رواية مجنون بحبي الفصل الثلاثون 30 بقلم أمل اسماعيل
رواية مجنون بحبي الجزء الثلاثون
رواية مجنون بحبي البارت الثلاثون
رواية مجنون بحبي الحلقة الثلاثون
لفصل الثلاثين
قاطعت شروده وقالت
_ أنتا هتاجى تعيش معانا أنتا وعمتى
كم تمنى أن يذهب للعيش معهم، كان يرغب دائماً أن تكون لديه عائلة كبيرة، لكن الأن حتى والدته سيفقدها
حركت يديها أمام وجهه وقالت
_ أنتا روحت فين
رمقها بأبتسامة حزينة وقال
_ هوا أنا ممكن أطلب منك طلب
رمقته بأبتسامة وقالت
_ تدفع كام
رمقها بتعجب وهوا يرفع أحد حاجبيه
تنحنحت بحرج وقالت
_ أسفه مش وقت هزار، كنت بحاول أخرجك من المود شويه، المهم عايز تطلب إيه
تنهد بحزن وقال
_ أما ماما تخرج من العمليات قوليلى
كم تألم قلبها عليه، أنه حقاً مسكين، أنه خائف من فقدانه، يعلم أنه لن يتقبله أحد، يخشي أن يكره الجميع بسبب كرههم لوالده، أنه حقاً فى موقف لا يحسد عليه
رمقته بحزن وقالت
_ حاضر
********************************
تجلس بجانب جدتها، تعنفها بتأديب على ما فعلته وتقول
_ ليه بس كده يا ستى تكسرى بخاطره وتزعليه؛ ذنبه إيه هوا بس، بعدين متنسيش أنه أبن عمتى حياة، وهى أكيد هتزعل علشانه
رمقتها بغضب وقالت
_ لأ مش أبنها، ده أبن الحيوان إياد، وأن شاء الله هيدخل السجن مع أبوه، أصل زمانه واطى وحقير ذيه
قاطعها أسيل التى كانت قد وصلت للتو وسمعت حديثها وقالت بغضب
_ حرام عليكى يا ستى، بتظلميه ليه، دا شكله طيب وغلبان، دا قاعد يا عينى زعلان ونفسه يطمن عليها
رمقته أحسان بغضب وقالت
_ وانتى عرفتى منين أنه قاعد زعلان، أنتى كنتى عنده يابت انطقى
قالت كلمتها الأخيرة بجهر وغضب قاتم
بلعت ريقها خوفاً وقالت بتوتر وهى تشير بيدها للأمام
_ دا أنا كنت بدور على الحمام وشوفته صدفة
رمقتها بغيظ وشك وقالت بجهر
_ صدفة بردوا، والله لعرفك
رمقتها أسيل بخوف، ثم ذهبت وجلست بجانب شاديه وسامى، الذان كانا يحتضنان بعضهم ويبكيان بخوف ولا يشعران بما يحدث حولهم
أمسكت حياة يد أحسان وقالت
_ خلاص يا ستى أهدى، هى معملتش حاجة غلط، بعدين لو عمتى سمعتك بتقولى كده هتزعل، مهما كان ده أبنها
نزعت يدها بعنف وهى ترمقها بغضب وتقول
_ أنتوا عايزين تعصبونى، أمشى من جنبى وأوعى أسمعك أنتى وهى بتقولوا أبنها تانى
فى تلك الحظه وصل أحمد وراضى
رمقها راضى بتعجب وقال
_ فى إيه
رمقته أحسان بقلق وقالت بتوتر
_ مفيش حاجة
قاطعتها حياة وقالت
_ لأ فيه ياجدى، ستى أحسان زعقت لجاد وطردته، وقالتله ميجيش هنا تانى
رمقها راضى بغضب وقال
_ ليه يا أحسان، ذنبه إيه علشان تزعقيله
رمقته أحسان بحزن وقالت
_ أنتا ناسى أن ده أبن إياد، أل خطف بنتنا وحرق قلبنا عليها كل السنين دي، وأحنا مفكرين أنها ميته
رمقها بحزن وقال
_ لأ مش ناسى، بس أنتى أل نسيتى أنه أبن بنتنا
رمقته بغضب وحزن وقالت
_ أنتا أل نسين أنه جه نتيجة أعتداء
تنهد بحزن وقال
_ حتى لو جه نتيجه أعتداء، الضنا بيفضل ضنا
كان يقف يستمع لحديثهم بصمت وهدوء عكس الذى بداخله، كان يشعر بالحزن الشديد على صديقه العزيز، الذى أكتشف أنه شقيقه، يعلم أنه لن يتقبله الجميع، لكن هذا لا يهمه كثيراً فهوا يتقبله، وسعيد به للغاية
رمق حياة بحزن وقال
_ هوا فين يا حياة
مطت شفتيها وقالت
_ معرف، أسيل أل تعرف
رمقته أسيل بحزن وقالت
_ قاعد فى أخر الممر أل على إيديك الشمال
كاد يذهب لكن أوقفته أحسان وقالت بقلق
_ أنتا رايح فين
رمقها بثقه وقال
_ رايح عند أخويا
أراد بكلامه هذا أن يخبرها أنه يتقبله، ولن يتخلى عنه مهما حدث
كان راضى يرمقه بسعادة وفخر، لقد أحسن عادل تربيته حقاً، جعله رجُل يعتمد عليه لا يتخلى عن عائلته مهما حدث، والأهم من ذلك لا يعاقب أحد على ذنب غيرة
********************** ****** *****
يركض فى الممر ينظر يميناً ويساراً بحثاً عنه، توقف عندما وقعت عيناه عليه، تمزق قلبه عندما رائاه بتلك الحالة، يجلس على أحد المقاعد يضع رائسه بين يديه، ينظر للأسف بشرود، والحزن الشديد ظاهر عليه
أقترب منه وضع يده على كتفه، يرمقه بزرقاوتيه بحنان وحب
أفاق من شروده، عندما لامس كتفه، طالعه ببنيته وقال بحزن
_ أنا هطمن عليها بس وهمشى، أوعدك أنكم مش هتشوفونى تانى، بس سيبنى أطمن عليها
قال جُملتة الأخيرة بحزن وألم وكسرة
كانت كلماته مثل الخناجر تخترق قلبه، ذلك المسكين لقد جرحته جدته كثيراً، أصبح يظن أن الجميع يكرهه ولا يرغبون به
قام بضمه بحب وأشتياق وقال بثقه وتأكيد
_ بس أنا مش هسمحلك تمشى، خلاص قدرك أنك تعيش بقيت عمرك معايا، قدرك أسود بقى ولازم تقبله
قال جُملته الأخيرة وهوا يضحك
أغدقت كلماته الكثير من السعادة على قلبه، أبعده عنه بلطف، ثم رمقه بحزن وقال
_ كلامك ده فرحنى أوى، بس أنا عمرى ما هبقى مبسوط وانا عايش مع ناس مش عايزانى، غير أن وجودى هيسبب مشاكل كتير، علشان كده أنا لازم أبعد
تنهد بحزن وقال
_ تفتكر أنا وماما هنبقى مبسوطين وأنتا بعيد عننا
*******************************
يجلس على أحد المقاعد، يطالع أبنه وزوجته بحزن، يفكر فيما هوا قادم، كيف سيتقبل أدم حياة بعد أن أنجبت صبياً من إياد، هل ستبقى مشاعرة كما هى أم ستتغير، وذلك الصبى المسكين، ما الذى سيحدث له، لقد تم القبض على والده، إيضاً لن يتقبله أحد هنا بسبب والده، من الممكن أن يتقبل أدم حياة لكنه لن يتقبله بالتأكيد، لكن هل ستوافق حياة على التخلى عنه، يبدوا أن الأيام القادمة ستكون عَصيبه، لكن مهما حدث لن يتخلى عن حفيدته وذلك الصبى المسكين
قاطع شروده وصول أدم وعادل والبقيه
أقترب منه أدم وقال بخوف وقلق
_ حياة عاملة إيه
رمقه راضى بحزن وقال
_ لسه فى العمليات
وقف أمام باب الغرفة، يرمقه بحزن ثم وضع يده عليه وقال بألم ودموعه تنزل بغزاره
_ أنا هنا ياحياة، مش همشى وأسيبك تانى، بس أنتى قومى وأرجعيلى علشان نعوض أل فات، أنتى وحشتينى أوى
قال جُملته الأخيره بألم وأشتياق
ذهب إليه حسين، أمسكه من يده وقال بحزن
_ تعالى أقعد، وقفتك دى من غير فايده
أقترب عادل من والديه، مسح دموعهم ثم قبلهم من رائسهم، وقال بثقه وأمل عكس الذى بداخله
_ متقلقوش هى هتبقى كويسة، أن شاء الله هتقوم بالسلامة
قاطع حديثه خروج الطبيب من الغرفة، تجمع الجميع حوله، يسألونه بأمل وخوف عن حالتها
رمقهم بأبتسامة مطمئنه وقال
_ الحمدلله، لم تصيبها الطلقه فى منطقة خطيرة، لقد تم علاجها تعدت مرحله الخطر، لكن يجب أن تبقى هنا بعض الوقت للتأكد من سلامتها
أجتاحت السعادة قولبهم، فأخيراً ستعود حياتهم لهم، كم أشتاقوا لها
بعد ذهاب الطبيب، أخرج الممرضين حياة على ناقله، ثم نقلوها إلى غرفه خاصه بها
رمقت حياة أسيل بسعادة وقالت بأبتسامة
_ هروح أقول لى أحمد
رمقتها أسيل بسعادة وقالت
_ وانا هقول لى جاد
*******************************
يجلسان سوياً يتحدثان، قطع حديثهم هتان الجنيتان وهما تركُضان وتقولاً بسعادة
_ فاقت فاقت
توقفتا أمامهم تلتقطان أنفاسهم
رمقت حياة أحمد بسعادة وقالت
_ عمتى حياة طلعت من العمليات
قاطعتها أسيل وقالت بسعادة وهى تنظر إلى جاد
_ الدكتور طمنا عليها وقال أنها كويسه
رمق جاد وأحمد بعضهما بسعادة، ثم نهضا وركضا بسرعة ليذهبا إليها
*****************************
يجلس الجميع حولها، ينتظرون أستيقاظها بفارغ الصبر، بينما هى نائمه لا تشعر بشئ
تململت فى نومتها وقالت بخوف
– أدم خلى بالك
كان يجلس بجوارها على أحد المقاعد، أمسك يدها بحنان يرمقها بعشق ويقول
_ متخافيش أنا كويس
بدائت تفيق وتفتح عينيها، لتكون زرقاوتيه أول ما تراهما
طالعته بهيام وعدم تصديق وقالت
_ أدم
قبل جبهتها بحب وقال بأبتسامة
_ يا عيون وقلب أدم
أنفجرت فى البكاء بعد أن تأكدت أنه حقيقى، قالت من بين شهقاتها
_ وحشتني أوى، فكرت أنى مش هشوفك تانى
مسح دموعها وهوا يرمقها بهيام ويقول بأبتسامة
_ وأنا كنت متأكد أنى هشوفك تانى، بالرغم من أن الكل كان بيقول أنك ميته
قاطع حديثهم شادية وهى تقول بسعادة ودموعها تنهمر بغزاره
_ وحشتني يابنتى، أه لو تعرفي بُعدك كسرنى أزاى
رمقتها بأبتسامة ودموع وقالت من بين شهقاتها
_ وانتى كمان ياماما وحشتيني، وحضنك وحشنى
قاطعهم سامى وقال
_ وأنا عايز أشوف بنتى، واقولها وحشتيني
قاطعه راضى وقال
_ أنا أل هشوفها الأول
وقف أدم أمام حياة وقال بمرح
_ بالدور يا جماعه، أل هيدفع أكتر هيشوفها الأول
لم تستطيع أن تسيطر على ضحتها، ضحكت بتعب وهى تضع يدها على جرحها
رمقها أدم بهيام، كم أشتاق لتلك الضحكة، بالرغم من تعبها وتقدمها فى السن، لكن مازالت ضحكتها تسعده وتوقعه أكثر بغرامها
رمقها بعشق وقال بأبتسامة
_ وحشتيني أوى أوى أوى
قاطع حديثه عادل وهوا يقول
_ ما خلاص ياعم النحنوح، أختى وحشتني وعايز أطمن عليها
قاطعته لمار وقالت بجديه
_ أيوه يا أدم، متنساش أن أحنا كمان بنحبها وعايزين نطمن عليها
أبتعد أدم لهم، أقتربوا منها قاموا بتقبيلها والأطمئنان عليها، ثم جلسوا يتحدثون
**********************************
يجلس على الأرض، يسند رائسه للحائط الذى خلفه، يسترجع طفولته
كان طفل وحيد ليس لديه أقارب غير والديه، كما لم يكن لديه أخوه، كانت طفولته حزينه ووحيده، لم يشعر فيها بأي محبه وحنان، حتى من والديه، فقد كانت والدته كثيرة السفر، كان كل ما يشغلها هوا شراء الملابس والمجوهرات الباهظه، إيضاً الحفلات والسفر من أجل قضاء العطلات، لهذا السبب تزوجت والده وأنجبته، لكنها لم تهتم به يوماً أو ترعاه، لم يشعر يوماً بحنانها
أما والده فقد كان يعامله على أنه وريث أملاكه، أنه هوا من سيحمل نسل العائلة ليس أكثر، لم يلعب معه يوماً أو يأخذه للتنزه، لم يقل له أحبك ولو لمره، بل كان يحدثه عن الشركات والأموال، كان يخبره كيف يديرها، وانه يجب عليه أن يصبح قوى ولا يسمح لمشاعرة بالسيطرة عليه حتى لا يصبح ضعيفاً، وفى سبيل ذلك علمه الكثير من الصفات السيئه مثل أن يحصل دائماً على ما يريد مهما كان الثمن، وأن لا يهتم لمشاعر أحد غير نفسه، فلا أحد يستحق أهتمامه غير نفسه، أن يكون دائماً قاسى يهابه الجميع، فهذا السبيل الوحيد لبقائه وبقاء ثروته، فلا أحد يقترب من ما يخص الوحوش، هكذا كانت نشئته وتربيه والديه
ظل الوضع هاكذه حتى بلغ الخامسة عشر
كان يحب دائماً النظر من النافذه والنظر للناس والمبانى والمحيط الخاجى، وفى أحد الأيام بينما ينظر من نافذة السيارة، وقعت عيناه على شاب صغير فى مثل عمره، كان الشاب يبحث عن الطعام فى القمامة، يتقاتل مع الكلاب الضالة من أجله، لم تكن هذه المره الوحيده الذى يراه فيها، بل أصبح يراه إينما ذهب، يسرق النقود من الناس أو يتسول، كان يراى رجل ضخم يأتي إليه يقوم بضربه وأخذ المال منه، كما كان يراه دائماً ينام على الطريق يقور جسده من البرد، ولم تنتهى معناته إلى هذا الحد، كان يجتمع باقى المتسولون ويضربونه، ويأخذون الطعام منه
أستمرت مراقبته له ثلاث سنوات، حتى جاء فى ليله بارده، وجده يبحث عن الطعام فى القمامة، بعد أن وجد قطعة خبز جلس يتناولها فى هدوء وهوا يقور جسده من البرد
عندها لم يستطيع التحمل أكثر، نزل من سيارته ومد له يده وطلب منه العمل معه، لا يعلم لماذا رق له قلبه، كل ما يعلمه أنه شعر بسعادة عندما أمسك الصبى يده
أيقظه من شروده يده الموضوعة على كتفه وصوته القلق وهوا يقول
_ أنت كويس يا باشا
أبتسم له وهز رائسه أشارة على أنه بخير، أنه الشخص الوحيد الحقيقى فى حياته، الشخص الوحيد الذى يحبه بصدق ويخاف عليه، الشخص الوحيد الذى يشعر به وبمعاناته، أنه أفضل شئ حصل له حقاً
**********************************
توقفا أما باب الغرفة يرمقانها بسعادة ويقولاً
_ ماما
رمقتهما بسعادة وأبتسامة، فتحت زراعيها تدعوهم لأحضانها
ركض أحمد إليها، لحق به جاد لكن وقفت أحسان أمامه ترمقه بغضب وتقول
_ أنا مش قولتلك أمشى من هنا، أنتا إيه مبتفهمش
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مجنون بحبي)