رواية كهرمان الفصل السادس 6 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء السادس
رواية كهرمان البارت السادس
رواية كهرمان الحلقة السادسة
داخلي بحر من الألم ، تتلاطم موجاته بلا هوادة ، تجرفني بعيداً إلى أعماق الحزن اللا متناهي . أعبر في ظلام دامس ، حيث يعلو صوت الصمت ويسود غياب الأمل ، أترقب الشروق دون أمل في رؤيته..
أنا طائر جريح ، محاصر في قفص من الظلام، تعزف الوحدة أناشيد الأسى، وتتعالى أصوات الألم في ارجاء قلبي المنكسر….
♡♡♡♡♡♡♡♡
غادر “أصلان” غرفه والدتة وقلبه يكاد ينفجر من الحزن هو لا يعلم ماذا يجرى داخلة لماذا قلبه يكاد ينفجر من الغضب، هو لم يشعر بالضعف هكذا إلا بسبب من يحبهم، عندما مرضت والدتة وتعرضت أخته إلى حادث ولاكن الضعف هذه المره مختلف لأول مرة
دلف غرفته أخذ ملابس الرياضه ودلف الي الحمام يشعر أنه عاجز عن تحقيق أمانها….. أبدل ملابسه الرسمية بأخرى رياضية وهبط الى ملعب كرة السلة الملحق بالقصر هذه رياضته المفضله والتي ينفس بها عن غضبه هو من لحظه تلميح والدته له عن ما يدفنه في قلبه والافكار تتقافز في رأسه، مع كل ضربة كره يريد أن يصيب الهدف يحدث نفسه بصوت مسموع
— كنت دايما تقول لنفسك يا أصلان اكيد ربنا شايل لك نصيبك الحلو من الحب لدرجه كنت بتشك في قلبك أنه حجر وعمره ما هيحب في حياته.. كنت بتدور عن الحب جوه الروايات علشان تعرف إزاي القلوب بتتلاقى وربنا بيولفها على بعض.. لحد ما قابلتها واتسرب حبها لقلبك.
إلى هذه الفكره ظل يقفز للأعلى يندفع بقوه ينفض هذه الفكره، هبط أرضا وأنفاسه تتلاحق بحراره يزفرها بغضب ساحق من سماجة تفكيره، لم يكتفى بعد ظل يضرب الكره عدة ضربات متتاليه ويلف ويدور بها سياج الملعب وعقله يطرح نفس السؤال كيف ستتخطى فكره اغتصابها وان هناك رجلا غيره أقترب منها..
وقف يلهث ويلقي أوامر على نفسه
— مستحيل يا أصلان تتجوزها لازم الحب ده يموت قبل ما يظهر للنور…….
♡♡♡♡♡♡
كانت “صفاء” تقف في الشرفه الغرفه تشاهده وهو يلعب بالكرة وكأنه في منافسة نهائي البطولة وعليه الفوز باللقب……
كانت نظراتها تراقب تقاسيم وجهه التي تتبدل لشئ وعكسة كمن يحارب في معركة شرسة وتعبر عما يدور في عقلها هي تعلم نتيجة الحرب الدائرة بين قلبه وعقله ومن سيفوز بها ولكنها في النهاية هى أم واجب عليها أن تدعوا الله أن يهدى له نفسه ويبعد عنه كل ما يؤذيه..
دلفت “جميله” عندما رأت والدته تقف فى شرقه الغرفه اقتربت منها تلقي عليها تحيه السلام هاتفه :
— السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ازيك يا امي عاملة ايه
نظرت لها والدتها ترد عليها التحية:
— وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
واكملت حديثها وهى تهز رأسها لها بتسائل
— مالك يا جميلة انت ليه زعلانة …
بسطت يدها تربت على ظهر والدتها تطمئنها عليها قائلة :
— انا تمام يا حبيبتي العادى.
علمت والدتها ان هناك أمر يؤرقها ولكنها لا تريد الحديث عنه الآن.
وقفت “جميله” بجوارها تتطلع إلى اخيها ثم حولت نظرتها الى والدتها ترفع حاجبيها بتسأل:
— أية اللى مضايق أصلان علشان يوصل للمرحله دي..
ضحكت بسخريه واسترسلت
— النهارده شكلة يوم الغضب العالمي .. بس شكله متعصب اوى ومحتاج يخرج غضبة فى لعب الكره..
حولت صفاء نظراتها لها قائله
— ليه بتتكلمي بصيغة الجمع أنتى متخنقة مع خطيبك.. وياترى
حماتك السبب المره دى كمان ولا چينات أمه ظهرت عليه.
أجابتها جميلة والحزن يسيطر على مقلتيها ونبره الشجن تحتل مخارج صوتها
— لا يا حبيبتي المره دى بسبب موضوع كهرمان
لم تمهلها صفاء إكمال حديثها، وأمسكتها من زرعها بعنف تنهرها بعضب وصوت مرتفع:
— هو انا قولت لك كام مره أن كل اللي يحصل هنا يخصنا احنا لوحدنا بمعني انك مش كل حاجة تجرى تحكيها له.. ولازم تفهمي أن البيوت أسرار وأن موضوع كهرمان ده يخصنا احنا لوحدنا وخصوصاً اصلان……
سحبت جميلة زراعيه من قبضة والدتها قائلا:
— يا أمى أنا محكيتش أسرارنا أرتاحى كل اللى قولته أن أبية لقى بنت عاملة حادث وجابها معاه الفيلا لاكن ما حكتش على تفاصيل.. حضرتك ربتينى كويس.
تحدثت والدموع تترقرق بمقلتيها
مسترسله
— مش عشان حضرتك رافضه الجوازه يبقى أنا كل تصرفاتى لازم تكون بحساب.. وافكر ألف مره قبب ما احكي له أى حاجه تخصنا.. أمتى هترضى عن جوازاتى.. بصراحه انا لحد دالوقت مصدومه فيكى.. ربتينا على أن الفقير ميعبوش حاجه.. ومع اول موقف بينتى لى عكس كلامك.. وأن الفلوس عندك أهم من سعادتى.. واللى ربتينا عليه ماهو الا شعارات..
كانت تسنمع لها صفاء باندهاش من غبائها اردفت تعقب على حديثها الفظ
— أنتى متأكده أكتر منى أن مشكلتى مش الفقر.. مشكلتى مع خطيبك أنه طماع هو وأمه.. وخدينك سلمه عشان يوصلوا لمكانه اجتماعيه عمرهم ما كانوا هيوصل لها ولا فى أحلامهم.. أنا كنت متجوزه أبوكى وهو فقير حطيت ثروتى كلها تحت رجليه لانه كان ابن أصول وعنده قيم وأخلاق وعمره ما طمع فيا.. عشان كده إديته فلوسى وانا مش خايفه.. وأول شركه أسسها كان كتبها بأسمى وليا حق المناصفه فى أسهم الشركه وبعد خمس سنين رجع لى راس المال اللى أخده منى كامل وفضلت الشراكه قائمه حتى بعد ما مات. وده الفرق بين فقير شبعان وفقير جعان اخلاق من عينة خطيبك.. أنا لحد دالوقت واقفه اتفرج واتمنى مدخلش وتحلى مشاكلك لوحدك.. لأن لو تدخلت خسارتك هتبقى كبيره..
كانت تطلع لها بأعين زائغه تحاول مدارة عينيها بعيدا عن مواجهة والدتها التى تعلم بداخلها انها على حق فيما تقوله، غادرت هاربه عندما أيقنت أن والدتها تعلم حقيقة خطيبها كاملة…
هزت صفاء رأسها بأسى من مواجهتها لابنتها
— كان لازم تسمعى الحقيقه مهما كانت قاسيه.. أنتى لازم تبعدي عن العلاقه المسمومه دي.. لأن أنا لو سبتك استمريتي فيها متأكده هتدمرك وأنا مش هفضل مخبيه على أخوكي كثير..
ثم صوبت نظراتها مره أخرى على ابنها وبعد ما يقرب من النصف ساعة تشاهده بلا تعب رفعت صفاء وجهها إلى السماء تناجي ربها داعيه بترجي :
— يارب أنت العالم بحال ولادى استرنا معاهم واصلح حالهم يا قادر يا كريم..
تنهدت بشققه على حال ابنها، ومن ثم اغلقت باب الشرفه وجذبت ستائرها ودلفت غرفتها توضأت و ركعت ركعتين تضرعاً إلى الله لكى يستجيب دعائها و أوت الي فراشها تختم صلاتها بالتسبيح وتقرأ وردها اليومى تطمئن نفسها أن الخير فيما يختاره الله لنا ودما هى عند حسن ظن ربها كما يقول عزوجل
“أنا عند حسن ظن عبدى بى كما طن بى”….
♡♡♡♡♡♡♡
في نفس الأثناء أنهي اصلان رياضته وصعد الى غرفه كهرمان طرق باب الغرفه ودلف بعد أن أذنت له الممرضة استقامت احتراما لة هاتفت:
— اتفضل يافندم
هز أصلان راسه ييادلها التحية، واقترب من فراشها وجدها غارقه فى ظلام دامس لاتعي شىء مما يحدث لها أو يحدث حولها، شعر بوغزه في صدره جعلته يرتجف عندما لاحظ شحوب وجهها مثل الأموات..
نطق لسان قلبه يحدثها
— علشان خاطري فوقي واتمسكي بالحياه مش معقول تسبيني قبل ما تستمتعي وأنا باخد حقك.. قومي يا كهرمان انتي الطريق قدامك لسه طويل..
بسط يده يرفع لها خصلة من شعرها متمرده على وجهها تحجب عنه روئيه وجهها كامل، ثم دنى من أذنها يهمس بكلمات لم تسمعها غيرها
— يلا اصحي انا منتظرك لسه في بينا كلام كثير لازم نحكية.. الجاى بتاعك كله بس اصبرى عليا استوعب الوضع.. غصب عنى مكنش فى مخيلتى أن لما اجى أحب هيكون وحده بظروفك..
زجره قلبه
— انت غبى فى حد يقول كده.. يعنى لو نفترض كانت صاحيه كان هيبقى أيه الموقف لو سمعتك.. أنت كده بتموتها مش بتساعدها.. هى متعرفش حاجه عن مشاعرك يبقى الأفضل احتفظ بمشاعرك لنفسك وبلاش تجرحها..
استهجن عقله يوبخه
— ماتهدى بقى خنقتنا.. مكنتش كلمه ذلة لسان ياعم.. وهى نايمه مش حاسه بحاجه أهوو بيفضفض من غلبه.. ارحمه وبلاش جلد فيه..
فض أصلان النزاع بينهم
— اخرسوا انتوا الاتنين مش وقتكم انا مش هعرف ارد عليكم الممرضه واقفه هتقول عليا مجنون.. الصبر حلو لينا أوضه تلمنا.. ماهو أنا مش هتمرجح بينكم فى الاخر قراري هو اللى هيمشي..
أشاح العقل والقلب وجههم وولوا مدبرين من نوبة غضبه ولم يعقبوا عليه فهو بائس وحتما سيعود لهم من جديد يتشاور معهم فهم أكثر أعضاءه تفهمي لحالته..
استمان للحظات من تخبطه وربت على كتفها كمن يشاركها أحلامها، ثم اعتدل في وقفته وحول نظره الي الممرضة واشار الى باب خلفها يخبرها :
— لو سمحتي شايفه الباب اللي وراكي ده هو الفاصل بين غرفتي والغرفة دى لو احتاجتي لأي حاجة انا موجود..
اومات له برأسها قائله
— تحت امرك يا فندم .
انهى كلامه وذهب الى غرفته اغتسل وصلى فرضه وأوى إلى فراشه يتكئ على مخضعه يضع زراعيه أسفل رأسه ونظراته مصوبه على الباب الفاصل بينهم، ينظر له كأنه باب زويله ويصعب عليه المرور منه، عاصفه من الأسى أغمرته وسكنت قلبه، غامت عينيه بسحابه تهدد بالهطول حزنا على خافقه الذى يثور خارج أسوار قلبه ينتفض لاحياء إحساس عاش منتظره كثيرا..
عادت من جديد تدور تروس الحرب البارده بين قلبه وعقله كل منه يصدح بصوت أعلى من الآخر كى يجعله خاضع إليه..
قوس فمه جانبا وعقله يتهكم على حاله:
— شكلها هيفضل بينكم الحاجز ده طول العمر يا صاحبي..
لم يتحمل قلبه الصمت زادت دقاته بجموح حتى يفقده السيطره على التفكير بالمنطق، ويحطم كبريائه الذكورى.. ظل عدة دقائق هكذا خافقه يقرع كطبول الحرب تندد بانهيار حصونه، وضع يده موضع قلبه لكي يهدأ وتيرة دقاته حتى صدح لسان قلبه ودارت التساؤلات بينهم:
— أنت لازم تحمي حبك علشان اللي حصل لها كان غصب عنها.. عمرك ما كنت قاسى ويوم ما تقسى يكون على أول حب يدق بابك..
نهره بغضب لسان عقله
— طول عمرك يا قلبي ضعيف باسم الحب فوق وافهم أن مكانتك الاجتماعيه ورجولتك مش هتسمح ليك تتجوز واحده أنت كنت ليها ستر عن اللي حصل معاها.. أنت تستاهل واحده تكون أول راجل في حياتها.
صاح لسان القلب بغضب ضاحكا بسخريه على لسان العقل يناقشه مستفهما
— ومن أين لك أن تعلم إنك الرجل الأول في حياة تلك الفتاه المزعومه..
وطرح سؤاله بشكل آخر
— هل الاغتصاب بالنسبه لك اغتصاب الجسد فقط أم ماذا..
العهر أيها الساذج من تجاهر بالمعاصى تحت غطاء ساتر لتخدعكم.. هل ما إذا قامت الفتاه بخداع الرجل وكتمان إغتصابها برتق بكارتها.. هل هكذا تكون فتاه مثاليه أنها استطاعت تزييف الحقيقه، وارتداء ثوب العفه وهى ابعد ما يكون عن ذلك.. للأسف خداعكم سهل معشر الرجال.. الحلال ببن والحرام بين ولكن تفضلوا الترنح بينهم حتى تشبعوا رغباتكم المريضه..
ظلت التساؤلات دائره بينهم حتى نفض رأسه صافعا أياه بعضب، وقوس جسده عكس الباب الفاصل بينهما وهو يقول لقلبه
— عايز أنام ارحمنى وبطل نغز.. هتقف من كتر دقك.. لا هنفع نفسى ولا هنفعها.. سيبنى اجيب حقها الأول واطمن على صحتها.. وبعدين اشوف موضوع احساسك بيها.
ثم اغمض عينيه يحاول أن يغفو حتى يخرسهما..
ولكن لم ينولها له عقله بسهوله حدثه مذكرا يملى عليه الوضع مرارا وتكرارا
— الباب مش هو الفاصل الوحيد اللى بينكم.. فى مية باب وباب هيفظل حاجز بينك وبينها ياصاحبي بلاش تعيش الأوهام وتقول لنفسك انك هتقدر تشيل الحواجز والعقبات اللى هنقبلكم..
صرخ بضجر من محاصرتهم له تنهد بضيق وظل على وضعه تداهمه الأفكار حتى غط في نوم عميق.
♡♡♡♡♡♡♡
في نفس الأثناء كانت “جميله” تأخذ غرفتها ذهبا وإيابا وهي تتحدث في هاتفها بغضب مع خطيبها :
— مستحيل أحول لك فلوس تاني أنت مش متخيل لو ابيه أصلان عرف هيعمل فيا أنا وأنت أيه.. بطل طمع علشان أنا قرفت منك بصراحه ولو مش هما كان رافضينك من الأول كان زماني قولتلهم على كل استغلالك ليا.. بس صدقني آنا مش هتفرق معايا حاجه وهروح احكي لابيه اصلان وأقوله إنك لحد دلوقتي ساحب مني فوق نص مليون جنيه.. وانك بتستغل أنى بخبي عليهم طمعك وجشعك اللي مش بيخلص.. بس الموضوع كده فاق الحد وأنت عارف أن اصلا امي مش طايقاك لا أنت ولا أمك.. ويلا في داهيه مش عايزه اشوف وشك تانى..
انهت المحادثه دون ان تستمع رده وألقت الهاتف بغضب على الاريكه، ثم صعدت إلى فراشها ودثرت جسدها بالغطاء كمن تهرب من واقع لابد أن ينتهي في أقرب وقت حتى وان كلفها الأمر لوم و عتاب ومقاطعه والدتها وأخيها لها، فهى الملامه من البدايه على سوء اختيارها رغم معارضة الجميع لتلك الخطبه..
♡♡♡♡♡♡♡
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)