رواية الشيطان شاهين الفصل الثامن عشر 18 بقلم ياسمين عزيز
رواية الشيطان شاهين البارت الثامن عشر
رواية الشيطان شاهين الجزء الثامن عشر
رواية الشيطان شاهين الحلقة الثامنة عشر
بعد عدة ساعات إستيقظت كاميليا على لمسات حنونة تربت على شعرها و ظهرها لتفتح عينيها
ببطئ و تجد ثريا تجلس على كرسيها المتحرك
بجانب السرير… إبتسمت لها قائلة :”مكانش قصدي
أصحيكي بس فتحية قالتلي انك مكلتيش حاجة من
إمبارح و الساعة دلوقتي بقت أربعة العصر….”.
تململت كاميليا في مكانها بكسل تحس بأن جميع
عظامها تئن من الألم و الصداع في رأسها لايحتمل…
أدمعت عيناها و هي ترفع جسدها لتستند بصعوبة
على حافة السرير لتهتف ثريا بشفقة:” بالراحة يا
بنتي جسمك لسه تعبان… انا حنادي لواحدة من
البنات عشان تساعدك “.
أمسكتها كاميليا من يدها قبل أن تستدير بكرسيها
نحو الباب توقفها قائلة بهمس :”مفيش داعي يا ثريا
هانم انا كويسة…
ربتت ثريا على يدها بحنان و هي تجيبها و على
ثغرها إبتسامة حانية :”إنت بقيتي بنتي خلاص فبلاش هانم دي… قوليلي ماما ثريا”.
بادلتها كاميليا ابتسامة خجولة لتستأنف الأخرى
حديثها من جديد :” انا عارفة إني مهما حقلك مش
حقدر أخفف عليكي او انسيكي اللي حصل بس
عاوزاكي تتأكدي إنك من يوم ما دخلتي البيت داه و
انا بعتبرك زي بنتي و ربنا يعلم إني مش راضية على
تصرفات شاهين و إني كل يوم بتخانق معاه
عشانك… تنهدت طويلا قبل أن تضيف…. هو طباعه كده عصبي بزيادة و متحكم و
مش بيحب حد يناقشه في أي حاجة بيعملها حتى
أنا…بس صدقيني هو مكانش كده زمان بالعكس كان
راجل بتحلم بيه أي بنت و مراته عاشت معاه أجمل
أيام حياتها بس بعد كده تغير و بقى زي ما انت
شايفة….انا حاولت كثير أرجعه لطبيعته بس فشلت
بقاله سنين على الحال داه قاسي و مفيش في قلبه
الرحمة….. انا مش بحكيلك عشان أفكرك باللي
قاسيتيه على إيديه….
جففت كاميليا دموعها التي إنهمرت من عينيها و
تهمس :”آسفة غصب عني…”.
تتنهد الأخرى قبل أن تجيبها بضعف :”انا اللي آسفة
عشان مقدرتش أحميكي منه… انا اللي وافقت إنك
تشتغلي هنا رغم إني عارفة إبني كويس و عارفة انه
حيكتشف اللي إحنا عملناه بأي طريقة… انا آسفة يا
بنتي كل اللي حصلك داه بسببي”.
خجلت كاميليا من كلامها فهي تعلم جيدا انها لم تكن
تقصد ذلك لتسارع بالنفي قائلة:” حضرتك ما
تقوليش كده انا عارفة إن كل اللي حصل داه مش
ذنبك… هو بس كده عاوز يعذبني و خلاص بالرغم
من إني و الله معملتله حاجة.. انا مش عارفة اعمل
إيه عشان يسيبني انا عاوزة اروح من هنا… حضرتك
انا مش حقدر استحمل… إنت مش عارفة اللي حصل….”.
تمتمت كاميليا بكلمات مبعثرة غير مرتبة لتصف ما
تشعر به لثريا لعلها تساعدها و تنفذها في الخروج
من جحيم إبنها قبل أن تنفجر في بكاء مرير و هي
تحيط جسدها بيديها عندما تذكرت ليلة البارحة…..
ضغطت ثريا على زر الكرسي المتحرك حتى تقترب
منها أكثر و هي تربت على ساقيها من فوق الفراش
لتنظر لها كاميليا بتحفز ظنا منها انها شخص آخر و
قد إختلطت ذكرياتها بواقعها لتبعد ثريا يدها و على
وجهها علامات الخوف بعد أن فهمت ما تمر به….
أدارت كرسيها المتحرك لتغادر الغرفة بحزن على ما
رأته فكما توقعت، حالة كاميليا النفسية بدأت تسوء
و قد تلجأ إلى إستدعاء طبيبة نفسية لإصلاح ما أفسده إبنها….
طلبت من فتحية إحضار هاتفها لتتصل بعمر و تستدعيه للحديث معه.
__________________________
في فيلا البحيري…
ل
فت ليليان حجابها الأبيض حول وجهها بإحكام و
ه
ي تمط شفتيها لتعدل أحمر الشفاه الذي وضعته
على شفتيها إستعدادا للنزول إلى الاسفل…
نزلت الدرج و هي تدندن بأغنية ما وصلت إلى
الصالون لتجد زوجة عمها كايمان تترشف قهوتها الصباحية المعتادة….
ليليان بمرح :”صباح الخير يا طنط…إيه الجمال داه
كله هو انت كل بتحلوي أكثر ليه ها…. مش ناوية
تقوليلي على سرك دا انا لولو حبيبتك”.
كاريمان بضحك :” يا بكاشة انت مش حتبطلي
حركاتك دي… و بعدين إنت ليه نازلة لوحدك .. فين
جوزك؟؟”.
قلبت ليليان عينيها بملل قبل أن تهتف:” راح المستشفى من بدري… قال إنه زهق من قعدة البيت
و عاوز يطمن على الشغل “.
نظرت لها كاريمان بتعجب و هي تضع فنجان القهوة
فوق الطاولة :” إزاي يروح الشغل و انتوا لسه في
شهر العسل؟؟؟
مطت ليليان شفتيها بسخرية قائلة:” شهر عسل إيه
بس يا طنط داه كان زمان الكلام داه هو في حد
النهاردة بيقضي شهر عسل كامل داه هو بالكثير
أسبوع و بعدين بيرجعوا لايامهم العادية و بعدين ما إحنا سافرنا انا و أيهم “.
كاريمان :” آه سافرتوا بس رجعتوا بسرعة عشان
فرح شاهين داه ما يعتبرش شهر عسل انتوا لازم
تسافروا ثاني…”.
أخفت ليليان ضيقها من كلام زوجة عمها فهي طبعا
لا تريد السفر ثانية و البقاء مع أيهم طوال الوقت و قد فرحت كثيرا عندما أخبرها
أيهم بضرورة العودة إلى مصر لحضور زفاف
صديقه لتجيبها:” مفيش داعي للسفر ثاني اصلا أيهم رجع الشغل خلاص و انا كمان كلها اسبوع و حرجع
شغلي”.
كاريمان باعتراض:” إنتوا لسه عرسان ليه مستعجلين على الشغل….باريس حلوة ممكن تكملوا شهر العسل هناك او تروحوا تركيا…”.
قاطعتها ليليان برفق محاولة تغيير الموضوع:”هي أميرة راحت فين يا طنط؟؟
أشارت لها كايمان بيدها بلامبالاة و هي تقول :”انتوا حرين.. انا مالي عنكوا ما سافرتوا الإثنين أعند من بعض… أميرة خرجت من بدري مع سيف راحوا النادي..”.
ليليان بضيق :”اووف يا ريتني رحت معاهم.. أصلي زهقت بقالي يومين قاعدة في البيت مش بعمل حاجة”.
كاميليا بسخرية :”طبعا لازم تزهقي عشان المفروض واحدة مكانك كان زمانها في باريس و الا في دبي”.
إبتسمت لها الأخرى إبتسامة صفراء قبل أن تستأذن قائلة :” عن إذنك يا طنط انا رايحة المطبخ حقول لسنية تحضرلي الفطار… “.
إتجهت إلى المطبخ و هي تتذمر بداخلها من زوجة عمها التي لا تعلم شيئا عن حياتها و تصر على لومها و عتابها غافلة عن تصرفات إبنها التي حولت حياتها إلى حجيم متواصل….
________________________
إبتسمت وفاء (سكرتيرة أيهم) و هي تضع الملفات قائلة :”دي كل الملفات اللي حضرتك طلبتها يا دكتور… تأمرني بحاجة ثانية؟؟”.
أيهم بعدم إهتمام و هو يفتح اول ملف:”أطلبيلي الدكتورة هند خليها تيجي دلوقتي”.
أومأت وفاء برأسها و هي تقول :”أمرك يا دكتور….عن إذنك”.
أغلقت الباب ورائها ثم إتجهت إلى مكتبها لتقوم بعملها و هي تهمس بداخلها بحقد:” يخربيت جماله كل يوم بيحلو على اليوم اللي قبله
انا مش عارفة قمر زيه قبل يتجوز اللي إسمها ليليان دي إزاي…بس هو رجع بسرعة داه بقاله عشرة متجوز.. اكيد زهق منها دي كئيبة و دمها ثقيل…يا ريت يطلقها… أحسن عشان مش لايقة عليه….
جلست على مكتبها ثم أخذت الهاتف لتطلب عدة أرقام و تستدعي الدكتورة التي أخبرها عنها أيهم منذ قليل….
مرت عدة دقائق قبل أن تأتي هند و هي طبيبة مختصة في جراحة القلب و الشرايين مجتهدة جدا في عملها و طموحة حتى انها تمكنت من أن تصبح رئيسة قسم أمراض القلب بالمستشفى منذ العام الأول من إلتحاقها بالعمل هنا و هي أيضا إمرأة جميلة تبلغ من العمر 31 سنة مطلقة منذ سنتين بعد زواج دام أربعة سنوات و إنتهى بالطلاق بسبب مشاكل مع زوجها…..
هزت وفاء رأسها من على شاشة حاسوبها لتتأملها ببطئ
طويلة القامة بجسد ممشوق ترتدي تنورة عملية قصيرة باللون الأبيض تصل إلى تحت ركبتيها و قميص ازرق سماوي خفيف رغم برودة الطقس و حذاء بكعب عال…
أشارت لها وفاء بيدها لتدخل إلى المكتب ثم تعود لإكمال عملها بتذمر:”مش ناقص غير العقربة دي عشان تكمل تلف عليه.. انا بقالي سنتين هنا و مالقيتش و لا فرصة عشان اتقرب فيها منه كل يومين بتلف عليه واحدة…و في الآخر إتجوز طول عمره حظك زفت يا وفاء…..اوورف عاوز إيه داه كمان”.
في الداخل
وضع أيهم سماعة الهاتف بعد أن طلب فنجان قهوة لهند و يعود للحديث معها :”
دكتورة هند انا كنت واثق من إختياري لما كلفتك بإدارة المستشفى في غيابي إنت و الدكتور ضياء…”.
إبتسمت هند و هي تعيد خصلات شعرها الشقراء إلى الوراء قائلة:” داه واجبنا يا دكتور أيهم و بعدين إحنا معملناش حاجة عشان حضرتك كنت مرتب كل الأمور قبل ما تسافر”.
أومأ لها أيهم ثم فتح ملفا ما و قربه منها ثم قال و هو يشير بإصبعه إلى رسومات ما في الورقة:” طيب… داه مخطط عشان قسم الأمراض النفسية اللي ناويين نزيده في المستشفى..الاسبوع اللي جاي إنشاء الله حنبتدي الأشغال عاوزه يكون جاهز في أقرب وقت “.
هند و هي تتفرس الصور و المخطط :”واضح إن المبنى حيكون كبير اوي داه تقريبا حيضم خمسين أوضة….
أيهم مؤيدا :”أيوا فعلا انا مش عاوزه يكون أقل من الأقسام الثانية داه غير الطلبات الكثيرة اللي جاتنا من ناس كثير اول ما سمعوا إني حضيف قسم الأمراض النفسية للمستشفى “.
هند بفخر:” طبعا يا دكتور…دي مستشفى البحيري يعني داه شيئ طبيعي”.
إبتسم أيهم لقولها ثم جمع الأوراق و أعادها مكانها قبل أن يسمع طرقا على باب المكتب.
سمح لوفاء بالدخول لتضع فنجان القهوة أمام هند و هي تخفي ضيقها لوجودها….
إرتشفت هند قهوتها قبل أن تهتف باستدراك:” انا نسيت أسأل حضرتك…هو انت حتقدر تيجي بكرة عشان الإجتماع الشهري لرؤساء الأقسام”.
أيهم :”أيوا طبعا داه إجتماع مهم جدا خصوصا المرة دي علشان موضوع القسم الجديد…”.
هند بتردد :”بس حضرتك لسه في إجازة…”.
أيهم بلا مبالاة :”لا خلاص انا أجلت الاجازة…عشان عندي شغل كثير و لازم اكون موجود هنا… تقدري تتفضلي على شغلك دلوقتي “.
هند بتذكر:”دكتور أيهم انا كنت بعتلك ملفات ثلاث مرضى منهم طفل عمره خمس سنين دول محتاجين عمليات جراحية مستعجلة بس للاسف هما مقدروش لحد دلوقتي يدفعوا كامل تكاليف عملياتهم….
قاطعها أيهم و على وجهه علامات الضيق:”و لما هما مش قادرين يدفعوا التكاليف حضرتك قبلتيهم ليه في المشفى”.
هند بخبث:”حضرتك داه الدكتور ضياء هو اللي أمضى على قرار دخولهم تقدر تتأكد من دا بنفسك… انا لما تكلمت معاه قالي انه متأكد من قراره و إنه هو بنفسه اللي حيشرف عليهم…بس انا قلتله إننا لازم نستشير حضرتك قبل مانعمل الخطوة دي بس مرضيش و قال ان هو اللي حيكون مسؤول قدامك”.
دلك أيهم جبينه بإرهاق قائلا :” طيب مفيش مشكلة أنا حبقى أتكلم معاه.. تقدري تتفضلي دلوقتي “.
رمقته هند بنظرة شاملة قبل أن تغادر المكتب و في رأسها عدة أفكار عزمت على تنفيذها.
___________________________
ليلا في شقة أيهم الخاصة….
إجتمع الأصدقاء الثلاثة كعادتهم لقضاء السهرة لكن هذه المرة مختلفة فقد منع شاهين حضور النساء مما ضايق أيهم الذي كان يترشف كأسه بتذمر….
:”هو انا جاي هنا ليه؟؟ طالما مافيش بنات يحلوا السهرة”.
ضحك عمر علي صديقه قبل أن يجيبه:”يا إبني إرحم نفسك بقى إنت بقيت راجل متجوز…. يعني أيام الشقاوة و العك خلاص راحت لحالها”
مط أيهم شفتيه متمتما بعدة شتائم قبل أن يصرخ بصوت عال قليلا حتى يسمعه شاهين الذي كان يحضر زجاجة مشروب أخرى من الداخل :” لا ياعم الكلام داه يتطبق على الشيطان اللي جوا انا مليش دعوة…انا راجل حر و حبقى طول عمري كده… “.
صفعه شاهين على رأسه بمزاج عندما كان مارا بجانبه متجها إلى كرسيه قائلا :”قصدك إيه يا دكتور…
ايهم بتذمر:” قصدي إن حضرتك تجوزت و قررت إنك مش حتجيب بنات ثاني لسهراتنا… طيب داه قرارك إنت و انت حر فيه… انا ذنبي إيه”.
رمقه شاهين بجمود قبل يتحدث بصوت صارم :” ذنبك إنك خلاص بقيت راجل متجوز يعني الحاجات اللي إنت كنت عاوزها من البنات دي بقت عندك.. إنظف بقى و بلاش قرف. ”
أيهم بانزعاج:” انا حر يا أخي إنت مالك…. انا بموت في القرف داه و عاوز أستمر فيه ملكوش دعوة بيا.
أشار له شاهين بيده غير مبال فهو يعلم طباع صديقه العنيد و لن يستطيع تغييره مهما قال له… اما عمر فقد حاول التدخل بعد أن لاحظ توتر الأجواء بينهما قائلا :”إهدوا بقى في إيه…أيهم معاه حق كل واحد حر في نفسه سيبه يعمل اللي هو عاوزه.. أكيد حييجي يوم و يقتنع بغلطه لوحده”.
إبتسم شاهين باستهزاء قائلا :”بعد عمر طويل إنشاء الله…صاحبك داه الستات بتجري في عروقه بدل الدم و مستحيل حيتغير.. مش بعيد تلاقيه في دماغه واحدة جديدة “.
عمر بنفي:” تؤ مش للدرجة دي داه لسه عريس “.
شاهين بسخرية :” و إيه يعني… ؟”
قاطعها أيهم قائلا بعصبية:”بطلوا تتكلموا عليا و كأني مش موجود…و إلا أقلكم انا رايح… سهرتكم بقت مملة بجد “.
اوقفه عمر هاتفا بكذب :” أقعد بس رايح فين…إحنا بقالنا كثير مقعدناش مع بعض دي حتى شقتك و إحنا اللي ضيوف…
جلس أيهم مرة أخرى تحت إصرار عمر الذي تمسك به بقوة ليقنعه بالمكوث :”قريب جدا انا كمان حتجوز و ساعتها مش حعبركم….
شاهين باهتمام :” أنا نسيت أسألك… عملت إيه في موضوعك “.
هز عمر كتفيه بيأس مردفا بقلق ظهر جليا في عينيه :” و لا حاجة…. ابوها ضربها و حبسها في البيت و انا مقدرتش أتدخل…كل أما أجي أعمل حاجة تمنعني… خايفة من الناس إنهم يعرفوا بللي بينا و مستحملة قسوة أهلها و اللي بيعملوه فيها… بس انا مش حسكت و لو إضطريت إني أخطفها”.
شاهين ببرود :”طيب مستني إيه؟؟؟
عمر :”مستني هبة توافق…و انا حخطفها و نتزوج على طول….
أيهم بضحك :” داه إنت واقع بقى… “.
عمر دون خجل :” هبة هي حب حياتي انا عمري ما حبيت بنت غيرها…كل يوم بيمر عليا و كأنه سنه و هي بعيد عني…خصوصا و انا عارف إنها دلوقتي بتعاني بسببي….
شاهين :”روح لأبوها و إتكلم معاه و لو ماوافقش خذها غصب عنه… داه أكيد زمانه بيفكر يجوزها لواحد ثاني انا عارف دماغ الناس اللي زيهم مش بيفكروا غير في سمعتهم و مكانتهم بين جيرانهم “.
قبض عمر على كأسه بقوة و قد أثرت به كلمات شاهين فهو لا يستطيع حتى تخيل ان تكون حبيته لرجل آخر غيره ليهتف بإصرار :” مستحيل… انا عمري ما حسمح لحاجة زي دي إنها تحصل…هبة حتبقى مراتي و لو إضطريت إني اقتل ابوها…. انا أصلا مستحلفله عشان مد إيده عليها و ضربها”
إبتسم شاهين باستهزاء و قد تذكر ما فعله البارحة مع زوجته المسكينة قبل أن ينتبه لايهم الذي قال محدثا عمر بثقل و قد بدأ يظهر عليه بوادر الثمالة:”بكرة حتتجوزها و تزهق زينا كده…إنت مش شايف صاحبك داه بقاله يومين متجوز… الظاهر إن مراته طلعت نكدية بالرغم من إنها حلوة اوي و أي راجل …
لم يكمل أيهم كلامه بسبب لكمة قوية من قبضة شاهين أطاحته أرضا بسبب ضعف جسده الذي كان تحت تأثير المشروب….
أمسكه شاهين مجددا من مقدمة قميصه ليرفع جسده المترنح قليلا عن الأرض و يصرخ فيه قائلا بصوت محذر:”إياك تجيب سيرة مراتي على لسانك… إلا مراتي يا أيهم إنت عارف إنها خط أحمر … انا بحذرك مش حرحمك حتى لو كنت أعز أصحابي”.
أسرع عمر إليه ليزيحه عنه و قد تفاجأ من هجوم شاهين المفاجئ عليه :”ياعم سيبه داه سكران و مش عارف هو بيقول إيه اصلا…. أكيد مش قصده اللي هو قاله….
رماه شاهين على الارضيه ثم إستقام من مكانه و هو ينظر لعمر بعيون حالكة من شدة الغضب :”فهمه يا عمر…. المرة الجاية مش حيفلت من إيدي سليم..انا مش زيه… اي راجل حيتكلم على مراتي حدفنه”.
أومأ له عمر بإيجاب محاولا تهدئة غضبه و هو يتجه لإسناد أيهم الذي كان في عالم آخر بسبب شربه لزجاجة كاملة من المشروب و هذه ليست من عادته…. وضعه علي الاريكة ثم سارع إلى شاهين الذي كان يرتدي معطفه إستعدادا للمغادرة و هو يتمتم :” أيهم الغبي بوز كل حاجة…. انا إزاي ححيبله سيرة الموضوع اللي كلمتني عليه طنط ثريا دلوقتي داه مش بعيد يكمل عليا، احسن حاجة أخليه لبكرة… شاهين إستني إنت رايح فين؟؟؟
نزل شاهين الدرج بخطوات غاضبة غير مبال بنداءات عمر الذي يئس من اللحاق به و عاد إلى داخل الشقة للاطمئنان على أيهم….الذي إستسلم لنوم عميق على الاريكة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)