رواية حدة الفصل السادس 6 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حدة الجزء السادس
رواية حدة البارت السادس
رواية حدة الحلقة السادسة
…… راق الجو لمحمد وابراهيم بعد كل ما عانياه في الرحلة وهب النسيم العليل على الأشجار وبدأ الجميع في الغناء والمرح وكان من عادة حدة أن تصعد فوق الأسوار وتتفرج في الغابة وتسمع تغريد الأطيار لكنها لما صعدت هذه المرة شمت رائحة السمك وسمعت الغناء والضحك
نظرت إلى أسفل فشاهدت شابين وجارية يلهون ويمرحون وأربعة أسماك شهية على الحطب قد فاحت رائحتها في كل مكان فضحكت وقالت :يبدو أن القوم سعداء لا أدري كيف وصلوا إلى هنا لكني سأنزل وآكل معهم ولن يعرف أحد أني الملكة
فارتدت ثوب الفلاّحين وغطت رأسها، ثمّ أخذت شيئا من خبز الشعير وقنينة من مشروب التمر ونزلت فدعوها إلى الأكل معهم ولما جلست قرب النار ورأت جميلة جرت إليها وعانقتها وبدأت الفتاتان تبكيان ومحمّد يتعجب
فقال له إبراهيم: إنّهما أختان، ولهما نفس الحسن والعيون الزرقاء
قالت جميلة لمحمد: جئت تبحث عن حدة أم السبعة عروش وهي الآن أمامك
أحست حدّة بالحرج الشديد وحاولت الرجوع إلى المدينة لكن أختها قالت لها : لا تكوني حمقاء فالفتى رأى الأهوال لكي يصل إليك فظهرت عليها حمرة الخجل ونظرت إليه بطرف عينها فرأت أنه جميل المنظر وقد امتلأت نظراته إليها بالحب وقال لها :هيا نأكل قبل أن يبرد السمك
جلس إبراهيم مع جميلة أما محمد فقد جلس جنب حدة وبعد قليل بدأ يضحكان وقد أعجبهما السمك المشوي وخضرة الجبل أمامهما قال إبراهيم لجميلة : كيف حافظت عل شبابك رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة ؟
أجابت البنت: لا أدري لكن أعتقد أن الساحر لما حولني إلى طائر بقي عمري كما هو ومن اليوم سأصبح مثل بقية الناس أكبر وتظهر على وجهي التجاعيد
أمّا محمد فكان منسجما مع حدة يداعب شعرها الذهبي ولم تحاول منعه فلقد أعجبتها لمساته لها ثم قال لها : أريد أن أتزوجك وتعيشين معي في مملكة أبي
فاجئها كلامه وقالت: ولمن أترك مملكتي ؟
ردت جميلة : سأبقى مع إبراهيم وأنت تأتين كل شهر لزيارتي
فكرت حدة وقالت: لا مانع عندي وهي مناسبة لأتفرج على أراضي أخرى فأنا لم أغادر هذا المكان منذ دهر
سأجمع جاجياتي ،وأطلب من الوزير أن ينوبني عن العرش أما أنت فستأتي معي وسنتزوّج في يوم واحد
أجابت جميلة : فكرة لا بأس بها وبعد ساعات كانوا جميعا على متن السفينة وحملت حدة معها صناديق من الأمتعة والذهب والمجوهرات lehcen Tetouani
وبعد ثلاثة أسابيع إقتربوا من شواطئ مملكة إسماعيل فقال إبراهيم وجميلة: سنذهب للحطاب لإحضار الحصانين ولن نتأخر عنكم وكونوا على حذر فلو شاهدتم سفن إسماعيل فاهربوا إلى شيخ الرّشايدة في الصحراء
أرست السفينة في خليج صغير وصعد أحد العبيد فوق صغرة يراقب البحر مضى الوقت وبدأ محمد يحسّ بالقلق وتساءل :لقد تأخروا كثيرا أرجوا أن يكون المانع خيرا وفجأة صاح العبد :هناك سفن تقترب منا ،من المؤكد أنهم شاهدونا وهم الآن يبحثون عنا
…
فكر محمد قليلا ،ثم قال خذوا الصناديق وكل ما يصلح على ظهر السفينة ثم أغرقوها أما أنتم فإذهبوا في إتجاه الصحراء مع حدة وسألحقكم بالجمال أرجو من الله أن أجد تاجر إبل بسرعة
كان محمد يعرف المدينة ولم يكن من الصّعب عليه معرفة سوق الدواب فاشترى الجمال وعددا من القرب ملأها بالماء ثم أسرع الخطى لحسن التطواني وقد بلغ به القلق مبلغا عظيما على حدة فرغم أنه يثق بالعبيد إلا أن الطمع يمكن أن يتسلل لقلوبهم لو عرفوا ما يوجد في الصناديق
أما رجال إسماعيل فإنهم داروا في الخلجان وبحثوا في كلّ مكان وأوشكوا على الإنصراف لولا أن أحد البحارة رأى فقاعات كبيرة تطفوا على الماء ولما إقتربوا رأوا مركبا يغرق وعرفوه على الفور لقد كان أحد مراكبهم الذي فقدو ه منذ شهرين
سمع السّلطان إسماعيل بما حصلروأبلغه الجواسيس برؤية قافلة صغيرة محملة بالصناديق تتجه نحو الصحراء فأمر بإرسال جيش ورائهم وجهزه بالإبل والماء أما إبراهيم وجميلة فإنهم لما ذهبوا إلى الحطاب وجدوه قد اختفى
وأخبرهم أحد جيرانه أن رجال إسماعيل جاءوا للقبض عليه منذ أيام لكنه هرب منهم
إنزعج إبراهيم لكن الجارية جميلة قالت له :سأتحول إلى طائر وأبحث عنه فلا يمكنه الإبتعاد كثيرا والحصانان معه ثم طارت وبينما هي تحلق قرب الجبل سمعت صهيلا واتبعت مصدر الصوت الذي قادها لمغارة صغيرة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حدة)