روايات

رواية أحلام العصرية الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحلام العصرية الفصل الثاني 2 بقلم بيسو وليد

رواية أحلام العصرية الجزء الثاني

رواية أحلام العصرية البارت الثاني

رواية أحلام العصرية الحلقة الثانية

كان غا.رقًا في أحلامه الوردية، فبعد أن أخبرته والدته أنها ستأخذ “سويلم” ويذهبان لزيارة شقيقتها كان ير.قص بسعادة فـ ها هو سيقضي ثلاثة أيام وحده في المنزل رفقة والده دون أن يز.عجه أحدًّ ويُناديه بهذا الإسم المسـ ـتفز، عقـ ـد ما بين حاجبيه عندما شعر بـ أصوات عا.لية حوله ويدين تجـ ـذبانه مِن على الفراش حتى سـ ـقط جـ ـسده أر.ضًا
نهض فز.عًا ينظر حوله مجـ ـحظ العينان والصد.مة هي عنوانه، وما زاد صد.مته وجعله يفـ ـقد النطـ ـق تلك التي تر.كض في الغرفة هُنا وهُناك تقوم بتنظـ ـيفها بأ.مرًا مِن زوجة أبيها، بينما كانت هي تسير هُنا وهُناك تقوم بتنـ ـظيف الغرفة سريعًا حتى لا تأتي الأخرىٰ وتقوم بتو.بيخها، أبتـ ـلع “سـلّام” غصته بصعو.بة وبؤبؤ عينيه فقط هو مَن يتحرك معها، أمّا فَمِهِ فقد عجـ ـز عن النـ ـطق ولو بحرفٍ واحد
«أنتَ مبحـ ـلقلي كدا ليه قوم أتحرك قبل ما مرات أبويا تيجي تبهـ ـدلني، لازم أخلّص تنضيـ ـف القصر دا قبل حفلة بليل»
بينما كان هو مازال على وضعيته لَم يتحرك إنشًا واحدًا، نظر حوله، ليقول محدثًا نفسه «لا أنتَ متجـ ـننتش يا “سـلّام” لسه، لا أكيد انا تقـ ـلّت في الأكل شويه، دي أحلام العصر أكيد أيوه»
«أنتَ هتفضل تكلم نفسك كدا كتير قوم يلَّا»، نطقت بها وهي منشـ ـغلة في التنـ ـظيف، نهض هو بهدوءٍ وأستقام على قدميه وهو يتأكد لـ المرة العاشرة أنه ليس حُلمًا وأن ما يراه ويسمعه حقيقة، فـ لن يصل الأمر أن تنام على فراشك وتستيقظ تجد نفسك في عالم آخر مختلفًا و “سندريلا” أمامك تنظـ ـف الغرفة!
أقترب هو مِنها وهو يد.قق النظر إليها فـ كانت هي بشحـ ـمها ولحـ ـمها، وقف بالقرب مِنها ونظر إليها قليلًا، ليقول «أحـ ـيه يا جدع، دا الحوار طلع جدّ مش أحلام عصر دي؟!»
نطق بها بصد.مةٍ، مـ ـسح على خصلاته إلى الخـ ـلف وهو يضـ ـرب على رأسه علّه يستفيق، ليقول «هو عم “غـالب” حطّـ ـلي حاجه فـ الفول والطعمية اللي كلتهم عنده ولا إيه؟، الموضوع دا فيه حاجه غـ ـلط دا مش طبيعي»
«بقولك إيه يا أخينا مش وقتك يا تخرج وتشوف هتروح فين يا إمّا تساعدني»، نطقت بها “سندريلا” وهي تنظر إليه ويديها تتوسطان خصرها، نظر إليها “سـلّام” نظرة ذات معنى، ليقول بإستنكارٍ:
«دي “سندريلا” مِن الشيخ زايد دي ولا إيه، هي “سندريلا” بتاعت الأطفال بتقول أخينا؟!»، زفـ ـرت “سيندريلا”، لتقول بنفا.ذ صبر «أنتَ ر.غاي ليه»
«انا؟!» نطق بها “سـلّام” بصد.مةٍ شـ ـديدة وهو يُشير إلى نفسه، لتقول مستنكرة «أنتَ شايف إن فيه راجـ ـل تاني غيرك هنا انا مش شيفاه؟!»
«لا بقى يا “سندريلا” ميغو.ركيش الهطـ ـل اللي ماسكني دلوقتي ده انا مِن أسكندرية يا بـ ـت، وبعدين دي منظر “سندريلا” بتاعت الكرتون بتاع الأطفال الصغيرة، دا أنتِ أخرك رصيف كورنيش أسكندرية بمنظرك دا»، نطق بها “سـلّام” بعد أن أستفا.ق مِن حالة الصد.مة التي كانت تُلازمه، ر.مقته “سندريلا” نظرةٍ ذات معنى، لتقول «انا مش فاهمه مِنك أي حاجه أنتَ منين يا أبني أنتَ وإيه أسكندرية دي، مفيش حاجه أسمها كدا فـ عالم ديزني»
«لا ما انا مش على آخر الزمن حتت لعبة زَّيك هتجـ ـنني، بقولك إيه شوفي بتهـ ـببي إيه متصد.عنيش انا سايبهالك مخضـ ـرة»، أنهـ ـىٰ حديثه وهو يترك الغرفة ويخـ ـرج باحثًا عن مخر.ج فهو لَم يفـ ـقد صوابه حتى الآن، إنه بكامل قو.اه العقـ ـلية، هكذا كان يقوم بإقنا.ع نفسه وهو يبحث عن مخر.ج، تاركًا الأخرىٰ تنظر إلى أثره بإستنكارٍ شـ ـديدٍ، ولَكِنها لَم تهتم وأكملت ما كانت تفعله
وصل “سـلّام” إلى الطابق الأر.ضي مِن القصر ليقف في منتصفه ينظر حوله بذهولٍ، وضع يده في جيب بنطاله حتى يُخر.ج هاتفه، ولَكِنّ مهلًا، أين هاتفه؟!، بحث في جميع جيوبه التي كانت فا.رغة، ليقول مصدومًا «أحـ ـيه يا ولاد، التليفون فين، حتى أنتوا حر.امية يا شوية كرتون»
«في حاجه يا أستاذ؟» نطقت بها امرأة يظهر عليها القو.ة والوقار، ألتفت هو ينظر إليها لتعلـ ـو أبتسامه بلهـ ـاء ثغره، وقال «مراة أبو “سندريلا” وصلت يا حارة»، كانت تنظر إليه تنتظر إجابته بينما أدرك هو أن الوضع الحالي ما هو إلا حقيقة سو.د.اء ويجب أن يتعايش معها حتى نها.يتها حتى يرىٰ ماذا سيفعل
«لا، خالص»، نطق بها ببساطة وضحك ضحكة خفيفة، التي تُسمى ضحكة سو.د.اء، مسح على وجهه، ليقول محدثًا نفسه «يا عيني عليكي يا “حنان”، زمانك يا قلـ ـب أمك قا.لبة عليا الدنيا»
«أنتَ العريس مش كدا»، جحـ ـظت عينيه بصد.مة، ليقول «عريس مين»، فقالت «العريس اللي هيتجوز “نفيسة” بنتي، مش أنتَ “بُرعي؟”»
جحـ ـظت عينيه أكثر، ليقول بهلـ ـع «”بُرعي” مين وعريس إيه يا ولية أنتِ، انا أسمي “سـلّام” ومتجوز مبقاليش شهر؟!»
______________________
في أعما.ق البحـ ـار، مَن يَسكُن بهِ ويُحبّه الناس، وجدا هذان التوأم نفسيهما في تلك البلدة التي تقبع أسـ ـفل البحا.ر، يقفان بجوار بعضهما البعض وينظران حولهما بصد.مة وذهولٍ شـ ـديدٍ، نظرا لـ تلك اللوحة الكبيرة المُعلـ ـقة في الأ.على ليضحك “عـز” ببلا.هة، ليقول «قا.ع الهامور»
«أكمن يعني أسامينا “سردينة” و “رنجة”»، نطق بها “عزت” ساخرًا، نظر إليه “عـز” ولَم يستطع تما.لُك نفسه وبدأ يقهقه، نظر إليه “عزت” نظرة ذات معنى، ليقول «بتضحك، طب أشمعنا الحاج مَجاش معانا ما هو أسمه “فسيخ”»
أزد.ادت قهقه “عـز” أكثر، ليقول «طب إحنا بنتنفـ ـس تحـ ـت الميَّاه أزاي»، فأجابه “عـزت”، ليقول «دا الذكاء الاصطناعي»
«دا ذكاء أصطبا.حي مش أصطناعي، هو عم غالب حاططلنا حبو.ب هلو.سه فـ الأكل ولا إيه؟!»، فأجابه “عزت”، وقال «دا لو طلع لِيه يَد في الموضوع ده أقسم بالله ما هـ ـسيبه»، نطق بها وهو يتو.عد إلى العم “غالب”، نظر “عـز” بعيدًا ثم جحـ ـظت عينيه وأشار بعيدًا وهو يجـ ـذب ذراع أخيه، ليقول «إلحق “سبونچ بوب” هناك أهو»
نظر “عـزت” إلى ما يُشير إليه أخيه قا.ضبًا حاجبيه لتلـ ـجمه الصد.مة عندما رأها أمام عينيه بالفعل، إذًا هذا ليس حُلمًا كما يظّنونه هما، لقد ذهبوا إلى عالم ديزني بالفعل، ر.مق “عـزت” أخيه “عـز” الذي كان ينظر إلى “سبونچ بوب” ويبتسم ببلا.هة، قام بصـ ـفعه على ذراعه، ليقول بنبرة حا.دة «لا انا مش ناقـ ـص تخـ ـلف خلّينا نشوف هنخرج مِن الهـ ـبل دا أزاي»
«ونخر.ج ليه ما نخلّينا دا الموضوع طلع لوز اللوز وجه على هوايا مِن الآخر»، ر.مقه “عـزت” نظرة ذات معنى وصا.ح بوجهه، ليقول بغـ ـضب «خلّينا فين يا أهبـ ـل أنتَ، وبعدين دا عالم وهم مِن خيا.لنا إحنا البني أد.مين، عملناه عشان خا.طر نضحك الأطفال مش نقـ ـع فيه إحنا، انا مش قادر أصدق إن دا حقيقة بجد، انا لو حكيت لحد أصلًا هيقول عليا مجـ ـنون وش مش هيصدقني أصلًا»
«عرفت أسم “سردينة” و “رنجة” مجاش مِن فر.اغ ليه!»، نظر إليه “عـزت” وزفـ ـر واضعًا يده على جبينه، ليقول «مِنه لله اللي كان السـ ـبب بجد، مِنه لله»
«بقولك إيه ما تيجي نروح نشوف محل سلطع برجر موجود فعلًا ولا لا»، نطق بها “عـز” بكل بساطة وكأنهم ليسوا في كا.رثة ويجب عليهما التفكير حتى يخـ ـرجا مِنها، رمقه توأمه نظرة نا.رية دون أن يتحدث، أسترد “عـز” حديثه، ليقول «أسمع بس هناكل ببلاش دا انا مِن وانا صغير نفسي أجرب البرجر بتاعهم دا كان يشتغـ ـل بليل وتيجي حلقة محل سلطع واشوفهم بياكلوا كدا وأجوع وعشان كُنْت سا.ذج ساعتها كُنْت أتغا.ظ أوي فـ أدخل المطبخ وأعملي ساندوتش جبنة، فرق طبقات واللهِ يبقى السمك اللي عا.يش فـ الميَّاه بيتكلم وعنده بيت فـ مدينة وبياكل برجر ويشرب عصير وانا البني آدم اللي عايش على الأر.ض باكل ساندوتش جبنة، أرزاق واللهِ»
ر.مقه “عـزت” نظرة مر.يبة وهو لا يصدق ما يسمعه ويراه، ضـ ـرب على كفيه بقلـ ـة حيـ ـلة، ليقول بعد.م تصديق «يا “عـز”، يا “عـز” أبوس إيدك يا “عـز”، انا عندي مـ ـرارة واحدة وفـ ـقعتهالي الحمد لله، هتعمل إيه تاني انا باكل فـ نفـ ـسي عشان أشوف هنخـ ـرج مِن الهبـ ـل دا أزاي وأنتَ تقولي محل سلطع وساندوتش جبنة، إيه دا أصلًا انا مش ناقـ ـص جـ ـنان يا عم خلّيني محافظ على شويه العـ ـقل اللي عندي دول اللي مكمل بيهم»
«مستخـ ـسر على أخوك المشوار يا “عـزت”، مستخـ ـسر على توأمك؟» نطق بها “عـز” بدرامية وهو يضع يده على صدره، ليزفـ ـر “عـزت” بضـ ـيق فهذا ما كان ينقـ ـصه بالفعل، أبتسم “عـز” إليه، ليقول «خلاص عشان بتصـ ـعب عليا لمَ أجلـ ـطك كل يوم، تعالى نشوف هنروح فين وهنعمل إيه»
سارا في مدينة قا.ع الهامور، وسط تلك الأسماك والسـ ـلطعون والأخطـ ـبوط، نعم وأيضًا تلك الأسفـ ـنجة الصفـ ـراء التي تسير أمامهما تدندن كعادتها وتترا.قص وتقوم بتحية البعض وتمرح مع البعض الآخر
«دا طلع فرفوش بجد، الله هنعمًّـ ـر مع بعض»، نطق بها “عـز” بسعادةٍ وهو ينظر إلى “سبونچ بوب”، ر.مقه “عـزت” نظرة ذات معنىٰ ثم زفـ ـر وحاول تما.لُك نفسه قدر المستطـ ـاع حتى لا يقتـ ـل توأمه في أي لحظة، أستغـ ـرق الأمر مِنهما بضع دقائق حتى وصلا إلى محل سلطع برجر
تو.قفا بالقرب مِن المحل ينظران إليه نظرات مختلفة، فهناك نظرة سعيدة ومبهورة والأخرىٰ كانت غا.ضبة وسا.خطة، نظر “عـز” إلى ما يقابل محل “سلطع برجر” ليرى محل “شمشون”
«الله دا انا مقيم هنا»، نطق بها “عـز” بسعادة كبيرة ليترك أخيه “عـزت” وير.كض إلى محل “شمشون” الشـ ـرير وهو يصيـ ـح عا.ليًا، يقول «ولا يا “شمشون” يا عـ ـبيط أنتَ فين، يا أبو عيـ ـن واحدة»
نظر “عـزت” إلى أخيه وشعر أنه في هذه اللحظة سيسـ ـقط مغـ ـشيًا عليه، فهما دومًا مخـ ـتلفان في الطبا.ع وفي كل شيء ولذلك “عـزت” دومًا يغـ ـضب لأن توأمه يفعل أشياء لا تروق لهُ
«أقسم بالله لأخـ ـرج مِن الهبـ ـل دا بـ حالتين ملهومش تالت، يا ميـ ـت، يا مجـ ـنون، أو ممكن أضيف حالة تالتة وهي إني هكون قاتـ ـل “عـز”»، نطق بها “عـزت” وهو ينظر إلى أثر أخيه والضيـ ـق باديًا على معالم وجهه وصوته. _______________________
كان “خُضير” يسير في تلك الغا.بة كثيـ ـفة الأشجار ومظـ ـلمة بعض الشيء وهو ينظر حوله متعجبًا، فـ منذ متى وأصبح هناك غـ ـابات وأشجار كـ تلك في موطنه، تو.قف عندما شعر بالأر.هاق فهو منذ قرابة الساعة يسير دون تو.قف حتى شعر بالتعـ ـب يتمـ ـلّك جـ ـسده جا.برًا إياه على الخضو.ع وتناول قسـ ـطًا مِن الر.احة
نظر حوله يتفـ ـحص المكان ولا يُنـ ـكر أن هذا أعجبه فهو عا.شقًا لهذه الأجواء فقد كانت أشبه بتلك التي يراها في الأفلام الأجـ ـنبية الخاصة بالخو.ارق والذي مِنهُ، بينما في إحدىٰ أركان الغا.بة رأىٰ طيفًا يختبـ ـئ خلف إحدىٰ الأشجار القا.بعة أمامه جعله يعـ ـقد ما بين حاجبيه وينظر إليها قليلًا حتى يتأكد مِن أن الذي رآه صحيحًا وليست تهيؤ.ات
نهض بهدوءٍ مِن مكانه وبدأ يقترب مِن هذه الشجرة بخطىٰ هادئة كثيرًا حتى لا يُثيـ ـر ر.يبة الآخر ويهـ ـرُب، بينما كانت هي تقف خلف إحدىٰ الأشجار تتر.قب خطواته التي كانت مسموعة وتقترب مِنها رويدًا رويدًا، أخذت نفـ ـسًا عمـ ـيقًا ثم زفـ ـرت بهدوءٍ وخرجت مِن مخبأ.ها، كانت ترتدي فستانًا أزرق اللون هادئ وكانت تنظر إليه، تو.قف هو مكانه ينظر إليها بتـ ـرقبٍ
«أنتِ مين؟»، نطق بها بنبرة هادئة متر.قبة، فهو لا يعلم أين هو وكيف جاء إلى هُنا وأيضًا يرىٰ فتا.ة جـ ـنية، إنها أشبه بأحلام العصرية!
«أنا “بارفينا” الجـ ـنية» نطقت بها تُعرّف نفسها إليه، نظر إليها نظرة ذات معنى وكأنه يقول وماذا بعد؟، قال متسائلًا «أيوه انا جيت هنا أزاي وإيه المكان دا ومين أنتِ»
«أنا عرّفتك على نفسي، “بارفينا”، أنا عارفه إن عندك أسئلة كتير أوي محتاج إجابة ليها بس دا للأسف مش الوقت المناسب، أنا جيباك هنا لسـ ـبب مُعين مش أكتر»
ر.مقها “خُضير” نظرةٍ ذات معنى وقال «وإيه هو السبب»
أخذت هي نفـ ـسًا عميـ ـقًا ثم زفـ ـرته، لتقول بنبرةٍ هادئة «أنا في ور.طة ومحتاجه حدّ مِن عا.لم تاني بعيد كل البُـ ـعد عن عا.لمي يسا.عدني لأن للأسف كلنا هنا مُعر.ضين لـ المو.ت في واحد إسمه “چـاك” دا راجـ ـل شـ ـراني أوي وكل شويه يتو.عدلنا وكل اللي هنا بدأ يخا.ف مِنُه فـ في جـ ـنية تانيه صاحبتي قالتلي إن لازم نستعين بحدّ خا.رج عا.لمنا يساعدنا ويكون ذكي فـ لقيتها بتعـ ـرضك أنتَ وزمايلك علينا وعشان كدا إحنا متر.ددناش ثانية وجبناكم»
«أزاي يعني؟» نطق بها متسائلًا، لتجيبه قائلة «أتحطـ ـلكم منو.م فـ الأكل وخد تك أنتَ وصحابك وهمـ ـناهم إنهم فـ عالم ديزني دلوقتي»
«نعم؟!» نطق بها مستـ ـنكرًا وهو ينظر إليها بصد.مةٍ، لتجيبه بنبرةٍ هادئة قائلة «أسمعني كويس يا “خُضير” إحنا بجد محتاجين مسا.عدتكم أرجوك متر.فضش طلبي لو رفـ ـضت هتكون حكـ ـمت علينا بالمو.ت، وافق وانا وعد هشر.حلك كل حاجه بالتفـ ـصيل وهعملك أي حاجه تطلبها مهما كانت إيه هي»
نظر إليها “خُضير” قليلًا وبدأ يُفكر في مطلبها ذاك بهدوءٍ فـ هو مازال لا يعلم أي شيءٍ الآن ولَكِنّ لا خيار أمامه سوىٰ ذلك وهذا وا.قع وقد أفتر.ض عليه لا محال، زفـ ـر بهدوء وحرك رأسه برفق وهو ينظر إليها، ليقول «موافق أساعدكم»
علّت الأبتسامه ثغرها لتقول بنبرةٍ سعيدة وأمتنان «شكرًا أوي يا “خُضير” انا بجد مش عارفه أشكرك أزاي، وعد هتفهم كل حاجه بالتفصـ ـيل»
حرك رأسه برفق، وقال «صحابي»
«متقـ ـلقش هبعت “نيرى” زميلتي تجيبهم لحد هنا» نطقت بها بنبرةٍ هادئة وهي تنظر إليه، زفـ ـر هو بهدوء ومسح على وجهه بقـ ـلة حيـ ـلة وهو لا يعلم ما يحدث وما تلك الكار.ثة التي أو.قع نفسه دا.خلها
«ها قولت إيه؟» نطقت بها تنتظر ردّاً حا.سمًا مِنهُ، نظر إليها نظرةٍ ذات معنى ثم حرك رأسه مجيبًا إليها، وقال «تمام»
أبتسمت هي برضا، وقالت «حلو تعالى معايا وصحابك هيكونوا موجودين كمان شويه»
______________________
«أيوه يعني هيكون راح فين بس انا بكلمه تليفونه مقـ ـفول وقلقا.نه عليه أوي» نطقت بها “حـنان” زوجة “سـلّام” وهي تضع الهاتف على أذنها، لتستمع إلى الطرف الآخر، يقول «طب أهدي وهو شويه وهتلاقيه عندك أهدي، وانا هحاول معاه تاني دلوقتي»
«ماشي يا “بابا” وبالله عليك لو ردّ عليك تقولي على طول»
«حاضر يا حبيبتي، مع السلامة»
أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تزفـ ـر بخو.فٍ، فمنذ الصباح لا أثر إليه وتخـ ـشىٰ أن يكون قد حد.ث شيئًا معه ولذلك لَم يستطع أن يُحا.دثها، جلست على المقعد وتركت هاتفها جانبًا، لتقول بنبرةٍ هادئة «هتكون روحت فين بس يا “سـلّام” مِن غير ما تقولي»
_______________________
«زي ما بقولك كدا، مختـ ـفي معرفش راح فين انا هتجـ ـنن بجد دا أول مرة يعملها حتى مقاليش إنه رايح فـ حتة النهاردة أجازته أصلًا، وغير كدا هو أصلًا مش مِن عوايده في حاجه مش صح بتحصل انا مش عارفه أجيبها نها.ئي» نطقت بها “لمىٰ” وهي تعـ ـض على أصابعها بتو.ترٍ شـ ـديدٍ وهي تُفكر أين يمكن أن يكون ذهب “خُضير” ولَم يُخبرهم
«بقاله قد إيه مخـ ـتفي؟» نطقت بها “لميس” بنبرةٍ تملـ ـؤها القـ ـلق لتنظر إليها “لمىٰ”، قائلة «أربعة وعشرين ساعة دلوقتي»
«طب حلو أوي مستنيه إيه قومي يلا نعمل محـ ـضر» نطقت بها “لميس” التي هبـ ـت واقفة وهي تضع حقيبتها على كتفها، نظرت إليها “لمىٰ”، وقالت «تفتكري هيجيب نتيجة»
«أنتِ عبيـ ـطة يا بـ ـت أنتِ، طبعًا هيجيب نتيجة قومي بس يلَّا خلّينا نعمل المحضـ ـر ونشوف إيه اللي هيحصل انا مش عارفه أنتوا أزاي ساكتين كدا»
نهضت “لمىٰ” كذلك بعد أن أخذت أغراضها وخرجت خلف “لميس” قائلة بنبرةٍ تملؤ.ها القلـ ـق «انا خا.يفه أوي يا “لميس” على “خُضير” تفتكري ممكن يكون حصـ ـل معاه حاجه بجد؟»
«إن شاء الله لا يا “لمىٰ” متقوليش كدا» نطقت بها “لميس” بنبرةٍ قـ ـلقة بعد أن أحتـ ـل الر.عب معالم وجهها عندما ذكّرت “لمىٰ” أن يكون قد أصا.به مكـ ـروهًا، أستقرت على مقعد السائق وبجوارها “لمىٰ” لتقوم “لميس” بالتحرك سريعًا في طريقها إلى قسـ ـم الشـ ـرطة
_____________________
كان “سـلّام” جالسًا على إحدىٰ الصـ ـخور الكبـ ـيرة ينظر إلى نقطة فا.رغة وعقله منشغـ ـلٌ بزوجته، تلك التي أسكـ ـنته عشـ ـقًا وجعلته مُــ ـتيمًا بها، تنهـ ـد بعـ ـمقٍ ثم نظر بعيدًا ليرىٰ أصدقائه يقتربون مِنهُ وعلامات التعجب بادية على معالم وجوههم بوضوحٍ شـ ـديدٍ، نهض بهدوءٍ حتى رأىٰ أول المقتربين مِنهُ “خُـضير” الذي كان بالطبع لا يفهم ما يحدث حوله وهذا بات يُغضـ ـبه كثيرًا
«انا ممكن أفهم في إيه، إيه اللي بيحصل وإحنا فين ومين دول وجينا إزاي، حصل أمتى كل دا انا هتجـ ـنن؟» أنهـ ـىٰ “خُـضير” حديثه بعد أن وقف أمام “سـلّام” يعـ ـقد ذراعيه أمام قـ ـفصه الصد.ري منتظرًا إجابة مِنهُ تطـ ـفئ نير.انه الها.ئجة
«معرفش، انا زَّيي زَّيكم بالظبط، معرفش أي حاجه لسه» نطق بها “سـلّام” بنبرةٍ با.ردة دون أن يكتـ ـرث لتلك الأسئلة التي با.تت تنها.ل عليه مِنهم دون تو.قف، فهو لا يعلم كيف حدث ذلك كيف يخبرهم ذلك
«أيوه يعني إيه برضوا، أتحشـ ـرنا فـ عالم ديزني دا ولا إيه مش فاهم، انا بتخـ ـنق بسرعة» نطق بها “عـزت” توأم “عـز” بنبرةٍ يملؤ.ها الغضـ ـب كعادته حينما يفعل شيئًا لا ير.وق إليه
«دا زّي ما يكون كدا خير اللهم أجعله خير حدّ دا.عي علينا فـ قيام الليل، دا إحنا فـ العالم الموازي دلوقتي» نطق بها “عـز” وهو ينظر حوله يتفحص المكان بـ عينيه فـ على الرغم مِن صد.مته وذهوله ألا أنه أصبح سعيدًا بعد أن رأىٰ شيئًا جديدًا على ناظريه
«تعالوا نشوف هنهـ ـبب إيه، خلّوني أرجع لمراتي اللي مر.مية دي متعر.فليش طريق ومش بعيد تكون قالت للبو.ليس وبيد.وروا علينا» نطق بها “سـلّام” بنبرةٍ جا.مدة كالعادة ثم تر.كهم وذهب، فيما هم توقفوا ينظرون إليه بتعجبٍ ولَكِنّ نحـ ـىٰ “بَـكري” ظنونه وتلك الأفكار السو.دا.ء بعـ ـيدًا ولَحِقَ بهِ.
______________________
«معرفش يا ستي علمي علمك واللهِ» نطق بها “رجـب” بنبرةٍ يملؤ.ها الضـ ـيق بعد أن سئـ ـم مِن حديث زوجته المتكرر الذي تُلقـ ـيه على مسامعه كل دقيقة د.ون مـ ـلل أو كلـ ـل
«أيوه وبعدين يعني هفضل قاعدة حاطة إيدي على خَدي مِن غير ما أعرف عيالي فين يعني، جـ ـرىٰ إيه يا “رجـب”؟» نطقت بها “رباب” زوجته بغـ ـضبٍ وهي تقف أمامه تنظر إليه وفؤا.دها يتأ.كله الخو.ف على ولديها التوأم اللذان لَم يَعُد لهما أ.ثر منذ ما يقارب الأربعة وعشرون ساعة
«بقولك إيه يا “رباب” متجـ ـننيش أتنيـ ـلت عملت محـ ـضر فـ القسـ ـم خلاص أعمل إيه تاني دَوَّرت عليهم فـ الأقسـ ـام والمستشفيات مسبتش مكان مد.ورتش فيه أعمل إيه أكتر مِن كدا مش فاهم، متضغـ ـطيش عليا بقىٰ انا مخنـ ـوق ومش طا.يق نفسي»
وفور أن أنهـ ـىٰ “رجـب” حديثه سَمِعَ رنين جرس المنزل الدا.خلي يرن عا.ليًا يعلنهم عن وصول زائرٍ لهم، وضعت “رباب” حجابها على رأسها بينما تقدم “رجـب” مِن الباب ثم فتحه ليرىٰ “رمضان” والد “بَـكري” أمامه هو وزوجته ومعالم التخبـ ـط والقلـ ـق با.ديان على معالم وجهيهما
«خير يا “رمضان” مالك في إيه وشك مخطـ ـوف كدا ليه؟» نطق بها “رجـب” الذي عقد المسافة بين حاجبيه وهو ينظر لهُ مستنكرًا ما يراه أمامه
«متعرفش “بَـكري” راح فين يا “رجـب” تليفونه مقفـ ـول ومرجعش مِن إمبارح وقا.لب عليه الدنيا مش لاقيه كأنه فـ ـص ملح ودا.ب ومش عارف أنام مِن إمبارح همو.ت مِن الر.عب عليه» أنهـ ـىٰ “رمضان” حديثه الذي خـ ـرج د.فعة واحدة دون تو.قف في وجه الآخر الذي با.ت مصدو.مًا بشد.ة ومتخـ ـبطًا، فيبدو أنه ليس الوحيد الذي لا يجـ ـد ولديه، بل ومعه “رمضان” كذلك
وقبل أن يتحدث ويخبره ما حد.ث رأىٰ “نظمي” يقترب مِنهما بخطىٰ سر.يعة وهو يهتف بتلهفٍ إليه قائلًا:
«”رجـب” متعرفش “سـلَّام” أبني راح فين بدور عليه مِن إمبارح مش لاقيه؟»
بات مصد.ومًا ومد.هوشًا أمامهم جميعًا، يتطلع إليهم وكأنه كالأ.حمق لا يدري ما يحدث حوله، وكأنه يعيش في عالمٍ آخر غير عالمهم، لحظات وضحك كالأبلىٰ أسـ ـفل نظرات التعجب والإستنكار مِنهم
_____________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحلام العصرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى