رواية المشوه الفصل الأربعون 40 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت الأربعون
رواية المشوه الجزء الأربعون
رواية المشوه الحلقة الأربعون
أدهم ساب موبيله يرن وهو فضل مع داليا يتكلم ويفضفض معاها بكل اللي خانقه وهي بتسمعه بكل اهتمام ، اهتمام هو افتقده في مراته ، اهتمام هو اتعود عليه من مراته ، اهتمام هو في أمس الحاجة له ..
أخيرا قام وصلها وركن عربيته قدام بيتها منتظرها تنزل
داليا : أتمنى يا أدهم اكون قدرت أخفف عنك ولو بجزء بسيط جدا !
أدهم ابتسم وبصلها : بجزء كبير يا داليا مش بسيط ، أتمنى ما أكونش انا ازعجتك او تخطيت اي حدود معاكي !
داليا بصتله : حدود ! حدود ايه يا أدهم ! انت عارف مكانتك ايه بالنسبالي وعيالك مهمين قد ايه وبحبهم قد إيه فأرجوك ما تتكلمش عن أي حدود بينا .
أدهم : ولأني متأكد فعلا من حبك ليهم ده اللي خلاني أآمنك عليهم وعلى مستقبلهم
داليا : عايزة اشوفهم يا أدهم ، أرجوك !
أدهم : أكيد طبعا هتشوفيهم ، هبلغ ليلى تكلمك النهاردة وتحددوا معاد تتقابلوا فيه مع بعض
داليا ابتسمت : اتفقنا .. يالا باي بقى علشان ما اعطلكش !
أدهم : لا ابدا مفيش تعطيل أبدا .. يالا أشوفك بعدين !
نزلت أسعد انسانة في الدنيا وهيا مليانة بإحساس منعش وجميل إن أدهم ممكن يكون لها في يوم من الأيام وحبه الكبير ده ممكن يكون ملكها هيا ..
طلعت مبسوطة جدا وبتغني ومامتها قابلتها
واسمها فريدة : مبسوطة قوي كده خير ! ومين اللي كنتي نازلة من عربيته !
داليا بصتلها بفرحة : ده أدهم فكراه يا ماما
فريدة : أدهم مين !
داليا : المقدم أدهم نسيتيه ولا ايه ! ابو زياد وآية
فريدة كشرت باستغراب : المشوه ده !
داليا ابتسمت : أيوه هو بعينه
فريدة باستغراب : عربيتك جرالها حاجة ولا ايه ! انتي قولتي عليه انه راجل ذوق جدا
داليا : جدا جدا .. عربيتي مجرلهاش حاجة ده هو كان عازمني على الغدا
امها بعدم فهم : عازمك ! ليه ! وبتاع ايه يعزمك ! ولا تقصدي هو ومراته وعياله !
داليا : مراته وعياله ايه بس ! هو لوحده
فريدة بعدم فهم تام : طيب وهو يعزمك ليه ! وبعدين ده اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! ان حتة راجل مشوه عزمك !
داليا باعتراض : اولا أدهم ده شخصية جميلة جدا جدا وانسان محترم فوق ما تتخيلي وله وضعه ومكانته والأهم من كل ده انه مش مشوه خلاص
فريدة : يعني ايه مش مشوه ! مش فاهمة منك حاجة خالص
داليا : انا افهمك هو سافر وعالج جروحه كلها اللي في وشه وبقى ولا نجوم السينما عارفة بقى احلى من توم كروز اللي انتي بتحبيه ده
فريدة بصدمة : وعلشان عمل تجميل اول حاجة يعملها يخون مراته ! اللي تقبلته في اسوأ ظروفه ! هو ده الراجل المحترم ! ده قليل الأصل
داليا باحتجاج : لا طبعا انتي مش فاهمة حاجة .. ادهم عمره ما كان قليل الأصل ابدا ولا عمره هيكون
بدئت تحكي لأمها كل حاجة حصلت وأمها سمعتها بصمت تام لحد ما خلصت
داليا : عرفتي بقى يا ماما انه مش قليل الأصل ولا خاين !
فريدة : مش قليل الاصل امممم ! وبيحب مراته ان مكنش بيعشقها على قولك امال انتي فرحانة ليه انه عزمك على الغدا ! مش فاهمة دي انا ! ايه اللي مرجعك مبسوطة قوي كده ! وليه !
داليا : لانه انا هكون الصدر الحنين يا ماما ، انا هوريه انه ممكن يكون مبسوط مع غيرها وانها مش الوحيدة في الكون ده اللي ممكن تسعده
فريدة : امممممم
داليا : ايه اممممم اللي كل شوية تقوليها دي ! انا هخليه يحبني وهتشوفي
فريدة : طيب خليه يحبك ، واخربي بيته ويتمي عياله وابوهم عايش وهدي بيت مليان حب ومبروك عليكي لقب خطافة الرجالة وخرابة البيوت
داليا وقفت : ايه اللي بتقوليه ده ! انا مش ههد بيته هيا مراته بتهده بنفسها
فريدة : انتي بتصطادي في المية العكرة يا دولي، واحد في مشاكل بينه وبين مراته وانتي داخلة تخربيها خالص وتاخدي الراجل لنفسك يبقى ده تسميه ايه !
داليا بغضب : محسساني اني هدخل بيته وامسكه من ايده واشده وهو عيل صغير هيمشي معايا علشان اخطفه . ده ضابط وله ووضعه وله وزنه مش عيل صغير هيمشي ورى كلمة مني !
فريدة وقفت : ومين قالك ان الراجل ما بيكونش في أوقات زي العيل الصغير ! هاه
داليا : بقولك ايه ! مراته مش متقبلاه بعد ما عمل العملية علشانها ومش حباه وهو وسيم ، حبته مشوه ومستغنية عنه دلوقتي فما تجيش تلوميني انا انها كرهته او مش طيقاه كده
فريدة : ومين قالك انها كرهته ! ما يمكن دي فترة مؤقتة مستغربة فيها جوزها وشوية وكل الأمور تتصلح وانتي تاخدي استمارة ٦ ويقولك شكرا لخدماتك تعبتك معايا !
داليا : مش هيحصل
فريدة : انتي هتمنعيه ! انتي مين وعملتي في بنتي العاقلة ايه !
داليا : لمجرد اني ما اعملش حاجة على هواكي تقوليلي انتي مين ! انا عارفة انا بعمل ايه ! بعد اذنك
سابت والدتها ودخلت أوضتها رافضة تفكر في كلام امها ورافضة تسمع للمنطق وللعقل
طلعت موبيلها ورنت علي أدهم بغيظ
أدهم : ايوه يا داليا خير !
داليا : لا خير بس قولت اطمن عليك وصلت ولا لسه في الطريق !
ادهم ابتسم : داخل اهو علي الفيلا ! دعواتك بقى علشان انا على اخري
داليا : ربنا يسعدك يارب .. انا مش هرن عليك انت لما تكون فاضي او عايز تكلمني رن انت عليا !
ادهم : اوك اتفقنا يالا باي
ادهم دخل الڤيلا وعياله جريوا عليه اول ما شافوه وسلم على الكل وقعد وسطهم ونظرات مراته كلها غضب ولوم وهو متجاهلها
حنان : حبيبي هخلي شوقية تجهزلك الغدا بسرعة ؟
أدهم : لا يا ست الكل انا اكلت بره .. كنت في شغلانة كده وجعت فأكلت وبعدين عارف انكم مش هتتأخروا كل ده ! اعذرني يا عمي بقى
عم محمود : عذرك معاك يا ابني براحتك ! وقتك مش ملكك وده انا عارفو كويس ..
بعد كلام كتير ورغي كتير آية راحت جنب أبوها وعطته ورقة
أدهم : ايه دي يا قلبي !
آية : دي ورقة الحفلة يا بابي ..
أدهم اخد الورقة وبصلها وبعدها عطاها لبنته : أديها لمامتك مش ليا أنا يا قلبي .. عمي بعد اذنك هطلع بس اغير هدومي
عم محمود وقف : طبعا يا ابني اتفضل وانا استأذنكم اريح شوية
وانسحب الكل لأوضته وليلى أخدت الورقة من بنتها وطلعت ورى جوزها وقفلت وراها الباب : ليه قولت لآية تديني الورقة !
أدهم بعدم اهتمام بيقلع قميصه وبدون ما يبصلها : أمور المدرسة دي تخصك انتي وجدهم مش انا ..
ليلى : يعني ايه بقى !
ادهم بصلها للحظة : ملهاش معاني كتير اعتقد .. عايزين الفين جنيه علشان حفلة غير طلبات كتير قوي مهتمش اقراها فإنتي ادفعيها او روحي اطلبيها من حماكي عادي يعني ! ماهو بيصرف عليكي هنا وانتي اتعودتي تاخدي منه فعايزة مني انا ايه !
ليلى : ايه اللي بتقوله ده ! وليه كل ده يا ادهم ! انتي هتتنازل عن عيالك ولا ايه ! انت ابوهم وانت مسؤول عنهم وكل اللي بتقوله ده مش صحيح
أدهم : اوك خلاص .. مش هوديها الحفلة دي .. خلاص ! ولا هوديهم المدرسة دي
ليلى بصدمة : انت بتقول ايه ! انت هتضيع عليهم السنة يا ادهم ! طيب ليه ! خليهم يكملوا سنتهم دي الاول وبعدها وديهم مكان ما تحب
ادهم داخل الحمام وبصلها من فوق كتفه وهو داخل : مش قولتلك ماليش علاقة وانتي المسؤولة انتي وجدهم ! عايزة توديها الحفلة انتي حرة ، براحتك ، اللي يناسبك اعمليه ، خرجيني انا بس بره حساباتك
دخل وقفل الباب برزعة وراه وهيا فضلت مكانها مش عارفة تعمل ايه .. موبيلها رن وكانت مدرسة العيال بتسألها عن آية هتعمل ايه في الحفلة وبتبلغها بمتطلبات الحفلة وهيا بتتكلم موبيلها فصل شحن فراحت لادهم وخبطت عليه : أدهم ينفع اعمل مكالمة مهمة من موبيلك موبيلي فصل شحن وانا بتكلم
ادهم من جوه : براحتك ، الموبيل عندك
ليلى طلعت موبيله وفتحته ، الباسورد زي ما هو مغيرهوش ، تاريخ ميلادها ، فتحت المكالمات ولفت انتباهها اخر مكالمة متسجلة باسم داليا واستغربت مين دي اللي كلمت جوزها ! معقولة داليا مدرسة العيال ! طيب ليه تكلمه ! دي عمرها ما كلمته قبل كده وبعدين جابت رقم أدهم منين ! عمرها ما عطت رقم جوزها لأي مُدرسة قبل كده ! استغربت وبعدها افتكرت المُدرسة اللي كانت بتكلمها فطلبتها وكلمتها وادهم خرج بفوطة حوالين رقبته بينشف شعره وهيا بتتكلم وعنيها متبعاه وهو ملاحظ ده كويس لحد ما قفلت وبصتله بدون ما تتكلم
ادهم من المراية : عايزة ايه ! بتبصيلي كده ليه !
ليلى بفضول : مين داليا اللي اسمها متسجل اخر رقم رن عليك دي !
ادهم بصلها للحظات وبهدوء : يفرق معاكي !
ليلى وقفت بغضب وزعقت : أكيد يفرق معايا طبعا
ادهم لف وشه لها وراح قدامها وبهدوءه الصارم : ما تعليش صوتك بالمنظر ده تاني هنا فاهمة ولا مش فاهمة !
ليلى بغيظ : مين دي !
ادهم بلا مبالاة : داليا مُدرسة العيال صاحبتك .. انتي عارفاها
ليلى باستغراب : ودي كلمتك ليه ! وجابت رقمك منين !
أدهم : ده بقى موضوع طويل أقولهولك لو جالي مزاج بعد ما أريح ساعتين .. بعد اذنك
أدهم رقد علي السرير علشان ينام وهيا بغيظ شدت المخدة بعيد : انت تقولي الأول وبعدها ابقى نام
أدهم شد المخدة من إيدها : لو عملتي الحركة دي تاني هسيبلك البيت كله وأروح أنام في شقتي أنا على أخري يا ليلى وصراحة بتلكك اني امشي من هنا فبلاش ، أنام ساعتين وبعدها نتكلم
غمض عنيه وهيا هتتخانق بس هيا عارفة انها لو نطقت هيقوم فعلا ويسيب البيت ويروح شقته فتراجعت واستسلمت بس النار جواها بتزيد وبتشعلل
أدهم دقيقة ورفع المخدة من على وشه وبص لمراته : صح إبقي اتصلي بيها حددي معاها معاد علشان تشوف العيال لأنهم واحشينها قوي
ليلى بغضب وتريقة : نعم ! واحشينها ! وده من ايه ده ! ومن إمتي ! مع نفسها
أدهم بصلها : إيه مع نفسها دي ! بقولك كلميها وحددي معاها معاد تقابليها اعتقد كلامي واضح !
ليلى باصرار : وأعتقد أنا كمان كلامي واضح ! مع نفسها ! قال أكلمها قال ما انشاله معنها شافت العيال أنا مالي أنا !
أدهم بدأ يتنرفز منها : بقولك كلميها يا ليلى
ليلى : وأنا مش عايزة أكلمها ! ومش هقابلها أعتقد دي حريتي الشخصية مش هتجبرني أكلم واحدة مش عايزة أكلمها
ليلى مع صمت أدهم حست إنها انتصرت وبكده هتبعد داليا عنها ونسيت ان العند يولد الكفر .. وده اللي حصل
أدهم بهدوء مد إيده وأخد موبيله من جنبها
أدهم : طبعا مش هجبرك دي حريتك الشخصية أكيد
فتح الموبيل ورن على رقمها وليلى حاولت تشد الموبيل منه بس معرفتش
ليلى : انت هتعمل ايه !
أدهم تجاهلها واتكلم : أيوه يا داليا ازيك بقولك شوفي يناسبك امتى وفين وهقابلك بالعيال دول فرحانين جدا إنهم هيشوفوكي
ليلى جنبه استغبت نفسها جدا وعرفت ان تصرفها كان غلط جدا واهو جوزها هيروح من غيرها بعيالها .. كل حاجة بتمشي ضدها وبتجيب نتيجة عكسية ليه كده !!
أدهم : النهاردة اه ماشي ينفع تمام الساعة ٧ كويس جدا …. شوفي يناسبك فين ! ….. اه اه عارف الكافية ده ! اوك تمام اتفقنا ….. ليلى !!
بص لمراته وهيا فهمت انها بتسأل عليها ودي فرصتها فشدت الموبيل من إيد أدهم واتكلمت هيا ورسمت ابتسامة سريعة على وشها : ازيك يا دولي أخبارك ايه يا قمر وحشتيني كتير ..
وبدئت تتكلم وقامت من جنب أدهم اللي ابتسم وعرف ازاي يمشي كلامه بمنتهى الهدوء وابتسم جواه من غيرة مراته واستغرب ازاي غيرتها فرحته كده ! ورجع يكمل نومه باسترخاء ..
ليلى خلصت المكالمة ورجعت تستعد لخناقة مع جوزها على اسلوبه ده بس لقته غرقان في النوم فقعدت جنبه بهدوء مستغربة ومتلخبطة وحاسة انها قدام شخص جديد ! شخص مش قادرة تفهمه .. يمكن لو من أول ما رجع كانت عاملته عادي كان فعلا بقى عادي معاها لكن هيا اتعاملت بحساسية وده عمل صدع بينهم كبير والمفروض دلوقتي ترمم الصدع ده قبل ما يكبر ويهد بيتها كله .. لازم تصلح الوضع ده وفي أسرع وقت ..
قامت وقعدت مع أمها زي عوايدها وبتشتكيلها اللي بيحصل من جوزها
أمها : إنتي رجعتي لغبائك تاني يا ليلى ! ما انتي كنتي عقلتي وربنا هداكم على بعض
ليلى : ماهو انا مش عارفة اعمله ايه !
أمها : تعملي ايه ! طبعا تاخديه في حضنك وتحسسيه بحبك وان مفيش حاجة اتغيرت .. المفروض انك بتحبيه في كل وقت وفي أي وضع ليه الحساسية بينكم ! ليه عملتي حاجز بينكم بالشكل ده ! ودلوقتي هتسيبه لغيرك ياخده على الجاهز كده ! بعد كل ده وكل اللي اتحملتوه مع بعض وكل المشاكل والمصايب اللي مريتوا بيها تيجي في لحظة تهدي بيتك وتستغني عن جوزك ! بعد كل ده يا ليلى ! ده الواد بقى حتة قمر تسيبه ! رضيتي بيه وهو مشوه ولما اتعالج هتبعدي ! وتديه لغيرك !
ليلى وقفت بغيظ من أمها وكلامها وزعقت : أنا مش عايزة أسيبه
أمها بتريقة : أمال لو عايزة كنتي عملتي ايه ! هاه !
ليلى قعدت ومسكت ايد أمها : طيب قوليلي أعمل إيه مع داليا دي ! حاسة إنها مهتمة بأدهم ! مجرد إحساس بس مجنني
أمها : مش يمكن تكون مجرد مُدرسة العيال وبس وإنتي مأفورة الموضوع !
ليلى : وممكن تكون حاجة في بدايتها وأنا أسيبها تكبر وتخرب بيتي !
أمها : يبقى ترجعي جوزك لحضنك وساعتها مش هتشيلي هم أي واحدة وكل واحدة تتكلم معاه .. صلحي جوه قبل ما تبصي للي بره !! صلحي الغلط اللي عندك علشان جوزك يفضل في عشه وما يدورش على غيره .. ومش انا اللي هقولك إزاي ترجعي أدهم لحضنك مش أنا يا ليلى …
أخر النهار أدهم بلغ عياله إنهم هيقابلوا مس داليا وهما فرحوا جدا بيها وإنهم هيخرجوا مع أبوهم وطلب من شوقية تساعدهم في تجهيزهم وهو دخل يلبس ودخل لقى مراته بتلبس وتجهز
أدهم بتريقة : سيادتك خارجة ولا إيه !
ليلى بصتله من المراية : مش ورانا معاد مع مُدرسة العيال ولا إيه !
أدهم بتريقة : هو أنتي مش قولتي مش هتروحي ومحدش يجبرك ودي حريتك الشخصية
ليلى بتريقة كمان : غيرت رأيي ، عند سيادتك مانع !
أدهم بلا مبالاة : إنتي حرة
ودخل يلبس هدومه وخرج لابس تيشرت وجينز وشكله وسيم لدرجة نرفزت ليلى جدا
الوسامة دي خطر جدا … وبعدين من إمتي هو بيلبس الاستايل الشبابي قوي ده ! وليه بيلفت الأنظار كلها له بالشكل ده ! هو مش متخيل قد إيه هو وسيم بالتيشرت والجينز دول ! مش متخيل هو صغر قد ايه فيهم ! مش متخيل هو عمل ايه في مراته فما بالك في الناس بره هيكون رد فعلهم ايه ! وبعدين كل ده ليه ! علشان هيقابل داليا معقولة ! سؤال معندهاش الجرأة انها تفكر في إجابته أصلا …
نزل والكل انبهر بيه أول ما شافوه وأبوه ابتسم وفرح انه قدر يرجع لابنه وسامته اللي سبق وضيعها منه ..
آيه اول واحدة تعلق : واااو يا بابي انت أمور قوي
أدهم ابتسم : مفيش راجل بيتقال عليه أمور دي يا آية بس علي العموم مرسي يا قمر
زياد اتدخل : بيتقال وسيم صح
أدهم ابتسم : أيوه صح
حنان : بسم الله ما شاء الله عليك .. عيني عليك باردة حبيبي
أم ليلى قلقت لأنها عارفة هو رايح فين هل يا ترى أدهم فعلا ممكن يبص لواحدة تانية غير بنتها ! هل هو مهتم بلبسه وبمنظره فعلا علشانها ولا هو وسيم في أي حاجة هيلبسها ! احتارت هيا كمان وأدهم لاحظ توهانها فكلمها : ايه يا حماتي وصلتي لفين كده !
ابتسمت : لا يا حبيبي سلامتك .. هيا ليلى مش خارجة معاك ولا ايه !
أدهم : المفروض اه بس مش عارف هيا اتأخرت ليه كده !
نزلت ليلى هيا كمان لابسه بدلة شيك جدا و شعرها مفكوك وعملاه كيرلي بطريقة لذيذة جدا وحاطة ميك اب ومزودة مكياج عنيها وشكلها مختلف تماما وباين قوي انها مهتمة بنفسها أوفر جدا
حسين : لا كده دي مش مجرد خروجة عادية بقى ! طيب ما تسيبو العيال وتخرجوا انتو الاثنين بس
زياد وآيه مع بعض : لا طبعا
أدهم ضحك : ما تقلقوش مش هنسيبكم .. ( بص لأبوه ) مش هينفع بس إحنا عادي جدا انت بس بيتهيألك علشان ما شوفتناش من فترة واحنا خارجين ( بص للكل ) يالا !
ليلى : يالا
أحمد دخل قبل ما يخرجوا وما انتبهش ان دي ليلى مرات أخوه ويدوب هيعلق أخد باله انها هيا فضحك : انا لسه هقول عندنا ضيوف وبعدها اخدت بالي انه انتي ! إيه رايحين فين على كده !!
قبل ما حد يرد عليه كمل هو : ايه ده معاكو العيال ! ايه الخروجة القافلة دي ! أمال متشيكين كده ليه وانتي عاملة اللوك ده كله ليه !
ليلى باستغراب : على فكرة احنا شكلنا عادي جدا
أحمد بصراحته المعتادة : نعم ! شكلك العادي اللي هو ازاي يعني ! ده انتي من يوم ما دخلتي البيت ده دي اول مره أشوفك حاطة ميكب لعنيكي بالمنظر ده ! وتقوليلي العادي
ليلى كشرت وأدهم ابتسم لأنه فاهم تفكير ليلى وتصرفها ومعلقش اما سهر اتدخلت وسحبت جوزها بهزار : ما تخليك في حالك البنية خارجة مع جوزها خليها براحتها
أحمد حط ايده حوالين كتف مراته : هو أنا قولت حاجة ! بس ما تقوليش عادي
سهر : دي أول مرة يخرجوا من ساعة ما رجع من السفر وبعدين من كام شهر وهما بعيد عن بعض لازم تكون خروجتهم مميزة
أدهم : الله على الناس اللي بتفهم دي ! والله انتي يا سهر خسارة في الواد ده
أحمد بغضب مصطنع : ما تخليك في حالك
أدهم مسك ايد مراته وبص لعياله : هخليني يالا سلام
خرج وهيا استغربت مسكة ايده وفرحت بيها وحست إنها مراهقة أول مرة حد يمسك أيدها لحد ما وصلوا العربية ساب ايدها علشان يركب عياله ويربطلهم حزام الأمان وفتح الباب لها : اتفضلي
ركبت وهو انتظر لحد ما قعدت واستقرت وقفل الباب وركب مكانه واتحرك وحالة صمت بيقطعها رغي العيال مع بعض ..
كل واحد منتظر الثاني يتكلم بس الصمت طال جدا بينهم ..
ليلى اخيرا استجمعت شجاعتها وقطعت الصمت ده : مقولتليش !
أدهم بصلها : مقولتلكيش ايه !
ليلى : ليه اتصلت ! وازاي جابت رقمك أصلا ! ولا لسه مالكش مزاج تقولي !
أدهم : ببساطة يا ليلى انا اللي عطيتها الرقم لما شوفتها
ليلى باستغراب : وانت شوفتها فين وليه !
أدهم اخد نفس طويل لما افتكر احساسه لما مالقاش عياله وبص لمراته : روحت مدرستهم القديمة علشان أجيبهم واتجننت لما البواب قالي ان عيالي مفيش ومجوش أصلا وأنا منزلهم بنفسي الصبح ومخي جاب ألف فكرة وفكرة مش من ضمنهم أبدا إن سيادتك نقلتيهم أصلا من المدرسة كلها ..
ليلى اتضايقت من نفسها وغباءها وازاي فعلا معرفتش جوزها انها نقلت العيال وازاي أصلا تنقلهم من غير ما تعرفوا ..
ليلى كملت بهدوء : وهناك قابلتها !
أدهم : فعلا .. هيا فهمتني ان العيال اتنقلوا وقالت انهم وحشوها وطلبت تشوفهم واخدت رقمها علشان أخليكي تتواصلي معاها
ليلى سكتت شوية وبعدها كشرت وبصت لجوزها وكأنها استوعبت حاجة مهمة : الكلام ده من يومين ليه اتصلت بيك النهاردة !
أدهم ابتسم : لاني شوفتها النهاردة
ليلى باستغراب : شوفتها ! ليه !
أدهم : هيا ليه دي راشقة في كل سؤال عندك !
ليلى بقلق : ليه يا أدهم شوفتها !
أدهم بصلها بنظرة عابرة : لو قولتلك إني برتاح لما اتكلم معاها هتقولي ايه يا ليلى !
ليلى جملته كانت صدمة بالنسبالها ومعرفتش ترد او تقول ايه !
أدهم بعد فترة : ما ردتيش عليا ..
ليلى بهم : عايزني أقول إيه !
أدهم : تقوليلي … ( سكت مرة واحدة وقطع كلامه وبعدها كمل ) ما تقوليش
كان نفسه يقولها .. تقوله انها جنبه وانه المفروض ما يرتاحش في الكلام مع اي واحدة غيرها وان هيا بس اللي من حقها يرتاح معاها ويفضفض معاها هيا وبس هيا تكون راحته وامانه وسعادته .. نفسه يقولها انها أجمل من اي حد قابله او شافه .. يقولها ترحمه شوية .. نفسه يكون لبسها ومكياجها وجمالها ده كله كان مخصوص علشانه هو مش علشان غيرانة من واحدة وبتحاول تتحداها … كان نفسه لو ياخدها لوحدها في أي مكان ويسهروا ويتعشوا فيه لوحدهم هما وبس ……
وهيا كان نفسها تقوله انه مش مسموحله أبدا يتكلم مع غيرها ، مش مسموحله يتكلم ويفضفض مع اي حد غيرها ، مش مسموحله ابدا يخرج يقابل غيرها .. تقوله يحس بيها هيا وبالنار اللي جواها .. يشوفها هيا .. هيا لابسه كل ده علشانه هو .. حطت الميكب له هو .. رسمت عنيها علشان عنيه هو .. كل ده علشانه بس كأنه اتعمى عنها وكأنه ولا هامه كل اللي عملته .. ومبقاش بيشوفها جميلة أصلا .. بصت لبعيد من شباك العربية كانوا على الكورنيش واتمنت لو جوزها ياخدها لوحدهم ويتعشوا مع بعض في أي مكان لوحدهم ويرقصوا طول الليل وهيا تحط راسها على كتفه وتنسى الكون بما فيه وبكل مشاكله وهمومه …
أخيرا وصلوا ونزلوا مع بعض وجنب بعض لكن بينهم ألف خطوة وخطوة .. دخلوا كانت داليا لسه ما وصلتش وقعدوا واستقروا
أدهم : تشربي حاجة عقبال ما تيجي !
ليلى بصتله وكان نفسها تنفجر فيه بس سكتت : قهوة
ادهم بص لعياله : وانتي يا آية ميلك تشك فراوله وسيادتك كراميل صح كده !
الاتنين بابتسامة : صح
أدهم طلب الجرسون وطلب مشاربيهم .. والعيال فضلت تتكلم وهما بيردوا عليهم وبس لحد ما وصلت داليا في قمة شياكتها وكأنها بتتحدي ليلى في جمالها ..
ليلى اتأكدت فعلا ان قلقها في محله .. من إمتى داليا بتلبس كده ! ده لبس مخصوص لحد مخصوص وللاسف الحد ده جوزها .. فضلت تراقب ضحكها وهزارها مع العيال ومع جوزها وهيا قاعدة في صمت تام نادرا ما بتقطعه ومحدش فيهم حاول يكلمها .. لأول مرة تحس انها دخيلة في مكان جوزها موجود فيه .. حست إنها فعلا خسرت جوزها .. او هتخسره قريب .. اتخنقت وبقت بتتنفس بالعافية ومرة واحدة وقفت
كلهم بصولها باستغراب وأدهم : خير في أيه مالك !
ليلى باصة بجمود قدامها : مصدعة وعايزة امشي !
أدهم باستغراب : طيب نتعشي الأول !
ليلى : بقولك تعبانة ومصدعة
داليا باهتمام : حبيبتي معايا مسكن تاخدي قرص
ليلى : لا شكرا انا محتاجة بس ارتاح شوية
أدهم : طيب اقعدي شوية وهنروح
ليلى باصرار : أدهم … همشي
أدهم : سيادتك مش واخدة بالك اننا اوردي طلبنا الأكل ولا إيه !
ليلى بغباء: عايزة امشي اذا سمحت
أدهم بدأ يتعصب والناس بدئت تنتبه عليهم : اقعدي لحد على الأقل ما العيال تاكل وهنقوم على طول
ليلى وصلت لاخر تحملها ومش هتقدر تقعد تاني أكتر من كده في المكان ده ومش قادرة تتنفس وخلاص أخدت قرارها فبصت لأدهم : اتعشى انت وعيالك وأنا هروح بعد اذنكم .. داليا مبسوطة قوي اني شوفتك اعذريني هكلمك بعدين ..
أدهم : اقعدي سيادتك مش هتمشي لواحدك
ليلى اخدت شنطتها : لا سوري يا ادهم باي
سحبت شنطتها ومشيت بسرعة وسط ذهول من الكل ولحظات تفكير من ادهم اللي بيحاول ما يتهورش وبص لداليا ووقف : خلي بالك من العيال لحظة وراجع
داليا هزت دماغها بتفهم وهو انسحب بسرعة ورى مراته لحقها بره باب الكافية مسكها من دراعها بعنف وقفها وزعق : انتي ازاي تمشي بالشكل ده ! هاه
ليلى بتقاوم دموعها بالعافية : مش قادرة افضل
أدهم بنرفزة : ده مش سبب كفاية انك تقومي وتمشي بالشكل ده !
ليلى بصتله ودموعها لمعت : زمان كان سبب كفاية ايه اللي اتغير !
ادهم رفع ايديه وصوته علي : كل حاجة اتغيرت .. تقدري تقوليلي ايه اللي ما اتغيرش ! ده ابسط حاجة كلامي نفسه ما بقالوش قيمة بالنسبالك !
ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت : عايزة امشي
ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت : عايزة امشي
أدهم بص حواليه ولمح كذا تاكسي واقفين منتظرين فشاور بإيده واقربلهم جه ناحيته بسرعة وهو مسك ليلى من دراعها بعنف وراح ناحية التاكسي : زايد !
السواق : اتفضل يا باشا
أدهم فتح الباب وبص لمراته : اتفضلي روحي
ليلى بصتله بصدمة ومقدرتش تنطق بس بصاله وهو زعق : اتفضلي اركبي مش تعبانة وعايزة تروحي ! اتفضلي
راح ناحية السواق وقاله العنوان بالتفصيل وبعدها قفل الباب على مراته ودخل لجوه الكافية وهيا في حالة ذهول تام بس دموعها نازلة بصمت وحست انها خسرت كتير جدا ده اذا مكنتش خسرت كل حاجة أصلا !!
أدهم دخل وعياله سألوه عن أمهم : ركبتها تاكسي وروحت
داليا مسكت دراعه باهتمام : طيب كنت وصلتها يا ادهم ما ينفعش تسيبها كده تروح لوحدها بالليل ده !
أدهم بغيظ : هيا عايزة تروح هيا حرة مهياش صغيرة أصلا .. وبعدين السواق هيوصلها لحد باب الڤيلا جوه وعرفته العنوان .. هيا في أمان ما تقلقيش
بيتكلم وكأنه بيحاول يطمن نفسه هو وقاعد معاهم تفكيره كله في ليلى اللي مشيت بالشكل ده .. واستغرب ازاي وافقها تمشي وازاي هيا ما سمعتش كلامه ومشيت ..
ليلى طول الطريق تعيط لحد ما وصلت البيت ونزلت وأول ما دخلت الكل جري عليها لان وشها متبهدل وخصوصا بعد ما الكحل ومكياج عنيها باظوا وبهدلوا وشها كله بقى أسود
حنان : ايه اللي حصل ابني فين والعيال فين !
حسين بخوف : حصل ايه يا ليلى!
ليلى هنا استوعبت غباء تصرفها وتهورها وفكرت هتقولهم ايه !
امها : يا بنتي انطقي حصل ايه وجوزك وعيالك فين !
ليلى حاولت تبتسم : مفيش حاجة حصلت انا بس صدعت والعيال عايزين يفضلوا بره فأخدت تاكسي وجيت لوحدي بس كده !
حسين باستغراب : وأدهم سابك كده تيجي لوحدك !
ليلى : عادي يا عمي
حسين : لا مش عادي طبعا ..
ليلى : انا أسفة بس انا فعلا مصدعة ومحتاجة ارتاح بعد إذنكم
انسحبت بسرعة وحسين اتصل بأدهم
أدهم بقلق : خير في حاجة ! ليلى وصلت صح !
حسين : انت ازاي تسيبها تروح وحدها !
أدهم اخد نفس بارتياح انها وصلت : احنا مع ناس وبنتعشي وهيا وقفت مرة واحدة تروح واهي روحت
حسين : انا بسألك انت ازاي تسيبها !
أدهم : هيا حرة هو انا همسكها غصب عنها يعني ولا ايه !
حسين : هتيجي إمتي !
أدهم : شوية وجايين
قفل أدهم وداليا فضلت طول الوقت تحاول تهزر والعيال مبسوطين وأدهم بيتفرج عليهم ودماغه مشغوله تماما بليلى ..
اخيرا هيروحوا وركبوا العربية وأدهم لما عرف ان داليا جاية بتاكسي أصر يوصلها الأول وهيا ركبت جنبه بانتصار وفرحة
العيال ناموا في العربية وهيا بتتكلم جنبه وهو بيرد علي قد ما بيقدر وبيركز .. اخيرا وصلوا وطفى عربيته وبصلها ومنتظرها تنزل وكان الجو ظلمه الا من نور الشارع
داليا بهمس : اتمني تتكرر
ادهم ابتسم : ان شاء الله ليه لأ !
داليا مدت ايدها على أيد أدهم : أنا أسفة ان في مشاكل بينك وبين ليلى .. عمري ما تخيلت ابدا انكم ممكن تختلفوا كده .. طول عمري بحسدكم على تفهمكم وحبكم
ادهم اخد نفس طويل : كان زمان يا داليا .. كان زمان ..
داليا : انا موجودة يا أدهم في أي وقت تحب تتكلم او تفضفض او حتى تفضل ساكت .. هسمع حتى سكاتك ..
ادهم ابتسم بتكلف وشد ايده من تحت إيدها : ان شاء الله ومتشكر على العشوة الجميلة دي .. العيال كانوا محتاجينها
داليا بابتسامة عريضة : العيال بس !
أدهم بهزار : العيال وأبوهم
داليا : يالا علشان العيال اللي نامت دي .. تصبح علي خير
نزلت وهو روح لبيته .. دخلت بيتها مبسوطة وقابلها باباها كان قاعد على الكنبة وكأنه منتظرها
داليا : مساء الخير يا بابي
أبوها قاسم الحمداني : مساء النور يا حبيبة بابي .. اتبسطتي ! زياد وآية اخبارهم ايه !
داليا : كويسين الحمد لله .. انت مالك وقاعد كده ليه !
قاسم : بس مصدع حبتين ومش قادر انام فقولت اقعد انتظرك
داليا : ألف سلامة عليك يا بابي .. اتصل بالدكتور !
قاسم : لا يا حبيبتي بس شوفيلي قرصين مسكن ولا اي حاجة للصداع لاحسن دماغي هتتفرتك
داليا جابت لأبوها المسكن وهو أخد قرصين
وساعدته يدخل أوضته يرتاح وانسحبت ..
ادهم وصل بيته وبص لعياله النايمين ونزل شايل آية وشوقية خرجت جابت زياد وحطوهم في سرايرهم
حسين نادي على ادهم
حسين : ادخل اتكلم معاك شوية
أدهم : اعذرني دلوقتي .. محتاج ارتاح
حسين : ادخل يا ادهم
ادهم دخل وبص لأمه ولأبوه : خير !
حسين : انت ازاي تسيب مراتك ترجع لوحدها وهيا بتقولك تعبانة ! ازاي جالك قلب تسيبها !
ادهم : لأنها مكنتش تعبانة هيا بس بتعند فأنا سيبتها براحتها !
حسين : تعند ايه بس ! افرضنا حصلها حاجة كنت هتسامح نفسك ازاي !
أدهم عايز يخرج : اطمنت عليها وده كفاية وبعدين هيا اصرت هيا حرة .. بعد اذنكم
حسين : ادهم
قاطعه أدهم : علي فكرة مش بحب حد يتدخل في أموري الخاصة .. تصبحوا على خير
سابهم وخرج وراح اوضته كانت مراته نايمة او عاملة نفسها نايمة وهو وقف ايديه في وسطه بيفكر يتكلم ولا لأ ومرة واحدة ليلى سمعت قفلة الباب واتعدلت بسرعة بس لقت نفسها لوحدها ودقيقة وسمعت صوت عربيته وعرفت انه مشي على شقته الثانية وهيا فضلت مكانها تعيط بصمت …
كل واحد فيهم تملكه إحساس إنه خسر الثاني وصمتهم كان أكبر مشاكلهم ..
الصبح وقت الفطار الكل احترم سكوت ليلى وصمتها ومحدش فيهم سألها عن عدم وجود أدهم معاهم ..
داليا الصبح بتفطر هيا وأبوها وأمها وهيا قايمة لفت انتباهها حاجة رجعت وبصت للباسكت واخدت حاجة منه وبصت لباباها
داليا : مين رمى المسكن في الزبالة كده !
قاسم بعدم اهتمام : أنا ليه !
داليا : وليه ترميه !
قاسم بيقلب في الموبيل : كنت مصدع وخلاص الحمد لله خفيت
داليا باستغراب : وعلشان خفيت ترميه ! ماهو ينفع
قاسم بصلها : ماهيا الصيدليات مليانة !
داليا : انت غريب قوي يا بابا النهاردة
قاسم : ليه غريب ! هيا دي وظيفة المسكن لما نبقى تعبانين نموت عليه لكن بعد ما الألم يخف مالوش اي لازمة ومكانه الزبالة او الدرج .. اقولك علشان ما تزعليش على المسكن روحي ارميه في الدرج بما إنك حساسة ناحية المسكن قوي كده !
داليا وقفت وبصت لأبوها وبتتنفس بغضب ونظراتها بتطلع نار
قاسم : بتبصيلي كده ليه ! مش دي وظيفتك حاليا ! مسكن !
داليا : لا طبعا
قاسم : ما تضحكيش على نفسك .. المسكن يا داليا لما احتاجه ممكن أعمل المستحيل علشانه لكن بمجرد ما الألم ينتهي هرميه في أقرب باسكت او هرميه في أي درج وده بالظبط اللي هيحصلك .. أدهم بمجرد ما مشاكله تنتهي مع مراته ولا هيبصلك .. انتي مجرد مسكن
داليا : لأ .. انا هخليه
قطعت كلامها ومكملتش وابوها اتكلم
قاسم : هتخليه ايه ! حب بالمنظر اللي انتي كنتي بتحكي عنه لا يمكن ينتهي بالشكل ده وبالأسباب دي .. دي مجرد زوبعة بيمروا بيها وهترجع الأمور بعدها لطبيعتها بينهم
داليا : الأمور بتسوء بينهم
قاسم : هتتعدل .. واحدة حاربت الكل علشان تتجوز واحد مشوه بالمنظر ده وفضلت معاه وخلفت منه عيلين لا يمكن تتنازل عن جوزها بالسهولة دي .. لا يمكن .. دي مرحلة وهتعدي
داليا بدموع : انتو ليه مصرين تضايقوني انت وماما ؟
قاسم : يا بنتي احنا بنحاول نحميكي من جرح كبير ،، لو اختارتي اي حد في الدنيا هساعدك لكن انتي بتختاري غلط وغلط جدا كمان عايزانا نعمل ايه ! نتفرج عليكي !
داليا : انا مش مسكن وهتشوفوا انتو الاتنين وبكرة اثبتلكم ..
سابت باباها وخرجت على شغلها تفكر في كلام باباها ..
الظهر ادهم رجع بيته وقعد وسطهم واعتذر عن عدم وجوده الصبح وقالهم انه كان عنده شغل مهم ومحدش فيهم علق بس طبعا كان واضح جدا ان هو وليلى مش بيتكلموا ..
ليلى أبوها وأمها سافروا لبلدهم واتمنوا انهم يزوروهم وحالتهم تكون أفضل من كده ..
عدى يومين وكلامهم في أضيق الحدود جدا والمسافة وسعت بينهم جدا ..
كانوا في مرة متجمعين كلهم في الجنينة وزياد وآية بيلعبوا ومعاهم أصحابهم
أحمد : ياه فكروني بأيام زمان .. كانت أحلي أيام واحنا في سنهم كده وكنا زيهم نفضل نلعب ونجري ونطنطط وزمايلنا معانا ولا الحفلات اللي كنا بنعملها .. ايام … فاكر يا أدهم ولا نسيت !
أدهم بصله كتير واتعدل في قعدته : وهيا دي أيام تتنسي برضه بس ذكرياتنا مختلفة يا أحمد لان في الوقت اللي سيادتك كنت مبسوط وبتلعب فيه أنا مكنش مسموحلي إني أقرب منك أو أشارك في أي حاجة وكنت بفضل أراقبك بس من بعيد لبعيد وحضرتك كنت بتتفنن إزاي تضايقني وإزاي تلبسني مصيبة بعد مصيبة .. دي ذكرياتي عن الجنينة وألعابها .. الظاهر إنك إنت اللي نسيت إن ذكرياتنا مختلفة .. بعد إذنكم ورايا شغل
انسحب بهدوء وساب الكل في حالة غير الحالة
أحمد بص لأبوه اللي زعلان وباصص للأرض : بابا أنا آسف مكنتش أقصد أفتح مواضيع قديمة !
حسين وقف علي عكازه : وإنت ذنبك إيه يا أحمد ! ده كان غلطي أنا وده ذنبي اللي لازم أكفّر عنه .. بعد اذنكم
كل واحد راح لمكان وليلى فضلت تراقب عيالها وسألت نفسها يا تري الفجوة اللي بينهم هتكبر لإمتي .. وأدهم إمتي هيسامح وينسى الماضي بكل ما فيه !
ادهم وصل لبوابة الڤيلا ويدوب هيخرج لقى سيد البواب بيوقفه
أدهم : خير يا سيد ! في حاجة !
سيد : خير يا باشا .. بس ابويا اول ما عرف ان حضرتك هنا أصر جدا انه لازم يشوفك بنفسه .. اهو جاى اهو
ادهم بص ورى سيد للراجل العجوز اللي بيقرب علي قد ما سرعته بتسمح ونزل بسرعة من عربيته وراح لعنده وحضنه
الراجل العجوز فضل حاضنه كتير جدا وكأنه ابنه اللي كان غايب عنه من سنين وأدهم متأثر جدا ..
متولي : ياه اخيرا يا ابني !! اخيرا رجعت بيتك .. الحمد لله اني عشت وشوفتك من تاني طول بعرض ما شاء الله عليك .. ظابط قد الدنيا .. ابني بيقولي ان حضرتك وضعك له شنة ورنة وبقيت حاجة كبيرة قوي !
ادهم بتأثر بيمسح دموعه بسرعة : كله بفضل ربنا وفضلك انت يا عم متولي .. عمري ما هنسى ابدا وقفتك جنبي مرة بعد مرة .. عمري ما هنسي انك كنت ديما السند ليا .. وسامحني اني ما سألتش عنك بدري بس مش عارف الحياة اخدتني ومكنتش عايز حاجة تفكرني بالبيت ده واللي فيه !
متولي : اسامحك علي ايه بس يا ابني ! وفضل ايه اللي بتتكلم عنه ده .. ربنا يعلم طول عمري بدعيلك يرزقك باللي يعوضك عن كل اللي عشته في البيت ده .. كان نفسي بس اطمن عليك مش اكتر .. واديني الحمد لله عشت لحد ما شوفتك اهو ما شاء الله تشرح القلب …
ادهم : الحمد لله انا بخير وربنا فعلا كان ديما جنبي وبيوقفلي اولاد الحلال ..
متولي ابتسم وبص لوشه كتير : بس ما شاء الله يا ابني جروحك كلها خفت اهي من وشك .. الحمد لله ما تتخيلش كنت خايف عليك ازاي ! خوفت تعيش حياتك كلها بوشك مشوه بالشكل ده بس ما شاء الله خوفي مكنش في محله
ادهم ابتسم بحزن : لا يا عمي انا عشت فعلا عمري مشوه
متولي بعدم فهم : بس ما شاء الله يا ابني وشك …
ادهم وضحله : لسه راجع من السفر كنت بعالج في وشي يا عمي بره مصر وعملت عمليات كتيرة لحد ما شكلي بقى كده ، لكن عمري كله عشت بوشي اللي انت كنت فاكرو .. بس الحمد لله ايام وعدت
متولي غير الموضوع لما لقى ادهم اتضايق : سيد قالي انك متجوز وعندك عيالك ماشاء الله عليهم .. ولد وبنت صح ؟
ادهم ابتسم : ايوه زياد وآية .. دول اكبر نعم ربنا .. ده احلى تعويض من ربنا
متولي : الحمد لله .. هدخل اشوفهم واسلم عليهم
ادهم دخل مع متولي اللي شاف عياله وفرح بيهم جدا و خرج معاه وصله لحد بيته وقعد معاه كتير يتكلموا عن اللي فات وادهم قرر انه لازم يعوضه عن كل مرة وقف جنبه فيها .. قبل ما يمشي عم متولي وقفه : استنى يا ابني
ادهم وقف وبصله : خير في حاجة !
متولي بتردد : هو ينفع اسألك سؤال خاص شوية !
ادهم ابتسم : انت بتسألني يا عم متولي ! اسأل علي طول
متولي ابتسم : هو انا ليه مش حاسك مبسوط ! يعني ما شاء الله وشك واتعالج وعيالك في حضنك واهلك ورجعولك وندموا ليه انت مش مبسوط ! انت ما بقتش مشوه !
ادهم اخد نفس طويل وفضل ساكت شويه : ماهو دي المشكلة ان معظم الناس بتحكم بالظاهر وبس … انا فعلا كنت مشوه بس كنت متقبل حالتي واتعلمت اتعايش معاها لكن دلوقتي انا ظاهريا مش مشوه لكن للاسف مش متقبل شكلي ده ولا اقرب الناس ليا متقبلينه .. تعرف يا عم متولي اني بقيت بشتاق لوشي المشوه .. التشوه الداخلي اصعب بكتير جدا من التشوه الخارجي يا عم متولي .. انا مش عارف انت فاهمني ولا لأ ! ولا اصلا كلامي له معنى ولا انا بخرف بس كنت متخيل ان بتغير وشي كل المشاكل هتختفي وتتبخر لكن كنت غلطان .. وشي مالوش علاقة ابدا والتشوه اللي جوه روحي اعمق واصعب بكتير من اللي كان في وشي
عم متولي : لا مش بتخرف يا ابني وكلامك مفهوم بس علي قد عقلي اعتقد يا ابني ان جروح سنين مش هتداري ابدا بتغير وشك .. ارمي همومك وتكالك علي الله قادر هو يسعدك وييسر امورك .. وادي لنفسك فرصة ووقت علشان اللي جوه يتعالج زي اللي بره .. ايوه هتتعب وهتاخد وقت بس المهم يا ابني النتيجة.. اتوكل علي الله يا ابني وخليني اشوفك
ادهم ابتسم : بإذن الله
قام مشي ورايح لشغله وفضل يفتكر اللي فات … افتكر كل مرة كان بيأكله فيها لما يتعاقب ويتحرم من الأكل .. افتكر محاولاته ديما للتخفيف عنه لما يكون متضايق او لما يلعبه .. افتكر اعياد الأم لما مكنش مسموحله يجيب هدية كان عم متولي يقطفله احلى ورد في الجنينة ويساعده يعملوا بيهم عقد او طوق علشان يعرف يهادي أمه .. افتكر كمان حزنه وإحباطه في كل مرة بيشوف اللي عمله في الباسكت مرمي في الزبالة … حس بوجع كبير جواه .. مبقاش عارف يتجاهل الوجع ده وزاد عليهم وجع بعد حبيبته عنه .. الاول كان بيدفن نفسه في حضنها لكن دلوقتي حس انه رجع لوحدته من تاني ….
رجع البيت الظهر وقعد مع عيلته بس استغرب ان مراته وعياله مفيش
ادهم : العيال فين وليلى فين ! مش سامعلهم صوت يعني !
حنان : ليلى راحت المدرسة وزمانها جاية بينهم
ادهم باستغراب : ليه يعني ! في حاجة !
حنان : مش عارفه والله يا ادهم هيا قالتلي انها رايحة المدرسة ومش هتتأخر بس في تليفون اعتقد جالها من المدرسة
ادهم مشو وبدأ يقلق ان تكون حاجة حصلت لحد من العيال وهيا محبتش تقلق حد فمسك موبيله في ايده بيفكر يكلمها
أحمد : اتصل اتصل ما تتكسفش دي زي مراتك برضه
ادهم بصله : انت علي طول رخم !
أحمد بابتسامة : الصراحة اه .. المهم كلمها اطمن علي العيال كمان
ادهم يدوب هيتصل الباب اتفتح ودخلت ليلى بتزعق : انا مش عارفة انت ازاي تتخانق بالشكل ده وازاي تضرب العيال كده ! سيادتك عاملي بلطجي في المدرسة ولا ايه ! انا ابني يترفد من المدرسة !
زياد بيحاول يتكلم : يا ماما بس اسمعي
ليلى : مش هسمع ولا حرف واحد منك يا زياد والعيال دي هتعتذرلها وتتأسفلها
الكل كان وقف مع دخولهم بس هنا ادهم اتدخل : في ايه ! وبتعلي صوتك كده ليه !
ليلى بصت لجوزها : سيادته عامل بلطجي في المدرسة وبيضرب العيال واخد رفد ٣ أيام من المدرسة
ادهم كان زي القنبلة اللي بتهدد بالانفجار وبصوت غريب : وسيادتك بتزعقي فيه ليه ؟
ليلى بصتله باستغراب : بقولك اترفد
ادهم انفجر : ما يترفد !! فيها ايه ! اترفد من الجنة يعني ! انتي ازاي داخلة تزعقي في ابنك بالشكل ده ومش مدياله فرصة يتكلم ! هاه ! انتي بأي حق اصلا بتزعقيله ! لا وبتقوليله يعتذر ! بعتذر لمين ! لكلاب في المدرسة !
ليلى عندها حالة ذهول : ادهم انت بتقول ايه !
أدهم زعق اكتر واكتر : بقول انك كأم واجبك تقفي جنب ابنك قصاد الناس ! واجبك تدافعي عنه ! واجبك تنصريه لما الكل يعاديه ! واجبك تكوني في ظهره وسنده وتحميه مش جايه تزعقي وتقوليله يعتذر ! يعتذر لمين ! وليه ! هو انتي اصلا سمعتيه علشان تعرفي هو غلطان ولا لأ قبل ما تقوليله يعتذر !
ليلى حاولت تتكلم : في المدرسة قالوا
قاطعها بتزعيق : يقولو اللي يقولوه انتي تسمعي ابنك وكلامه تأمني عليه حتي لو انتي عارفه انه غلط فاهمه ولا مش فاهمه ! واياك تاني مره تزعقيله بالشكل ده وحذاري ياليلى تجبريه في يوم يعتذر لحد … قسما بالله ما هيحصلك خير ابدا ..
احمد حاول يتدخل : ادهم اهدى شويه مش كده
ادهم زق ايده بعيد : لا مش ههدى والمدرسة دي انا هقفلها وهطربقها علي اللي فيها ! مش انا اللي ابني يترفد وكمان عايزينه يعتذر ! والله علي جثتي انه يعتذر لكلب في المدرسة دي .. وانتي ( بص لليلى اللي اتفتجئت ) ابنك انتي تعتذريله علي صوتك العالي معاه ودي اخر مره ليكي يا ليلى تعامليه بالشكل ده وتنسي ان دورك كأم تنصريه لما الدنيا كلها تقف ضده وتسنديه لما يقع وتوقفيه تاني علي رجليه ولو مش عارفة تقومي بالدور ده بلغيني وانا هعرف اتصرف ساعتها .. مفهوم !
وسط حالة الذهول اللي ليلى فيها ما ردتش بس اتفزعت من صوته وهو بيعيد كلامه : مفهوم ؟
ليلى بصوت تايه : مفهوم
ادهم بص لابنه وبصوته العالي : وانت ( زياد اتفاجيء وبص لابوه بخوف ) : اوعي تسمح لأي حد في يوم من الايام انه يسكتك ويمنعك تتكلم وتقول اللي حصل .. اوعي في يوم تشيل ذنب مش ذنبك .. اوعي تتحمل مسؤلية حاجة انت معملتهاش … اوعي تسكت وطالما ليك حق تاخده فاهم !
زياد ساكت فأبوه زعق : فاهم ؟
ومع انه مش فاهم حاجة بس رد : فاهم
ادهم بص لابنه وحس بخوفه وده ضايقه فقرب منه وقعد قصاده وبلهجة هادية نوعا ما : اتخانقت معاهم بالكلام ولا ضربتوا بعض ؟
زياد بخوف نوعا ما : ضربتهم !
ادهم ابتسم وزياد اتفاجيء بأبوه بيقف : تعال نتغدى انا وانت بره وتحكيلي بالتفصيل يالا بينا ..
مسك ايده واخد منه شنطته ورماها علي اخر دراعه وبنظرة غضب وجهها للكل أخد ابنه وخرج وكلهم فضلوا مكانهم متسمرين وعرفوا ان الماضي عايش جوه أدهم بحذافيريه .. ومش عارف يخرج من دوامة الماضي …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المشوه)