روايات

رواية ليل الفصل الأول 1 بقلم الشيماء محمد

رواية ليل الفصل الأول 1 بقلم الشيماء محمد

رواية ليل البارت الأول

رواية ليل الجزء الأول

ليل
ليل

رواية ليل الحلقة الأولى

“بس أنتوا كده بتبقوا بتظلمونا احنا الاتنين!!”
ديه كانت جملتي إلي قولتها لوالدي بعد ما قالي إنه لازم أتخطب للشخص إلي كان هيبقا خطيب أختي..بس الحكاية فيها تفاصيل كتير مبهمه..
الحكاية بدأت لما الأستاذ “يونس” شاف أختي في فرح هقولكوا مين ” يونس”، والد “يونس” كان صديق لوالدي من زمان بس هما نقلوا في القاهرة من سنين بس متقطعش الود وفضلوا يتكلموا سوا وكان دايماً بيخططوا إنه أنا ويونس نبقا لبعض، ده لحد قبل ما يجوا من القاهرة ويجوا الفرح، وأنا طبعاً من الكلام قلبي اتشد وطبعاً زي الهبلة كنت بحلم أحلام يقظة إنه يبقا “يونس” من نصيبي، ومقولكوش بقا على التوتر واللبخة إلي كنت فيها وأنا قاعدة في الفرح ومستنياهم يدخلوا وإني أسلم عليهم وعليه!
-لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن- هما دخلوا وسلموا وقعدوا بس عين يونس كانت مش معايا كانت مع أختى
” داليدا”..نسيت أعرفكوا بنفسي أنا “ليل” معايا كلية تجارة إنجلش وكنت من العشرة الأوائل على كليتي بالإضافة إني كنت واخدة تمريض خاص وبعرف أتكلم إنجليزي وألماني وتركي وصيني وفرنساوي وحالياً باخد كورسات في التخاطب والتوحد وصعوبات التعلم متستغربوش ما أنا كنت مجتهدة شويه وكانت وما زالت أغلب حياتي علميه كنت بحب المذاكرة جداً وبحب أتعلم وأقرأ وحرفياً حياتي كلها كنت بستغل كل دقيقة إني أستفيد بيها، مكنتش بفكر زي بنات جيلي غير إني عاوزة أحب وأتحب والحاجات ديه، إلا لما كله كان بيتكلم حواليا غصب عني عن ” يونس” قلبي اتشد وحبيته لا مش معجبه لا أنا حبيته وكنت بدعي ربنا إنه يكون من نصيبي، الكل كان متأكد إنه هيعجب بيا لأننا هنفهم بعض وشخصيتي هتعجبه، بس للأسف هو مبصليش حتى هو عينه كانت على “داليدا”، هقولكم الكل استبعدها ليه لأنه بالرغم إنه هي أكبر مني إلا إنها متهورة وصوتها من دماغها بتعك الدنيا حرفياً وترجع تتأسف بس هي أجمل مني وديه حاجه عمرها ما سببت أزمة ليا لا بالعكس كنت بفرح بكلام الناس عنها وعن جمالها ما هي أختي! إلا المرادي لأنه “يونس” اتشد ليها هي حبها هي وشافها هي واتقدم لها بس هي كالعادة بسبب تهورها كانت بتحب حد تاني ومقالتش وللأسف فرحت إنه شخصية زي ” يونس” أعجب بيها بس مكنتش مفكرة إنه الموضوع هيقلب جد وإنه هيتقدم وفجأتنا كلنا يوم قراية الفاتحة أو بمعنى أصح تلبيس الدبل اه ما هما كانوا عملينها مفجأة ليها وطبعاً العيلتين هما إلي خططوا لكده وعزموا تقريباً الناس كلها، اتفجأنا يومها إنها داخله ماسكه في ايد واحد ولابسة دبلة وبتقول إنه خطيبها!!
طبعاً الكل اتصدم والمعازيم كانوا على وصول والكل بصلي إني أكون عارفة وأنا مصدومة زي زيهم، فوقت من الصدمة علي صوت يونس بيقول: ايه ده يا داليدا أنتِ أكيد تهزري..
ردت عليه ببرود: لا مبهزرش اه منكرش إني حبيت إنه شخص زيك أعجب بيا بس حاولت أفهمكوا كذا مرة إنه مش عوزاك، لقيت الكل فجأة قلب الموضوع جد وأنا أصلاً محدش سألني إذا كنت موافقه ولا لا..
طلع صوت أمي وهي بتقول بدموع: يا بنتي متعمليش فينا كده وقولي إنك بتهزري هتفضحينا الناس على وصول
داليدا بصت للكل وقالت وهي تهز كتفها بتعالي: مش ذنبي لو كنتوا سألتوني مكنش كل ده حصل
فجأة سمعنا صوت قلم نزل على وش حد وده مكنش حد غير والدي: طول عمري بقول ديه متهورة وعارف ده بس كنت فاكر لتهورك آخر! بس لا لا لحد هنا وكفاية عمري ما مديت إيدي عليكِ ولا على أختك بس المرادي غلطك كبير يا داليدا المرادي أنا إلي هقفلك ولو على البنأدم إلي أنتِ جيباه ده شوفي لو آخر واحد في الكون مش هتتجوزيه، طالما مش موافقه بيونس بتخلي الموضوع يمشي ليه!! ردي عليا، عاوزة تفضحينا ليه يا بنتي ليه كده محدش فينا قصر معاكِ في حاجه..
قعد بابا بتعب على الكرسي وهي جرت عليه تشوفه ماله وبتقوله: بابا أناا ااا…
قالها: بجمود عكس تعبه: متتكلميش معايا، مشي إلي أنتِ جيباه ده يا تخرجي برة ومترجعيش تاني وانسينا..
قالتله: بس ده خطيبي يا بابا!!
قالها ببرود وهو بيقوم وجاي نحيتي ووقف جنبي: خلاص روحي معاه
الكل استغرب والدي وطريقة كلامه وأسلوبه بس أنا واقفه متكلمتش لأني عارفه إنه يمكن داليدا متهورة إلا إنها عند بابا بتقف اه ممكن مديها حريتها وشايف تهورها بس عارف إنها مش هتكسر كلمته، وعارفة كويس بابا إنها لو مشت طلعت من البيت هو خلاص مش هيسأل عنها وهتبقى هي الخسرانه وهتندم
انسحب الشخص إلي هي كانت جيباه بهدوء وبرود وقال: وهو عينه في عيني ما أنا عرفاه ده ” مازن” حاول أكتر من مرة يتكلم معايا لحد ما في مرة اتطاول معايا وضربته بالقلم، فعرفت ساعتها إنه بيردهولي..
أنا كده كده يا حج مليش غرض في بنتك أنا كنت عاوز أرد قلم بنتك الصغيرة قالها وهو بيشاور على خده والصراحة يا حج رديته..طلع من الباب وهو بيضحك وفي عينه نظرة شماته من صدمة الكل وأنظارهم إلي بقت ليا حتى يونس إلي مستغرب..بعد صمت دقيقتين بابا قال لماما: خدي داليدا على أوضتها ومتطلعش غير لما أقول
أخدتها ومشت هي ووالدة يونس، وبابا هو ووالد يونس بصوا لبعض وبعد كده قال: تعالي ورايا يا ليل
روحت وراه وفجأة لقيته بيقولي: أنا عارف انه داليدا أكبر منك بس أنتِ طول عمرك أعقل منها وهتتفهي الوضع إلي احنا فيه الناس على وصول يا بنتي ومينفعش يجوا وميلاقوش حاجه هنتفضح، ونحمد ربنا إنه الولد إلي اختك جابته مفضحش الدنيا قدام الناس وإنه جه هو وأختك قبل ما حد يجي
سكت واتنحنح وبعد كده قال: عشان كده لازم أنتِ ويونس تتخطبوا النهاردة ، أنا والده شايفين إنه ده الحل الأمثل
سكت وبعدها بدقيقة قولت جملتي: بس أنتوا كده بتبقوا بتظلمونا احنا الاتنين!!
سكت ومعرفش يرد يقولي ايه لحد ما لقيت إلي واقف ورايا ويقول بس أنا موافق، ومكنش حد غير “يونس” إلي استغربت أصلاً إنه وافق بسهولة، ده بيحب “داليدا” ولما شافها مع مازن كان هيموت، معقول قدر يناساها استحالة ده كفاية نظرته المكسورة دلوقت قدامي ولمعة عينه المطفية حتى لو واقف بارد!
لقيته بيقول لبابا: عمي إسماعيل اسمحلي أقعد مع آنسة “ليل” شوية
بابا اتنهد وهو طالع حط ايده علي كتفي بمعني متخافيش وأنا واثق في قراري وخرج
قعد يونس على الكرسي إلي قصادي واتنحنح وقال: ازيك عاملة ايه
رديت بخفوت: الحمد لله
قالي: الحل الأنسب للكل إننا نوافق عشان خاطر أهالينا، أنا مش هكدب وأقولك إني مبحبش أختك لا بحبها وجداً
رفعت راسي ليه وفي خيط دموع في عيني شافه وسكت أو اتصدم وأنا ضحكت بخفوت وبجانبيه وشبة استهزاء: قولتله ما أنا عارفه عشان كده استغربت موافقتك السريعة
اتنهد بهدوء ورد: الظروف حكمت لو حتى توافقي دلوقت وبعد فترة ننهي الموضوع، لكن صدقيني عدم موافقتك فضيحة للكل
سكت وبسبب سكوتي لمحت نظرة الخوف إني موافقش ما هو أنا متأكدة إنه والده هو إلي خلاه يقعد قدامي ويكلمني وأنا عارفه إنه إلي زي يونس محدش يقدر يجبره على حاجه بس إلي مستغرباه قعدته قدامي وإنه خايف، فيا ترى والده قاله ايه خلاه يقعد بهدوء عكس أعصاب إيده المشدودة
قالي عشان يقطع الصمت: أطلع أقولهم ايه
رديت بهدوء: إلي فيه مصلحة الجميع أنا موافقه عليه
اتنهد كأنه كان في حرب وقالي: شكراً وخرج
الناس بدأت تيجي وقروا الفاتحة والخطوبة اتعملت وعدت فترة ورجع يونس وعيلته القاهرة كل ده وعلاقتنا لا تزيد عن السؤال عن الأخبار والصحة علاقة فاترة بمعنى الكلمة
وعلاقة بابا بداليدا بقت كويسة بعد اعتذارها بس أخدت مني موقف بسبب “مازن”، وشايفه إنه أنا السبب!
بعد فترة داليدا اتقدملها واحد وبابا وافق طبعاً مقولكوش على النظرة إلي شوفتها في عين ” يونس” لما جه يزورنا وبابا قاله على الخبر، الكل فرح إلا هو وأنا مش عشان بكره أختي لا عشان هو بيحبها واتمنيت نظرته ديه تبقا ليا مش ليها، أو إنه داليدا تكون حست بيه وعرفت غلطها وإنه هي جرحته أهو على الأقل حد فينا كان هيبقا فرحان..
بارك لداليدا هو ووالده ووالدته بس عيونه كانت هتموت وتقول ليه ليه كده!!؟
الكل قعد يتكلم، وأنا انسحبت بهدوء للبلكونة لحد ما لقيت إلي دخل وقف على السور جمبي كنت عارفه إنه هو من ريحته بس مبصتلوش عشان معيطش بسبب صوت قلبي المكسور
هو كمان سكت معرفش يقول ايه
قولتله: أنا عارفه إنهم فرضوا عليك تدخل تقف معايا، أنا اسفة
متكلمش وفضلنا واقفين باصين للبحر وبس
وبعدها استأذنت ودخلت أوضتي وقفلت على نفسي وعيطت ومصحتش غير على صوت أمي بتصوت وبتقول أبوكوا مات أبوكوا مات
عدا أسبوع أسبوعين تلاته أربعة على الوفاة وأنا مصدومة ومبطلعش من أوضتي وماما وداليدا جمبي خايفين عليا بسبب إني ساكته ومش واعيه لحاجه غير ناس لابسه أسود حواليا وبيبعيطوا وبيقولوا: شدوا حيلكوا
يونس وباباه ومامته كانوا موجودين طول الفترة معانا بس المواساة ونظرة الشفقه منه مكنتش ليا لا كانت لداليدا اه ما هو ده إلي دخلني في حالتي ديه مع موت والدي بسبب إنه الشخص الوحيد إلي كان بيختارني توفى، والشخص إلي أنا اخترته مش شايفني أصلاً!!!
شهرين في نفس الحالة، مكنتش بحس بحاجه ولا بعيط ولا باكل حتى نظرات يونس معتش ببص ليه عشان مشوفش الشفقه في عيونه لحبيبته إلي هي أختي
كان كل يوم في دكتور بيجي يشوفني هو صديق خطيب داليدا ” عمار”، جاب الدكتور وهو إلي اقترح إنه يتابعني كان بيتكلم معايا وأنا سمعاه بس مش حاسه بيه
لحد ما في يوم حاولت أقوم وقعت محستش بالدنيا غير وأنا في المستشفى وإلي قدامي د/ خالد إلي متابع حالتي، قالي: الحمد لله على سلامتك يا أميرة
رديت بتعب: الله يسلمك بس أنا اسمي ليل
قالي بفرح: عارف والله إحنا صحاب بقالنا شهرين وأخيراً نطقتي ده أنا قربت أقول على نفسي دكتور فاشل بسببك، ها حاسه بإيه؟!
ابتسمت على طريقته ورديت: مش حاسه بحاجه
قعد قدامي وقالي: طبيعي وضعك وهتحسي إنك مش قادرة تمشي وهتحسي إنه نفسيتك مش أحسن حاجه بس صدقيني أنا شايف قدامي شخص قوي وهيحاول يبقا أحسن، وقالي بعدها وبعدين إلي عنده خطيب بيخاف عليه كده المفروض يبقا فرحان
قولتله باستغراب: خطيب مين!!؟
ضحك على آخره وقالي: لا معرفش إنه الصدمة آثرت على مخك كمان يا بنتي مش أنتِ خطيبة ” يونس”
افتكرت وضحكت على آخرى مش عارفة صدمة ولا وجع كل لما أفتكر نظراته ومواساته وأنا كأني شفافه
دخل يونس على ضحكنا ونظرته بتطلع نار معرفش ده غيره ولا غضب إنه مغصوب يرعاني
رد وهو بيضغط على سنانه: الحمد لله على سلامتك
رديت: الله يسلمك وسكت
الدكتور خالد فحصني وعين يونس متبعانا وبعدها استأذن وخرج
يونس قعد في الكرسي إلي قدامي واتنحنح، بس قبل ما يتكلم سبقته أنا وقولت: أعتقد كفاية كده، كفاية أعتقد أنت مش ملزم تكمل في موضوع الخطوبة الكداب ده ومفيش سبب يخليك تكمل أعتقد كده وصلنا للنهاية، هنقول محصلش بينا نصيب ومعرفناش نكمل سوا، روح شوف حياتك ومتعطلش نفسك أكتر من كده
سكت بهدوء مخيف بعد ما كنت لمحت في عينه الحماس وبعد كده قال: بس أنا كنت جاي عشان أكتب الكتاب وتيجي معايا القاهرة، حياتنا هتبقى طبيعية زي ما هي هتعيشي حياتك عادي وأنا هعيش عادي بس الفرق إننا هنعيش في بيت واحد
والدتك هتتعب لو الموضوع متمش ووالدي عمره ما هيسيبك لا أنتِ ولا أختك ولا والدتك
وآه على فكرة والدتك رجعت تعيش مع أهلها في بور سعيد وأختك وخطيبها هينقلوا معاها ما خطيبها طلع من هناك وأنتِ هتروحي معايا القاهرة
قولتله: أنت بتقول ايه؟!
قالي: بصي احنا كملنا في الموضوع ده عشان أهلنا أعتقد والدتك مش هتقدر تشيل حمل وتعب تاني وهتكون مطمنه عليكِ عندنا ده غير إنه عيلة والدتك أنتِ أعلم الناس بيهم إنهم صعبين وعمرهم ما هيسمحوا لوالدي ياخدكوا معانا القاهرة ومش هيسبوكِ في حالك إلا وهيجوزوكِ علطول وأنتِ زي ما أنتِ شايفه مفيش صحة مساعداكِ
قولتله: يعني ارجعلهم بعد فترة مطلقة؟!
قالي: ومين قال إني هطلق، أنا هتجوزك بالحلال!!
يعني هتبقى عرضي وأهلي وأم العيال، قال آخر كلمة بتسلية وأنا مستغربة تغيره معايا
قالي جهزي نفسك بكرة بليل هنكتب الكتاب وبعد خروجك من المستشفى هتيجي معايا القاهرة
خرج وسابني محتارة واتنهدت وبعد كده اتمددت ونمت مصحتش غير على صوت أمي بتادي عليا، فتحت عيني بصعوبة ولما فوقت حضنتها وممسكتش نفسي بكيت بكيت على آخري بكيت على وجع قلبي على بابا بكيت على نفسي وبكيت عليها وعلى داليدا بكيت على كل حاجه وبين بكايا قولت: آآآه آآه، المستشفى كلها حرفياً سمعت صوت بكايا وصراخي ما هو أنا قلبي كان متفتت ومقدرتش
داليدا بسبب حالتي خرجت تجري تنادي على د/ خالد وكان عنده ساعتها يونس وعمار إلي جروا على آخر ما عندهم عشان يلحقوني دخلوا لقوني ساكته وأمي واقفه بتبكي مش عارفة تعمل ايه خافوا أكون رجعت لحالة الإكتئاب تاني جرى يونس عليا يشوفني لقاني أغمى عليا اتنهد براحة وأول ما دخل د خالد فهم إنه فقدت وعي بسبب الضغط على أعصابي إداني محلول فيه نسبه مهدء وقال سبوها للصبح، صحيت الصبح بس المرادي لقيت أمي نايمة، أول ما حست بيا صحت وقعدت جمبي قالتلي: وهي بتمسد على شعري: أنا عارفة إنك قوية هو راح وسابنا يا ليل بس طول عمره بيقول عنك إنه أنتِ إلي شبهه، الموت علينا حق يا قلب أمك، جاهدي نفسك عمرك لسه بيبتدي وهو عمره ما حب يشوفك بتعيطي، بصتلها وفي عينها نظرة خوف من إلي هي هتقوله لأنه خايفة إنه موافقش قالتلي: يونس شاريكِ اتجوزيه خلي قلبي يطمن يا ليل، أختك عمار كتب كتابه عليها من أسبوع هي خلاص بقت في عصمته طمني قلبي يا بنتي أنتِ كمان عليكِ..وبعدها سكتت وأنا معملتش حاجه غير بصيت للفراغ وسرحت، لحد ما دخل د/ خالد رغم إنه لسه دكتور تحت التدريب بس حقيقي بيضحكني بحس إني أعرفه أو إنه قريبي حد من عيلتي، ابتسمت وأنا ببصله وهو ضحك كعادته وقالي: ها الأميرة عاملة ايه دلوقت؟!
قولتله بضحكة خافته: قولتلك ليل
قالي: والله عارف يا ست الكل بس من يوم ما دخلتي المستشفى ديه وأنتِ عامله زي الأميرة النائمة..
أمي ضحكت عليه وهي بتمسك ودانه وقالتله: أما أنت يا واد مش هتبطل شقاوتك ديه سيب البت في حالها ومشت راحت تصلي
استغربت من تعامل أمي معاه وهو حس فابتسم وقعد قدامي وقالي: متستغربيش ما هي مرات خالي، بباكِ كان ابن عم أمي طول عمرنا عايشين في بور سعيد بلد مامتك وبباكِ وأمي يا ستي صاحبة أمك وأبوكِ ابن عمها بس عشان بعيد متعرفوش عننا حاجه يمكن جينا مرة ولا اتنين وانتوا صغيرين، وعلى فكرة عمار ابن عمي بيشتغل مع أختك في المستشفى عشان تكليفنا احنا الاتنين حدفنا هنا بسبب كلياتنا شافها أعجب بيها هوب دوب وقع في حبها واتقدم وبعد كده وقت كتب الكتاب لما اتكتب في بور سعيد عرفنا النسب إلي يعر قصدي إلي يشرف وزي ما أنتِ شايفه هو تمرجي وسرنجي قد الدنيا وأنا بتاع مجانين قال آخر جملة
بطريقة درامية، خلت عضم جسمي وبوقي وجعني من كتر الضحك وعنيا مبقتش قادرة من الدموع
قولتله من وسط ضحكي بصوت متقطع: قولتله أنت أنت رهيب أقسم بالله مش قادرة والله
وهو عمال يبصلي ويضحك ويقولي: ولسه هبهرك يا أميرة..
لحد ما دخل يونس واحنا بنضحك ومسك خالد من قفاه قاله: جرا ايه يا بو هشيمة قولتلها ايه بيضحكها كده
قاله: والله برئ يا بيه هي إلي أول ما شافتني ضحكت
كل ده وأنا باصه عليه وأنا بضحك على منظره وخاصه لما يونس طرده
قولتله وأنا بضحك وناسيه تماماً مين إلي قدامي: بتطرده ليه دمه خفيف والله
قالي برفعة حاجب: والله وإيه كمان، اه ما تلاقيه عاجبك عشان بيقولك يا أميرة..
سكت لما افتكرت إنه إلي قدامي ده “يونس” وسرحت
اتكلم وقالي: يعني هو من حقه الضحك وأنا لما بتشوفني بتجيلك الكآبة!
قالي تاني بصوت عالي عشان أبصله وبص في عيني جامد: بشوقك يا ليل كلها ساعات وتبقى حرمي المصون
كنت لسه هتكلم أعترض سكتني بإشارة من إيده: قالي أعتقد كلمة والدتك سيف على رقبتك حضري نفسك، وخرج
بالليل اتكتب الكتاب وخالد وعمار شهدوا على العقد وعم خليل (والد يونس) كان وكيلي رغم إنه أنا كبيرة بس هو أصر، وبعدها ودعت والدتي وداليدا إلي قعدنا نتكلم ساعتين عن كل حاجه حصلت في حياتنا ورجعنا تاني كل واحدة هتشتاق للتانية وكل واحدة كبرت وبقت مسؤولة عن نفسها، بس أخدنا عهد إنه نتقابل ونتكلم دايماً
بعد خروج الكل دخل يونس وقالي: مبروك يا عروستي، وبدون أي مقدمات شالني..
قولتله: أنت بتعمل ايه إحنا في المستشفى ميصحش كده
قالي: هدي نفسك كده احنا هنسافر القاهرة يعني قدامنا ٣ أو ٤ ساعات وبعدين أنتِ مراتي محدش ليه عندي حاجه
دخلني العربية ودخل ركب جمبي وأمر السواق إنه يطلع
قولت في سري: وكمان عربية بسواق الله يرحم يا بن عم خليل
فجأة لقيته بيمسك إيدي وبيحط فيها دبلة ومسك إيدي عشان أحطله دبلته قعدت باصه ومصدومة شوية وهو مادد إيده ضحكت باستغراب وقولتله: أحلى حاجة أنك عملت التمثيلة مكتملة الأركان أو أنت مصدقها، ولبستله دبلته وهى في عينه ألف سؤال بس سكت لما لقاني سندت على الشباك وبلف الدبلة كل شوية في صباعي
بعد فترة دماغي صدعت ومقدرتش سبت نفسي للنوم ومديت راسي لكتفه ونمت عليه من التعب
استغرب فعلتي بس حسيت بيه بيبتسم وبيلف ايده حواليا ومحستش بحاجه غير تاني يوم على الساعة ١٢ الضهر كده
صحيت لقيت نفسي في أوضة وهدومي زي ما هي قومت استحميت واتوضيت وصليت ولبست لبس تقيل شوية عشان احنا في الخريف مستغربتش إنه مجهز كل حاجه بس حقيقي ذوقه في اللبس راقي ونظام الأوضة لا والشقة كلها ما أنا رجلي خدتني أتفرج عليها وصراحة انبهرت
لحد ما لقيت صوت ورايا بيقولي: عجبك بيتك الجديد
اتخضيت ولزقت في باب البلكونة إلي ورايا قولتله وأنا بنهج من الفزع: أأ آه جميلة ما شاء الله
قالي: وهو بيشد ايدي يدخل البلكونه ده كومباوند والعمارة ٣ أدوار بتاعتنا كلها بابا وماما تحتنا والدور الأول فاضي بننزله لما أختي “سحر” تيجي عندنا بس هي حالياً مسافرة ولينا فيلا محندقة كده قريبة من بيوت عيلتنا بس هنا أقرب لشغلي وشغل بابا، أنا يا ستي عندي مكتب محاسبة، وبابا زي ما أنتِ عارفة عنده معرض عربيات وليه أرض بس عمامي ربنا يديهم الصحة هما إلي بيزرعوها وممشين الدنيا فيها هي والعقارات وبيدوا بابا نصيبه فلوس على قدنا كده قالي وهو بيضحك
رديت بهدوء: قولتله ربنا يبارك.
قعدت على الكرسي ولقيت قدامي فطار استغربت وبصتله، ابتسم وقالي: والدتي، قولتله: ربنا يباركلك فيها
قالي: وأنتِ؟!
قولتله: وأنا إيه؟!
قالي: عرفيني بنفسك وبعدها اتنحنح وقال بحرج وهو بيفرك رقبته: أنا معرفش عنك حاجه غير اسمك يا ” ليل”
بصلي وهو بيقول اسمي وكله ثقه إنه طالع منه مميز وفعلاً نبرة صوته مع بصته خلته مميز مميز جداً
رديت بهدوء: اسمي “ليل إسماعيل” أعتقد أنت عارف ده خريجة كليه تجارة إنجلش وكنت من العشرة الأوائل من سنتين عندي أخت واحدة داليدا أكبر مني بسنتين ووالدتي معاها ووالدي الله يرحمه ، بعرف أتكلم إنجليزي وألماني وفرنساوي وصيني وتركي ومعايا معهد تمريض ومشتركة في كورس تخاطب وصعوبات تعلم..بس كده أعتقد ده الحاجات إلي أقدر أقولهالك عني
قالي بصدمة شويه: ما شاء الله كل ده مكنتش أعرف إنك واخده كل ده كنت بسمعهم بيقولوا عليكِ ” حوت مذاكرة” بس مصدقتش، بس ثواني من العشرة الأوائل ليه مشتغلتيش؟!
رديت: طول عمري حلمي يكون تعاملي مع الأطفال عشان كده دخلت تمريض كهواية، بس لو جالي فرصة شغل كويسة أكيد هقبل
قالي: يعني مجالكيش خالص ده أنتِ من الأوائل؟!
قولتله: لا جالي شغل في بنوك بس محبتوش ومكنش عندي حماس عشان كنت حابه أشتغل مع الأطفال صراحة كنت عاوزة أدخل رياض أطفال لكن والدي هو إلي أصر على التجارة وأنا مكنش عندي مشكلة معاها.. قالي: طاب ما تشتغلي معايا في مكتب المحاسبة ٣ أيام وكملي الكورس بتاعك بالمرة ايه رأيك؟!
سكت شوية وافتكرت إنه لما جه لوالدي قال إنه بعد الجواز مش هيحب إنه “داليدا” تشتغل ضحكت بسخرية على حالي وقولت في نفسي “ما أنا مش داليدا أنا مش حبيببته”..فوقت على صوته وهو بيقولي: مردتيش عليا
قولتله: تمام بس أنا أول مرة أشتغل معنديش مشكلة بس محتاجة أتدرب فترة أكيد فاهم، ده غير الكورس بتاعي يومين هيبقا في اسكندرية و…
ولسه هكمل لقيته رد بسرعه قالي: لا اسكندرية لا
رفعت حاجبي، قام ابتسم بهدوء ورد قال: متفهميش كلامي غلط أنا قصدي ده هيبقا مشوار عليكِ، فالكورس أكيد ليه فروع هنا في القاهرة صح؟!
رديت بهزة من راسي، قالي: قوليلي بس الإسم وملكيش دعوة أنا هتعامل، ولو عاوزة تقدمي واحد جديد معنديش مشكلة.
قولتله: بس الكورس بتاعي بيبقا بدري أنا بحب وقت الصبح يعني هخلص بدري وهيبقا عندي طول اليوم فاضي.
قالي بهدوء وفرحة غريبة: خلاص اشتغلي من البيت يومين وهتابع معاكِ أونلاين أنا كده كده باخد يوم أو يومين اجازة، ولو مفيش ضغط شغل وكده بتابع الشغل من البيت ولو في أي حاجه أو أي مشكلة بروح، واحضري معايا أربع أيام في المكتب، وبالنسبة للتدريب هيبقا معايا ما أنتِ هتبقي مساعدتي الشخصية..ومعايا دراعي اليمين ابن خالتي “يامن” في اليوم إلي مش ببقا فيه موجود هو بيسد مكاني لأنه مُلزم بشغل تاني، أنا بقولك عليه عشان متستغربيش لأنه هو إلي بيدرب أي طلبة بتيجي تحت التدريب ومش بنقبل إلا عدد قليل صراحة، لكن أنتِ أنا إلي هدربك وده جديد عليا بأمانة، فأتمنا تستحمليني، قال آخر جملة بضحك، وقال طاب ايه : الفطار؟!
قولتله بشويه توهه كده: ماله
قالي: من أولها مفيش تركيز فوقي عشان نفطر
بصيت للأكل شوية وليه شوية وقولتله: آسفه عطلتلك وبدأت أكل بهدوء خلصنا وشلت الأكل وبعد كده دخلت أوضتي
لقيت الباب بيخبط قولتله: ادخل
دخل لقيته بيقولي: أنا نازل هتحتاجي حاجة؟
قولتله: شكراً، تسلملي.
لقيته لسه واقف عاوز يقول حاجه ومتردد، فبصيت ليه عشان يتكلم
اتنحنح وقالي: بصي هو والدتي عاوزة تطلع تقعد معاكِ شوية فلو أنتِ تعبانه مفيش مشكلة هقولها خلاا..
قولتله: حضرتك ده بيتها ومسموح تدخل في أي وقت وأنا بحب طنط “مرفت” جداً وبحب أقعد معاها فالكلام ده لو كان حد تاني هي زيها زي مامتي
ابتسم وشكرني وخرج
بعد شوية طلعت والدته وقعدت معايا تلات أربع ساعات وقعدنا نتكلم وندردش لأني بحبها كنت واخدة راحتي معاها في الكلام
بس لقيتها بتقولي: أنتِ لبسة الطرحة ليه يا ليل ده بيتك يا حبيبتي فكي كده، اتحرجت منها الصراحة وخلعت الطرحة
قالتلي: سموكِ ليل عشان شعرك الأسود ده تعرفي كده؟! أول ما اتولدتي كان شعرك باين إنه هيكون لونه أسود وتقيل وكان عندك عقده من شعرك الطويل وأنتِ صغيرة كان نفسك تقصيه
بس أمك كانت بتعترض بس شوفي أهو أنتِ سيباه، زي القمر يا حبيبتي..
ابتسمت بخجل وقولتلها: تسلميلي ده ذوقك يا ماما
قالتلي: كنت خايفة تقوليلي يا طنط كنت هزعل والله
قالتلي: أنا كنت عاوزة أطبخلكوا عشان أنتِ عروسة وكده بس قولت أسألك عشان متتضايقيش؟!
قولتلها: تسلمي يا ماما متتعبيش نفسك أنا هطبخ النهاردة عشان يوم الجمعة اعملي حسابك نيجي ناكل عندك عاوزة محشي من الحلو إلي من ايدك إلي كنتِ بتبعتي لينا حلتين وكانت بتبقا رحته واصله من القاهرة لإسكندرية، قولتها بضحك وحماس لأني زي ما قولت معاها ببقا شخصيتي
قالتلي بضحكة: ده عيوني للقمر، خدي راحتك في الشقة أنا هنزل تحت لعمك بقا وعلى العموم “يونس” بيجي الساعة ٧ بليل يعني خدي راحتك، هو بينسا نفسه في الشغل زي عمك كده
ودعتني ونزلت وأنا الصراحة ما صدقت خلعت الطرحة ولبست بيجامة خريفية واسعة شوية وبزنط ولميت شعري لفوق عشان أقوم أطبخ
قررت هعمل مكرونة بشاميل وبانية أخدت وقت عشان أعرف أماكن الحاجات والحمد لله, شغلت التليفزيون حواليا كونس على أي قناة عشوائية، وانطلقت في المطبخ زي الفراشة كأنه بيتي الصراحة، فجأة لقيت أغنية اشتغلت لقيت رجلي بتتحرك واندمجت معاها، ومحستش بيونس وهو بيفتح باب الشقة وتلقائي دخل المطبخ يشوفني بعمل ايه بعد ما سمع صوتي أكيد
بلف فجأة وأنا ماسكة المكرونة ومندمجة في الغناء والرقص كمان لقيته في وشي واقف مصدوم وفاتح بوقه من شكلي ما هو ديه كانت أول مرة يشوفني بشعري وشعري كان مفرود والبيجاما نازلة شوية من على كتفي عدا دقيقة اتنين واحنا بنبص لبعض هو مش مصدق وأنا مش مستوعبة الوضع لما حسيت إنه في سخونية في إيدي بصيت للصنية وحطيتها على الرخامة، ولسه بلف عشان أخرج أقصد أهرب لقيته واقف منطقش غير وقال: أنتِ مين؟!
رفعت حاجبي قولتله بصوت فيه سخرية: أنا ليل
رد بصدمة وقالي: احيه احيه بجد، لف وشه وبعد كده بصلي قالي: ثانيتين لو ممشتيش من قدامي متلوميش غير نفسك يا ليل!
قعدت ثانية أستوعب كلامه لحد ما بصتله كأنه بيأكدلي تفكيري، طلعت منه شهقة خضة وطلعت أجري على أوضتي
أول ما دخلت قولت: قليل الأدب.
دقيقة ولقيت خبط على الباب وصوته بيقولي:……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى