رواية صفعات القدر الحاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم عائشة حسين
رواية صفعات القدر الحاني الجزء الخامس عشر
رواية صفعات القدر الحاني البارت الخامس عشر
رواية صفعات القدر الحاني الحلقة الخامسة عشر
ارتجفت ابتسامة عمرو ليبدلها بترقب حذر وهمس مقتضب
-شرط أيه… .؟
قطب يوسف جبينة بأسف ليسترسل بخبث
-الفلوس والشغل مش بتاعي لوحدي ….ولازم اضمن حقهم… مضطر أسف اخد عليك ورق بيها
همس عمرو بتردد
-تقصد شيكات
اومأ يوسف وهو يجيبه بنبرة باردة
-بالضبط كده ..ارجو أنك متزعلش مني … انا طبعا مش هأذيكم بيها بس روتين .
تنهد عمرو متحيراً ،مسح وجهه بكفه وهو يتطلع لللفراغ امامه بتخبط ،لفحهم الصمت لدقائق ليرفع عمرو رأسه ويجيب بقلة حيلة
-تمام ….اعمل اللازم وأنا موافق…. وجاهز للأمضاء فأي وقت .
غامت عينا يوسف بإنتصار غير معلن ،اطلق نظراته المتشفيه زخات وز خات ،صوب سهمه المسموم في خاصرتهم ليقيدهم ويتفنن في إخضاع المتمردة .وها قد فرد كامل سطوته واحاطها كالكنعكبوت…
قبل أن يراجع عمرو نفسه… او يبدل قراره اخرج يوسف الاوراق وضعها امامه قائلا
-اتفضل امضي… .
ازدادت نظرات عمرو قتامة وهو يطالع اوراق قيده ،… رفع يوسف سماعة هاتفة وهو يثبت نظراته على عمرو قائلا باسلوب عملي
-حول المبلغ الناقص من حسابي الخاص لحساب المجموعه وأعمل اللازم…
اغلق بعدها الخط وترقب ردود عمرو الذي امسك القلم بتثاقل وخط على الاوراق بسرعة تناقض تشوشه وتخبطه…
طفت ابتسامة يوسف وهو يتابع امتثال عمرو ووقوعه فريسه سهله . ….ليهمس داخله بعزم
-إنتِ ليا ياقطة… ..مهما كلفني الامر
***********************
وقف يمشطها بنظرات مشتعله… مابين رغبة وحنان … .عقد ذراعية وقترب متسائلا بإستنكار
-بتعيطي ليه دلوقت… .؟
مسحت دموعها بأناملها وعدلت من جلستها ،هامسة وهي تخفض رأسها هرباً من نظراته
-مفيش… .
اقترب ببطء ورزانه ،جاورها على الفراش… ليهمس بعتب حاني
-متزعليش… كنت خايف تعطلي الدكتورة ..
هزت رأسها مع حركة كتفها كعلامة على التفهم ،ليجذب كفها ويعانقة بكفه قائلا بنبرة أكثر دفئاً
-مش عايز اشوفك بتعيطي…
عادت لتهز رأسها من جديد ،ليقبض على كفها ويديرها ناحيته قائلا بنبرة تقطر حنان
-مش عايزك تزعلي لسفرها… وإلا كده هتحسسيني أني ماليش لزمة ..
رفعت نظراته اللامعه برفض ،فيحرك هو انامله على خدها حركات دافئة متوشخه بنظراته الشغوفه… لاقتراب يريده .
قشعريرة سرت في جسدها من أثر لمساته ،سهام عينيه اصابتها بالخنوع والاستسلام… ليقترب متسارع الانفاس يلهث خلف عاطفته…
يضم حنايا شفتيها بين شفتيه يسحبها لعالمه ..محققا هدف طمح له ،… لكن هو ليس بالصبور… آنه متئلمة صدرت عنها ..ليخفف من حدة لمساتة المتحكمة… مستبيحاً بكفيه جسدها ..أصدرت شهقه ناعمة ابتلعها بتلذذ ليبتعد دون أن يترك لها المجال هامساً
-أنتِ مراتي ياروكا…
وكأنه بحاجه تذكيرها اكتساحه المصحوب همسه اشعل بذاكرتها رماد ذكرى حديثه عن احتياجاته ..فماهي إلا خادمة برتبة زوجة ..فعلام الدفاع والتمرد لقد وضع بنود ثفقته وهي قبلت… فالرفض والتعند او ربما الدلال… كلمات لاتنير قاموس رفاهيتها المظلم…
استسلمت فاردة اشرع عشقها له ربما بذلك تهرب من أمواج ذلها العالية وتأنيب ضميرها الشرس…
ذكرت نفسها بما لاتنساه هي معاقة… مثلها لا يحب ولا يُحب فلتتمتع قليلاً بلذة قربه دافنه حسرتها في رماد الضعف
***************
القى جسدة المنهك على فراش والدته ،عيونه تعتنق سقف الغرفه بشرود… روحه منهكة بل غائبة يسير بلا هدي… يجتاز أيامة ببقايا رائحة مازلت عالقة بفراشها ووسائدها… تختنق انفاسه فيهرول ممسكا بمسبحتها التي بمداعبتها يسري الأمان والهدوء بنفسه… ….
زاغت عيناه في صورة لمعذبته تعتنق ذلك السقف… ليدفن رأسه بالوسائد هرباً لكن ضحكتها تزحف لأذنه… فتلهب ذكراه… .
دخول ياسين المتعجل جعله يهرب من كل ذلك عنوة ،باغته ياسين بنداء مرافق لنظرات متفحصه
-حضرت الأكل يلا بقا… علشان ترتاح،شوية
اعتدل سيف بجمود يحاود ملامحه… .رمق ياسين بنظرة طويلة لييشير له قائلا
-تعالى ياياسين عايز اتكلم معاك .
جلس ياسين بجانبه منتبهاً ،لكن هاجس يخبره بأن الأمر متعلق بالهاربه…
زفر سيف بحرقة ليهمس وهو يحاول الهرب بعينيه من نظرات ياسين المدققه
-أنا طلقت هنا…
تنهيدة راحة متوشحه بهتاف عابث من ياسين
-احسن حاجه عملتها…
لم تطل ملامح الدهشه على سيف من رد فعل ياسين المفاجئ… فسرعان ماتدثرت دهشته بحقيقة أن تلك المدلله لم تعد تناسبه بعد هروبها وتجبرها……
هو لايريد واجهة لفترينته ..بل يريد زوجه تسير معه في طريقة كتفها بكتفه ،راضية قانعه متفهمة ،تتحدى مع الظروف وتتحمل ،لكن هي اثبتت عدم صلاحيتها لذلك…
هتف ياسين وهو ينهض
-البنات عشرة وشنطة بجنية بلا وكسه .
اخرجه ياسين بمزاحه وأحال عبوسة لضحكة مستمتعه… فوحده القادر على تبديد حزنه بضحكة صافية… .
نهض سيف واتجه مع ناحية الطعام ،تناول القليل قائلا بثبات
-عمرو كلمني وعايز رقم أدهم… لأنه عايز يخطب أيمان،.
زفرة حانقة صدرت عن ياسين ،ليتدارك سيف الأمر قائلا
-عمرو كويس… الي حصل بيني وبين أخته مش مبرر نرفضه ..كل شئ قسمة ونصيب
ابدى ياسين عدم اقتناعة بالحديث لكن سيف خفف من وتيرة انفعاله بحيرة
-كنت ملاحظ ذبذبات بينهم وحقيقي مش عايز اظلم حد فيهم… وهنا هي الي طلبت الانفصال وانا وافقت…… هما ذنبهم ايه… .؟
هز ياسين رأسه ساخراً
-حتى لو موافقتش… عمرو هيوصل لأدهم… والمصالح بتتصالح… أنا اتعودت محدش يهتم بمشاعرنا وكيفت نفسي على كده… .
تنهد سيف بحزن لما آل اليه حال ياسين ،ليبتسم مغيراً الحديث
-لما تكلم علي اشكرهولي… .
لمعت عينا ياسين ليهتف بصخب
-بقولك أيه ..عارف المحل الي فالعمارة الي جنبا..
اومأ سيف بفهم ليردف ياسين بحماس
-أيه رأيك نتأجرة ونعمله مكتبه وتوفق بينها وبين شغل التاكسي .
بدت علي سيف ملامح الاقتناع ليحك ذقنه متابعاً -فكرة كويسة ،بس لازم ادرسها واشوف ..
هتف ياسين بثقة امتزجت بحماسة
-أنا ممكن اساعدك ..
استوقفه سيف برفض وتحذير مبطن
-لا… ..أنت تفضل بعيد وتأخد بالك من دروسك ومذاكرتك
هتف ياسين بمهادنة ممتصاً غضب سيف
-المهم بس فكر وادرس الموضوع وبعدين نشوف
تابع سيف طعامه بآليه هامساً بضعف
-يامسهل يارب .
***************
تابعت أمل عملها بآلية ،تتنقل بين نزيلات الدار تواسى واحدة وتضاحك الآخرى… طرقت باب أحدى الحجرات لتستأذن لها النزيلة
عالية سيدة وحيدة لم تنجب ،تركت كل امولها لابناء اخيها المتوفي… .قامت بتربيتهم وتزويجهم بعدها جاءت للدار… .
امسكت احمر شفاهها القاتم تصبغ به شفتيها المتغضنين ،لتهز أمل رأسها قائلة
-مدام عاليا ..
نهرتها عاليا بعنف وهي تزم شفتيها
-قولنا آنسه
ابتسمت أمل متابعه بمرح زائف
-طيب ياآنسه رفضتي الوجبه ليه ..؟
تركت السيدة مرآتها قائلة بنزق
-خضار سوتيه ليه هو أنا عيانه ..
جلست أمل بجانبها تناغشها قائلة بمكر
-زا مفيد علشان رشاقتك…
تصنعت عاليا التفكير لتردف بإستهجان وهي تعاود تلطيخ شفتيها
-متقلقيش عليا ،أنا مهما أكلت بتخنش… .
صمت غلفهم لتضيف عاليا عينيها متسائلة
-هو أنتِ متجوزة… ؟
قبول ثم رفض… لترمقها عاليا بتفحص ونظرات ثاقبة… .هاتفة
-ايه نص نص… .اصدرت عاليا ضحكة عالية أحاطت أمل بالخجل ،لتستأذن أمل تعود ادراجها خشيه من تحقيقات عاليا التي تحصرها فين حائط الحزن ونيران الفقد
*****************
-مش عارفة أبدأ منين بس محتاجه أفهم…
نطقت بها جهاد وهي تتطلع لسيف الجالس أمامها جامد الملامح حاد النظرات .
ارتخى جسد سيف المتصلب بترقب حذر يميل للأمام فاركاً جبهته بحيرة
-ده هيفيد بأيه… .
تحدثت جهاد عملية قائلة
-معلش… الي عملته مع ابني ميدلش غير على انك انسان محترم… بعيد كل البعد عن جريمة بشعه…
صمت لفحه ،ليسترسل بعدها بإسهاب يحكي لها ماحدث… .وبعد مدة طويلة هاتفته جهاد وهي تُخرج هاتفها
-اديني رقم نجوى… أو عنوانها
-لا
نطقها سيف قوية حادة لاتتحمل النقاش والمراوغه…
ضيقت جهاد عينيها بحيرة لتردف وهي تتفحص ملامحه بأعين خبيرة
-ليه لا… ؟
نهض سيف منهياً الحوار ،مصراً بتعنت… مقابلة نجوى ستجلب عليه مالا يحمد عقباه هي لن تضحي بسمعتها وهو لن يكشف سترها أمام أحد…
شعلة من الشك أضاءت عينا جهاد… صرح بإقتضاب أنه كان في موعد لكنه لم يتطرق لشئ آخر…
استأذن سيف يرسم على محياة ابتسامة مهتزة وغادر دون حديث ودون أن تكتفي من معلوماته الآخرى…
ضيقت عينيها بعزم ،لن تترك الأمر معلقا ستفهم وستبحث بذاتها بعيداً عن… .دخول صديقتها أجفلها ،لتهتف الآخرى وهي تدير رأسها للخلف
-مش دا… .
قاطعتها جهاد وهي تقف مقابلها
-ايوه هو سيف
مطت صديقتها شفتيها بإستياء متسائلة
-بس ازاي… .وايه جمعكم .
-تصوري هو الي انقذ كريم .
قالتها جهاد بتخبط ساخر ،وهي ترمق الباب الذي خرج منه للتو…
جلست صديقتها متابعة بعزم
-لا بقا أنتِ تحكيلي بالتفصيل .
اومأت جهاد بقلة حيلة ،علها تجد في الحوار ملاذ أمان من وحوش افكارها الضارية ،وصخبها ..
********
اصر جدها أن تذهب للمدرسة ،فماحدث رغما عنها ولن تُعاقب علي ذنب لم ترتكبه… جلست على مقعدها تنكمش بجسدها ،تخفض عينيها للأرض بخوف وخجل ،العيون تتطلع اليها بإهتمام ينهشها ،والهمهمات تزيدها ارتجاف… .
ظلت على حالها حتى رنى لمسامعها صوت يكمن فيه عذابها… .نفس النبرة المقززة ونفس الشعور يختلجها…
زاد ارتعاش جسدها ،لترفع رأسها بحذر… تطالع عينين تعرفهم جيداً ..وكيف لا وهي لاتتذكر سواهم… انتابها الرعب وزاد ارتجاف جسدها ليصمت الجميع متابعين بدهشه
لكنه متوشح بغروره اقترب متسائلا
-أنتِ كويسة…
ثبتت نظراتها المهتزه في عمق عينيه القاسيه… لتتسارع انفاسها بخوف ورعب…
صدع بأذنها نفس الصوت وتكرر امامها المشهد
-ازيك ياقطه… بجد طلعتي مُزة .
انتفضت تشدد من احتضان حقيبتها مغادرة الصف ،تشهق بجنون ودموعتا تصطف على وجنتيها كجنود… همس من بين شهقاتها
-هو… .هو… .مش سيف… .
هزت رأسها كالمغيبة… لبتلعها بعدها الشارع .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)