رواية شمس ربحها القيصر الفصل العشرون 20 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر البارت العشرون
رواية شمس ربحها القيصر الجزء العشرون
رواية شمس ربحها القيصر الحلقة العشرون
نهضت شمس من مكانها واتجهت نحو مكتب خالد بعدما أخبرتها السكرتيرة إنه ينتظرها في الداخل ..
تقدمت بخطواتها وطرقت على الباب بخفة ليأتيها صوته الرجولي يسمح لها بالدخول ..
فتحت الباب ودلفت الى الداخل ليرفع وجهه من فوق أحد الملفات وهو يأمرها :
” تعالي يا شمس ..”
أغلقت الباب خلفها وسارت نحو قبل أن تجلس على الكرسي المقابل له ليهتف هو بعملية :
” أنتِ الأولى على دفعتك ومشروعك اخذ المركز الاول .. من المفترض أن يكون مستواكِ جيد جدا وتكونين من أفضل المتدربين لدينا فكونك الإولى على دفعتك في جامعة رصينة كجامعتك يدل على ذكائك وشطارتك في مجال الهندسة عموما ..”
أومأت برأسها دون رد ليكمل بجدية :
” عملك سوف يكون تحت إشرافي أنتِ وبقية المتدربين ومن يتم تثبيته لدينا سينتقل الى احد الأقسام الموجوده هنا تحت أشراف احد مدراء الأقسام .. مدة التدريب ثلاثة أشهر وبعدها يتم تحديد من يبقى ومن يخرج بناء على رأيي أنا وبعض مساعديني ..”
أكمل أخيرا :
” عليك الإلتزام كليا … انا ومن حولي لا نتهاون بكل ما يخص العمل كما إنك تتنافسين مع نخبة من الخريجين وجميعهم من الاوائل على جامعاتهم لذا المهمة لن تكون سهلة ابدا ..”
هزت رأسها وهي تفكر إنها لا ترغب بالعمل لديهم من الأساس كي تستمع لكل هذا رغم علمها إن إيجاد وظيفة في هذه البلاد أمرا صعبا بل يكاد يكون مستحيلا خاصة لخريجين الهندسة والذين يتقاتلون للعمل في شهادتهم بدلا من اللجوء لأعمال أخرى فقط لكسب العيش ..
سوف تكون جاحدة إن رفضت هذه الفرصة لكن وجود قيصر حولها يرعبها خاصة إنها تعلم جيدا إن وجودها هنا ليس صدفة كما يدعي ..
قالت أخيرا بإختصار :
” ان شاءالله سأكون عند حسن الظن ..”
” سوف تأخذين ورقة ملىء البينات من سكرتيرتي وتبدئين دوامك غدا …”
اومأت برأسها ثم استأذنت منه وخرجت لتتجه نحو السكرتيرة التي أعطتها ورقة البيانات لتأخذها وتملأها قبل ان تتجه بسرعة خارج الشركة وقد قررت ألا تقابل قيصر اليوم تحديدا غافلة عن تلك التي رأتها وإشتعلت غضبا من وجودها فإندفعت الى مكتب ابن عمها بسرعة والذي صاح بها مستنكرا دخولها بهذا الشكل :
” ما هذا ..؟! كيف تدخلين الى مكتبي بهذه الطريقة ..؟!”
تجاهلت نبرته تلك وهي تقترب منه بملامحها الحادة تسأله :
” ماذا تفعل تلك الفتاة هنا ..؟!”
رد بجدية :
” إنها من ضمن الطلبة الأوائل اللذين سنقوم بتدريبهم لدينا ..”
صاحت بعصبية :
” أي طلبة أوائل يا خالد ..؟! مالذي تفعله أنت وقيصر بالضبط ..؟!”
ضرب خالد سطح المكتب بقوة أفزعتها لتشحب ملامحها كليا وهي تراه يحدث بصوت رغم هدوئه لكنه صارم مهيب :
” مع من تتحدثين هكذا يا حوراء ..؟! مع من ترفعين صوتك بهذا الشكل ..؟! ”
هتفت بصوت متحشرج :
” ماذا تتوقع مني أن أفعل وأنا أرى تلك الفتاة هنا وحولنا من جديد ..؟!”
رد بقوة وحدة :
” وما شأنك أنتِ..؟! لماذا تتدخلين فيما لا يعنيكِ ..؟! اسمعي يا حوراء .. إياك ثم إياك أن تتدخلي في أمور العمل التي تخصني أنا أو قيصر أو اي احد من اعضاء مجلس الإدارة .. وإياك ثم إياك أن تدخلي مكتبك بهذه الطريقة الغبية او ترفعي صوتك في وجهي لإنني لن أتردد لحظة واحدة في فصلك من العمل دون أن أتراجع حتى لو جلبتي أخيك بل لو جلبت جدي رحمه الله صاحب كل هذه الأموال والشركات ..”
نظرت إليه بعينين مشتعلين دون رد بينما هو يتأملها ببرود لتندفع خارج المكتب بعصبية يتابعها هو بنظرات لا مبالية قبل أن يعود الى عمله ..
……………………………………………………………….
دلفت الى منزل صبا بعدما استقبلتها الأخيرة مندهشة من قدومها إليها فهي أخبرتها إنها ستذهب صباحا لإستلام النتيجة ثم تخرج مع اصدقائها في الجامعة لتناول الطعام والتنزه في احد المولات ..
اتجهت شمس مباشرة الى غرفتها تتبعها صبا التي سألتها بعدما أغلقت الباب خلفها :
” ماذا حدث ..؟! تبدين غاضبة .. من المفترض أن تكوني في أفضل حالاتك اليوم فإنتِ الإولى على دفعتك كما أردت ..”
لم ترد شمس عليها بينما جلست صبا بجانبها على سريرها وأردفت :
” ماذا هناك يا شمس ..؟! هل حدث شيئا ما في الجامعة ..؟!”
ردت شمس أخيرا :
” لقد أخبرني العميد إن هناك شركة تود مني أنا والاوائل على الدفعة أن نتدرب لديهم .. ”
” جيد .. هذا خبر جيد للغاية ..”
قالتها صبا بجدية ثم عقدت حاجبيها وهي تسألها بإستغراب :
” ولكن ما سبب غضبك الشديد من هذا ..؟!”
ردت شمس بعصبية :
” التدريب سيكون في شركة قيصر عمران يا صبا ..”
اندهشت ملامح صبا مما تسمعه فهتفت بعد لحظات :
” اللعين .. هل كان يلعب طوال تلك السنتين ..؟! هل طلاقه لكِ كان تمويها لا اكثر ..؟!”
نهضت شمس من مكانها وسارت نحو النافذة المطلة على الشارع لتقول وهي تنظر خارجها :
” لا أعلم .. ولكنه لا يحتاج للتمويه .. هو يأخذ ما يريد وكان يستطيع إجباري على هذا الزواج من خلال التهديد .. ”
” إذا لماذا فعل هذا الآن ..؟! بالتأكيد الأمر ليس صدفة ..”
إلتفتت شمس إليها بسرعة وقالت بجدية :
” مستحيل .. مستحيل ان يكون صدفة ..”
أردفت وهي تبتسم بتهكم :
” رغم إنه قال ذلك .. ”
” إذا ماذا حدث بينكما ..؟! الواضح من حديثك إنك ذهبت الى الشركة .. ”
سألتها صبا بترقب لتجيب شمس وهي تومأ برأسها :
” نعم ذهبت .. وقابلته كما قابلت ابن عمه المسؤول عن تدريبي وملأت ورقة البينات لكنني لا أظن إني سأتدرب في الشركة ..”
أكملت مجيبة على سؤالها :
” لم أستطع التحدث معه …”
أردفت بغيظ منه ومن إسلوبه معها :
” لقد تجاهلني بكل وقاحة وصرفني متحججا بوجود اجتماع لديه .. ”
” يا له من ماكر ..”
قالتها صبا بسخرية ثم أكملت بجدية :
” ألن تذهبي الى التدريب حقا ..؟! إنها فرصة جيدة رغم كل شيء ..”
زفرت شمس أنفاسها بقوة ثم جلست بجانبها وقالت :
” أعلم ذلك ولكنني لا أريد الإقتراب من هذا الرجل .. لا أريد وجوده حولي .. لن أجازف بنفسي أبدا ..”
” هل تعلمين أين المشكلة ..؟!”
نظرت إليها شمس بترقب لتتبع صبا بجدية :
” لو كان قيصر عمران ما زال يريدك وما زال يضعك في رأسه فلن يجعله رفض ذلك التدريب يتواني عن فعل اي شيء آخر لنيلك …”
سألتها شمس بتوجس :
” ماذا تقصدين ..؟! ماذا سأفعل إذا ..؟!”
قالت صبا محاولة تهدئة مخاوفها :
” لا أريد تخويفك لكن دعينا نتحدث بالعقل .. هل تظنين إن كان ما زال يريدك سوف يؤثر به رفضك للعمل عنده في شركته .. ؟! بالطبع لا … انا فقط أريدك أن تفكري بعقلك وتجدي طريقة تبعدينه عنك غير رفضك التدريب عنده ..”
” وما هي هذه الطريقة ..؟!”
سألتها شمس وهي تنهض من مكانها وتتحرك داخل الغرفة بإضطراب لترد صبا :
” لا أعلم لكن دعينا نفكر .. سنجد طريقة ما بالتأكيد ..”
ثم هتفت بها وهي تراها تسير ذهابا وإيابا بهذا الشكل :
” اجلسي يا شمس و دعينا نفكر بالعقل .. ”
تأففت شمس بضيق وهي تجلس جوارها بينما قالت صبا بهدوء :
” مبدئيا .. ماذا ستفعلين بشأن التدريب ..؟! هل ستذهبين ..؟! ”
ردت شمس بصدق :
” لا أعلم .. هي فرصة جيدة لكنني خائفة للغاية مما ينتظرني هناك اذا ذهبت .. ”
” كم مدة التدريب ..؟!”
أجابت شمس :
” ثلاثة أشهر ..”
أردفت وهي نهض شفتيها :
” فكرت في المحاولة .. المشكلة إنني لا أضمن ايجاد وظيفة أخرى وقد آن الآوان أن أعتمد على نفسي .. وحتى قرار عملي كمعيدة لن يصدر قبل عام على الأقل وربما لن يصدر أصلا فأنتِ تعرفين لا يوجد شيء مضمون عندنا .. ”
” للأسف هذا صحيح ..”
قالتها صبا بضيق على حالها وحيرتها لتقول بعد لحظات :
” حسنا .. ما رأيك أن تستفسري منهم على بعض الأمور ..؟! مثلا إذا أردت الإنسحاب من التدريب .. هل يحق لكِ ذلك ..؟! والأهم هل ستحصلين على شهادة منهم في حال نجاحك في التدريب حتى لو لم تعملي لديهم بعدها ..؟! ”
صمتت شمس ولم ترد لتكمل صبا :
” أقصد إنه في حالة مسموح لك الانسحاب متى ما أردتِ تستطيعين التجربة وإن وجدتِ أي تصرف غبي منه فإتركي التدريب .. ”
نظرت إليها شمس بسكون وهي تراجع حديثها في عقلها حائرة بين رفض التدريب فورا او تجربته مبدئيا ثم تقرر اذا ما إستمرت فيه أم لا ..
……….:………………………………:……………………….
جلس خالد امام قيصر الذي بادرة بالسؤال :
” ماذا حدث مع المتدربين الجدد ..؟! هل قابلتهم جميعا ..؟!”
رد خالد :
” على أساس إنك لا تعرف لا وتراقب الأمر منذ اول يوم وتضع جم تركيزك عليه ..”
أكمل بجدية وهو يرى جمود ملامحه :
” لقد إلتقيت بها هي وبعض من الخريجين .. أخبرتها ما أخبرتهم ثم خرجت وملأت استمارتها .. من المفترض ان تبدأ غدا ..”
صمت ثم قال وقد تذكر أمر حوراء :
” حوراء رأتها ودخلت الى مكتبي في قمة غضبها .. ”
” وما علاقتها هي ..؟! لمَ تتدخل فيما لا يعنيها ..؟!”
قالها قيصر بغضب ليرد خالد بجدية :
” بالنسبة لي تصرفت معها بشأن تدخلها في أمور عملنا أما بالنسبة للباقي فهذه مسؤوليتك .. ”
فهم قيصر ما يرمي اليه ليقول بهدوء :
” لا بأس .. سأتحدث معها اليوم ..”
قال خالد بدوره :
” لكن ضع في بالك إن عمل شمس مع حوراء في نفس المكان قد يسبب المتاعب لشمس .. أنت تعرف أختك جيدا ومدى دهائها وما قد تفعله بالفتاة خاصة إنها تراها دون المستوى .. ”
” ماذا ستفعل مثلا ..؟! أنا أعرف جيدا كيف أتعامل معها وأضعها عند حدها ..”
قالها قيصر بنبرة جادة ليهتف خالد أخيرا :
” أقول هذا لمصلحتك فحوراء عموما تتعامل مع الجميع هنا بتعالي وسلاطة مزعجة لكن وضع شمس يختلف تماما وأنت تدرك هذا .. ”
اومأ قيصر برأسه متفهما ثم سأل :
” من الغريب أن تقوم انت بتقديم النصيحة لي يا خالد .. ”
رد خالد ببرود :
” أقول هذا لأجل الفتاة ليس لأجلك .. صحيح إنها تبدو قوية وليست سهلة لكنها ليست مثل أختك فالفتاة تبدو طيبة القلب وعفوية عكس حوراء تماما ..”
تغاضى قيصر عن حديثه عن اخته بهذه الطريقة فهو يدرك جيدا إن أخته هكذا بالفعل وبالتالي لن يمنعه عن حديثه هذا لإن خالد معه الحق ..
هم بالرد على حديثه لكنه قاطعه رنين هاتفه ليهتف بخالد :
” لحظة وسأعود لأتحدث معك بشأن حفل يوم السبت ..”
ثم أجاب على الإتصال قائلا بصوته الرخيم :
” اهلا تارا ..”
انتبه خالد لإسمها وقد تركزت حواسه لا اراديا على حديث ابن عمه الذي أكمل :
” نعم .. ! دعينا نلتقي ظهر الغد ونتحدث إذا لم يكن لديك موعد .. جيد .. نلتقي غدا إذا .. ”
ودعها وأغلق الهاتف ثم أخبر خالد :
” من أجل الحفل .. لقد تحدثت مع لميس وأخبرتني إن كل شيء جيد لكن أريد منك أن تتأكد من هذا بنفسك .. ”
رد خالد بجدية :
” لميس تعرف ماذا تفعل .. صحيح إنها المرة الأولى التي تعمل بها على تنظيم حفل لكنها ستنجح بالتأكيد وطالما قالت إن كل شيء جيد معناه هكذا ..”
