رواية غيبيات الفيروز الفصل العشرون 20 بقلم مروة البطراوي
رواية غيبيات الفيروز الجزء العشرون
رواية غيبيات الفيروز البارت العشرون
رواية غيبيات الفيروز الحلقة العشرون
عوده الي خلود و عصام بعد رفضها له طلب من والدها أن يتركهم سويا لبضع دقائق،عندما رفضت كانت شبه غير واعيه لما يحدث حولها،لم تنتبه الا عندما وجدت المكان خالي و لا يوجد سواه بالغرفه فارتعش جسدها بقوة و أدمعت عيناها لدرجه أشعرته بالقلق فاقترب منها ليضع يده علي كتفيها في محاولة منه لتهدئتها لكنها انتفضت بقوة و صاحت قائله
-ابعد عني ،ابعد عني و ما تلمسني،ايه مفكر اني سهله زى الست سمر؟انسي أنت جبت لحد عندي و برضه هتمشي بمزاجي،شفت الصغنن عمل ايه؟
ابتعد عنها و هو يهمس بهدوء
-طيب ممكن تهدي و متخافيش،و بعدين مين قالك اني بعتبرك صغيرة؟بالعكس انتي كبيرة و ناضجه،أنا بعدت عنك و ده كان واجب عليا .
نظرت له بتفحص ثم انطلقت راكضه نحو غرفتها لتصفعها بكل قوتها،تنهد عصام بألم ثم جلس علي الأريكه و هو يهمس لنفسه في أسف
-سامحيني ماكنش في طريقه تاني علشان أبعدك عني غير دي،أنا جيت علي نفسي كتير أوى،بس لما ضربك مبقتش مستحمل تبعدي عني.
-يالا يالا من هنا.
-ده أنا هعمل ليله لله.
-و هعمل عزومه محصلتش للغلابه انها رفضتك.
قالتها وجدان بسعاده،بعضهم يطلقون عليها مجنونه و البعض الأخر مقدرين ما تفعله و يرجعوه الي شخصيتها السيئه قديما،فهي تاريخ حقيقي لقذارة المرأه،حياه زائفه عاشتها و لا تريد لابنتها أن تحيا مثلها تحت ستار الحب.
******************
حل المساء و هو يبحث عنها دون جدوى هاتف عصام ليأتي له و ها هو قد أتي بعد ما قامت وجدان بطرده،اقترب عصام من ريحان و هو يتحدث بحزن
-قلبي معاك،بس مكنش ينفع تسيبها تمشي،ليه تعمل فيها كده و انت أكتر واحد فينا دافعت عنها؟المفروض كنت تحوط عليها،مش تطفشها.
هز ريحان رأسه في صمت ثم أردف بجمود
-عايزك تركز معايا الفترة دي في خلال أسبوع لازم نعرف هي راحت فين،فاهم؟كمان أمها أكيد هتكون عند ناشد،مش عايزها تفضل هناك كتير.
أومأ له عصام ثم أردف باندهاش
-أنا مش فاهم انت ليه مكلمتنيش من بدرى عشان أكون معاك ليه؟أكيد طبعا قاصد تبعدني،بس دلوقتي مش قادر تشيل الليله لوحدك،مش كان زمانها رجعت.؟
زفر ريحان بانفعال
– وده وقته؟ترجع بس و ابقي لومني بعدها،أنا مش خايف غير من انها تكون هي كمان عند ناشد،تفتكر تكون راحت بارادتها بعد اللي عملته ؟
رد عليه عصام بهدوء
-عندك حق،كون انها ممكن تكون هناك وضع مش مطمن،بس هي للدرجه دي لما تزعل منك تضيع نفسها؟و بعدين أمها ايه اللي موديها هناك؟
ثم استطرد متسائلا
-أومال فين نور؟عندي فكرة حلوة ،بس عارف انك مش هتوافق عليها،ايه رأيك نساعد في تهريب فادي؟و يبقي كده ضربنا عصفورين بحجر.
التمعت عيني ريحان بمويض مخيف ثم أردف بقتامه
-ما هو ده اللي أنا ناوى عليه،لذلك مش عايز نور يبقي معانا لأنه هيروح يقول لأمي ،و أنا مش ناقص خوف،تعبت و لازم أرجع فيروز .
***********************
بعد مرور خمسة أيام
لم تعد فيروز ملك ريحان بسبب حيلة ساحرة صغيرة ألا و هي خلود،اضطر ريحان للجلوس مع والده لكي يسدي له نصيحه في كيفيه العثور عليها حتي لو كلفه الأمر دفع كل الأموال الذي يكتنزها و كان رأي والده كالأتي
-سيبك من الفلوس عمرها ما رجعت بني أدم،بص حواليك كويس قبل ما تشق الطريق اللي هيوصلك ليها،فيروز من يوم ما مشيت و رفضت ترجع اختارت تشق طريقها بنفسهابنت بتفكر كويس.
كان يتحدث بصوت عالي فركض الجميع نحو الصوت لتستمع ريحانه الي زيدان و لعبارة تكررت منذ سنوات،منذ زواجهم و تعنيفه لها و كان رجوعها باختيارها و يتكرر الأن نفس الموقف مع ابن الجمال الجديد ريحان.
يقولون دائما ان الحفيد يمتلك صفات جده و لكن هنا امتلك ريحان بأس زيدان و قوته التي تجعله مثل التمثال يدفن مشاعره .
*****************
في صباح اليوم السادس لاختفائها أعلنت العائله الخبر علي الانترنيت،لتذبح صفا في قلبها بنصل سكين حاد،حيث تم توزيع الخبر متضامنا مع خبر هروب فادي.
أخذت صفا تدور بالغرفه ذهابا و ايابا باضطراب و قلق علي اختفاء ابنتها الغير طبيعي و خبر هروب فادي أكد لها حدوث شئ لها لتهتف و هي تبكي بحرقه
-يا حبيبتي يا بنتي ده أنا حتي معرفش انك مختفيه من يوم ما أنا جيت هنا،أعمل ايه بس؟أعمل ايه؟البت حصلها ايه ؟جرى ليها ايه؟أنا لازم أهرب.
****************************
عوده الي ريحانه و ريحان
-ريحان…هتعمل ايه؟
خرجت عن صمتها تسأله فتفتح ذهنه عن حل أخذ ليالي طويله يبحث عنه
-هاروح لناشد و أسمع منه هو عايز ايه.
بدا ريحان أكثر استقرارا،و حكمه و هدوء،منذ قبوله بالأمر الواقع،و اعترافه بعيوبه،و ادراك أخطائه في حقها،و من ثم بدأ يعمل علي اصلاح نفسه،و الأن كل الأمور تسير بعقلانيه، و رزانه تامه لم يسبق و اتخذها منهجا،لكنه الأن تغير ففعلها،وقفت والدته بجواره تشجعه بنبرة هادئه أن يكمل المسيرة كما بدأها للتو،و ألا يستسلم الي شيطانه و لسوء عقله،أو وازع التسرع عنده
*********
لم تكن زينب تشعر بشئ فقط خوفها مما حدث بالأمس من شجار بين ريحان و نور حتي أنها لم تبالي لغياب صفا و فيروز تنظر الي باب غرفه مكتبها بفزع شديد و هي تشعر أن نور سيدلف للغرفه بأي وقت لانهاء علاقاتهم و من كثرة رعبها أخذت تبكي بصمت و هي تشعر بخوف أن نور سينهي تلك العلاقه حتي أخذت قرارها و فتحت باب الغرفه بيد مرتجفه لتنظر الي باب غرفته لتجده يتابعها بهدوء تام لتهتف زينب باستهجان من بين دموعها
-نور!!!انت هنا من بدرى و سايبني علي أعصابي جوه لوحدي؟ليه بتعمل فيا كده و انت عارف اني مليش ذنب في اللي حصل بينكم امبارح.
نهض بكل رشاقه و خفه لتجده يقف بلحظة أمامها و هو يتحدث بنبرة شريرة
-أنا عايزك تسمعيني لأن اللي هقوله مهم أوى،أنا و انتي ملناش صله بأخوكي،انتي نسيتي انك مراتي؟يعني أخدك علي بيتنا ،و محدش يجرؤ يراجعني.
**********************************
كان يود أن يكون انفصالهما بمعدل يومي،و ليس كل هذه المده،بمعني عند استيقاظه،و عند تناول الغذاء،و عند حلول المساء يراها ليمل عيناه من رؤياها و يطمئن قلبه،مر بخاطره احتياج هائج لها،يتذكر كيف جعلها تتركه،ليخيب خاطرها،رن هاتفه،أنها لم تقطع تذكرة باسمها لدي شركات الطيران،و رد عصام في صلابه لا مجال لها للشك بامتغاص، وجده،أنه لم يستطع العثور عليها.
******************************
عوده الي نور
حاولت زينب التملص منه و لكن
-لا يا حبيبتي مفيش أي محاوله منك هترجعني عن قرارى،انتي ثروتي الوحيده و أنا تعبت من العيله دي تلات مرات يتأجل جوازى من يوم ما ظهرت فيروز في حياتنا.
عقدت زينب ما بين حاجبيها ليؤكد لها قائلا
-أيوه،أيوه أنا متأكد انك لو ما جتيش معايا دلوقتي هتفقديني للأبد.
لفق كذبه مناسبه لحاجته كي تأتي معه الي منزله،كل ما يتعلق بعودتها معه لغز،لغز لا يعلم حتي هذه اللحظة ان كانت والدته ترغب في فك طلاسم عقله .
********************************
ذهبت معه و بينما ريحان في خضم البحث عن فيروز هاتفته والدته
-ريحان هي زينب مقالتش ليك انها راحه في حته النهارده؟
اتسعت حدقه عينيه
-زينب المفروض تكون في البيت دلوقتي يا أمي.
ارتعدت أوصال ريحانه و هتفت بخوف شديد قائله
-زينب ما رجعتش يا ريحان و موبايلها مغلق،اختك مش موجوده.
**********
حاول تهدئتها جيدا و بعث فيها الطمأنيه و وعدها أنه سيأتي بها أينما تشاء و قام بمهاتفه نور متأكدا أنها معه و لكن لم يجب نور هو الأخر علي اتصالاته ليجز علي أسنانه قائلا
-بقي كده يا نور؟مش عايز ترد عليا؟هي كانت نقصاك؟
علمت زينب أن ريحان هاتف نور فأرادت أن تطمأنه فهاتفت بدون أن يشعر بها نور
-ريحان ،أنا أسفه،قول لبابا يسامحني،انتم عارفين أنا بحبه قد ايه،المفروض تفرحوا لينا.
لم يرد عليها بل قام بقذف الهاتف علي الأرض ليتهشم أمام أعين والدته الذي قطب جبينه لصراخ ريحان
-لا،مش ناقص،أنا تعبان و الهانم مش علي بالها،أقسم بالله لأوريك يا نور،ده مش راجل ده عيل،و العيال ملهاش الا التربيه.
هبطت ريحانه الدرج مسرعه تسأله بلهفه
-يعني أختك ما اتخطفتش،طب خير الحمد لله.
نظر اليها ريحان بصدمه و لكن لما الصدمه و هي أم تريد الاطمئنان علي ابنتها ليواليها ظهره متجها صوب الباب
-أنا رايح أجبهالك من شعرها و لو حكمت هسجنه و هلفق ليه أي تهمه،علشان يبقي ياخدها و هي تروح معاه بسهوله.
ركضت ريحانه خلفه و هي تصرخ بزيدان قائله
-يالا بينا ما تسبيهوش يا زيدان ده مجنون و يعملها.
ليبتسم زيدان بخبث قائلا
-و هو هيجيب من بره مش طالع ليكي؟نسيتي جنانك
لتصفع ريحانه باب السيارة بقوة و غيظ قائله
-لم نفسك يا زيدان لأحسن هقلع الشوز و انت عارف. و انت كنت ناسي افكرك
لتتعالي ضحكاته المرحه و هي مستغربه أنه في قمة سعادته
-انت مش طبيعي.بتضحك في أصعب اوقات حياتنا للدرجه دى
********
،ذهبوا جميعا الي منزل أمير نجم الدين صديق زيدان و زوج نورا صديقة ريحانه و والدي نور،
-مش تقول يا زيزو انك هتشرفنا النهارده.
رد عليه ريحان عوضا عن والده قائلا
-احنا جايين ناخد زينب في هدوء يا عمي.
شعرت ريحانه بتوتر الأجواء فنهضت تهدأ من ابنها
-مش كده يا ريحان،ما تتكلم يا زيدان هتفضل تضحك؟
تنهد زيدان و هو يصفر و يدندن قائلا
-مش هتجيب الأمانه اللي عندك بقي يا أمير.
هبطت زينب الدرج بكل خوف و هي تتقدم من والدها ببطء لا تخشي أخاها بقدر ما تخشي غضب والدها
-أنا جيت أهو يا بابي،سامحني و الله ما كان قصدي لذلك اتصلت بريحان،أرجوك يا ريحان متزعلش مني بس انت.
كاد ريحان أن يرفع يده ليصفعها و لكنه وجد يد ناعمه تمنعه من الخلف،توقع أنها والدته و لكنه أغمض عيناه لأنه يشعر جيدا بلمساتها
-بابا زيدان مش قصده عليكي يا زوزو،الأمانه هي أنا،هو جابني هنا بطلب من طنط نورا،حبت تعمل زى تيته ياسمين لما أخدت طنط ريحانه و احتوتها.
هبطت في هذه الأثناء نورا تنظر للجميع و هم متفاجئين عدا زيدان و نور الذين قاموا باخفاء فيروز عن ريحان لعله يقيق من تهوره
-مش انتي قلتي انك مش هتظهرى خالص يا فيروز،ايه اللي غير رأيك،و بلاش تقولي علشان القلم اللي كان هيضربه ريحان علي وش زينب.
هنا صفق نور و هو يغمز الي زينب بكل وقاحه قائلا
-لا مور،الحب يا فاتنات ،الحب اللي جاب زينب ورايا،الحب اللي خلي فيروز تظهر، الحب اللي خلي أمي ترقص لأبويا أول مرة شافته.
نظر اليه أمير بغيظ قائلا
-مقدرتيش يا نورا لازم تفضحي نفسك.
التفت ريحان الي فيروز التي كانت شارده في الفراغ
-مش ترجعي معايا يا فيروز؟انتي وحشااااني جدا بموت في بعدك عني
هزت رأسها بحزم لتذهب الي ريحانه تلهيها قائله
-الحمد لله انك كنتي هنا تعالي نروح بقي.
ليوقفها زيدان
-فيروز مش هترجع الا لما ابنك يعتذر ليها في فرحهم علي بعض مع جوز التيران دول.
ركضت نحوه زينب تحتضنه
-يعني مش زعلان مني؟
توجهت فيروز هي الأخرى تحتضن زيدان
-بابا زيدان ده شفا لكل الجروح.
هنا شعر ريحان بالغيرة و علم أنه مخطئ،لتغيظ نورا أمير قائله
-مش زى ناس.
تنحنح نور قائلا
-مش هتحددوا الفرح بقي؟
رد عليه أمير قائلا
-بعد بكره.
ليعترض ريحان
-لا.
استغربت ريحانه
-لا ليه؟
باح لهم زيدان بالسر المكنون
-فادي هرب و أكيد هو دلوقتي عند ناشد.
ارتعشت زينب قائله
-لا طنط صفا.
انتفضت فيروز
-هي ماما مش معاكم ليه؟
ابتلعت نورا ريقها
-هترجع يا حبيبتي باذن الله.
هنا تقدم نور من ريحان يتمسك بيده رغما عنه
-أنا مش هسيبك حتي لو غصبت عليا أسيب،احنا اخوات.
******
عزيزى القارئ أعتقد انك لم تصل حد متعه الاندماج في هذه الروايه لأنك لم تقرأ الجزء الأول منه و لكن دعني أن أوضح لك بعض الأمور أن أردت أن أربط بين الماضي و الحاضر سويا و ذلك يكمن في شخصيه البطل المندفع أعلم أني أذدتها قليلا في شخصية الابن ريحان و لكنها هي نفسها،تسألوني كيف جائتني الفكرة؟الاجابة بعضنا نملك صفات من عوائلنا حتي لو كانت قليله و لكن نملك،لم تكن في نيتي تقديم الجزء الثاني و لكن هذا كان تشجيع قرائي ،يريدون سلسله أخرى من الجميله ريحانه و الوحش زيدان أو كما أطلقوا عليه أخيرا في الجزء الأول الوسيم،حقيقه لم يكن هذا غرضي كما سيعتقد البعض،كنت أريد دائما أن أفاجئ قارئى بكل ما هو جديد ،أعلم أنني خيبت ظنونكم في بعض الأحيان من توقعاتكم،و لكني كنت أريد لهذه الروايه حبكه لم تعهدوها بي من قبل،لم أكن متحفزة لتجربه جزء ثاني من أي روايه تخصني و لكن شاء القدر أن يتم كتابتها بدون فكرة رئيسيه،و لكن بشكل عام أتمني أن تنول رضاكم
***********
عادوا جميعا لمنزلهم ليجد زيدان ابنه يتجه نحوه بلهفه و هو يتسائل
-ايه يا بابا كنت فين من زمان؟انت كنت معترض عليها،و دلوقتي مش سامح لحد يلمسها حتي أنا،ممكن تقولي ايه سر التغيير المفاجئ ده؟
و استطرد ريحان و هو يبتلع ريقه بصعوبه ثم قبل رأس زيدان قائلا بابتسامه حزينه
-كنت مفكر ان شغلك أهم من مشاعرى و أحاسيس،بس عمرى ما كنت أتوقع انك جواك قلب طيب زينا،ليه يا بابا كنت بشوفك قاسي ديما؟
ثم تابع بلوم
-و بعدين ايه اللي سكتك علي مكانها لغايه دلوقتي أنا ما صعبتش عليك و لا ايه؟بابا أنا غلطت،بس مكنتش تقسي عليا بالشكل ده،تعرف اني كنت هقتل ناشد؟
أومأ له زيدان رأسه ليخبره أنه يعلم ما كان يدور بخلده ليكمل ريحان حديثه قائلا
-طيب افرض كنت روحت فيها،العجيبه انه مكنش باين عليك كنت قلقان زينا،بابا أنا مكنتش بنام،مكنتش عايش أساسا،أصالحها ازاي دلوقتي.
تركه زيدان و صعد الي الأأعلي وسط ضحكاته قائلا بمرح
-تصبح علي خير يا رينو،صالح يا أخويا صالح،أنا كمان عندي عقد مصالحه فوق مع أمك،الأميرة ريحانه،ادعيلي ما ترفعش الجزمه عليا.
ذهب والده للنوم ليجلس هو علي الأريكه و هو يفكر بقلق نحو أمر فيروز و اختفاء والدتها و عدم ظهورها حتي اليوم بالتأكيد هي محتجزة لدي ناشد،نهض و صعد الدرج و هو شاردا و ساقه قدمه نحو غرفه فيروز،قطع حبل أفكاره عندما وجد من يصفع الباب من خلفه ليتجه نحو الباب ويفتح عينيه ببطء لتتسع عيناه بصدمه من هيئتها
ابتلعت فيروز ريقها بصعوبه بسبب توترها و هي تطرقع أصابعها الواحد يلو الأخر
-أنا أسفه مكنش ينفع أكسر كلمه بابا زيدان و ما أروحش أقعد عند عمو أمير،أسفه كمان اني روحت بيتنا و استدرجت فادي،أسفه اني تعبتك.بس انا كان نفسي ترجع حضني في اقرب وقت
لم تكمل جملتها بل كادت أن تقع بسبب قبلته المفاجئه لكنه أسندها ليجدها تلتف بذراعيها نحو خصره تحتضنه بشوق و لهف و كأنه الجدار لها.
أصبح الجبل يتنفس بجلال سكونها بين أضلعه،و الأرض من أسفلهم تطلق نداء خفي،منتظرة أيام الدفء الذيذ معه،أعلن صباحهم قدومه بزقزقه العصافير علي نافذتهم،نهض من جوارها و تجول حول الفراش يتأملها،و يستمع الي صوت أنفاسها الذي بدا صاخبا لأذنه،ليشعر ريحان الجمال في تلك الساعه أنه يحيا بأنفاسها،و بدمها و بنبضها،سرح بفكره فيما سيأتي.
أتاه اتصالا من عصام فرد سريعا حتي لا تستيقظ فيروز ،أخبره بهروب صفا
-قدرت تهرب من هناك؟
-فعلا،هي معدش يفرق بالنسبه ليها روحهاقدامه،هيفضل متحكم فيها لامتي.
-هي من الأول كانت بترسم له فخ،بس للأسف فشلت،قولي في ايه عندك تاني؟
-راحت المقابر تقريبا راحت تزور ابنها،ريحان أنا كمان هروح أزور أمي،اطمن بيت ناشد مراقب.
سمح له ريحان أن يذهب لزيارة قبر والدته
******************************
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)