روايات

رواية بدون عنوان الفصل الثامن 8 بقلم نورا سعد

رواية بدون عنوان الفصل الثامن 8 بقلم نورا سعد

رواية بدون عنوان الجزء الثامن

رواية بدون عنوان البارت الثامن

بدون عنوان
بدون عنوان

رواية بدون عنوان الحلقة الثامنة

الفصل الثامن ……
-“أنتِ متأكدة من الكلام اللي بتقوليه ده يا جيجي؟”
نطق منذر تلك العبارة وهو لا يزال غير قادر على تصديق أن فداء قد اكتشفت حقيقته وأبلغت الشرطة عنه.
أجابته جيجي بثقة وهي تهز رأسها:
-“عيب عليك يا منذر ، أنا مستحيل كنت أقولك حاجة زي دي لو مكنتش متأكدة منها وعشان كده أنا سألتك في الأول مين اللي يعرف حكاية قتلك لورد من عيلتك ؛ لأن أنا متأكدة وواثقة أنك مقولتش حاجة لفداء”.
تمتم منذر بغضب وهو يهم بالمغادرة:
-“لو اللي في دماغي صح فأنا مش هيكفيني فيها موتها”.
عاد منذر إلى منزله ودلف إلى غرفة فداء التي كانت تغط في نوم عميق ثم أمسكها من شعرها وجرها إلى الصالة لتتعالى صرخاتها وصرخات سامية التي لا تفهم سبب غضب ابنها من فداء.
-“سيبها يا منذر واستهدى بالله وفهمني بس إيه اللي حصل وليه ماسك فداء من شعرها؟”
قالتها سامية بقلق وهي تحاول تحرير فداء من قبضة ابنها التي تبطش بالجميع ولا ترحم أي أحد.
أخذ منذر يضرب ويصفع فداء التي حاولت إبعاده عنها واستطاعت في النهاية أن تدفعه وتسقطه أرضا ثم حملت المزهرية وصاحت به بنبرة قوية تدل على مدى شراستها عندما تغضب:
-“لو قربت مني هكسر الزهرية على دماغك ومش هيهمني موتك على الأقل هكون ريحت البشرية من واحد حيوان زيك”.
نظر منذر لوالدته وهتف بغيظ وهو يشير نحو شقيقته الصغرى التي تهدده بتهشيم المزهرية فوق رأسك:
-“شايفك قلة أدب بنتك ، بتقول عليا حيوان!!”
صاحت فداء بغضب أشد مؤكدة قصدها لنطق تلك الكلمة:
-“أيوة حيوان وستين حيوان ، واحد داخل أوضتي زي المتخلف وصحاني من النوم وهو بيضرب فيا زي الثور اللي مش لاقي حد يلمه ولا يشكمه”.
صرخت سامية في وجههما:
-“اخرسوا أنتم الاتنين مش عايزة أسمع أي كلمة غير سبب نرفزتك يا منذر وإيه اللي خلاك ترجع من برة على أوضة أختك وتضربها بالشكل ده!!”
أجابها منذر بعصبية وهو يوجه سبابته نحو فداء التي ترمقه بنظرات مشمئزة وكارهة:
-“اسألي المحروسة بنتك كانت بتعمل إيه النهاردة في القسم؟!”
نظرت لها سامية بصدمة ورددت بذهول:
-“أنتِ روحتي القسم النهاردة؟!”
خرج صوت فداء متلعثم وهي تقول:
-“أيوة أنا روحت عشان ال…”
لطمت سامية خديها وصاحت بغضب:
-“عشان إيه ، انطقي بدل ما هدفنك مكانك ، أنتِ روحتي عشان تبلغي عننا وتفضحينا يا بنت بطني”.
تحدثت فداء بسرعة محاولة تدارك الأمر:
-“يا ماما أنتِ فاهمة الموضوع غلط أنا …”
أمسكت بها نعمات من شعرها وصفعتها على وجهها وهي تردف بنبرة غليظة:
-“عايزة تودينا السجن يا حيوانة عشان تستولي على كل حاجة ، أنا مش هسيبك غير لما أخلص عليكِ”
لم تجد فداء وسيلة تتخلص بها من نعمات سوى بركلها فوق ركبتها اليمنى ثم أمسكت المزهرية مرة أخرى وهي تصيح بها:
-“حاجة إيه اللي هستولى عليها يا متخلفة أنتِ ، بطلي جنان وشوفي الكلام اللي بتنطقيه بدل ما أنتِ قاعدة تهبلي وخلاص”.
هتف منذر بنفاذ صبر:
-“طيب اتفضلي قولي إيه اللي وداكِ القسم النهاردة؟”
-“راحت عشان تجيب موبايلها اللي كان ضايع منها في الكلية”.
خرجت تلك الجملة من أسماء التي عادت للتو من عملها وسمعت الحديث الذي دار أثناء المشاجرة.
سألتها سامية باستغراب:
-“موبايل إيه يا أسماء اللي كان ضايع؟! تعالي هنا وفهميني إيه اللي حصل بالظبط؟”
تحركت أسماء ووقفت أمام والدتها ثم هتفت بثبات جعل الجميع يظن أنها تقول الحقيقة:
-“موبايل فداء ضاع منها امبارح في الكلية وهي راحت عملت محضر ومرضيتش تقول حاجة قدامكم عشان متزعلوش والنهاردة الظابط اتصل على تليفوني قبل ما أخرج من البيت وقالي أنهم لقوا التليفون وعشان كده فداء راحت القسم تستلمه”.
تحدث منذر بضيق وهو ينظر إلى فداء:
-“طيب وأنتِ مقولتيش الكلام ده من الأول ليه يا فداء؟”
أجابته فداء بتهكم:
-“وهو أنت كنت سيبتلي فرصة عشان أتكلم وأدافع عن نفسي!!”
استكملت حديثها وهي ترفع حاجبيها وترمقه باتهام يدل على أنها تشك بأمره وقد فعلت ذلك عن عمد حتى تشتت تركيزه وتجعله لا يشك بصحة حديث أسماء:
-“وبعدين أنا مش فاهمة إيه السبب اللي خلاك تتنرفز أوي كده أنت وماما ونعمات أول ما عرفتم أني روحت القسم؟ وإيه حكاية الفضيحة اللي أنتم اتكلمتوا عليها من شوية؟ هو أنتم عاملين مصيبة وخايفين أنكم تروحوا في داهية لو اتكشفتوا ولا إيه؟!”
ربتت سامية على كتف فداء وهتفت بتلجج:
-“لا يا حبيبتي مفيش مصايب ولا حاجة ، احنا بس كنا قلقانين عليكِ وخايفين تكوني وقعتي في مشكلة”.
رمقتها فداء بنظرات مستهزئة فقد تأكدت الآن من جميع شكوكها وأنهم قد ألحقوا الأذى بورد وهذا هو سبب اختفائها وعدم ظهورها.
دلفت فداء إلى غرفتها وتبعتها أسماء التي أغلقت الباب خلفها بسرعة ثم أمسكت فداء من ذراعها وهمست بصرامة:
-“اتفضلي قوليلي دلوقتي إيه الحكاية بالظبط وإيه اللي وداك القسم وليه أمك ومنذر ونعمات خافوا أوي كده من الموضوع لدرجة أنهم فكروا أنك روحتي تبلغي عنهم؟”
جلست فداء على السرير وهتفت بجدية:
-“أنا فعلا روحت عشان أبلغ عنهم ؛ لأنهم عملوا حاجة في ورد وبعدها كدبوا وقالوا أنها سرقتهم وطفشت”.
ضربت أسماء على صدرها وتمتمت بصدمة:
-“يا مصيبتي!! إيه الكلام اللي أنتِ بتقوليه ده يا فداء وإيه اللي مخليك متأكدة أوي كده؟!”
تنهدت فداء وأخذت تسرد على شقيقتها جميع التفاصيل التي رأتها في شقة منذر عندما صعدت إليها في صباح يوم اختفاء ورد.
زفرت فداء وأردفت بحزن على زوجة شقيقها المسكينة:
-“أنا في الأول كنت شاكة فيهم لكن دلوقتي وبعد اللي عملوه معايا من شوية بقيت واثقة ومتأكدة أنهم قتلوا ورد”.
خللت أسماء أصابعها بين خصلات شعرها وهتفت بصدمة أصابتها من هول الكلمات التي تفوهت بها شقيقتها:
-“كلامك كله منطقي يا فداء وملوش أي استنتاج غير أنهم قتلوا ورد وخلصوا من جثتها ، أنا عارفة كويس أن منذر بيكره ورد عشان رفضته لما قالها أنه طلب إيدها من أخوها بس عمري ما تخيلت أن الموضوع يوصل بيه لقتلها”.
-“أنا لازم أريح ضميري وأخلص نفسي من الذنب ده قدام ربنا ؛ لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأنا مستحيل أكون كده مهما حصل”.
نطقت فداء تلك الكلمات بحزم جعل أسماء تسألها باستغراب:
-“أنا مش فاهمة ، أنتِ ناوية على إيه بالظبط؟”
ابتسمت فداء بتشفي وقالت:
-“هتشوفي دلوقتي كل حاجة بنفسك”.
أمسكت فداء هاتفها واتصلت بالضابط مجدي الذي أجاب على الاتصال وهو يفرك عينيه يزيل أثار النعاس:
-“أيوة يا أنسة فداء ، في حاجة جديدة حصلت؟”
سألها مجدي هذا السؤال بمنتهى التلقائية فهو قد أعطاها رقم هاتفه وطلب منها أن تتصل به إذا تذكرت أي شيء قد يفيده في حل القضية.
قصت عليه فداء كل ما حدث من عائلتها وكيف قاموا بتعنيفها بعدما علموا بذهابها إلى قسم الشرطة.
أومأ مجدي بتفهم وقال:
-“ردة فعلهم معاكِ بتثبت أنهم فعلا عملوا حاجة في مرات أخوكِ ، المهم دلوقتي تمسحي المكالمة دي من سجل المكالمات عندك وتفتحي عينك كويس ؛ لأنهم ممكن يكونوا لسة شاكين فيكِ”.
-“تمام يا حضرة الظابط”.
أنهت فداء الاتصال وحذفت المكالمة من السجل مثلما نصحها مجدي … نظرت لها أسماء بحيرة وقالت:
-“أنا مش عارفة اللي أنتِ عملتيه ده صح ولا لا بس اللي أعرفه إن لازم منذر يتعاقب لو كان فعلا قتل ورد”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استطاع قاسم أن يجمع المعلومات الكافية عن ماضي ورد وقد قرر أن يذهب لمنزل خيري ويتحدث مع ورد وهذا بالفعل ما حدث.
جلس قاسم في غرفة الصالون وانتظر قدوم ورد التي حضرت بعد دقيقتين واستغربت سبب حضوره وهذا الأمر ظهر بوضوح في نبرتها:
-“خير يا أستاذ قاسم إيه سبب زيارتك المفاجئة دي؟ وكمان أنت صممت أنك تقعد وتتكلم معايا على انفراد”.
-“أنا قدرت أعرف كل حاجة عن حياتك”.
تلك الجملة كانت كفيلة بتبديل حالها وجعل قلبها يدق بعنف خوفا مما سيلقيه قاسم على مسامعها بعد لحظات.
جلست ورد أمامه وتحلت بالشجاعة وهي تقول:
-“إيه بالظبط اللي أنت عرفته عني يا أستاذ قاسم ، ياريت تقول كل حاجة عرفتها ومتخبيش عليا أي تفاصيل”.
-“أنتِ متجوزة واحد خمورجي وصايع اسمه منذر عايش مع أمه وعنده أربع أخوات بنات منهم واحدة مطلقة واحدة متجوزة أما الباقيين فهما لسة آنسات ، المعلومات اللي أنا جمعتها بتقول أنك اتجوزت الشخص ده غصب عنك وأنه كان على طول بيضربك وبيهينك وأمه كانت بتشغلك خدامة ليها”.
هتفت ورد بهدوء أثار ريبة قاسم:
-“ممكن أعرف حضرتك جمعت المعلومات دي منين؟”
تنهد قاسم وقال:
-“أنا أخدت صورة لياسمين مراتي بما أنها شبهك بالظبط وأديتها لواحد صاحبي ظابط شرطة عشان يعمل عنك تحريات وهو قدر يوصل لكل المعلومات دي بسهولة ؛ لأن البوليس أساسا بيدور عليكِ بسبب البلاغ اللي جوزك وأهله قدموه فيكِ وقالوا أنك سرقتيهم وهربتي مع عشيقك”.
وقعت تلك الكلمات على ورد كصاعقة البرق من شدة قسوتها ، صحيح أنها لا تتذكر أي شيء ولكنها متأكدة من أنها لم تسرق أي شيء من هؤلاء الناس.
هتف قاسم بهدوء عكس شخصيته الصارمة:
-“أنا متأكد كويس أنك مسرقتيش حاجة وأن الكلام ده مجرد إفتراء منهم”.
تفاجأت ورد من ثقته بها ولكنها تجاوزت تلك المفاجئة بسرعة وأردفت برجاء:
-“ممكن تاخدني عند بيت الراجل اللي أنت بتقول عليه أنه جوزي ؛ لأن احتمال لما أشوفه أفتكر حاجة”.
استجاب قاسم لرغبتها واصطحبها معه في السيارة وانطلقا إلى الحي الشعبي الذي يقع به بيت منذر.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بدون عنوان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى