رواية كهرمان الفصل الرابع 4 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء الرابع
رواية كهرمان البارت الرابع
رواية كهرمان الحلقة الرابعة
مواقف حضنه الوجع، ودنيا بياعه كل يوم بوش، وناسها بمليون وش ..
قلبها لما اتقهر .. انفطر وجع مالوش صوت .. قلبها البريئ شاب وهى لسه شباب .. اتكسرت لما اتجبرت تغزل من الصبر توب تعيش بيه وسط الخلايق .. وتمشى طريق مش بتاعها وتقابل ناس مش شبهها .. استكتروا عليها توب العفه مزعوه ورموها فى سجن العار تواجه مصير مجهول ينهشها بلا رحمه كما لو كان غول……….
مشت “كهرمان” بجانب “أصلان” وهو يقبض علي معصمها بقوه مؤلمه جعلتها تتعرقل فى خطواتها، كتمت تأوهاتها مخافتا من غضبه وهرولت تواكب خطواته وهي لا تعى عليه ماذا هو فاعل بها، ولا تعرف وجهتهم أين هي ذاهبه معه، صعدت تركب جواره وظل الصمت هو سيد الموقف هى ترتعش خوفا وهو يزفر أنفاسه بغضب ساحق، حتي وصلوا الي مكان شبيه بالصحراء خالي من المباني والبشر، سرعان ما ارتفع أزير سيارات سوداء رباعيه الدفع، ليشق سكون الليل وظلمته حراسته الخاصه التى كانت بانتظاره…….
هبط “أصلان” من سيارته واشار لهم بالوقوف بعيدا حتى ياذن لهم، ثم لف اليها سريعا، فتح لها باب السياره ومد يده لكي يمسكها، نظرت له برعب تتردد فى مد كفها له، تقبض على ملابسها ورقاقات عبراتها تنساب بلا توقف..
تنهد بقلة صبر من تلك الهيئه التى تدمى قلبه بلا سبب، أرخى تعبيرات وجهه ونظر لها بعطف شفقةً على حالها وهو يرسل لها نظرات حانيه يبث في داخلها الطمأنينه..
هتف بصوت رجولى
— لآخر مره هسألك أنتى تعرفى اللى عمل فيكى كده…
هزت رأسها بنفى ووجهها محتقن خوف وفزع مما هى مقدمه عليه جراء كذبها..
ما كان من “أصلان” إلا أنه صاح بغضب وهو يركل إطار السياره يود لو يصفعها على وجنتيها لعلها تستفيق من تلك الورطه التى تقحم نفسها فيها من أخفائها للحقيقة التى لا تعلم أنه على علم بها…
هدر بصوت أجش
— ياغبيه بداري عليا أيه ..
رغم قساوة الحالة التى هى عليها، تكلم بغلاظه كى يستخلص منها إجابه تشفى غليله وتساعده كى ينتقم لها..
— كل اللى أنتى بتعمليه ده مش داخل عليا.. الحقيقه أقصر طريق عشان أعرف أخد لك حقك وارفع عنك الظلم اللى شوفتيه..
تابع بتوعد مظلم
— انطقى بدل وشرفى هعتبر أن اللى حصل كان برضاكى وأنا بنفسي اللى هرميكى ليه عشان يكمل اللى بدأه..
ارتخت قدميها وأصبحت كالهلام جلست تفترش الأرض تستند بظهرها على باب السياره، غطت وجهها بكفيها توارى نفسها بعيدا عن سهام مقلتيه التى تجلدها بلا رحمه، اخذت تنتحب وتهذى بكلام غير مترابط حتى دنى منها وقعس جالسا على ركبتيه قائلا بهدوء يسبق العاصفه:
— تعرفيه من أمتى وهو مين…
التزمت الصمت ولم تجيبه
استقام وهو يدفعها بعيدا عن السياره ينهرها بغضب
— تمام يبقى أنا شكى فيكى فى محله.. أنتى بنت شمال متسحقيش أنى أدافع عنك..
كانت تسمعه ومازالت على اصرارها لا تريد الإفصاح عن ماحدث وفضح سترها أمامه..
بينما هو ازاداد احتقان وجهه وتصاعد تنفسه بحراره مما يجيش بصدره، دفعها مره أخرى بقوه أكبر جعل جسدها يرتطم بالأرض، واعتدل واقفا وهو يتركها و يذهب نحو باب مقعد القياده الخاص به يستعد للمغادره وتركها وحيده تجابه مصيرها….
ثواتى معدوده عندما أحست أنها فقدت أمانها الذى حصلت عليه للتو على أثار تصدعها استوقفته صرختها، صرخه أنثى أوشكت على فقد آخر طوق نجاه لها..
تحدثت تنطق بقهر
— أنت عيزينى أعرى نفسى قدامك وأقولك أنا اغتصبت أزاى .. لو أنا بنت شمال زى ما بتقول كنت كملت فى طريق الحرام بدل ما خرجت لكلا…..ب السكك تنهش فيا زيه..
استدار لها بتهدل وحديثها يطعن رجولته فى مقتل، جز على انيابه يطحنهم بغضب ساحق كم يود لو يمضغ ذلك الحقير بين فكيه يقطعه أرباً وينهش لحمه كما فعل فى عفتها..
بهدوء عكس ما يضمره بصدره استدار لها يعقب على حديثها:
— أنا مطلبتش منك أعرف أيه اللى حصلك.. كلامى كان واضح مين هو وتعرفيه من أمتى…
خرجت كلماتها تشق جوف ظلام الصحراء تقطع نياط القلوب
— مين ده يبقى أخو مرات أبويا.. وعمل كده ليه تحريض من أخته عشان ياخد هو وهى البيت اللى ورثاه عن أمى..
ابتلعت شهقاتها وهى تزفر وجيعتها مع أنفاسها
— بعد موت أبويا يوم الوفاه اترجتنى بقناع الطيبه اللى متعوده تظهرولى قدام الناس عشان اطلع بنت جاحده لو رفضت أنى أسمح ليها تقعد معايا.. أصل ياحرام مالهاش مكان تقعد فيه بعد موت بابا..
قالتها بسخريه واسترسلت
— واللى حصلى بعد كده وأنت شوفتنى عليه كان نتيجة المعروف اللى عملته معاها، واللى ديما يتقابل منها بالقسوه والنكران..
قصتها لم تختلف كثيرا عن ما رواه رجاله له، ولكن شئ فى سريرته كان يريد أن يستمع لقصتها من فاهها وهى تقص ملبسات تلك الحادثه، كان يتمنى أن تُهدء كلماتها النار المستعره داخله ولا يعلم سبب لاشتعالها، شجن تأوهاتها الذى لازم كلماتها المقهوره وأنين نحيبها سكبت على نخوته الشرقيه مواد قابله للانفجار؛ هذا ما حدث به نفسه لهذا الألم الذى يجتاح فؤاده، اقنع نفسه أن هذا ليس إلا تعاطفاً معها وشفقتاَ عليها..
زفر أنفاسه على مهل وحاول أن يُهدئ انفعالاته قليلا، وسحبها من معصمها لتقف أمامه مطاطاة الرأس، بسط يده ورفع ذقنها كى تنظر له
وتحدث بصوت أجش يحمل غضب الدنيا بين نبراته
— انزلي خدى حقك……..
أنا جبته تحت رجليكي هو واللي كانت معاه…. تعالي معايا…….
أمسك يدها يدعم خطواتها وسحبها خلفه كانت مثل المغيبه لا تعي بشئ نظرت أمامها واقتربت منه ببطئ وفجأه…. وقعت عينيها على ما جهل قلبها ينقبض من هول المنظر..
تشبست بذراع “أصلان” تستمد منه القوه، وقف أصلان أمامهم يطالعهم بعيون يسكنها الجحيم، شهقت “كهرمان” بفزع عندما ركل “أصلان” ذلك الحقير فى خلفية ظهره جعلته يتأوه ويستعدل وضعيته اشاره الي احد رجاله أن يرفع عنهم غطاء وجههم لتشاهد هيئته التى استحال التعرف على هويتها من فرط الضرب المبرح الذى تلقاه على يد رجاله..
ذلك الحقير منبطح أرضا جثه هامده وزوجة أبيها انقطع صوتها من العويل والتي لا يظهر عليهم اي معالم للحياه سوي انينهم المتألم بسبب عظامهم التي تكسرت علي يدى اولئك الوحوش التابعين له..
نظر لهم بشمئزاز والتف ينظر الي رجاله لكي يستكملوا وصلة تعذبهم
كانت صرخاتهم المتألمه كالحن عذب طروب يتلذذ بالاستماع للمزيد من تلك السيموفونيه التى تنعش قلبه..
نظر لها وهي تشدد علي زراعه بأقصي قوتها وتكلم بصوت يبث فيها الأمل والطمأنينة:
— لو حبه تقتليهم
دث يده واخرج سلاحه من وراء ظهره ومده يعطيه لها:
— هسيبك تقتليهم.. فرصتك انتقمي منهم واشفى غليكلك وخدى بتارك.. هم يستحقوا الشنق في ميدان عام عشان يبقه عبره لاي گل….. يفكر انه يقرب من بنت ….
كانت تسمعه وقلبها يتمزق وتتخيل كيف اغتصبها وكيف كانت تضحك زوجه أبيها، أخذت منه المسدس وتقدمت بأقدام ترتعش و أيدى ترتجف من الضعف، وقفت أمامهم كانوا يصرخون مثل الأطفال، تقدمت وعيونها تمتلئ بالدموع وهتفت من بين شهقاتها
— ليه دمرتوني.. ليه عملتوا فيه كده.. أنا عمرى ما أذيت حد.. طول عمرى وأنتى وأخوكي بتزلوني وقبلها كان أبويا بيشترك معاكم.. قولتلك خدى البيت وسبيني امشي مردتيش.. يا اسمع كلامك واتجوز أخوكي وامشي في الحرام وأنا مراته.. يا يغتصبني وتصوريني عشان تجبريني اتنزلك عن البيت وابيع نفسي.. منك لله حسبي الله ونعم الوكيل..
نطقت كلماتها بمراره وانهارت جايه أرضاً، سقط من يدها المسدس وسمحت لنفسها أن تسبح فى غمامه سوداء كحيلتها أغشى عليها وسقطت بين أيدى “أصلان” حملها ونظر للرجاله
— عاوزه ميصلحش أنه يقرب من أي ست.. وهو وهي قضيه دعاره ومخدرات مصر كلها تتكلم عليهم..
انها حديثه وصعد سيارته وهي بين أحضانه يقسم انها لن تفارقه بعد اليوم وشعور جديد يتملك منه يحثه على حمايتها لآخر رمق..
___________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)