رواية أحببته بعد غيابه الفصل الثالث عشر 13 بقلم مريم السيد
رواية أحببته بعد غيابه الجزء الثالث عشر
رواية أحببته بعد غيابه البارت الثالث عشر
رواية أحببته بعد غيابه الحلقة الثالثة عشر
<السببُ أنا>
_____________________
صمتت وبعدها قالت-أنا عاوزة أتطلق يا محمد.
نظرتُ لها مستفسرا عن ما تقوله، فــ ردفتُ قائلًا-انتِ بتقولي إيه يفيروز… أنا أينعم معترض على الجوازة دي من الأول بس فكرت فيها وقولت فيها إيه لو أدي نفسي فرصة وأحب من تاني، وأشوف حياتي ومش عاوز أبقى معلق نفسي معاها.
كادت أن تمشي ولكنّي أسرعت في إمساك معصم يديها -ممكن تديني فرصة يا فيروز صدقيني أنا محتاجك أكتر من نفسي، محتاجك جمبي الفترة دي.
زفرت بضيق قائلة-الحكاية صعبة أوي يمحمد، صعبة إني أتقبل أعيش مع واحد وأنام في حضنه وهو بيفكر في واحده تانيه.
حاولت أن أغير مسار الحديث فغمزت طرف عيناي قائلاً-يعني على كد انتِ ممكن تنامي في حضني عادي.
أحمرت وجنتيها من الخجل فأردفت قائلة-طيب على فكره انتَ مش محترم وخالتي معرفتش تربي!!
ضحكت على حديثها ثم أضفت قائلاً-صدقيني يفيروز أنا لما ببقى عاوز أحاول بحاول، مدام جيت بنفسي وقولت ليكي إنّي عاوز أنسى يبقى هنسى بمشيئة الله، مدام قولت إني عاوز ابدأ حياة جديدة معاكي وأغير من نفسي ومن قلبي وأحاول أداويه من إللي مر بيه معاكي وبقربك ووجودك جمبي يبقى أنا فعلا هعمل كد، وبعمله علشان الإنسانه إللي متستهلش تتظلم مني ولا قلبي يظلمها ولا يعشم نفسه في وهم.
نهضتُ من مجلسي وجلستُ بجانبها-قبل ما أعتبرك مراتي ولا شريكة حياتي فــ انتِ فيروز إللي دايما كانت تديني شوكولاته من صغرها ولحد دلوقتي…. فيروز إللي دايما كانت تعيط علشان تنام معايا في نفس الأوضه، ولما كبرنا قولتي عيب أنام معاك نفس الأوضه رغم إنه كنا في أولى إعدادي… وساعتها قولتي جملة وأديها إتحققت في وقت مش مناسب بعض الشئ <أنا هنام جمبك في حالة تبقى جوزي> وأديها إتحققت بس في وقت محدش فيه يتقبل الموضوع ده.
كانت تحاول أن تخفى النظر إليّ، وكانت تنظر حولها للفرار من حديثي-أنا عاوزة أنام….النهارده كان يوم متعب في الجوازة ومع حضرتك يعني يوم ما يعلم بيه إلا ربنا يغالي.
إبتسمت على حديثها ثم عقّبت على قولها مردفًا- إدخلي ريحي نامي وأنا نص ساعه وهاجي وراكي.
نظرت مستفسرة فــ قالت-ورايا فين؟!
-في الأوضة يفيروز….. إمممم فهمت قصدك بصي يستي لما نروح شقتنا هبقى أنام في أوضة لوحدي تمام كد؟!
هزت رأسها بإيجاب وإتجهت نحو الغرفة لتنام، أما عنّي فــ كنتُ أئنب ضميري على هذه الكذبة في حق الزوجة التي كتبت عليّ وعلى أُسمي؛ لكن ماذا أفعل لا يجب أن يكون مصيرها إنتهاء حياتها بسبب حبي لــ فتاةٍ خائفة من المستقبل ومن ماضيها، لا زلتُ أحبها وقلبي معها وليس معي، روحي تركتني وذهبت إليها تترجّى بالعودة إليها، ماذا عن عقلي مازال يفكر بها، وعن عيناي؛ ترى طيفها يحول حولي، طيفٌ يلمس جسدي فيبرد بأكمله وكإنه واقع أمامي، مازلت يا مريم في عقلي وقلبي وروحي وكل ما أملك؛ لكن ما ذنبَ فتاة قبلت أن تعيش مع رجل قلبه ليس معها ورغم معرفتها بذلك قبلت بأن تساعدني بأن يتخطاكي، ولو يعلمون بأن الحب لا ينسى وكل ما فيّ لا يستطيع الأفد من حبك وعشق عيناكِ.
<وحينها أدركت بأن تتخطى أحدهم أمرٌ صعب>
<مريم>
زفرت بضيق وقلت-يا ماما يحبيبتي لقينا نفسنا مش فاهمين بعض فقررنا نتطلق فيها حاجه دي يست الكُل.
صرخت في وجهي قائلة-يشيخة حرام عليكي مش حاسة باللي حواليكي ليه، ليه مش عاوزة تفرحيني ولا تفرحي إللي حواليكي، ده انتوا مكملتوش شهر على بعضه حالاً حددته إنكم مش فاهمين بعض؟!!…. مريم هو في حاجه حصلت وأنا معرفش؟!!
-مفيش حاجه يماما حصلت ، وده قسمة ونصيب وبكره ربنا يعوضني بالخير والأحسن منه ولو بتعزيني فعلا ياريت بلاش نتكلم في السيرة دي تاني يا إما قسمًا بــ الله هروح عند كوثر تاني!
لوحت بيديها بضيق وتركتني ودخلت غرفتها، فجلست أنا كيف سأخبر محمد بكل ما في قلبي هل سيقبل بعد ما عناه بسببي، أم سيرفض وسيرفض حبي له، بالطبع سيرفض لقد آذيته كثيرا وجعلت منه شخص حزين وكئيب وتعيس وكل هذا؛ بسببي.
<أحمد>
هاتفتها على الهاتف وقلت لها-ريم محدش يعرف بجوازتي بــ مريم من أهلك مش كده؟
-لا محدش يعرف ولما سألوني عن غيابك قلت إنك سافرت وكد.
-تمام يحبيبي وأنا النهارده جاي عندك علشان نحدد كتب كتابنا مع خالتي.
قالت بفرحه-أنا بجد مش مصدقة إني هبقى مراتك رسمي كد…. أنا ربنا يعلم فرحتي قد إيه يا أحمد، متخيل كد إني أصحى أقوم أحضرلك الفطار وأصحيك تروح شغلك، وترجع بليل تبقى مستني أكل من إيديا وكلمه حلوة مني، ده شعور كفيل يخليني إني عاوزة أعيش معاك العمر كله لوحدي أنا وبس، ده أنا لما سمعت بجوازك من مريم قلبي إتقطع أوي كإن في حاجه أخدت جزء من قلبي، إللي هو إزاي إنسان حبيته من قلبي يختفي فجأة من حياتي، ومع مين مع إنسانه كانت بتحبه أكتر من نفسها، ولما عرفت بإنه لعبة حسيت نيران قايدة في قلبي.
-طيب ما كانت لعبة يــ ريم!
-جوازك منها كان رسمي كان في شهود وعقد قرآن وقسيمة جواز يعني رسمي، القصة لعبة بس الجوازة رسمي وواقعي، كنت خايفة تحبها وترجع في كلامك، وكنت خايفة إنها تنسى محمد وترجع في كلامها وتكمل معاك، كانت أوهام بتيجي في دماغي بتتعبني أوي، بعدك عني يا أحمد بيتعبني أوي…. توعدني إنك مش هتسيبني.
إبتسمتُ لها وقلت-عارف خوفك إني ممكن أسيبك زي ما خلفت بوعدي لــ مريم بس أنا وقتها كنت طفل، بس صدقيني أنا حبيتك يريم في البداية كنت رافض إني أتجوزك ده لإني كنت شايفك بنت خالتي مش أكتر، بس لما لقيت حبك ليا وتقديرك ليا وإحترامك ليا في غيابي خلاني أتعلق بيكي، عرفت إني بحبك لما خطيبك القديم قابلني وقالي أنا كنت خطيب خطيبتك، بمعنى أنا إزاي الشئ إللي يخصني كان ملك غيري، حبها ليا دلوقتي كان نفس حبها ليه زمان، خوفها عليا وسهرها معايا كان نفس الشعور ده معاه، لو خافت من حاجه ورنت عليا تعيطلي وبعدها ترجع تحكيلي مالها، كان نفس الحدث اللي بتعمله معاه، كان نفسي أدفنه مكانه بإنه فكر بس فيكي ولو فكره…. هنا وقتها إكتشفت إني بحبك حب إمتلاك، عارف إني غلطت لما لعبت عليكي اللعبه دي وإني أسمعك كلامي بيني أنا ومريم وإني عاوز أتجوزها، بس قلبي من جوايا كان بيتدمر!!
<لم أعلمُ حينها إنني أحببت، فمنذُ لقائك فأنا عِشِقت>
وجدت الصمت بيننا فسمعت صوت بكاء مكتوم فنهضت بخوف قائل-ريم حبيبتي انتِ كويسة بتعيطي ليه يبنتي؟!
عقّبت قائلة-أصل كلامك حلو أوي يا أحمد…. أنا عمري ما هحب ولا حبيت غيرك وخطوبتي منه كان غصب عني والله لإني كنت عاوزة أفرح أمي مش أكتر لاكن كل إللي بعمله معاك متعملش من قبلك ولا هيتعمل غير معاك لإنك أميري وأنا أميرتك!!
<مريم>
جلست في الشرفة الخاصة بغرفتي، وأنا أفكر بماذا سيحدث في أيامي القادمه، وأسأل نفسي دائمًا <هل لدي المقدرة على مواجهة محمد؟، هل تعافيت أم مازلت مصيبة بالعشق الممنوع؟، هل سأستطيع أن أجعله أن يتخطى ما مر به بسببي؟، كم أود البكاء والبكاء والبكاء لأتخلص من الهموم الذي في قلبي ولا أستطيع كتمانه، أود إحتوائه إلي وأن يخفف عني وما في قلبي، أحببته ولا أعلم كيف أحببته، كنتُ أظن بإني أحببت قبله وما هو كان مجرد إعجاب في الأشخاص الخطأ، الحب صعب، وكم هو صعب، كم أود أن أستيقظ من هذا الحلم المرعب الذي لا أعلم ما هي نهايته؟!>
<مرت أيام و أشهر منهم من أستطاع أن يحصل على من أحبه، ومنهم من يتعافى من ماضيه ومنهم من يحاول بأن ينسى حبه ويتأقلم مع الواقع ومع زوجته الذي وافقت به بأسوء حالاته، وكل منهم لديه سؤال في عقله “هل هذا صحيح أم خطأ على حساب غيري، هل نحن المظلمون أم الظالمين، هل نحنُ أشرار في روايات أحدهم أم الحب والخير الذي ظهر في رواية أحدهم، أما عنها هي فكانت تظن بإنها الأسوأ والأحقر والشريرة في قصص الجميع”>.
<أحمد>
قمت بإحتضانها بعد إستيقاظي من النوم وأنا بجانبها، نظرتُ لها وقلت بداخلي-إزاي كان ممكن أخسر بنت جميله زيها، حبتني وقدرتني، مش مصدق إننا بقينا عايشين في بيت واحد تحت سقف واحد.
قبلتها في وجنتيها فأستيقظت وهي تنظر لي بحب-وغلاوة الست مرزوقة قولي ده حلم ولا حقيقة.
خطفت قبلة سريعة في شفتاها وقولت-صدقتي بقى حقيقة ولا حلم.
إحمرت وجنتيها ونهضت من مكانها إلى المرحاض أما عني فمسكت هاتفي وقمت بكتابة بوست صغير على إحدى التواصل الإجتماعي <فيس بوك>:
-<يقولون بأن الحُب صعب أن تَحْصل عليهِ أمّا عنّي فأعلن عن إنْجازي أنّي حصلتُ على الحُب بأكمَله>
<محمد>
حتى الآن وأنا أشعرُ بالفشل قد لا أستطيع نسيانها أما عنها فقد نست حبي لها، نهضت من مكاني وجدتها في مكان الطهو الخاص بالمنزل وهي تشرب الماء، فردفت قائلاً-تحبي تتمشي؟
نظرت في الساعه ثم عادت النظر إليّ مستفسرة-في الوقت ده؟!!
هزيت أكتافي بمعنى<لا مشكلة> ثم أضفت قائلاً-لو مش حابة هنزل أنا؟!
أسرعت مسرعة إلى الداخل وهي تقول أثناء تغيير ملابسها في الداخل خلف الباب-إيديني عشر دقايق يمعلم وتلاقيني جمبك!!
إبتسمت على خفتها، أحيانا أندم على عدم حبها من نحويي، زفرت بضيق قائلاً لنفسي-خلاص يمحمد بقى إدي لنفسك فرصة فيروز تستحق الحُب.
خرجت وهي مرتدية ملابس رياضية مريحة للتجول في الشوارع، إتجهنا نحو الخارج صعدت نحو السيارة وإتجهت حتى وصلت شارع النيل، نزلنا كلا من أنا وهي، مازال الصمت بيننا حتى تفاجئت بوجودها بمفردها، عندما رأتني ذهبت إلي مسرعه قائلة-محمد!!
عدتُ للبداية وشعرت بإني لا أستيطع نسيانها-مريم!!… بتعملي إيه هنا؟
شاورت لفيروز بأن تذهب نحو السيارة حتى ظلينا بمفردنا فقالت-كنت تعبانه فقولت أنزل أتمشى شوية.
عقّبت بلهفة-انتِ كويسة طيب!!
هزت رأسها بإيجاب ثم أضافت قائلة-محمد….. أنا جاية أقولك إني… جاية أقولك إني تعبت ومش قادره أستمر أكتر من كد،مش قادره أبعد عنك، أنا بعدت عنك علشان أقدر أتعافى من خوفي ومن ماضيا، أنا قدرت غيابك وندمت على إني أتعافى من بُعدك، كان لازم أخد خطوة زي دي وانتَ جمبي.
عيوني إمتلئت بالدموع فأكملتُ قائلة-مش عاوزة أكمل أكتر من كد مش عاوزة أستمر في إني أعذبك وأعذب نفسي على حاجه عمرها ما هتتنسي ولا هقدر أتعافى منها في بُعدك، أنا جيالك وبقولك بعتذر على اليوم إللي قولتلك فيه إبعد.
لا أعلم ماذ أفعل أشعر بالفرحة أم ماذا، نظرت نحو السيارة وأنا أعلم كم سأوذيها إن فعلت ذلك وهي لا تستحق ذلك، نظرت إلى مريم ثم عدت النظر إلى فيروز بمعنى <لكن يوجد شخص سأحبه يوما ما وهو يحبني>.
نظرت لي بتساؤل وكإنها تود معرفة من هذا الشخص، فردفت قائلاً-فيروز مراتي.
تفاجئتُ من حديثه ولكنّى إكتفيتُ ببسمة ثم هزيت رأسي بآيجاب-ربنا يسعدك يمحمد وانتَ إنسان جميل تستحق ده!
كنت أرى الكسرة في عيناها ولأول مره قلبي يخبرني بإسم فيروز كدت أن أصل إلى السيارة إلا أن وجدت صوت سيارة تتوقف فجأة وصوت صريخ مريم أكسر حاجز أذني، نظرت برعب إليها وأنا أرى أمامي الفتاة التي عادت إلي تترجى بأن أعود إليها وروحها تعود، هي الآن أمامي ودمائها حولي وعلى قميصي، تحاول الإقتراب مني كإنها تود قول شئ فأقتربت منها ثم قالت-قلبي أحبك ولكنّه مصيره أصبح ليس معك.
بعد إنتهاء جملتها أعلن لكم كانت آخر أنفاسها، توقف القلب الذي أحببته وحاول بأن لا يؤذيني بالقرب مني، يديها متشبكة في يداي أضمها إلى صدري وأصرخ بكل قوتي كأن طفل فقد أمه، الفتاة التي شعرت معها بالراحة الآن رحلت وتركتني، دمائها على ثيابي وأحرفها مازالت في آذاني، لحظة لحظة لماذا تغطوا وجهها إنها قوية وإستطاعت أن تواجهة كل شئ بمفردها، لا تستطيع أن تكون هذه نهايتها، من مات؟!! أصمتوا ولا تتفوهوا بقول كلمة عنها، مريم لن تموت إنها قوية ولا تقع بهذه الطريقة، سأقتل من يقول هذه الكلمة، صرخت بكل قوتي وأنا أشدد في ضمها إليّ، أصبحتُ كالمجنون، بدل ما إن كانت أن تكون حرم محمد مسلم أصبحت المرحومة الراحلة مريم السيِّد.
لا تخف من الواقع بل عش فيه، لا تستسلم بأن تصل إلى حب عمرك ويكون بالحلال، أن تتعافى من شئ عليك مشاركته مع الأقرب الى القلب، لأن في النهاية لا تجد من كان يحبك وكنت تتمنى القرب منه.
أغلقت المصحف وأنا أنهي آخر كلمة في القرآن، ثم نظرت إلى قبرها قائلٍ-سيصبح قلبي ملكك وليس ملك غيرك، لأن مصيرك هذا؛ بسببي أنا!
#تمت.
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحببته بعد غيابه)