رواية نيران العشق والهوى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير ممدوح
رواية نيران العشق والهوى البارت الحادي والعشرون
رواية نيران العشق والهوى الجزء الحادي والعشرون
رواية نيران العشق والهوى الحلقة الحادية والعشرون
هل يأتي على الإنسان يوماً يصبح فيه غريب كغربة التائه، فاقداً للهوية.. لا يعلم من هو؛ ولما هو هنا، ولماذا كل هذا يحدث معه؟!.
صدح صوته الجهوري قائلاً:
_بس سرك انكشف يا إعتماد..
توقف الزمن بها للحظات غير قادرة على التفوه بشيء أو الالتفات للخلف، كي تمحو ظنها؛ ولكن كيف وهي تعلم هويته جيداً، ومن يكون..
مرت دقائق كالسنوات خيم عليها صمت تام الجميع في حالة سكون..
هدرت إسعاف قائلة:
_ايه يا اعتماد ساكتة ليه، مش تردي على ولدك..
ضربت جبينها بغباء قائلة:
_يقطعني نسيت، إنه مش ولدك أصلاً..
ألتفتت إعتماد ترمقها بحدة، فكانت تقف بجانب أيوب عاقدة ساعديها أمامها..
وضعت السلاح جانباً ووثبت قائمة وتقدمت، لتضبح أمامه، ضمت وجهه بكفيها وقالت بأعين دامعة:
_ولدي الغالي، نور عيني، أسمع يا أيوب اي حاچة سمعتها كدب كل اللي اتقال كدب، يلا بينا خلينا نعاود..
دفع أيوب يدها وقال بجمود:
_وكنتِ رافعة سلاح عليهم ليه، وجايه تعملي إيه هنا..
صمتت إعتماد حائرة لا تعلم ماذا تخبره
فقال هو في تهكم :
_أيه مش لاقية كدبة.. ساكتة ليه؟.
قال كلمته الأخيرة بصوت حاد..
فقبضت إعتماد على يده قائلة:
_هم بينا ياولدي، خلينا نمشي ولما نوصل اجولك كل اللي عايزه.
دفع يدها عنه بحدة قائلاً:
_مش هطلع من البيت ده غير لما اعرف كل الحقيقة، انا أبن مين؟!.
انقبض قلب اعتماد وشحب وجهها وقالت بخفوت:
_انت أيوب ولدي، ولد اعتماد..
هتفت إسعاف قائلة:
_حبل الكدب مهما طال مصيره يتقطع يا اعتماد..
أختطفت زبيدة أطراف الحديث قائلة:
_آن الأوان الكل يعرف الحقيقة يا اعتماد وأولهم أيوب ولدك..
هزت إعتماد رأسها يميناً وشمالاً ونظرها متعلق بأيوب، فقبض أيوب على كتفيها وقال وهو يهزها بعنف:
_مفيش طلوع ليكِ غير لما اعرف الحقيقة، قولي.. أنا مين؟!.
انتِ مش أمي صح!.. وحتي سهر مش أختي.. وهدان مش ابوي.. انا إيه احكيلي.
دفعها للورا ءحتى كادت ان تسقطت ولكنها امسكت بالطاولة خلفها..
وقال هو:
_هتجعدي مكانك وتحكيلي كل حاچة حصلت.
أغمضت اعتماد أعينها لثوانِ؛ الآن لم يعد هناك مفر للهرب، اليوم سينكشف كل شيء سيصبح كلاهما ضائع..
رمقته بثبات قائلة:
_هجولك يا ولدي كل اللي حصل من غير ما اخبي عليك حاچة.
تقدم أيوب وجلس بجانب هشام..
فجلست هي بالمقابل له وتنهدت بعمق وهي تسترجع أحداث مرت عليها العديد من السنوات..
عودة إلى الوراء..
كانت مستلقية على فراشها تصرخ عالياً وهي تتلوى من شدة ألم الولادة..
يجلس وهدان بجانبها.. وجهاً ممتلئ بشرة خمرية و أعين سوداء وشارب كثيف أعلى شفتيه.
استمع لصوت طرقات على الباب فقال بصوت أجش:
أدخل..
دلف الطارق والذي لم يكن سوى عتمان الذي قال:
_الداية عند سيدة عشان هي كمان بتولد، وقالت متقدرتش تسيبها..
أمسكت اعتماد بطرف جلباب وهدان قائلة بألم تجلى في نبرتها:
_اتصرف يا وهدان لحسن الواد يچراله حاچة.
صمت وهدان مفكراً ثم رمق عتمان قائلاً :
_عتمان حضر العربية يلا..
خرج عتمان فوراً..
وقالت إعتماد وهي تتلوى ألماً على فين يا وهدان.
عدل وهدان حجابها وقال وهو يساعدها لتقف:
_على بيت سيدة، بما إن الداية هناك.
هزت رأسها بصمت و سارت معه، ليقابلوا زوجتعه اسعاف، التي قالت فور رؤيتهم :
_على فين ِكده..
رد وهدان بضيق:
_مش وجته يا اسعاف خلينا نلحق الواد.
قالت إسعاف بتهكم:
_واد!..
عرفتوا منين، مش يمكن بت زينا.
هتفت اعتماد بحدة:
_واد يا إسعاف، أنا حاسة كده.
هدر وهدان في قوة:
_بعدي من جدامي دلوج لرمي عليكِ يمين الطلاق..
تنحت إسعاف جانباً و مروا هم.
مضى من الوقت النصف ساعة..
أدخلت ونيسة زوجة عتمان اعتماد للداخل، والتي كانت الصديقة لـ سيدة..
استلقت إعتماد بجانب سيدة التي كانت تصرخ بشدة، ومع بكاء صوت طفل صغير انقطع صوت سيدة و غشى عليها..
قالت ونيسة بدهشة:
_مالها يا زبيدة ..
هتفت زبيدة في فزع بعدما أعطتها الطفل:
_ النزيف بيزيد لازماً ننقلها على المستشفى بسرعة أنا مش هقدر اساعدها أكتر من ِكده..
صرخت اعتماد في حدة بهم:
_ألحقيني أنا اللي هموت..
نظرت بها زبيدة قائلة،:
_أمرك سهل أنتِ خلينا نشوف سيدة الأول..
ابدلت نظرها لـ ونيسة قائلة:
_هاتي الواد هحطه على جنت، وانتي اندهي جوزها يشيلها يوديها..
ومر الأمر مرور الكرام ، حيثُ دلف فاتح زوج سيدة وحملها سريعاً وغادر بها دون ان يرى أحداً منهم طفلهم ..
خرجت صرخات متتالية من جوف إعتماد، وانتهت بصوت تلك الطفلة البريئة..
قالت اعتماد بوهن:
_ولد صح..
هزت زبيدة رأسها نفياً قائلة:
_بت يا ست إعتماد،تتربى في عزك .
أّسود وجهها وحاولت الأعتدال فساعدتها ونيسة، وقالت بعدها:
_هروح أبشر وهدان بيه..
_وجفي عندك..
توقفت ونيسة مكانها عندما استمعت لصوت اعتماد الصارم..
ألتفتت لها بتريث..
واستطردت اعتماد وهي ترمق زبيدة:
_جولتي واد، سيدة جابت واد.
هزت سيدة رأسها بدهشة.
فقالت اعتماد دون تفكير:
_الواد ولدي، والبت بت سيدة..
ضيقت ونيسة أعينها وهتفت في تهكم:
_أتخرفي ولا إيه يا اعتماد..
ردت اعتماد قائلة:
كل طلباتكم مجابة، الفلوس اللي عاوزينها هتخدوها جولته ايه..
صاحت ونيسة في حدة:
_أنتِ اتجنيتي شكلك، أنا هروح اقول لـ وهدان بيه..
لمعت أعين زبيدة بطمع بعدما راقت لها الفكرة فقالت:
_استني يا ونيسة فكري بس يابت، هنطلع من الفقر ونعيش فالعالي..
ابتسمت إعتماد بمكر، وكادت ونيسة ان تتحدث جتى استمعت لصوت طرقات على الباب وبعدها صوت عتمان قائلاً:
_مفيش صوت ليه طمنونا الست إعتماد بخير، وجابت إيه..
قالت إعتماد بخفوت:
_دخلي عتمان يا زبيدة..
هزت زبيدة رأسها بنعم واقتربت من الباب قائلة:
_هدخلك يا عتمان تاخد بت سيدة وفاتح..
هتفت ونيسة:
_لا عاد ده جنان رسمي..
صاح وهدان من الخارج:
_يعني عتمان يدخل على مرتي، وانا أفضل عند الباب.
قالت زبيدة بهدوء:
‘مرتك متغطية وكله تمام، أنا بس هديه البت الغلبانة دي، لازماً تروح لأهلها، ويشوفها دكتور.
هتف وهدان من خلف الباب بهدوء:
_ماشي..
دلف عتمان ناكس رأسه، فصاحت زوجته قائلة:
_دخلته جوزي فكركم هيوافق على عملتكم المهببة.
رمقها عتمان بدهشة، فقصت زبيدة الأمر عليه سريعاً.. فنظر هو لـ اعتماد، فقالت بتريث:
_عتمان عمره ما خالف أمر ليا من يوم ما دخلت السرايا وكله بحسابه، وعارف اللي يطيع اعتماد هيچي من وراها إيه.
ابتسم عتمان لها دليلاً على صدق حديثها وتم الأمر ..
“هذا ما سيحدث في عصراً ضغى فيه حب الماديات.. وتعلقت القلوب بالدنيا ونسيان الأخرة ويوم الحساب”
ختمت اعتماد حديثهم قائلة:
_عتمان وافق وونيسة سكتت بعد ما هددها جوزها بالطلاق وانه لو طلعت وقالتله مش هيصدق والكل هيكدبها..
وأطلقت زفيراً قوياً وهي تستطرد:
بعدها كله حصل كيف ما بدي بقيت أُم الواد اللي أبوك بيتمناه، وست الكل والناس كلمتي مسموعة من الكبير قبل الصغير، غير الفلوس اللي كان أبوك يدهالي وكتبلك أكتر من فدان وعمل حساب بأسمك..
قال أيوب بحزن تجلى في نبرته:
_بعد ما رميتي بتك..
ردت اعتماد في عجل:
_لا جلبي كان عليها دايماً وجبتهم عاشوا جمبنا، وكانت تحت عيني طول الوقت..
بدل أيوب نظره لـ زبيدة قائلة:
_مش مصدق كله ده عشان الطمع عمى عينيكم، أنتِ كمان مش أحسن منها أنتي شريكتها والفرق ان واحدة فيكم ضميرها صحي والتانية ميت لحد الآن..
نكست زبيدة رأسها خجلاً من فعلتها قائلة:
_الذنب كان بيحرقني ياولدي، وزي ما بيجولوا رجلي والقبر، وجيت هنا عشان اجولك كل الحقيقة، هم و انزاح..
حاولت إعتماد جذب إنتباهه وقالت كأنها لم تفعل شيء
_أنسى كل اللي سمعته، أنت جدام الخلق ولد اعتماد ووهدان.
صاحت إسعاف قائلة:
_ينسى ازاي الكل لازم يعرف الحقيقة..
وثب أيوب واقفاً وهو يتمتم :
_وهو ده اللي هيحصل..
انتفضت إعتماد قائمة وهروالت إليه قابضة على يده،وقالت:
_اللي أنت عاوزه يحصل، بس متخربش حياتك، أسمع مني يا ولدي، لو حد عرف، حياتنا كلنا هتخرب وأولهم أنت..
دفع أيوب يدها بعنف وقال:
_كان لازم تعملي حساب لليوم ده..
وتاركها مغادراً..
والتفتت إعتماد لهم وقالت بجحود:
_حسابي معاكم لسة جاي.
وغادرت خلفه، وذهبت وراءها إسعاف..
•••••••••••••••••••••
في السرايا..
كانت سهر بغرفتها،تجلس على فراشها، تهز قدمها قلقاً وقالت وهي تحدث نفسها:
_ياترى عاملة ايه هي دلوجتي!.
ولا عملوا فيها إيه؟!.
_اللي عاملته فيا هي وامها مش هقدر أنساه ولا أسامحهم، بس مكنتش اتمنى ان يحصل فيها كده.
وصمتت قليلاً ثم صاحت قائلة:
_ليه كده بس يما، هان عليكِ ازاي، هي بنت برضه، مش عارفة جبتي القساوة دي منين.
علا رنين هاتفها ، فألتقطته من أعلى الطاولة الصغيرة المصاحبة للفراش نظرت لشاشته فقالت بصدمة وهي تقرأ الإسم المدون :
_عمتي رشيدة..
استطردت حائرة وهي تقول:
_ليه ترن عليا؛ يمكن محتاجة مساعدة.
استقبلت المكالمة بهدوء تام وقالت بخفوت:
_الو..
صاحت رشيدة في حدة:
_رنيت على إعتماد مش بترد، جُلت يبقا مفيش غيرها جدامي أنتِ..
ردت سهر بتريث:
_هي إيمان عاملة ايه دلوج.
هتفت رشيدة قائلة بامتعاض:
_ليكِ عين تسألي، أمك اللي عملت في بتي كده صُح..
قالت سهر بتوضيح:
_أنا عارفة اللي عملته أمي ميصحش بس هي كمان قلبها كان مكلوم على ضناها..
أتاها صوت رشيدة قائلة:
_يعني أمك هي اللي عملت كده..
ردت سهر في عجل:
_صدجيني يا خالة هخليها تصلح الغلط ده وجوزها يرجع ويقول الصدق جدام اهل البلد.
هتفت رشيدة في حدة قائلة:
_بعد إيه ما خلاص الواد بح، بس وحيات كسرت بتي لـ نتقم منكم أشد انتقام..
واغلقت المكالمة بوجه سهر.. فنظرت الأخرى لهاتفها وغمغمت بهدوء:
_استرها يارب..
•••••••••••••••••••••
وصل أيوب إلى السرايا.. وخلفه اعتماد تلاحقه..
توقف أيوب بالمنتصف وصاح منادياً:
_عمي سلمان.. مصطفى.. يامرات عمي.
وضعت إعتماد يدها على فمه تمنعه من الحديث وقالت:
_هش يا ولدي، أسمع بس..
لم يعيرها أيوب أي اهتمام وهتف مرة أخرى:
_ندى، يا ورد..
قالت إعتماد بغصة باكية:
_خلاص نسيت الستة وعشرين سنه، إيه محيت اعتماد من حياتك، واهلك وناسك..
قال أيوب بجمود:
_ياريت مت فـ الكام سنة دول، ولا شوفت اليوم ده.
هتفت اعتماد بعجل:
_أنساه، وخلينا عايشين كيف ما احنا، واسعاف سبهالي..
صرخ أيوب بوجهها وقال:
_انتِ إيه ياشيخة، لسة مصممة على الغلط، انتِ ازاي كده.. مش فارق معاكِ إنك بعدتي طفل مالوش ذنب عن أهله، طاب وبتك عادي كده..
قالت إعتماد مبررة :
_أيوة مش هنكر إني طماعة وحبيت فلوس أبوك ومش هنسى العز اللي كنت فيه بسبب اني ام الواد..
ألتقطت أنفاسها بضيق وتابعت:
_بس السبب في ده كله أبوك، أنت مشفتش عمل إيه يوم ولادة سهر زعق معاي وبهدل الدنيا عشان طلعت بت، وانا ماليش ذنب يا ولدي.
قال أيوب بتهكم:
_عذر أقبخ من ذنب..
كادت ان تتحدث، فصرخ عالياً:
_أخرسي بقا، أخرسي مبقتش مستحمل أسمع صوتك كفاية كده…
في تلك اللحظة انضمت اسعاف إليهم..
واتشد الجميع على صوته الجهوري والتفوا حولهم في حلقة دائرية..
عقدت ندى حاجبيها باستغراب وقالت:
_مالك يا أيوب وشك مصفر وشكلك تعبان، وصوتكم عالي ليه.
رمقها أيوب بجمود وقال:
_روحي اندهي ورد والحجة بسرعة..
هتف سلمان بتعجب:
_هو في ايه ياولدي مالك..
هدر أيوب في وجه ندى:
_أنتِ لسة واقفة عندك، يلا روحي..
اندفعت ندى سريعاً من أمامه.
وهتفت فتحية في ضيق:
_ما براحة على البت يا أيوب..
تقدم منه مصطفى وربت على كتفه قائلاً:
_تعال نقعد احكيلنا مالك متعصب ليه؟!..
توجهت سهر لوالدتها التي تقف تنظر لـ أيوب ودموعها تسيل على وجنتيها، ساعدتها على السير والجلوس.
وهتفت بخيتة بتعجب:
_وإسعاف بتعمل إيه هنا؟!
اقتربت منهم اهسعاف قائلة:
_جيت أعرفكم مين المجرم الحقيقي..
قال سلمان بصوت أجش:
_اقفلي خشمك لحد ما نشوف إيه الحكاية..
جائت سيدة وورد مع ندى فقال أيوب وهو يرمقها بنظرات ثاقبة :
_هو أنا ليه يلا شايف أني شبهك، لدرجة دي كنت أعمى.
ردت سيدة بدهشة:
_خير يا ولدي فيك حاچة؟!.
صاح أيوب قائلاً:
_كل اللي واقف يقعد ، الست اعتماد هتقولكم سرها المتخبي من ستة وعشرين سنة..
تمتمت اعتماد بخفوت وهي تجلس بالمقابل له:
_بلاش يا ولدي..
هتف أيوب في حزم:
_النهاردة مفيش حجج ولا أعذار وكل حاجه لازم تظهر..
جأر سلمان عالياً:
_ما حد يحكي ياولاد في أيه..
هزت اعتماد رأسها وهي تتطالع أيوب، وبدأت بسرد قصتها..
ذُهل الجميع، ونظروا لبعضهم بدهشة، كأنهم يتسائلون هل ما استمعوا له حقيقي..
هتف سلمان بذهول وهو يمعن النظر في إعتماد:
_أنتي عاوزة تفهمينا ان أيوب ولد سيدة وفاتح، و ورد تبقا بت أخوي وهدان!..
هزت إعتماد رأسها بنعم وقالت:
_زمان مكنش العلم اطور، ومفيش الجهاز اللي يبين جنس المولود..
قالت سهر بتعجب:
_يعني ايوب مش اخوي، طاب إزاي!..
وثبت “ورد” قائمة وهي تقول بامتعاض:
_لا ده اسمه جنان، انا مش هصدق الكلام ده، همي بينا يما.
رفعت إعتماد انظارها عليها قائلة:
_دي الحقيقة ياورد يابتي
صرخت ورد بها قائلة بحدة تجلت في نبرتها:
_انا مش بنتك، ولا عمري هبجا بتك، أنا بت سيدة وفاتح وبس، أنا اتكسف من أنك أمي..
أغمضت اعتماد مقلتيها بتأثر من حديثها ودخلت في نوبة بكاء..
خيم الصمت على الجميع وهم يتبادلون النظر فقالت ورد التي مازالت واقفة:
_همي بينا نروح بيتنا يما.
هتفت اعتماد بصوت متحشرج:
_طول السنين دي كنت مفكرة انه الحقيقة عمرها ما تنكشف و أيوب هيفضل ولد اعتماد، بس آن الأوان يا سيدة الحق يبان، ولدك جدامك اهو، وتقدري تسألي ونيسة كمان..
بهدوء تام استقامت سيدة تحت انظارهم المتعجبة وتوجهت لـ أيوب وقفت أمامه، ومالت عليه مقبلة جبينه وقالت بهدوء:
_يوم ما عملت الحادثة، حسيت بقلبي مقبوض ودلوقتي فهمت ليه يا ولدي..
قالت ورد بغصة باكية:
_إيه يما خلاص هتسيبي بتك ورد.
هتفت اعتماد قائلة:
_أمك أهي يا بتي تعالي جمبي..
نفت ورد برأسها، ومدت سيدة يدها لها واختطفت الخطوات الفاصلة بينهم وعناقتها بشدة، ربتت سيدة على ظهرها بحنو قائلة:
_الأم اللي تربي يا ضنا، والحقيقة اللي عمرها ما هتتغير هي أنك بتي..
تأثر الجميع بهم..
وانفصلت سيدة عن ابنتها وقالت بهدوء وهي تربت على كتف أيوب:
_الوجت اتأخر يابتي همي بينا..قالت جملتها تلك ومرت من أمامهم..
وثب أيوب واقفاً، فقال سلمان:
_أطلع ريح شوي يا ولدي، الصباح رباح..
اومأ ايوب برأسه في هدوء، فمالت فتخية على أُذن ندى قائلة:
_جومي يابت ورا جوزك..
هزت ندى رأسها واستقامت تلحقه..
رمقت سهر والدتها بجمود وغمغمت:
_أنا طالعة..
وقفت إعتماد لتلحق بهم، فصاح سلمان واقفاً وهو يقول:
_اعتماد، اطلعي برة ما لكيش قعاد وسطينا بعد عملتك..
كادت ان تتحدث بشيء فقال بحدة:
_يلا برة، وخدي إسعاف في يدك.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نيران العشق والهوى)