووقع من فوق الطاوله،نفضت ذاك الإحساس بالضعف ونهرت عقلها:
واضح إن المُسكنات اللى كنتِ بتاخديها يا ثريا أثرت على عقلك هو فى ميت بيصحي تاني.
❈-❈-❈
على الطريق
نظر سراج نحو تالين التى أخفض جسدها بأسفل السيارة وهي تئن بسبب إختراق بعض الرصاص لجسدها، قائلًا بعصبيه:
قولتلك ممنوع تطلعي من الدواسه،إمتثلت تالين تئن بآلم بينما فكر سراج
سريعًا لابد من اللجوء اللى خِطة بديله،
بالفعل سريعًا أوقف تشغيل السيارة للتوقف فجأة تنتفض للحظات، يتلاعب بالوقت، لابد أن وقوف سيارته بهذا الوقت سيربك السيارة الأخري بسبب سرعة سيرها ،إكتسب دقائق من برجلة هؤلاء المجرمون بسبب توقف سير سيارة سراج فإبتعد عن مرمي رصاصهم بمسافه إضطروا لوقف الإطلاق للحظات وهم يعودن بالسيارة للخلف للإقتراب من سيارة سراج مره أخري، كان سراج فى تلك اللحظات ترجل من السيارة وإتخذ من باب السيارة درعًا له، ولحظة وأخري كان قبل أن تقترب السيارة منه مره أخري، قام بالتصويب على أضعف شئ بالسيارة والوحيد القادر على ردع تقدُم السيارة
ركز بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه وأطلق عليه الرصاص حتى سمع دوي صوت إنفجار الإطارات، توقف عن الإطلاق وهو يرا تلك السيارة وهي تتأرجح على الطريق،بعد أن فقد السائق السيطرة عليها وهي تسير بتموجات غير محسوبه ، مما سبب للمجرمين بلحظات إرتباك وهم يتأرجحون ويتخبطون
توقف إطلاق الرصاص، مع وصول فرقة دعم من الشرطة تقترب من سيارة المجرمين اللذين بدأوا يقفزون من السيارة فى محاولة هرب من الشرطه،كآنهم لا يدركون انهم على طريق سريع وبوقت إنشغال الطريق منهم من إندهس تحت أطارات سيارات أخري ومنهم من إستطاع تفادي الدهس لكن لسرعة السيارة وتآرجحها كانت إصاباته بالغة،كذالك سائق السيارة الذي كان أول من قفز ليصتطدم جسده بدوشمة حجريه على جانب الطريق…
لتنتهي محاولة إغتيال فاشلة.
❈-❈-❈
بعد قليل بأحد المشافى
فتح ذاك الوسيط باب إحد الغرفه يتنهد براحه قائلًا:
حمد لله عالسلامه يا أفندم.
إبتسم سراج له قائلًا:
أخيرًا وصلت يا سيادة المُقدم وصلت متأخر.
تبسم له قائلًا:
طمني على إصابة سيادتك.
نظر سراج الى عضد يده اليُسرى قائلًا:
إصابه خفيفه رصاصه فى عضد إيدي الشمال، والرصاصه مخترقتش العضم، يعتبر جرح سطحي.
إبتسم الوسيط قائلًا:
طبعًا النسر الأشول يقدر يصتطاد التعابين مهما كان سُمهم قوي… بس نفسي أعرف سبب لمحاولة إغتيال سيادتك،رغم إن معروف إن سيادتك سيبت الخدمة فى الجيش،إيه الهدف من العمليه الإرهابيه دي فى الوقت ده بالذات.
إبتسم سراج وهو ينهض من فوق تلك الآريكه قائلًا:
إنت قولتها الوقت ده بالذات… معروف غرضهم إيه.
لم يفهم الوسيط وتسأل:
مش فاهم يا أفندم.
وضع سراج يده اليُمني على كتف الوسيط قائلًا:
“التمويه”.
فهم الوسيط قائلًا:
قصدك…
قاطعه سراج بتأكيد:
أيوه تمويه بس أوعي تكون غفلت عن تتبع عملية نقل الأثار.
نفي الوسيط ذلك قائلًا:
لاء يا أفندم إطمن الوضع تحت السيطرة وعرفت فين إتشونت الآثار وزي ما حضرتك أمرت أسهل لهم الطريق… طبعًا مقبضناش عليهم عشان نعرف نوصل للراس الكبيرة اللى بتدير عمليات سرقة الآثار،وتجارة المخدرات هنا…حتى الراجل بتاعنا نفسه لغاية دلوقتي ميعرفش مين الكبير،بياخد الأوامر من واحد من رجالته،رغم إني متأكد إن الشخص ده مش هو زعيمهم،ده الراجل التاني،الإيد اللى بتنفذ وتدي الأوامر لبقية الرجاله.
أومأ له سراج قائلًا:
عشان كده لازم نراوغ ونظهر إن عملية التهريب تمت بنجاح كمان عشان حماية الراجل بتاعنا اللى عندهم.
اومأ له متفهمًا
تنهد سراج قائلًا:
دلوقتي مش لازم الإعلام يعرف حاجه عن الحادثه اللى حصلت.
تنهد الوسيط بآسف قائلًا:.
للآسف يا أفندم إنت عارف الإعلام بس يشم خبر ويبقي صراع السبق بين القنوات الفضائية والمواقع الاليكترونيه، بس طبعًا طلع تصريح من الداخلية بأن الحادث كان بسيط وتقريبًا مفيش خساير فى ارواح الأبرياء وإن تم التعامل مع العمليه بشكل سريع،وطبعًا يا أفندم ده بسبب ذكاء سيادتك،فعلًا،تقريبًا مفيش أرواح بشريه أتأذت غير المجرمين،تقريبا تلفيات فى بعض العربيات وإصابات خفيفة ،واضح أنهم كانوا مركزين مع حضرتك،ميعرفوش إنهم بيتعاملوا مع
” النسر الأشول “.
إبتسم سراج قائلًا:
تمام…متأكد إن هيبقى فى تبعيات للى حصل ده،سواء فى القيادة العامه للجيش وكمان للمجرمين اللي فكروا إن خلاص كده وصلوا لهدفهم بنقل بضاعتهم بسهوله،أنا لازم أرجع اسيوط الليلة طالما الاعلام ذاع الخبر أكيد هيبقى فى قلق…
قبل أن يُكمل حديثه، كان هاتفه يصدح، أخرجه من جيبه ونظر له ثم للوسيط وتنهد قائلًا:
زي ما توقعت الخبر وصل لسيادة اللواء والد تالين،هرد عليه أطمنه.
حدثه سراج بهدوء وأخبره بإصابة تالين بطلقه بأحد كتفيها وبأن الآصابه ليست خطيرة.
أغلق سراج الهاتف ونظر لـ الوسيط قائلًا
هروح أطمن على تالين،عرفت إن إصابتها هي كمان مش خطيرة وباباها سيادة اللواء بيقوب هيجي على طيارة خاصه مش هياخد وقت لحد ما يوصل لهنا،لازم قبل المسا أكون فى أسيوط.
❈-❈-❈
بـ دار العوامري
كآن ما حدث لها وفقدانها لأهم ما تمتلكه المرأة وهو” رحمها”
كآنه جعلها تفقد الرحمة بقلبها، هى أول من رأت على الهاتف خبر تعرض سيارة سراج لحادث إرهابى… شعور بداخلها كآنه شخص لا تعرفه، تبسمت ولمعت عينيها تقول بهمس مسموع:
واضح إنها فعلًا قدم النحس عالراجل اللى بتتجوزه يموت.
سمعت ذلك كل من ولاء ووالدتها الجالستين معها،تسألت ولاء بفضول:
تجصدي مين بحديتك ده.
رفعت عينيها ونظرت لفضولهن وأجابتهن بنبرة شماته:
هو في غيرها “ثريا”
شوفوا فى خبر عالموبايل وبيقول إن فى عملية إرهابيه وكان مقصود بها ظابط سابق فى الجيش وقالوا إسم سراج العوامري.
إنتفضت ولاء ونهضت واقفه تقول بإستفسار:
وسراج جراله إيه؟.
احابتها إيناس ببرود:
معرفش إنتِ خابرة الحكومة مش بتقول الحقيقه والأخبار أوقات بتهول الموضوع.
نظرت ولاء لبرودها وقالت:
هطلع أغير هدومي وأروح دار عمران بالتوكيد زمان عِنديه خبر عن سراج.
تهكمت إيناس وظلت جالسه هى ووالدتها التي لا تقل عنها شمت قائله:
ذنب غيث هيخلص من سراج…مش إتجوز أرملة ولدي أنا دعيت عليه ميشوفش الهنا معاها… زي ولدي.
لمعت عين إيناس بنظرة شامته وبسمة تشفي.
❈-❈-❈
بـالمدينه
أسفل تلك البِنايه الذي يقطن بها والد قسمت
ترجل إسماعيل وذهب للناحيه الأخري يساعد رحيمه على النزول من السيارة، تبسمت له بحنان وهي تعطيه يدها،رفع نظره لأعلى تبسم حين وجد قسمت تقف فى شُرفة شقتهم،أشار لها،تبسمت له،وهي تضع يدها فوق قلبها…
لاحظتهم رحيمه وتبسمت قائله:
إطمن يا واد ان شاء الله هتبجي من نصيبك،وهي اللى هتربطلك عقلك السارح.
آمن على قولها قائلًا:
يسمع منك يا خالتي أنا معتمد عليكِ مع الراجل الديكتاتور ده، بيقول عليا برجوازي.
لم تفهم رحيمه كذلك لم تعرف نطق الكلمه وسألته:
بر..
بروز… برزواجي يعني آيه يا إسماعيل.
أجابها:
دي شتيمة يا خالتي معرفش معناها، نبقي نسأل آدم عليها هو المُثقف اللى فينا.
أومأت له قائله:
تمام لما نخلص هنا تاخدني دار العوامري الواد سراج جلبي متاخد من ناحيته من الصبح.
تهكم لها قائلًا:
متقلقيش يا خالتي عليه ده نسر بيصتطاد تعابين خلينا مع الراجل الديكتاتور يارب بس أتجوز قسمت هكربه فى راسه بأعلى فولت يمكن عقله يوزن.
بعد قليل فتحت قسمت باب الشقه ورحبت بـ رحيمه التى تبسمت لها قائله:
إنتِ قسمت.
اجابتها بهمس:
أيوه يا طنط، حضرتك نورتي إسماعيل حكالى عنك وقال انك الوحيده اللى هتقدر تقنع بابا يقبل بجوازنا.
تبسمت لها رحيمه بحنان قائله:
حلوه كلمة طنط منك، وإنتِ كمان حلوه يحق للواد إسماعيل يتمسك بيكِ، إطمني انا الحمد لله ربنا بيلين القاسيه فى إيديا.
تبسمت قسمت بآطمئنان… بينما آتى والد قسمت سائلًا:
مين اللى كان بيرن جرس الشقه يا قسمت.
إنزاحت قسمت من أمام رحيمه التى تقدمت للداخل قائله بمودة:
أنا رحيمه، فى أمانه عندك بتاعتي وجايه أخدها.
نظر لها بإستغراب قائلًا:
أمانة إيه يا حجه.
تبسمت له قائله:
يسمعها منك ونحج سوا إن شاء الله،مش تقولى إتفضلي الاول وتضايفني بكوباية ميه.
شعر معها بالراحه والسكينه فقال بود:
آمين، أتفضلي يا حجه…هاتي عصير يا قسمت فى الصالون.
شعرت قسمت براحه من إستقبال والدها لـ رحيمه،
بعد قليل جلست رحيمه تنظر لـ والدة قسمت التى جائت بفضول تتعرف على تلك السيدة التى أخبرتها عنها قسمت ، لاحظت هدوء فى الحديث بينها وبين زوجها لاول مره يكون هكذا مع شخص غريب يتعامل معه لأول مره، لكن رجحت ذلك ربما لبشاشة ورُقي حديث تلك السيدة،..
نظرت رحيمه نحو قسمت التى أعطاتها كوب العصير وتبسمت لـ والدها قائله:
بص بقي أنا الزمن علمني ادخل البيوت من أبوابها، أنت عندك أمانه وانا جايه النهارده عشان أخدها لصاحب نصيبها.
نظر لها بفضول سائلًا:
إيه الأمانه دي ياحجه.
نظرت نحو قسمت وتبسمت:
قسمت هي الأمانه، أنا جايه أخطبها لإبن أختي، اللى فى مقام إبني الصغير… وعارفه إنك مش هتكسفني وهتوافق… ده دكتور وقدامه المستقبل.
شعر بإحراج وتحنح قائلًا:
مش لازم أشوفه الاول وأسال عنه وأعرف أخلاقه.
إبتسمت رحيمه قائله:
إنت شوفته قبل إكده،وقسمت تشهد على أخلاقه،هو صحيح هوائي بس وقت الجد راجل ويسد،تربيتي.
زاد الحرج لدى والد قسمت وتبسم قائلًا:
ميمنعش برضوا أشوفه تاني.
إبتسمت رحيمه وغمزت لـ قسمت التى شعرت بالخجل ونهضت خرجت من الغرفه قائله:
حقك… عشر دقايق وهتلاقيه إهنه.
بالفعل قبل مرور عشر دقائق صدح رنين باب الشقه، فتحت قسمت الباب وتبسمت لـ إسماعيل الذي سأل بترقُب:. ها باباك مزاجه هادي، أنا جبت له بسبوسه تغير عشان ميقولش عليا برجوازي.
ضحكت قسمت قائله:
أيوه طنط رحيمه معاه فى الصالون وشكلها أقنعته.
إبتسم إسماعيل وهو يدخل الى غرفة الضيوف… تبسمت رحيمه وقالت بفخر:
تعالى يا إسماعيل سلم على أبو قسمت.
نظر والد قسمت الى إسماعيل بعد ان كان هادىًا إنتفض واقفًا يقول:
مستحيل أجوز بنتِ لسليل البرجوازي.
نظر إسماعيل نحو رحيمه التى نهضت واقفه تسأل:
هو إيه البر بر بزواجي ده يا اخويا، وبعدين إنت هترجع فى حديته معاي، مش من شويه كنت بتقول أنا أجهزها واجيبهالك لحد عندك، أهو إسماعيل ده إبني إكده هتكسفني جدامه.
تردد والد قسمت بحرج وهدأ قليلًا ثم قال بإعتراض:
يا حجه…
قاطعته رحيمه بنظرة عتاب قائله:
هتقول إيه، خلينا نفرح بالعيال وانا اضمنلك إن إسماعيل هيصون بنتك فى عنيه.
تردد والد قسمت لكن بحنكة رحيمه أقنعته،فقال بإندفاع:
تمام انا موافق،بس الجواز يكون خلال شهرين بالكتير،والعفش والشبكه وتجهيزات الشقه كمان عليه.
كاد إسماعيل ان يعترض لكن رحيمه قاطعته وقالت:
انا كنت هقول إكده أنا عاوزه أفرح بالعيال.
نظر لها إسماعيل وصمت
دقائق كان والد قسمت يتحدث وهو يتشرط وكلما حاول اسماعيل ان يعترض كانت رحيمه تنظر له فيصمت.
بعد وقت من المفاوضات… نهضت رحيمه ببسمه قائله:
إكده تمام جوي جوي… إحنا شارين قسمت.
تهكم إسماعيل وهو مازال متمسك بعبوة البسبوسه،ختى ذهب الى خلف باب المنزل مدت قسمت يدها تقول:
مش إنت جايب البسبوسه دي لـ بابا هاتها.
تمسك بالعبوة قائلًا:
أبدًا انا هحتفظ بالسبوسه دي أكلها فى السكه ابلع بها اللى شوفته وسمعته من أبوكِ،ابوكِ ده بيقول عليا سليل برجوازي،وهو إستغلالي…
نظرت له قسمت بإحتقان،فنظر نحو رحيمه التى تخرج من غرفة الضيوف ومازال والد قسمت ووالدتها يتحدثان معها يتمسكان ان تجلس معهما بعض الوقت…لكن حين رأي إسماعيل يقف مع قسمت شعر بالغضب وقال:
نسيت يا حجه أقولك أن إنتِ عارفه إني ربنا رزقني بتلات بنات وأخاف عليهم….
قاطعته رحيمه:
إسماعيل هيبجي أخوهم الكبير،وإحنا نكتب الكتاب مع الخطوبه.
تهكم إسماعيل بنزق هامسًا لنفسه:
اخوهم يا خالتي،هتسوئى سمعتي من دلوقتي مع راجل إستغلالي،بس أكتب كتابي على قسمت لاخليك تمسك سلك الكهربا عريان وأظبط لك فيوزات مخك يا راجل يا استغلالي.
❈-❈-❈
مساءً
بـ دار العوامري
كان الجميع ينتظر عودة سراج بعدما إتصلوا عليه وعلموا انه بخير… لكن مازال القلق يساور عمران، كذالك ثريا وإن كانت تُظهر عكس ذلك بهدوئها…
بمجرد ان دخل سراج الى المندرة نهضت ولاء برياء وقامت بإحتضان سراج تُمثل الحنان لكن لابد أن تبخ سمها وقالت بقصد وهي تنظر نحو ثريا:
زي ما يكون دخل عليا وافد جديد نحس للدار.
لم تُبالي ثريا ونهضت رحيمه وإقتربت من سراج وجذبته من ولاء إحتضتنه قائله:
ربنا نجاك يا ولدي،مفيش حاجه إسمها نحس..ده قدر،وربنا قدر ولطف عشان مش رايد يوجع قلب محبينك.
تبسم سراج وهو يحتضنها بقبول عكس ما فعل مع ولاء التى إشتعل قلبها حقدًا،وهي ترا سراج عيناه تُرافق ثريا التى كانت آخر من تخدثت بإختصار:
حمدالله على سلامتك.
اومأ لها مُبتسمًا،ربما كان يريد منها هي عِناق وقُبله.
بعد وقت
نهضت رحيمه قائله:
كفايه إكده قوم يا سراج آطلع شقتك مع مرتك كفايه إكده إنت لازمن ترتاح.
وافق سراج ونهض بينما ثريا كانت جالسه تتحدث هى وإيمان وحنان لم تنتبه الا حين وجهت رحيمه نظرها لها قائله:
جومي يا ثريا إطلعي مع جوزك، أكيد زمانه تعبان والست هي راحة جوزها.
أصابت خالته حين قالت ذلك حقًا حُضن من ثريا الآن هو راحته.
آمتثلت ثريا وذهبت مع سراج، بينما جلست رحيمه بين إيمان وحنان وتبسمت لهن قائله:
قولولى يا زينة الحلوين كنتوا بتتحدتوا فى إيه.
نظرت لها ولاء بغضب وإنتفضت من قبولهن لها ونهضت قائله:
الحمدلله إطمنت على سراج أنه بخير هروح داري الحمد لله إن ليا دار مش عاله على حد.
سمعتها رحيمه ولم تُبالي بحديثها وهي تندمج فى الحديث بألفه معهن… تعلم انها قصدت ذلك الحديث الماسخ، لكن لن تعطيها فرصه بالرد على تفاهتها، غادرت ولاء تلعن وتسب الجميع.
❈-❈-❈
بشقة سراج
إنشغلت ثريا بالحديث عبر الهاتف مع والدتها التى كانت تطمئن على سراج، كان سراج بذاك الوقت دخل الى غرفة النوم بعد ان حدثها بنفسه ثم أعطي الهاتف ل ثريا تستكمل حديثها مع والدتها، زفرت نفسها وهي تتجه الى غرفة النوم، وجدت سراج كان قد خلع خلع قميصه وأصبح نصف عاري، رأته يُجعد ملامحه دليلًا على شعوره بالآلم، وهو يجذب زي منزلي كي يرتديه،
وبتلقائيه منها إقتربت منه وأمسكت ذاك القميص قائله:
خليني أساعدك يا سراج مش هتعرف تلبس الفانله دي بسبب وجع إيدك، هجيبلك ترنج بسوسته سهل اللبس عن الفانله دي.
إستسلم لها وإنتظر عودتها بذاك الزي المفتوح من الامام وضعته فوق كتفيه وساعدته على إرتداؤه كان يشعر بألم.طفيف،لكن كان لديه رغبه في ضم ثريا بين يديه بالفعل فعل ذلك وحاوطها بيديه،رفعت ثريا نظرها ونظرت له كانت نظره صافيه،أشعلت قلبه وقلبها لم تشعر سوا بأنفاسه تقترب من وجهها وشفاه تُلامس وجنتيها وهي تنتظر منه قُبله،وهو كان يود ذلك ضم شفتيها بين شفتيه فى قُبله كانت بطعم الدواء تُسكن من آلامهما.
❈-❈-❈
فى سفح الجبل
دخل ذاك المجرم يلهث، توقف يُشهر سلاحه حين رأي نيران مُشتعله بذاك المكان،لكن سُرعان ما أخفض سلاحه وإبتسم بحبور وهو يُرحب بذاك الجالس قائلًا:
الجبل نور بـ “سيد كل الناس”
من زمان يا باشا مجتش للجبل.
نظر له الآخر وهو يقول بغرور:
فعلًا من زمان مجتش الجبل من يوم الحادثه…بس أنا شوفت الأخبار،إنت طبعًا اللى نفذت عملية إغتيال سراج العوامري…مين اللى عطاك الأمر بكده.
توتر المجرم وتعلثم بالرد قائلًا:
يا باشا….أنا…
قاطعه بأمر:
مين اللى عطاك الامر اللى فشلت فى تنفيذه وسراج لساه حي وطلع بطل كمان…إنت بتنفذ أوامر مين من ورايا.
أجابه وهو يزدرد ريقه الجاف:
إنت عارف يا باشا انا ولائى كله لسيادتك، اللى طلب مني إغتيال سراج هو قابيل العوامري.
“قابيل العوامري”
الآن فهم لما أقدم على قتله سابقًا بل تيقن من ذلك
السبب”ثريا”
كما كان يشك سابقًا قابيل يكن مشاعر لها…
ثريا تلك الخائنة .. التى حتى بموتها لن ينتهي إثمها تلك الوضيعه التى كانت معه مثل قطعة الحجر ولانت مع سراج وتزوجت به،تستكمل حياتها،تظن أنها تخلصت من براثنه…واهمه.
عاود المجرم الحديث بلجلجه:
بس إيه يا باشا اللى خلاك تجي الليله الجبل.
نظر له بنظرة إستهزاء قائلًا:
كان لازم أتأكد من شكي إن قابيل هو اللى ورا اللى حصل مع سراج،بس إنت إزاي توافق تعمل اللى طلبه منك بدون ما ترجع ليا وتقولى الأول.
توتر المجرم قائلًا:
أنا قولت الامر ممكن يكون مصلحه لسيادتك وقتل سراج يكون إنتقام لك هو إتجوز مراتك.
نفخ بقوه فى تلك النار حتى تجمر لهيبها وإشتعل وظهر وجه الآخر مثل وجه شيطان ينصهر من تلك النيران…
هلع المجرم من ملامح وجهه وتعلثم بقلب مُرتجف يقول:
“غيث”باشا إنت أنا راجلك المخلص والوحيد اللى يعرف إنك لسه عايش أنا والدكتور اللى كان بيعالجك.
نظر له بنظرة شيطانيه دمويه قائلًا:
الدكتور الله يرحمه،مبقاش في غيرك بس اللى يعرف إنى الشيطان غيث لساه عايش…
هلع قلب المجرم وشعر بالغدر.. وكاد يصوب سلاحه نحو غيث لكن غيث كان الأسرع
رصاصة واحدة إخترقت رأس المجرم بلحظه تردى أرضًا، وقف غيث بعدها يقترب من جثة ذاك المجرم ينظر الى تلك الدماء يدهسها أسفل قدميه بنظرة شريرة وهو يتمنى رؤية إثنان تسيل دمائهما هكذا يدهسها بقدميه
الأول… قابيل… ذاك الخائن الذي غدر به من أجل إمرأة
الثاني… سراج… السارق الذي إستحل إمرأة كان ومازال يتمناها ولم ينالها لسوء حظه…لكن كان ذلك بالماضي…
خرج من سفح الجبل وقف على القمه ظلام دامس بجميع الأنحاء، لكن
لمعت عيناه وهو يرا ضياءًا يشُق السماء يُفرق النجوم الصغيرة… كان شهابًا يمُر بلحظه خاطفه… إتسعت بسمته وهو يستمتع بأصوات زمجرة الثعالب وعواء الذئاب كآنهما مثل شياطين تتحدث لبعضها تتباري بالأشرس منهما… مثل عنييه وقلبه المتوعد لعودة الشيطان الى محرابه القديم
أصوات مُخيفه تبدل….الهدوء الى صخب ليتلاشي «سكون الليل»
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)