رواية مؤامرة الفصل الثالث 3 بقلم آية محمد
رواية مؤامرة الجزء الثالث
رواية مؤامرة البارت الثالث
رواية مؤامرة الحلقة الثالثة
_ فيـن معتصم… ابني فين؟ ”
التفت الجميـع ليجـدوه خلفهـم، ” سالم ” مسـح طاهر دمـوعه و وقف بعيدا عنـه فلا طاقـة له بجـدال والده، نظرت ليلي له بقلق و وقفت خلف مصطفي ونـادر..
خرج الطبيـب يحمـل ملف الحـالات، فوقف الجميـع ينظر له بترقب وخوف…
” يا ريت يا جماعة نهدي علشان نقدر نستوعب الموضوع، بالنسبـة للحـالات اللي جوا ف للأسف في حـالتيـن اتوفوا و هما زيـاد و عبد الرحمن و أهلهم عرفوا و هما تحـت دلوقتي، وكل الحـالات اللي جوا دلوقتي مستقرة و في تلات حالات في العمليـات..
معتصم سالم، انس محمد، وعلا ياسر..
سأله طـاهر بصوت مرتجف:
_ معتصم حـالته اي!؟
قال الطبيب:
_ مقدرش أقول اي حاجه دلـوقتي، لسه قدامه شوية في العمـلية..
قال سالم بجدية:
_ أنا عاوز أنقل ابني من المستشفي دي..
قال الطبيب بضيق:
_ خطر علي حيـاته يا فندم… ابن حضرتك تحت التخدير العـام و بيتعمـله أكتر من عمليـة، صعب نقدر نخرجه من المستشفي…
تقدم مصطفـي من الطبيب:
_ لو سمحـت يادكـتور، أنا دكتور مصطفي عادل وعاوز ادخـل اوضة العمليات…
أجابه الطبيب:
_ هو صعب بس اتفضل مـعايا يا دكـتور..
تحـرك الطبيب وهم خـلفه حتي أصبحا علي الجهة الاخري من نفس الطـابق حيث غرف العمليـات، دلف مصطفي للداخـل بينمـا ظل الجميـع بالخـارج لا يدري احد ما يحـدث…
وصلت فـردوس وخلفها يوسف، ركضت بكل قوتهـا تبحث عن ابنهـا، رأها طاهر فمسح دمـوعه وأقتـرب منها، امسك بيدهـا، حاولت الحديث فلم تستطـع لم يمر الكلام من حلقهـا فقال هو:
_ هو هيبقي كويس، هيبقي كويس يا ماما متقلقيش..
بكـت وارتمت بين يديه فضمهـا طاهر بحـب وخوف و قلق، أجلسهـا فظلت بجـواره والجميـع ساكن ما بين خائف وداعِ، حتي خرج مصطفي:
_ الحمد لله، مفيش قلق علي حيـاته، هو بس خد كذا خبطه جامـده وعملولـه تغيير مفصـل الركبـه و شوية كدمات، غير كدا هو كويس…
سألت ليلي بصوت باكِ:
_ وهنقدر نشوفه امتي يا مصطفي؟!
أجابها:
_ أعتقد علي اخر اليوم، هو هيرجع دلوقتي العناية..
قال طاهـر لوالدته:
_ ماما خـليكي مع ليلي هنـا.. تعالي يا نادر انت ومصطفي…
تحرك الثلاثة بعيـدا عن الجميـع فسأله طاهر مجددا:
_ اخويا هيبقي كويس يا مصطفي؟
قال مصطفي بهدوء:
_ هيبقي كويس والله متقلقش، هو بس هياخد وقت علي ما يتعافي بس هو كويس، الحالات التانيه اللي معاه ما يعلم بيها الا ربنا.. احمد ربنا انها جت علي قد كدا..
قال طاهر:
_ الحمد لله… بصوا أنا كل اللي معايا 15 ألف جنيـه، و الموضوع هيصرف اكتر من كدا وأنا مش عاوز ابويا يدفع جنيـه واحد.. انا.. ممكن امضيلكم وصل امانه لو…
قال نادر بضيق:
_ والله انك عيل قليل الادب، وصل اي انت كمان!؟ متقلقش من ناحية الفلوس، انا معايا و بابا معاه..
قال مصطفي بجديه:
_ شوف اللي لسه جاي من شهرين قالك انك قليل الأدب، أنا لولا الظرف دا كنت قاطعتك علي الكلمة دي… دا اخويا اكتر منك اصلا، وبعدين انت اساسا مكنتش عارف تربيه وانا اللي ربيته…
آتت ليلي وكأنها تعـرف ما يُفكـر به طـاهر فنادته بعيدا عنهـم، ثم وضعت شيئا ما في يده، وقد كان خاتم واسورة ذهبية وقالت:
_ روح بسرعة بيعهم وخليهم معـاك، واوعي تقولي لا انا بحذرك، انا اساسا لا طايقاك ولا طايقة فرقع لوز اللي اسمه ابوك دا، انا قولتلك بلاش ام الرحلة دي بس دلوقتي مش وقت حساب يا طاهر..
قال طاهر بتأثر:
_ أنتي أصيلة والله يا ليلي، بس خلي دهبك معاكي، مصطفي ونادر هيساعدوني لو احتاجت حاجه، خليكي انتي بس جمب ماما..
رن هاتف طـاهر وقد كـانت فاتن فأجابها فصرخت به:
_ ساعة علشان حد يرد عليـا!!! لا اللي هنا سايبني اخرج ولا اللي عندك بيردو؟! ما انا عاوزة اتطمن انا كمان يا طاهر حرام عليكم حد يطمني!!
أجابها طاهر:
_ هو لسه مخلص عملية دلوقتي ومصطفي كان معاه علشان كدا مردش عليكي، بس هو قالي ان معتصم هيبقي كويس..
كـان يُجري العديد من الإتصـالات، بالشرطة والإعلام و الصحـافـة، عليه تصعيد الأمر لمحاسبـة كل المسئوليـن عن الحادث، فهذا ابنه الأصغـر ولن يُمرر الأمر بسـلام ولكن الجميع حـوله ينظروا لـه بضيق، لا أحد يرغب في وجوده ولا أحد يستطيع اجبـاره علي الذهـاب، وطاهر بنفسه يتسـأل ان كان هذا الرجل حقا يهتم لأمرهم، فكم من مرة كانت ضرباته لهـم مميته!!!
فلاش باك…
صرخت به قائلة:
_ ازاي ابوك عاوز يتجوزني!! ازاي وصل لأبويا يا طاهر!!! أبويا حابسني في شقة ابوك ادهاله و حـالف لأتجوزه، ابوك اشتراني من ابويا!!!!
كاد يفقد عقله وهو يتحـرك في مكتب عمله ذهابا وإيـابا وسألها:
_ انتي فين يا ليلي؟ انا هاجي اخدك وهنتجـوز..
بكت أكثر وقالت:
_ معرفش، انا صحيت لقيت نفسي هنا، ابويا كان متوقع ردة فعـلي، كتب الكتاب بعد العصر، يعني لو معرفتش توصلي هتجوزه غصب عني..
بـاك…
انتفض جسدهـا وكأنها هي من يتذكـر، ولكنها تحمـل بداخلهـا الكثيـر الذي لم تخبر به أحد، ما لن تستطيـع اخباره لهـم، كل تلك الأيام و السنوات المريرة بجوار ذلك العجـوز، سرق شبابها و حطم أحلامهـا فاصبحـت شاردة، بلا رسالة و بلا حلم…
اقتـرب نادر يعطيهـا زجـاجة ماء فأخذتهـا منه ونظرت أرضا تحـاول الخروج من حفرة ذكرياتها والعودة للحاضـر…
كان يومـا طويلا مُتعبـا، في المساء وقف طاهر وبجـواره والدته وليلي أمام الفراش الذي يعتليه جسد معتصم، كان شاحبـا ولكن عندما فتح عينيه ونظـر لهم، شعر بالحيـاة في جسده مرة أخري، قال بصوت خافت:
_ ماما..
اقتربت منه فردوس وقبلت يده و رأسه وقالت بلهفـة:
_ أنا جمبك يا حبيبي، معاك أهوه..
سأل بتعب:
_ كله كويس؟ صحابي؟ حد جراله حاجه!!
قال طاهر بهدوء:
_ كله كويس يا حبيبي، أنت اكتر واحد اتخرشمت بس الحمد لله دلوقتي كويس وهتبقي أحسن ان شاء الله..
قال معتصم بحسره:
_ ساندوتشات البانيه ضاعت يا ماما..
قالت بجديـة:
_ يا حبيبي هعملك عشرين ساندوتش ولا يهمك والله، قوم بس أنت بالسلامة وانا هعملك كل اللي انت بتحبـه..
ضحكت ليلي من بين دمـوعها وقالت له:
_ تصدق ان انت عيـل بصحيح، بقي احنا هنموت من الرعب عليك وانت بتفكر في الساندوتشات..
قال معتصم بألم:
_ بس انتي معرفش جبتي النكد دا منين، اي العياط دا دا شكلك وحش أوي دا انا أول ما شوفتك قولت انا دخلت النـار ولا اي..
نظرت لـه بغضب ترغب في ضربه ولكنـها لم تستطع بسبب وضعه بينما اكمل هو بحب:
_ بس لما شوفت مـاما قولت مش معقـول الملاك دي يكون ليها غير الجنـة، انا بحبك اوي يا ماما…
بكـت فردوس وضمته برفق فتركهـم طاهر متأثـرا ثم تركتهـم ليلي لتظل والدته بجواره لبعض الوقت.. جلست بالخـارج تلتقط أنفاسهـا فوجدت أمامها حقيبة بهـا طعام و مشروب فنظرت للأعلي فوجدته نادر، ضحكت بخفه وقالت:
_ اي يا نادر انت متبنيني النهـاردة ولا اي!!
ابتسم نادر و جلس بجـوارهـا وقال بتعب:
_ الكل تعبان ومحدش متمالك نفسه، انتي مع خالتو فردوس و طاهر مش متمالك أعصابـه ومصطفي….
قالت بسخرية:
_ عمال يجـري ورا الدكتور زي البطة الدايخـة علي عيالها..
ضحك ثم اكمل حديثـه:
_ من الصبح محدش اكل حاجه فجبت أكل للكل، طالما خلاص اطمنا علي معتصم يبقي ليه النكـد..
قالت بتعب:
_ مش نكد والله يا نادر، انت عارف اننا ابعد ما يكون عن النكد، بس الجرح كبيـر والله، صدمه كبيـرة لو كان راح مننا، كنا كلنا هنتكسر حقيقي..
_ الحمد لله ان ربنـا نجـاه، طب بالنسبـة لأبوة اللي بيحـارب بقاله ساعة علشان يشوفه!! مش حـرام.
ابتسمت ليلي بسخرية:
_ لما تشوف علامات الضرب اللي لسه معلمه في جسمـه لحد النهـاردة، هتعرف انه مش حرام، الراجل دا طاغيه يا نادر، هو عاوز يمتلك عياله مقدرش اقول بيحبهـم، هو عاوزهم وخلاص..
سألها بجدية:
_ بس أنتي بتخافي منه؟
أجابته:
_ ابقي كدابة لو قولت لا.. مهو نفس علامات الضرب معلمه عليـا… المهم سيبك منـه وقوم هات طاهر و مصطفي علشان ياكلوا هما كمـان..
فعـل كمـا قال وانتهـي اليـوم بعودة فردوس و ليلي و نادر للمنـزل وبقي طاهر و مصطفي بجـوار نـادر علي ان يتم التبـادل بينهم في اليوم التـالي…
كان الجميـع مرهق فذهب كلا منهم لفـراشه يحـاول النـوم…
أخذ يتقلب في فراشه، لا يعلم حقا متي حدث ذلك! لم يدرك بأنه يهتم لها سوي اليـوم، بكاؤهـا ولهفتهـا وخوفهـا، كل ذلك اصاب قلبـه، وكأنه يشعر به من خلالها هي، ولكنه لا يعلم حقيقة هذا الشعـور، الجميـع يحب وجـودها، وهل حقيقة مشاعره المفاجئة كتلك التي يحملها معتصم و طاهر ومصطفي تجـاهها، ام هي مشاعر من نـوع آخر…
_ صباح الخيـر يا طاهر.. اي منمتش شـوية!؟
قال طـاهر بتعب:
_ لا مقدرتش انام، خوفت يحصل حاجه، بس الحمد لله هو كويس و وضعه مستقـر، بصي يا ليلي انا قولتلك امبارح اني هروح الصبح وانتي تقعدي هنا بس أنا مش هقدر والله اسيبه…
قالت بإبتسامة:
_ عارفة، علشان كدا جبتلك فطـار و جبتلك هدوم، يلا غير هدومك وشوفلك بقي حته تنـام فيها وأنا هقعد هنا بدالك…
ابتسم بإمتنان:
_ شكرا يا ليلي..
قالت بضحكه حفيفة:
_ والله ما عارفه هيفضل خيري عليـكم العمر كله ولا اي!!
اقبل نـادر تجـاههم ثم سحـب طـاهر تجـاهه بعيدا عنهـا وقال بجدية:
_ أنا دفعت حساب العمليـة و حساب الليلة بتاعت امبـارح، انا شوفت ابوك تحت بيسأل علي الحسابات وغاب شوية فقولت اعمل كدا قبـله، وقولته يقول انك دفعتهم من امبـارح، عاوزك تنزل تسيب الفلوس اللي معاك تحت الحساب…
قال طاهر بإمتنان:
_ أنا متشكر أوي يا نـادر، والله انا مش عارف عملت اي في حياتي علشان ربنا يكرمني بيكم و بجيرتكم دي، وهردلك فلوسك في أقرب وقت.
بالفعـل، كان الجميـع وكأن قدم بالمشفي وقدم خارجـها، حتي تعافي معتصم قـليلا وعـاد لبيته بعد اسبـوع، تنهد الجميـع براحة وعاد كـلا منهـم الي شقته..
عاد طـاهر يحمـل أغراض لأخيـه حتي اصطدم بشخص ما وسمع صوت صارخ:
_ اي مش تفتح!! اتعميت علي المسا ولا اي انت كمان!!!
نظر لها بتعـجب وقال بضيق:
_ اي مالك! بتحرقي بنزين علي الفاضي ليه!؟ انتي مين أصـلا!!
قالت:
_انا خدت الشقة اللي في الدور الاخير.
سألها بتعجب:
_ ودا من امتي دا؟ الشقة اللي في الدور الرابع؟
قالت بصوت عالِ:
_ وأنت مالك؟ هتقف تحكي معـايا بتاع اي اصلا!! وسع..
تركتـه وخرجـت فتحرك هو للداخـل ينظر لاثرها بتعجب…
وفي الشقة بالدور الثـاني كانت تجـلس بجـواره وهو يشذب شعـره وقالت بحب:
_ مصطفي..اي رأيك في آية بنت صفاء..
سألها بتعجب:
_ رأيي فيها إزاي يعني؟
قالت بترقب:
_ رأيك فيها كعروسـة ليك.. اي رأيك لو تطلب ايديهـا..
أما في الشقة بالدور الثـالث كـان يجـلس بجـوار والدته وهو يحـاول الحديث:
_ ماما أنا عارف ان الموضوع اللي عاوزك فيه صعب، بصي أنا عارف انك مش هتوافقي بس أنا عاوزك تفهمي مشاعري…
سألته بقلق:
_ مالك يا نادر؟ عاوز تقول اي! واي كل المقدمات دي؟!
قال بتوتر:
_ ماما أنا عاوز أتجـوز ليلي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مؤامرة)