رواية كواسي الفصل التاسع 9 بقلم نسمة مالك
رواية كواسي الجزء التاسع
رواية كواسي البارت التاسع
رواية كواسي الحلقة التاسعة
بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
كنت أتعجب من نهاية بعض العلاقات فجأة بعد عقود من الزمن!
مثلا هناك حالات زواج قد تنتهي بعد عشرون عام أو أكثر و أقول في نفسي لماذا لم ينفصلوا من أول الزواج
..لماذا انفصلوا الآن بعد كل هذه المدة الطويلة
وهناك أصدقاء تمت القطيعة بينهم بعد فترة طويلة من الزمن ولم يكن هناك شخص قادر على إعادة علاقتهم مع بعضهم البعض أبدا!
فالأقارب والأخوان والأصدقاء قد يأتي وقت ويتم قطع العلاقة بينهم فجأة فما هو السبب
حتى وصلت لحقيقة أن في كل العلاقات هناك شئ اسمه ..رصيد..
فعلاقاتنا بالناس في الغالب مرهونة برصيد يتحدد حسب معزة هذا الشخص ..
وكل ما كان هناك تعامل راقي ومحترم فإنه يزيد من الرصيد..
والعكس صحيح كل ما كان التعامل سيء وغير لائق ينقص الرصيد وينخفض..
ومع إحساس البعض بحبنا وتقديرنا واحترامنا لهم تجدهم يتمادون بالتصرفات غير اللائقة ولا يعلمون أنهم يسحبون من رصيدهم بالعشم والمحبة التي لهم عندنا ويعتقدون أن رصيد التسامح الذي لهم عندنا ممتد بلا نهاية.. وطبعا العلاقة تستمر حتى ينتهي الرصيد ويصبح صفرا ونفقد القدرة على التحمل والاستمرار..
لكن ربما هناك حالات استثنائية نقرر إعادة شحن الرصيد ونضطر ان نغفر لهم أخطاءهم ..كحال الزوج مع زوجته والزوجه مع زوجها فيقوم احدهما باعادة الشحن ويتحمل الآخر بسبب الأبناء.. وكحال الأخوة والأقارب بسبب صلة الرحم .. وكحال الأصدقاء بسبب العشرة..
فإذا عاد الشخص مرة ثانية وبدأ الطرف الآخر في التمادي فسيسحب رصيده مرة ثانية ..
وهنا نكون فقدنا قدرتنا على التحمل ..
بعدها قد يتم قرار قطع العلاقة نهائيا ويتم اتخاذه بكل ثقة بدون تراجع و بدون ندم كما فعلت كواسي مع عزة جاء وقت انقطاع تلك علاقتها المؤذية بعد صداقة دامت لسنوات.
. سبحان الله وبحمده.
تسمر الطبيب محله پصدمة للحظة من هول إستقبال كواسي له الغير متوقع على الإطلاق ! لقد ركضت عليه فور رؤيته كالطفلة الصغيره التي عاد والدها للتو من العمل حامل بيده ألعابها و حلواها المفضلة معلقة بعنقه بكلتا يديها فأصبحت قدميها مبتعدة عن الأرض بمسافة ليست بقليلة نظرا لفارق الطول بينهماكان يقف بلا حرك في بادئ الأمر إلى أن أستمع لصوتها الرقيق تغرد بفرحة غامرة
أوعي تختفي و تسيبني لوحدي تاني..
نظرت لعينيه عينيها الجميلة رغم حزنها و تعبها الظاهر بوضوح على ملامحها الناعمة و تابعت برجاء
أنا ما صدقت إنك ظهرت في حياتي يا عبيد..
وقفا الاثنين منفصلين عن العالم حولهما يتطلعين لأعين بعضهما بمشهد يشبه الأفلام الرومانسية بينما كان سيد والد كواسي منشغل بتخليص عزة بشق الأنفس من مخالب زوجته و والدته
طلعتي بت قليلة الأصل بتتعمدي تكسر خاطر كواسي اللي بتحبك زي واحدة من أخواتها و معملتش معاكي غير كل خير!
قالتها صفيه و هي تضربها بكلتا يديها
و ليكي عين تجيبي العريس اللي خطفتيه من صحبتك و اتخطبتي له لحد بيتها يا بجاحتك يا بت!
اردفت بها الجدة وهي ټصفعها على مؤخرة راسها
لينصعق سيد حين رأي ابنته معلقة بعنق رجل غريب!!
بت يا كواسي!! صاح بها پغضب عارم جعل والدته و زوجته ينتبهان للمنظر فشهقا كليهما بنفس واحد شاهقة حادة و هما يلطمان وجنتهم لتستغل عزة الموقف و تفر راكضة لخارج الشقة مبتعدة عنهم و هي تصرخ بوعيد مرددة
أما ندمتك يا كواسي و قهرت قلب أهلك عليكي مبقاش أنا عزة..
هجمت فجأة على كواسي و جذبتها من شعرها سحبتها من بين يدي الطبيب بكل ما تملك من قوة جعلتها تصرخ پألم حاد ليسرع و يخطفها عليه ثانية و يقبض على معصم عزة أطبق عليه كاد أن يكسره لها وهو يقول بتحذير
سيبي شعرها أحسن لك..
لتترك شعر كواسي على الفور بعدما قامت بقطع بضع خصلات منه عن عمد!
والله لأندمك يا كواسي..
قالتها بصړاخ وهي تركض مسرعة نحو الدرج المؤدي لخارج المنزل عادت كواسي هادئة للغاية على غير عادتها تطلع له بابتسامة بلهاء حالمة قبل أن تندس بين ذراعيه من جديد أمام أعين عائلتها المتسعة على أخرها من شدة صدمتهم!
خير
اللهم اجعله خير هو أنا شايفه البت حفيدتي متعلقة في رقبة راجل ولا أنا كبرت و خرفت!
اجابتها صفية زوجة ابنها دون أن تبتعد بعينيها عن ابنتها
هو بغض النظر إنك فعلا كبرتي و خرفتي يا حماتي بس أنتي شايفة صح البت بنتي متعلقة في رقبة راجل!
وضعت الجدة إحدى أصابعها أسفل ذقنها و هي تقول
الواد عامل زي درفة الدولاب! يكونش ده عبوها المسكر اللي كانت بتعمل بروفه مع الدولاب على التعليقة الحلوة اللي متعلقها في رقبته دي
أيوه صح هو يا وليه يا تيته عبودي المسكر اللي طلعلي من الأوضة السرية اللي خبتيني فيها من ماما..
عقدت الجدة حاجبيها و هي تقول بدهشة
أنا عندي أوضة سرية و كمان خبيتك فيها!
اه يا تيته اللي تحت السرير بتاعت جد جد جدي..
نظرت للطبيب و تابعت بتنهيدة
دي أحلى حاجة عملتيها لي يا تيته.. أنك خبتيني في المكان اللي عبيد طلعلي منه و نور حياتي كلها و كنت بتمني تصدقوني لما قولتلكم أنه موجود معايا و اديه ظهر لكم بنفسه عشان تبطلوا تكدبوني.
أكملت بتسأل موجهه حديثها للطبيب وهي تقفز بسعادة بالغة
هما شايفينك يا عبيد مش كده أنت ظهرت لهم عشان مكنش حد مصدقنى لما بقولهم إنك بتجيلي و بتبقى معايا في الأوضة
قالت الأخيرة و هي تعاود الاختباء بين ضلوعه جعلته يبتلع رمقه بصعوبة من قربها الذي يجعل دقات قلبه تتسارع أطبق جفنيه حين رأي النظرات الڼارية المصوبه نحوه..
خاصة من والدها الذي كان في حالة يرثى لها عقله غير قادر على استيعاب منظر ابنته يردد بذهول
بيجلها و يبقى معاها في الأوضة! العاړ.. عاري.. شرفي!!
أخذت والدته سکين كان موضوع على طاولة الطعام و مدت يدها به له و هي تقول
خد يا واد يا سيد أغسل عاړك بأيدك..
شهقت صفية بفزع و هرولت على زوجها تمنعه من أخذ السکين
اسكتي يا ست أنتي.. أنا بنتي أشرف من الشرف.
لوت الجدة فمها أكثر من مرة و هي تشير بيدها على وضع كواسي مرددة بسخرية
أشرف اه! و ده يبقى أشرف اللي هي جيباه بكل بجاحة لحد بيت أبوها و متعلقه ف رقبته قدمنا بالشكل ده
سبيني يا صفية أغسل عاري..
قالها سيد وهو يحاول إبعاد صفية من أمامه حتى يأخذ السکين من يد والدته ليوقفه صوت الطبيب يقول بهدوء يحسد عليه رغم توتره
عار أيه يا أستاذ سيد اللي حضرتك عايز تغسله!
عبيد هو العاړ ده بيتغسل بمسحوق عادي ولا أوتومتيك اردفت بها كواسي بجدية تدل على أن تلك الفتاة مع الأسف تعاني من حالة نفسية سيئة جعلتها منفصلة عن واقعها! لكن عائلتها لا تدرك ما تمر به ابنتهم..
ليجن جنون والدها أكثر حين رأها تداعب لحية الطبيب بأناملها و تتغزل فيه قائلة
دقنك كده حلوة أوي و تجنن يا عبيد..
صاح والدها بصوته كله قائلااختشي يا بت يا بنت القالها و هو يقطع المسافة بينه و بينهم و اوشك بالھجوم عليها إلا أن الطبيب اخفاها خلف ظهره و وقف هو في مواجهته مغمغما
أهدى من فضلك وخلينا نتكلم بالعقل..
و هو أنا بقى فيا عقل من عمايل البت اللي هتموتنا بجننها ده..
استدار و نظر لزوجته مكملا
يعني أنتي كنتي عارفه ان بنتك على علاقة بواحد عشان كده كنتي بتربطيها في السرير
حركت صفية راسها بالنفي سريعا و هي تقول و الله ما أعرف أنه راجل بجد يا سيد.. بنتك كانت بتقول أنه عفريت و أنا فكرتها ملبوسة..
ملبوسة أيه ! بنتك لبستنا كلنا يا صفية.. دي المفروض تتربط في العمود و تنجلد صاحية..
ھجم على الطبيب و قبض على ياقته بكلتا يديهو أنت هتتربط و تنجلد معاها.
لحد هنا و نفذ صبر الطبيب فرسم ابتسامة مزيفه على قسماته الجادة قبل أن يزيح يد سيد ببعض العڼف مرددا پغضب
أنا بقول أجي لكم وقت تاني تكونوا هديتوا عشان نعرف نتكلم..
صح يا عبيد يالا بينا نمشي إحنا و نسيبهم.. أنت واحشني أوي و عايزة أفضل معاك و نبقى نرجع لهم بعدين .. أردفت بها كواسي و هي تضع يدها بين كف يده و تستعد للذهاب معه.
يالا يا كواسي.. قالها و هو يدفعها برفق أمامه يحثها على السير فولته هي ظهرها و سارت خطوة واحدة فقط أمام أعين عائلتها المنذهلة ليفتح والدها فمه و هم بالصياح ليمنعهم إلا أنه صړخ بأسم ابنته حين رأي هذا الرجل يرفع يده بلمح البصر و ضغط على عرق كواسي النابض بحركة أحترافيه جعلها تسقط بين ذراعيه فاقدة الوعي في الحال..
كواااسي بنتي.. عملت فيها أيه يا جدع أنت!
حملها على يديه و وقف بها أمامهم بطوله المهيب و دار بعينيه بينهم بملامح صارمة بدت مخيفة و هو يقول
أنا الدكتور عبيد عمير.. دكتور نفسي و جيت من برة مخصوص عشان خاطر كواسي..
. سبحان الله العظيم.
وقف إبراهيم أمام منزل كواسي من بعيد ينتظر خروج عزة خطيبتهحتى أخيرا لمحها تخرج بحالة مزرية تركض بضعف و تجر قدميها جرا هرول خلفها بحذر ظنا منه أن كواسي ربما تخرج خلفها كانت عزة تسير بخطي غاضبة واضعة هاتفها على أذنها و تتحدث فيه پبكاء حاد و نبرة تدل على غيظها و حقدها الدفين
المرادي مش عايزاك تعملها عمل يخليها مچنونة و بتتخيل عفاريت .. لاااااا أنا عايزاها مفضوحة.. عايزها تتفضح و تغلط مع راجل و سمعتها تبقى على كل لسان..عايزاك تنقم لي منها هي و أهلها كلهم.. أنا جايه لك في الطريق حالا..
صمتت لوهلة و رفعت كف يدها الأخر فتحته بحرص ليظهر شعر كواسي بين أصابعها و تابعت بكل ما تحمل من غل
و المرادي مش بس جبت لك حاجة من قطرها.. لااا انا جبت لك خصل شعرها..
أغلقت الهاتف و الټفت خلفها تبحث عن سيارة أجرة و قد تناست خطيبها لتتفاجئ به كان يسير خلفها مباشرة و علامات الصدمة تحتل ملامحه فأيقنت انه أستمع لحديثها حين أردفت بذهول
أنتي بتعملي أعمال لصحبتك!
كان ينتظر أن تكذب أذناه و تنكر ما وصل لسمعه لكنها أذهلته أكثر بجرائتها التي تخطت كل الحدود حتى وصلت إلى الوقاحة و قالت بجبروت
أه يا إبراهيم يلي سبتها تضربني و جريت.. اه عملت ل كواسي اللي عمري ما اعتبرتها إلا عدوتي أعمال و أديك شوفت بعينك هي عملت فيا أيه و أنا اللي رايحه لها بيتها و جيبه لها دكتور!
صاح بانفعال قائلا
أنتي اللي غلطانة في حقها و بتتعمدي تجرحيها و تحرجيها قدام الكل و اللي عملته معاكي ده رد فعل على أفعالك معاها تقومي تمشي في طريق السحر و الشعوذة و تدمري حياتها وأنتو بينكم عشرة طويلة و عيش وملح!!
توحشت نظرة عزة و هي تقول
و لسه هعمل لها تاني و تالت و مليون لحد ما أخليها متنفعش حد و لا حتى تنفع نفسها..
رمقها بنظرة محتقرة و قد بدأ يصل الخيوط ببعضها و أدرك حجم الشړ الذي بداخل تلك المخلوقة الواقفه أمامه
أنا دلوقتي بس عرفت إجابة السؤال اللي كنت بسأله لنفسي كل يوم من يوم ما جيت اتقدمت لك.. ازاى بعد ما كنت معجب بكواسي و خت خطوة جادة ناحيتها و طلبت ايديها اتغيرت فجأة و بقيت شايفها مچنونة و سبتها و خطبتك أنتي!
نظر لها بأعين مندهشة مكملا
أنتي أكيد عملتي ليا عمل أنا كمان!
ضحكت ضحكة تشبه ضحكات الساحرة الشريرة وهي تحرك رأسها بالايجاب و تقترب منه حتى تتمكن من النظر داخل عينيه و هي تقول
و مش هتقدر تسيبني يا إبراهيم لأنك لو عملت كده عمرك ما هتتجوز لحد ما ټموت وحيد..
صمتت لبرهة و تابعت بأمر و نبرة لا تقبل الجدال
و مش بس كده ده أنت كمان هتساعدني و هتخلي صاحبك يشرب نفس العمل اللي انت شربت منه عشان يشوف كواسي مچنونة زي ما أنت شوفتها و يهرب منها..
صمتت من جديد و أكملت بجملة جعلته في حالة عدم وعي من شدة صدماته بها حين قالت
بس بعد ما يغلط معاها و يرفض يصلح غلطته ويسيبها و يسافر تاني بلاد برة.. دي كانت خطتي من البداية ولحد دلوقتي ماشية صح زي
ما رتب لها
يتبع….
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كواسي)