روايات

رواية غيبيات الفيروز الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات الفيروز الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات الفيروز الجزء الحادي والعشرون

رواية غيبيات الفيروز البارت الحادي والعشرون

غيبيات الفيروز
غيبيات الفيروز

رواية غيبيات الفيروز الحلقة الحادية والعشرون

عند خلود
تضع يديها الاثنين علي وجهها بحزن ما زالت لا تصدق ما حدث،أهي أضاعته و بلسانها من بين يديها؟ذلك الرجل الذي حاولت مرارا و تكرارا الوصول اليه،تحاول الان اقناع نفسها أنها بكابوس ستفيق منه بأي وقت،لا ذلك ليس حقيقي،أخذت تنتحب بقلة حيله و هي ترتجف خوفا من فقدانه بالكامل و للأبد،لأن كل شئ بلحظة انقلب رأسا علي عقب.
استمعت الي تلك الطرقات علي الباب بضيق لتعلم أنه والدها فهمست بصوت ضعيف
-عايز ايه يا بابي؟أنا شبعانه،و مليش نفس أكل،و بعدين مامي بعتاك ليه دلوقتي مش دي كانت خطتها؟اني أجي علي قلبي و أمشيه؟أهو طار.
تنهد خالد بتعب ثم زفر بضيق
-افتحي الباب،مش أمك اللي بعتاني،زعلانه أوى انه مشي و مرجعش تاني؟طب أهو تحت أهو،و لو ما فتحتيش هنزل أقوله ان أخر محاوله فشلت.
ردت عليه بشجاعه لا تعلم من أين أتت بها
-لا متقولوش كده،بابي ممكن تنزل تقوله ينتظرني؟علي بال ما أخد شاور و نازله وراك فورا،و بليز بلاش تخلي مامي تضايقه ،ممكن يابابي؟
دلفت الي المرحاض و اغتسلت و ارتدت ثيابها و هرولت الي الأسفل و ما ان وصلت اليه حتي رسمت شخصيه منافيه لما بداخلها ،انتفضت عندما استمعت له و هو يصرخ بها قائلا
-لو فاكرة ان رفضك ليا هيمنعني عنك تبقي غبيه،أنا ممكن في لحظة أكسر دماغك، فخليكي هاديه كده و افتحي قلبك و قولي اللي فيه من ناحيتي.
قالت ما بداخلها سريعا و هي تبتعد عنه ليقترب منها و هو يقلب النظر بها فتنهد بحزن عندما تأمل عينيها المتورمه من كثرة البكاء و وجهها الشاحب من الحزن
-أكيد مكنتيش هتفضلي كاتمه ده كله في قلبك كتير،تعالي نخرج نكمل كلامنا في الجنينه،و مش هخرج من البيت الا لما تكون دبلتي في ايدك.
هزت خلود رأسها بانفعال ترفض الانصياع له، ليضغط هو علي شفتيه بشده فهو لم يتحمل كل هذه الأمور الطفوليه فقد مر أسبوع ملئ بأحداث مريبه للغايه فتنهد بنفاذ صبر
-خلاص همشي أنا يا خلود طالما هتفضلي معانده كتير،مش فاهمك الصراحه،انتي يا بنتي مش كان نفسك في كده؟و الله العظيم بحبك،و مكنتش حاسس.
نظرت اليه بدقه و ظنت للحظة انه يريد الخداع بها و قد تبين ذلك في نظرات عينيها و التي التمعت بالدموع من شده الحسرة علي نفسها فاقترب اليها في حنو
-متخافيش لو كنت عايز أخدعك كنت خدعتك من زمان و انتي بتحاول تلمحي ليا،اوعي تفكرى اني مكنتش فاهم،لا كنت عارف بس كنت بشفق عليكي.
ابتلعت ريقها بصعوبه ثم تقدمت أمامه الي الخارج و هي تراقب أفعاله من خلفها من خلال ظله و تتمعن النظر جيدا خوفا مما يدور في خلده.
زفر عصام بغيظ من شكها الذي أوجع قلبه كم تمني أن تحسن الظن به و تعلم مدي العشق الذي يكنه بقلبه و وجعه الحالي و ندم علي اللحظات التي أضاعها معها لكن نفض كل هذه الأفكار من رأسه فلم يوجد أي سبب مقنع لما فعله بالماضي و تجاهله لها،أخرجه من شروده صوتها الضعيف و هي تهتف بصعوبه
-فين الدبله اللي انت بتقول عليها دي؟أنا مركزة لكل كلمه قلتها يا عصام،و المرة دي مش هتقدر تضحك عليا،عصام انت مستعد تتجوزني؟
أشار الي الطاوله بجانبها ثم هتف و هو يبتعد متجها للخارج
-العلبه دي افتحيها هتلاقي ليكي خاتم ليكي جواها و أي حاجه تطلبيها بعد الخاتم ده أنا تحت أمرك،و عمرى ما كنت مستعد للارتباط قد دلوقتي.
أوقفه صوتها و هي تصيح بسعاده
-ده انت كنت مجهز كل حاجه بقي،يعني مش جاي تحاول معايا،قد كده واثق مني المرة دي عصام؟أنا موافقه،عمرى ما هقولك لا،ايه رأيك؟
نظر اليها و هو يرفع كتفيه بفخر ثم ارتسمت علي شفتيه ابتسامه جانبيه تدل علي سعادته يهتف بحب
-طب ما انتي طلعتي بتحبيني أهو،و مش حكايه جبيني لعندك علشان توقعيني،كان لزومه ايه العذاب اللي حصل من أسبوع؟أكيد كان في سبب.
لم تنتبه الي أول جملته بل اتجهت الي الداخل بصمت تام ليعقد جبينه من فعلتها لكنه سار خلفها بهدوء ليتذكر باقي جملته عن السبب و يعتقد لأنها أفسدت العلاقه بين فيروز و ريحان و من ثم حرمت الحب علي قلبها.
***********#
عوده الي ريحان و هو ما زال يتأمل فيروز و يحدث نفسه
انها حقا أنثي صعبه و أنني ما زلت أحتاج بعض الوقت لترتيبها،مر عامين منذ لحظة رؤيتها تقريبا، وجدت نفسي يومها و روحي و أفكارى تميل نحو شئ اسمه الفيروز،كان الغرض منها اتمام عملي الرسمي علي أكمل وجه،و لكني أطلقت الحريه لخيالي يحلق معها أينما يشاء،فهي تجربتي الأولي مع الحب و لم أكن واثقا من نجاحي،و لذلك انفعالي بها منذ لحظة رؤيتها و محاولة فك شفرات غيبياتها و قرائتها أمر شاق،و لا أحد يعلم كيف كان تأثيرها علي، كان الغرض منها أيضا تقديم والدها للعداله علي يدها،بطريقه رسميه،ولذلك خططت تخطيطين،الأول أن يكون حضورى ثقيل عليها،و كل مقابلة لنا تكون قويه و فعاله و مليئه بالأحداث،فهي أنثي بعيده تماما عن فكرة المراوغه بها، و المشاهد الخادعه التي يتصنعها الرجال في النساء،فكل ردات أفعالها كانت مترتبه علي أفعالي،و أفضل وصف قرأته بداخلي أن كلا منا مكملا للأخر،الخطة الثانيه هو تسريع الحكايه و الأحداث بيننا،و لكن هذا نتج عنه أننا كنا بعيدين كل البعد عن النقاش الاجتماعي أصبح كلا منا يتشبث برأيه دون الأخر.
تململت في فراشها و لأنها بعيده عنه فترة تناست أمر القارورة التي بجوارها فسقطت و تهمشمت
-المياه أنا وقعت المياه،مأخدتش بالي،ممكن تبعت حد يلم الازاز ده ؟بس عايزة أقوم أخد شاور الأول،مينفعش حد يشوفني بالمنظر ده،انتي ما نبهتنيش ليه؟عجبك منظرى طبعا و نفسك الكل يعرف
قالتها فيروز بضيق ما ان استيقظت و هي تحاول أن تعتدل في جلستها،قام باقصاء الزجاج بعيدا عن الفراش بأداة التنظيف و ذهب الي المرحاض لجلب ماء،مد يده لها بكوب زجاجي و هو يبتسم
-ايه حصلك؟ما انتي عارفه ان ديما بحط ازازة مياه جمبي علي الكومود،مفيش حاجه اتغيرت في الأوضه من يوم ما سبتيها،انتي نسيتي؟لو ناسيه افكر قلبك حتي باخر لحظة
التقطت كوب الماء منه بلهفه و أخذت ترتشف منه حتي انتهت ثم نظرت بجانبها لتجده يجلس و علامات الارهاق باديه علي وجهه مما أثار قلقها فشكرته
-شكرا يا ريحان،عارفه انك ما غيرتش حاجه في الأوضه من يوم ما سبتها،بس أعمل ايه ؟غصبن عني ،بس انت شكلك مش مظبوط كده و مرهق من الجرى ورايا
رد ريحان بخبث لا يقبل لوعها
-أنا سؤالي واضح و هو انتي نسيتي مش مطلوب منك تقلقي علي ارهاق حصل لي ،هو انتي مش عارفه سبب ارهاق جوزك و لا ايه يا فيروز؟أنا عريس،و مش هبقي مش مرهق من اللي حصل و إن كان علي الجرى وراك فده مزاج ليا
التمعت عينيها و لكنها تذكرت والدتها لتهتف بألم
-أمي وحشتني و حاسه اني مش هشوفها تاني،ريحان انت تقدر ترجعها؟أنا خايفه ناشد يقتلها،و فادي مش يرحمها،هو أنا ليه فرحتي مش تكمل؟ حتي معاك مش قادرة انسي ليلة القبض عليك لما كنت في حضني
أصبح وجهه خاليا من التعبير و هي تنظر اليه بتدقيق لتقطب جبينها بعدم فهم فهي دائما تنظر له تفهمه بسهوله،شردت فيه،ليلاحظ شرودها في ملامح وجهه بالاضافه الي نظراتها الحزينه ليقطع شرودها بهمسه الحنون
-كده برضه كنتي هتنسيني اللي انتي عملتيه فيا امبارح؟اطمني علي ماما يا حبيبتي مامتك هربت و أكيد كلها ساعه و هتبقي هنا،بس مينفعش تشوفك كده.عايزها تفرح لما تشوف بنتها سعيده معايا و تتأكد انك اختارت صح
اتسعت ابتسامتها عندما أخبرها بهروب والدتها لتقترب منه قليلا و هي تهتف بتوتر
-لا لا ما بص أنا هقوم أخد شاور قبل ما هي ترجع البيت بس متقولش لحد علي اللي حصل بنا علشان هيحصل كتير متقلقش،و مش عايزك تنسي.علشان كل ليله هفكرك
ابتسم بخبث علي شقاوتها فهي تعتقد أنه قلق الا تعاد تلك الليله فهي من طلبتها بلسانها،هي من أتت بنفسها الي قلبه، هي من أتت بنفسها الي عشقه الذي لن تخرج منه مجددا.تنهد بعمق ثم ابتسم بمكر قائلا و هو يفتح باب الغرفه يأخذ الطعام الذي استدعاه الي جناحهم
-قولتلهم يجيبولنا الأكل علي هنا،اكيد عرسان زينا و في يوم صباحيتهم مش هينزلوا تحت،كلي يا فيروز،كلي علشان انتي محتاجه تغذيه علشان اللي جاي أصعب.انتي مش مع اي حد انتي مع ريحان الجمال
أخذت منه الطعام و عينيها تتسع تحاول فهم ما يقوله،لتفهم مقصده بسرعه و هو يراقص لها حاجبيه لتهتف بسخط
-مبحبش الكلام المتغطي ده،يا تقول نفسك في ايه،يا تسكت خالص،ايه يا رينو هو الراجل الصلب اللي جواك بتاع مصنع الحديد و الصلب تفتت؟و بقي مايص
ابتسم بهدوء ليزيد غيظتها تجاه كادت أن تتحدث لكنه لم يتركها تتحدث ليتجه لشفتيها مقررا انهاء ثرثره و هي تظل تفكر في حيلة أن تهرب منه.
*********************************$
-اياك علي الله تحصل الميتين اللي راحت تزورهم،هي واقفه عند أي قبر بالتحديد؟
-هي وقفت الأول عند قبر تقريبا ده قبر والدها،لكن ما وقفتش كتير سابته و راحت عند قبر ابنكم
شعر ناشد بوخزة في قلبه فهو يحتفظ بذكريات هذا اليوم المؤلم ،يوم موت ابنه،و لكنه عاد الي دور رجل الثلج،و تغاضي عن ذلك ليسأل المراقب التابع له
-في حواليكم حد من الناس؟زيدان و رجالته ظهروا؟فيروز جت؟
هز غريب رأسه بالايجاب
-في حركه في المقابر هنا رغم ان ده مش يوم الزيارة بس في ناس بتلف كتير،و كأن في جنازات بالهبل،رجاله تدخل،و تخرج،بس غربا عنها،هي متعرفهمش،أنا متأكد،كمان مفيش حد منهم قرب منها.
اتخذ ناشد خطواته للذهاب اليها لطالما الأمر مستتب،اقترابه الشديد منها جعل الدموع تتبخر من عينيها ليهمس هو بنبرة شيطانيه
-اسمعي يا صفا بما انك هربتي مني،يبقي لازم تفهمي حاجه،مش كل مرة هتغاضي عن هروبك،بالذات المرة دي،ايه وحشوكي؟طب ما أنا ممكن أساعدك.
اقترب منها أكثر لتكون المسافه بينهما شئ صغير للغايه ليتابع بثقه
-انتي هترجعي ليا،و عمرك ما هيكون ليكي مكان الا عندي،،ياريت تفضلي حاطه ده في دماغك علطول لأن الوضع بعد اللي حصل دلوقتي هيختلف.
توجهت لخارج المقابر و هي تجيبه باشمئزاز
-أنا هطلع بره المقابر ده مهما ان كان مكان و له حرمته،علشان أعرف أصوت و ألم عليك الشارع كله،اطلعلي بره لو راجل يا ناشد،و لو اني أشك في رجولتك.
ذهب خلفها و أمسك ذراعها بشده جعلها تتأوه بقوة ليهتف ناشد بسخريه
-صوتي…صوتي براحتك،أنا مش بيهمني أي حاجه من الحاجات دي،ها يالا مستنيه ايه؟فرصه أفرجك رجولتي قدام الكل،و ان انتي مش قدي.
ابتلعت ريقها بمشقه لتهمس بوجع
-انت ليه بتعمل فينا كده؟احنا عملنالك ايه علشان تعمل معانا كده؟أنا هربت علشان خايفه علي فيروز عايزة ألحق الاقي بنتي قبل ما فادي يوصل لها.
صفع وجهها بكفيه و كل ذلك تحت نظراتها المصدومه لما يحدث
-معملتوش حاجه،كل الموضوع اني بحبكم،وانتم مش قادرين تفهموا ده،ليه مش ماشيين تحت طوعي زى عيلة زيدان ما هي ماشيه؟ده حتي ريحان اللي متجوز بنتك اتجوزها بعد موافقته.
أبعدته عنها لتهتف في سكون و هي تبتعد قليلا
-مش…مش فاهمه،احنا مش بنحبك،ناشد انت مجنون؟فرق كبير بينك و بين زيدان،زيدان مكملش في طريقك القذر ده،عايزاني بعد ما قتلت ابني أأمن ليك؟
ما ان نطقت بتلك الكلمات لينقض علي فكيها بكل قسوة يهتف و قد تحولت عيناه الي لون الدماء ينظر لها بغضب أرعبها
-مش بمزاجكم،غصبن عنك أو بمزاجك،انتم بتوعي و ليا أنا و بس فاهمه؟و هطلقها منه،و مش هنفضل في مصر يوم واحد،مش قلتلك هتتمني الموت علي ايدي؟
ثم دفعها بخفه بعيدا عنه،الدفعه التي أنقذتها حيث كانت مصابه بالهدف قبله،حيث كان فادي مختبئأ لهم في سيارة جانبيه يريد الخلاص و لكن شاء القدر أن تخرج الرصاصه من نافذه سيارته لتصيب ناشد في رأسه ليخرج من الحياة للأبد كما دخل لها.
قتل ناشد بدون أي نقاش و بدون فرصه منه للتشبث بالحياه ،بدون مشاعر أو أي احساس،قتله بحبكه شيطانيه مثل حبكاته لعبت دور البطوله في هذه الحادثه صفا،حكايه انتهت علي يد بطل و هو فادي،بطل في فنون الانتقام،أخذت صفا تبحث عن القاتل في صمت،حيث كانت الرصاصه مصوبه بشكل مباشر بناشد،أخذت تتلفت حولها لتجد فادي يحمل ناشد،حمل الذي تم اسقاطه بيده،أخذه ليضعه بسيارته و من ثم أخذها عنوة و رحل قبل أن يتم الوصول اليهم،أخذها في مكان متطرف و حبسها لكي يجلب فيروز و ينتقم منه أشد انتقام
ظلت صفا تبكي طوال الليل من شده قلقها علي ابنتها لتهتف بألم بدا علي تعابير وجهها
-أه يا بنتي،البت فيروز كده ضاعت،أنا اللي ضيعت بنتي،أنا اللي ضيعتها،هيلاقيها فين ده،يارب ما يعرفلها طريق،لازم أهرب منه هو كمان.
قامت من علي كرسيها لننجه نحو الباب تحاول فتحه كي تخرج و تبحث عن ابنتها لتجد فادي نسخه من الرجل المشبوه الذي كان زوجها مقتولا بنفس الطريقه ساقطا تحت قدميها و حوله تجار السلاح الذي كانت تراهم بعينيها يتعاقدون مع ناشد نتتذكر ناشد هو كان قائدهم و كان يقوم بالاضافه الي توجيههم و الاغداق عليهم بالأموال كان يامرهم بتوزيع نسائهم عليه او حرمانهم منهم و اهلاك أرواحهم في العمل،جائوا ليقتصوا منها حقهم و يطالبون بدين ناشد منها
-دين؟
-مش فلوس ،زى اللي كان ناشد بيدفعهم لينا،لا انتي و بنتك من بعدك.خصوصا بعد ما اتقتل فادي دلوقتي ،فادي كان هيبقي بدل ناشد،و أكيد اللي قتله حما ابنك.
و في ظل حديثهم معها تفاجئوا بمن يقتحم عليهم الوكر و يسحق أرواحهم لكي يتم الثأر و النيل من جرائم معددوده تمت منذ خمسة عشر عاما حتي حانت اللحظة الحاسمه ،قتل ناشد كان مرتبا من قبل عصام و ريحان فهم من قاموا بتهريب فادي ليس فقط للنيل من ناشد و لكن النيل من كل رجال المافيا،نظرت صفا اليهم و هم أشلاء جثث هامده أمام عينيها ثم ارتفعت بعينيها صوب ريحان لتجد الحياه تحلو بعين ريحان،و زيدان يقف بجواره يتحدث،و مع كل كلمة تخرج من فم زيدان،عينيها تكتسي بلون الدهشه،لتعودحياة صفا مثل ما كانت نقيه.
-أسف يا حماتي اني سبتك في وسط المستنقع ده،علي الأقل عرفنا تجار السلاح دول كلهم كانوا متجمعين فين.
تعالت ضحكات زيدان ليهتف قائلا
-يا ريحان دول كانوا عندها طول الوقت.
نظرت اليه صفا بتمعن و سألته قائله
-امتي رتبت للخطة دي يا زيدان؟انت رتبت لكل ده حتي قبل ما تقتل فادي؟
هز زيدان رأسه بالنفي
-ما توقعتش يا ست صفا انك تكوني بالغباء ده زيهم،اللي قتل فادي ايد كانت عايزة تزيحه و تاخد كل حاجه،بس ما اتجرأت طول ما هو موجود،أما الخطة دي خطة ريحان ،هذا الشبل من ذاك الأسد.
نظرت صفا الي ريحان لتتأكد أنها اختارت صحيحا لابنتها و ان ابنتها لن تحيا حياه مثل التي حينها هي،عاد الجميع الي منزل زيدان ليعلن يوم زفاف أولاده و من العاده أن يقوم والد العروس بتوصية زوجها عليها و لكن الأن قام زيدان بتوصية نور و ريحان علي زينب و فيروز حيث اعتبر فيروز ابنته الثانيه و عاملها علي هذا الأساس
***********************
بعد مرور سبعه عشر عاما كانت تقف ريحانه في حديقه الفيلا لتجد من يأتي من خلفها بصوته العالي لتتعالي صرخاتها لدرجه استماع الجميع
-متلبسيش كده تاني؟البيت مليان شباب اكبرى و اعقلي
-انت فاكرني كبيرة؟انا لسه صغيرة يا زيدان بلاش تحكم
هز رأسه في صلابه قائلا
-أيوه كبيره.ده انتي بقيتي في الكليه دلوقتي انتي بس اللي قصيرة
نفخت بضيق قائله
-لا مش كبيرة أنا لسه صغيرة.ومتقولش قصيرة يا طويل يا اهبل
لتجده يحوم حولها يجز علي أسنانه
-صغيرة!!امم طب الصغيرين يضربوا صح؟و في حته معينه
ابتعدت عنه ببطء
-اياك تقرب مني.زيدان اعقل كدة و انت مضحك الكل علينا
هرعت اليها لتحميها من عصبيته لتجد من يجذبها نحو أحضانه و يميل عليها يستنشق عبير شعرها قائلا و هو يلتهم شفتيها
-متدخليش بينهم.سبيه يعلمها الادب ما البت غتيته و بتغيظه
لتشهق جاحظة
-زيدان انتي مش ملاحظ ان حفيدك نسخه منك ؟ده مش بس الاسم لا دي الطباع كمان،أنا بتعجب بقي ابن نور و زينب يطلع كده؟طب قول ابن ريحان مثلا إنما ابن نور
تعالت ضحكته و هو لم يمهلها الفرصه تكمل ثرثرتها بل يحاول تشتيت انتباهها و هو يعبث في أزرار كنزتها قائلا
-و ماله عقبال ما فيروز كمان تجيب واحد زيي أهم حاجه انهم يبقوا مخلصين زيي،أهم يطلعوا بينجزوا أحسن من ابنك.اللي فضل سنين مش عارف يقولها بحبك
ضربته بخفه علي أصابعه التي تثيرها بلمساته اليها
-متقوليش علي ابني حاجه،ابني زى الفل،هو عملي حبتين.و بعدين انتي نسيت يا باشا العمليه بتاعتك و لا ايه
قام بسندها علي الجدار و هو ينثر قبلاته الناعمة علي أجزاء وجهها
-يعني بزمتك أنا و لا ابني؟بقي ابنك بيدلع مراته زيي كده؟و لا ده قوة تأثير عطرك عليا؟تعرفي انتي برضه مفيش ست زيك
بالفعل هي لها تأثيرها الذي لا يقارن بامرأه أخرى و العكس صحيح أيضا فهو له السحر عليها
-ياريت كل الرجاله زيك يا زيزو،انت معايا ناعم جدا،و مع الكل قوى حتي قوتك معايا بعشقها،لأنها جاية من الحنيه.حنيه محدش يتخيل انها جوه قلبك يا قلبي
ليمسكهم نور بالجرم المشهود
-لا انتم ما يسكتش عليكم.
ليزفر زيدان و يكاد أن ينقض عليه و لكن تمنعه ريحانه قائله
-طب ايه رأيك تروح تشوف مراتك و ابنك و تخليه يعتق ريحانه؟
تركهم نور و رحل الي زينب التي كانت تفض الاشتباك بين ابنها زيدان و ريحانه ابنة شقيقها
-تعالي يا زوزة هقولك كلمة سر زى اللي الأسرار اللي أبوكي هارى أمك بيها،يا ختي دول ولا الشباب.
تعالت ضحكات زينب و هي تركض بعيدا عنه قائله بمرح
-لا يا نور عيني انت أسرارك غويطه و كل مرة بعيل كفايه الاتنين اللي مش بنيموني و لا الاتنين اللي في بطني يا أبو نص دسته أشرار.
-أنا برضه اللي أسرارى غويطه و لا انتي اللي بتقصدي تربطيني بالعيال؟خايفه لأهرب منك يا زوزة؟
اقتربت منه و هي تحاول نزع رباطة عنقه تميله نحوها
-أحلي ربطة دي و لا ايه يا نور عيني.
صعدت ريحانه الصغيرة تبكي الي والدها الذي كان يريد الهبوط الي زيدان يعنفه علي ما يفتعله بابنته
-لا و ربنا ما اسكت.
ليجد من تجذبه نحوها
-انت مش تبطل عصبيه؟و بعدين ما كل ولدا مثل خاله يغير عليها
وعدها كثيرا أن يكف عن عصبيته
-هبطل بس البنت الواد ده نسخه من أبويا.و يجنن بنتك
زمت شفتيها بتذمر طفولي قائله
-مش عارفه كلهم طلعوا نسخه منه ما عدا انت.مش كنت تبقي زيه
فهم ما ترنو اليه فسألها بخبث قائلا
-و انتي ليه مبقتش زى أمي ريحانه؟ ربطاه جنبها علي طول
تفاجئت من سؤاله
-أنا ليا شخصيتي.و بعدين انا مش من العيله و لا بحمل جينات العيله
و أنا كمان ريحان زيدان الجمال اللي عشقتك من أول نظرة و قلت هي دي أه كان طرقنا كلها غيبيات بس النهاية انتي مراتي بعشقك بطريقه خاصه.و بقانون خاص
ابتسمت و هي تنهض ببطء تضع يدها علي بطنها متعبه من ثقل الحمل تتوجه نحوه لتجده يرتمي بأحضانها بكل لهفه لتتأكد أن الجميع مختلف في عاطفته و عطائها للأخر فغيبيات الفيروز تختلف عن غيبيات الريحانه و لكنها كلها غيبيات تمر بالعشق.
**********************************

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى