روايات

رواية المغوار الفصل الثاني 2 بقلم حليمة عدادي

رواية المغوار الفصل الثاني 2 بقلم حليمة عدادي

رواية المغوار الجزء الثاني

رواية المغوار البارت الثاني

رواية المغوار الحلقة الثانية

في منزل أمل، صباحاً، جلست على مائدة الإفطار هي
وابنتها. يتبادلون أطراف الحديث لأن اليوم كان عندهم إجازة من العمل. أضاءت شاشة هاتف أمل، نظرت إلى المتصل وظهرت معالم السعادة على وجهها. فتحت الخط بفرح قائله:
– السلام عليكم ياحبيبتي إزيك وإزي حياة ..
أجابتها صوفيا بصوت يبدو عليه التوتر والخوف قائله:
– وعليكم السلام مش وقت أسئلة ياأمل أرجوكي ساعدي حياة..
هتفت أمل وهي تشعر بالقلق من صوت صوفيا الخائف قائلة:
-في إيه اهدي ياحبيبتي وقوليلي أساعدك إزاي ..
هتفت صوفيا بصوت يبدو عليه القلق قائلة
-إسمعيني كويس، حياة دلوقتي في طائره استقبليها أول ما تنزل من الطيارة، و خذيها عندك لحد ما ألاقيلها حل ..
شعرت أمل بخوف صوفيا من كلماتها على ابنتها الوحيدة، هتفت تحاول طمأنتها قائلة:
-“إنتِ بتقولي إيه، حياة بنتي؟و هتبقى عندي قد ما تحب..
أجابتها صوفيا بامتنان وشكر قائلة:
— أنا مش عارفة أشكرك إزاي، حياة. أمانة عندك
وماتقوليش لأبوها إني إتصلت بيكي ..
شعرت أمل بالحزن من أجل أختها؛ فهي أكثر شخص يعرف ما تعيشه أختها من معاناة مع زوجها. حاولت تطمئنها قليلاً ..
-ماتقلقيش عليها هي مع والدتها خلي بالك من نفسك ..
سمعت صوفيا صوت زوجها القادم، هتفت بسرعة قائلة: ”
-مع السلامه أنا هقفل دلوقتي يانيس جه ..
وضعت أمل الهاتف أمامها وتنهدت بحزن، وهي تفكر فيما سيحدث لأختها. أنشلها من تفكيرها صوت أسيل قائلة بتساؤل:
-في إيه ياماما؟ خالتي صوفيا كويسة.
هتفت أمل بجدية قائلة:
-إنتي سمعتي اللي حصل؟ قومي غيري هدومك علشان تروحي تجيبي بنت خالتك من المطار على هنا أمان ..
وقفت أسيل من مكانها بسعادة وهتفت بسعادة قائلة
-أخيراً جت حياة دي وحشتني أوي أنا زهقت من الوحده..
تم تصحيح الفراغات بين الكلمات وإضافة نقطة في نهاية الجملة.
*********************
جلست صوفيا أمام يانيس بتوتر وهي تناجي الله في سرها أن يمر الأمر على خير وتنجو ابنتها منه. هي تعلم أن لن يمر ما فعلته دون غضبه، انشغلها من شرودها صوته قائلا:
-فين حياة ياسر هيجي بعد شوية..
-خرجنا علشان نشتري شوية حاجات وهي دلوقتي في أوضتها ..
وقف من مكانه وهو يسلط نظره على غرفتها قائلا:
-أنا هروحلها علشان أتكلم معاها شوية..
انهى كلماته واتجهى الى غرفتة ابنته وقفت خلفه صوفيا وهي تستعد الى تلك العاصفه القادمه.
طرق باب الغرفه عدة مرات وعندما لم يجد أي رد، فتح الباب وجد الغرفه مرتبه ولا يوجد أحد. شعر بالغضب اتجهى الى خزانة ملابسها فتحها وجدها فارغه. هنا علم أن ابنته لم تعد موجوده. غلى الدم في رأسه وصرخ بصوت عالي قائلا:
-صوفيااااا صوفيااااا ..
هرولت صوفيا إليه بخوف وتوتر قائلة”
-في إيه إنت بتزعق كدا ليه ..
نظر إليها وقد أصبح لون عيونه أحمر وشرر يتطاير من عينيه وهتف بغضب هادر قائلا”
-بنتك هربت إنتي كنتي فين اتكلمي أنا هقول إيه لياسر ضاع الشغل من بين إيديا ..
هتفت صوفيا وجسدها ينتفض من الخوف قائلة:
-هو دا كل اللي يهمك الفلوس وشغلك وبس مش هامك بنتك فين دلوقتي هي مالهاش أصحاب هنا..
خرج من الغرفة وهو في قمة غضبه، يكسر كل شيء أمامه، ويتحدث وهو ينهج قائلا:
-قرفت منها ومن عمايلها لولا شغلي مكنتش هدور عليها أنا هدور عليها وإنتي إعملي أي حاجة ..
انتهى كلامه وخرج مسرعًا. جلست صوفيا على أقرب أريكة وأخذت نفسًا عميقًا، براحه لانه لم يكشف أمرها.
**********************
في المطار وقفت حياة وهي تشعر بالخوف كلما مر أحد بجانبها، تشعر بالذعر كأن والدها قريب. انتفضت بفزع عندما شعرت بيدٍ على كتفها، استدارت بسرعة بهلع، ثم تنهدت بارتياح عندما وجدت أسيل. هتفت قائلة:
-أسيييل دي إنتي وقعتي قلبي كان هيغمى عليا بسببك ..
احتضنتها وهتفت بسعادة قائلة:
-حياة إزيك إشتقتلك يا قلبي.
مسكت يدها بفرح واتجهوا خارج المطار. هتفت: “حياة مردفة!”
-وأنا كمان إشتقتلك كثير بقالنا كثير مشوفناش بعض.
-يلا بينا أنا جيت بعربية ماما هيا هناك .
وصلوا إلى مكان السيارة، صعدت حياة و استقلت أسيل جانبها وانطلقوا. نظرت حياة إلى الطريق عبر نافذة السيارة بشوق، وأخذت نفسًا تستنشق هواء الوطن بسعادة، وهتفت قائلة:
-إشتقت لبلدي مستحملتش أبعد عنها..
هتفت أسيل قائلة بمزاح”
-البنات بيحلموا إنهم يسافروا لفرنسا و إنتي عايزه ترجعي منها ..
تنهدت بحزن، فهي منذ ذهابها إلى فرنسا تعاني الألم من طرف والدها ومن طرف آخر التنمر الذي أتعبها نفسياً، وأصبحت تكره البقاء هناك. أصبح كل شيء يخنقها. تحدثت بحزن قائلة:
-أنا بحبها لكن هناك الكل بيتنمر عليا وكل مايشوفوا هدومي بيسخروا مني وأنا مش هسيب حجابي علشان حد ..
هتفت آسيل بمزح، تحاول أن تنشلها من حزنها قائلة:
-لما نوصل للقريه الوضع مش هيعجبك وهتتمني إنك ترجعي لفرنسا ..
نظرت أمامها إلى طريق القرية بسعادة وهي ترى جمالها وبساطة أهلها. تحدثت ونظرها مسلط على الطريق قائله:
-على فكرة أنا بحب بلدكم وبحب الطبيعة ولما نوصل عايزه اتمشى في كل مكان فيها ..
نظرت أمامها إلى طريق القرية بسعادة وهي ترى جمالها وبساطة أهلها. تحدثت ونظرها مسلط على الطريق قائله”
-أنا إشتقتلك ياخالتي ..
-أهلاً بيكي ياحبيبتي وحشتيني أوي إنتي كويس ..
-متقلقيش عليا ياخالتوا أنا كويسه ..
جلسوا معًا وأحضرت لها أمل الطعام، وبدأت حياة تخبرهم عن حياتها في فرنسا. بعدما انتهت، هتفت أمل قائله”
-أنا جهزتلك الحمام تعالي و بعدها أدخلي علشان ترتاحي ..
إجابتها حياة بابتسامة”
-أنا كويسة أوي وبعد الأكل هخرج أتمشى في القرية كلها وبعدها عايزه أروح للغابة لوسمحتي لي ..
-تمام موافقة أسيل هتاخذك ..
*********************
في منزل أرسلان، جلس جانب والدته يشعر بضيق في صدره. لا معنى للحياة من دون أم، لقد فقد مصدر الأمان والحنان. كلما نظر إليها وهي لا تتحرك، يتألم قلبه ويتمنى لو كلمة منها تشفي جروحه. هتف بصوت حزين قائلا:
-ماما حبيبتي اتكلمي معايا إنتي زعلانه مني.
لم يجد منها أي رد، لقد اعتاد على صمتها وهذا ما يؤلمه. انحنى وقبل يدها، وخرج متجهاً إلى الغابة مثل كل يوم. وفي طريقه لفت انتباهه فتاة تبكي وشاب يمسك ذراعها، والآخر يبدو أنه يزعجها وهي تبكي بذعر. هرع إليهم مسرعا..
عندما هتفت الفتاة بدموع قائلة:
-لوسمحت أبعد عني ..
ضحك الشاب الذي يمسك ذراعها بصوت عالٍ قائلاً”
-أنا مش عايز حاجة ياقمر أنا بس عايز أتعرف عليكي ..
حاولت سحب ذراعها، ولكن دون جدوى، فهو أقوى منها. انسابت دموع حياة على وجنتيها، وهتفت بصوت مختنق بدموع قائلة:
-أنا مش عايزه أتعرف على حد أبعد عني ..
اقترب الشاب من حياة وظهرت ابتسامة لعوبة على ثغره، ولكن أفزعه صوت غاضب من خلفه قائلا:
-سيبوا البنت في حالها إنت مش سامع أنا قلت إيه ..
التفت بسرعة، ولكن عندما وجد أرسلان، هدأ روعه، رمقه بحنق متفصح من أعلاه إلى أخمص قدميه بنظرة محتقرة، وهتف قائلاً:
-ههه شوف مين اللي بيأمرنا المشوه ..
استغلت انشغالهم مع أرسلان ودفعته بقوة عنها، وركضت لتختبئ خلف أرسلان. مسكت فيه بذعر وهتفت بدموع قائلة:
– سعادني لوسمحت قلهم يروحوا ..
هتف الشاب قائلا:
-مش هنروح قبل مانتعرف..
قال كلماته ثم اقترب كي يأخذها من خلف أرسلان، ولكن دون سابق إنذار، تلقى صفعة قوية من أرسلان أسقطته أرضًا. نظر إليهم بغضب وهتف قائلا:
-لو مروحتوش من هنا هتشوفوا وش ثاني ماشوفتهوش قبل كدا ..
وقف ونظر إلى أرسلان بغضب وقال:
-ماشي هنروح دلوقتي لكن ابقى افتكرنا كويس ..
وقفت حياتها مكانها بتوتر مما حدث، لوهلة كانت ستكون ضحية ذئاب بشرية انشلتها من تفكيرها. صوت أسيل التي هرولت إليها قائلة:
-حياة أنا آسفة إتأخرت عليكي بسبب المكالمةمالك حصل إيه؟ حبيبتي…
ضغطت على يدها بتوتر والذعر لازم جالياً على معالم وجهها. هتفت قائلة:
-أنا خايفه في شابين اعترضوا طريقي وحاولوا إنهم ياخذوني معاهم لولا الشاب….
حضنتها بخوف عليها، هي تعلم أنها أخطأت. عندما تركتها وحدها، فهم ليس لهم أمان في هذا المكان. ابتعدت عنها وهتفت بعتذار قائلة:
-اهدي ياقلبي خذي نفس أنا آسفه كله بسببي المكان هنا مش آمن ..
ابتعدت عن أسيل عندما تذكرت الشاب الذي أنقذها، تفقدت المكان ولكن لم تجد له أي أثر، استدارتُ عند أسيل وهتفت قائلة بتساؤل:
-فين هو عايزه أشكره ..
– هو مين ..
نظرت حولها على أمل أن تجده أو تراه من ببعيد، ولكن كأنه اختفى. تحدثت قائلة:
-الشاب اللي أنقذني كان حاطط غطى على رأسه لكن أنا شوفت وشه كان مشوه علشان كدا كانوا بيسخروا منه ..
-هو مش بيتكلم مع حد يلابينا نبدأ جولتنا ولاعايزه نرجع البيت ..
حركت رأسها برفض وهتفت بحماس قائلة:
-لا أنا كويسه يلابينا عايزه أتمشى في كل مكان ..
هرولت نحو الغابة وهي تشعر أنها تعانق الحرية التي سُلبت منها منذ سنوات

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المغوار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى