رواية ضحية الإنتقام الفصل الأول 1 بقلم امل عبدالرازق
رواية ضحية الإنتقام الجزء الأول
رواية ضحية الإنتقام البارت الأول
رواية ضحية الإنتقام الحلقة الأولى
– مبروك يا عروسه
– الله يبارك فيكِ يا طنط
– طنط ايه بقى، انتِ من اللحظه دي تقوليلي يا ماما
– حاضر يا ماما
– انا ربنا عوضني ببنت بدل بنتي سمر الله يرحمها، ان شاء الله هشيلها جوا عيوني
– ودا العشم فيكم بردو، مش هوصيك على بنتي الوحيده يا وسيم
– متقلقش عليها يا عمي، يلا يا عروسه عشان هنتأخر على طياراتنا
– يا ابني بلاش تسافروا النهارده وخلوها بعد شهر ولا حاجه، حتى نعملكم فرح زي الناس
– معلش يا عمي، انا وعدتك ان شركتنا هتاخد الصفقه دي يعني هتاخدها، وبما اني هقعد هناك شهر وجود زينه معايا هيفرق جدا، وفرصه مش هتتعوض ولما ارجع نعمل فرح عادي، وزينه موافقه على كلامي
– ايوه يا بابا أنا مش عايزه غير إني أكون مع وسيم ،وفرصه اروح إيطاليا
– ربنا يسعدكم ويجعلها ايام حلوه ليكم
– جاهزه يا زينه
– يلا يا حبيبي
~ زينه المرشدي، بنت في غاية الجمال ذات بشرةٍ صافيه متوسطه بين الخمريه والبيضاء لكنها تميل أكثر للبيضاء وعيونا بنيه، وشعرا كستنائي، وشفتاها مثل حبات الكرز، لكنها محجبه منذ الصِغر، تبلغ من العمر ٢٣ عاما، تخرجت من كلية الصيدله، وابنة رجل الأعمال يونس المرشدي، صاحب أكبر شركات الأدوية في الشرق الأوسط، زوجته توفت إثر إصابتها بمرض السرطان، ولم تترك له ذكرى منها سوى زينه، وفر لها كل ما تحتاجه، كانت مطمع من الجميع، لم يتقدم لها شابا الا ورفضته لأنها لم تشعر بالارتياح اتجاهه، حتى رأت وسيم
– وسيم رأفت، شاب مجتهد في مقتبل العمر، من قريه ريفيه بسيطه، لكنه سعى لتحقيق أهدافه منذ صِغره، عانى كثيرا في حياته، والده توفى إثر حادث مروري مروع، لكن أمه ساندته بكل قوتها، وباعت كل ما تملك لتنتقل معه إلى القاهره ليكون بجوار جامعته، درس في كلية الصيدله وكان الأول على فرقته طوال الخمس سنوات، حتى تعين معيدا في الكليه، وتقدم للعمل في شركه يونس المرشدي وتم قبوله، يبلغ من العمر ٢٨ عاما، سماه والداه وسيم لوسامته، فهو شابا يافعا ذو بشرةٍ خمريه وانفا شامخا وعيناه بندقيتين، ويمتلك شعرا فحميا ناعم، كانت كل فتاة تراه تعجب به، فكان هو حديث الجميع، حتى أن البعض منهم كان يأتي للجامعه خصيصا لتلقي محاضراته، لكنه كان متحفظا جدا معهم وعصبي المزاج، ولا يسمح بالتقصير ابدا، والجميع يخشاه
بعد إلتحاق زينه بالجامعه وجدته أمامها ومعلمها، لم تلتفت له مثل باقي الفتيات، لكن هي من شغلت باله، كان يتصرف معها بلطف دونا عن باقي الفتيات، وبدأ يتودد لها، كان يعلم جيدا انها ابنة مديره في العمل، لكن هي لم تكن تعلم أنه موظفا في شركه من شركات والدها ويده اليمنى، بدأت تعجب به وبوسامته، وبالتحديد ابتسامته الرائعه، لم ترى به عيبا قط غير عبوسه مع الأخرين الا هي، تقدم لها، رأته مناسبا وكانت في قمة سعادتها، ويكفيها شهادة والدها له وإبداء إعجابه في شخصيته واجتهاده في عمله، مما جعلها تعجب به أكثر، فهو يعمل مع والدها أيضا، تم خطبتهم واقتصرت فقط عليه هو وأمه وأقارب العروسه، دامت خطبتهم سنه كامله وكانت تشعر بأنها محظوظه لوجود مثل وسيم في حياتها، كانت فتاه مرفهه كثيرا ورغم ذلك لم يرفض لها طلبا قط ولم يحزنها ابدا، ثم بعد تخرج زينه مباشرة تم كتب الكتاب لتسافر معه إلى إيطاليا
– انا مش مصدقه نفسي اني بقيت مراتك
– ولا انا مصدق
– انت مش مبسوط يا وسيم
– ازاي، اكيد طبعا مبسوط
– بس مش باين عليك
– ارقص في الطياره يعني
– لأ مش قصدي، بس ليه مش بتقولي كلام حلو زي ما كنت بتعمل
– زينه انا تعبان ومرهق، اكيد انتِ كمان كدا، نامي شويه على ما نوصل
– ايه اللي مغيرك معايا يا وسيم
– عايزه ايه يا زينه
– مش حاسه انك فرحان اني بقيت مراتك
– زينه لما نوصل هتعرفي انا فرحان ولا لأ
– خلاص يا وسيم اللي انت عايزه
– ما هو فعلا اللي انا عايزه، مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل، اتفقنا؟
– نعم!
– وسيم بغضب: زي ما سمعتي يا زينه
– وسيم وطي صوتك الناس بتتفرج علينا
– يبقى تقعدي ساكته
– زينه بصوت مرتجف وقد تجمعت الدموع في عينيها: حاا حاضر يا وسيم
– فين موبايلك
– ليه
– بقولك فين الموبايل
– ليه
– بطلي اسئله وهاتي الموبايل
– انت فيك ايه، حصلك ايه، بتزعقلي كدا ليه
– انتِ سامعه انا بقول ايه
– مش هتاخد موبايلي
– وسيم بتحدي والشرر يتطاير من عينيه الموبايل يا زينه بدل ما يحصل حاجه مش هتحبيها
– خد يا وسيم الموبايل
– شاطره
~ انا واثقه ان في حاجه مضايقه وسيم ومن اول اليوم، دا مش حبيبي، وسيم عمره ما زعقلي ولا زعلني، ليه متضايق كدا، دا كان دايما بيقولي انا مش عايز حاجه من الدنيا غير انك تبقي مراتي، ليه متغير معايا وفي أجمل يوم بالنسبه لأي عروسه، دا بدل ما تاخدني تحت دراعك وتقولي خلاص بقيتي حلالي، لأ مش هزعل منه، اكيد في حاجه مضيقاه أوي، وانا لازم أفضل جنبه واعرف ايه السبب، لكن هعمل نفسي زعلانه وهو اكيد هيصالحني، مستحيل أهون على وسيم ابدا
________
زينه
~ وصلنا المطار لاقينا عربيه بسواق في انتظارنا، طول الطريق وسيم متكلمش معايا ومتجنب النظر ليا، حتى سابني وركب جنب السواق، لكني انشغلت بجمال البلد والمناظر الطبيعيه، وصلنا البيت وأول ما فتحنا الباب لاقيت واحده في استقبالنا، وبتقولي نورتي بيتك يا مدام زينه، استغربت انها بتتكلم عربي، قالتلي انها بتشتغل مع بابا وجايه تستقبلنا، واتفاجئت بجمال البيت وهدوئه ، كان جميل جدا جدا جدا وكله ورد وشموع وريحته جميله، والإضاءة هاديه، لاقيت نفسي تلقائيا بحضن وسيم وبقوله شكرا انك عملت البيت زي ما كنت بحلم بيه، لكن رد فعله صدمني، بعدني عن حضنه بالراحه وقالي انا اتفاجئت زي زيك وهطلع اغير هدومي وارتاح لأني تعبت من السفر
– لو سمحتي مين اللي عامل البيت كدا
– انا والشغاله
– اقصد مين اللي قالك تعمليه كدا
– يونس بيه هو اللي وصاني اعمله كدا واصوره ليه عشان يطمن
– يعني مش وسيم
– والد حضرتك كان عايز يعملها ليكم مفاجأه
– ربنا ما يحرمني من بابا ابدا
– علفكره البيت دا بتاعك فعلا ومكتوب بإسمك، ووالدك بيقولك انه هديه جوازك
– يا حبيبي يا بابا
– هستأذن حضرتك ولو احتاجتي أي حاجه هتلاقي الشغاله موجوده
– وسيم ظهر فجأة وقال: قوليلها تمشي الشغاله يا زينه
– ليه يا وسيم، هي موجوده عشان تساعدنا
– وانا بقولك مش عايز شغالات
– يا وسيم انت عارف اني مش بعرف اعمل اكل
– هنطلب ديلفري يا زينه
– بس يا وسيم..
~لاقيته بيقرب مني وحط ايده على كتفي وبيبصلي بحب وبيقولي: – خليها تمشي عشان ناخد راحتنا يا حبيبتي، وبعدين انا هساعدك في كل حاجه، واصلا احنا هنخرج كل يوم ناكل برا، مش انتِ نفسك تاكلي بيتزا هنا
~ رديت عليه وانا لسه ببص في عيونه وحاسه انه بدأ يرجع طبيعي وقولتله: خلاص طالما دا هيريحك يا حبيبي
– خلاص انتِ والشغاله اتفضلوا
– حاضر يا هانم، ولو احتاجتي أي حاجه الموبايل دا فيه رقمي وخط الشركه، رني عليا وهتلاقيني هنا خلال دقايق
~ اخدت الموبايل منها ووسيم كان خرج الجنينه، اخدت الموبايل ودخلته الشنطه بسرعه خوفا من ان وسيم يشوفه وياخده مني
– الشغاله مشت؟
– ايوه يا حبيبي
– طيب انا طالع ارتاح
– وسيم
-………
– وسيم ساكت ليه
-……..
– ممكن تبصلي يا وسيم
– وسيم بنفاذ صبر: نعم يا زينه
– ايه اللي مضايقك
– مافيش حاجه مضيقاني
– هتداري عليا انا، على زينه حبيبتك ومراتك
– بالله عليكِ تسيبيني اطلع ارتاح
– طيب ممكن تقولي اللي مزعلك وانا هسمعك بكل حب
– وسيم بصراخ: ما قولتلك مافيش حاجه، ليه مصره تعصبيني مش فاهم
– زينه ببكاء: حرام عليك يا وسيم، انا معملتش حاجه عشان تزعقلي، طبيعي لما اشوفك متضايق أسألك فيك ايه
– انا طالع ارتاح، واعملي حسابك في اوضتين فوق انا هاخد واحده منهم وهسيبلك الاوضه اللي فيها الورد والشموع عشان تكوني مبسوطه
– بس انا مش عايزه غيرك معايا
– انا قولت اللي عندي
– طالما مش طايقني اتجوزتني ليه
-……..
– رد عليا يا وسيم، اتجوزتني وجبتني معاك هنا ليه
– مش عايز اسمع صوت
– لأ هتسمع، انا عايزه افهم انا بيحصل معايا كدا ليه، طول اليوم متغير، الفرق بين امبارح والنهارده فرق السماء عن الأرض، متغير معايا ١٨٠ درجه، مش حابب وجودي جايبني معاك هنا ليه
– انا لما اقول كلمه تتسمع يا زينه هانم
– زينه هانم! بتكلمني كدا ليه يا وسيم، بالله عليك في ايه يا حبيبي، ليه متضايق مني، طيب انا عملت ايه مزعلك كدا
-………
– حبيبي فيك ايه
– متقربيش مني تاني يا زينه هانم
– حرام عليك بحاول اراضيك وانت بتقسى عليا اكتر
-……….
– قولي طيب ايه اللي مزعلك
-……….
– انت مش وسيم حبيبي، انت واحد انا اول مره اشوفه
– طيب اعملي حسابك ان دا وسيم اللي هتشوفيه من هنا ورايح
– طب ليه انا عملت ايه عشان تتعامل معايا كدا
-………
– متجوزني عشان فلوس ابويا مش كدا
وسيم وهو يمسك بذراع زينه بغضب ويقول بإنفعال: انتِ بتقولي ايه يا حيوانه
– ااااااه، سيب ايدي يا وسيم، دراعي وجعني، انا مش قصدي والله
– مش انا اللي اتجوز عشان الفلوس يا بنت يونس المرشدي، فاهمه؟
– زينه ببكاء بسبب قبضة وسيم التي تسبب في ألمها: فاهمه يا وسيم، بس سيب ايدي
– كلمتي هنا هي اللي مسموعه، وانا بس اللي اقول اه ولا لأ، وانتِ عليكِ تقولي نعم وحاضر بس، فاهمه يا زينه هانم؟
– ااااه فاهمه
ترك وسيم ذراعها فجلست زينه على الأرض تبكي بألم وهي تمسك بيدها التي تؤلمها إثر قبضة حبيبها أو من اعتقدت انه حبيبها وقالت له: – انا واثقه ان في حاجه وصلتك للحاله دي، مستحيل دا يكون وسيم اللي معايا بقاله سنه، مستحيل اكون مخدوعه فيك، وسيم انا زينه حبيبتك ليه بتعمل معايا كدا؟!
– تخيلي بقى انك فعلا كنتي مخدوعه فيا يا هانم، وريني بقى نفوذ ابوكِ هينقذك مني ازاي، والله ما هتكون نهايته غير على ايدي، لسه يا زينه هتعرفي وسيم، انتِ وسيلتي في الانتقام، انتِ فريستي اللي اتعذبت عشان اوصلها
– زينه بصدمه: انت بتقول ايه يا وسيم!
أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ الشنيع على ما سمعته أذني ورأته عيني..
أين أنا؟!
و إلى أين وصلت؟!
وجدتني في العراء، وحيدة، لا حول لي ولا قوة، اجتاحت عاصقةٌ ما أيامي، بل دمرتها، و صعفات الفقد تُوقظني..
يَبِسَ غُصني وتساقطت أوراقي، مالَ كَتِف قلبي، كهلت قامتي، وشاخت ملامحي، أُطفأت أنواري، تاهت دروبي، هُشِمت أحلامي، وفقدتني، اكْفَهَرَّتْ الحياة بعيني، تلفت قوتي، تحسستُ قلبي أكاد اُجزم أنه لا نبض فيه..
لم يعد لندبات القدر متسع في صدري.. أين ذاك الحبيب الذي كلما لاحت ذِكراه افتخرت به و شَمخت بأنه حبيبي وسيكون زوجي؟ ، أراه الآن وهو يقول انتِ وسيلتي في الانتقام، اي انتقام هذا؟ ولماذا؟ ومِن مَن ينتقم؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ضحية الإنتقام)