رواية المشوه الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت الثامن والخمسون
رواية المشوه الجزء الثامن والخمسون
رواية المشوه الحلقة الثامنة والخمسون
ادهم يدوب هينطق ويقول مين دول اللي منتظرين بس لاحظ ابوه بعكازه قاعد قصاد هالة واتلفت له وسلم عليه : صباح الخير يا ابني ادخل واقف ليه !
ادهم رد بتحفز : صباح النور يا بابا خير ! ما توقعتش اني هشوف حضرتك هنا !
هالة : ده شيء لابد منه يا سيادة المقدم علشان نقدر نقفل الصفحة دي
ادهم بنبرة تهديد : بلاش يا دكتورة انا سامحته خلاص مفيش داعي للكلام الزيادة ، هو ابويا مهما حصل منه زمان وانتهى الموضوع على كده
هالة باصرار : عارفة انك سامحته لانه والدك وان بر الوالدين بيحتم عليك دا ، وانت شهم وقلبك كبير ودا انا بحترمه فيك لكن معلش خلينا نفتح الصفحة دي عشان ننهيها ونقطعها بقى ، عايزين نفتح صفحة بيضا تماما ونسطر بيها الجديد من غير رواسب او لكن اللي ممكن تنطلنا كل فترة … اللكن دي اسوء حاجة ممكن تلازمك .
ادهم متوتر ولا عارف ينفي ولا يوافق : مهي المسامحة صفحة جديدة بردو بلاش نقلب بالقديم بقى .. ونسطر اللي جاي باللي جاي .
هالة بنفي : لازم يا ادهم .. لازم تقول مسامحه لانك لقيتله العذر فعلا مش عشان اي اعتبارات تانية ، سامحه عشان لقيت سبب يدعوك تسامحه مش عشان هو والدك وان دا فرض عليك ايان كان سبب الفرض دا .
ادهم بانفعال : مهو مفيش اسباب … هو كدا وخلاص مسامحه عشان انا عايز وخلصنا هي سيرة هنتساير بيها . خلاص الموضوع ده خلص لحد كده ! علاقتي واتحسنت بكل عيلتي .. مهمتك خلصت لهنا يا دكتورة
هالة لسى هترد حسين وقفها واتكلم هو : عارف يا ابني عارف وعاذرك .. انا لو مكانك عمري ما اسامحني ولا حتى عشان البر اللي وصى بيه ربنا … ف بلاش يا دكتورة سيبيه هو عنده حق .
ادهم بتوتر وكأنه كان عايز يسمع فعلا لكن بيكابر : اهو قالهالك مفيش اسباب .. فخلصنا خلاص .. اتفضل يا بابا اوصلك .
هالة : ما خلصناش يا ادهم ونرفزتك اكبر دليل على كده ! رفضك انك تتكلم في الماضي معناه انه لسى بيأثر فيك
حسين : اقعد يا ادهم خلينا نتكلم
ادهم باصرار : هتتفضل تمشي معايا ولا امشي انا
هالة : يا
قاطعها ادهم : انا بكلمه هو .. هتتفضل اوصلك !
حسين : يا ابني اقعد نتكلم بعدين انا معايا السواق تحت اقعد بقى نتكلم
ادهم : طالما معاك السواق يبقى بعد اذنكم ! انا بره الموضوع ده والماضي بالنسبالي انتهى ومعدتش عايز اتكلم فيه ( بص لهالة ) انتهى خلاص خلصنا
قبل ما حد فيهم يرد سابهم ومشي ورزع الباب وراه بعنف ..
حسين بص لهالة : وبعدين ! انا ممكن اتكلم مع حضرتك
هالة : انا عايزاه هو يسمعك ! لازم هو يتكلم ويفتح قلبه من ناحيتك والا هتفضل ديما في حزازية في التعامل بينكم ! خلينا نديله حبة وقت ونتقابل تاني ده اذا سمحت ؟
حسين بتعب : اكيد اكيد .. شوفي الوقت المناسب وبلغيني وانا موافق عليه
حسين قام روح وراح لبيته وهو سرحان ومهموم .. هو كمان محتاج يتكلم ويشيل كل الهموم والتراكمات دي .. ليه بس يا ادهم مقعدتش وقولت كل اللي جواك وحاولت تسمعني ..
ادهم روح بيته وعنيه بتطلع شرار وبيتنرفز من الهوا اللي حواليه ..
قعد في الصالة والعيال بتلعب حواليه واتخانقوا على لعبة عربية
زياد : بابا شوف اية
اية : بابا انا اخدت العربية الاول
زياد : بس دي عربيتي انا
أدهم انفجر فيهم : وبعدين معاكم انتو الاتنين في ايه ! هات العربية دي ..
زياد مد ايده بخوف وعطى لأبوه العربية فأدهم اخدها وحدفها في الحيطة اللي قصاده بعنف نزلت متكسرة كذا حتة
ادهم بزعيق : اتبسطتوا انتو الاتنين كده ! خلاص ! غوروا بقى من وشي انتو الاتنين ! اتفضلوا على اوضكم
ليلى خرجت على صوته وتابعت الموقف بصمت تام ولاحظت ان العيال واقفين قصاد ابوهم بذهول وصمت
ليلى : زياد خد اختك وادخل اوضتك يالا واسمعوا كلام بابا !!
ادهم وقف شوية وبعدها كان خارج لبره البيت
ليلى بسرعة : لحظة يا ادهم .. زياد اسمع الكلام حبيبي يالا
زياد سحب اخته ودخلوا اوضتهم وقفلوا الباب فليلى راحت لأدهم مسكته من دراعه ويدوب هتتكلم
ادهم بزهق : ممكن ما تتكلميش ! مش عايز كلام وياريت لو تسيبيني امشي من هنا دلوقتي بدال ما تحصل حاجة اكبر من كسر لعبة !
ليلى وقفت قصاد وشه وحطت ايديها حوالين رقبته : فداك اللعبة وألف لعبة كمان .. عاملة غدا يستاهل بوقك انت وبس … مش جعان !
ادهم مسك ايديها يفكهم بس هيا شددت مسكتها وهو اخد نفس طويل ومش عايز يتنرفز عليها : لا مش جعان
ليلى : طيب بلاش جعان ! تعال معايا
بتشده من ايده وهو وقفها : بعدين معاكي ! سيبيني دلوقتي بدال ما اتنرفز عليكي
ليلى بتشد في ايده : ما تيجي معايا وانت ساكت ! وابقى اتنرفز يا سيدي براحتك مش هحاسبك ما تقلقش
شدته لاوضتهم وقفلت الباب وراها
ادهم وايديه في وسطه : اديني جيت ! نعم ! عايزة ايه !
ليلى زقته وقعته على السرير وهيا بدلع قصاده وبتتحرك زي هند رستم : هاغريك . وبدأت تحرك التيشرت اللي هي لبساه كأنها هتقلعها ويدوب هتكمل هو ابتسم غصبا عنه : هتعملي ايه ! والله انتي رايقة
ليلى بهزار : مش عايز بلاش مع اني كنت هدلعك
ادهم اتعدل على السرير وشبك ايديه وقاعد بتوتر مخنوق وهيا قعدت جنبه : فيك ايه بس ! مالك !
ادهم وقف بغيظ واتكلم بعصبية : في اللي اسمها هالة ! زودتها قوي قوي .. زادت عن حدها
ليلى بهدوء : ليه بس عملت ايه !
ادهم بعصبية : قولتلها الف مرة ابويا لأ .. بلاش .. أبويا خط احمر وهيا مصرة .. مصرة تواجهنا ببعض
ليلى بحذر : وانت ليه كاره المواجهه دي قوي كده !
ادهم بصلها : علشان النتيجة عمرها ما هتكون كويسة يا ليلى ! النتيجة هتدمر حد فينا .. احنا كده كويسين !
حياتنا استقرت ووضع الكل استقر
ليلى : بس يا ادهم لولا اتواجهت انت واحمد عمركم ما كنتو هتوصلوا للنتيجة دي ! مش يمكن
قاطعها : يمكن ايه ! انا واحمد مجرد كنا بعيد عن بعض ! ايوه حملني ذنب حاجات بس كنا عيال فمواجهتنا كانت صح ! لكن انا وبابا ؟ متوقعة ايه اللي يحصل بينا ! هقوله حصل خير ! اللي فات مات ! متوقعين ايه يحصل من مواجهتنا ! ده حتى القرآن يا ليلى بيقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )) في حاجات الصح اننا نسيبها مدفونة
ليلى : بس يا ادهم
ادهم قاطعها : ما بسش يا ليلى .. ارجوكي اقفلي الموضوع ده ولو هالة كلمتك واكيد هتكلمك قوليلها المواجهة دي مش هتحصل وبلاش منها خلينا كده افضل .. ودلوقتي فين الغدا اللي قولتي عليه
ليلى ابتسمت : حاضر بس ينفع تشوف العيال اللي اتنرفزت عليهم دول !
ادهم اخد نفس طويل بتعب : الواحد حاسس انه مجهد ومش قادر .. حاضر هشوفهم ..
ادهم دخل لعياله كانوا قاعدين في صمت وزعلانين وهو قعد قصادهم
ادهم سكت شوية مش عارف يقول ايه وبعدها اتكلم : ساكتين ليه ! اتكلموا
آية : لا يا بابا انا زعلانة منك
ادهم بص لزياد : وانت !
زياد : اكيد حضرتك كنت متضايق
ادهم : فعلا متضايق .. المفروض لما اكون راجع من بره سواء من شغلي او من اي مكان تهدوا وتدوا للواحد فرصة يقعد ويستريح قبل ما تهجموا عليه بخناقاتكم ! بعدين هو انتو عندكم عربية واحدة فبتتخانقوا عليها !
زياد بزعل : دي عربيتي المفضلة وعلشان كده آية كل شوية تاخدها علشان تضايقني
آية : مش علشان اضايقك بس علشان هيا جميلة
ادهم وقفهم : انتو مش هتتخانقوا تاني آية .. ساعات الانسان بيكون عنده حاجة مميزة ما بيحبش يشاركها فالمفروض نحترم رغبته دي
آية : بس مامي قالت ان كل حاجة هنا لينا احنا الاتنين
ادهم : ماشي يا آية بس ده برضه ما يمنعش ان كل انسان له خصوصياته ولازم نحترمها .. انتي عندك حاجة خاصة ما ينفعش انا اجي اخدها منك واقولك عايزها .. لازم كل واحد فينا يحترم اللي اخوه عايزو .. لازم نحترم بعض يا حبايبي .. انا جاي من بره متنرفز وانتو لاحظتم ده لازم ساعتها تدوني مساحة اهدى فيها .. شايفين ماما تعبانة او متضايقة لازم تساعدوها او على الاقل ما تنرفزوهاش زيادة .. لازم اقدر ديما ظروف اللي حواليا ولازم اراعي حالة اللي قدامي .. فهمتوا ولا لسه !
زياد وآية : فهمنا
ادهم : بالنسبة للعربية اللي اتكسرت فأنا اسف يا زياد ده غلط مني وده مش من حقي اكسرلك لعبتك واوعدك اني هعوضك بأفضل منها اتفقنا !
زياد ابتسم لابوه : اتفقنا يا بابي
آية بغيظ : وانا عايزة عربية انا كمان ! ليه العربيات لزياد بس
ادهم ابتسم : مين قال ان العربيات لزياد بس ! حاضر يا ستي هجيبلك عربية انتي كمان بس كده
آية : لونها أحمر
أدهم : حاضر .. دلوقتي يالا نتغدى
أخدهم وقعدوا اتغدوا كلهم واتفاجيء بليلى عملاله صينية المكرونة بالبشاميل والبطاطس اللي كان طلبهم منها
ادهم ابتسم ومد ايده مسك ايدها وباسها : تسلم ايدك
ليلى ابتسمت بحب : بالهنا يا حبيبي
اتغدوا في جو هادي ودخل ادهم ينام شوية صحي على موبيله بيرن كان احمد أخوه فرد عليه : خير !
أحمد بتريقة : هو حد يرد بخير دي !
أدهم : بقولك ايه انت مصحيني من النوم فانجز عايز ايه !
أحمد : ماشي المهم انا عايز انام
ادهم باستغراب : نعم ! ما تنام انت حد ماسكك !
احمد : مش عارف يا ادهم مش عارف ! من ساعة ما كنان جه البيت مش بنام انا عايز انام
ادهم ضحك جامد : انت عايز ايه مني مش فاهم !
أحمد : دلوقتي سهر بتخليه ينام وسطينا على السرير وانا مش بعرف انام خايف ايدي تيجي عليه او انا اتقلب عليه يجراله حاجة وهو اصلا قد الفستوكة وهيا مصرة ينام ما بينا وبعدين طيب !
ادهم ببساطة : هات سرير بيبي تخليه جنبها وينام فيه
أحمد بنرفزة : ياه تصدق جبت التايهة ما انا متنيل جايبه
ادهم بتريقة : ولما انت متنيل جايبه ما بتتنيلش تنوم ابنك فيه ليه !
أحمد : مش راضية عيزاه في حضنها
أدهم : خليه في حضنها الناحية الثانية مش شرط في النص بينكم ؟
أحمد بنرفزة : بتقول اقتراحات غريبة ماهو اكيد يا ادهم انا فكرت في كلامك ده عايز حلول تانية غير التقليدية والبديهية دي
ادهم : طلقها وابعتها بيت ابوها اعتقد ده حل مش تقليدي ومش بديهي
احمد بنرفزة : تصدق انا غلطان اني بكلمك اصلا !
ادهم : بص يا احمد انت اخدت قرار خليك قده .. محدش قالك ابدا ان تربية بيبي دي حاجة سهلة او ممتعة مثلا .. دي تقريبا اصعب مهمة في الكون ده كله هو انك تربي عيل لانك بتكتشف ان هو اللي بيربيك من اول وجديد وبتكتشف عالم تاني انت ما تعرفش عنه حاجة فكل اللي اقدر اقولهولك حاليا اكتشف عالمك بنفسك واوصل مع مراتك لطريقة تناسبكم انتو الثلاثة
احمد : عارف الكلام ده بس انا قولت اخد خبرتك انت في الموضوع ده !
ادهم : كل واحد خبرته بتنتج من الموقف اللي هو فيه وبعدين مش شرط اللي يناسبني يناسبك .. وعلى رأي المثل كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه ، في بيحب ينام وابنه جنبه في ما بيعرفش ينام اصلا جنب عيل صغير .. في بيشارك مراته في مسؤلية البيبي وفي بيقولك لأ دي وظيفتها .. كل واحد بيوصل مع مراته لطريقة تريحهم هما الاتنين فما ينفعش تقولي تجربتي لان انا غيرك زي ما سهر غير ليلى .. اتكلم مع مراتك في اللي مضايقك واوصلوا لحل مع بعض مش معايا انا لان دي حياتك انت مش انا وبعدين موضوع النوم ده معاك على الاقل سنتين ولا ثلاثة كده علشان تعرف تنام براحتك الليل كله ..
احمد بتريقة وبغيظ : سنتين ثلاثة ؟ روح يا شيخ طمنتيني ده انا كنت فاكرهم شهر ولا اتنين !
ادهم : اي خدمة خليني انام انا بقى وما تصحنيش تاني
احمد : ان شاء الله مش هيجيلك نوم يا رخم سلام
قفل وادهم ضحك عليه وقام لانه طير النوم من عينه خرج لعياله واخدهم وخرج يعوضهم عن العربية اللي كسرها في نرفزته ..
سهر في الڤيلا جاتلها عيلتها مامتها وابوها واختها بيشوفوا البيبي الجديد
اختها سها : ده نونو قوي ما تخيلتش انه صغير قوي كده يا سهر !
سهر ابتسمت : مش بقولك يدوب مولود ومامته اتوفت على طول
سها : يا حرام .. طيب ابوه فين !
سهر : معندوش دي كانت بنت من بنات الشوارع
أمها : يعني اخرتها تجيبي عيل شوارعي تربيه يا عيني عليكي وعلى بختك المايل
ابوها : لا حول ولا قوة الا بالله .. مالك يا ولية بدال ما تباركي لبنتك على نعمة ربنا عطاهالها !
امها : نعمة ! ماهي كان ممكن تخلف هيا عيل تشيله في بطنها
سهر بنرفزة : بعدين معاكي يا ماما احنا مش هنبطل بقى الموال ده !
امها : يعني لازمته ايه ؟
ابوها : ولو كان العيب فيها هيا كنتي قولتي ايه ! ده نصيب ودي ارزاق وربنا اهو عوضهم
امها : بعيل من الشارع !
الاب : يا سبحان الله عليكي ده يدوب اتولد من ايام شارع ايه وبتاع ايه ! وبعدين البني ادم على حسب تربيته مش جاي منين !
سهر : ماما احمد جوزي وحبيبي و ده ابني خلاص وأتمنى حضرتك تقبليهم دي حياتي ودي اختياراتي
امها دورت وشها بعيد : انتي حرة
سها غيرت الموضوع : بترضعيه ازاي يا حبيبتي ! ارتاح على اللبن الصناعي ؟
سهر بزعل : مش قوي بحس انه ساعات بيعمله مغص وبينفخه وغيرته وبرضه
سها اقترحت : طيب ايه رأيك ارضعه انا مع ياسين ابني !
سهر سكتت ومعرفتش ترد وابوها اتكلم : طيب والله فكرة وكويسة كمان وبكده تبقي زي امه في الرضاعة وسهر تبقى من محارمه بدال ما يكبر وتتعامل معاه كغريب
سها : هو يعتبر غريب يا بابا ده ابنها !
الاب : لا يا بنتي بمجرد ما يبلغ يصبح غريب عنها مش من محارمها
سها : ازاي بقى وهيا اللي مربياه ؟ دي تعتبر امه او هيا اصلا امه ؟
الاب : وزليخة امرأت العزيز مش كان يوسف راحلها صغير وهيا اللي ربته ولما كبر افتنت بيه وحبته وبقى هوس الحب عندها .. الاسلام يا بنتي ما سابش حاجة ما وضحهاش .. انتي ترضعيه هتبقي امه في الرضاعة وبالتالي عيالك اخواته وهيا هتبقى زي خالته فيبقى من محارمها ..
الام : وايه اللي جابرها على كل ده بس !
الاب : فليقل خيرا او ليصمت .. عندك كلمة حلوة قوليها معندكيش اسكتي
الام : سكت اهو
سهر شالت ابنها وراحت لامها وحطته على رجليها : بصيله يا ماما وقوليلي انه ما اخدش قلبك وعقلك من نظرة
امها فضلت تقلانة شوية وبعدها بصت للولد في حجرها وشافته قد ايه بريء وصغير جدا : لا حول ولا قوة الا بالله ده صغير قوي
سهر ابتسمت : ايوه صغير ومحتاجلي يا ماما .. محتاج لام وانا هكون الأم دي
الام اخدت نفس طويل : اللي تشوفيه يا بنتي اللي تشوفيه ..
سها : خلاص انا هرضعه بس ازاي بقى ! ماهو انا مش هقدر اجي عندك كل شوية !
سهر : احمد يجيبهولك وانا كمان بعدين هيكون حاجة جانبية مش اساسية يعني
سها : بت يا سهر ! الشقة اللي قصادي فضيت والراجل عارضها للبيت وانتي كانت عاجبكي المنطقة والعمارة ايه رأيك تاخديها !
سهر ابتسمت : والله يا ريت .. بس احمد يوافق بس هقوله وربنا يقدم اللي فيه الخير يارب
بالليل سهر قعدت مع احمد وحكتله كل اللي حصل
احمد : انتي عايزة تاخدي الشقة دي ونسيب هنا ! انتي لسه برضه مصرة ؟
سهر : عايزة يكون لنا حياة خاصة يا احمد .. بعدين ما ادهم اهو رجع بيته ايه اللي حصل ! اتأقلموا على الوضع ده .. بعدين علشان خاطر كينو
احمد : كينو ؟ مين كينو ده ؟
سهر : كنان ابنك .. نكون قريبين من سها وترضعه !
أحمد : هفكر في الموضوع بس بشرط
سهر بسرعة : موافقة عليه
احمد : اسمعيه الاول مش يمكن ما يعجبكيش !
سهر : قول طيب
احمد بسرعة : كنان ينام في سريره
سهر كشرت بعنيها وبصتله وهو كمل : ده اللي عندي مبعرفش انام يا سهر وهو بينا كده ! انا لو اتقلبت عليه هتقومي تلاقيه ميت انتي عايزة كده !
سهر : بعد الشر عليه
احمد : ماهو انا مش هقدر امنع نفسي كتير يا سهر من النوم .. انا تقريبا ما بنمش نهائي من خوفي عليه يا سهر ! مش هينفع كده !
سهر استسلمت : خلاص هنومه في سريره ..
احمد ابتسم : وانا هروح بكرة اشوف الشقة دي واشوف ايه نظامها
سهر بفرحة حضنته : حبيبي انت وبس
احمد ابتسم : فرحتك دي عندي بالدنيا
هالة اتصلت بليلى تحاول معاها
ليلى : رافض تماما يا دكتورة .. وبيقول مش هيجي خير من ورى المواجهة دي ابدا
هالة : ده شر لابد منه يا ليلى ! رفضه المستمر ده بالشكل ده مأكدلي ان قراري صح بإنهم يتواجهو ! لازم يسمع لابوه ويسمع منه .. لازم المواجهة دي تحصل والا ديما هيفضل في حزازية بينهم ..
ليلى : طيب بإيدي ايه اعمله ! اخر مرة اتكلم معايا قالي ما اتكلمش معاه تاني وقالي اقنعك انه مش هيوافق مهما يحصل انا مش في ايدي حاجة اعملها ولو في ايدي مش هتأخر
هالة : خلاص انا هتصرف يا ليلى وهبلغك هوصل لايه ..
حاولت هالة معاه كذا مرة وبطل يرد عليها تماما ..
ادهم في بيته بالليل وجرس الباب ضرب
ليلى : يا ترى مين ؟
ادهم بصلها : قومي انتي من هنا وانا هشوف مين !
ليلى دخلت اوضتها وهو فتح كان احمد اخوه : انت ! تعال يا عم ادخل
احمد دخل وقعد : امال العيال فين ! ومراتك فين !
ادهم : العيال نايمين !
احمد ابتسم : يعني جيت في وقت غير مناسب انا ولا ايه ! ولا اوعى تكون هيا كمان نايمة وسيباك تعد النجوم !
هنا خرجت ليلى ورحبت بيه وهو سلم عليها : اهي مش نايمة اهي يعني انا عزول دلوقتي !
ليلى وقفت : تشرب ايه يا احمد ؟
احمد : لا اشرب ايه بقى ! انا اقوم امشي لاضرب من جوزك
ادهم مسكه من ايده قعده وبص لليلى : يا عم اترزع بقى وبطّل غتاتة ( بص لمراته )اعمليلنا اي عصير يا قمر
دخلت وسابتهم وادهم بص لاخوه : بطل رخامة عليها صدقني هتكرهك مع الوقت
احمد ابتسم : ماهي في دمي الرخامة يا ادهم وبعدين دي اجمل حاجة الرخامة دي
ادهم : المهم خير ! جاي ترخم عليها بس ولا جاي تسلم ؟
أحمد اخد نفس طويل : جاي اسلم
ادهم : بالتنهيدة دي كلها أشك
احمد بصله وبدون مقدمات : اخدت شقة وعايز انقل فيها !
ادهم : طيب كويس وبعدين فين المشكلة ؟
احمد بقلق : خايف من رد فعل أبوك !
أدهم : أحمد راحتك انت ومراتك ! بعدين ابويا معاه مراته وعندهم خدم في البيت واحنا مش هنسيبهم ..
احمد : يعني ايه !
ادهم : يعني اعمل اللي يناسبك ويناسب ظروفك انت ومراتك .. مراتك لها حقوق عليك ووقفت جنبك كتير اعملها اللي هيا عيزاه بقى ودور على راحتها شوية
أحمد : انت شايف كده !
ادهم : بعيد عن اللي انا شايفو اعمل المناسب ليك
احمد : وابوك ؟
ادهم : وابوك ايه اللي يزعله انه يكون عندك بيت مستقل مع مراتك وابنك ؟ مش يمكن انت بتفترض من عندك ! يمكن يكون هو نفسه يخلص منك ومش عارف ! هاه
احمد ابتسم : بجد ! انا من زمان عايز اخد الخطوة دي
ادهم : وايه اللي مانعك !
احمد ابتسم : طيب عايزك معايا وانا ببلغه
ادهم ابتسم : انا ! ليه !
أحمد : علشان انت تتكلم لو هو اعترض
ادهم : انا اللي اتكلم ! انت مش واخد بالك ان هالة ريقها نشف وهيا بتحاول تقنعني اتواجه معاه وانا رافض .. تيجي انت تقولي تتكلم !
أحمد : انت رافض تتواجه على الماضي انا بتكلم عن دلوقتي ! علشان خاطري يا ادهم
ليلى دخلت بالعصير : علشان خاطرك ايه !
ادهم : عايزني معاه في مشوار
ليلى : طيب ما تروح ايه المانع ؟
احمد : ايوه اسمع منها اهي قالتلك روح
ادهم : وهو انا مستنيها هيا تقولي روح
ليلى : الاول تروح فين؟ فهموني !
ادهم : امال انتي بتقولي روح معاه ليه لما انتي مش فاهمة ! عايزني اروح معاه كباريه في رقاصة عجباه وعايزني اشوفها
ليلى شهقت واحمد بصله وتنح وادهم ضحك عليهم هما الاتنين
ليلى بصت لاحمد : طب والله لاقول لسهر
احمد بص لادهم وبصلها : انا ! طيب والله بيكدب .. واد انت هتلبسني مصيبة ولا ايه ! كباريه ايه ورقاصة مين !
ادهم بضحك : شوفت بقى ان الرخامة مفيش اسهل منها !
احمد : رخامة دي مش رخامة دي تلبيسة معتبرة
ادهم : كلهم واحد ..
احمد : مش هرخم تاني خلاص حرمت يا بيه ، المهم هتجيلي بكرة خلاص !
ادهم : حاضر هجيلك .. امتى ؟
احمد : الصبح تعال افطر معانا
ادهم : بلاش ام الفطار ده !! انا مبحبش اصحى بدري وانا مش مضطر
احمد : ماهو انت مضطر علشان تجيلي
ادهم : لا انت مش اضطرار .. الظهر او العصر اختار او بالليل ؟
احمد : خلاص عدي وانت مروح من شغلك وهيكون بينا تليفون اتفقنا !
ادهم : اوك تمام
بعد ما مشي ليلى اصرت تعرف عايز ايه منه وهو بعد ما دوخها حكالها ..
تاني يوم راح لاخوه زي ما اتفقوا وقعدوا اتغدوا مع بعض وبعدها قعدوا يشربوا قهوتهم
احمد فتح الكلام : كنان مش مرتاح على اي نوع لبن يا ادهم
ادهم : وبعدين ! هتعمل ايه !
احمد : سها بترضعه
حسين : سها دي اخت سهر صح ! هيا معاها بيبهات !
احمد : اه معاها وهيا عرضت بس المشكلة في التوصيل رايح جاي تعب على الكل
حسين : فعلا وبعدين !
احمد بتوتر : انا … ( بص لادهم اللي شاورله يكمل ) انا اخدت شقة قصادها
حسين كشر : شقة ؟ قصادها ؟ وبعدين ؟ هتودي مراتك هناك يعني ولا هتعمل ايه ؟
ادهم : يودي مراته ازاي يعني ! لا طبعا هيروح هو ومراته و ابنه !
حسين : اه قول كده بقى .. انت عايز تسيب البيت ! ما تجيب من الاخر
احمد بتوتر : مش حكاية اسيب البيت بس علشان كنان ورضاعته
حنان اتدخلت : طيب مفيش حل تاني !
احمد : لا مفيش انا استنفدت كل الحلول
حسين : يطلع مين كنان ده هاه ؟ اوعى تكون صدقت انك علشان هتربيه هيبقى ابنك ! ده عيل من الشارع ومسيره يرجع لأصله
أحمد : ايه اللي بتقوله ده ! كنان ابني
حسين زعق : هو بالعافية ! طالما ما خلفتوش ما يبقاش ابنك
ادهم قاعد ماسك يد الكرسي بالعافية بيحاول يسيطر على اعصابه
حسين : تجيبلي عيل من الشارع وتقولي ابني ولا هتكدب الكدبه وتصدقها ! مفيش حاجة اسمها تبني ولا كفالة عايز تساعد ارميله قرشين وروح يا سيدي اعملك ملجأ كامل وحط فيه بدال العيل ١٠٠ وربيهم بس كده !
احمد قاعد باصص للأرض مصدوم من كلام ابوه وموجوع في نفس الوقت وحسين مش واخد باله انه بيضغط جامد على ابنه وكمل بقسوة : انت ما بتخلفش خلاص ده قدرك مش هنتحايل احنا بقى عليه
احمد سكت بوجع وادهم اللي قام وقف : وهو علشان ما بيخلفش ما ينفعش يكون اب ! هو مين قالك ان الابوة بالخلفة بس هاه ! الاب هو اللي بيربي ويتعب ويكبر اما الاب اللي بالاسم ده ما يعتبرش اب .. بعدين مالهم بتوع الشوارع هاه ! كانوا لقوا بيت يلمهم وقالوا لأ ! بعدين ما انت نفسك رميت ابنك في الشارع ولا نسيت ! رميته لواحد ما تعرفوش يربيه يبقى ازاي دلوقتي بتقول مفيش حاجة اسمها كفالة او تبني ! ( على صوته ) كنان ابن احمد وكل ما سيادتك تتقبل الواقع ده بسرعة كل ما يكون افضل للكل ! وبما انه بقى اب فالصح انه يشوف مصلحة ابنه فين ويعملها ! ولو مصلحة ابنه انه يسيب هنا ويكون له بيت خاص المفروض حضرتك تقوله اللي يناسبك يا ابني اعمله .. ده اللي مستنينه من حضرتك
حسين بص لادهم كتير وهو مش عارف يرد .. كل ما بيحاول يقرب منهم بيبعد وكل ما بيحاول يبني بيهد .. سكت وبص للارض وبص لأحمد وكرر كلام ادهم : المناسب ليك اعمله .. انا مش هشحت منكم قعدتكم معايا .. براحتكم
أحمد : يا بابا مش قصدي اسيبك او
حنان قاطعته : عارفين يا احمد من غير ما توضح حبيبي .. من حقك يكون لك بيت مستقل بيك وبمراتك وابنك .. ده حقك يا ابني
احمد : بس هو زعلان
حسين رفع راسه وبصله : لا مش زعلان اعمل اللي يناسبك .. بعد اذنكم انا هطلع ارتاح شوية
سابهم وطلع وكلهم بصوا لبعض
احمد : مكنش لازم تتنرفز عليه كده ! انا قولت تتكلم معاه بالعقل !
ادهم بعصبية : انا قولتلك بلاش انا انت اصريت
احمد بصله كتير : الظاهر يا ادهم ان كلام هالة صح وانت محتاج تتواجه معاه
ادهم بنرفزه : وانت شوفت عينة من المواجهة دي .. لسه برضه شايف ان دي خطوة صح؟
احمد : والله ما عارف بقى ..
حنان : بقولكم ايه ! اعملوا اللي انتو شايفينه صح ! انا وابوكم غلطنا فيكم كتير وفقدنا حقنا اننا نفرض عليكم وضع مش عايزينه او نطلب طلب مش من حقنا فاعملوا اللي يناسبكم وما تفكروش فينا
احمد : ازاي بس يا ماما ؟
حنان : زي ما بقولكم كده ! كل واحد يعمل المناسب له ولبيته
احمد سمع كلام مامته واخد الخطوة دي وادهم وليلى ساعدوه كتير في فرش شقته الجديدة لحد ما خلصوها واستقرت الامور فيها ..
البيت فضي على حنان وحسين وبقى ممل وكئيب وحسين راح لهالة
حسين : انا عايز عيالي يرجعوا لحضني .. عارف اني ضيعتهم مني وفقدت حقي اطالبهم بحاجة بس محتاج مساعدتك .. ساعديني اصلح الماضي
هالة : ادهم رافض المواجهة
حسين : لانه عارف انه هينفجر وهيقول كتير وده حقه .. هو بيقول مسامح بس هو ابعد ما يكون عن المسامحة .. انا عايزو يقول اللي جواه .. عايزو ياخد حقه مني .. ساعديني يا دكتورة
هالة : طيب هساعدك بس ازاي هتتواجهوا !
حسين فكر شوية : انا هجمعلك عيالي وانتي تكوني موجودة بينا هو لازم هنا في المكتب ؟
هالة : لا مش لازم
حسين : خلاص يبقى بكرة تتغدي معانا ايه رأيك !
هالة اخدت نفس طويل : موافقة
حسين روح من عندها واتصل بعياله الاتنين عزمهم على الغدا والاتنين وافقوا علشان يثبتوله انهم مش هيبعدوا عنه باستقلالهم في بيوتهم ..
احمد وصل الاول واتفاجيء بهالة وعرف ان ده كمين لاخوه ومسك الموبيل يحذره بس سهر مسكت ايده
احمد : هحذره
سهر : سيبه يجي .. انتو بتأجلوا المحتوم .. انت شوفت اي نقاش بينهم بيحتد ازاي ! هيفضلوا كده لامتى ؟ لازم يسمعوا بعض ! اخوك محتاج للخطوة دي وبعدين لو مكنتش صح مكنتش الدكتورة هتسمح بيها ! احمد انت شايف هالة عملت ايه لحد دلوقتي فمعنى كده انها صح ! خليها تكمل
احمد : هيزعل مني !
سهر : قوله لسى يدوب داخل واتفاجئت زيك وملحقتش ابلغك ..
ادهم وصل ودخل بمراته وعياله واتفاجيء بهالة وبص لأبوه
حسين ابتسم : كان لازم نعزم اللي جمعت عيلتنا من تاني .. ادخل يا ادهم
ادهم وقف متردد بينقل نظراته بين هالة وبين ابوه ومتردد يدخل ولا يمشي من سكات ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المشوه)