رواية على ذمة ذئب الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم كريم الجزائري
رواية على ذمة ذئب الجزء الثالث والثلاثون
رواية على ذمة ذئب البارت الثالث والثلاثون
رواية على ذمة ذئب الحلقة الثالثة والثلاثون
أستشاط ذلك الرجل المجهول ، فلم يتحقق مراده وخطته ، امتلأت عينيه بالشر الدفين ، علت اصواته المرتفعه أرجاء غرفه مكتبه واخذ يطيح بكُل ما امامه على لارضيه الرخاميه ليسقط كل شئ فٌُتاتاً صغيره ، نظر لذلك القاتل المأجور بغضب وتحرك نحوه ليمسكه من تلابيبه وصرخ به قائلاً :
_يعنى مع فتش تخلص عليه !! يعنى ايه ؟؟
_يا باشا والله ما اعرف ، انا نفذت اللى قولتلى عليه !!!
تركه ذلك الشخص المجهول ، ثُمَ قام بسحب سلاحه من الحامل الذى يرتديه على كتفه (( حامل السلاح )) وقام بتصويبه فى اتجاهه ليطلق رصاصه هادره لتُصيب رأسه ليقع على الارض وتمتلئ الارض بالدماء ، وقال هو بنظرات شيطانيه وبنبره لا تغتفر :
_ دى نتيجه ان محدش يعرف ينفذ اللى امرته بيه ، وبالمّره اخلص الناس من شرك !!
ليقهقه بعدها بشر وقد لمعت عينيه ببريق مخيف ، صاح باسم الحراس الذين يقفوا فى الخارج ، ليدخلوا مسرعين ، فهتف بأمر :
_ خدوا الكلب ده ، ودوه المخبئ اللى تحت الارض ادفنوه كويس ، وابعتوا حد ينضف الدم ده !
اومأ جميع الحراس رأوسهم بطاعه، لقد اصبح البشر قساه القلب ، وتابع هو بتحذير وهو ايضاً يشير بسبابته :
_ ومش عايز ابنى يعُرف وإلا هدفنكوا مطرح ما أنتوا واقفين !
ثُمَ هتف بوعيد :
_ ماشى يا ابن السيوفى ، مبقاش رأفت الحديدى لو مخلصتش عليك !!
*********
_فى المشفى الراقيه !!
_فى غرفه الاستراحه !!
_يا بنتى حرام عليكي ، نشفتي ريقي ، وجعتى قلبي وكبدي ، ارحميني بقي ، وخليني اكتب كتابى عليكي !
هتف بها إيهاب لمنى بتوسل ممزوج بالمزاح ، قهقهت منى بقوه وبضحك على ما يقوله ، وهتفت باصرار ولم تترك ابتسامتها كالعاده :
_ انا قولتلك ايه ؟ قولتلك لما ياسمين تبقى كويسه وعز كمان لما يبقى كويس !!
حاول انا يتمالك اعصابه ونجح فى ذلك وهتف وهو يصر على اسنانه :
_يا بنتى حرام عليكي ، احنا كده هنستنى كتيير ، اعمل ايه فيكى ؟؟
منى غير مكترثه :
_ولا تقدر تعمل حاجه ، لانك بتحبنى !
إيهاب وهو يهز رأسه بحسره :
_ودى اخره اللى يحب !!
********
لم يستوعب ما قالته للتو ، تلك الكلمتين كانت كافيه ان تشفى جميع اوجاعه الجسديه والنفسيه ، ابتغد عنها قليلاً وحدق بعينيها بنظرات غير مصدقه وقال وهو ما زال غير مستوعب :
_انتى قولتي ايه ؟؟
حاوطت ياسمين عنقه قائله برقه وابتسامه :
_قولت انى بحبك وبموت فيك !!
جذبها عز الدين إلى احضانه مجدداً وابتسم ابتسامه ساحره وهو يغمض جفنيه براحه ، وضعت ياسمين رأسها على صدره هى الاخرى وهى تشعر بنبضات قلبه التى تتذايد ، غير عابئين بانهم فى لحظه واحده يمكن ان يدخل طبيب !!
انحنى قليلاً برأسه ليقبل جبينها بعمق ، وبدأ يمسد على شعرها برفق ونعومه وابتسامته لا تفارق وجهه ، ولكن نظر لامامه بغضب وهو يفكر من تجرأ واطلق عليه تلك الرصاصه، هو يعلم انه لديه اعداء ليس لهم عدد ولكن من فعل ؟!!
مر يومين على هذا الحدث .. حتّىَ أخيراً كان يخرج من المشفى برفقه ياسمين وإيهاب ومنى ، توجهوا ناحيه سياره الخاصه بـ إيهاب ليصعد عز الدين بعد ان فتحت له ياسمين الباب الخلفى لتجلس بعدها بجانبه ، تحرك إيهاب وركب عو ايضا ولكن خلف مقود القياده ومنى بجانبه ، لينطلق بسيارته متوجهاً نحو فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!
إيهاب بابتسامه صافيه :
_حمدالله على السلامه يا صاحبي !
عز بجديه :
_الله يسلمك يا إيهاب !!
حاوط عز الدين ياسمين من خصرها لتكون بالقرب منه اكثر ، وكأنه يرسل إليها رساله مؤكده انها ملكه هو فقط ، لتنظر له بخبث وكأنها تبعث له رساله ايضاً بانها تعلم هذا !!
منى وهى توجه حديثها لـ عز :
_ عز .. تفتكر مين اللى ضرب عليك النار ؟!
عز باقتضاب :
_لسه مش عارف !
إيهاب موجهاً حديثه لـ ياسمين :
_ ياسمين ، متنسيش انك تبقى تغيري الجرح لعز !! واظن منمن حبيبتى قالتلك تعملى ايه بظبط !!
ياسمين بجديه :
_متقلقش يا إيهاب !
إيهاب :
_طب يالا انزلوا احنا وصلنا !
عز بجديه :
_احنا مش هننزل لوحدنا ، انزل انت وخطيبتك عشان تتغدوا معانا !!
إيهاب بنفى :
_لالا مفيش داعى احنا هنتغدى فاى حته و…
عز بصرامه :
_إيهاب انتى عارفنى ، يالا انزلوا عشان تتغدوا معانا ، وانا وياسمين رايحين لوالدى عشان اصالحه ! واعقبال ما اكون خلصت كلامى معاه تكون ركنت العربيه فى الجراج !
إيهاب : هقول ايه ؟؟ حاضر
فتحت ياسمين باب السياره وترجلت هو وخلفها عز ، وتوجهوا نحو داخل الفيلا قاصدين نحو غرفه والده ، طرق عز الدين الباب بهدوء ، ثوان قليله وكان يفتح بدران الباب ، كاد عز ان يتحدث ولكن تفاجأ بما فعله والده ، حيث جذبه إلى احضانه وهو يضمه بحنان ابوى ، ابتسمت ياسمين ابتسامه صافيه على ما تراه ، تراجع عز وهو ينظر لوالده بجديه وقال :
_أنا اسف يا بابا على اللى عملته و..
بدران بابتسامه :
_متكملش ، ياسمين كلمتني وقالتلى انكمم حبيتوا بعض وانا لو لفيت الدنيا مش هلاقى واحده فادبها واخلاقها ، انت تستاهلها لانك زى بس من جوه ، انا قولت بس مروحش المستشفى لانى كنت فعلا مضايق ، بس المهم حمد الله على السلامه !
عز بابتسامه :
الله يسلمك يا بابا ، طب انا هغير هدومى وياسمين كمان عشان نتغدى مع بعض وإيهاب دلوقتى هيجى هو خطيبته يتغدوا معانا !
_ومالوا ، ايوه كده خلينا نتلم مع بعض !! يالا روح غير هدومك وانا كمان هغير وبعديها هنزل على طول !!
_تمام
تحركوا نحو الداخل ، وعندما دخلوا نظر إليها عز الدين لها بابتسامه صغيره وقال :
_انا كنت قلقان من مقابلتى مع بابا ، بس انتى بردو اللى لحقتى وخلتيه يسامحنى من قبل ما يشوفنى ! انا ساعات بحس انى مستهلكيش و..
قاطعته ياسمين برجاء :
_ارجوك متقولش كده ، انا سامحتك لما عرفت غلطك !
اقترب منها عز واحتضنها بقوه وهو يهتف برجاء :
_ارجوكى انتى متسبنيش لانك لو سبتينى كانك موتينى بخنجر ، أنا بحبك بجد !
*******
بعد فتره .. كانوا جالسين يتحدثون بمرح بعد ان حضرت سعاد لهم وجله الغذاء ، وهم يتحدثون هكذا ، كان عز الدين قد بدأ يشعر بأام قوى يغزو جرحه ، وكأن احد قد طعنه ، فهب واقفاً وتحرك من امامهم وصعد على الدرج لخطوات متثاقله ، قطبت ياسمين حاجبيها وهى تتابعه بنظرات قلقه ، فهتفت منى :
_ماله جوزك يا ياسمين ؟؟
شعر إيهاب بالقلق من حاله صديقه ، فهبت هى واقفه وهى تهتف فى صوت رخيم :
_متقلقوش ، اكيد الجرح وجعه ، عن اذنكم !
*******
دلفت هى داخل الغرفه فوجدته جالس على الفراش ويبدوا على وجهه انه يشعر بالالم ، فاقتربت منه ياسمين وهتف بقلق :
_مالك يا عز !!
كانت ولاول مره تنطق أسمه منذ ان عرفته ، نظر إليها عز بألم وهتف وهو يحاول ان يتمالك :
_مش عارف ، الجرح بيشد جامد !
ياسمين باستيحاء : طب اقلع التيشرت وانا هساعدك !
بدأ عز الدين بخلع ملابسه بمساعده ياسمين ، وضعت ياسمين ملابسه باهمال على الفراش ، وقد بدأ يشعر كلاً منها بدظقات قلبهما التى تتزايد ، بدأت ياسمين بفحص الجرح ، ثُمَ وقفت وجلبت حقيبه الاسعافات الاوليه ووضعتها بجانبها على الفراش لتبدأ بتغير الجرح كما علمتها منى ، دقائق وكانت قد انتهت هى واتجهت نحو المِرحاض لتغسل يديها وعندما خرجت من المِرحاض اقترب منها ليحاوطها بذراعه القويه عن طريق خصرها ، شعرت بالخجل يغمرها وقد توردت وجنتيها بحمره خجل ، اقترب منها عز قليلاً وانحنى برأسه ليقبل شفتيها برقه ونعومه لاول مره بدون قسوه ، لا تعلم ما الذى فعلته ولكن شعرت بانها قد انفصلت عن العالم باكمله وانها تبادله تلك القبله !!
ابتعد عنها عز الدين ونظر لها بنظرات عاشقه وهتف بهمس :
_ تعرفى انى اول مره اسمعك وانتى بتقولي اسمي !
عضت ياسمين شفتيها بخجل ، ليتابع هو بهمس :
_انتى بتجننينى ليه كل شويه بعينيكى دى !! عينيكى دى بتنسينى كل حاجه وهى البلسم الوحيد ليا !!
ابتسمت له بخجل ولم تعرف بماذا يجب ان تقول له ، ولكن قررت الصمت ، ليهتف هو بجديه وهو ما زال محاوط خصرها :
_اعملى حسابك ، فى حفله هنحضرها سوى بكره ؟؟
ياسمين وهى تقطب حاجبيها بتسأول :
_حفله ايه !!
عز بغموض :
_ بكره هتعرفي !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة ذئب)