رواية ندبات قدر الفصل الرابع عشر 14 بقلم الشيماء مسعد
رواية ندبات قدر الجزء الرابع عشر
رواية ندبات قدر البارت الرابع عشر
رواية ندبات قدر الحلقة الرابعة عشر
المواجهة حتمية وحرب العيون ستشتعل ويبقى سؤال يراود الجميع من سينتصر بالنهاية ؟ العيون الأقوى ام العيون الاصدق ام هناك عيون أخرى ستحسم النتيجة لصالحها .
كان الجميع في شركة شباب المستقبل يرفعون حالة الاستعداد القصوى حتى تخرج الحفلة كما خطط لها
قال الياس وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة ماكرة : فاطمة اكتبي على الدعوة دي ممدوح الصاوي ، لازم يعرف اننا هننجح رغم كيد الحاقدين .
ابتسمت هي وقال ببلاهة : طول عمرك كياد يا باشمهندس
رفع حاجبه باستنكار وقال : انتي خليتي فيها باشمهندس بعد كياد دي
كان مهاب شارد لم يعلق على أيا منهما أشار الياس أمام وجهه
وقال : مالك يا إبني على غير عادتك انت ضد الفرحة يلا ، بومة في نفسك اوي
تنهد مهاب بحزن وقال : هاجر مش طبيعية شكلها واقعة في مشكلة أو حاجة كده .
عقد الياس حاجبيه وقال : مش قلت انكم اتصالحتوا ، أنت زعلتها تاني
لوت فاطمة فمها وهمست بصوت وصل لأذن الياس : يا حنين
رمقها بدهشة وقال : بتقولي حاجة يا فاطمة
عادت لرشدها وقالت : لا يا باشمهندس انا فتحت بقى
ضيق عينيه وقال : بقيتي بتهرتلي كتير في الكلام يا فاطمة
مطت شفتيها وقالت ببرأة : أنا اتكلمت يا ناس ،هو بس مهاب صعبان عليا ، من بين بنات مصر كلها ما اخترش الا بنت ممدوح الصاوي
زفر مهاب بضيق وقال : أنا خايف يكون قلها تبعد عني ، المشكلة اني كنت مخطط اني أتقدم لها لما الشركة بتاعتنا تقف على رجلها
رد الياس : طب ما تكلمها يا إبني بدل الحيرة اللي انت فيها دي ، افهم منها أصل المشكلة
قالت فاطمة بحماس : واعزمها بالله عليك يا مهاب عشان ابوها ما يقدرش يبوظ لنا الحفلة
رد الياس بدبلوماسية : ما يقدرش يبوظها وضعه الاجتماعي ما يسمحلهوش يلعب على المكشوف ، هو يضرب في الضهر ماشي لكن عيني عينك كده لا
استقام مهاب واقفا وقال : أنا هاكلمها تاني واعرف الحكاية كلها
الياس : طب بسرعة عشان نلحق نسافر نرتب القصر اكيد عايز شغل جامد
وجه كلامه لفاطمة :
وانتي يا فاطمة هتقدري تيجي معانا ولا هتيجي على معاد الحفلة
ردت فاطمة بحيرة وقالت : بصراحة ماعرفش بابا هيوافق اني اروح معاكم ولا لا انت عارفه .
هز الياس رأسه بتفهم وقال : تمام وياستي لو خايف عليكي خليه يجي معانا ، واعتبريها رحلة مدفوعة التكاليف لمنطقة ريفية فائقة الروعة
هتفت بسعادة : احلف
رفع حاجبه باستنكار من أفعال تلك المجنونة وقال : واحلف ليه انا عمري كذبت عليكي
هزت رأسها بلا وقد كان قلبها يتراقص بين ضلوعها وطبول الفرح تدق داخله ، كم تمنت ان ترى المنزل الذي ترعرع فيه ذلك الوسيم بخيل المشاعر ..سارق قلبها
________________________
صدح ممدوح باعتراض : قلت لا يعني لا هتروحي تعملي ايه في حفلة زي دي
ابعدت دموعها وهي تقول : مش عايزاه يزعل في الحفلة المميزة بالنسبة له انا عارفة قد إيه هو فرحان ، يمكن الكلام دا مش مهم عندك بس عشان خاطري لو كان ليا عندك خاطر يا بابا وافق اني اروح الحفلة وبعدها اوعدك اني مش هاشوف مهاب تاني
امسك يديها وقبلهما بحنان وقال : خاطرك كبير عندي اوي يا هاجر انا بس خايف إياد وابوه يزعلوا
صمت قليلا ثم لاحت إليه فكرة فقال : بصي انا وصلتني دعوة من العيال دي ، وماكنتش ناوي اروح بس عشان تعرفي ان خاطرك كبير عندي انا هاروح وهاخدك معايا ، كده مش هيكون فيها أي شك
رفعت وجهها تطالعه وهي تفكر : هل تحبني ام تحب مصالحك ، ماذا عليا ان افعل تعاملني بلطف جم وفجأة تلقي بي في قاع قسوتك ، هل انت الطيب ام الشرير، الحنون ام القاسي، أسئلة لا أجد لها أي اجابات ..
قالت بعد عدة لحظات من الصمت : شكرا يا بابا
تنهد بارتياح وقبل جبهتها وقال : مافيش شكر بين الاب وبنته حبيبته
تركها تغوص في دوامه احزانها وغادر الى عمله يلعن مهاب ذلك الوغد الذي تقرب من ابنته وأسر قلبها بطريقته البهلوانية تلك ، ذلك الحقير جعلني انا ممدوح الصاوي اتنازل واحضر حفل حقير كهذا ، انتظر ايها الوغد انت وصديقك فما خفي كان أخطر واخطر
____________________________
كانت فاطمة تركد خلف والدها كخياله : بالله عليك يا عبد الناصر ، ايدك ابوسها ، حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة ، وافق وحياة بنتك فاطمة
كان يكتم ضحكاته وهو يقول : يا بنتي عيب نروح بيت ناس لا احنا نعرفهم ولا هم يعرفونا الناس يقولوا عليكي ايه ، بت إنتي ، إنتي كرامتك دي لاقيتها على الرصيف من ابو الأربعة بخمسة جنيه
كشرت وقالت بحنق : هو فيه حاجة دلوقتي بخمسة جنيه
انا كرامتي لقيتها على باب جامع يلا بقى وافق
_ سيبيني افكر ، قالها بتسلية واضعا قدم فوق الأخرى
صرخت _ يالهوي مافيش وقت يا عبد الناصر
اتسعت عيناه قال : بت عيب تصرخي كده
مطت شفتيها ونظرت له كقطة بريئة تقول : ورحمة ماما وافق
تبدلت ملامحه للضيق وقال : أنا هوافق بس عشان دا شغلك وأخيرا بدأت الشركة تشوف النور مش اكتر
تهللت اساريرها وأطلقت زغرودة مما جعل عبد الناصر يهب واقفا يكتم فمها بيده ويقول : اه يا مجنونة يا بنت المجانين
تمتمت بما لم يفهمه ، ابعد يده عنها وقال : بتقولي ايه يا اخرة صبري
ركدت بيعدا عنه وهي تقول : ايدك على أربع خمس الآف جنيه اجيب فستان والذي منه
اتسعت عيناه وقال : خمس الآف جنيه يا بت المفترية
هتفت من داخل المرحاض : اومااال ، أنت لسة شوفت حاجة دانا لحد ما اتجوز هخليك تبيع هدومك يا عبد الناصر
ضحك على تلك المشاكسة وقال : أمري لله
_____________________________
بعد عدة ساعات بالسيارة
وصل الياس ومهاب وفاطمة ووالدها إلى القصر
كان رازي كعادته ينتظر في شرفة منزله قلقا على شقيقه ينظر في ساعته من ماركت رولكس كل خمس دقائق ، لم يهدأ حتى سمع صوت السيارة هبط لاستقبالهم
انكمشت تقاسيمه حينما رأي فاطمة ووالدها ، تبا لك الياس الأحمق انا لا احب الغرباء، كان هذا ما فكر به ، اقترب من الياس صافحه وهمس له بغضب : إنت كل مرة هتدخل عليا بواحدة كده
حمحم الياس وقال بنفس الهمس : ابوس ايدك يا رازي دول جايين عشان الحفلة ، ودي فاطمة اللي كلمتك عنها فاكر
عقد حاجبيه ونظر لها ليقيمها أقبلت هي بضيق وقد تذكرت انها رأت قدر مع الياس ذات مرة في السوق وقالت بحنق : الآنسة تقرب لكم ايه ؟!
تبادلا النظرات حاول رازي ان يخفي ابتسامته وحاول الياس ان يخفي قلقه من تلك المعتوهة التي لا تستطيع إخفاء مشاعرها
رد رازي بسرعة : دي الآنسة قدر الممرضة الخاصة بيا
ردت هي ومازالت الغيرة تتملك منها : ممرضة بس ولا حاجة تاني يا الياس
تدخل عبد الناصر مسرعا لإصلاح ما افسدته ابنته الخرقاء وقال وهو يرمقها معاتبا : فاطمة شكلها تعبانة شوية من الطريق ، فرصة سعيدة يا رازي بيه
صافحه رازي وقال بجمود : شكرا ، خدوا راحتكم
وجه كلامه لقدر وقال ، قدر قولي لسناء تجهز لهم الغرف
انهي كلامه واتجه للخارج
بينما رحب الياس بهما بحرارة : اتفضلوا البيت بيتكم يا استاذ عبد الناصر
اتجه الياس ناحية قدر واعطى لها بعض الأكياس وقال بابتسامة حانية : قدر خدي دول عشانك
قالت بدهشة : ايه دول
فتحت أحدهم وجدت ثياب لها واخر به هاتف جوال
نظرت له بامتنان حقيقي : وقالت شكرا يا الياس انت بجد احن اخ في الدينا كلها
حك الياس خلف رأسه بخجل وقال : يارب يعجبوكي ،والموبايل كمان فيه خط عشان تقدري تكلميني انا ومهاب في أي وقت تمام
هزت رأسها بامتنان وقالت : ربنا ما يحرمني منكم
كانت فاطمة شاردة فلولا تلك الكلمة الأخيرة(اخ ) لكانت سحبت قدر من خصلاتها مقتلعة اياهم في يدها
ضيقت عينيها وفكرت ، اخ ، وايه الاهتمام دا كله بحتة ممرضة
كان الياس يراقب أفعال تلك المندفعة ابتسم بداخله كان يريد أن يتأكد من شئ ما والأن هو شبه متأكد ، أنها تكن له مشاعر كما التي بداخله
قال الياس : قدر خدي فاطمة والأستاذ عبد الناصر على غرفتهم وانا ومهاب هنشوف رازي عشان ترتيبات الحفلة
كان مهاب شاردا يفكر هل ستأتي هاجر ام سيمنعها ذلك المستبد ممدوح
أشار إليه الياس وقال : مالك يا إبني، لسة ماظبطش امورك مع هاجر
زفر بضيق وقال : أنا لو عليا أتقدم حالا بس حظي بقى ان صباعي تحت ضرس ممدوح زفت الصاوي
ابتسم الياس على ذكر الاسم وقال : تفتكر هيجي ؟
رد مهاب بحزن : تفتكر هاجر هتيجي ، يهمني اوي تكون موجودة انهاردة
ربت الياس على كفه وقال : حتى لو ماجاتش انا متأكد انها هتكون فرحانه اكتر منك لنجاحك
خرجا هما الاثنان بحثا عن رازي وحينما وجدوه كان شاردا يفكر كيف سيواجه الناس وهل سيستطيع التفاعل معهم ام سيرحل بعيدا ويضرب بكل تلك الحفلة اللعينة عرض الحائط
قاطعه صوت الياس : باشا مصر كلها ، اللي واخد عقلك
ابتسم رازي بسخرية ولم يعلق
قال الياس بحماس : رازي ايه رأيك في فاطمة
رد بتريس : مندفعه ، وكثيرة الحركة ، بس نقية من جوه ، ويمكن انا غلطان في كل دا
تبادل الياس ومهاب النظرات اردف مهاب : ياباشا محدش بيعرف يحلل الناس قدك ، ودا برضو نفس رأيي من خلال شغل سنتين معاها
حدجهما الياس بنظرات ضيق وقال : يا استاذ محلل انت وهو انا عايز اطلب إيد البت ، ايه المندفعة ومتهورة هو انا هحلل أبعاد شخصيتها
رفع رازي كتفيه وقال : المهم رأيك انت ، أنت شايفها ازاي رأينا مش مهم
أكد مهاب قول رازي وقال : الباشا بيقول الصح
وكزه الياس بخفة في كتفه وقال : إنت يلا الباشا دافعلك فلوس عشان كل حاجة يقولها تصدق عليها
ضحكوا ثلاثتهم
اما بالداخل فقد كانت قدر بمثابة الماثلة أمام اكبر محكمة في التاريخ
فاطمة لم تكف عن الاستفسار عن كل كبيرة او صغيرة في الموضوع ، حكت لها قدر كل شئ عن حياتها لم تكذب في اي كلمة ، الآن أصبح لدى فاطمة تفسير منطقي لتواجد قدر مع الياس يوم ان رأتهم في السوق يشترون الثياب
أتمت قدر كلامها : بجد الياس ومهاب والسيد رازي اكتر ناس محترمة قابلتها ، ولما اقول كده لازم تصدقي لأني شوفت كتير في حياتي تقريبا شفت كل أنواع الرجالة ، ماعدا النوع دا
يمكن عشان النوع دا مش بيروح أماكن زي اللي انا كنت عايشة فيها ..
وما ان انهت كلامها حتى اندفعت فاطمة تحتضن قدر بفرحة مما جعل قدر تبتسم بتعجب من فعلتها
هتفت فاطمة : أنا مبسوطة اوي
عقدت قدر حاحبيها وحاولت التملص منها وقالت: فرحانة؟؟!
انا كل اللي احكي له حكايتي يعيط الا انتي
تنهدت بسعادة وبعدها ربتت على كف قدر وقالت : أنا فعلا متأثرة والله بكلامك بس بصراحة ….
عضت شفتها السفلى وقالت : كنت فاكراكِ حبيبة الياس
ابتسمت قدر بتسلية وقالت : اممم ، بقى كده ، يعني الياس هو الكراش صح
هزت فاطمة رأسها بخجل بمعنى نعم ثم هبت مندفعه وقالت: تعالى بقى اوريكي عبد الناصر اشترالي ايه للحفلة دانا طلعت عينه حرفيا ، وبالمرة توريني الياس جابلك ايه
ابتسمت وهزت رأسها يمينا ويسارا من أفعال تلك المجنونة
__________________________
في الصباح كان اليوم شاقا على الجميع حالة من الاستعداد التام للحفلة الكل يقف على قدم وساق ما عداه هو ، لقد تناول افطاره وذهب إلى الاسطبل اصطحب جوكي وجوليان في نزهة خلوية هادئة بعيدا عن كل تلك الضجة والأجواء الصاخبة
بحثت قدر عنه لم تجده في أي مكان حتى تسللت للجناح الغربي خلسة كالمعتاد ترى أين ذهب؟ ، رباه هل هو طفل صغير حتى اقلق عليه هكذا ، ثم أنني غريبة الأطوار لما اقلق من الاساس ماذا يعني لي دراكولا هذا ..
عادت لتنهمك في الترتيبات مرة أخرى في محاولة منها للابتعاد عن التفكير في اختفائه المفاجئ
حل الليل سريعا بدأ المدعوين في الحضور واحدا تلو الاخر كان الياس ومهاب ورازي يقفون عند باب الحديقة لاستقبال الحضور
خرجت فاطمة وقدر من القصر كانتا كأميرتين من دزني
لم يستطع الياس ان يشيح بنظره عن فاطمة التي لأول مرة يراها تضع مساحيق التبرج مرتدية فستانا من اللون الاسود اللامع مناسب لعمرها غير مبالغ فيه وحجاب نبيتي هادئي
لقد كانت مميزة حقا
اما عن قدر فقد كانت سندريلا الحفل لم ينقصها سوى أمير يأتي لاصطحابها معه في سهرة لا تنسى طالعها رازي بجمود
قائلا في قرارة نفسه : تبدو بريئة اكثر ان لم تضع كل تلك البهرجة الكاذبة ، لقد كانت اجمل قبل ان تضع هذا التبرج اللعين على وجهها ، لكن كلهن يعشقن تلك المظاهر الخادعة يجدن لعب الأدوار جيدا ، لبس الأقنعة ، والتحول كالحرابي .
كانت ترتدي فستانا زهريا مائلا للون السماء الصافية وحجاب ابيض ناصع لقد كانت جميلة حقا
اقترب الياس من فاطمة وهمس : الصلاة على النبي
رمقته بنظرة اجادت فيها تمثيل الضيق ولكن قلبها يقفذ من الفرحة وقالت : بتعاكس حضرتك
رفع كفيه ببرأة وقال : دانا بقول الصلاة على النبي
تظاهر بالجهل وقال : حضرتك كان فيه باشمهندسة مبتدئة كده اوزعه في نفسها اسمها فاطمة ما تكعبلتيش فيها وانتي نازلة
اتسعت عيناها وقالت : اوزعة ، أنا اوزعة يا طويل التيلة
ضحك هو ونظر إلى قدر التي كانت تتابعهم بابتسامة وقال: هو انهاردة ليلة ١٤ ولا ايه ، أصل فيه قمر مكتمل في ليلة التمام قدامي
ابتسمت بخجل وقالت: شكرا يا الياس
قالت فاطمة بغيظ : حضرتك بتوزع حنية على الكل انهاردة ولا ايه ، ولا شغلوك مطيباتي الحفلة
ضحك علي كلامها فهو يتعمد اثارة غيظها ليرى قطة شرسة أمامه
تحركوا ثلاثتهم ناحيه الحفل ، وأخيرا وصل الوفد الإيطالي الحفل صافحهم الياس بحرارة ورحب بهم رازي ومهاب وجلسوا في ركن هادئ بعيدا عن الصخب .
مر وقت كان مهاب موجها ناظره تجاه باب الحديقة يتسأل هل ستأتي ام لا ، من الواضح أنها لن تأتي
وفجأة خابت ظنونه ظهرت متأبطة ذراع والدها اتسعت ابتسامة مهاب ما ان وقع ناظره عليها لفت هي نظرها عليه
همس هو بعدم تصديق : الكابتن لابسة فستان ؟؟!
هب واقفا فتلك هي المرة الاولي التي يراها ترتدي فستانا
اقترب منهما صافح والدها بترحيب
قائلا بتملق : شرف كبير لينا يا باشا انك شرفت الحفلة
مال على اذن هاجر هامسا : الفستان قمر اوي عليكي
سحبها ممدوح بضيق وحدجه بنظرة قاتلة مغزاها ابتعد عنها
تركت هاجر يد والدها هامسة :بابا انا مش صغيرة عشان تكلبش في ايدي كده ممكن تسيبني اخد راحتي
تصنع الابتسامة وهو يشاور لأحد الشخصيات المهمة وقال من بين أسنانه: بشرط تقعدي عاقلة ومش عايز مشاكل
أجابت على مضض : موافقة
تركها تتفتل هنا وهناك كانت تهرب من ملاحقة مهاب لها
اما عن الياس ما إن رأي ممدوح حتى استأذن من الشركاء وذهب إليه وقال : فرصة سعيدة ممدوح باشا
رد ممدوح بتكبر : مبروك الصفقة
ابتسم الياس وقال: الله يبارك فيك ، الحمد لله ان فيه ناس فهمت انها مهما كانت جبروت في الأقوى منها في ربنا اللي بيقسم الأرزاق
رد ممدوح : معلش اصل الإنسان لما بيشبع بيحب يرمي الفتات بتاعه للمحتاجين
كان متوقع من الياس ان يثور عليه فيغضب ويأخذ ابنته ويرحل ، ولكن رد الياس أفسد مخططه : هي دي سنة الحياة يا ممدوح بيه الغني لازم يساعد الفقير والقوي يساعد الضعيف ولا ايه
تصنع ابتسامة صفراء وقال : اسيبك تستمتع بالحفلة
أخيرا مهاب استطاع ان يمسك بهاجر كانت تتوارى خلف القصر
جاء مهاب من خلف شجرة وقال: بتهربي مني ليه يا كابتن هاجر
شهقت بفزع وقالت : مهاب انا عملت المستحيل عشان ابقى هنا انهاردة مقابل كده وعدت بابا اني مش هاكلمك ، خلي الليلة تعدي على خير انا لحد دلوقتي مش مصدقة أنه وافق يخليني اجي
هز رأسه بحزن ثم اردف بغيظ : ان شاء الله تعدميه البعيد
تركها ومشى خطوات سريعة كان حقا يغلي بداخله ود لو امسك والدها اطاح به من مبني شاهق الارتفاع
كانت مصدومة من كلامه هذا لكنها حزينة على مهاب ماذا سيفعل حينما يعلم انها ستكون لغيره
في الحفلة
تحرك ممدوح بغرور وسط الحضور كان بداخله بركان ثائر يفكر : من هؤلاء ليحضر حفلهم الوضيع هذا
وفجأة وجه ناظره ناحية اليمين ليتجمد مكانه حينما رأها اجل هي ، يا الله كيف ترتدي ثياب غالية كهذه هل أصبحت بائعة هوى يشتري لها هذا الهدايا وذلك الثياب ، اقسم لو سلمت نفسها لأحدهم سأفتك بها وبه ، انها لي وحدي ، خلقت لتكون ملكي انا انها فتاة ممدوح الصاوي ، لن يمنعني عنها احد بعد اليوم سأخذها عنوة ..
نسى الجمع الهائل من حوله خيل له انها الآن في صحراء وحدها ضائعة منه وقد وجدها أخيرا
صدح بصوت جعل معظم الحضور ينتبه: قدر
رعشة مقيتة سرت بكامل جسدها حينما سمعت ذلك الصوت الذي لطالما كان الأكثر مقتا بالنسبة لها
لفت وجهها ببطء ناحية مصدر الصوت وقعت الكأس من يدها
صمت تام احتل كيانها تجمدت مكانها وهو الآخر لم يتحرك انشًا واحدا كانت الحرب قائمة فقط على النظرات مرت دقيقة كاملة كانت نظراته تشتعل تملك لها وبأنها له ونظراتها تشتعل تحدي له وبأنه لو اخر رجل في العالم فلن تكون له
انتبه هو للساحة التي يقف فيها وذلك الحشد من حوله الذي بدأ الانتباه لهما اقترب منها قبض على يدها وحاول جرها خلفه للخارج ، انتبه رازي ضيق عينيه وهب واقفا تحرك بحذر حتى لا ينتبه احد ، كان رازي يفكر هل هناك علاقة تربطها بهذا الرجل ، هل ارسلها لخطب ما ، اقسم لو كانت تابعة له لن اتردد لحظة في سحب سلاحي وتفريغه في أم رأسها ورأسه
تسلل رازي خلفهم بهدوء حتى لا يلحظه احد اختبأ خلف سيارة احد الحضور كان قريبا جدا منهما
مازال ممدوح يقبض على معصمها بقوة
الغضب ينهشه كحيوان مفترس بلا رحمة صدح : كده برضو يا قدري ، تسيبني انا ممدوح باشا الصاوي اللي اي بنت رهن إشارة مني وتجري ورا عقلك الصغير ، قوليلي بقى مين ضحك عليكي ولبسك الحاجات الحلوة دي ها
ضغط اكثر على يدها فأطلقت صرخة وهي تنتحب
وتابع هو : انطقي بعتي نفسك لمين ، وانا المغفل اللي كنت مانع نفسي عنك وعايزك تبقي ليا بالمحبة ، كنت غبي
قال كلمته الأخيرة بقهر بصوت تردد صداه في الخلاء الذي يقفان فيه
صرخت هي محاولة التملص منه وهي تقول من وسط بكائها : اخرص انا مش حقيرة زيك انا طول عمري نضيفة ، انت عشان زباله فاكر الناس كلها زيك
رد هو بتحدي وقال : انتي بتاعتي انا ، إنتي ملك ممدوح الصاوي فاهمة بإرادتك او غصب عنك هتكوني ليا ، مهو مش معقول كل ليلة ادخل اشوفك وانتي نايمة واطمن عليكي بكل حب وفي الاخر تهربي مني ، مانا كنت قادر اخدك معايا في اي شقة واكسرك وتبقي زي جارية عندي وتحت أمري، بس مع الأسف كنت عايز اعمل منك ملكة طلعتي ما ينفعش تكوني الا جارية
كور رازي يده بغضب من سماعه كلام ذلك الوغد ود لو لكمه في صف اسنانه اوقعه ارضا او اقتلع لسانه هذا حتى يصمت
كانت ترتعد كليا نطقت من وسط شهقاتها : أنا أشرف منك ومن عشر زيك ، اللي زيك فاكر انه يقدر يشتري اي حاجة او اي حد بالفلوس لكن احب اقولك انت مريض ومجنون
حاول سحبها عنوة وهو يحاول ايصالها إلى السيارة خاصته تعالت صراختها تستنجد راااازي ، الياس
وهنا فكر رازي ثم تصرف سريعا صدح بصوت جوهري : قدر .
تجمد الصاوي مكانه ترك يدها سريعا وصل رازي عندهم وقال ما جمد قدر كليا كانت نبرته حنونة جدا مختلطة بقلقه المصطنع عليها
قال : كنتي فين يا حبيبتي انا قلبت الحفلة عليكي
لقد أجاد لعب الدور جيدا فمن يستطيع أن يجيد لعب الأدوار مثله
احتدت أعين ممدوح غضبا قال : حبيبتك ؟؟
تظاهر رازي بالمفاجأة وقال : متهيألي اعرفك ، انت ممدوح الصاوي مش كده ، ايه موقفك مع المدام انتوا تعرفوا بعض
همس ممدوح بصدمة : المدام
اما عنها وكأنها أصبحت جماد من أثر المفاجأة من كلماته …
فهناك كلمة ترفعك لتحلق في السماء وكلمة تهوى بك إلى سابع ارض ……
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندبات قدر)