قال قيصر بجدية :
” أعلم هذا وأثق بها لكنها المرة الأولى وربما تكون نسيت شيئا ما لذا يجب أن يذهب أحدا منا ويتأكد .. ”
زفر خالد أنفاسه ورد :
” حسنا سأذهب .. سأتحدث معها ونذهب سويا الى الفندق .. ”
” لقد بدأت عملها عند أياد صفوان أليس كذلك ..؟!”
سأله قيصر ليرد خالد :
” نعم بدأت التدريب اليوم .. ”
هتف قيصر بسرعة :
” أعلم إنك منزعج لكن لميس قوية وذكية ولا تحتاج أن تخاف عليها .. ”
اومأ خالد برأسه متفهما ثم قال وهو ينهض من مكانه :
” حسنا سأتواصل مع لميس الآن وأرى متى سينتهي عملها كي نذهب سويا الى الفندق .. لم يتبقَ سوى يومين على الحفل .. ”
هز قيصر رأسه ثم سأله :
” عمتي علياء وغيث ورانيا سيصلان غدا .. أليس كذلك ..؟!”
رد خالد بإيجاب :
” نعم .. ”
” من الجيد إنهم سوف يستقرون هنا .. لا داعي لمزيد من الغربة .. ”
” معك حق ..”
قالها خالد ثم انسحب من المكتب متجها الى مكتبه بينما يجري اتصالا مع لميس يخبرها عن موعد انتهاء عملها ..
…………………………………………………………….
كانت تارا تجلس مع أياد الذي يتحدث بحماس عن مشروعه الجديد وكيف يريد منها أن تكون هي إحدى ضيوف البرنامج الذي سينتجه بنفسه ..
حدقت به تارا تستمع الى حديثه بهدوء ثم قالت أخيرا :
” فكرة البرنامج رائعة لكنها لا تناسبني ..”
هتف بدهشة :
” لماذا ..؟! مالذي لا يناسبك فيه ..؟!”
ردت بهدوء :
” أظن من الأفضل أن تستضيف أشخاص لديهم خبرة وتاريخ اطول .. ”
قاطعها بجدية :
” أنت تعملين في هذا المجال منذ حوالي عشرة اعوام وشهرتك تخطت اولئك الذين تتحدثين عنهم ولديهم تاريخ طويل .. نحن في زمن لا يعتمد على التاريخ والخبرة يا تارا .. أنت تدركين ذلك جيدا .. نحن نعتمد على الموهبة نفسها والذكاء والإجتهاد في العمل ..”
أكمل بعدها بتعقل :
” أساسا سنك الصغير وشهرتك الواسعة رغم عمرك هذا وسنوات عملك القصيرة ملهما للعديد من الشباب المبتدئين في مجالات عملهم والذين يحبون أن يسمعوا كيف بدأتِ من الصفر ووصلتي الى ما وصلتِ إليه الآن .. ”
نظرت إليه بصمت ظاهري بينما داخلها تختلط العديد من الأشياء فكيف تخبره إن ظهورها في برنامج وثائقي يروي قصتها كشخصية مشهورة أمرا غير مقبولا بالنسبة لها ..!
هي لم تتحدث عن حياتها الخاصة يوما ولن تفعلها فطوال سنوات عملها لم تتطرق الى ماضيها وما حدث معها مسبقا وبالتأكيد ظهورها في هذا البرنامج سوف يحتم عليها الحديث عن طفولتها ومراهقتها وهي لن تستطيع أن تكذب وتخترع امام الجمهور قصصا غير حقيقية فقط كي ترضي فضول المتابعين فهي لم تكذب يوما بشيء ولن توهم من حولها بأشياء عكس الواقع لذا فضلت ان تتجاهل الماضي ولا تتطرق إليه أمام احد ..
” سوف أمنحك الأجر الذي تريدنه ويكون هناك دعاية خاصة لحلقتك ..”
هتفت تارا بسرعة وغضب مكتوم :
” الأمر لا علاقة له بالأجر فأنا أجري غالي دوما يا أياد وبالطبع لن أطلب منك أجرا أعلى من الباقي .. وبالنسبة للدعاية فوجودي لا يحتاج الى دعاية وانت تعرف ذلك ..”
زفر اياد أنفاسه وسأل بجدية :
” إذا ما المشكلة .. ؟!”
ردت تارا منهية الحوار :
” لا توجد مشكلة .. انا فقط لا أريد خصوصا إنني أنوي التركيز على إلبومي الجديد الفترة القادمة ..”
قاطعه صوت طرقات على الباب ليسمح للطارق بالدخول فتدخل لميس إليهما ..
هتف أياد بجدية :
” تعالي لميس .. هل أنهيت ما طلبته منك ..؟!”
أومأت لميس برأسها وهي تجيب :
” نعم أنهيته ..”
ثم سارت نحوه وأعطته الأوراق وإلتفتت نحو تارا تحييها :
” مرحبا يا هانم .. ”
ردت تارا وهي تبتسم بخفة :
” أهلا يا لميس هانم .. ”
ابتسمت لميس بهدوء لتسمع أياد يقول لها بجدية :
” جيد .. بإمكانك الذهاب إذا أردتِ ..”
أومأت لميس برأسها وهي تأخذ الأوراق منه بينما قررت تارا إستغلال الفرصة والذهاب هي الأخرى حيث نهض وقالت :
” وأنا أيضا سأذهب يا أياد فلدي موعد عمل مهم للغاية ..”
ثم إستأذنت منه وخرجت قبل لميس التي اتجهت الى مكتبها لتحمل أغراضها وتخرج حيث قد وصل خالد منذ دقائق وهو ينتظرها أمام المقر ..
أما تارا فسارت خارج المقر متجهة نحو سيارتها حينما لمحته يقف مستندا على سيارته التي لسوء الحظ تقف بجانب سيارتها حيث ينظر الى هاتفه ويبدو منزعجا من شيء ما ..
أكملت سيرها نحو سيارتها حينما رفع وجهه ويبدو شعر بإقتراب أحدا منه لترسم إبتسامة مقتضبة على وجهها وهي تحييه برسمية :
” مرحبا يا .. ”
صمتت مدعية الحيرة ثم أكملت متسائلة :
” خالد .. أليس كذلك …؟!”
رد خالد بتهكم بارد :
” نعم .. خالد عمران يا تارا هانم .. ”
” تنتظر أختك أليس كذلك ..؟!”
اومأ برأسه دون رد لتكمل :
” هي ستأتي .. لقد ذهبت لجمع أغراضها على ما أظن ..”
أكملت بجدية يشوبها المكر :
” أختك لطيفة للغاية .. لبقة وجذابة جدا .. لا تشبهك ابدا .. “
ارتسمت إبتسامة باردة على شفتيه وهو يجيب :
” إنه شيء جيد للغاية أن يتحدث الناس عن أختي بهذا الشكل .. هي بالفعل لطيفة مع الجميع .. ”
شعرت بالغيظ لتجاهله جملتها الأخيرة ورده البارد على مديحها لأخته فقط لكنها أخفت ذلك بمهارة وقالت بإقتضاب :
” معك حق .. ”
انتبه الاثنان الى لميس التي سارت نحويهما بملامح مندهشة من وقوفهما سويا لتبتسم بخفة وهي تلقي التحية على أخيها ثم تتجه نحو تارا وتهتف بها :
” كيف حالك يا هانم ..؟! لم أستطع سؤالك أثناء وجودنا عند أياد بك .. ”
ردت تارا بعذوبة كعادتها :
” انا بخير .. من المفترض أن أقول كيف حالك يا لميس لكنني سأستعين بكلمة هانم طالما إنك تصرين على إستخدام الألقاب في حديثنا .. ”
ردت لميس بسرعة :
” حسنا لم أقصد .. نحن فقط معتادون على إستخدام كلمة هانم او بك في أحاديثنا عموما .. ”
ردت تارا متجاهلة نظرات خالد المصوبة نحوها بوضوح :
” أعلم ذلك .. لكنني لا أحبذ أن يناديني الناس عموما بهذه الطريقة .. اسمي تارا وأحب مناداتي بهذا الإسم مجردا حتى في تعاملاتي الرسمية فأنا أفضل كلمة سيدتي على تارا هانم لإن الأولى معتادة في التعامل الرسمي لدي الجميع ..”
” حسنا سأناديك بتارا طالما إنك تحبين ذلك .. ”
قالت تارا :
” بالطبع أحب وإذا لم يكن لديك مانع فسأناديك بلميس فقط .. ”
أكملت بصراحة :
” أنا أتصرف بناء على طبيعتي .. يعني أعلم إنكم في الطبقات العليا تستخدمون القابا رسميا في مناداة معارفكم الغير مقربين لكنني إعتدت على التعامل بطريقتي التي نشأت عليها رغم إن معظم تعاملي مع أشخاص من طبقتكم لكنني لا أحب التلون بناء على طبيعة الشخص ونمطه في التعامل ..”
نظرت اليها لميس بإعجاب رغم دهشتها من حديثه عن عدم إنتمائها لطبقتهم فيبدو ان تارا الهاشم صنعت نفسها بنفسها حقا ورغم كل ما جنته من ثروه بسبب عملها ما زالت تحتفظ بأصولها القديمة وتعتد بها ..
” حسنا اسمحي لي بالذهاب الآن فلدي موعد هام .. ”
ثم إلتفتت نحو خالد خالد تهتف به برسمية :
” سعدت بلقائك يا بك .. ”
” انا الأسعد ..”
قالها بنفس الرسمية ليجدها تلتفتت الى لميس وتقول :
” أوصلي سلامي الى قيصر .. كان من المفترض أن ألتقيه اليوم لكنني إضطررت الى إلغاء الموعد بسبب ظرف طارئ ..”
” بالطبع سأفعل وقد أوصلت سلامك له المرة الماضية .. ”
” وهل أوصلتِ سؤالي الى خالد بك ..؟!”
قالتها وهي تلتفت نحو خالد وقد استطاعت أن تتجه بالحديث الى هنا بعدما إدعت ارسال السلام الى قيصر بينما هي حدثته صباح اليوم ..
همت لميس بالرد نافية ذلك لكن خالد أجاب بدلها :
” نعم أوصلته وأجبت عليه أيضا ..”
قالت تارا بسرعة :
” حقا ..؟! لكنها لم تخبرني بجوابك ..”
قال خالد بسرعة رغم نظرات لميس المنزعجة :
” لا بأس .. سأخبرك انا .. أخبرتها إنني لست مهتما ولا أنوي الإهتمام بهذه الأشياء التافهة من وجهة نظري ..”
حافظت تارا على رباطة جأشها بشكلٍ مثير للإعجاب لتهتف بهدوء :
” الموسيقى ليست تفاهات يا خالد بك .. الموسيقى إسلوب حياة لا يفهمه الأشخاص الذين ينظرون الى الحياة من جانب واحد .. جانب بارد عملي لا روح فيه ..”
رمقها بنظراته الباردة لتهتف لميس محاولة انقاذ الوضع :
” هو لا يقصد .. لكنه ليس من هواة الأغاني ومختلف الفنون عموما .. ”
ظل خالد ملتزما بملامحه الهادئة ونظراته الباردة المستفزة قبل أن يقول :
” نعم لست من هواتها ..ولا أستمع الى الموسيقى والأغاني الا نادرا حينما أكون فارغا ولا أجد شيئا أفعله سوى ذلك ..”
” حقا ..؟! ولمن تستمع في أوقات فراغك الثمينة ..؟! يهمني أن أعرف ذوقك في مجال الموسيقى عموما .. ”
سألته بإستهزاء واضح ليرد بنفس الهدوء :
” لا أستمع الى الاغاني سوى نادرا كما أخبرتك .. وفي هذه المرات النادرة غالبا ما أستمع الى الأغاني الأجنبية .. اما العرب فأنا لا أستمع إلا لبعض المطربين أكثرهم قدامى و يوجد اثنين او ثلاثه فقط من الجيل الجديد فالأغاني والمطربين الحاليين عموما لا يغنون ما يستحق السماع ..”
” تارا أغانيها رائعة يا خالد ومختلفة عن ابناء جيلها بشهادة الجميع ..”
قالها لميس محاولة تصحيح الموقف ليرد خالد بجدية :
” لم أستمع لأغانيها لكنني سمعت صوتها بشكل عابر .. صوتك جميل لا خلاف على ذلك لكنني أحب صوتا طربيا قويا أما صوتك المليء بالإحساس لا يناسبني .. ”
” إذا تحب الأصوات الطربية .. ؟!”
سألته بجدية ليومأ برأسه دون رد لتبتسم بخفة وهي تقول :
” جيد … وأنا أيضا أحبها كثيرا ..”
ثم قالت منهية الحوار :
” لقد سعدت بلقائكما .. عن إذنيكما ..”
ثم سارت نحو سيارتها تاركة خالد يتابعها بملامح باردة ليسمع اخته تهتف به بضيق :
” ماذا فعلت يا خالد ..؟! ألا تستطيع أن تكون لبقا قليلا معها .. ؟!”
رد خالد بلا مبالاة :
” وماذا فعلت ..؟! قلت الحقيقة .. صوتها ناعم ليس قويا وانا لا احب هذا النوع من الأصوات .. ”
ثم سار نحو باب السيارة وفتحها تاركا لميس تشتاط غضبا منه ومن بروده ..
…………………………………………………………….
مساءا ..
في قصر عائلة عمران ..
جلس قيصر أمام والدته في صالة الجلوس والتي هتفت به :
” هل صحيح تلك الفتاة ستعمل لديك يا قيصر ..؟!”
قال قيصر ببرود :
” لقد أخبرتك ابنتكِ بهذه السرعة يا والدتي العزيزة..”
ردت كوثر بسرعة :
” وما المشكلة في هذا ..؟! من حقي أن أعرف كل شيء ..”
قاطعها بغضب :
” كلا ليس من حقك ولا من حق أي أحد وإبنتك هذه سأعرف كيف أتصرف معها ..”
نهض من مكانه وأكمل محذرا :
” لا أريد سماع حرف واحد منكِ ولا من غيرك .. لا يحق لأي أحد أن يتدخل في شؤوني .. لم أسمح لأي أحد أن يتدخل في أموري الخاصة منذ أن كنت صغيرا في السن حتى أنتِ ووالدي رحمه الله وبالتأكيد لن أسمح الآن ..”
أردف بنبرة قاطعة متجاهلا ملامح والدته الحادة :
” حياتي خط احمر .. غير مسموح لأي شخص أن يتجاوزها ..فهمتِ يا كوثر هانم ..”
أنهى كلماته وخرج تاركا والدته تشتغل غضبا منه فهو لم يسمح لها بالحديث حتى بينما هبط هو نحو غرفة مكتبه ليجد احدى الخادمات هناك فيهتف بها :
” نادي حوراء هانم وأخبريها إنني أنتظرها في مكتبي ..”
ثم دلف الى المكتب وجلس أمام مكتبه وهو يتوعد في داخله لحواء التي ولجت الى المكتب بعد قليل وتقدمت نحوه تسأله بهدوء :
” أخبرتني الخادمة إنك تريدني .. ماذا هناك ..؟!”
” أخبريني يا حوراء .. لماذا تتصرفين هكذا ..؟! ”
سألها بهدوء يحمل خلفه الكثير لتسأله مدعية عدم الفهم :
” ماذا تقصد ..؟! ماذا فعلت ..؟!”
رد بنفس الهدوء :
” أنتِ تدركين جيدا إنني بكلمة واحدة مني أمنعك من دخول الشركة مرة اخرى .. ”
ردت بقوة :
” انت لا يحق لك أن تمنعني من دخول شركة أمتلك بها أسهما مثلي مثلك يا قيصر ..”
ظل محافظا على بروده وهو يرد :
” عندما تتجاوزين حدودك يحق لي .. عندما تنقلين أخبار الشركة يحق لي .. ”
قاطعته بسخرية :
” ها فهمت .. أنت تتحدث عن خطيبتك السابقة التي ستتدرب لدينا .. وغاضب بالطبع لإنني أخبرت ماما بذلك ..؟! ”
أكملت بهدوء :
” لقد أخبرتها ذلك بشكل عفوي لم أقصد منه شيئا .. لكنها غضبت وخافت أن تعود إليها ولأكن صريحة هي معها كل الحق .. فتلك الفتاة لا تناسبك ولا تناسبنا جميعا وتطليقك لها كان أفضل قرارا أخذته ..”
ضرب على سطح مكتبه بقوة أفزعتها ليصيح بها :
” من أنتِ يا فتاة ..؟! من أنتِ حتى تقرري المناسب من غير المناسب ..؟! من تظنين نفسك ..؟!”
صاحت بكبرياء :
” انا حوراء عمران يا قيصر .. لا تنسى هذا ..”
صرخ بها بقسوة :
” انتِ لستِ سوى فتاة متعالية متكبرة تنظر الى الأمور من زاوية واحدة .. فتاة تقيم الناس والأشياء بناء على وجهة نظرها وأفكارها المحدودة .. ”
اكمل بجدية :
” هذا كله لا يهمني .. أنتِ حرة في طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور .. لكن نظرتك وأفكارك تلك تطبقينها على نفسك يا حوراء وليس على من حولك .. هل فهمتِ ..؟!”
أكمل بقوة :
” هذا آخر تحذير لكِ .. أي تدخل منكِ في أي شيء يخص غيرك لن يمر مرور الكرام أما بشأن تصرفك اليوم ونقلك لأمور الشركة رغم توضيحي السابق لكِ وتحذيري بشأن هذا الأمر فسوف تعاقبين عليه بالطبع .. سوف تعملين في فرع الشركة الثاني لمدة شهرين فهناك يحتاجون الى موظفات في قسم المحاسبة .. “
وقبل أن تعترض كان يهتف بها بصوت صارم :
” لا أريد سماع أي إعتراض ولا تنسي إنك ما زلت موظفة عادية وسوف تبقين هكذا طالما تتصرفين بهذه الطريقة .. إن كنت تودين أن تصلي الى مجلس الأدارة فعليكِ أن تلتزمي بكلامي وتنفذي ما أقوله بالحرف الواحد .. هل فهمتِ ..؟!”
اندفعت خارج المكتب بعدما أنهى كلماته تاركة إياه يتوعد في داخله لها بالكثير إذا ما تجاوزت حدودها معه مرة اخرى..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي ..
دلفت ربى الى غرفة شمس لتجدها تنهي وضع مكياجها فتسألها :
” هل ستتدربين حقا في إحدى الشركات ..؟! ما هذه السرعة يا فتاة ..؟! ظننت والدتي تمزح حينما قالت إنك ستذهبين للعمل …”
” لا يوجد شيء أكيد بعد .. لا تفرحي كثيرا ..”
تقدمت ربى من أختها وهتفت بجدية :
” ان شاءالله سيحدث ما تريدين وتتمنين ..”
ثم أكملت متسائلة :
” أي شركة تلك التي ستعملين بها ..؟!”
ردت شمس كاذبة :
” شركة كبيرة نوعا ما ومختصة في مجال الألكترونيات .. ”
ثم سألتها محاولة تغيير الحوار :
” هل أبدو جميلة ..؟!”
ردت ربى وهي تتأمل فستانها الصيفي الأزرق وشعرها المصفف بعناية ومكياجها الهادئ :
” تبدين رائعة ..”
إبتسمت بخفة بينما أكملت ربى وهي تغمز لها :
” اهتمي بمظهرك دائما فربما يقع أحد الموظفين هناك في غرامك او ربما يقع مدير الشركة في حبك كما نقرأ في الروايات الرومانسية ..”
تنحنت شمس وهي تسأل بإضطراب :
” منذ متى وأنت تقرأين روايات ..؟!”
ردت ربى بسرعة :
” لا أقرأ ولكنني أسمع كثيرا عن الروايات التي تتحدث عن مدير الشركة الذي يقع في غرام سكرتيرته او موظفة لديه .. ”
لم ترد شمس عليها بل حملت حقيبتها وودعتها ثم خرجت متجهة الى الشركة ..
وصلت الى هناك وصعدت الى مكان التدريب بعدما سألت موظفة الإستعلامات حيث وجدت هناك العديد من الشباب والشابات ..
أتى بعدها احد الأشخاص المسؤولين عن متابعتهم وبدأ يتحدث معهم ويشرح لهم بعض الأمور التي تخص تدريبهم وطريقة عملهم ثم بدأ في توزيعهم على الأقسام لتذهب شمس الى القسم الخاص بها فتعرفت على فتاة متدربة معها إسمها لينا حيث تحدثتا قليلا قبل أن تبدئا في العمل ..
………………………………………………………………..
في اليوم التالي ..
ذهبت شمس الى العمل وبدأت بالفعل تعمل بجد وقد قررت الإنشغال في العمل مبدئيا ثم تذهب ظهرا الى خالد وتتحدث معه ببعض الأمور قبل الإستمرار في التدريب فهي أرادت رؤيته البارحة لكنه لم يكن موجودا ..
إنشغلت في عملها وجمعتها مع لينا أحاديث جانبية ..
في ظهر اليوم ذهبت الى مكتب خالد وطلبت مقابلته فسمح لها بالدخول بعد لحظات لتدلف الى الداخل فتنصدم من وجود قيصر هناك والذي كان يقرأ في احد الملفات ..
سمعت صوت خالد يقول :
” تعالي يا شمس ..”
سارت شمس نحوه وهو محاولة عدم التأثر بوجود الآخر الذي لم يرفع وجهه من فوق ملفه الذي كان يقرأه بتركيز شديد لتسمع خالد يسأل بعدما أمرها بالجلوس :
” ماذا هناك ..؟! هل هناك مشكلة ما ..؟!”
ردت شمس دون أن تجلس :
” كلا لا توجد .. فقط أريد الإستفسار بشأن شيء ما بخصوص التدريب .. “
” تفضلي .. أسمعك …”
قالها خالد بجدية لتهتف بتساؤل :
” كنت أود الإستفسار عن إذا ما قررت فجأة الإنسحاب من التدريب .. يعني هل مسموح لي ذلك ..؟! أم توجد مشكلة .. ”
توجهت نظرات قيصر نحوها أخيرا وقد شعرت هي بذلك لكنها تجاهلتها وأكملت مبررة سؤالها :
” يعني في حالة حصولي على وظيفة في شركة او مكتب آخر مثلا ..”
قال خالد بعملية :
” كلا لا يوجد .. تنسحبين وقت ما تريدين دون الحصول على أي شهادة منا حتى لو أبليت جيدا في عملك طالما لن تنهي فترة التدريب عندنا .. أما في حالة انهائك التدريب ونجاحك فيه فعند التعيين وتحديدا في عقد التعيين هناك سنوات محددة تستمرين فيها في العمل لدينا وفي حالة طلبتِ ترك العمل قبل انتهاء هذه المدة ستدفعين شرطا جزائيا .. بكل الاحوال وقتها سوف تقرأين العقد جيدا .. ”
قالت بسرعة :
” كلا انا أتحدث عن فترة التدريب فقط .. ”
ثم أكملت تتأكد من حديثه :
” يعني لا يوجد مشكلة في حالة قررت الانسحاب بعد مدة مثلا ..؟! أليس كذلك ..؟!”
رد خالد بجدية :
” كلا لا يوجد ولن نطالبك بأي شيء ..”
ابتسمت بخفوت وقالت :
” أشكرك كثيرا .. عن اذنك ..”
ثم تحركت نحو الباب لتتفاجئ بها تفتح في وجهها وآخر شخص توقعته يقتحم مكتب خالد ويهتف بضيق :
” أين أنت يا باشا فأنا أنتظرك في المكتب منذ مدة ..؟!”
انتفض قيصر من مكانه بسرعة غير مستوعبا ما يحدث وسؤال واحد يتردد داخل ذهنه ..
متى عاد فادي من الخارج ..؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)