روايات

رواية الباغي الفصل الاول 1 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي الفصل الاول 1 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي البارت الاول

رواية الباغي الجزء الاول

رواية الباغي
رواية الباغي

رواية الباغي الحلقة الاولى

وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)
………………………..
في الصعيد عام ١٩٧٢ في محافظة سوهاج ، بقرية نائيه كانت عائلة سلطان عاشور كانت العائلة الكبيرة في القرى بلا اغلب القرى المجاورة ، وكانت الليلة ليلة زفاف ولدهم علي ابنه عمه ، وكان كل المدعون من القرية من أصغرهم لأكبرهم ، كانت ليلة مليئة بالسعادة والطعام والشراب ، وبالاخص تبادل اطلاق النار ، كان سلطان عاشور الحفيد الاكبر للعائلة وكبيرها القادم بعد جده عاشور كان لا يتخطى الخامسة عشرة من عمره لكن كان يملك بنيه قوية ، كان يقف يحطب أمام عمه العريس وكان يري الجميع مدى براعته وقدرته علي التحطيب وذكائه الواضح للأعمي قبل البصير ، كان يقف صديقه الوحيد يهلل له بسعادة غامرة ، انتهى عاشور من التحطيب بفوزه المطلق ، وهرول نحو صديقه
” واه بوك فك اسرك إياك ؟
نظر له صديقه بإمتغاض
” سلطان چولت ليك چبل سابچ متحدتش عن بوى إكده ، بوى بيخاف علينا أنت خابر .”
اخرج سلطان سلاحه من جيب جلبابه الداخلى ونظر له مستخفا بحديثه
” خابر بوك بيچول امشي چار الچدار تعيش بعيد عن التار والنار .”
غضب منه عيسي
” أنا هعاود الدار ، ممنوش فايده الحديت وياك .”
تمسك برسغه برجاء
” خلاص إياك وسع خلچك امال !

 

 

 

نظر له عيسي برجاء وهو يراه يجهز سلاحه للإطلاق الاعيره الناريه منه
” بلاش الله يرضي عنيك ، إديك واعي من سبوعين طه ولد الطفيسي راح فطيس ، والبلد غرچانه في الدم من يومها .”
نظر له بغرور
” ليه هى أول مرة امسك السلاح فيها إياك ، متخافش أنت بس .”
وبالفعل اطلق العيار انكمش عيسي بداخل نفسه قهقه عليه سلطان
” يخيبك ، افرط يدك .”
نظر له بعدم فهم ومازال يرتجف من صوت العيار النارى ويتذكر تأكيد والده
” بعد عن النار يا ولدى ، اخره النار تار فاهم يا ولدى .”
كانت وصيه والده له دائما هو وأخيه عبد العزيز الأكبر منه بعامين فقط .
” هعلمك كيف تضرب نار .”
انتفض عيسي برعب جلي
” لاه نار لاه يا سلطان ، أنى إكده زين ، بوعالك وأنت بتضرب نار .”

 

 

 

صمم سلطان علي رأيه وتشبس به كعادته ، وشد اجزاء سلاحه وجهزة للإطلاق ، ووضع في يد عيسي عنوه وهو يجبره أن يطلق النار فى محاولة رفض عيسي واجبار سلطان وحالة الشد والجذب والرفض التام من عيسي ورعبه الجلي ، وتصميم سلطان خرجت الرصاصة وصابت هدف معين ، جحظت عين عيسي وهو يراه يسقط والدماء تغرقه ، بينما نظر سلطان نحو ما ينظر ، رأي عمه عريس عائلته يسقط ارضا غارقا في دمائه نظر له سلطان برعب .
” عمي !
هز رأسه عيسي بنفي
” مخبرش حصل كيف ، چتلته يا سلطان ؟ يا مرى من الدم والنار !
صمت صياح الفرح وبدأ العويل والصريخ ، هرول سلطان نحو عمه وجده
” چدى ، عمى چاطع النفس !
نظر له بغضب حارق
” عمك انچتل ، انچتل يا سلطان .”
كان يقف عيسي برعب وقف امامهم بصدمة كبيرة ، وطلق لقدمه العنان بينما يصيح
” چتلته ، أنى اللي چتلته ! چتلته يا ابوى.”
سمعه كل شخص في البلده ، انطفا الأنوار المبهجه ، وتبدل الفرح لميتم ، وقف سلطان أمام جده منكس الرأس .
” اللي عمل عملته عيسي ولد چلال معيز يطلع عليه شمش .”
كاد يهتف بالحقيقة لكن خشي غضب جده ينصب عليه ، وقرر أن يتخلى عن صديقه وعن الحقيقة ، ويخلط كل الأوراق ببعضها ، يصبح القاتل مقتول ، والمقتول قاتل ، نظر له سلطان
” چبل دفن عمى ، هكون چبت ليك تاره يا چدى .”
……………
بينما في منزل الحسنيه
كان يجلس عيسي يرتجف في احضان والدته ، وهى تبكي علي ما حل بهم خرج ابنها لحضور حفل زفاف ، عاد بوصمه قاتل ويجر في قدمه النار … والتار .
كان الزوج مع إخواته وازواج إخواته الإناث ، هب زوج أخته الكبري
” عيسي وعبد العزيز ملهمش چعده إهنا ، ولا ليهم چعده مع بعضيهم .”
نظر لهم جلال بعدم فهم
” مفهمش حديتك .”
” سلطان عاشور مهيخدش تار ولده غير من ولدك أو اخوه ، صوح .”
اؤما له استرسل حديثه
” عيسي وعبد العزيز يهربوا من إهنا ، وكل واحد يروح في طريچ غير التاني ، وميفكروش يعاودوا إهنا واصل ، وينسوا أنهم منينا .”

 

 

 

نظر لهم جلال بعجز نعم هو يعلم أنه مهما تحدث واقسم أن ما حدث مجرد غلطه ، لم يصدقه أحد بالاخص عندما فضح ولده نفسه في البلده كلها .،يالله ما هذه القسوة سيخسر ولديه في ضربه واحده ، اه من نار التار وعلي ما تحصده في طريقها بدون شفقه أو رحمه .
دلف علي أسرته الصغيره ونظر لزوجته التى تحتضن ابنها ، نظر لابنه الأخر يراه يجلس بهدوء
” همى يا بدر چهزى خلچات ولادك ، هتطلعوا من باب الزريبه ، علي دار عمكم فاضل ومنيها علي الأرض لغاية الطريچ ، وبعديها كل واحد منيكم يمشي لحاله سامع حديتى أنت وهو زين .”
وقف عبد العزيز بغضب
” كيف يا ابوى نهربوا ، خوى مچتلش ، نروحوا ليه ونشوفوا الديه . ”
جلس جلال بقهر ونكس رأسه وكرر حله بمراره
” ديه ، هو سلطان عاشور هيچبل الديه يا ولدى ، دا چليل لو مخدش روحك أنت واخوك بضربه واحده .”
لطمت بدر خديها
” يا واد عمي هنهمل زرعة عمرنا وشچانا إكده .”
نظر لها بعجز وقهر
” لو ضامن أن نار سلطان هتخمد بچتل عيسي ، كت سلمته بيدى ، بس إنت خابرة سلطان زين ، مهيرتحش ولا يهدى ليه بال غير لم ينشف نسلي ونسل ولادى من بعدى ، أنى هأمنهم للمولى ، وهو ادرى بيهم وبينا .”
نظرت بدر للسماء وصرخت برجاء وقلب ملكوم
” ياااااارب ”
واستمع ربها صوتها انهمرت الأمطار بشده جعلت الجميع يسكنون منازلهم ، وهرول سلطان ورجال جده الذين كانوا ينتظرون أمام منزل عيسي لنيل بالتار .
نظرت لهم بحسره ونفذت امر زوجها نظر لهم جلال بأمر .
” هتنسوا خالص بلدكم ، وهتنسوا بعض سامعين حديتى زين .”
نكس عيسي رأسه بخجل
” سامحنى يا ابوي ، سامحنى.”

 

 

 

ضمه جلال لاحضانه
” مكتوب يا ولدى ، بس المرة دى تسمع الحديت فاهم .”
اؤما له بخنوع وضم عبد العزيز نظر له بتصميم
” بس أنى هعاود يا ابوي ، هعاود حتى لو الموت هيكون واچف مستنظرني .”
خرجت بدر وتحمل بؤجه لكل منهم وضعتها ارضا ، هرول عليها عيسي يقبل رأسها ويدها
” حچك عليا يا اما ، أنى السبب .”
مسحت بدر دموعها بقوة ليست بجديدة عن نساء الصعيد
” اچف علي حيلك يا ولدى ، چبينك ميتكسرش غير چدام ربك وبس فاهم يا ولدى .”
اؤما لها بحزن اقترب عبد العزيز وقبل يدها ونظر لها بقوة
” هعاود يا اما ، مهدفنش غير في ارضي ، ودا وعد يا اما .”
ابتسمت بين دموعها
” هم يا ولدى ، هم ربي يحرصكم ، ويردكم ليا زيادين .”
خرج بهم جلال وبالفعل وودعهم ، هرول عبد العزيز وعيسي للطريق وبالفعل وصلوا لوقت الفراق ، نظر له عبد العزيز بقوة
” هنعاود يا عيسي ، صدچنى يا ابن ابوى .”
” أنى خايف يا عبد العزيز .”
ضمه عبد العزيز ودموعه اختلطت بالامطار , وهو يحفر معالم جسد اخيه بيده بينما عيسي كان يرتجف لم يعلم هل يرتجف من البرد ام من البعد ام من خوفه من المجهول ، ابتعد عبد العزيز ونظر له بقوة
” افرد ضهرك يا ابن ابوى ، هنعاود ونحچچ حديت امك ، هنكون زايدين يا ولد ابوى فاهم ، عيسي .”
نظر له عيسي بألم ووجع
” اتچى ربك يا اخوى هو اللي ليك دلوچ فاهم .”
اغمض عيسي عينه بألم ومحاولا منه أن تظل صورة اخيه هى آخر ذكرى له ، يتمنى من الله أن لا يري شئ بعد ذلك ، اترمي بين احضانه مرة أخرى
” سامحنى يا اخوى ، وغلاوت اللي خلچك في چلبك سامح خوك .”
وضع عبد العزيز يده علي وجنتيه اخيه
* عيسي أنت خوى وزى ما بوك چال دا مكتوب ، هتوحشك يا اخوى .”
زرفت دموع عيسي بقوة ، نظر له عبد العزيز بأمر ونبرة مليئه بالدموع والكسرة
” يلا هم عيسي ، امشي .”
نظر له عيسي بدموع وحسرة ومسك بؤجته ، وعندما حاول أن يتحرك ارتمى في أحضانه مرة أخرى ، وظلوا الاثنين يبكون بإحضان بعضهم ، فك عبد العزيز وثاق اخيه من حوله ونظر له بأمر
” هم يا عيسي ، يلا يا ابن ابوى .”

 

 

 

هرول عيسي لأنه لو نظر له مرة اخرى سيظل ولم ينفذ امر والده ، اطلق لقدمه العنان مهرولا في اتجاه ، بينما يراقبه عبد العزيز عندما رآه تسلق سياره كبيرة من الخلف واختفت به عن انظاره ، تحرك عبد العزيز وهو ينظر نحو البلده كلها وتحرك بخزى وقدم بطيئة وجد سياره وقفت له صعد بها وتحركت السيارات فى اتجاه غير الآخر ، وظل كل طرف فيهم وهو يتجه للمجهول ، يتذكر صباهم وطفولتهم وحضن من والدتهم وابتسامتها التى من اليوم تبدلت الي دموع لم ولن تتوقف إلا بعودتهم ليردف كل طرف منهم بثقه
” هنعاود يا اما ، وهنعاود بسلسال كبير چوى.”
………………
في الوقت الحالي بعد أن توالى سلسال القاتل والمقتول
……………….
قصر كبير يتوسط الحدائق الشاسعه ، عندما ندلف نرى كل شئ مكانه بشكل مبالغ به ونراه هو واقفا بشموخ ، بزيه الصعيدى ، ينظر نحو صورتهم جميعا ويزفر بقوة ، ويتذكر الدماء الكثيرة التى سالت في وسط لعبة دم قديمه ، دفع ثمنها معظم سلسالها ، كم كان يتمنى أن يبقوا علي قيد الحياه فقط ! المال … السلطه … لم يغنوه عنهم ابدا عائلته بإكمالها ، عشقه الذى كان صعب المنال ، وعندما حصل عليه ضاع منه في لعبه تار أخرى ، تذكر مقولة جده الأكبر ” بعد عن النار يا ولدى ، النار وراه دم وتار ” بالفعل حدث ما كان يتخوف منه جده الأكبر ، نعم هو” جلال عبد العزيز جلال الحسينى .”

 

 

 

جلس علي كرسيه الكبير بوقار واغمض عينه وهو يري ، سلسال الدماء يمر أمام عينه ، الي هذا اليوم وهو يقف بطوله أمام الذكريات الأليمة ، وتزرف دمعه خائنه علي ما مر به من قبل حتى أن يصل للدنيا ، مهما كان يتيخيل أو يخطط لم يتخيل أن يحدث به ما حدث ، أو يري ما رآها من مآسي .. والم … وفراق … ودمار ، إلي أن وصل للنهاية التار بين عائلة سلطان والحسنيه ، لكن كان الثمن باهظ ! والوجع اشد ! والخسائر فادحه! لكن ها هو طريقه ومر به ، ووصل للهدف في نهاية طريق المر ، وعلم أن اهم درس أن علي الباغي تدور الدوائر .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الباغي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى