رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية بركان عهد (شغف القاسم) الجزء الرابع
رواية بركان عهد (شغف القاسم) البارت الرابع
رواية بركان عهد (شغف القاسم) الحلقة الرابعة
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
☆☆☆☆☆☆☆
الوطن هو العزة، والكرامة، ونبض القلب، لا يوجد ما هو أحقُّ من الوطن في الحصول على أرواحنا، الوطن عزيزٌ على الجميع وغالي على كل القلوب، إما أن نعيش في الوطن ونخدمه أو نموت من أجله.
بعزة وشموخ كان يسيران “قاسم و يزين” يقرعون الأرض بأقدامهم كمن يريدون أن تصل صداها لأعدائهم، يعلمون أن هذه العملية هي الأخطر في حياتهما وأهميتها لوطنهم ضرورة قصوى لسلامة شعبهم ولابد من اجتيازها بمهاره، فهم من أهم ضباط الجهاز يكملان بعضهم الآخر، “قاسم” ( المارد ) و”يزين” ( الهكر )، يقعوا ضمن فريق الاستخبارات الحكومي المسؤول عن توفير المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالأمن الوطنى القومي المصري على الصعيدين المحلي والدولي..
دلفوا الي مكتب رئيسهم الذي ينتظرهم لكي يخبرهم بتفاصيل العملية يجلس العقيد “سلامه الجندى” بهيببته المعهوده هو والفريق الخاص بتنفيذ العملية، أشار لهم أن يتقدموا…
اقترب “قاسم ويزن” وألقوا عليه التحيه العسكريه وبسط كلا منه يده يصافحه باحترام..
هتف قاسم:
— ازاى سعادتك يا سيادة العقيد.
ابتسم له العقيد ببشاشه قائلا:
— الحمد لله يا”قاسم”
واكمل حديثه
— يالا يارجاله اتفضلوا اقعدوا إحنا في انتظاركم علشان نبدأ الإجتماع.
تابع قاسم إلقاء التحيه على “شريف وسيف” إحدى أعضاء الفريق المساعدين له اللي في العمليه قائلا:
— ازيكم يا وحوش يارب تكونوا ارتحتوا وقضيتم أجازه سعيده مع الأسره..
كان يقولها وهو يعلم أنهم يلعنوه فى سريرتهم، أما “يزين” كان يكتم ضحكاته من هيئتهم البلهاء وهم ينظرون له بفاه مفتوحه..
صدح صوت “يزن” بتهكم ضاحك:
— أيه ياوحوش مش عجبكم كلام المارد ولا أية..
أجابه “شريف” بسخرية:
— لا طبعا عاجبنا إزاي ميعجيبناش إحنا روحنا ارتحنا في بيوتنا أربع ساعات وجينا..
قوس فمه بامتعاض
— بذمتك ده يرضي ربنا.
هز “يزن” رأسه يوافقه
— علشان كده أنا متجوزتش.. مش فارق معايا ارتاح في بيتي أربع ساعات أو أنامهم على كنبة المكتب عندي كله محصل بعضه.. الدور والباقي عليكم أنتم اللي غلطتوا واتجوزتوا في حد عاقل يعمل العمله دي.
قال الاخيره باستفزاز بقصد اغاظتهم على نعمة الحريه
عقب عليه “سيف” بتأييد
— عندك حق أنا ما لحقتش أبقى عريس..
قطع مهاطرت حديثهم و مزاحهم الساخر صوت “قاسم” الأجش قائلا بحده:
— أنا بقول لما الوطن ينادينا لازم أيه..
أجابوه ثلاثتهم في نفس واحد
— نلبي النداء فداء للوطن يافندم..
اعتدلوا وشدوا ظهورهم للخلف وبعيون ثاقبه كالصقر نطقوها برجوليه وخشونة تنبع من مصدقيتهم وتفانيهم فى خدمة الوطن..
ضحك العقيد “سلامه بصوت عالي قائلا بمزاح:
— يعني ما كان من الاول تسمعوا الكلام لازم تجيبوا لنفسكم الكلام من المارد يلا نسمي الله ونبدا الاجتماع..
وحول نظره لقاسم بتساؤل :
— ايه اللي عندك يا قاسم اللى بخصوصه جمعتنا بسرعة ؟
اخرج قاسم هاتفه من جيب جاكيته وعبث به حتي فتح أبلكيشن الرسائل ووضعه أمام القائد لكي يريه محتواه قائلا :
— دي آخر رساله تهديد جاتلي وطبعا الموضوع كده دخلوا في أولادي وده اللي مش هسمح انه يحصل وأنهم يكونوا طرف في شغلنا.
أكد العقيد “سلامه” علي كلامه قائلا بحسم :
— ولا احنا هنسمح بده يحصل ومفيش حاجه بإذن الله هتحصل لاولادك اطمن إحنا عيونا عليهم وأي حاجه يفكروا فيها إحنا هنكون عارفينها وسبقينهم بخطوه.. فما تشيلش هم ولادك وأهلك في عينينا وتحت رعايتنا وهنزود الحراسه عليهم.. وأنت كمان لازم تكون محذرهم من أي تهور أو أي خطوه يعملوها لازم يكون عندنا علم بيها.. وانا هتواصل مع اللواء “عوني” علشان نرتب الحمايه اللازمه للاسره كلها..
نظر له قاسم بأمتنان على اهتمامه بأسرتة :
— متشكر جدا يا سياده العقيد على اهتمامك وأنا مستودعهم عند ربنا وإن شاء الله ربنا مش هيجيب الا كل خير وهيحفظهم ليا…
أمن على دعائه فريق العمل والعقيد
— إن شاء الله ربنا معانا ويحفظهم لك وتفرح بيهم
نقر العقيد سلامه بقبضة يده على منضدة الاجتماعات ليشد انتباهم للموضوع الرئيسى قائلا بخشونه
— طب خلونا نرجع لموضوعنا الاساسي.. المعلومات اللي وصلت لينا بتقول أن رجل الأعمال زعيم المافيا المصري هيصفوه في اقرب وقت عشان بقي كارت محروق ليهم.. وطبعا هياخذ مكانه في مصر زعيم تاني ينفذ ليهم اللي “سالم” رفض ينفذهلهم ولازم نعرف هو مين.. بس لازم تكونوا متأكدين أن اللي وراه “بلاك”.. وقبل ما كل ده يحصل لازم الميكروفيلم اللي معاهم يكون في أيدينا قبلهم.. وفوق ده كله أنا عاوز زعيم المافيا المصري “سالم منصور” يكون عندي حي..
أجابه قاسم بإصرار :
— تمام يا فندم بس لازم قبل ما نحط الخطه.. لازم نعرف آخر حاجه وصل لها الظل وأيه آخر معلومه بعتها وأمتى بالظبط يا شريف..
قال الأخيره وهو ينظر ل شريف
بسط شريف يده وعبس في حاسوبه النقال:
— آخر رساله وصلتلنا من الظل بتقول أن “مارك” خطف بنت “سالم” عشان يهدده أنه هيقتلها مقابل أنه ياخذ الميكروفيلم علشان “سالم” هو اللي يستلم صفقه القرن.
واكمل سيف حديث شريف بعملية :
— كده إحنا معانا وقت نوصل ل سالم قبل ما يصفوه.. والظل هيكون في انتظاركم طبعا هناك وهو مرتب كل حاجه مع المرأة النارية.. يعني أنتم هتسافروا تلاقوا كل حاجه مترتبة.
أكد العقيد سلامه على ضرورة حديثهم :
— لازم توصل للميكروفيلم وسالم يرجع مصر حي لأن المعلومات اللي عنده ما تقلش اهميه عن المعلومات اللى موجوده على الميكروفيلم ربنا معكم يا رجاله شدو حيلكم..
صدح صوت “يزن” يلقي الضوء على نقطه مهمه لم يستتركوا الحديث فيها طوال الإجتماع قائلا بعمليه:
— لسه في حاجه مهمه مش عاملين حسابها المرأه الناريه بنت “سالم” دي أيه حكايتها مش يمكن تكون شغاله معاهم وهي اللي سلمت أبوها ليهم ما هي أصلا واحده منهم ومتربيه وسطهم .
اجاب عليه “شريف” بصوت نبره حاسمه ينفي ما تفوه به “يزن” قائلا:
— بالعكس المعلومات اللي وصلت بتقول أن تخصصها الحقيقي طبيبه ورافضه كل شغل أبوها.. عشان كده الظل المسؤول عنها هيحاول يهربها قبل ما “مارك ” يتجوزها غصب عنها ولأن الأمور اصبحت بين “مارك وبلاك” حرب علي مين هيتجوزها احنا لسه معانا وقت نخلصها منهم……
كان “قاسم” يستمع لهم وهو يقلب بالملف الخاص بها ويشاهد صورها والشكوك تكبر داخله يحدث نفسه بصوت عقله الذي لا يكف عن التفكير بها
— من انتى أيتها المرأة النارية..؟!
تُرى ما بكي لكي تترعرعى وسط كل هذه الشبكة العنكبوتية لأكبر مؤسسات المافيا العالمية وأنتى تخالفى عقيدتهم وميولهم الساديه وتكنى لهم هذه الكراهيه ؟!
هل حقاً تريدين العوده الي وطنك ام هذه لعبه من الاعيبك؟!
ليتني اعلم وجههك الحقيقي من بين كل هذه الوجوه، وما الذي يميزك حتي يتقاتل عليكي أخويين لم يقدر شياطيين الإنس ولا الجن على تفرقتهم سوى غيرك..
هل حقاً تستحقي أن أنقذك أما سأصفيكي بنفسي وينتهي دورك في هذه اللعبه.
نظر له العقيد بفضول وهو يضيق ما بين حاجبية ويسألة بإهتمام قائلا:
— قاسم أنت ساكت ليه ما تقولنا بتفكر في أيه وقررت أيه بخصوص المرأة النارية.
حول “قاسم” نظره إلي العقيد بنظرات زاد مغذي غامض نابع من عمق تفكيرة قائلا :
— بفكر في “المرأه النارية” وليه “مارك” عاوز يتجوزها مدام خطف “سالم” وأعلن أنه مات كده هو أستلم مكانه مش محتاجها في حاجه.. وبعدين “بلاك” أزاى سايبه كده من غير ما ياخدها منه في سر ولازم أفهمه .
نظر سيف ل قاسم باندهاش من أفعال هذه المرأة النارية قائلا بتوضيح:
— والمعلومة اللي لسه مأكدها “الظل جلال” حالا أن تصرفاتها غير متوقعة وخارجه عن دائره العقل وأنها لما لقته مهووس بيها وهي مش راضيه تتجوزوا لأنها بتكره هو وأخوه لدرجه أنها ضربتهم بالنار الأتنين ومفكرتش بالعواقب اللي ممكن تحصل لها.
اغلق “قاسم” الملفات التى أمامه وجمعهم ووضعهم في حقيبتة واستقام واقفاً يدعوا بدعائه المفضل
— اللهم هب لي ثبات ليس من بعده شتات يارب العالمين .
وقف جميع الفريق احتراماً له وامنوا علي دعوتة يدعون له بالتوفيق له هو ومن معه.
تابع قاسم حديثه قبل مغادرته يخبرهم بما سيفعله بخصوص المرأة النارية قائلا بتأكيد:
— يبقى الدكتوره لازم ترجع معانا مهما اتكلف الأمر.. كده كل المعلومات بقت معنا..
وأنهى حديثه
— مش هوصيكم على أسرتي تخلوا بالكم منهم .
بسط العقيد “سلامه” كفه يضغط على كتفه يشدد عليه
— أسرتك هي أسرتنا كلنا متشيلش همها.. وفور انتهاء الاجتماع هيكون في طاقم حراسه مسؤول عن حمايتهم
وأكمل حديثة قائلاً:
— الظل “جلال” هينتظركم في المطار ومعاه كل الصلاحيات اللي هتوصلكم ل سالم ربنا معاكم يا رجالة..
اقترب “يزين” من “قاسم” وبسط زراعه يصافح زملائه و يودعهم:
— نشوفكم علي خير يا رجالة
وأقترب من سياده العقيد يودعه بالتحيه العسكرية
— مع السلامه يا فندم
ابتسم له العقيد سلامة ورد له التحية العسكرية هو أيضا وأخذه في أحضانه كما لو كان إبنه قائلا:
— ربنا معاكم يا يزن
أبتسم له بحبور وحول نظره الي قاسم
— يلا بينا عشان ميعاد الطياره.
المتعارف علي قاسم أنه لا يحب الفراق، اكتفي بالتحية العسكرية وهو ينظر للجميع بشبح ابتسامة هادئه والقي عليهم التحيه وسار هو ويزن كانت خطواتهم ثابته لا تقبل التهاون ولا الاستسلام وغادروا مبني المخابرات العامة بأكمله، ركبوا السياره الخاصة بالجهاز وظل كل منهم يعمل على جهاز حاسوبه النقال يتابع الأحداث..
************
مضى بعض الوقت ووصلوا الي المطار ومازال “قاسم” يفكر في تنفيذ العمليه وما يخطط له حتي هزه يزن قائلا:
— انزل يلا يا ابني .
واخرج من جيبه بعض الورقات الماليه وأعطاهم للسائق وغمز له بعينه قائلا:
— اتفضل يا معلم وأبقى ادعيلي
ضحك زميله علي تعبيره واتقن معه دور التمثيل قائلا:
— متشكرين يا فندم بس دا كتيرررر اوى .
ضحك “يزن” علي مجارات زميله له وأمسك كتفه يربت عليه بضربات خفيقه وهو يقبض على كف يده يثنى بداخله الورقات النقديه واكمل حديثه
— ولا كثير ولا حاجه ياراجل الدبله في أيدك اليمين وشكلك مسحول وداخل على جواز خلي الباقي علشانك تصرفهم في الهنا..
ضحك الاثنين بقهقه وصوت عالي وغمز “يزن” له وتركه واعتدل يقترب من “قاسم” يسيرون بخطوات قوية ودلفوا من الباب الخارجي للمطار ومازال “قاسم” شارد الفكر في المرأة النارية حتي قطع تفكيره صوت “يزن” قائلا:
ّ– أيه يا “قاسم” طول الطريق ساكت ليه.. ما تقلقش عليهم ربنا هيحفظهم ان شاء الله..
آمن “قاسم” على دعائه قائلا:
— إن شاء الله ربنا يحفظهم.. أنا مستودعهم عند ربنا وأنا متأكد أنه مش هيوجعني فيهم.. تعالى نخلص الإجراءات علشان أعزمك على قهوه.
___________
أنهي حديثه وقبل أن يستدير ليذهب مع “يزن” تباطئت خطواته عندما صدح صوت هاتفه أخرجه لكي يجيب وهو مشغول الفكر، اصطدم بكتله أنثويه مهلكه على آثارها ارتعشت كل خليه بجسده، شخص بصره من هالة الجمال التى سقطت بين أحضانه، فتاه هيئتها تحبس الأنفاس، حاوطها بزراعيه قبل أن ترتطم بالأرض، سقط هاتفه المحمول تحت قدميهم أثر اصطدمهم، استندت بكفيها علي صدره تتفادى ملامسة أجسادهم، بعفويه رفرفت بأهدابها مندهشه لصخب دقات قلبه التى استشعرتها تحت راحتيها تحتفل بشرارة أول لقاء بينهم، جف حلقها من سواد مقلتيه التى سحبتها لعاصفه مشاعر هوجاء هزت أوصالها، بفعل الهواء تطايرت خصلات شعرها حولها كرياح محمله بنسائم عطرها التي سكنت رئتيه، استنشق عبقها بتيه وهو يتأمل ملامحها التي يخجل ياسمين الدنيا من جمالها..
ابتلع لعابه وتحمحم يخرج صوته :
— أنا آسف أنتي كويسة ياآنسه..
تجمدت مكانها وهرب صوتها ظلت تجلي صوتها وهى تغمض عينها تستجمع شتات نفسها التي بعثرتها زراعيه التى تحاوط خصرها هاتفه بتلعثم بعد أن استجمعت اغلب قوتها :
— أنا اللي آسفه خبطت في حضرتك لأن كنت مستعجلة.
سقطت نظراتها على الهاتف الملقى تحت اقدامها انحنت لتجلبه له وقبل أن تلمسه، سحبتها يد “قاسم” تمنعها من الانحناء أكثر قائلا:
— لو سمحتي مينفعش..
وبسط يده يجلبه ووضعه في جيب جاكيته..
بينما ظل مقبض علي الكف الآخر لها، سقطت نظراته على كفها الذي يرتعش بين أنامله، مرر إبهامه على باطن كفها المتعرق، زاغت نظراتها وتسارعت ضربات قلبها تعلو تصم أذنيها وتحبس أنفاسها، وضعت راحة يدها موضع قلبها نواسى خافقها فى نبضاته الزائده عن الحد، نجمعت الدموع بعينيها من شده خجلها ظننا منها أنه يسمعها .
فى حين “قاسم” حاله ليس أفضل منها بكثير، بدون وعي منه وضع كف يده موضع قلبه يستشعر الألم الذي نشب فيه أثر لمستها له..
يقسم لقلبه
— أنني اسمع دقاتك التي لو سمعها الجميع لفتضح أمرى..
ماذا بك لماذا تترنح بين ضلوعي..
فاق علي صوتها :
— شكرا يا فندم
العين بريد القلب التقت أعينهم في نظره ترسل خطابات غرام، تعسر الأثنين في فهم أبجديتها، وعره هى سهام الحروف التى تتشابك تغزل كلمات تنطق بها العيون، نظرات كانت أبلغ وأعمق من أى حديث..
غرق هو فى دوامة زُرقة بحر عينيها مشاعر اجتاحته لأول مره يختبرها ويشعر بها..
انبهر “قاسم” محدثا نفسه:
— ولا يليق بجمال عينيها سوى الغزل..
— يالله إيه بحر عيونك ده مش ممكن تكوني طبيعية..
العيون نوافذ إلى الروح والجسد، قبل أن يُكمل تمعن في تقاسيم وجهها وجد الدموع تترقرق بهم، شعر بوخزه في خافقة
أكمل حديثه نفسه
— ماذا بكي يا جميلتي لكي يسكن كل هذا الحزن عينيكي..
نهر نفسه من تمعنه فيها وسئلها
— انتي كويسه يا آنسه…
فاقت من شرودها على صوته وهي تهز رأسها بحركات معاكسة لبعضها تتساقط الدموع منهم أثر اهتزاز رأسها وكشفت عن كاسات الدم الحمراء التي تكاد تنفجر منهم، بارتعاش سحبت “كارمن” يديها ترتعد كمن مسها مس من الجن، وخطت خطوات سريعة دون أن تنطق كلمه واحده..
هرولت تفر هاربه مخافتاً من اكتشافه لمشاعرها وليدت اللحظه التى لا علم لها أنها محاطه بها مهما بعدت المسافات وستكون بركان عهد يدمغ قلبها..
************
اقترب “يزن” من “قاسم” بعد أن أنهى إجراءات السفر يهتف باسمه ولكن لم ينتبه له، هزه “يزن” لكي يحسه على الإصغاء لما يقول، وجد العرق يتصبب من جبينه ووتيره أنفاسه تتعالى كمن ينازع الموت وهو يضغط بكف يده موضع قلبه
حاول النداء مره أخرى ولكنه شارد فى عالم آخر لم يستمع له ولم يجيب علي نداءه..
تحدث “يزن” بصوت عالي بعض الشئ وهو يمسكه من منكبيه:
— مالك يا قاسم أنت تعبت فجأة ليه أيه اللي حصل.. اطلب لك دكتور المطار؟!
لم يجيب عليه “قاسم” لصعوبة تنفسه، خارت قواه وجلس على أقرب مقعد ينظر في أثرها الذي يحتل طيفها مقلتيه يحدث نفسه :
— من أنتي يا امرأه سرقتي قلبي معكي.. هل كانت لمستكي مسمومة جعلت سُمكي يجرى في عروقي مجرى دمي، وقلبي الذي يترنح بين ضلوعي يكاد يقفز من بينهم لولا خلقه الله فى قفص صدري لكان فر خلفكي..
بسط “يزن” يده يعطيه زجاجة المياه، يجلس علي قدم ونصف أرضا أمامه قائلا بقلق:
— يا “قاسم” قوم معايا الدكتور يكشف عليك انت كنت كويس وتعبت فجأة.. بلاش تسافر وأنت تعبان اعتذر عن العمليه دى سلمها لحد تاني..
حاول قاسم أن يستقيم وهو يتنفس بصعوبه بالغه قائلا:
— أنا هدخل الحمام اغسل وشي وهبقي كويس ان شاء الله
وتركه بالفعل دون أن ينتظر رده عليه، سار بخطوات بطيئة يكاد يلفظ انفاسه، ودلف إلى الحمام وقف أمام المرآة ينظر علي وجهه الذي شحب لونه، كانت دقات قلبه تقرع مثل طبول الحرب، وضع راحتيه يمسد عليه يستشعره بين انامله وجده يخفق بشده يعلن عن ميلاد مشاعر جديده يكتشفها لاول مره، كور قبضه يده يضرب موضوع قلبه ضربات قويه متتاليه لكي يهدأ يحدثه كمن يسمعه ويريده أن يصغ لأوامره ويهدء
— أهدى أيه اللي حصل لده كله أنت “قاسم عوني” بتشوف بنات كتير أوي أنت شوفت الأجمل منها.. أنت مش مراهق مش معقول من لمسه أيد قلبك هيخرج من مكانه.. أنت عمر ده ماحصل مع “خديجه” حتى وأنت في قمه نشوتك..
تابع باصرار
— لا أنا لازم اسيطر علي وجع قلبي مش انا اللى لمسة أيد تهزنى كده..
وضع رأسه تحت المايه البارده وخرج بعد فتره وجهه أحمر قانى من شدة كبت مشاعره التى ستتحول ل”بركان عهد” يقطعه على نفسه وهو يسلك دربها..
***********
اقبلت “كارمن” على صديقتها المصريه “ريهام” التى كانت تنتظرها فى صالة المطار، تهرول عليها بخطوات سريعة وقلب متلهف من الأشتياق وعقل يكاد ينفجر من التفكير فيما حدث لها، مشاعرها التى تتلاعب على أوتار القلق وخفقان قلبها الذي يكاد يكسر ضلوعها ويعلن للجميع تمرده..
ارتمت في أحضانها وظلت تبكي ثم أبتعدت عنها بعد دقيقتين تجفف دموعها بظهر كفها مثل الاطفال، كانت “ريهام” خلالها تربت على ظهرها بحنان، سحبتها من ذراعيها بعيداً عن منتصف الطريق تنظر لها بتسأل
— ماذا بكي
وقبل أن تتفوه بكلمه وضعت “كارمن” يدها موضع قلبها قائله :
— أنا مش قادره أتنفس الحقيني يا “ريهام” قلبي بيوجعني هموت وسقطت في الأرض مغشى عليها.
حاولت “ريهام” أن تلتقطها قبل تصطدم أرضا ولكن كانت “كارمن” أسرع تفترش الأرض تسبح فى غمامه غرام جرفها إليها خافقها بدون مقدمات..
جلست أمامها تبكي وتحاول افاقتها تضرب وجهها ضربات خفيفه متتالية سريعة هاتفه بقلق:
— مالك يا”كارمن” ردى عليا
لم تجيب عليها ابتلعت ريقها بخوف وأشارت لإحدى الرجال التي كانت تشاهدهم عن قرب تطلب منه المساعدة:
— لو سمحت ممكن تساعدني ادخلها العربيه.
وفعلا اقترب منها الرجل بدون تردد وانحني وحملها قائلا باستفسار:
— فين العربية يا آنسه
هرولت بقلق إلى سيارتها تفتح بابها الخلفي قائله بلهفه :
— نيمها هنا
واشارت بكف يدها علي الأريكة الخلفية لسيارتها واستدارت بعجالة للباب المقابل له كى تفتحه بكف يدها، تتكئ بركبتها اليمني على طرف الأريكة الخلفي وهي تبسط زراعيها تلتقطها من بين زراعيه لتتفحصها..
فعل الرجل ما أمرته به ريهام :
— تأمريني بحاجة تانية معلش انا مضطر استأذن علشان ميعاد طيارتي …..
كانت “ريهام” تدلك كف “كارمن” وتنثر عليها العطر لكي تستفيق..
حولت نظرها له تنظر له بامتنان
— أنا آسفة أخرتك على طيارتك بعتذر منك
قالت كلمتها ثم عادت الي “كارمن” مره أخرى لتطمئن عليها
صدح صوت الرجل قائلا :
— ربنا يطمنك عليها وتركهم وغادر بهدوء
مازالت “ريهام” تحدث “كارمن” بهدوء حتى تستفيق، بعد خمس دقائق بدأت “كارمن” تتململ وتلتقطت أنفاسها بأنتظام وهى تنظر ببلاهها الي “ريهام”
— أيه اللي حصل يا ريهام .
************
في مكان آخر وتحديدا في أحد الدول التى تسيطر عليها المافيا حيث ترتبط الحكومة بالجريمة المنظمة، وخصوصاً عندما يشارك مسؤولين الحكومه والشرطة والجيش في أعمال غير مشروعة، يتحول المجتمع إلى جماعات إجرامية منظمة أرتبطت بشكل قوي بالسلطات التي سيطر عليها الأزرع اليمني للمافيا وتحديدا
فيلا ( بلاك ومارك )
صاح “بلاك كابوني” بصوت غاضب
— أين هي يا راجل .
طأطأ الحارس رأسه أرضا خوفا من بطش رئيسه قائلا :
— آسف سيدى لا يوجد لها أي أثر في القصر.
اكفهر وجهه وتطاير الغضب من عينيه وصاح بصوت كالعاصفة التي أسقطت حوائط القصر فوق رؤوس من فيها واكمل مارك حديثه
— اسمع يا مخنس في غضون 24 ساعه أعرف لى مكان تواجدها وألا أرواحكم هي الثمن.
كان مارك يحدث نفسه بلسان العقل وهو يشاهد غضب وثورة أخيه من هروبها ولاكنه يريد أن يصل لها قبلا منه:
— انا لابد أن أعرف أين ذهبتي..
أنا أكثر شخص يعلم جيدا أنكي تستطيعى الهرب ببراعه..
ظل عقلة يتوعد عليها واكمل :
— اااااه منك أيتها المرأه النارية..
كيف سولت لكي نفسك الهروب من براثيني، لقد فعلتي ما لا يجرؤ على فعله غيرك يامن تستحقين لقب المرأة النارية بجدارة كما اطلق عليكي زعماء المافيا هذا اللقب، لابد من أن اطفئ نار جنتك علي الأرض وارسلك للجحيم كي ننعم أنا وأخي بدونك…..
*********
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بركان عهد (شغف القاسم))