روايات

رواية هذا ليس عالمي الفصل الرابع 4 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الفصل الرابع 4 بقلم نورا سعد

رواية هذا ليس عالمي الجزء الرابع

رواية هذا ليس عالمي البارت الرابع

هذا ليس عالمي
هذا ليس عالمي

رواية هذا ليس عالمي الحلقة الرابعة

– مش قولتلك مش هسيبك يا جميل؟
شهقت بفزع وهي تحملق في ذلك الشخص الذي ظهر لها من العدم، صاحت فيه فازعة:
شهقة بسيطة خرجت منها، وهي تصيح فه بغضب:
– أنت عبيط؟؟
ولم يكن ذلك الشاب غير زين، الشاب الذي تشاجرت معه من قبل، أقترب منها وفي حركة سريعة كان يلوي ذراعها خلف ظهرها بعنف وهو يُكمم فمها بيُمناه، وفي ثوانٍ كان يجذبها لمكان بعيد عن الأنظار، وما ساعده على فعلته هذه هو تطرف الجامعة عن المنطقة السكانية، وأيضًا سير نور في ذلك الشارع الفارغ من المارة ساعده أيضًا، كان يجُر في نور غير آبه لمحاولاتها في الأفلات منه، سار بيها في ممرات كثيرة حتى أنها تضللت عن طريقها الذي تحفظه، وأثناء سيرهم ذلك تملكت نور منه سريعًا ونجحت أن تدفعه بمفصلها في بطنه بعنف، تآه متألمًا وهو يصيح فيها بغضب:
– ما تتلمي بجى! كفاياكي مُعافرة مفيش مفر خلاص آهه يدّي يا بت العضاضة.
كان كف يده يهرس أسفل أسنانها، صرخ بألم وأفلت يده التي كانت تُكمم فمها ولكن يُمناه ظلت تقبض على ذراعها، شدت على قبضته وهو ينظر لها بشر قائلًا لها:
– أنتِ إيه يا بت؟ جنسك إيه؟ مخيفاش، ده أنتِ تحت يدي يعني ممكن أعمل فيكِ ما بدالي.
نظرت له بثبات ثم بدلت نظراتها لذراعها الملوي وقالت ساخرة:
– بقولك أيه يابا بس إيدك الله يكرمك أصلها وجعتني
فتحت عيناه على وسعهما من تلك الثلاجة كما أطلق عليها، وبشر يتطاير من عينه كان يقول لها:
-أنتي أيه يا بت؟! مبتخفيش واصل؟!
ضحكت ساخرة لكي تثير غيظه أكثر، مالت على أذنه وهي تقول له بصوت منخفض أثار تعجبه:
– أخاف من إيه بس؟ ده أنت زي أختي الصغيرة حتى.
ختمت كلماتها وهي تنفض يدها بكل قواها مِنه واستغلالها أنه مصدوم من رد فعلها، وبالفعل نجحت في الأفلات منه، وقبل أن تتفوه بشيء كان يقف أمامها وهو يفتح عليها… قائلًا بغضب:
– كفاية لعب عيال لحد إكده عاد.
لا تنكر فهي بدأت أن تخاف حقًا، المكان شبه خالي من الناس، وذلك المكذوب يهددها بذلك السلاح الصغير الذي في يده، وبتراجع لحظي كانت تقول له:
– أنت زعلت ولا إيه؟ أنا بهزر على فكرة.
أقترب منها وهو ينوي أن يبرحها ضربًا حتى تظل تبكي له أن يسامحها ويتركها لحالها، كان يُخطط لعِدة أشياء للأننقام، أقترب منها وهو ينظر لها بشر ويقول لها:
– بجى حتة بت زيك تفلت مِڼـّي أنّي مرتين؟ ليه فاكرة نفسك إيه يا بت الـ…آهه عيني يا و***
هكذا قاطعته بحركة سريعة منه ولم تكن سوي ألتقاطها لكومة من التُراب الناعم في يدها وألقته على عينه بالتحديد، تزامنًا مع صراخه وسبّه لها كانت تمسك فستانها بيدها جيدًا وتركض من أمامه بسرعة لا تقل عن سرعة الرياح!
ظلت تركض وهي لم تعلم أين هي من الأساس، أما زين؛ فعندما فاق من ألم عينه ركض خلفها بأقصى سرعة لديه يبحث عنها أو عن أي أثر لها، ولكن مهلًا؛ أين ذهبت؟ ظل ينظر حوله لكي يعثر على أي أثر لها لكنها كانت أختفت تمامًا! وقف في منتصف الشارع يسبها في نفسه، أما نور فخرجت من الركن التي كانت تختبئ فيه تنظر عليه تتأكدت أنها ضللته، تنفست الصعداء وهي تحمد ربها، وبأقصر سرعة لديها كانت تسير في ذلك المنطقة الخاوية، وبعد خمسة عشر دقيقة من سيرها لمحت أخيرًا رجل مُسن يجلس على رصيف في ذلك الشاب، رهلت له سريعًا وكأنها عثرت على كنز!
جلست جواره وهي تلتقط انفاسها وتسأله:
– قولي يا حج، أرجع بيت الحج دهشان اللي في ** أزاي؟
تنهد الرجل عاليًا وهو يقول لها:
– ياااه يا بتي، إيه اللي جابك هنا بس؟ أنتِ هتمشي طوالي، وأول يمين تدخلي فيه هتلاقي موقف العربيات وتركبي من هناك.
شكرته وهي تُسب ذلك المكذوب الذي تسبب في كل ذلك ثم نهضت من مكانها وترجلت للمكان الذي وصفه لها الرجل.
*********
كان حاتم يجلس بجوار زين ويبكي من كثرة الضحك!
فزين عاد المنزل لابن عمه والغيظ يتطاير من عينه وبعد إلحاح منه لمعرفة ما حدث روى له ما حدث بالفعل، ولكن للأخر لا يتسطيع أن يسيطر على حاله! ففور انتهاء الأخر من حديثه أنفجر حاتم ضاحكًا عليه، سعل بشِدة وهو يرى ملامح الأخر تمتعض وتتشنج، ألتقط أنفاسه وهو يهتف قائلًا من بين ضحكاته:
– يا بوووي! بجى بت زي دي تعمل فيك كل ده؟؟ أخص على الرجالة يا زين أخص.
ختم كلماته وأنفجر من الضحك مرة أخرى، ولكن الأخر أشتعلت الدماء في عروقه وصاح عليه بحِده:
– ما تهدى يا حاتم في إيه، وبجوولك أيه سيبك من الحديت الماسخ ده.
أعتدل على جلسته ثم واصل بكل حقد:
– الموضوع بالنسبالي مبقاش مجرد تأديب للبت دي، أنا البت دي عجبتني بجى وعششت في نفوخي، ومش ناوي أخرجها من نفوخي غير لما أخد ‏‏منـِيها اللي أني عايزه.
أصتدم حاتم من كلماته! أعتدل الأخر في جلسته يرد عليه بجدية:
– هو أنت واخد بالك دي بت مين؟!
نظر للفراغ أمامه وهو يقول له ساخرًا:
– ده على أساس أن زهرا مش من نفس العيلة أياك؟؟
غضب حاتم من كلماته، عقد جبينه قائلًا له:
– أنت خابر أنا ليه بلعب على زهرا يا زين، ده طار أبوي من زمان جووي؛ ولازم أخده من حباب عينيهم، حتى لو أخر يوم في عمري يا واد عمي.
هُنا ولانت نبرة الأخر، ربت على ظهره برفق وهو يقول له:
– وهتاخده، هتاخده يا حاتم متقلقش، واللي هعمله ده هو كمالة الطار.
صمت لثوانٍ ثم واصل:
– وإيه رأيك أني اللي في دماغي ده هعمله بمساعدة ست الحسن زهرا.
تابع بغضب يملى قلبه:
– ومتنساش أن يد صالح متعاظة بدم أبوي وعمي يا حاتم، يعني لازم تصحصح معايا عشان اللعبة لازم تتلعب صُح.
وبتنتباه شديد كان الأخر يسأله:
– جولي كيف؟
– فتح مُخك معايا.
NORA SAAD
**********
مَرت الأيام على ذلك الحدث سريعًا دون وجود أحداث هامة يمكن يمكن أن نذكرها، حتى نور لم تخبر أحد عن ما حدث لها، وعندما سألوها عن سبب تأخرها في ذات اليوم تحججت بأي شيء؛ فهي لم تريد أن تفعل مشاكل لعائلتها بسبب ماجيئها، وتعلم جيدًا أنهم إذا علموا ما حدث لها من الممكن أن يصدروا فرمان بحرمانها من الدراسة؛ فلذلك قررت الصموت وهي أيضًا نست ما حدث وأنشغلت في دراستها، وخاصة أن متبقي شهر تقريبًا أو أقل على بداية أمتحانات الترم الأول؛ فتريد أن يمُر ما يتبقي على خير دون مشاكل.
لكنها اليوم وعلى غير العادة فقررت أن تفتح مع زهرا موضوع كانت تأجله منذ أسابيع، ولكنها قررت أن لا مجال للصموت أكثر من ذلك، استغلت نور أنها تختلي بزهرا الأن، ففتح معها ذلك الموضوع وسألتها:
– يعني يا زهرا مبقتيش تكلمي الواد ده خالص؟
وردت عليها الأخرى بضيق:
ايواا يا نور قولتلك ميت مره إني قطعت علاقتي بيه، وبعدين بجى خرجي الموضوع ده من نفوخك، مش كل شوية تفتحي الموضوع وتفضلي تحققي معايا، أني زهقت.
هكذا ردت عليها بهجوم شديد، ولكن الأخرى لم تتعجب من لهجتها بل ردت عليها بسخرية من هجومها الغير مبرر:
– والله لما ألاقيكي بتعملي حاجة غلط من حقي أني أوعيكي، أنتِ بنت عمتي وصغيرة ومحتاجة اللي يعرفك الصح من الغلط بدل ما تغرقي.
هُنا ولم يعجبها الأخرى الحديث، فنهضت بعصبية وصاحت فيها بغضب:
– وأنا مش صغيرة يا نور، خلي كلامك لحالك، بس تعرف؛ أنا اللي غلطانة إني عرفتك بالموضوع من الأول أنا اللي جبت لنفسي الحديت وجع القلب.
تعجبت من كل تلك العصبية، هل أصبحت مذنبة وخاطئة لأنها تخشى عليها وتريد أن تطمئن عليها! نهضت مقابلة لها وهي تضيق عينيها وردت عليها قائلة بانفعال هي الأخرى:
– بقى كل ده عشان خايفة عليكِ يا زهرا؟ كل ده عشان بقيت أتكلم معاكِ علي إنك أختي، أنا لو مكنتش بحبك وخايفة عليكِ مكنتش تعبت نفسي معاكِ، ولا شغلت دماغي بيكي أصلًا، كان أسهلي أسيبك تعملي اللي تعمليه.
– خلاص بجى يا نور، جفلي على الموضوع ده.
ثم واصلت بتهديد ظاهر في نبرة صوتها:
– وخلي في علمك لو حد في العيلة عرف بالكلام ده هيطير فيها رقااب، فاهماني يا نور
لم تتحمل نور أكثر من ذلك، قررت الرحيل وأفلات يدها من كل ذلك الهراء، نظرت اها بأشمئزاز وهي تقو لها وهي على تستعد للرحيل:
– آه طبعًا فاهمة، وحقك عليا يا ستي إني صدعتك بكلامي.
تركتها وهي ترمقها بنظرات مستحقرة ورحلت، ولكن في تلك اللحظة كان يوجد حرباء تسمع الحديث وتحلله أيضًا كما يحلو لها!
وأثناء سير نور واتجاهه لمكتب الكتب تصادمت بتميم الذي أوقفها متسائلًا:
– مالِك؟ في حاجة؟
وجاءته أجابتها بقتضاب:
– مفيش عايزة أنزل أجيب كتب للكلية.
– طب أستني أجي معاكِ، وهقول أنا لچدي.
ردت عليه بعدم أهتمام:
– لا تشكر، هروح لوحدي عن إذنك بقى.
تركته قبل أن يجيب عليها، وترجلت نحو مكتب الجد لكي تأخد منه الإذن، أما تميم فظل واقف ينظر في أثارها بتعجب من أسلوبها العجيب، وقبل أن يرحل تقدمت منه زهرا التي كانت تشاهد المشهد منذ بدايته، وبتعجب أتقنت تمثيله:
– مالها دي عاملة زي زعابيب أمشير أكده! وكُتب أيه اللي هتجبها دلوقت، هي متعرفش حد أهنه تجيب مِنِه كتب.
رفع كتفيه بجهل وهو يرد عليها قائلًا:
-ماخبرش، شكلها متعصب وعايزة تشم هوا.
– طيب، عن إذنك أني.
أنهت حدثها وصعدت لغرفتها، أما نور فكانت تبدل ملابسها أستعدادًا للخروج.
**********
صعدت زهرا لغرفتها وأجرت مكالمة لحاتم الذي فور رده عليها قال لها بنبرة مُحببه لقلبها:
– وحشتيني جوي جوي يا عمري.
– وأنت كمان جووي.
جاءها رده والذي أسعد أساريرها:
– طب ما تيجي نتقابل وخلي بت خالك دي تظبطلك الطريق.
تلعثمت في الحديث ولم تعرف ماذا تقول له رغم سعادتها بالفكرة؛ فَهي لم تريد أن تخبره أن نور ترفض علاقتهم لكي لا يشعر بخجل من نفسه، فكرت سربعًا ثم هتفت:
– لااه، أصلها خارجة دلوقت مش هينفع.
لمعت عيون حاتم وبخبث تسأل:
– آه تلاجيها خرجت مع حد من العيلة أكيد.
نفت زهرا،ط موضحه له بخبث عقارب مُلتوي:
لااه، دي خارجة لوحدها، حتى كانت متسربعة وعايزة تنزل بأي طريقة لوحدها يا حاتم.
هنا وسألها مرة أخرى:
– يعني هي نزلت ولا لسه، ما يمكن تلحقيها وتنزلي معاها.
-لااه بقولك متعصبة وعايزة تنزل لوحدها، وبعدين هي كانت بتلبس يعني تلاقيها خلصت ونزلت.
فور سماعه أجابتها تهللت أساريره، فقد جاء الوقت المناسب، هُنا وصاح عليها قائلًا سريعًا:
– طب خليكِ معايا يا حبيبتي هرد بس على مكالمة الشغل دي.
-ماشي يا حبيبي
علق المكالمة وأكرى اتصال بابن عمه لكي بخبره ما قالته له زهرا:
– القطة وقعت في المصيدة، هي نازلة دلوقت لوحدها من الدوار، يعني مش هنحتاج نستنى تاني.
قابل الأخر الخبر بابتسامة جانبية قائلًا:
– طب حلو جوي أكده، يلا أقفل أنت.
ضحك الأخر وهو يقول له بعبث:
– متنساش تدعيلي بجى.
أنهى المكالمة ثم حول المكالمة مرة أخرى لزهرا، صاح عليها وعلى محياه ابتسامة كبيرة قائلًا:
– كنا بنقول أيهه بجى يا حبة القلب.
******
ولكن في مكتب الجد دهشان، كان يجلس برفقة ابنه صالح يتحدثون في عِدة أمور وبين الحديث قال له الجد:
– أيه يا صالح مش ناوي تقرب من بتك بجى ولا إيه؟.
هتف بها دهشان بعتاب لأبنه، فرد عليه الأخر بقلة حيله:
-مخابرش يا بووي، يعني كيف أقرب منِها وأني حاسس إنها مش بتحبني ولا عايزاني من الأساس! ده أني ساعات بحسها إنها مغصوبة على العيشة وسطنا.
ثارت تلك الكلمات غضب دهشان؛ فصاح في صالح بغضب وعصبية:
– طب ما ده أكيد يا صالح، البت سابت عيشتها وأهلها وجت وسط ناس أغراب عنها، إيه عايزها تاخدنا بالأحضان إياك؟ والبنيه مش هتقرب منِك من أول مرة، أنت أصلًا محاولتش تعمل حاجة تقربها منِك، البنيه من يوم ما وعت على الدنيا وهي بعيده عنك ومتعرفش حاجة عن عيلة أبوها، دي كانت غلطتك من الأول يا صالح، متجيش دلوقت وتلوم البت على حاجة أنت السبب فيها.
أما صالح فكانت كلمات أبيه كالسهام التي تغرز في قلبه دون رحمة، وللأسف كل كلمة قالها كان مُحق فيها، هو السبب في كل ذلك هو يعلم هذا جيدًا، كوب رأسها بين يده بتعب وهتف قائلًا:
– كنت فاكر أن اللي بعمله هو الصح، شغلي خلاني أنشغل عنها، لااه لااه الحقيقة هو نساني بتي من الأساس، مكنتش أعرف أن هيجي اليوم اللي هندم في على بُعدي عنها.
رفع وجهه لوالده بعيون حمراء أثر كتمه لدموعه وقال له بصوتٍ مبحوح:
– عارف يا بوي؟ أوقات بقول لحالي ياريتها ما جت تعيش معنا، قلبي بيتعصر عليها كل ما أجي أكلمها وهي تتعامل معايا بجفا وقساوة.
واصلت بغصة مريرة تتعلق في حلقه:
– ومادام هي مش عايزة تعيش معنا ليه مرفضتش؟ طب ليه مطلبتش ترجع مصر تاني مادام هي مش عايزة تعيش أهنه؟
طأطأ رأسه للأسفل وهو يواصل:
– مش لو كانت رجعت مصر كانت زمنها دلوقت مريحاني ومريحة قلبي، بدل ما هي جمبي ومش قادر أخدها في حضني حتى.
وقبل أن يرد عليه الجد كانت تدخل عليهم سمية وهي تقدم لهم الشاي، وبخبث تدخلت في الحديث قائلة:
– مش يمكن تكون وافقت تقعد أهنه عشان خاطر حد أجده أو أجده.
نظروا لها بأستفهام حتى واصلت هي:
-أصلي سمعتكم غصب عني، فقولت أقول رأيي.
نظر لها صالح بعصبية وصاح فيها بحِدة:
– جصدك أيهه يعني يا سمية؟
ببراءة كانت ترد عليه سمية قائلة:
– مجصديش حاجة يا خووي، دي بتتك وأنت حر فيها.
ختمت حديثها ثم تركتهم ورحلت، أما صالح فكان على وشك الأنفجار، طان الجد يتابع الحديث بصمت، وعند أنصراف سمية ربت على كتفيّ ابنه قائلًا له بهدوء:
– أهدى يا صالح، ما أنت عارف سمية بتجول أي كلام.
نفى صالح حديث والده بغضب وهو يصيح نافيًا:
– لااه يا بوي، شكل سمية بتلمح لحاجة، وحاجة كبيرة أوي كمان، عن إذنك.
تركه وخرج إلى وجهته، أما دهشان فتابعه بخوف على الصغيرة من بطش ابيها، فَ صالح في غضبه لا يرى أمامه.
كان صالح يركض على الدرج حيث غرفة نور، لكنه أوقفه صياح أبيه عليه متسائلًا:
-على فين يا صالح؟
: هشووف بتي يا بووي.
– اهدي يا ولدي، وبعدين نور مش أهنه هي استأذنت مِڼـّي وخرجت عشان تجيب كتب لزوم الجامعة.
أتشتعلت عينه أكثر، وبكل غضب كان صوته يهز جدران المنزل بأسم سمية.
******
كانت تمشي نحو الغيطان والمناظر الطبيعة ودموعها تهبط بشدة دون شعور، كانت تبكي على حالها وماضيها، ولِمَ جاءت هنا من الأساس؛ فَهي من يوم مجيئها لهُنا وهي تشاكل هذا وذاك ولا أحد يحب وجودها في المنزل، إذن فَلماذا أبيها فكر بها بعد كل تلك السنوات؟! هل تذكر أن لديه ابنة لها عليه واجبات بعد عشر أعوام، عشر أعوام وهي تفتقد الأمان في حياتها، تفتقد لحنان الأب، عشر أعوام تعيش مع والدتها فقط، عشر أعوام تعيش في ظلم مجتمع مُتخلف ينظر لهم نظرات عجيبة؛ فَهُم في النهاية أمرأتان يعيشان بمفردهما في حي شعبي لا أكثر ولا أقل، قطع أفكارها تلك الضربة الآتية لها من الخلف على رأسها، وتلك اليد التي تسحبها للخلف، لحظات وأغشي عليها وأصبحت لا تدرك ما يحدث حولها.
******
فاقت بعد وقت لا تعلمه، فتحت جفونها بتثاقل ومسكت رأسها بتعب وشعورها بالدوار لم يفارقها، نظرت حولها بعدم فهم، أين هي؟ وماذا تعمل هنا، وقعت عينيها على ذلك التي يقف أمامها عاري الجذع وابتسامة شيطانية ترتسم على شفاتيه، ثوانٍ وكانت تتحول ملامحها للهلع ودخلت في نوبة من الصراخ الهستيري….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى