رواية محكمة الحياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم مروة البطراوي
رواية محكمة الحياة الجزء التاسع عشر
رواية محكمة الحياة البارت التاسع عشر
رواية محكمة الحياة الحلقة التاسعة عشر
-تمام يا متر،أمشي أنا بقي و منتظر منك تليفون تقولي فيه مبروك يا عريس،الله كان نفسي أسمعها من زمان و تخيلت متحصلش،اهي حصلت.
ابتسم أكمل له قائلا
-اوعي تتكلم مع جدائل في حاجه قبل ما أقعد معاها و أفهمها،و بعدين ما تفرحش أوى ده كله تمثيل لو حقيقه استحالة جدائل توافق عليك .
-حاضر يا متر و ان شاء الله هيبقي حقيقه مش تمثيل و بكره هتشيل الشمعه في فرحي و هتشوف،المهم نخلص من غسان و المافيا و يبقي جواز رسمي.
***””””**
تركهم نعمان و رحل و أكمل ينظر في أثره في سعاده قائلا…..
-ان شاء الله عيد ميلادي النهارده و باذن الله كمان شهر هنكون خلصنا من الكابوس،و ساعتها هقولك يا سياده المستشار أنا وفيت بديني ليك.
-كل سنه و انت طيب يا أكمل،ربنا يتم كل أمورنا علي خير،أنا معملتش معاك حاجه انت زى ابني احتضنتك لأني عارف قسوة كامل ما هو صاحبي.
-و انت طيب يا سياده المستشار يا أبو جميلتي و جد أحفادي عن قريب،ربنا يباركلنا في عمرك ،و تعيش و تعلمنا و تفهمنا و توعينا و تحتضنا.
تطلعت الأعين لرجلي القانون هشام المرشدي و أكمل الزيات الذي أصبح وسامه عندما ارتبط بجميلة،ود غسان أن يصفيه بسلاح نارى أو يقطع رقبته بمنشارا غليظا حتي يتعذب أمامه،خاصه عندما علم من رفيقته الروسيه أنها متيمة به منذ لحظة أن رأت صوره مع جميلة،جذب انتباه عينيها بأناقته و طلته المختلفه،أخذت من يومها تتطلع ليه دوما و تتابع أخباره و كأنه رجل من رجال الاقتصاد أو عالم أو كنجما من نجوم السينما،دائما تبحث عن صيد ثمين،و دائما ما تجدد الرجال في حياتها مثل ما تجدد فساتينها و أحذيتها،و دائما تبحث عن الصعب فمن قبل غسان كان سيف المرشدي و بعدها عصفت بحب غسان و ظن منه أنها رشدت و لكنها هيهات هي الأن متيمة بأكمل الطاهر ترى هل الطاهر سيندس نفسه مثل ما فعلها غسان و سيف.
*******************
بعد انتهاء لقائه بهشام المرشدي عاد الي منزل والده قابل كمال في الردهه
-حمد الله علي سلامتك يا أكمل،أومال فين جميلة؟اوعي تقول انكم منفصلين علشان كده سبت البيت ،كل حاجه بتشيل هم كامل الزيات،لحد امتي؟
نظر له أكمل بمكر قائلا
-عوزها ليه؟و أه أنا بشتال هم كامل الزيات و هفضل شايل هم عقابه ليا لحد ما أموت،و مش عيب و لا حرام،و بعدين ليه افترضت اننا انفصلنا؟
-هو أنا مش عارفك متقدرش تبقي سعيد لفترة طويلة علي بعضها،و بعدين السبب اللي قالته جدائل مدخلش زمتي،و كاميليا بتتصل بيها مش بترد.
-رد عليه أكمل بمزاح قائلا
-لا يا راجل ،للدرجه دي سمعتي وحشه في موضوع السعاده دي،تصدق بالله ما حد سوء سمعتي غيرك بكمية النحنحه اللي عملتها يوم فرحك .
أمسك كمال أكمل من تلابيبه قائلا
-انت كنت حاطط كاميرات جوه أوضتي يا أكمل هي حصلت؟جرى ايه اللي بنعمله في العالم هيتعمل فينا،يا فضيحتك يا كمال،كله كان علي الهوا!!!
أنزل أكمل يديه قائلا
-دماغك راحت فين،يعني هو أنا اهبل أزرع كاميرات لأخويا و أشوف اللي مينفعش يتشاف،مالك يا أبو كمال دماغك ساحت من الحب،أنا بتكلم عن الفرح.
ضيق كمال عينيه و سأله بتوجس قائلا
-أنا شكلي خربت الدنيا يومها ما بينكم،أكيد شافت أم الرومانسية بتاعتي مع كاميليا و حزنت علي نفسها،ما هو بصراحه انت السبب قلت لك اتعلم.
ابتسم أكمل بسماجه قائلا
-انت عايز الكبير يتعلم منك انت؟و بعدين تعرف ايه انت عن الرومانسيه،الحب مش معناه اني أبقي مفضوح قدام الناس،في حب بيبقي في القلوب.
تعالت ضحكات كمال قائلا
-و بعدين معاك يا أكمل باشا،شكلك بتخربها في الخفاء و احنا مش داريين،عموما الله يسهله يا عم،بس برضه أنا احساسي انكم زعلانين.
-اطلع انت منها يا كمال،خليك في حالك و في كاميليا اللي شكلها هتسقط بسبب الهيييح بتاعك،احنا بنزعل و بتصافي لأننا ملناش غير بعض.
-احممم أنا عايز أعطيك هدية بمناسبة عيد ميلادك بس خايف تكسفني زى كل سنه،أتمني السنه دي تقبل هديتي لأنها مهمه جدا ،يارب وش جميلة يبقي حلو عليا.
أكمل ببلاهه
-عيد ميلاد مين،عيد ميلادي أنا،طب خليها في سرك بقي أوعي المستشار كامل الزيات يعلم بموضوع عيد الميلاد ده،لأحسن يفكرني بحكاية وكيل النيابه.
-ههههه انت لسه فاكر يوم تخرجك من الليسانس،يا عم فكك ده تلاقيه نسي أصلا،بس فرحتني و الله انك تقبلت موضوع عيد ميلادك السنه دي.
-و الله ما كنت ناوى بس قلت فرصه أفرح جميلة،من زمان مفرحتش ،تعرف ده كأنه عيد ميلادها عماله تحضرله من بدرى،أنا كمان فرحان.
تعالت ضحكات كمال قائلا
-ههههه علي العموم الله يسهله يا عم،جميلة طول عمرها ذوق و بتحب الفرفشه مش نكدية زى ناس،ربنا يباركلكم في بعض،و يعوضكم .
جائت جدائل من خلفهم قائله
-قوله يا سي كمال ان جميلة مفيش منها اتنين،و مينفعش ان يتشك فيها و لا يتعلم عليها،و لا تتعامل معاملة وحشه،لو خسرها مش هيعوضها.
كانت تنظر الي أكمل بتشفي و هي تتحدث هي وعدته ألا تقول لأحدهما عن أي شئ و لكن طالما تصالحوا أنهت هذا الوعد و أرادت أن تلقنه درسا كي لا يفعل بجميله هكذا مرة أخرى.
-ما أنا بقوله أهو يا ست جدائل،بس أنا مش فاهم حاجه،شك ايه و اتعلم عليها ايه،و ليه يا أكمل عاملتها معاملة وحشة ،جدائل معاها حق لو خسرتها مش هتعوضها.
-اسكتي يا جدائل ،كده في لحظة بعتيني،مش وعدتيني مش هنبوحي بالسر لحد؟أيوه يا كمال شكيت انها لسه بتحب غسان و طبعا انت السبب.
-لاااا و أنا مالي بالليله دي،و بعدين انت مش هتخلص من عقده غسان،ما هو غار و ارتاحنا منه،شيل الهواجس دي من دماغك بقي و فوق لنفسك.
أخفض أكمل صوته برجاء قائلا
-عديها بقي خلاص يا كمال،أبوك لو سمعك هيسمعني محاضرة يا طولها يا عرضها،و هيقفلني من الجواز نفسه و هيقولي أنا قلت لك انت لا تصلح.
نظر له كمال بمكر قائلا
-علشان تحرم بس تعكنن علي الغلبانه،بطل بقي عقده الشك يا شكاك جميله دي تأمن لها أكتر ما تأمن لأخواتك اللي من أبوك و أمك،دي أختنا.
-و أنا أقدر بردو أزعلها تاني خلاص حرمت،ده أنا قعدت تلات أسابيع في عذاب و هي بعيده عني ،و ما صدقت انها رجعتلي و البركه في جدائل.
ثم وجه أنظاره نحو جدائل قائلا
-جدوله فين جميله دلوقتي،اتصلي بيها خليها تروح علي هنا،و لا أقولك بلاش دلوقتي،خلينا نتكلم في موضوع مهم،انتي جايلك عريس.
اغتاظت جدائل قائله
-عريس!!!طب ليه مش عايز تتكلم و جميله هنا؟اوعي يكون العريس اللي في بالي،لو نعمان مرفوض يا أبيه أكمل،استحاله أخد واحد كانت عينيه من صاحبتي.
-اتفضل يا متر أظن معروف السبب عقده جديده من العقد اللي زرعها فين كامل الزيات،العجيبه انه زرعها فيكم و كبرت أنا بقي دبلت الحمد لله.
ابتسم أكمل قائلا
-أه طبعا عارف انت مش بيتزرع فيك حاجه أصلا،بصي يا جدائل الموضوع مش زى ما انتي فاهمه ده تمثيل،الصراحه غسان لسه موجود.
ثم استطرد و هو ينظر الي جدائل قائلا
-خدي بالك الغلطة المرة دي برقبتك و رقبة جميله،هو زرع نعمان ما بينكم بس نعمان طلع ابن حلال و طيب جه و حكي ليا كل حاجه و أنا اللي قررت كده.
استوعبت جدائل الخطة
-متخافش يا أبيه أكمل،أنا روحي فداكم و تقريبا فهمت الخطة أو التمثليه،المشكله مش فيا المشكله في جميلة ازاي هتصدق اني وافقت عليه.
نظر أكمل الي كمال الذي كان مدهوشا لما يسمعه
-الخدمة دي بقي هيقدمها لينا حبيبي أبو كمال،هو اللي هيقنع بابا بنعمان و هيقول انه جاله يخطبها لأن جميله مش هتقتننع انه طلبك مني.
مازحه كمال قائلا
-لا استغنوا عني بالله عليكم،أبوك لو عرف انها تمثليه هينفخني أنا و طبعا مش هيجي جمبكم انتم حبايبه و هيفكر انكم سمعتوا كلامي كأني سحرتكم.
-بقي كده أنا غلطان،هسلط عليك كاميليا تقرفك في عيشتك،انت عارف هي بتعزنا ازاي و لو طالت ترمي نفسها في البحر هترميها علشانا.
تعالت ضحكات كاميليا من خلفهم قائلا
-هههه حاضر من عينيا،فهموني انتم بس أعمل فيه ايه و من الصبح هكون عامله،ها الحكاية علي مين و فين جميله اوعوا تكون الحكاية عليها.
ابتسم كمال ابتسامة عريضه قائلا
-ده أنا عندي حكاية أحلي من ده كله اصبرى بس بعد ما نطفي الشمع هحكيهالك،عم أكمل ست جدائل أنا موافق علي أي حاجه عايزينها.
نظرت له جدائل بوعيد قائله
-مش هنسهالك يا كبير،خلي بالك لو معملتش اللي احنا عايزينه علينا و علي أعدائنا،ماشي يا حبيبي؟نسيبك بقي مع حكايتك أو شهرزاد تقطعلك راسك.
نظر أكمل الي جدائل بعد رحيل كاميليا و كمال قائلا
-كان نفسي أجبلك عريس بحق و حقيقي ،قوليلي لو مش موافقه علي التمثيلية دي هوقفها فورا بس ملقيش في عينيك نظرة حزن و لا نقص.
زفرت جدائل بقوة و تقدمت تواليه ظهرها تنظر الي الفراغ بحب قائله
-نفسي في حد زى نعمان،بس يا خسارة هو عمره ما بص ليا يمكن علشاني جد شويه،رغم اني كنت بشوف في عينيه انتقاده لحركات جميلة.
التفتت اليها أكمل و أمسك يدها و سحبها خلفه لدرجه أدهشتها و خشت أن يعنفها
-انت واخدني علي فين بس يا أبيه؟و الله ما كان قصدي،و بعدين صدقني أنا عمرى ما كنت في باله،و كل الحكاية تمثيل كفاية عليا مش طماعه.
-مش انتي عايزة حد شبهه تعالي ورايا أقولك بره هو قالي ايه مش عايز حد يسمعنا،بصي يا جدائل هو فعلا قالي انه بيكن ليكي مشاعر بس هو متأكد انك لا يمكن تصدقيه.
أخفضت جدائل رأسها بخجل قائله
-بس دلوقتي جميلة هتقول علينا ايه،الموضوع مش وقته خالص،ده أنا كنت بدفعها تقرب منه،لأن مفيهوش غلطه،و أنا اللي قلت له يبعد عنها.
-يقولوا اللي يقولوه المهم انتي روحك بتنادي مين،و طالما روحه بتناديكي اوعي تقتلي روحك ،اغتنمي الفرص و متحطيش أي اعتبار لحد
************************.
عاد الي منزله ليتفاجئ بجواب في صندوق البريد فأخذه و قرأه بعنايه،رفع حاجبيه في صدمه،كيف يمكن لهذا الشخص تحديدا أن يؤذيه،لا هو لم يؤذيه تحديدا هو أذي جميلته التي يتردد الشيطان نفسه في ايذائها،،و لكن مهلا هو فعل هذا لماذا،ولكن هو لم يفعل هذا تحديدا لايذائها، فهو في كل الأحوال يرى أنه لا يجوز لجميلة التي تتمتع بهذا النقاء أن تؤذي.
كانت جميلة منتظرة قدومه أخذت تراقب صدمته و هي تبتسم تعتقد أن صدمته من الترتيبات التي افتعلتها من أجل حفلة عيد ميلاده.قالت في تصالح تام مع نفسها.
-جدائل قالت لي انها عملتلك كده قبل كده و انت رفضت هتعمل معايا كده أنا كمان؟
انتبهت عيناه لما افتعلته من أجله فحاول رسم ابتسامته نظيرا انجذابه للأشياء التي افتعلتها من أجله في تزيين المنزل و تجميل محياه
-دي حاجات جميله أوى يا جميله،حقيقي ده أحلي عيد ميلاد في دنيتي كلها،كل سنه و انتي معايا و ميفرقش ما بينا لا عدو و لا حبيب،بحبك يا أنقي حاجه في حياتي.
أخفضت جميلة وجهها خجلا قائله
-كنت حاسه ان نفسك تفرح من زمان،و بالرغم اني تعبت بس تعبك راحه،عارفه اني بالغت و جبت حاجات ملهاش لزمه،بس دي حاجه بسيطه .
جذبها أكمل يحتضنها دافنا وجهه في رقبتها قائلا
-انتي أغلي هدية عندي في الدنيا،أحلي شخص دخل حياتي و قلبي،انتي تستاهلي اني أفضل شايلك علي راسي العمر كله،مفيش حاجه انتي تجبيها ملهاش لزمه.
احتضنته بحب و هي تطوق عنقه بذراعيها
-خليك ديما جمبي،و ديما قولي كلام حلو زى ده،كل كلامك بيدفعني أتعلق بيك أكتر،و مش بندم علي أي يوم لينا سوا،بندم اني ماشفتش الحلو اللي فيك.
رفعها أكمل و دار بها ثم أنزلها و أسندها علي الحائط من خلفها محاصرا اياها قائلا
-انتي أجمل جميله و اللي جاي بينا هيكون أحلي أيام ،خليكي ديما جمبي و في ضهرى اوعي تسبيني مهما ان كان،ثقي فيا أنا بس و اوعي تثقي في غيرى.
ارتعشت جميله و اختلجت مشاعرها و شعرت بسعاده تدغدغ مشاعرها لتقول بكل تلقائيه
-أنا بحبك أوى،و لا يمكن أفقد ثقتي بيك،و لا أضيعك من ايدي،انت الماضي و الحاضر و المستقبل،جمبك و في ضهرك و كل اللي تقوله صح .
ألصق أكمل جبهته في جبهتها قائله بفرحه
-يا حبيبتي يا جميله،كل كلمه بتقوليها بحس انها كتيرة عليا،انا عايش معاكي حياه كنت متوقع انها مش هتحصلي لا في حلم و لا في حقيقه.
تأثرت جميله من كلماته و أخذت أنفاسها تعلو و تهبط سريعا
-يا حبيبي يا أكمل بحبك أوى،هو احنا هنفضل ملزوقين في الحيطة كده كتير،ما تيجي نطفي الشمع بقي،أنا قلت نبقي لوحدنا أفضل و معزمتش حد.
أخذ ينظر الي شفتيها برغبه عارمه لتغمض عينيها و تعض علي شفتيها بخجل تعلم حتما أنها ستضيع في نظراته أكثر،لم يشعر الا و هي تبعتد عنه قليلا ليثبتها قائلا
-متبعديش عني أبدا، و فتحي عينك و شوفي عيني باصه علي ايه ،مالك يا جميله،هو احنا أول مرة نكون سوا،لسه بتتكسفي مني ،انتي عارفه أنا عايز ايه.
ثم استطرد و هو يلصقه جبينه بجبينها قائلا…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)