رواية الغابة المسحورة الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الغابة المسحورة الجزء الثاني
رواية الغابة المسحورة البارت الثاني
رواية الغابة المسحورة الحلقة الثانية
…… تألم نبيل لألم الراعي الكبير السن وشاركه حزنه وشعوره وأعجب بوفائه النادر ولكنه لم يفهم السبب في عدم محاولته البحث عن عروسه التي خطفت حتى يجدها فسأله برفق: هل حاولت أن تنقذها من الغابة المسحورة؟
أجاب الراعي الهرم الكبير السن: أيها الشاب العزيز إن الغابة المسحورة هي الغابة السوداء وهي في مكان خطر ولا يستطيع أحد أن يدخل تلك الغابة وإذا دخلها إنسان فلن يخرج منها سليما إلا إذا كان ساحرا ماهرا شجاعا
ولم تخطف عروسي وحدها بل خطفت أيضا بعدها الآنسة أمينة بنت عمدة قريتنا بالطريقة نفسها وقد خطفها ذلك الساحر الشرير وحملها كما حمل عروسي إلى الغابة السوداء ألم تسمع تلك الحادثة المحزنة؟
ينتظر الراعي الإجابة عن سؤاله واستمر في تكملة القصة قائلا: إن الآنسة أمينة كانت معروفة في قريتنا بالجمال وكمال الخلق والعطف على فقراء القرية والمحتاجين فيها ولم ترد فقيرة لحسن التطواني تذهب إليها في بيتها من غير أن تساعدها وتعطيها ما تحتاج إليه وفي ليلة قمرية من الليالي كان في بيت عمدتنا حفل عيد ميلاد لابنته الواحدة أمينة
فدخل الساحر بيت العمدة مختبئا في مظهره مع المدعوين من الأقارب ولم يحس به أحد وكان الجميع معجبين بالآنسة أمينة وفجأة حدثت زوبعة شديدة داخل البيت فاضطرب الحاضرون وشغلوا بالزوبعة وتغيرت صورة الساحر واختبأت بنت العمدة وحملها الساحر وطار بها في السماء وأخذها إلى غابته المسحورة وحار الجميع في الأمر وعجبوا كل العجب
ولم يروا أمامهم إلا سحبا كثيفة سوداء ولم يعرفوا ماذا يفعلون. وقد حدثت ضجة في القرية وإنتشر الخبر فيها سريعاً، وجرى العمدة وأقاربه ومن عنده من الحرس وخرج كثيرون من القرية للبحث عن الفتاة المحبوبة التي خطفها الساحر وخاطروا بحياتهم لإنقاذها وإعادتها إلى أهلها
ووصلوا إلى مدخل الغابة ومعهم أسلحتهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا ورجعوا جميعا مهزومين ولم يمكنهم أن يتغلبوا على ذلك الساحر الشيطان فقد قوبلوا عند وصولهم بزوبعة فظيعة فتفرقوا وتاه بعضهم ورجعوا بدونها إلى القرية بعد أيام ولم يتمكنوا من دخول الغابة السوداء وعادوا أقل عددا مما ذهبوا lehcen Tetouani
تألم نبيل كل الألم واغتاظ كل الغيظ واحمرت عيناه بعد أن سمع تلك القصة ونسي كل شيء عن العروس التي فكر في أن يتزوجها وأخذ عصاه الغليظة وقام للبحث عن الفتاتين المخطوفين في الغابة المسحورة
فصاح الراعي وقال له: لا لا أيها الشاب لا تحاول أن تدخل تلك الغابة السوداء وأمسك بنبيل من يديه وحاول أن يمنعه من الذهاب إلى الغابة ويرجعه عن قصده ولكنه لم ينجح في إقناعه ومنعه
سأله نبيل: كيف أعرف مدخل الغابة السوداء؟
أجابه الراعي: إن عند مدخل الغابة ثلاثة من الطيور الكبيرة البيضاء تحرس الباب وتطير حوله وتراقب كل من يحوم حول الغابة أو يقترب منها فإذا رأت أحدا غريبا أخبرت الساحر في الحال ويظن بعض الناس أن تلك الطيور هي التي تعمل الزوابع والعواصف بأجنحتها إذا أراد الساحر فاتعظ يا بني واستمع النصيحة وابتعد عن ذلك المكان الخطر
فلن تسمح لك الطيور الثلاثة بالدخول
تألم نبيل مما سمع، وإجابة عن هذه النصيحة طلع فوق الشجرة وقطع فرعا منها وصنع منه بالسكين الذي في جيبه قوسا وسهما ليدافع بهما عن نفسه وقال للراعي: لا تخف علي، وانتظر كل يوم رجوعي إليك وتأكد أني سأحضر لك معي عروسك التي خطفت أو أخباراً عنها على الأقل إذا رجعت ثانية
حزن الراعي لفراق نبيل وخاف عليه ودعا له بالنجاح في ومغامرته وودعه نبيل وسار في طريقه إلى الغابة السوداء. واستمر في سيره حتى رآها عن بعد ورأى الطيور الثلاثة الكبيرة البيضاء تطير فوق مدخل الغابة وسمع حركة أجنحتها كأنها صوت رياح شديدة أو مياه كثيرة متدفقة
رأته الطيور الكبيرة البيضاء وهي تراقب كل حركة عند مدخل الغابة وأخذت تطير وتحلق فوق المدخل بشكل دائري بتهجم عليه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغابة المسحورة)